من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل كتاب المورد العنبري على المنظومة المسماة بالعبقري



- إسم الكتاب : المورد العنبري على المنظومة المسماة بالعبقري في حكم السهو في الصلاة.
«نظم الشيخ الأخضري»
- المؤلف : العلامة عبد الله محمد بن أب المزمري التواتي دفين تيميمون.
- الطبعة: الثانية على ثقافة أبو عامر محمد بن أحمد.
- المصدر: تازولت- زاوية كتنة أدرار. الجزائر.
- الحجم: 5,79 Mo.



* ترجمة موجزة للمؤلف:

- هو الإمام العلامة المصنف الفقيه أبو عبد الله سيدي محمد بن أب بن أحمد، وفي رواية بن أحميد، بن عثمان، بن أبي بكر، المزمري نسبا، التواتي مولدا ودارا، ولد بقرية أولاد الحاج ضواحي مدينة أولف التابعة حاليا لبلدية تيمقطن دائرة أولف ولاية أدرار في العقد الأخير من القرن الحادي عشر للهجرة...

اضغط هنا لقراءة المزيد


~*~*~*~*~*~

فحوى الكتاب:

لما كثر الإقبال على نظم « العبقري في حكم سهو الأخضري »، وهو نظم في سجود السهو وترقيع الصلاة على المذهب المالكي، لصاحبه رحمه الله « العلامة أبي عبد الله محمد بن أبّ المزمري التواتي »، طلب من الشيخ « عبد الله محمد بن أبا عمر التواتي »، أن يضع له شرحا لطيفا ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل، فأجابهم لذلك - رحمه الله - فكان هذا الشرح الذي بين أيدينا، والذي سماه : « المورد العنبري على المنظومة المسماة بالعبقري في حكم السهو في الصلاة»

~*~*~*~*~*~

رابط التحميل

هنــا
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي مصطفى الرماصي



- العلامة المتفنن المحقق و الجهبذ النقاد المدقق، من أذعنت له في وقته الأقران، ولم يختلف في فضله وسعة علمه اثنان وتزاحم على بنات فكره وعرائس سره الداني من أهل العلم والقاصي، الشيخ الإمام القدوة سيدي مصطفى بن عبد الله بن مومن الرماصي، نسبة إلى رماصة1، «قرية صغيرة من قرى مستغانم»، هذا هو الأشهر في عنوانه، وقد يدعى عند بعضهم بأبي عبد الله محمد بدل مصطفى لكنه خلاف الجاري على ألسن العلماء و عملهم في الرمز إليه كما في البناني وغيره.

~*~*~*~*~*~

كان رحمه الله تعالى ممن اشتهر بالتحقيق والتحرير والمتانة في الدين، وسمع الكلمة عند السوقة والأمير، مع لين جانب وتوءدة وتسليم وسريرة صافية وقلب سليم، ومع ذلك ربما يقول في بعض فتاويه لمن يتخيل منه أباية أو تساهلا فيما يلقي عليه فان امتثلت وإلا فسهام الشريعة صائبة مسمومة وعادة الله بهتك من أعرض عنها واضحة معلومة، ورحل رحمه الله إلى مصر في طلب العلم واكتساب الآداب، واقتنى النفائس واجتلى العرائس عن أكابر أهلها من الأصحاب ورحل قبل إلى بلد مازونة 2، وأخذ عن أكابر أهلها من أسلاف السادات الراسيين، وموضع درسه من مسجدهم إلى الآن مشار إليه ومتبرك به، ويتنافس الطلبة على الجلوس فيه.




ومما يناسب هنا ما حكاه لي العلامة سيدي محمد أبو راس مفتي الديار المازونية الآن أنه سمع من جده سيدي أحمد بن سيدي هني أن الشيخ المصطفى الرماصي، وسيدي عمر بن دوبة، و سيدي العربي بن الحطاب كانوا مسافرين بمازونة لقراءة الفقه على أحد الشيوخ من أسلافهم الأقدمين يعني أسلاف سيدي أحمد بن سيدي هنى المذكور، فذات يوم أذن لهم الشيخ في الانصراف وأمر كلا بالرجوع إلى وطنه وقال للشيخ مصطفى أنت المذهب وللشيخ عمر أنت الولي وللشيخ العربي أنت البندير(الرق أو الدف)، ففرح الأولان واهتم الثالث واغتاظ ووقع في قلبه شيء من مقاله البندير وحكى لوالديه ذلك فسألاه هل قال لك الشيخ ذلك في حالة رضى منه أم سخط؟ فقال بل في حالة رضى، فقالا إذا لا بأس عليك، فلم يطمئن قلبه حتى انطلقا به إلى شيخه متضرعين طالبين العفو و الرجوع عن كلمة البندير، فأجابهما الشيخ بأن هذه قسمة وقعت من سيد الوجود صلى الله عليه وعلى آله و سلم، فإن كرهتموها فقد كرهتم قاسمها، ففرحوا حينئذ بذلك وكان من أمره أن صار يمدح النبي صلى الله عليه و آله وسلم و يذكر شمائله بحضرته، ومدحه يماثل مدح سيدي الأخضر مما هو محفوظ عند أولاده مقرر اهـ.



وتآليفه رضي الله عنه بديعة عزيزة المقال، لا زال الأفاضل يقتنونها مستصغرين فيها نفائس الأموال منها شرحه على متن السنوسية ذكر أنه أشبع فيه الكلام على ما يتعلق بالبسملة و الحمدلة، ومنها و هو أشهرها حاشية على شرح شمس الدين عامر ابن ضرب العدواني التتائي على متن أبي الضياء سيدي خليل في فقه مذهب ملك بن أنس رضي الله عن الجميع، قال في طالعتها بعد البسملة والصلاة و تعريفه بنفسه لما كان علم الفقه أفضل العلوم بعد كتاب الله و سنة رسول الله إذا به تعرف الأحكام و يتميز الحلال من الحرام، وقد صنف فيه الأئمة الأعلام دواوين لا تحصى الخ، ولم نقف أيضا على تعيين مولده ووفاته، غير أنه كان في حدود أوائل القرن الثاني عشر بيقين بمستندات لا شبهة فيها ولا مين، هذا ما يسره الله تعالى من ذلك المطلوب، وصلى الله على الحبيب المحبوب سيدنا محمد و على آله و سلم تسليما.

~*~*~*~*~*~

المصدر/

كتاب «تعريف الخلف برجال السلف» لسيدي أبي القاسم محمد الحفناوي - الجزء2 - ص: 566 - مطبعة بيير فونتانة الشرقية في الجزائر- سنة 1906 م

هوامش/

1- رماصة:

هي قرية صغيرة من قرى مدينة مستغانم بالغرب الجزائري

2- مازونة:

- مدينة تاريخية جزائرية تقع في الغرب في قلب جبال الظهرة تابعة الآن لولاية غليزان يعود تاريخ نشأة هذه المدينة قبل ميلاد سيدنا عيسي عليه السلام، و روى ابن خلدون أن مازونة أسست من قبل الأمازيغ ...كانت عاصمة بايلك الغرب في الحكم العثماني، ومنارة للعلم والعلماء...ومن بين أبرز علماءها العلامة أبي زكريا يحيى بن عيسى بن موسى المازوني صاحب كتاب الدرة المكنونة في نوازل مازونة، الغني عن كل تعريف والذي يُعدُّ من الكتب المعتمدة في الفتوى في المدرسة المالكية.
تكملة الموضوع

ترجمة العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد المعروف بالشريف التلمساني



الشريف التلمساني (710هـ - 771هـ ) - (1310م - 1370م ).

- هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن يحيى الإدريسي الحسني العلويني «نسبة إلى قرية من أعمال تلمسان تسمى العلوين» المعروف بالشريف التلمساني، من أعيان المالكية وكبار باحثيهم. نشأ بتلمسان وأخذ عن علمائها، وقد لازم العالم الكبير الآبلي مدة طويلة، وأصبح علماً معروفاً انتهت إليه الإمامية بالمغرب، فنال شهرة عظيمة لدى علماء الأندلس، راسله أكبر علماء الأندلس يطلبون منه إبداء الرأي في مسائل فقهية أو في كتب من أمثال أبو سعيد بن لب شيخ علماء الأندلس وأبو عبد الله لسان الدين بن الخطيب.

~*~*~*~*~*~

- انتقل الشريف من تلمسان إلى تونس عام 740هـ أين التقى علماء كبار وأخذ عنهم من أمثال عز الدين بن عبد السلام، وفي عام 753هـ ضمه السلطان المريني أبو عنان لمجلسه العلمي وأراد نقله إلى فاس، ولكن الشريف حنّ إلى مسقط رأسه والاستقرار بموطنه الأصلي، فاعتقله أبو عنان وأساء معاملته، ثم عاد إليه واسترضاه وجعله من المقربين إليه وذلك بعد استيلائه على مدينة قسنطينة والمغرب الأوسط بكامله. وبقي ملازم السلطان إلى حين وفاة أبو عنان عام 759 هـ، فاستدعاه حمو موسى بن يوسف الزياني بعد أن استرجع تلمسان من المرينيين، وقربه إلى مجلسه وزوجه ابنته وشيد له مدرسة بتلمسان درس فيها إلى أن وافاه أجله عام 771هـ.

~*~*~*~*~*~

- وصفه ابن خلدون الذي عاصره، بالإمام العالم الفذ وبفارس المعقول والمنقول وصاحب الفروع والأصول. وللونشريسي كتاب في ترجمته أسماه «القول العنيف في ترجمة الإمام أبي عبد الله الشريف»، ترك الشريف التلمساني آثاراً كثيرة تدل على مكانته العلمية، منها المطبوع والمخطوط والمفقود، منها: كتاب في القضاء والقدر، مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول، فتاوي في مسائل فقهية.



المراجع/

عادل نويهض ،معجم أعلام الجزائر، بيروت: الطبعة الثانية 1400هـ، محمد بن محمد مخلوف، شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، بيروت: دار الكتاب العربي، د.ت. ابن قنفذ القسنطيني، كتاب الوفيات، تحقيق عادل نويهض، بيروت: منشورات المكتب التجاري، 1971. ابن خلدون، التعريف بابن خلدون ورحلته غرباً وشرقاً، تحقيق: محمد بن تاويت الطنجي، القاهرة: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1951.
تكملة الموضوع

ترجمة العلامة سيدي محمد بن أب المزمري التواتي



محمد بن أب المزمري (ت 1160هـ)

- حياته ونسبه الشريف :

هو أبو عبد الله سيدي محمد بن أب بن أحمد، وفي رواية بن أحميد، بن عثمان، بن أبي بكر، المزمري نسبا، التواتي مولدا ودارا، ولد بقرية أولاد الحاج ضواحي مدينة أولف1 التابعة حاليا لبلدية تيمقطن دائرة أولف ولاية أدرار في العقد الأخير من القرن الحادي عشر للهجرة، إذ لم يعرف له الرواة تاريخا محددا لميلاده، وقد اجتهد الشيخ العلامة باي بالعالم لإيجاد تاريخ تقريبي فاستدل بمؤلف في العروض صنفه ابن ابّ في بداية حياته، وهي قصيدة في فك البحور، وهي من البحر الطويل نظمها في سنة ستة عشر ومائة وألف للهجرة، كما رمز لها بقوله «ويقش» قال في آخرها:

فَعُولن بتثمين حوى مُتقارب *** وقل خبب لن والنظام قد انتهى
بحمد إله العرش في عام «ويقش» *** ولا حول إلاّ بالإله ولا قوى.

وكلمة «ويقش» التي أوردها الناظم في قصيدته حسابها بالجمل الأبجدي "المتعارف والمتعامل به في المنطقة" تعدل العدد 1116 وهي التي أستدل بها سيدي باي بالعالم في تحديد سنه ميلاد المترجم له.

دراسته وشيوخه :

نشأ محمد بن أب المزمري في مسقط رأسه بقصر أولاد الحاج ضواحي مدينة أولف ، وبها تلقى مبادئ علومه الأولى، ثم أتصل بعد ذالك بالشيخ محمد الصالح بن المقداد (ت.ق 12هــ) وبعدها أنتقل إلى قصر زاوية كنته، واتصل بالشيخ الفقيه سيدي عمر بن المصطفى بن سيدي عمر الرقادي (ت.1175هــ)، ومكث بالزاوية طويلا دارسا ومدرسا حتى أنتقل منها لعلة في مائها متوجها الى مدينة تمنطيط التي درس بها طويلا، ثم أنتقل بعد ذالك إلى عدة مدن وأقطار عربية وإسلامية، واستقر به المطاف أخيرا بمدينة تميمون شمال ولاية أدرار وبها توفي.

ومن جملة مشايخه وأساتذته أيضا ،يذكر الشيخ عبد الرحمان بن باعومر التنلاني (ت.1189هــ) أحد تلامذته المقربين أنه "أخذ ببلده الفقه عن السيد محمد الصالح بن المقداد، وعن الفقيه شيخنا سيدي عمر الرقادي، أما النحو والعروض فأخبرني أنه لم يأخذها عن شيخ يعتمد عليه فيهما وأنه فتح الله عليه فيهما على يد صالح، أما النحو فعلى يد العلامة الولي الصالح سيدي أحمد التوجي وأما الخزرجية فعلى يد الشيخ بن عبد الكريم المغيلي.



أوصافه رضي الله عنه:

أما عن صفاته وأخلاقه في التعليم فيقول عنه تلميذه سيدي عبد الرحمان بن باعومر التنلاني (ت.1189هــ): "كان متقنا، مجيدا، متفطنا ،عارفا يباحث الشراح في مجلسه بأحسن بحث، إلا أنه كان قليل الإقراء، ضجورا على الطلبة، وكان رحمه الله ورعا في الفتوى لا يكاد يجيب في نازلة؛ ويحيل على غيره ولو كان أدنى منه، وكان متقنا في الضبط لا يتساهل فيه.

تلاميذه :

على الرغم من كثرة نشاط بن أب العالمي وتعدد رحلاته داخل وخارج الوطن، إلا أن هناك قلة من تلاميذه الذين كتبوا عنه، أو ترجموا له ضمن سلسلة أشياخهم، ولم تسجل كتب التراجم سوى تلميذين بارزين، جاء ذكرهما في كل الأسانيد التي تتحدث عن تلاميذ محمد بن أب المزمري، أما الأول فهو ابنه ضيف الله وقد أثر عنهما مناظرات نحويه عدة، جاءت في شكل أبيات شعرية تضمنتها بعض حواشي مخطوطات المنطقة، وأما تلميذه الثاني فهو الشيخ سيدي عبد الرحمان بن باعومر التنلاني (ت.1189هــ) وقد سجل ذالك بنفسه ضمن سلسل أشياخه حيث قال : "لقيته في صغري وأنا في المكتب بزاوية عم والدي بتنلان، مر بها متوجها لبلاد تجرارين، فحضرت أقرانه للمرشد المعين، فأعجبني تدريسه، فواعدته أن رجع لبلاده أن أرحل إليه للأخذ عنه، فلم يقدر لي ذالك، ثم لقيته مرارا بعد ذلك، واستفدت منه فوائد في النحو واللغة وغيرها ....، وحضرت دروسه فيها.

آثاره:

مؤلفات إبن أبّ كثيرة ومتنوعة، تفوق الحد والحصر، فمنها ما هو مطبوع، ومنها ما هو مخطوط ينتظر الجهد والعزيمة، وسنعرض في ما يلي عددا من ميراثه العلمي.

- قصيدة في فك البحور مطلعها:

بدأت بحمد الله رب مصليا *** على أحمد الهادي الرضا علم الهدى
وأصحابه والأكرمين وآله *** وبعد فخذ فك البحور على الولا

وهي من البحر الطويل نظمها في سنة ستة وعشر ومائة و ألف للهجرة

ختمها بقوله:

فَعُولن بتثمين حوى مُتقارب *** وقل خبب لن والنظام قد انتهى
بحمد إله العرش في عام ويقش *** ولا حول إلاّ بالإله ولا قوى.

- نظم مقدمة ابن آجروم
- أرجوزة في علم العروض وسماها (وائق الحلل في ذكرالقاب الزحاف والعلل)
- نظم باب السهو من الأخضري وسماه (العبقري)
- نظم مقدمة الأجرومية وسماه (نزهة الحلوم في نظم نثر ابن آجروم)
- نظم آخر على الأجرومية من البحر الطويل وسماه (كشف الغموم على مقدمة ابن آجروم)
- أرجوزة في علم الكلام
- أرجوزة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم تشتمل على 89 بداها بقوله:

صل يا إلهي ثم سلم *** دائما على خير الأنام
ما دعاك أو لباك محرم *** قاصدا إلى البيت الحرام

وختمها بقوله:

لامتداح خير الخلق طرا *** سيّد الورى النبي التهامي
يا محمد لازلت تقرا *** من إلهنا أزكى السلام

- تحلية القرطاس في الكلام على مسألة الخماس
- الذخائر الكنزية في حل ألفاظ الهمزية
- روضة النسرين في مسائل التمرين.
وغير ذلك كثير.....



صورة من مخطوط الذخائر الكنزية في حل ألفاظ الهمزية « مخطوطة بخزانة المطارفة»

~*~*~*~*~*~

وفاته رضي الله عنه:

في ظهر يوم الاثنين العاشر من جمادى الأخيرة سنة ألف ومائة وستين هجرية « ت. 1160هـ » انطفات جذوة محمد بن اب المزمري بتيميمون 2 ودفن بمقبرة سيدي عثمان وسط المدينة وقبره إلى جوار الولي الصالح سيدي عثمان أحد أولياء المنطقة.
وقبره مشهور ويزار وهو معروف اآن بقبر العبقري نسبة إلى مؤلف المتداول في المنطقة «العبقري في نظم سهو الأخظري» رحل ابن أب وبقي حيا بعلمه وآثاره رحمه الله ورضي عنه وجزاه عنا كريم الجزاء و نفعنا الله ببركاته آمين.

المصدر:

الترجمة ملخصة من كتاب محمد بن أب المزمري حياته وآثاره للدكتور أحمد جعفري.

هوامش/

1) أولف:




هي إحدى دوائر مدينة أدرار بالجمهورية الجزائرية، تحتل القسم الشرقي للولاية، تبعد بحوالي 240 كلم عن مقر الولاية، يبلغ عدد سكانها حوالي 41 ألف نسمة، تمتاز بطابعها المعماري الإسلامي.

تضم هذه الدائرة أربع بلديات هي:

* أولف
* أقبلي
* تيط
* تمقطن

تعتبر هذه المدينة مجمع لثقافتين هي ثقافة سكان منطقة تيدكلت وسكان منطقة توات وهذا كونها تابعة إداريا لولارية أدرار وهي منطقة توات كما أن لها اختلاط عظيم في النسب مع سكان منطقة تيدكلت وبالخصوص مدينة عين صالح وقد اعتبرت سابقا نقطة ألتقاط الأنفاس بالنسبة للقوافل القادمة من الشرق مرورا بهضبة تديكلت أو الاتية من الغرب من منطقة توات والمغرب، تضم بلدية أولف عدة أحياء هي: زاوية حينون وهي من أكبر أحياء المنطقة، ضف إلى ذلك تقراف - أجديد - الركينة - قصبة ميخاف - عمنات - قصبة بلال.

بها مكتبة أثرية تعد من أعرق مكتبات المنطقة تحوي كتبا من القرون الوسطى بها تاريخ المنطقة وتقع هذه المكتبة ببلدية أقبلي والتي هي تابعة إداريا لدائرة أولف.



خريطة تظهر الأقاليم التابعة لمدينة أدرار

2) تيميمون:



تعرف باسم الواحة الحمراء نسبة إلى بيوتها الملونة بالأحمر وتعرف أيضا باسم قورارة و هي مدينة جميلة جدا ، محاطة بمجموعة من الواحات مثل تينركوك ، سوامي، دلدول، أوقروت وهي قرية تطل على غابة من النخيل ويطل على جزء من العرق الكبير التي تتألف من كثبان رملية رائعة، تقع هذه المدينة في الجنوب الجزائري في منطقة قورارة التابعة لولاية أدرار.
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي محمد الصالح الورتيلاني



محي الفنون و بحر العلم و الدين بعد اندراسه على التعيين المتصف بعلم اليقين، أتقى المتقين، بل أنه شرب من علم اليقين حتى صار من أهل التمكين، علامة زمانه وقدوة أوانه، بركة الأوائل، قد زحلق و أواخر لقابل لحكمة ربانية يعلمها مرسل صاحب الشمائل الولي الصالح سيدي محمد صالح الورتيلاني، كاد أن يجدد الدين في وقته وعلمه مشهور وفضله منشور، توفي في القرن الحادي عشر، ضريحه معلوم ويزار في قرية أجلميم عرش بني أجمات، عرش من عروشنا بني ورتلان وهو في غاية الصدق والوفاء وعن كل متشبه أو شبهة قد خفا رحمه الله و قدس ضريحه و أفاض علينا خيره و ربحه، و نوره قلوبنا أولادنا باليقين و التمكين وحلانا بحلية المتقين في كل تحريك و تسكين.

~*~*~*~*~*~


و هذا الشيخ كان مدرسا للعلم قائما بأمور الطلبة بنفسه مع قلة ذات يده، ويهاجر من كل بلد وقيل ليس على الأحكام الشرعية إلا جيرانه بنو أجمات من بلدنا، فقد انتقل من قرية يبكن ويسكن يتن من بني عيدل فكانوا يمنعون الميراث أيضا فأمرهم بإعطائه وحرضهم على ذلك، فلما رآهم امتنعوا و توانوا رأى هجرته واجبة و علم منهم إن انتقل بحرضتهم يمنعونه، فتركهم إلى أن ذهبوا إلى الزيتون زمانه بحيث لا يبقى أحد في العمارة إلا الضعيف و كبير السن، فلما آن زمانه و حان وقته ذهبوا إليه فرفع زوجه و شؤونه فوقع النداء من العمارة و الصياح ليجتمعوا على الشيخ إذ لا قدرة لهم على فراقه، فتسابقوا إليه من كل فج عميق ليمسكوه، فلما ألحوا على رجوعه و إقامته معهم حلف لا يرجع إليهم إلا بالرجوع إلى الأحكام الشرعية، وقد علم الله في ذلك فامتثلوا أمر يجد و صدق، فرجع فيهم على الأحكام الشرعية إلى الآن و الحمد الله تعالى على ذلك.

~*~*~*~*~*~

نعم أولاده على طريقه من العلم و الحلم و الفضل الإحسان و الأدب و الحياء و البركة رضي الله عنهم، سيما الورع الزاهد المقتفي آثار النبي صلى الله عليه وسلم، المتمكن في طريق الله عز وجل، الجامع بين الحقيقة و الشريعة قدس الله روحه، ولي ظاهر سيدي الحسين نجل الشيخ المذكور المتبع للسنة النبوية و الشريعة المحمدية، كادت أوصاف سيّد الخلق أن توجد فيه، و قد تخلق بمعاني الأسماء و الأوصاف الإلهية، ظاهرة راغب في الدنيا و باطنه خال منها، فالجاهل من الناس إذا رأى حرصه في الظاهر يقول: سيدي الحسين يحب الدنيا، وليس كذلك، بل الدنيا في يد العارف أمانة، و الأمين لا يضيعها وإنما يترقب بها أمر صاحبها أو يردها لصاحبها، ومن أحاط علما بذلك فلا يتغير لفواتها و فقدها لأنها ليست له.

~*~*~*~*~*~

وكان رضي الله عنه يطعم الطعام اليتامى و الأيامى من النساء المحتاج كل يوم كأنه و ليمة عنده، وأخبرني الولي الصالح الأستاذ تلميذ سيدي أحمد بن الحسين أنه سمع من الشيوخ يقول، وجدت تحت الديار زيرين من ذهب، أزال عنهما الستر السيل إزالة، فهمت نفسي بأخذهما فمنعتهما ذلك، ورديت التراب عليهما، فلما أخبرنا بذلك و نحن طلبة عنده قلت له يا شيخي لو أتيت بذلك، فإن المحتاج عند كثير فأجابه قائلا لو أتيت به ربما قالت نفسي هذه الدار لا تصلح وكذا الفرس ابن غيرها، و اشتر أجود منها إلى غير ذلك من شأني كله، فلما علمت حالها، كان ترك ذلك هو أولى بي و أجدر و الإتيان به أشر و أعذر فتركت ذلك، و قال والدي إني لزمته و لم يكن الخير إلا منه، فاغتنم بركته وصار في إتباع السنة و الورع و التقشف أكثر منه، وكان صديقا ملاطفا لجدي و الولي سيدي يحي بن حمودي و سيدي علي الصافي و غيرهم، ومع هذا إذا كان العرس ركب فرسه و لعب بها للسنة النبوية، وكانت والدة أبي من الصالحات شريفة كوالدتي أيضا، و كانت تقسم الليل أثلاثا ثلث الصلاة، وثلث للنوم، وثلث للذكر، وجاري كان عنده الزيتون، وسيدي الحسين ليس عنده، فجعل حظا من الزيتون للشيخ يلتقطه بطهارة أيضا، ليغتنم معارف الشيخ و نوره، و ليغتنم بركته أيضا وحمه الله و نفع به.

~*~*~*~*~*~


و أما أولاده فلا تجد فيهم ناقصا، بل كلهم على الكمال، و كذا أولاد الشيخ سيدي محمد صالح جل أحوالهم على الهدى، وسيدي عبد الله من الصالحين و ترك و ليين من الصالحين سيدي عبد الرحمن و سيدي أحمد و هما متفرقان في السكنى، وقد سمعت أنه قال لي لما تحيّرت من أمر السكنى رأيت قائلا يقول: «فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته» الآية... فسكن موضعا و هو المسمى أثروش مستند إلى الكهف كما رآه في النوم كذلك، فظهر له الفضل و ولداه صالحان سيدي عبد الوهاب، وسيدي علي، قد قرأت على سيدي علي الألفية حاصله أولاد سيدي محمد الصالح لم يقدموا الفضل، وإن كان بعضهم أولى من بعض و كذا أهله و أولاده، وسيدي محمد صالح من قرية بيكن، كلهم على الفضل و العلم و الحلم و الخير خصوصا العلم الفاضل الخطيب المحقق في علم الكلام، وقد سمعت ممن سمع من تلميذه سيدي محمد العيادي أنه قال إن الشيخ قرأنا عليه شهرا بتمامه من قوله فعلى العاقل إلى الختم من غير تبطيل دائما إلى الليل نصا واحدا، و قد سمعت أيضا أنه قال رأي الشيخ السنوسي في النوم يضرب برأسي و يقول أنت أولى بكلامي يا مسعود، و هو العالم الفاضل سيدي المسعود بن عبد الرحمن آية من آيات الله تعالى، و قد تزوجت بنتين من ولده سيدي السعيد، و سيدي علي ولده محقق في علم الكلام غير أنه لا يصل مرتبة أبيه، وكذا سيدي محمد بن الفقيه محقق في علم الكلام فاضل صالح مشتغل بنفسه، و قد أخذ عني الصغرى، بل قرأها قراءة تحقيق بحاشية المحقق المراكشي و كذا أخذ مني الفقيه الفاضل العادل الأديب الحبيب يحي بن حمزة، وهو ليس منهم، فنبهنا عليه لأنه من أجل الفضلاء، قد رأى الكاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يحي بن حمزة من أحبائي و كفى به.



و من الصالحين سيدي الحسين بن حمزة، أنه اشتغل بربه ونفسه إلى أن مات نفعنا الله بجميعهم، ومن هذه الفئة الأديب سيدي محمد بن حم و أولاده مثله.

~*~*~*~*~*~

انعطاف بقي واحد من أولاد سيدي محمد صالح بن سيدي علي بن محمد ظاهر الصلاح، لا أشك فيه إذ خصاله كلها محمودة و دعاؤه، مستجاب كريم على الإطلاق اللهم ارزقه بذكر من صلبه يعمر محله بالعلم و السّر و الولاية و الزهد و الكفاف و العفاف، نفعنا الله بجميعهم آمين بمنه وكرمه، ومن أولاد هذا الشيخ نفعنا الله به سيدي علي بن محمد حي فاضل ذو حب في الله و في كل منتسب أفاض الله علينا من بركاتهم آمين اهـ. ورتيلاني.



~*~*~*~*~*~

المصدر :

كتاب: تعريف الخلف برجال السلف لسيدي أبي القاسم محمد الحفناوي «الجزء الثاني» ص: 386 إلى الصفحة 390 – مطبعة بيير فونتانة الشرقية في الجزائر 1906م.
تكملة الموضوع

حمل كتاب المعيار المعرب لـ أبو العباس أحمد بن يحي الونشريسي



معلومات الكتاب

- اسم الكتاب: المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب
- المؤلف: العلامة الإمام الفقيه أبو العباس أحمد بن يحي الونشريسي.



- المحقق: محمد حجي
- حالة الفهرسة: مفهرس على العناوين الرئيسية فقط.
- دار النشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للمملكة المغربية - و دار الغرب الإسلامي.
- بلد النشر: الرباط - بيروت.
- سنة الطبع: 1401 - 1981.
- عدد المجلدات: 13.
- عدد الصفحات: 6605 صفحة.
- الحجم الإجمالي: 95 ميجا.
- نوع الملف: مصور pdf.


~*~*~*~*~*~

التحميل «الروابط مباشرة»



تكملة الموضوع

حمل كتاب رحلة القلصادي الأندلسي نسخة مُنسقة و مُفهرسة



- اسم الكتاب: رحلة القلصادي الأندلسي
- تأليف: أبو الحسن علي القلصادي الأندلسي (ت: 891)
- تحقيق: محمد أبو الأجفان
- الناشر: الشركة التونسية للتوزيع - بوصاية وزارة الشؤون والثقافة بتونس - سنة 1978
- عدد الصفحات: 254
- الحجم: 4.7 MB

نبذة عن المؤلف:

القلصادي (825-891هـ / 1422 -1487م)

هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي القرشي البسطي المعروف بالقلصادي. عالم رياضي اشتهر في القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي. ولد في بسطة من الأندلس عام 825 هـ. وإليها نسب بالبسطي.

عاش القلصادي في مسقط رأسه ودرس كغيره من طلبة العلم، وأخذ عن كبار علماء بسطة، ثم انتقل بعد أن شذا طرفا من العلوم إلى غرناطة فاستوطنها وطلب العلم فيها. نبغ القلصادي في علم الحساب، كما درس الفقه على علماء غرناطة فأصبح فقيها من فقهاء المالكية. وقد كان يطلب العمل أينما يحل، حتى إنه عندما قصد الحج كان يتوقف في المدن في طريقه لتلقي العلم عن علماء المدينة التي ينزل فيها كي تتوسع مداركه.

~*~*~*~*~*~

وبعد أن أدى القلصادي مناسك الحج عاد إلى غرناطة فعاش فيها ردحا من الزمن، وذلك في الفترة التي كانت فيها الاضطرابات على أشدها لمحاولة النصارى الاستيلاء على آخر معاقل المسلمين بالأندلس، ثم غادر غرناطة إلى مدينة تلمسان التي كانت تعيش أزهى حياتها الثقافية، وقال في صدد ذلك: «أدركت فيها أي تلمسان كثيراً من العلماء والزهاد، وسوق العلم حينئذ نافقة، وتجارة المتعلمين والمعلمين رابحة… فأخذت فيها بالاشتغال بالعلم على أكثر الأعيان والمشهود لهم بالفصاحة والبيان…»، فأخذ عن أشهر أعلامها في ذلك العهد كإبن مرزوق الحفيد وأبي مهدي عيسى الرتيمي وأبي عبد الله محمد الشريف التلمساني وأبي الحجاج يوسف الزيدوري وأبي عبد الله محمد النجار وأبي العباس بن زاغو وقاسم العقباني ، وكانت لهؤلاء شهرة علمية واسعة في تلك الحقبة، ولم يقتصر في هذا الوقت على التلقي عن شيوخ تلمسان بل كان يصرف بعض جهوده في ميدان التأليف ومما ألفه في هذه الفترة كتابه التبصرة الواضحة في مسائل الأعداد، وكان يعقد حلقات للدرس ويتولى الإقراء فيحضر جم غفير من الطلبة للقراءة عليه والإستفادة منه، وكان يدرس بعض الكتب التي صنفها بنفسه ومن الذين قرأوا على القلصادي بتلمسان الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي الحسني الولي الصالح الفقيه في علم الكلام ت 885 هـ قرأ عليه جملة من الحساب والفرائض.

وكان لتلمسان الحظ الأوفر في إقامة القلصادي خلال رحلته إذ تواصلت حوالي ثمان سنوات يضاف إليها سبعة اشهر قضاها بها.

ثم تابع طريقه من تلمسان إلى تونس التي كانت حينئذ المركز العلمي الثاني ومنهلاً من مناهل العلم، وظل يأخذ عن علمائها وشيوخها مدة سنتين ونصف، يقول في صدد ذلك: «إن ينابيع العلوم على اختلافها مغدقة، فلا عليك أن ترى مدرسة أو مسجداً إلا والعلم فيه يُبث ويُنشر».

~*~*~*~*~*~

وفي عام 851 هـ/1447م غادر القلصادي تونس متجهاً إلى مصر عن طريق البحر، وكانت استراحته الأولى في الجامع الأزهر، حيث اجتمع فيها إلى بعض أهل المغرب. ثم كان اجتماعه الأول مع الفقيه العالم أبي الفضل المشذالي البجائي محمد بن محمد… ولم يستقر في القاهرة غير بضعة أشهر، اتجه منها إلى الأراضي المقدسة للقيام بفريضة الحج… حيث اشتغل بمكّة برواية الحديث عن أبي الفتح الحسني المراعي الذي أجازه في أسانيده على كتب الحديث، وفيها أيضاً أنجز تأليف كتاب له بالفرائض يتعلق بـ«شرح فرائض ابن الحاجب».

ومن مكّة عاد إلى القاهرة، ومكث فيها مدّة من الزمن، درس فيها المنطق، وأخذه عن بعض علماء العجم، كما اشتغل أيضاً بدراسة كتب عديدة في التفسير والبلاغة والعلوم العقليّة في مجلس الشيخ العالم السمرقندي شمس الدين محمد الكريمي، كما كان للقلصادي في القاهرة مجلس علم كان يحضره كثيرون من طلبة العلم. قرؤوا عليه وكتبوا عن مصنفاته. كما كان يتابع مجالس شيوخ آخرين ليقرأ عليهم الحساب والفرائض والعلوم العقلية، كما يروي السخاوي في كتابه «الضوء اللامع».

وفاته:

وبعد نحو خمس عشرة سنة عاد القلصادي إلى مسقط رأسه في بسطة، وهو مزود بعلوم أخذها عن علماء الأندلس والمشرق العربي ومشايخهما تجاوز عددهم نحو 33شيخاً عالماً، لم تطل إقامته في بسطه أكثر من شهور عدة اضطر في نهايتها إلى النزوح عنها بسبب الفتن والاضطرابات السياسية التي ذرّ قرنها في هذه الآونة في الأندلس، وسافر إلى غرناطة التي لم يستقر فيها إذ أحسّ بالأخطار وتفاقمها، فرحل عنها إلى باجة (مدينة تقع في الشمال الغربي من تونس تعرف بباجة القمح) حيث استقر فيها إلى حين وفاته، ودفن بضاحية سيدي فرج.

مؤلفاته:

بلغت مؤلفات القلصادي: 13كتاباً في الحساب والنجوم والفلك، و16كتاباً في الحديث والفرائض والفقه والعروض والمنطق والحديث والسياسة.

من مؤلفاته في الحساب والمنطق كتاب «كشف الجلباب عن علم الحساب»، انتهى من تأليفه عام 849هـ/1445م، مرتب في أربعة أجزاء، له نسخ خطية في دار الكتب المصرية بالقاهرة ودار البلدية بالإسكندريّة، والمكتبة الوطنية بباريس، وكتاب «كشف الأسرار عن علم حروف الغبار» أي الحساب رتبه في مقدمة وأربعة أجزاء وفاتحه، صنفه عام 875هـ/1470م في غرناطة. اختصر فيه القلصادي كتابه «كشف الجلباب».

طبع الكتاب في مدينة فاس بالمغرب عام 1315هـ/1897م، ثم طبع بمصر عام 1309هـ/1891م. نسخه الخطية في: المكتبة الظاهرية بدمشق وفي دار الكتب القطرية والإسكندرية، ودار الكتب المصرية بالقاهرة بعنوان »كشف الأسرار عن وضع حروف الغبار« وفي مكتبات تركيا وبيروت والموصل والجزائر والرباط وسلا بالمغرب وباريس والأسكوريال بإسبانيا، وكتاب «تبصرة المبتدى بالقلم الهندي» نسخه الخطيّة في مكتبات جامعة أم القرى بمكة بعنوان «بغية المبتدى بالقلم الهندي» وفي اصطنبول ورامبور بالهند، وكتاب «قانون الحساب وغنية ذوي الألباب» نسخه الخطيّة في جامعة أم القرى بمكة وفي مكتبة برلين، و«شرح أرجوزة ابن الياسمين عبد الله بن محمد بن محمد بن الحسن» مطبوع، و«تحفة الناشئين على أرجوزة ابن الياسمين» نسخه الخطية بسلا بالمغرب، وشرحان لكتاب «تلخيص الحساب» لابن البناء أحمد بن محمد؛ وفيه أضاف للشرح الكبير خاتمة ذكر فيها تشكيل الأعداد التامة والناقصة والزائدة والمتحابة، وشرح رجز ابن إسحاق في النجوم.

ومن مؤلفاته في الفرائض، والمنطق والسياسة ورحلته العلمية: «كتاب إرشاد المتعلّم وتنبيه المعلّم» في الفرائض؛ صنفه في رمضان عام 880هـ، و«كليات الفرائض»، و«شرح التلمسانية» في الفرائض، و«شرح لب الأزهار» في الفرائض، وكتاب «بغية المبتدي وغنية المنتهي في حساب الفرائض»، وكتاب «أشرف المسالك إلى مذهب ابن مالك»، وكتاب «شرح إيسا غوجي» في المنطق، وكتاب «النصيحة في السياسة العامة والخاصة»، وكتاب «تمهيد الطالب ومنتهى الراغب إلى أعلى المنازل والمناقب» وهو رحلة القلصادي العلمية في بلاد المشرق العربي والبلاد التي زارها، وأخذ علومه عن مشايخها وفي مجالس علمائها. اتبع في كتابتها أسلوب الإيجاز دون الاسترسال في الوصف لما يرى ويشاهد. وتركيزه كان على دراساته وما أخذه عن علماء المدن التي زارها والذين اتصل بهم، وتقدير أهميتهم العلمية سواء في الرياضيات أو علوم الفرائض والحديث والفقه، وكانت تراجمه لهؤلاء العلماء مصادر اقتبس منها بعض الذين ألّفوا في التراجم وسير العلماء، كان في طليعتهم المُقَّري الذي أخذ عن القلصادي أخبار هؤلاء العلماء، وسجلها في كتابه «نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب» كما اقتبس منها صاحب «نيل الابتهاج بتطريز الديباج».

كما أخذ عنه محمد المديوني ابن مريم صاحب «كتاب البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان»؛ ومحمد بن مخلوف صاحب كتاب «شجرة النور الزكية في طبقات المالكية». ولهذا كانت هذه الرحلة وثيقة مهمة تُعبر عن ملامح عصر القلصادي العلمي والثقافي والتربويّ والجغرافي والتاريخي.

حقق هذه الرحلة المهمة محمد أبو الأجفان، وأصدرتها الشركة التونسية للتوزيع عام 1978م.



رابط التحميل

تكملة الموضوع

حمل كتاب درر الغواص على فتاوى سيدي علي الخواص - للشعراني



- كتاب: درر الغواص على فتاوى سيدي علي الخواص
- المؤلف: سيدي عبد الوهاب الشعراني
- الناشر: المكتبة الأزهرية للتراث
- دار الكتب المصرية 1998 م

* الكتاب هو عبارة عن مجموعة من الفتاوى التي سأل الشعراني شيخه عليها مدة صحبته له، وهي فتاوى في الأخلاق والآداب الإسلامية والعقائد، وتفسير بعض الآيات وبعض المعارف الصوفية، وهذه طبعة مخرجة الآيات والأحاديث وعليها بعض الحواشي.

المؤلف:

هذه نبذة صالحة من فتاوى شيخنا وقدوتنا ولى الله تعالى الكامل الراسخ الأمي المحمدي سيدي علي الخواص أعاد الله علينا وعلى المسلمين من بركاته وبركات علومه في الدنيا والآخرة التي سألته عنها مدة صحبتي له مترجما عن معنى بعضها لكونه رضي الله عنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب فلسانه يشبه لسان السرياني تارة والعبري تارة فإذا علمت أن الجواب لا يدرك إلا ذوقا ذكرت جوابه بلفظه من غير شرح لمعناه نظير الحروف أول سورة القرآن العظيم ، وقد جمعت هذه الأجوبة وضمتها في هذا الكتاب وسميته « درر الغواص» ، إن لم استطع استحضار جميع ما سمعته منها من العلوم والمعارف لكثرة نسياني فضعف جناني.

رابط التحميل

تكملة الموضوع

ترجمة الولي القطب سيدي محمد الصالح بن سالم الأعرج السوفي



- قال الشيخ إبراهيم بن محمد الساهي بن عامر السوفي الوادي في رسالته المسماة بـ «البحر الطافح في بعض فضائل شيخ الطريق سيدي محمد الصالح» ما نصه:

- ذو المعارف و السر الوارف، والمقام الأسنى و العز الأقنى، غرة الزمان و وحيد العصر و الأوان من تحلت برؤيته الأنظار و تمتعت بفيوضاته الأبرار، وقويت به الأركان و تشرفت بحلوله البلدان، وأنقذ الله به العبيد من كل كرب و نصب شديد، ذو البحر الزاخر و القدر الفاخر، و الأسلوب البديع المنهج الصالح شيخ الطريق، سيدي محمد الصالح أدام الله به آمين، نجل الولي الكامل المرحوم العامل، السائر في أوضح طرق القوم، ذي المناقب الحميد و الأفعال الجميلة السديدة الذي طار صيته في كل قطر و بلاد، وأقر بعلو مقامه ذوو الأتباع و الانتقاد، وتواضع له و أولوا المكانة و الاحترام و التعاظم، شيخ الطائفة الأعرج سيدي سالم نفع الله به و بفروعه أبد الآبدين و دهر الداهرين آمين، ابن سيدي محمد بن محمد بن سيدي نصر بن سيدي عطية الشريف من نسل سيدي الزائر بن سيدي المحجوب، دفين القيروان، قبره بها يزار إلى الآن و يشهد له كل الناس بالصلاح و الكمال و النجاح، رضي الله تعالى عن جميعهم، و عنا بهم و جعلنا من أتباعهم دنيا و أخرى آمين.

~*~*~*~*~*~


و أما طريقته فإنه أخذها كأخيه ذي الخير و الصلاح الشيخ سيدي مصباح عن والده سيدي سالم المتقدم ذكره، و هو أخذها عن شيخ الزهاد و فخر العباد سراج الطريقة و معدن السلوك و الحقيقة، سيدي علي بن عمر الطولقي الشريف ذي الشرف العلي و المقام المنيف، وهو أخذها عن أبي البركات القدوم الهمام ذي النفع و الفيض على الجميع الأنام الذي أتباعه دنيا وأخرى ينجى، الشيخ سيدي «محمد بن عزوز البرجي» رضي الله عنه و عن فروعه و أصوله و عنا بهم آمين، وهو أخذها من كهف الأنام و حجة الإسلام ذي الحجج الباهرة و الكرامات الظاهرة وحيد الأولياء و رئيس النبلاء الورع العالم العامل الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن باش تارزي رضي الله عنه وهو أخذها عن صفوة الأبرار و عمدة الأخيار صاحب الباع الطويل و القدر الجليل و المواهب اللدنية و الأنوار الرحمانية الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن القجطولي الزواوي الأزهري الشريف متعنا بسره و جعلنا تحت مكرماته و بره آمين، و هو أخذها عن تاج العارفين و نبراس السادة الصالحين الشيخ سيدي محمد بن سالم الحفناوي رضي الله عنه آمين و هو أخذها عن شيخ طائفة الصوفية القائم على ساق العبودية الشيخ سيدي مصطفى بن كمال بن علي البكري رفع الله مقامه و مأواه و جعل الجنة متقبلة و مثواه، وهو أخذها عن ذي الجد و الاجتهاد السالك السبيل الرشاد الشيخ سيدي عبد الطيف الحلبي رضي الله عنه، و هو أخذها عن صاحب المآثر العجيبة و الحالات الغربية الشيخ سيدي علي قار باشا وهو أخذها عن الأستاذ الفخر الملاذ الشيخ سيدي إسماعيل الجرمي رضي الله عنه وهو أخذها عن شمس الملة و الدين برهان الواصلين الشيخ سيدي محي الدين القسطموني نعم الله به كل الخلائق آمين، وهو أخذها عن البحر السالك والمتعبد الناسك الشيخ سيدي عثمان القسطوني رضي الله عنه وهو أخذها عن ذي القدر العلي و السر الجليّ الشيخ سيدي خير الدين التوقادي نفع الله به، وهو أخذها عن ذي الفضل و الإحسان الشيخ سيدي سلطان المعروف بجمال الدين الخلوتي رضي الله عنه، و هو أخذها عن ذي المقام السامي و الفيض النامي الشيخ سيدي محمد بن بهاء الدين الشيرازي رضي الله عنه، و هو أخذها صاحب التصريف الشيخ سيدي يحي الباكو في الحلبي نفعني الله و إياكم ببركاته آمين و هو أخذها عن ذي المنقبات الجميلة و الخصال الجليلة الشيخ سيدي صدر الدين الجياني رضي الله عنه و عنا به، و هو أخذها عن الزاهد العفيف الشيخ سيدي الحاج عز الدين رضي الله عنه، و هو أخذها عن قدوة الأنام و رفيق الخاص و العام الشيخ سيدي محمد أمبرم الخلوتي نفع الله به طول الدوام، وهو أخذها عن السيد الأكبر و القطب الأنور الشيخ سيدي عمر متعنا الله ببركاته آمين وهو أخذها عن كنز الهداية و بدر البداية و النهاية الشيخ سيدي محمد الخلوتي رضي الله عنه و عنا به آمين، و هو أحدهما عن ملجأ الخائفين و منبع مشرب العارفين الشيخ سيدي إبراهيم الزاهد جعلنا الله في صالح دعواته، وهو أخذها عن مربى المريدين و مرشد السالكين الشيخ سيدي جمال الدين التبريزي رضي الله عنه، و هو أخذها عن نور أهل السلوك الشيخ سيدي محمد الملقب بشهاب الدين الشيرازي نفع الله به، و هو آخذها عن فخر العلوم الشيخ سيدي قطب الدين الأبهري نفعني الله و إياكم به آمين، وهو أخذها عن صاحب المقام العريض الشيخ سيدي عبد القادر بن عبد الله بن محمد السهروردي رضي الله عنه و عنا به آمين و هو آخذها عن الكمال الشيخ سيدي عمر البكري رضي الله عنه، و هو أخذها عن قدوة السالكين الشيخ سيدي وجيه الدين رضي الله عنه، و هو أخذها عن الكوكب الدري الشيخ سيدي محمد البكري رضي الله عنه، و هو آخذها عن محب الفقراء الشيخ سيدي مشاد الدينوري رضي الله عنه و نفع الله به آمين، وهو أخذها عن رئيس الطوائف الشيخ سيدي ابي القاسم الجنيد نفعني الله و إياكم ببركاته آمين، وهو أخذها عن الورع الزاهد المكايد العابد خاله الشيخ سيدي السري السقطي رضي الله عنه، و هو أخذها عن سيد الأتقياء و عمدة الأصفياء الشيخ سيدي معروف الكرخي نفع الله به جميع العباد و البلاد، وهو أخذها عن ذي المناقب السنية الشيخ سيدي داود الطائي رضي الله عنه، وهو أخذها عن صاحب الأسرار الشيخ سيدي حبيب العجمي رضي الله عنه، وهو أخذها عن صاحب الأنوار و البركات و الفيض و الشيخ سيدي الحسن البصري رضي الله عنه، و هو آخذها عن سبطي النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا شباب أهل الجنة الشيخين الفاضلين سيدي الحسن و سيدي الحسين جعلنا الله من زمرتهما آمين، وهما أخذاها عن باب مدينة العلم ابن عم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والدهما سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وهو أخذها عن سيد المرسلين و حبيب رب العالمين محمد الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم و على آله و أصحابه أجمعين، وهو أخذها عن جبريل عليه السلام، وهو عن الحق جل وعلا، اللهم متعنا بمحبتهم و اجعلنا في زمرتهم، ولا تخالف بنا عن سنتهم و لا عن طريقهم يا أرحم الراحمين.



و قال في كراماته:

كان الأستاذ الفاضل و الجهبذ الكامل جدي الشيخ سيدي محمد ابن عامر ذو الكرامات الظاهرة الأسرار الباهرة، يخدم السالكين و سند الواصلين، الشيخ سيدي سالم الأعرج ذي القدم الراسخ في طريق القوم رضي الله عن الجميع و نال منه ما يبهر العقول، كما هو متواتر بالنقول، و كان يوصينا بخدمة أولاد شيخه و إتباعهم و يحضنا على ذلك غاية، ويقول: إنكم تنالون منهم إن شاء الله حقق الله ذلك آمين، فمن الله علي بامتثال تلك الوصية و جعلت أتردد عليهم في الزيارة و أنظر في أحوالهم و سيرتهم و خدمتهم مدة طويلة إلى أن تحققت الشيء، وعلمت أن متبعهم ينال بلا ريب، وكان سيدي سالم ترك ولدين فاضلين أحدهما الشيخ سيدي مصباح و هو الأكبر سنا، والآخر سيدي محمد الصالح نفعنا الله بها آمين، لكن الأول جرى على طريق الأشياخ الذين يكتمون أمرهم، وهو مقام عظيم يفتخر به كل من له أدنى مسكة بأحوال القوم، وقد من الله على هذا الشيخ بولد يا له من ولد عفيف نظيف ظريف أديب ورع زاهد في الدنيا وهدا تاما، فقيه دائم الطهارة كثير التجنب من الناس، يجب الخلوة و الانفراد، وينقبض من رؤية الناس انقباضا كليا، وهو الشيخ سيدي محمد العربي أدام الله سناه و بلغه في الدارين مناه و الثاني جرى على طريق من يذيع ذلك، ولا يخفى أن العاجز مثلي يجذبه الظاهر، فلازمت الشيخ سيدي محمد الصالح رضي الله عنه و عنا به آمين، حتى ظهرت لي الكرامات الخارقة و المقولات الصادقة، فأردت أن أذكر بعض ما رايته أو سمعته من ثقة صادق بعد التتبع الشافي و التفحص الوافي، كان الله لنا و لإخواننا معينا آمين.

~*~*~*~*~*~

فمن ذلك أني أتيته يوما في وقت القيلولة مع أستاذي و عمدتي و ملاذي الورع الزاهد و الحبر العابد شيخي سيدي عبد الرحمن العمودي رضي الله عنه و منا به ونفعنا ببركاته آمين، فقال لنا الشيخ: إن سيدي علي بن عثمان الطولقي رضي الله عنه قد انتقل إلى عفو الله رحمه الله الرحمة الواسعة، فسرى في عقولنا أنه أتى أحد من عنده أو أتى جواب أو نحو ذلك، وغفلنا عن كون الشيخ علم ذلك من الكشف، فلما خرجنا من عنده و قع في قلبي أن هذا الأمر لم يأت به أحد، و لا جاء في جواب، و إنما هو من الشيخ رضي الله عنه فضبطت ذلك اليوم و بقيت أسأل عن خبر وفاة الشيخ فلم أجد علما عند أحد، فلما مضت ستة أيام بعد التاريخ أتانا الخبر بأن الشيخ انتقل إلى رحمة الله منذ ستة أيام رضي الله عن الجميع و نفعنا بهم آمين.



~*~*~*~*~*~

المرجع:

كتاب «تعريف الخلف برجال السلف» لسيدي أبي القاسم محمد الحفناوي – ج الأول – ص: 390 مطبعة بيير فونتانة الشرقية في الجزائر- سنة 1906 م
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |