من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

ترجمة العلامة سيدي عبد المجيد بن حبة رحمه الله


مسجد الصحابي الجليل سيدي عقبة بن نافع رضي الله عنه

هناك حيث تنتهي صخور التل وتفتح الصحراء أذرعها، مدينة تعبق بريح القرون، سيدي عقبة إحدى واحات ولاية بسكرة بالجنوب الشرقي للجزائر، هي مدينة العلم والتاريخ التي يأوي ترابها واحدا من الصحابة الأجلاء الذين مهّدوا للدين الإسلامي ومكنّوا له في مغرب الأرض وثبّتوا رايته على بوابة القارة السمراء حيث من هناك انطلقت الفتوحات صوب أوروبا وأعماق إفريقيا.. هذا الصحابي الجليل هو عقبة بن نافع الفهري رضي الله عنه الذي يقوم مسجده وضريحه الطاهر بهذه المدينة، ولا عجب أن تُنبت سيدي عقبة رجالا مكّنوا للدين والعلم على خطى الفاتح العظيم، وفي ترجمتنا هذه نقدّم لشيخ جمع بين الدين والعلم والعمل وهو واحد من الأعلام الذين يتوّقف عندهم التاريخ ولا يُمكن تأسيس المستقبل دون العودة إلى ميراثه وتتبّع خطاه.إنه عبد المجيد بن حبة.




هو:

العالم العلامة البحر الفهامة سيدي عبد المجيد بن محمد بن علي بن محمد الملقب بـ: "حبة السلمي" وينتهي نسبة إلى قبيلة سليم العربية من مواليد شهر ربيع الأول 1329هـ الموافق لمارس 1911م ببلدة سيدي عقبة التابعة لولاية بسكرة تعلم بمسقط رأسه على شيوخ عدة منهم الشيخ الصادق بن الهادي والعلامة محمد بن صالح منصوري العقبي الملقب " ابن دايخة " والشيخ الجليل عبد الحميد بن باديس ، كذلك كان على صلة وثيقة بأمير شعراء الجزائر محمد العيد آل خليفة، و كان يحضر دروس الشيخ المصلح الطيب العقبي في التفسير بجامع بكار ببسكرة سنة 1929م ، كما لازم دروس الشيخ الهاشمي بن مبارك العقبي في اللغة والنحو والأدب... فقلد كان رضي الله عنه ملما بشتى العلوم مثل الفقه و التفسير وعلوم القرآن، ودرس أيضا علم النحو و البيان ، والعروض ،و المنطق و له تصانيف و تقييدات عديدة في مجالات مختلفة، تتوزع بين اللغة والأدب وعلوم الدين، وله أيضا تصانيف في التاريخ معظمها مخطوط وفي حاجة إلى تحقيق وطبع كي ينتفع بها طلبة العلم. وتجدر الإشارة أنه يمتلك مكتبة ثرية وغنية بالكتب والمخطوطات الفريدة والنادرة.. ونذكر بعض عناوين تصنيفاته التي وصلتنا:

كتاب: حول سيرة الصحابي الجليل سيدي عقبة بن نافع القائد المظفر.
كتاب : تذكرة أولي الألباب
كتاب: إسعاف السائل برؤوس المسائل
كتاب: الهمة في ما ورد في العمة
كتاب في أخبار نبي الله خالد بن سنان العبسي دفين سيدي خالد من عمالة بسكرة.
له أيضا كتاب في أعلام بسكرة وكلها مخطوطة لم ترى النور بعد.
وله أيضا قصائد عديدة نظمها في مناسبات مختلفة منها قصيدة في نسبه مكونة من 42 بيتا.

شأنه شأن العلماء العظام الذين تهوى أرواحهم الأسفار، فقد رحل عن مدينته سيدي عقبة وأختار
بلدة "المغير" التابعة لولاية وادي سوف من صحراء الجزائر منذ سنة 1952، وظلت مقام بيته حتى وافاه الأجل ولقيه ربه رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.



طاف الشيخ مدنا وقرى ومداشر واستوقف زمنه عند المعالم الكبرى خاصة تلك التي لمّا تزل تؤدي رسالتها الدينية والتعليمية والاجتماعية مثل زاوية سيدي علي بن عمر بمدينة طولقة، كما استوقف زمنه عند جامع شيخ المشايخ الولي الصالح محمد بن عزوز البرجي صاحب الطريقة الرحمانية، ومقام المسجد ببلدة برج بن عزوز التي طار ذكرها في أسفار التاريخ والمؤرخين لا سيما وهي التي عُرفت ببلدة العلم والعلماء وروّاد التاريخ وصنّاعه، فقد كان للشيخ على طريق أثر وبكل منهل حضور وبكل ملتقى أنفاس وهذا شأن العلماء الكبار الذين وحّدوا بين التاريخ والجغرافية وأوجدوا معنى آخر للربط بين المناطق والعلماء والعلوم.

وفاته رضي الله عنه:

توفي يوم السبت 21 ربيع الأول 1413ه الموافق ل :19 سبتمبر 1992 م.

أوصافه ومناقبه:

شعلة من الحيوية والنشاط، لا يعرف الكلل ولا الملل، فلم يعجزه سنّه المتقدّم وهو في الثمانين من العمر ببصر ضعيف وجسد نحيف وقامة قصيرة من العمل الجاد والمجتهد والمتواصل بنبض متجدد وعزم لا يلين ولا يهن.. عُرف عنه محبته للبحث وحبّه للقراءة والمطالعة والتنقيب في المخطوطات والكتب والروايات المتواترة بين مشايخ المنطقة.. كما عُرف عنه درايته الكبيرة بخبايا التاريخ واهتمامه بهذا المجال الحيوي.

شيخ بهذه الهمة والعزم جدير بأن يكون مثالا ونبراسا لأجيال الشباب كي تقتبس بعض من روحه العلمية والبحثية والإنسانية سعيا لإضاءة الزوايا المظلمة وإنارة العقول وتطهير الأنفس.. إنه بحق جامعة متعددة التخصصات وموسوعة عميقة المعارف ومتعددة المناهل لم يأخذ حقه في الترجمة والعناية بما تركه من ميراث عظيم فيه كل الخير لهذا الوطن وللأمة التي عاش همومها وآمالها وكتب بلغتها وأبجديتها..
إنه بحق نادرة العصر في حدّة ذكائه وسعة علمه وعميق معرفته وتبحّره في البحث ونباهة فراسته وشدة تعلّقه بميراث الأتقياء والعلماء والأولياء الصالحين.
شهرته أكبر من أن تسعها الآفاق ويعجز القلم عن حصر مناقبه وخصاله ومزاياه وفضائله..


صورة لسي محمد طالب -سي دريس بلعجال - سي عبد المجيد بن حبه رحم الله الجميع


تواضعه :

يشهد من صحب الشيخ وعرفه بتواضعه وسماحته وطيب مجلسه، وهو الذي عاش بين الناس محبا ومجتهدا في التأليف بين القلوب على المحبة، فكثيرا ما كان الشيخ يقوم بزيارات إلى مختلف زوايا ومساجد المنطقة ومجالسة المشايخ والعلماء ومحبي العلم وطريق النور.. فكان له حضور في القلوب كما في العقول، وكان له مقامه العلمي والمعرفي كما مقامه الاجتماعي والإنساني، وكلما ذُكر الشيخ عبد المجيد بن حبة تُذكر معه مكتبه العامرة التي لا يستغني عنها الدارسون والباحثون وطلبة الجامعات.. وهذه المكتبة لمّا مفتوحة أمام روّادها تشيع بين كتبها ومخطوطاتها ووثائقها روح الشيخ العلامة فخر المنطقة والجزائر والأمة العربية عبد المجيد بن حبة رضي الله عنه وأرضاه وجازاه جزيل الخير عمّا قدّمه في حياته وعمّا يقّمه بعد مماته من خلال مكتبته وتصنيفاته، فحقا العلماء أبدا أبدا لا يموتون.

سيبقى الشيخ العلامة عبد المجيد بن حبة حيا بما زرعه من علم في العقول وما ثبّته من يقين في القلوب وما أنبته من شجر لا تقوى عليه رياح الدهور وهو دائم الإثمار والعطاء لكل الأجيال.. فجازاه الله خير الجزاء وأوسع له في رحاب رحمته ورضاه.

2 التعليقات :

غير معرف يقول...

ana noskon fi sidi okba w3andi charaf kbir biha wmerci khoya 3la lmwdo3

غير معرف يقول...

رحم الله الجميع

إرسال تعليق

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |