من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل مخطوطة المنظومة الكبرى في علم الكلام لسيدي أحمد بن زكري التلمساني.



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مخطوطة المنظومة الكبرى في علم الكلام الموسومة بـ (محصل المقاصد مما به تعتبر العقائد) للإمام العلامة سيدي أبي العباس أحمد بن محمد بن زكري المانوي التلمساني المتوفى سنة 899 هـ وهي بخط أحد علماء توات «أدرار- زاوية ملوكة».

- حجم الملف: 31 ميجا.


رابط التحميل

هنـــــا

~*~*~*~

ترجمة المصنف سيدي أبو العباس أحمد بن محمد بن زكري المانوي التلمساني (...- 899هـ/ ...- 1493م).


علامة تلمسان ومفتيها في زمنه، العالم الحافظ المتفنن الإمام الأصولي الفروعي المفسر الأبرع المؤلف الناظم الناثر، أخذ عن الإمام ابن مرزوق والمفتي الحجة قاسم العقباني والعلامة الصالح أحمد بن زاغو والعالم الأعرف المفتي محمد بن العباس وغيرهم.

ويذكر أنه كان في أول أمره حائكا فدفع له شيخه ابن زاغو غزلا ينسجه له ثم أنه حضرعند ابن زاغو يطلب منه غزلا يكمل به فوجده يدرس ويقرر قول ابن الحاجب وخرج في جميع قولان، فأشكل معناه على الطلبة وعسر عليهم فهمه فقال له ابن زكري أنا فهمته ثم قرره أحسن ما ينبغي فقال له الشيخ مثلك يشتغل بالعلم لا بالحياكة، وكانت أم ابن زكري أيما فذهب إليها الشيخ ابن زاغو وحثها أن تحرص ولدها على طلب العلم، فاشتغل حينئذ بالعلم فكان منه ما كان.

وله تآليف كتآليف في"مسائل القضاء والفتيا" و"بغية الطالب في شرح عقيدة ابن الحاجب" و"المنظومة الكبرى في العلم الكلام" أسماها بـ (محصل المقاصد مما به تعتبر العقائد) وهي تنيف على ألف وخمسمائة بيت، وغيرها وله فتاوى كثيرة منقولة في"المعيار" وغيره، توفي في صفر سنة 899 قاله الونشريسي في "وفياته".

وقال تلميذه أحمد بن أطاع الله توفي سنة 900، وأخذ عنه الخلق من أجلهم الإمام أحمد زروق والخطيب العلامة محمد ابن مرزوق حفيد الحفيد، والشيخ العالم أبو عبد الله الإمام محمد بن العباس وغيرهم ووقع له منازعة ومشاحنة مع الإمام السنوسي في مسائل، كل منها يرد على الآخر لولا الخوف الإطالة لذكرنا بعضها اهـ.

وفي "البستان" مات أبوه وتركه صبيا في حضانة أمه ثم إن أمه أتت به تعلمه الصنعة وأدخلته في طراز عند معلم ليتعلم الحياكة وبقي عنده حتى تعلم النسيج ثم إن الولي الصالح سيدي أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن زاغو أتى بغزل يسنجه عند المعلم، فسمع سيدي احمد بن زكري يغني فأعجبه حسن صوته، فقال: ما أحسن هذا الصوت لو كان صاحبه يقرأ، ثم انه سأل عن المعلم فلم يجده فأعطى الغزل للمتعلم (ابن زكري)، وأوصاه فقال له: قل لمعلمك يقول لك ابن زاغو: اسنج لي هذا الغزل فلما أتى المعلم أخبره بالقصة، وسفح المعلم الغزل، وصار ينسجه فخصت الطعمة، وبعث متعلمه سيدي أحمد بن زكري يأتيه بالطعمة فوجد الشيخ في المسجد يقرئ الطلبة ابن الحاجب الفرعي في مسألة ثوب الحرير والنجس، وهو قول ابن الحاجب فإن اجتمعا فالمشهور ابن القاسم بالحرير، واصبغ بالنجس فخرج في الجميع قولين فقررالشيخ مسألة التخريج للطلبة فلم يفهموها وفهمها سيدي أحمد بن زكري قال له ابن زكري: يا سيدي فهمت تلك المسـألة فقال له الشيخ: قررها لأعلم كيف فهمتها فقررها له فقال له بارك اله فيك يا ولدي فقال له أين أبوك؟ فقال له: مات، و أمك؟ فقال له حية وما أجرتك في الطراز؟ فقال له نصف دينار في الشهر، فقال له: أعطيك نصف دينار في كل شهر، و ارجع يا ولدي تقرأ وسيكون لك شأن وقال له: أين أمك نذهب إليها؟ قال له نعم، فذهب معه إلى العجوز في دارها، وقال لها ولدك هذا ما أجرته في طراز؟ قالت له: نصف دينار في كل شهر، قال لها: أنا أعطيك مسبقا في كل شهر نصف دينار ونرده يقرأ، فقالت له: أو تنصفني فيه؟ قال لها: نعم و أخرج النصف من جيبه ودفعه لها وشرع يقرأ ثم بعد مدة مات شيخه سيدي أحمد بن زاغو فانتقل سيدي ابن زكري إلى سيدي محمد بن أبي العباس في العباد يمشي من تلمسان كل يوم صباحا و يروح مساء ثم انه في يوم من الأيام نزلت ثلجة كبيرة فذهب ابن زكري على عادته يقرأ دويلته على سيدي محمد ابن أبي العباس ثم إنه رضي الله عنه استصعب الذهاب إلى تلمسان والرجوع من الغد في الثلج ولم يقدر أن يبطل دويلته، فلما خرج الشيخ لداره خرج خلفه حتى دخل الشيخ فدخل خلفه والشيخ لم يشعر به ثم إن فرس الشيخ مربوط في الاسطوان، والتبن أمامه فرقد في التبن في المِذود وإذا بالخادم جاءت بالتبن للفرس فوجدته نائما ورجعت للشيخ وقالت له: هذا رجل راقد في تبن الفرس، فخرج الشيخ فوجده نائما وأيقظه فعرفه وقال له يا ولدي ما حملك على هذا؟ قال له: يا سيدي البرد، فقال له وهلا أعلمتني ثم أن الشيخ بعث إلى السلطان رحمه الله، وطلب منه أن يكتب لسيدي أحمد بيتا في المدرسة، فكتب له البيت برتبته وفرشه وسمنه وزيته ولحمه، وجميع ما يمونه وهذا كل من بركة العلم والحرص في طلبه، لخبر "تكفل الله برزق الطالب العلم، يأتيه من غير تعب، ولا مشقة وغيره لا يناله إلا بالتعب والعناء والمشقة" وهذا كله من دعاء الشيوخ له ورضاهم عن خدمته.

ويحكى أنه ذهب مع الطلبة لجبل بني ورنيد لشراء الفحم للشيخ سيدي محمد بن أبي العباس فحملوه على الدواب، فنزل عليهم مطر وابتل الفحم في الطريق فلم تقدر الدواب على حمله، فجعل ابن زكري الفحم في حائكه وحمله على ظهره وزاد عليهم المطر وصار حائكه أسود كله بالفحم فلما أقبل على الشيخ سيدي محمد ابن أبي العباس في تلك الحالة صاح الشيخ صيحة عظيمة وضمه إلى صدره، ودعا له بالفتح.

وكان رضي الله عنه مشتغلا بالعلم والتدريس يكرر المسالة الواحدة ثلاثة أيام وأربعة حتى يفهمها الخاص والعام وانتفع به المسلمون كلهم وجميع من يحضر مجلسه إلا طالب واحد لم يحصل له شيء لأنه كان يقول ابن زكري كل يوم يعاود المسألة ولم يكن منه شيء.

ومن مؤلفاته "شرح الورقات" لإمام الحرمين أبي المعالي في أصول الفقه وممن أخذ عنه سيدي أحمد بن الحاج المنوي أصلا الورنيدي دار اهـ. باختصار.


«صورة من مقدمة مخطوط شرح الورقات لإمام الحرمين»

أقول: وقد شاع أن صاحبنا الفقيه النحوي الشيخ ابن زكري محمد السعيد الزواوي المدرس في المدرسة الثعالبية، ينتسب إلى المترجم لأنه من قرية ءايت زكري ومعنى ءايت في لسانهم ابن والناس مصدقون في أنسابهم.

المصدر:

تعريف الخلف برجال السلف لسيدي أبو القاسم الحفناوي.
تكملة الموضوع

حمل مخطوط شرح سينية ابن باديس لإبن الحاج البيدري الورنيدي التلمساني



بسم الله الرحمن الرحيم

اللّهمّ صلّ وسلّم على سيّدنا محمّد وآله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه وأجر يا ربّ لطفك الخفيّ في أموري والمسلمين.

مخطوط شرح (النفحات القدسية) أو"أنيس الجليس في جلو الحناديس" تصنيف العلامة الفقيه سيدي إبن الحاج البيدري الورنيدي التلمساني، وهي شرح "لسينية إبن باديس" الآتية ترجمته في مناقب أربعين رجلا من أقطات التصوف، مخطوطة نفيسة نسخت في القرن السادس عشرهجري الثامن عشر ميلادي عثرنا عليها بخزانة المخطوطات بالمكتبة الموهوبية ببجاية.

جاء في بدايته:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد واله وصحبه وسلم تسليما

قال الشيخ الإمام علم الأعلام واسطة عقد النظام أبو العباس سيدي أحمد بن محمد رحمه الله تعالى ورضي عنه وأفاض علينا من بركاته.

الحمد لله الذي أسبغ على أوليائه نعمه ظاهرة وباطنة، وجعل قلوبهم أوعية توحيده ومواطنه، ومراح سرح أسراره ومعاطنه، وطهر لكل منهم ظواهره و بواطنه، فصارت الحكمة في ألسنتهم قاطنة، وأنوار المعارف في صدورهم ساكنة، نحمده سبحانه من عرف إحسانه ومحاسنه، وشرب صافي التوحيد وتجنب أسنه، ونشكره شكرا يفتح لنا من مزيد إنعامه وخزائنه، ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تبلغنا بعد الخوف مآمنه، ونشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله بكر أمه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ينابيع الخير ومعادنه، صلاة وسلاما يدومان ويتجددان آونة بعد آونة.

وبعد فان بعض أصحابنا من طلبة العلم، الموسومين بالدين والحلم، سألني أن أشرح ألفاظ القصيدة السينية المسماة «بالنفحات القدسية»، المنسوبة لابن باديس، أحلنا الله وإياه أعلى الفراديس...

~*~*~*~

بيانات حول المخطوط:

شرح النفحات القدسية أو "أنيس الجليس في جلو الحناديس عن سينية ابن باديس".

- تصنيف: العلامة أحمد بن الحاج البيدري الورنيدي التلمساني.
- تاريخ النسخ: ق 16هـ - 18م.
- مادية المخطوط: نسخة حسنة غير كاملة تنقصها بعض الصفحات.
- نوع الخط: مغربي.
- عدد الأوراق: 38.
- مصدر المخطوط: خزانة المخطوطات بالمكتبة الموهوبية – بجاية.

رابط التحميل

هنــــــــا

~*~*~*~

ترجمة المصنف:

أحمد بن الحاج البيدري الورنيدي التلمساني ( .. – نحو 930هـ) / (.. – نحو 1524م).




سيدي أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان بن يعقوب بن سعيد البيدري الورنيدي عرف بابن الحاج، أخذ عن سيدي أحمد بن محمد بن زكري التلمساني الأصول والمنطق والمعاني والبيان والعربية و الحساب وكان شاعرا ماهرا ومعاصرا للإمام محمد بن غازي وكل منهما يلغز لصاحبه بالمسائل نظما ويجيبه نظما فمما بعث به إليه ابن غازي قوله:

«وميـت قبر طعمه عند رأسه *** إذ ذاق مـن ذاك الطعام تكـلما
يقوم فيمشي صامتا متكلما *** ويـأوي إلى القبر الذي منه قوما
فلا هو حي يستحق زيارة *** ولا هـو ميت يـستحق ترحما».

فأجابه سيدي أحمد بن الحاج:

«بحمد الإله أبتدئ ثم بـعـده *** أصلي عل خير الأنـام مسلما
هـو القلم القبر الدواة وطعمه *** مـداد كـلامه الكتابة فافهما
وكاتب هـذا أحمد بن محمد *** عفا الله عنه كل ما كان أجرما».

وتخرج عليه جماعة كسيدي الحاج بن سعيد ولد أخته وسيدي محمد بن جلال المديوني أخذ عنه القراءات السبع والعربية والتصوف وسيدي عبد الرحمن اليعقوبي وشرح "سينية ابن باديس" و شرح "البردة" ولم يكمله فقيل له في ذلك فقال انتقلت من رتبة إلى رتبة أعلى منها جمع فيه بين شرح الحفيد ابن مرزوق وشرح العقباني وشرح سيدي علي بن ثابت رضي الله عن الجميع وزاد فيه معنى وإعراب رضي الله عنه وأرضاه عنا وكان يخدم نفسه بنفسه و المعاصرون له يسمونه سيدي أحمد الجبلي لأنه من جبل بني ورنيد.

وصفه ابن مريم بالمهارة في العربيَّة وتدريس علوم القرآن، حيث قال: "وقرأ على سيدي أحمد بن محمَّد بن زكري التلمساني، أخذ عنْه الأصول والمنطق والمعاني والبيان والعربيَّة، وكان ماهرًا فيها، وتخرج عنه جماعة؛ كسيدي الحاج بن سعيد ولد أخته وابن عمه، وخرج عنه سيدي محمَّد بن بلال المديوني، أخذ عنْه القراءات السَّبع والعربيَّة والتصوّف".

وقد اشتغل بتدريس أحكام القرآن والعربيَّة وهو لا يزال شابًّا يافعًا، ممَّا أثار دهشة مشايخ علماء تلمسان، وله قصة طريفة في ذلك ذكرها ابن مريم في "البستان" ننقلها لأهميَّتها: "وحدَّثني مَن يوثق به أنَّه حدَّثه الشَّيخ محمد بن العبَّاس أنَّه قال: دخلت مدرسة سيدي الحسن لأتوضَّأ، فوجدت غلامًا يقرأُ ويلحن في قراءته، فسألتُ: من أين هو؟ فقال لي بعض مَن حضر: هو ولد سيّدي الحاج البيدري واسمه أحمد، فبقِيت مدَّة نحو عام فدخلتُ المدرسة المذكورة لأتوضَّأ؛ لأنَّه وافاني حال الوضوء بها، فوجدت الغلام المذكور يُقرئ الطَّلبة في أحكام القرآن والآجروميَّة ونحوهما، فسألتُ مَن حضرني فأخبرَني أنَّه الغلام المذكور ولد الشيخ سيدي الحاج، فاشتدَّ تعجُّبي مِن كونه وصل إلى هذه العلوم والمعارف كلّها في عام، فسبحان المدبِّر الحكيم!".

توفي في حدود سنة 930 و دفن في روضة فيها أبوه سيدي الحاج في بلد بني إسماعيل من جبل بيدر. وله يطلب الإجازة من سيدي أحمد بن زكري.

إجـازة تـعمه و نـسلـه *** حـوية معنى الذي سيقـت له
تـقضي لـه بالمجد و الـتعزز *** وتبسـط البذل بوعـد منجز
وتـقتضي رضي بغير سخط *** تغنيه عن نـوال كــل معط
مـطلقة في الفقه و النحو وما *** سـواهما والـقيد لن يلتزمـا
لأنهـا كـل الـعلوم شمـلت *** إن تـك ممـا قيدت به حلت
ولا تخـصص نوع ما قد يحسن *** لأن قـصـد الجنس فيـه بين
ومـا يكون منه منقوصا ففي *** صحبته إياك ما به يـفي
وانقل بها للـثاني حكم الأول *** مما روى عن الشــيخ الأول.

إلى أن يقول:

أقـسـم بـالله الـذي هدى لذا *** لقد سما على العدا مستحـوذا
ومـالـنـا غــيره نرجو أبدا *** فمالنا إلا إتباع أحمدا
ومـا سواه ناقص والنقص في *** متبعيهم ظاهر غير خفـي
فـلا تـقـس حـبرا به ولو نفد *** وعن سبيل القصد من قاس انـتبذ
وزكـه تـزكـيـة وأجمــلا *** في وصفه إجمال ما قد فـصلا
يـا مـن عـلى الورى لـه أتي *** زيد منير وجهه نعم الفتى
كـل امتنان من لدنك قد حصل *** من صلة أو غيرها نلت الأمـل
فـرج دعـاء مـستغـيث وجل *** مروع القلب قليل الحيـل
وجوزنه مطلقا في كل ما *** يجيز فيه مـن لذاك كلما
أحصى مـن الكـفاية الخلاصة *** كما اقـتضــى غنى بلا خصاصة
ثم الصلاة والسلام قل على *** محمد خـير نبي أرسلا
وآلـه و التابعين أثره *** وصحبه المنتخبين الخيرة.

مصادر الترجمة/

معجم أعلام الجزائر ص/68- والبستان ص/8 وتعريف الخلف للحفناوي ج1- ص/39.

~*~*~*~

ترجمة العلامة ابن باديس "أبو علي حسن بن القاسم" ( 701 – 787هـ) / ( 1320 – 1385م).

يقول الأستاذ الميسوم فضة الذي قام بتحقيق وتقديم كتاب «أنيس الجليس في جلو الحناديس عن سينية ابن باديس» لمؤلفة العلامة سيدي أبو العباس أحمد ابن الحاج البيدري التلمساني ما نصه:



"كان من الصعب أن أنقل ترجمة لابن باديس تفي بالغرض وتعطي للقارئ صورة متكاملة الجوانب عن هذا العلم، ومرّد ذلك قِلة ما تضمنته كتب السّيّر التي توفرت لي، إذ لم يرد فيها إلاّ النزر القليل عنه، ولهذا ارتأيت نقل ما وجدته بتصرف يسير آملا أن تُعرف بالشيخ.

قال ابن قنفذ تلميذ ابن باديس في كتابه (( كتاب الوفيات)) مترجما له: "هو أبو علي حسن بن القاسم بن باديس، فقيه محدّث، ولد عام 701 هـ روى عن ناصر المشداليّ، وابن غريون البجائي، وابن عبد الرّفيع القاضي وغيرهم، ورحل إلى المشرق، فأخذ عن صلاح الدين العلائيّ، وخليل المكيّ، وابن هشام صاحب ((المغني))، وكان من تلامذته ابن الخطيب القسنطيني صاحب كتاب الوفيات الذي أخبره شيخه أنه ختم على ابن هشام ألفية إبن مالك ألف مرة".

مؤلفاته:

كانت لابن باديس تقاييد منها: ((السّر لخير البشر)) وهو مختصر ابن الفارض في السيرة و((النفحات القدسية)) المتضمن قصيدته السّينية.

وقد أردك في حداثة سنه من المعارف العلمية ما لم يدركه غيره في السنة، ولغلبة الإنقباض عليه قلّ النفع به لمن أدرك حياته، كما تولي القضاء ولم يذكر أين ومتى كان ذلك ربما كان ذلك في مدينة قسنطينة إذ هي بلدته التي ولد وعاش بها. وتوفي سنة 787هـ.

سبب تأليف الكتاب:

نظم إبن باديس قصيدته تأثرا بكتاب « روض الناظر في مناقب الشيخ عبد القادر» الذي أعاره إياه شيخ بيت المقدس صلاح الدين العلائي، وقد تشرف بقراءته مدة إقامته ضيفا عند الشيخ، فلما قفل راجعا إلى الجزائر جالت بخاطره وهو ما بين مصر والشام، ذكريات هذا الكتاب، فحنّ إلى ذكر الأولياء الذين تضمّن الكتاب ذكرهم، وجادت قريحته بهذه المنظومة التي ضمّنها أسماء الأولياء والإشارة إلى كراماتهم وحكاياتهم تبركا بها، وتوسّلا بهم لبلوغ مرضاة الله تعالى.

وقد أشار النّاظم إلى ذلك في كلامه الذي نقله عنه الشارح فقال: "وبعد إنه لمّا وقفت بالقدس الشريف على كتاب «الروض النّاضر في مناقب الشيخ عبد القادر»، وسرحت البصر فيما احتوى عليه من المآثر والمفاخر، وكنت على قدم السفر والارتحال، علق بالخاطر بعض ما تضمنه من كرامات أكابر الرجال، فجرى على اللّسان في أثناء الطّريق إلى مصر كلما تشير إلى طرف من كراماتهم، وما أظهره الله من بركاتهم وشاهده الثّقات من تصرفاتهم، ففيه من درر كلامهم ما دلّ على رفيع مقامهم وأقل مراتب النّاظر فيه المحبّة لهم، والتصديق بأحوالهم، وكفى بذلك وسيلة التّعلق بأذيالهم، فالمرء مع من أحب إن شاء الله تعالى"اهـ.

المرجع:

كتاب "أنيس الجليس في جلو الحناديس عن سينية ابن باديس" تصنيف العلامة سيدي أبي العباس أحمد ابن الحاج البيدري التلمساني/ تحقيق وتقديم الأستاذ: الميسوم فضة - طبع الكتاب بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007م.


هوامش/



البيدري كما في "تعريف الخلف" و"معجم أعلام الجزائر" أو اليبدري كما في البستان وهي نسبة لوادي بيدر أو يبدر من بلد بنو إسماعيل التي انتقل إليها بعدما كان بوضع يقال له إثلاثن أوليلي، وهي المساكن الأصلية لقبائل بني ورنيد بتلمسان وبهذا اشتهر رضي الله عنه- أنظر البستان ص 24.
تكملة الموضوع

حمل مخطوط العلوم الفاخرة في النظر في أمور الآخرة



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

1) بيانات حول المخطوط:

العلوم الفاخرة في النظر في أمور الآخرة

- تصنيف: العلامة سيدي عبد الرحمن الثعالبي (محمد بن مخلوف) الجزائري قدس الله سره .
- عدد الأجزاء: (2) تم دمجها في ملف واحد للتسلسل.
- صفة الخط: مغربي.
- مادية المخطوط: نسخة جيّدة.
- عدد الصفحات: (592).
- حجم الملف: (66 ميجا).
- مصدر المخطوط: مكتبة مؤسسة الملك عبد العزيز- الدار البيضاء.

رابط التحميل

هنـــا


~*~*~*~

وتجد الإشارة أن هذا المخطوط تتوفر منه نسخة مطبوعة (الجزء الأول منه فقط)



~*~*~*~

2) نبذة عن المخطوط:

سأكتفي بنقل ما جاء في مقدمته، فقد قام رضي الله هو بنفسه في التعريف بكتابه والقصد من تأليفه.

يقول رضي الله عنه بعد البسملة والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ما نصه:

"لما وهن العظم مني وأشتعل الرأس شيبا وبلغت من السنين نحو من ثلاث وسبعين وعلمت أن النفس قد قرب الحمام منها علم اليقين وأيقنت أنها راحلة في عسكر الراحلين شرعت في جمع كتاب أجعله تذكرة لنفسي واعمد أنواره لظلم رمسي في ذكر الموت وما بعده من الأمور الآخرة، وقد صنف العلماء في هذا المعنى تصانيف جليلة كأبي حامد الغزالي وأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي وأبي محمد عبد الحق الأشبيلي والمحاسبي وغيرهم وسأذكر إن شاء الله في كتابي هذا من كلامهم وكلام غيرهم من الأئمة وثقات أعلام هذه الأمة ما تنشرح له الصدور ويستولي عليها الضياء والنور وابتدأت جمعه وتأليفه في أوائل ذي القعدة من سنة تسع وأربعين وثمانمائة جعله الله عملا خالصا لوجهه ومبلغا إلى مرضاته اللهم انفعني به في الدارين وانفع به من نظره أو سمعه أو سعى في تحصيله آمين آمين آمين والحمد لله رب العالمين وسميته بـ «العلوم الفاخرة في النظر في أمور الآخرة»"...اهــ

~*~*~*~

3) ترجمة المصنف:

الثعالبي (786 – 875 هـ / 1384 – 1470 م)




هو الشيخ الإمام الحجة العالم العامل الزاهد الورع ولي الله الناصح الصالح العارف بالله فخر الجزائر المحروسة سيدي أبو زيد عبد الرحمن ابن محمد ابن مخلوف، شهر بـ "الثعالبي" الجعفري ينحدر من ذرية عبد الله ابن جعفر ابن أبي طالب عم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما، صاحب التصانيف المفيدة كان من أولياء الله المعرضين عن الدنيا وأهلها ومن خيار عباد الله الصالحين، قال السخاوي: كان إماماً علامة مصنفاً اختصر تفسير ابن عطية في جزأين وشرح ابن الحاجب الفرعي في جزأين وعمل في الوعظ والرقائق وغيرها. اهـ.

4) مولده:

ولد رضي الله عنه ونشأ بناحية وادي يسر بالجنوب الشرقي من مدينة الجزائر وتعلم في بجاية وتونس ومصر، ودخل تركيا، ثم حج وعاد إلى تونس سنة 819هـ، ومنها إلى الجزائر، وولي القضاء على غير رضى منه.

~*~*~*~

5) آثاره:

بلغ عدد مصنفاته نحو التسعين أو يزيد، في مختلف العلوم الدينية كالفقه والتفسير والحديث الشريف و التصوف والنحو وعلم القراءات منها كتابه الشهير «الجواهر الحسان في تفسير القرآن» في أربعة أجزاء مذيلا بمعجم لغوي لشرح غريبه، قال ابن سلامة البكري: كان شيخنا الثعالبي رجلاً صالحاً زاهداً عالماً عارفاً ولياً من أكابر العلماء له تآليف جمة أعطاني نسخة من "تفسير الجواهر" لا بشراء ولا عوض عاوضه الله بالجنة... و له أيضا رضي الله عنه «روضة الأنوار ونزهة الأخيار» في الفقه، قال صاحب نيل الابتهاج: وهو قدر«المدوّنة» فيه لباب من نحو ستين من أمهات الدواوين المعتمدة وهو خزانة كتب لمن حصله وكتاب «الأنوار في آيات النبي المختار» و«جامع الهمم أخبار الأمم» في سفرين ضخمين، و«جامع الأمهات في أحكام العبادات» في سفر ضخم، و«رياض الصالحين» و«الذهب الإبريز في غريب القرآن العزيز و«الإرشاد في مصالح العباد» و« العلوم الفاخرة في النظر في أمور الآخرة» جزءان، وهو كتابنا اليوم و«إرشاد السالك» في جزء صغير، و« الأنوار المضيئة في الجمع بين الشريعة والحقيقة» في جزء كبير، و«التقاط الدرر» و«الدر الفائق» في الأذكار والدعوات و«المختار من الجوامع في محاذاة الدرر اللوامع» في القراءات، و «رياض الأنس» و«جامع الخيرات» و«نور الأنوار ومصباح الظلام» و«كتاب الإرشاد» و«كتاب النصائح وجامع الفوائد» و« تحفة الإخوان في إعراب بعض آي من القرآن» و«شرح على مختصر خليل بن إسحاق و«الأنوار المضيئة» أبعون حديثا، و«شرح على مختصر ابن الحاجب الفرعي» في سفرين ضخمين، و«الدرر اللوامع في قراءة نافع» و«قطب العارفين» في التصوف، وغير ذلك.

6) وفاته:



توفي رضي الله عنه في 23 رمضان المبارك سنة 875هـ ودفن بجبانة الطلبة في مدينة الجزائر حيث يوجد ضريحه إلى اليوم مزارا مشهورا يستقطب الزائرين.

~*~*~*~

7) مصادر الترجمة/

معجم أعلام الجزائر 91 ونيل الابتهاج 173 والضوء اللامع 4: 152 وشجرة النور الزكية 265 والحلل السندسية 156 وتعريف الخلف برجال السلف 1: 68 وفهرس الفهارس 2: 131 ومعجم المطبوعات 661 ومناقب الحظيكي 2: 288 وهدية العارفين 1: 432 وتاريخ الجزائر العام 2: 280 والأعلام 4: 108 ومعجم المؤلفين 5: 192 والمكتبة العبدلية 1: 128 والتيمورية 3: 52 والأزهرية 1: 218 وكشف الظنون 163 وإيضاح المكنون 1: 118، 409، 544، و2: 234 وفهرس المخطوطات العربية في الخزانة العامة بالرباط، وفهرس مخطوطات الظاهرية.
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |