من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

ترجمة الشّيخ الرّباني العارف باللّه محمد بجاوي المدعو سي محمد العـقـون

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الشّيخ الرّباني العارف باللّه محمد بجاوي  المدعو

 [سي محمد العـقـون]
1900م – 1958م

أحد أعلام بـلدة بـرج بن عزوز                                                                                       بقلم الأستاذ:  أحمد جَلال البرجي


هو محمد بجاوي بـن محمد بـن أحمد وابن فاطنة (فاطمة) بجاوي، المعروف لدى الجميع (سي محمد العقون) وهذا لقب أطلقه عليه بعض أقاربه لكثرة صمته وهدوئه، فلازمه إلى ما بعد وفاته، فالتصق باسمه ليميّـزه عن بقيّة المحمدين، وكلمة "العقون" هنا تعني الصَّمُوت أي كثير الصمت وهي بلغة سكان المنطقة.

* كثيرٌ من عامّة النّاس لا يفقهون حقيقة الصّمت والسّكوت، فالصّمتُ جميلٌ، و أجمله على مَن   يُـتـقن صنعته، الصّمت هو العلم الأصعب، الصّمتُ حراكٌ فكريٌّ، هو الأستاذ لِعلم التّحصيل، الصّمتُ يـقي الفردَ معايبه، ويُوّلـد فيـه  مهابته، لكنّه هو العلـمُ الأصْعب، إنّه الرّجلُ الرّبّانيُّ التّقيُّ الخَلوق، القرآنـيُّ السّـنّـيُّ الورِعُ العميق.


مولده وتعلُّمه:

ولد شيخنا على أرض بلدته الطّيّبة "بـرج بن عزوز" خلال 1900م من عائلة عريقة محبّة للعلم والدّين تـهتمّ بزراعة النّخيل، حظي الطّفل بـتـنشئـة اجتماعيّة محافظة على الدّين والأخلاق، والأصول التّربويّة النّبيلة السّائدة آنذاك في أغلب عائلات البلدة، أُدخل الكُـتّاب صغيراً لِيتـعلّم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، فحفظه في العاشرة من عمره على يد جدّه الشيخ أحمد بجاوي بالمسجد العتيق.

ولمّا كانت نفسه راغبةً في الاستزادة من العلم، أُدخل الزّاويـة العثمانيّة العامرة لِينهل من معينها، فدرس علم الفقه وعلم الحديث وغيرهما من علوم الدّين التي كانت تُقدَّم في الزّاوية، إلى جانب النّحو والصّرف والتّـاريخ  والأدب، وكان ذلك على يد الشّيخين عبد الله بـن عـزوز، والمداني بـن عـزوز وغيرهما مِن أكْـفـَـإِ شـيـوخ الزّاويـة.

تعليمه لِلقرآن الكريم:

بدأ تحفيظ القرآن الكريم للتّلاميذ سنةَ 1915م، حين بلغ من العمر 15سنة، ولم تطلْ مدّة هذا التّعليم إلاّ لعامين تقريباً، حيث كُلّف بإمامة المصلّين.

بعض طلبته:

من أسماء تلاميذه في حفظ القرآن الكريم والتي بقيت عالقةً بذاكرة الحاضرين الشيخ عبد الرّحمن بشار الذي  كان قـيّـما بمسجد حدود بمدينة طولقة، رحمه اللّه وغـفر له، وأمّا طلبته في الفقه والتّفسير وأخذ الفتوى عنه، فهم كثرٌ من بين المصلّين في المسجد، المستمعين لدروسه وخطبه.

توليه منصـب الإمامة:

لمّا كان جدّه أحمد بجاوي إمام المسجد العتيق متوجّها إلى البقاع المقدّسة لِأداء فريضة الحجّ، كان قد اقترح على المصلّين اسمين اثنين مِن أنجب وأكْـفـإِ  طلاّبه لِيخلفه أحدُهما في إلقاء الدّروس والصّلاة، أحدهما الشيخ محمد بجاوي، والثاني الشيخ الطاهر شريف، فوقـع اخـتـيار المصلّين على الشيخ محمد بجاوي (محمد العقون)  لِلصّلاة، وَأمّا فيما يتعلّق بـتـقديم الدّروس، فكان لكلّ واحد منهما فترتـه،  وبهذا ظلّ المسجد العتيق عامراً، وبهذا الإجراء وفي هذه الظروف تولّى الشيخ محمد العقون الإمامة بالمسجد العتيق عامَ 1917م حين بلغ من عمره 17.

مهام الـشّـيـخ بالمسجد:

كان يؤمّ عمـّـار المسجد في الصّلوات الخمس، وكان إماماً خطيباً في صلاة الجمعة، ومفسّرا كتابَ الله للمصلّين خلال أيام الأسبوع، وكان يتداول حصص الدّروس للمصلّين مع الشّيخ الطّاهر شريف، وكان يجيب عن أسئلة المصلّين المسْتـفْـتـيـن.

علاقته بمجتمعه:

كان الشّيخ محمد بجاوي حسن الطّلعةِ طلْقَ الوجهِ، لا يُرى إلاّ وهو بشوش يـسـرُّ النّاظرين، كان لا يُـمانـع في الإجابة عن سؤال المارّين من عمّال وفلاّحين دون حرج، ولا تسويف، فيُسارعُ بفتواه الفوريّة التي يـتـمـيّـز بها دون  سائر شيوخ البلدة.

علاقته بجمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين:

لم يشذّ شيخنا عن القاعدة ذلك لانتمائه الديني والعلمي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين فانخرط بـهـا وجمع جرائدها ووثائقها خاصة الشهاب والبصائر يقرأ وينوّر غيره من خلالها.

مشاركته في الثّورة :

شيخنا محمد بجاوي لم تُـثـنِه وظيفته كإمام و لا التزاماتُه المسجديّة عن مشاركته في ثّورة التحرير، فوطنيّته وضميره الجمعي ألزمه بالعمل المتاح له، فكان يجمع المساعدات للثّورة وكان يجلس قاضيا لجبهة التحرير بأمر منها وكان يقدّم دعمه للثّورة بكلّ سريّة.

إلـقاء الـقـبض عليه:

لما كان وطنيا مخلصا، مجاهدًا بالكلمة ، عـضوا بـ (ج-ع-م-ج) ينـهـجُ نهجـهَـا ويرفع لواءها،  ويدعم الثّورة بماله وباشتراكات أهل بلدته، أحسّت السّلطة الاستدماريّة بذلك فألقت عليه  القَبض سنة 1939م وحكمت عليه بالنّفي إلى عمق الصّحراء هو والشّيخ المولود بـن الأشهب من بلدة ليشانة، وزجّوا بهما في القطار من مدينة بسكرة، وكان قد تحرّك بعضُ وُجهاء البلدة وسعوا لِخلاصه بكلّ ما أوتوا، ولمّا وصل القطار إلى بلدة أوماش، بلغ الأمرُ الجـلاّدين لِيُـطلـقـوا سراحـه فأنزلوه فوراً  وجاء به  أهل البلدة إلى عرينه (بـرج بـن عـزوز). 

ما قيل عنه:

قال عنه الشّيخ علي حرابي بـن العطوي:

كان الشّيخ محمد العقون بحرا عميقا في علوم الفقه والدين، وإنّ الدروس التي حضرتها وسمعتها منه، ما سمعت مثلها ولا حتّى من شيوخ الحرم المكّـي، ثمّ أضاف قائلاً: أمّا إذا حلّ شهر رمضان، فإنّه يـتـفـرّغ لِتقديم الدّروس الرّمضانيّة الشّـيّـقـة بــمعيّة قريبه الشّيــخ الطاهر شريف.

وحدّثـني الشّيخ عبد القادر بجاوي بن امحمد فقال:

أرسلني إليه أحد شيوخ البلدة في قضيّة فقهيّة، يبدو أنّها الْتبَست عليه، وأراد أن يعرف رأي  الشّيخ فيها، كي لا يستبدّ برأيه، بالرّغم من أنّ الذي بعثني إليه، شيخٌ فقيهٌ يُحسب له ألفُ حساب، فقال: اذْهب إلى سي محمد بجاوي وقل له : بعثني إليك فلان ويقول لك: إنّي اشتريتُ أضحيّة، واكتشفت أنّ بأذنها شقّاً فهل تجزئ؟  ففعلتُ فذكر لي الفتوى، فنقلتها إلى الشّيخ  المُستفتي على عجل، فسكتَ قليلاً ثـمّ قال: اِرجعْ إليه وقلْ لهُ: أين وجدتَ هذه المعلومة؟ فرجعتُ إلى الشّيخ محمد ثـانيةً، وقرأتُ الرّسالـةَ الشّفـويّة، فـأجاب على الفوْر قائلاً: قل له: إنّها في كتاب كذا (وذكر الكتاب) وفي صفحة كذا ( وذكر رقم الصّفحة)، وأردف قائلاً: وقل له: إنّ الكتاب موجود عند عبد الحفيظ جلاّب.

وأجابني الشّيخ عمر قويدر بن عبد الحفيظ عن سؤالي : شيخَنا ماذا تعرف عن الشيخ محمد العقون؟ تهلّل وجهـه وقال: كان الشّيخ محمد العقون ذا وجه سمحٍ بشوش، كان لا يُـرى عليه غضبٌ ولا حزن، لا يـبـخلُ على أحـدٍ سأله ، كان يسوقُ فتواه الفوريَّـة بلطفٍ وذكاء، فلا يتحرّجُ ولا يتأخّر.

وفاته:

انتقل الشّيخ إلى مثواه الأخير في: 16/05/1958م  بـمــسقط رأسـه (بلــدة بـرج بـن عــزوز)، ودُفــن في مقبرة العــائــلـة  وقد خلّف من البنين خمسة، ومن البنات واحدةً.

رحمه اللّه ورضـيَ عنـه، وأدخـلـه فسيح جـنّاتـه.

وقد ترك مكتبةً معتبرة تزخر بأمّهات الكـتـب الفـقـهيـّة، وبعـض التّـفاسير، وكتب الحـديث والنّحـو والصّرف وبعض المخطوطات، ضاع بعضها خلال ثورة التّحرير بفعل تحويلها من مكان إلى آخر، والبعضُ ضيّعتْه السّنــون العـجـاف، وجـاءتْ نـكـبة فيـضان 1969م فـأتـلـفت البـاقي، ولم يـبقَ مـنهـا إلاّ مـلامحُـهـا العـالقـةُ بـذاكـرةِ الأهـــل.

بـرج بن عــزوز في: 19/03/2015
تكملة الموضوع

حمل كتاب مالك بن نبي، عصره وحياته

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: مالك بن نبي، عصره وحياته ونظريته في الحضارة.
- المؤلف: د. فوزية بريون.
- تصدير: د. أبو القاسم سعد الله رحمه الله.
- الناشر: دار الفكر. دمشق.
- رقم الطبعة: الأولى.
- تاريخ الإصدار: 1431هـ 2010م.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل



هذا الكتاب:

"مالك بن نبي عصره، حياته، ونظريته في الحضارة" دراسة رصينة لعصر مالك بن نبي وحياته ونظريته، بدأته المؤلفة الدكتورة فوزية بريون بالمؤثرات في حياة الرجل وانتهت بالنظريات، تحدثت عن الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي وهي البيئة التي ولد وعاش فيها مالك حيث مسيرته التعليمية والعملية، ثم انتقلت بنا إلى فرنسا التي تكونت فيها عقليته بالاطلاع على الحضارة الغربية، وعرَّجت على آثار العلوم الاجتماعية في تكوين فكره، ولاسيما عِلمي التاريخ والاجتماع..

وانتهت المؤلفة بعدئذ إلى مفاهيم النهضة ونظرية الحضارة عند مالك، فكان كتابها خطوات وئيدة تعين على فهم فكره الغني الذي يحتاج إلى رويَّة وإمعان.

وبيت القصيد في الكتاب أن المؤلفة لم تتناول هذا المفكر من باب الإعجاب به، وإنما بحثت في فكره اعتماداً على قاعدة البحث العلمي الأكاديمي القائم على أسس الدراسة المنهجية.

المؤلفة في سطور:

الدكتورة فوزية محمد بريون هي شاعرة وأديبة وناقدة ليبية الجنسية، لها إسهامات متميزة في مجال الشعر الفصيح والأدب العربي والنقد، لها عدة كتابات في عدد من الصحف اليومية مثل جريدة الرياض وجريدة الجزيرة وغيرها بالإضافة لكتبها وأشعارها المطبوعة، بعد حصولها على ليسانس في اللغة العربية والدراسات الإسلامية من كلية التربية في الجامعة الليبية بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى ذهبت لمصر وحصلت على ماجستير في الأدب الحديث من جامعة القاهرة عن بحث بعنوان " القصة القصيرة في ليبيا"، ثم حصلت على الدكتوراه في الأدب والفكر الحديث من جامعة ميشجان بالولايات المتحدة الأمريكية  عن بحث بعنوان " مالك بن نبي حياته ونظريته في الحضارة، والذي قام بتصديره لها شيخ المؤرخين الجزائريين د.أبو القاسم سعد الله حينما التقاها بالجامعة المذكورة وذلك في الثمانينيات من العقد الماضي... يقول الدكتور أبو القاسم سعد الله رحمه الله في مقدمة هذا الكتاب ما نصه.


"... وعندما كنت أستاذا زائرا في جامعة ميشجان (آن آبر) خلال الثمانينيات التقيت السيدة فوزية بريون حرم الدكتور محمود تارسين الليبي، وكانت السيّدة بريون عندئذ تعد أطروحة عن مالك بن نبي وكانت تلتقط أخباره من مختلف المصادر القريبة والبعيدة، الشخصية والوثائقية وقد علمت فيما بعد أنها قد نالت الدكتوراه، وخططت لنشر الأطروحة باعتبارها إضافة من باحثة بذلت جهدا كبيرا في جمع مادة تعتبر عندئذ جديدة وبعد سنوات علمت أنها نشرت أغلب الأطروحة باللغة الإنجليزية في ماليزيا، وفي الوقت نفسه عزمت على ترجمتها إلى العربية وهي الترجمة التي نقدمها اليوم للقراء..." 

أ.د. أبو القاسم سعد الله
قسم التاريخ، جامعة الجزائر
02/12/2008م.
تكملة الموضوع

حمل كتاب لبيك حج الفقراء – رواية

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: لبيك حج الفقراء – رواية.
- تأليف: المفكر الجزائري مالك بن نبي.
- ترجمة: الدكتور زيدان خوليف.
- تصدير: عمر مسقاوي.
- الناشر: دار الفكر- دمشق.
- رقم الطبعة: الأولى / 2009م.
- عدد الصفحات: 155.
- الحجم: 4.5 ميجا.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.


رابط التحميل



 نبذة الناشر:

هذه الرواية ترسمُ عمق الروح الجزائرية وشخصيتها المنتمية إلى تراث الثقافة والحضارة الإسلامية، وظهرت الرواية في زمن مبكر من تأمل مالك بن نبي لترسم الطريق والاتجاه بعصر جديد يكتبه الجيل القادم بعد أن تستسلم الحضارة المادية الغربية لمصيرها في مسيرة القرن، كما توقع بن نبي في دراساته أنه مسرى حج الفقراء تلبية للنداء الإلهي " لبيك اللهم لبيك في عفوية روحهم وأصالتها في شخصية الجزائر التي غلفتها ظلل من ليل الاستعمار المظلم، لكنها بقيت تستبطن البواعث في قيم الرسالة مع الظاهرة القرآنية التي كانت – كما يقول بن نبي في شهادته – أول إنجاز علمي وأدبي مقاوم للاستعمار ومؤسس لمفهوم البداية في أفق النهاية.
تكملة الموضوع

حمل كتاب في صحبة مالك بن نبي

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: في صحبة مالك بن نبي.
- المؤلف: عمر كامل مسقاوي.
- الناشر: دار الفكر- دمشق / بيروت.
- رقم الطبعة: الأولى، 1434هـ / 2013م.
- عدد الأجزاء: 2 تم دمجهما في ملف واحد.
- عدد الصفحات: 1322 صفحة.
- حجم الملف: 24.4 ميجا.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل



هذا الكتاب:

"في صحبة مالك" الكتاب إبحار في عالم مالك بن نبي الغني فكرياً ومعرفياً، ودراسة عميقة لكتبه وحياته، من خلال العلاقة الخاصة التي ربطت المؤلف بالمفكر، إنه كتاب يلخص عشرات الكتب في كتاب يجمع بين التشويق والعمق وسعة الاطلاع.

مستخلص:

يقدم الأستاذ عمر مسقاوي في هذا الكتاب شهادته حول علاقته بالمفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي رحمه الله وكتبه وفكره، مدعمةَ بالوثائق والأوراق الخاصة.

 بدأ عرضه من خلال كتابي (الطفل، والطالب) وما سجل في كتاب (العَفَن)، وخاصة فيما يتعلق بالفترة الأولى من حياة بن نبي، وهي المرحلة التي يتحدث فيها مالك عن حياته في الجزائر، وكيف كانت طفولته، وعلاقته بأهله وأصدقائه، وجماعة عبد الحميد في باديس، والبشير الإبراهيمي، والتيارات الفكرية المتأثرة بالحضارة الغربية.

 ثم انتقل للحديث عن حياته في باريس، عندما كان طالباً في المعهد التقني عام 1945م، ثم عن معاناته في أثناء الحرب العالمية الثانية.. وخلال احتلال الألمان لفرنسا، ثم تحريرها ودخول الجيش الأمريكي، في باريس تشكلت معالم فكر مالك عن الاستعمار والقابلية للاستعمار، وكتب هناك كتبه (الظاهرة القرآنية)، (لبيك)، (شروط النهضة)، (وجهة العالم الإسلامي).

 ثم انتقل للحديث عن مرحلة انتقاله للقاهرة، حيث التقى بن نبي مجموعة من المفكرين كان لهم باع في العمل الثقافي والسياسي والفكري، ونشر عدة كتب، منها (الفكرة الإفريقية الآسيوية)، (مشكلة الثقافة)، (الصراع الفكري)، (فكرة كمنولث إسلامي)، (تأملات)، بالإضافة إلى مذكراته الخاصة.وكان لديه آنذاك مخاوف من تهميش فكره، من قبل نظام الثورة الناصرية، والتيارات الفكرية السائدة، كما كان لديه قلق من انهيار الثورة الجزائرية. 


كما تحدث الكتاب عن مرحلة العودة إلى الجزائر عام 1963م، وما صاحبها من تعاون بن نبي مع الحكومة الجزائرية عندما تسلم رئاسة التعليم العالي، ولقائه بن بلّة، وآماله الكبيرة بنهوض الجزائر، وشفائها من عقابيل الاستعمار، ولكن حدثت عدة إشكالات بددت آماله، وعلى أثرها زار سورية ولبنان والتقى كتابها ومفكريها، وكان له محاضرات مسجلة، ورصد المؤلف كلتا الزيارتين وما نتج عنهما. 

أضيفت على الكتاب حواشٍ توضح الأفكار والأحداث وتعرف بالشخصيات، وقدم المؤلف كذلك العديد من المستندات والوثائق التي تساعد على تثبيت الأحداث والتأريخ الدقيق لحياة المفكر العظيم مالك بن نبي.
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |