صورة لمقام سيدي علي بن يحيى قرب قرية العمامرة بولاية غليزان الجزائر
الشــيـخ الـجلـيل سـيدي علي بـن يحيالـمـلـقـب بـ : قـاض فاس
بسم الله الرحمان الرحيم.الحمد لله المتجلى لخلقه بخلقه حججه في الوجود والصلاة والسلام علي أفضل الخلق على الإطلاق قطب الوجود و إمام المرسلين ومنهج الصالحين سيدنا أبى القاسم محمد عليه وعلى اله وأ صحابه الأخيار ومن اقتفي أثرهم إلي يوم الدين. وبعد/هذه نبذه موجزة عن سيرة وتراث حجة الله رائد المجد و الخلود ومعراج الساكنين وقدوة المريدين فضيلة العالم الأغر بحر العرفان ومهد الكرم وبيت السؤدد و الشهامة ولي الله سيدنا الشيخ الملهم سيدي علي بن يحي رضي الله عنه وعن أسلافه و أنصاره ومحبيه وذريته نفعنا الله ببركاتهم وسقانا من منبعهم الصفي شربة هنيئة مرئة لا نضمأ بعدها أبدا جعلنا الله في حرزهم وحضنهم المتين.النسب الطاهر :هو الوالي الصالح الشيخ الجليل سيدي علي بن سيدي يحي بن سيدي راشد بن سيدي فرقان بن سيدي حسين بن سيدي سليمان بن سيدي أبو بكر بن سيدي مومن بن سيدي محمد بن سيدي عبد القوي بن سيدي عبد الرحمان بن سيدي إدريس بن سيدي إسماعيل بن سيدي سليمان بن سيدي موسي الكاظم بن سيدنا جعفر الصادق بن سيدنا محمد الباقر بن سيدنا علي زين العابدين بن سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن سيد الوصيين الإمام على كرم الله وجهه والسيدة البتول سيدة نساء أهل الجنة فاطمة الزهراء ابنة سيد الخلق صفوة الوجود مولانا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وريحانتي رسول الله بني. الإمام علي كرم الله وجهه زوج سيدة نساء العالمين وأم الحسن والحسين السيدة البتول فاطمة الزهراء بنت النور الثاقب و الضياء اللامع سيدنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.سيدي علي بن يحي:مولده: كان مولده في حدود القرن الثامن سيرته:نشأ الشيخ الملهم نشأة علمية في أسرة عريقة الجذور شديدة الأركان ثابتة الأسس والدعائم متمسكة بروح القيم الدينية و المثل السامية من هذا الينبوع النقي ارتوت هذه النفس الزكية وترعرعت في وسط معتدل في روحه وذاته ومقامه ومأواه وتعامل مع الكون, منح أرضه زينة من عرق جبينه وراحتي يديه سيرا وقدما على قدم آبائه وكان شغوفا منذ صباه بحب العلم والمشايخ و التأمل في ملكوت الله و النظر بترو في هذا الفضاء الواسع الأركان وما يحتويه من دلائل وبراهين قائمة وبالسعي والعمل الجاد والإحساس الفياض وبسابق العناية الإلهية المحيطة بهذا البيت الطاهر.* أضحي هذا القبس يزداد يوما بعد يوم إشعاعا ونورا وهو في مقتبل العمر وريعان الشباب فكانت نقطة البداية لخوض غمار أطوار الحياة وأول نقلة في كيان الشيخ .وبالرغم مما كان يمتاز به من حلم وأناة وحنكة وشهامة وكرامات مولاه الجليلة ارتقي علي سائر إخوانه فضلا وشرفا.بدايته العلمية:* أحاطت عناية الله سيد علي بن يحي منذ بروزه للوجود , تسوقه سوقا الى درب الخلود ومنازل الأبرار.* طفق الشيخ يحول الأنفاق والأقطار يغرف من مناهيل العلوم وفنونها جاب أنحاء المشرق والمغرب في طلب مبتغاه تنقل بين علماء أجلاء يرتوي من معينهم ويستلهم من أفكارهم آخذا بين الشريعة والحقيقة فحاز شرف المأمول وبغية المني, ففاق أقرانه في الفقه والحديث والعربي وسائر المعارف وبلغ في التصرف والتحقق شأنا عظيما ومنزلة جليلة لدي العلماء وأهل الحقيقةتجلت معالمها لدي الخاص والعام فنال في جهده وبحثه العميق وصفاء سريرته رضا القوم وسادتهم قاطبة , وصار مضرب الأمثال في علمه وورعه و تقواه وجوده الفياض وأخلاقه وسماته.* كان لسابق العناية الرعاية شأن عظيم في ارتقاء الشيخ الجليل القدر والأسوة الحسنة لأتباعه ومريده ومحبيه في نهج طريقه القويم الى معراج السالكين ومنار حجيج الله القائمة في عالم الشهود فتجلت في ذاته وصورته الصفات العلى والأسماء السنية بمعانيها ومعنوياتها على مقدار من الأنوار المحمدية فتحلى بحلى الجمال والجلال وبدت في شخصه السماحة والصلاح باسمي معانيها وازداد بتواضعه وعفوه إجلالا وتقديرا عظيمين وبالإذلال والافتقار إلى مولاه وسنده عزا ومنعة وغناءا وسموا وهبة في أعين الملاء وعامة الناس , وكان رحيما بالمستضعفين والمساكين والأيتام حليما مع كل فظ عنيد, جوادا بما لديه من زاد روحي ومادي أيقظ آذانا صما وفتح أعينا عميا وبسط أيد معلولة وقلوبا غلفا وألسنا بكما بنور الحكمة وشعاع العرفان , فكان بحق محل الفيوضات الإلهية والأخلاق السامية في حله وترحاله.سماته:اتسم شيخنا الجليل بروح العقيدة السمحة وروح النخوة العربية والإسلامية والفراسة الفذة وبجهاده المرير ضد كل عدوان مبين وكل عقبة من عقبات الحياة وتحدياتها بكل ما يملك من أفكار و أراء بلسانه وقلمه مدده وعدته في سبيل إظهار الحق و الحقيقة وإزهاق الباطل اتسم الشيخ قدس الله سره بزكاة النفس والبدن ابتغاء رضوان المولى جل وعلى وبهذه السمات العالية بدا جليا في شخصيته المتميزة وفي جنباته العطرة بطولات ومواقف العظماء تلكم هي روح العقيدة والجهاد في منابت الطهر ومعدن الطيب قال الله تعالى : " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ".توليه القضاء:* القضاء منصب سام ولا يليه إلا من سمت نفوسهم وتجردت من كل الأعراض والأغراض واكتسبت المدد والعون من أحكم الحاكمين بافتقارها وخضوعها لغرته وعظمته وليس الإقدام بالأمر الهين عند من لا بصيرة له تنقل شيخنا في بقاع الأرض منطلقا من مسقط رأسه بمنداس بدوار بن عبد الله مقام ضريحه الآن وعبر مناطق الوطن العزيز يستنشق نسيم المعارف ويخوض بحار العلوم غائصا في أعماقها يستخرج ما لذ وطاب واستقر في مكنون المحيط من لألىء ومرجان وكنوز جمة على شتى أصنافها من عيون وانهار ولطائف أجوائها ورحيق أغصانها وفروعها , كانت وبكل جدارة موطنه الثاني فيها أنشا بذرة طيبة الأعراق من منابع شيخه الجليل وصهره العريق من واجه الميمون بابنة أستاذه ومعلمه وكان له منها نسمة سنية بريئة من كل عيب سميت باسمه المبارك سيدي علي الخليفة وسمي بالخليفة لان والده الشيخ سيدي علي بن يحي خلفه في بطن أمه ألا وهو سيدي علي بن علي.* وتمضي الأيام والسنين وتتوالى على المغرب أحداث ووقائع وتغيرات في اطر الحكم وسدته بين الأسرة الادريسية من المقام العالي الى ما دون ذلك ويزداد شيخنا شموخا وعلياء ما بعد علياء في مهابة وإجلال . فارق الأهل والوطن بحثا عن المجد المجهول والسر المكنون والذرة الثمينة كان جامع الزيتونة العريق أحد المحطات والوقفات لشيخنا الأغر , انتهل وغرف من منابعه الطيبة ومجاريه العذبة أصنافا وألوانا وأذواقا من أسرارها الكامنة في ظهورها وجلس في الدرس واكتسب إخوانا أجلاء وأحبابا أخلاء كان لهم مقام أسمى وواصل سيخنا طريقه في الوصول الى مرامه الميمونة دون كلل وكله جد وشغف.* واستقر المقام آخر المطاف بفاس وتنفس الصعداء وذاع صيته لدى أهل فاس وعرف شانه ومنزلته لدى العلماء العيان وكانت فاس آنذاك المغرب تحت حكم الأدارسة بزعامة السلطان مولاي إدريس الأكبر المؤسس , فأصبح الشيخ محط اهتمام وعناية لا مثيل لها فارتأت السلطة الحاكمة وهيئة العلماء والعامة من أهل البلد بتعيين العالم العلامة قاضيا للقضاة لنزاهته وسيرته النظرة الوجود لدى الأوساط , وبعد ترو وبعد نظر في إقدامه على هذا الأمر الجلل والمنصب الجليل الخطب , واحاطة بكل الجوانب , تولى الشيخ القضاء وسار في أحكامه سيرة أسلافه الصالحين يزن الأمور بميزان العدل وينصف الحقوق والواجبات بمعيار الشرع والحقيقة , فكم من قضايا شائكة عويصة تعرض عليه من بعض الأطراف فيفصل فيها في مدة وجيزة مبرزا خلفياتها وكاشفا حقائقها ومدحضا أباطيلها ولا تأخذه في الله لومة لائم , ينصف للمحكوم من الحاكم مبتغيا إعلاء الحق , فعم عدله البلاد وحسنت أحوال العباد وصلح أمرهم وشاع الأمن والاستقرار في كل شبر من بلاد فاس.* قضى شيخنا وقدوتنا حقبة من الزمن يزيد عن نيف وثلاثين حسب ما ورد عن بعض الروايات , كانت كلها إشعاعا وسراجا منيرا يطوف بين حلقات العلم والتعليم والإفتاء والقضاء , وبعث روح الإخاء والإصلاح.* وفي مقامه بفاس وارتواء غليله من عيون أنهارها ولطائف أجوائها ورحيق أغصانها وفروعها كانت وبكل جدارة موطنه الثاني فيها انشأ بذرة طيبة الأعراق من منابع شيخه الجليل وصهره العريق من زواجه الميمون بابنة أستاذه ومعلمه , وكان له منها ثمرة طيبة ونباتا حسناومن وراء هذا الشموخ يسعى الأعداء والوشاة إلى الحط من المقام والجوهر الفذ وطي هذه الصفحة النقية الناصعة من الوجود بشتى المسائل فيجمعوا أمرهم وشركائهم للنيل من هذا القاضي ويحزمون الأمر ويغيروا احد الشعراء لامتهانه وهجائه ببعض الأبيات عند أفول الشيخ إلى بيته وعودته وسمع الشيخ تلك الأبيات ووعاها ولا داعي لذكرها , فأجمع أمره ورجع إلى مسقط رأسه بمنداس بدار بن عبد الله وليس رجوعه الى الوطن الأم من اجل المتغيرات التي طرأت , وإنما حب الوطن وعزة الوطن وما لقيه قومه وأهله من خلافات ونزاعات قبلية عاد وبصحبته أربعين طالبا فأقام محفلا جمع فيه القبائل والعروش , حثهم فيها على التآلف وجمع الشمل وتوحيد الكلمة والسير قدما نحو نهضة علمية وفكرية فكان للكلمة وزنها ومكانتها لدى القبائل فكان أول حصن حصين وقلعة متينة الجدران هو إنشاء زاوية علمية تربوية مستقاة من الطريقة الرحمانية منهجا وسلوكا ’هدفها النهوض بالوطن والارتقاء به الى مصاب الأمم وجمع الشمل.منهاج الزاوية العلمي ودورها في جميع الأصعدة :الزاوية : أول قاعدة علمية وركيزة ينزوي إليها رواد العلم ومأوى دون الحاجات ومأمن الفقير المسكين وعابر السبيل , فيه يجد السكينة والوقار , منهجا مستنبطا من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعوة الى روح التسامح والإخاء ووحدة المنطق بين المذاهب والأديان والأجناس على اختلاف مشاربها ومناهلها وتنظيمها.* وتحظى الزاوية بادوار شتى على جميع الأصعدة العلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية , وبات واضحا لدى المختص وفي جميع الميادين وما لعبته الزاوية من أطوار وارتقاء في النظم الاجتماعية على الخصوص وللباحث المجد الصافي الذهن سعة البحث والتمحيص في صحة ما قيل وللفصل في هذه القضايا بان الحديث ذو شجون ويتطلب صفحات ومجلدات للخوض في الجزئيات .حلقات الدرس التي كانت تلقى بالزاوية من سماة الزاوية الرحمانية:بعث روح الثقافة الإسلامية في نفوس النشأ الصاعد وإعداده إعدادا كاملا لخوض غمار الحياة وتحدياتها.عنى شيخنا وقدوتنا سيدي علي بن يحي عناية كبيرة بالمجال التعليمي والتربوي ونسخ حياته وما عز عليه في سبيل تغذية الروح والعقل , والانفتاح على المستقبل فكان رضي الله عنه وأرضاه بعد أداء صلاة الصبح يجلس للدرس وللمذاكرة , إما في الفقهيات أو اللغة أو الحديث أو السيرة النبوية العطرة وعند الضحى وبعد صلاة العصر والمغرب.وللذكر مقام جليل عند الشيخ , فكان يعطيه جل اهتماماته ويحث مريديه على المواضبة على الذكر والأوراد والحزب , وذلك أحيانا بعد العصر وأحيانا بعد المغرب و سائر أيام السنة .كرماته: ظهرت على يد شيخنا كرامات عديدة لا يمكننا حصرها والإحاطة بها , فقد تحتاج الى وقفة خاصة بها ونبرز للقارئ الكريم طرفا منها:إن من إكرام الله لعبده انه وهبه ستة عشر ولدا كانوا كلهم علماء أتقياء أولياء نبعت من أصلابهم أرواح زكية وبذور طيبة وهذه من أعظم الكرامات وللمهابة الجميلة لدى شيخنا الأغر والتي تعد من هبة المولى جل وعلا ويكفينا فخرا واعتزازا تلكم التضحيات الجسمية والبطولات الفذة التي حمل لواءها عباقرة المجد وجهابذة العلماء وأنصارهم عبر الأحقاب والعصور لتحرير الوطن وصون المقومات والمقدسات الدينية من براثن الاستعمار وللدور القيادي الذي قامت به الزاوية والتي تعد نقطة الانطلاق ومركز الإشعاع ومهد الحضارة عبر التاريخ لأجل وأعظم . والتي تجلت مرات عديدة في تصديه للعدو ولأهل الجور من العامة والخاصة أو الحديث عن اقضيته وأحكامه يعطي صورة واضحة عن تلك الهيبة , يروى وعلى حسب الروايات " دخل على الشيخ وهو في مجلس القضاء رجلان يختصمان في شاه سرقت لاحدهما , فحد شيخنا نظرة واستبصر في القضية وأمر السارق أن يتقي الله فيما أقدم عليه مرة تلوى الأخرى ولهول ما رأى من تلك الأنوار اعترف واقر على سرقته للشاه وردها لصاحبها , ولا تسعنا هذه الصفحات لسرد بقية المنهج والمواهب الإلهية وفي الذي ذكرناه ما يفي بالغاية.صورة لشجرة نسب سيدي علي بن يحيى أحد أجداد أهل مساكن تونس وكذا قبائل الفليتة بولاية غليزان الجزائر
نبذة عن الجد العاشر سيدي عبد الرحمن:نسبه الشريف:سيدي عبد الرحمن بن سيدي ادريس بن سيدي إسماعيل بن سيدي سليمان بن سيدي موسى الكاظم بن سيدنا الإمام جعفر الصادق بن سيدنا الإمام محمد الباقر بن سيدنا الإمام زين العابدين بن سيدنا الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة وسبط المصطفى صلى الله عليه وسلم ابن سيدنا الإمام على كرم الله وجهه زوج سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء البتول بنت المصطفى صلى الله عليه وسلم وأم الحسنين سبطا سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم .مقامه الطاهر:كان مقام الشيخ الجليل سيدي عبد الرحمن بمكة المكرمة استقرب بها اثنا عشرة سنة بعث خلالها المعاني السامية لروح الدين نظرا لبزوغه المبكر على حب المعرفة ونشأته في موطن شرف تجذرت أصوله وتفجرت ينابيعه وارتوت آفاقه كانت مسيرته العلمية والتعليمية كلها إشعاعا وضياءا وسلوكا وتهذيبا وحزما ويقظة ولقد بلغ شانا عظيما ومنزلة عالية بما كان يتجلى به من سمات سنية وزكاة النفس وتضحيات جليلة في سبيل إرساء دعائم الدين وإعلاء مجد الأمة وقدسيتها وبما كان يمتاز به أيضا من همة عالية وحنكة فذة ومهابة جليلة جعلته حريا أن يكون أهل القيادة وإرساء العدالة والنظام بين الأفراد فسار في حكمه سيرة أسلافه الأطهار ينشر العدل والمحبة والإخاء والتسامح ويبعث في نفوس المريدين روح العقيدة ومناهج الحياة العلمية .وفي هذه الحقبة من الزمن كانت الجزائر تعيش في غياهب ظلام دامس سيطرت عليه أفكار بعيدة عن تعاليم الإسلام ومناهجه فقد انتشرت الشعوذة ربوع الوطن وتركت بصماتها فكل شبر .فاستدعى الأمر اليقضة والنهوض لمحو وإزالة هذه العلائق والعوائق الفاسدة , ومن هذا المنظور والذي بدا جليا لسماحة الشيخ الجليل سيدي عبد الرحمن والذي لم تغب عن بصره تلك المتغيرات والأحداث التي عمت الآفاق ودوام الحال من المحال وبأمر من أخيه سيدي محمد الذي تولى الأمر من بعده بإرسال الشيخ الجليل الى الجزائر والتحديد الى منطقة تاقدمت بنواحي تيارت وذلك للقضاء على هذه الأفكار الزائفة والشعوذة التي عاثت فسادا .قدوم الشيخ الجليل سيدي عبد الرحمن الى منطقة تاقدمت:قدم الشيخ الجليل سيدي عبد الرحمن الى منطقة تاقدمت رفقة أربعة وعشرين رجلا من الرجال الكرام وأقام بها مملكة دامت ثمانية وأربعون سنة كانت كلها جهادا , توفي بعدها رضوان الله عليه في حدود القرن الخامس وتولى من بعده المملكة ابنه الأكبر سيدي عبد القوي .أولاده :خلف العالم الجليل سيدي عبد الرحمن ثلاثة من أولاده : سيدي عبد القوي وسيدي محمد شريط وسيدي زيان .سيدي عبد القوي تولى المملكة بعد وفاة أبيه أربعة وخمسون سنة وتوفي بعدها , وقد خلف ثمانية أولاد :محمد الكبير ومحمد الصغير واحمد وعبد السلام وعبد الرزاق وعلي بوزيان وعبد القوي الصغير الذي ولد بعد وفاة أبيه رضي الله عنهم أجمعين وسلك بنا طريقهم .اتخذ سيدي عبد الرحمن منطقة تاقدمت عاصمة له نظرا لموقعها الاستراتيجي وطفق يضع الخطوط العريضة لتأسيس سلطة قوية وإرساء قواعد متينة , تكون نقطة انطلاق لإقامة كيان هذا الوطن وإحياء مقوماته وأمجاده وتراثه الأصيل من براثن العدو الذي أمسى وأصبح يتربص له من كل حدب وصوب وبشتى الطرق والأساليب القمعية فاخذ على نفسه العهد بالوقوف والصمود في وجه كل التحديات ولن يتأتى هذا إلا بتمهيد الأرضية المناسبة لذلك , وأهم الوسائل والقواعد عنده هي حماية الثغور وصيانة المواقع الحساسة وعمارتها وإقامة جبهة قوية بكل الجبهات وبهذه الحنكة الفذة والتصميم الفذ تجلت معالم النصر والثبات والعزيمة والهمة العالية في روح كيان الشيخ الجليل سيدي عبد الرحمن , في جهاده المرير وتسييره المحكوم لشؤون الحكم وقيادته السامية في إحقاق العدالة وعلى هذا المنهج القويم سار أحفاذه وانتظموا في سلكه , وبرز احد أحفاذه العظام سيدي محمد سيدي فرقان وسيدي لزرق بلحاج الذين خاضوا غمار الجهاد في سبيل إحقاق المبادئ والقيم ونشر العدالة والرحمة والوحدة المنشودة .وما قام به الأمير عبد القادر من اتخاذ هذه المنطقة قاعدة عسكرية ومنطلقا لخوض هذا المعترك الأخير دليل على روابط الصلة والأصالة الفذة والهمم العالية وهمزة وصل بين الماضي والحاضر .ولا يسعنا , ونحن نلم بهذه المعلومات إلى أن نتوجه لقرائنا الكرام وجميع المحبين والعلماء القائمين على جميع الأنظمة وإطارات البلاد خاصة والوطن عامة من هرم القمة إلى الأساس بخالص الدعاء والتوفيق والنصر على كل الجبهات .ونستسمح قرائنا وأحبائنا وأخلائنا عن هفوة قلم أو زلة لسان بدت , وبدرت منا أو تحريف أو تغيير أو عبارة في غير محلها فقلمنا يخلص امرؤ من العيوب والهفوات , اللهم إن أصبنا فمن الله وان أخطأنا فمن أنفسنا ومن الشيطان .والله المعين على ذلك والحمد لله رب العالمين
اللهم أصلح أحوال البلاد والعباد اللهم اهد أئمتنا إلى سبيل الرشاد وكن لهم عونا ومعينا في مسعاهم ووفقهم لمرضاتك يا ارحم الراحمين وأرهم الحق حقا وارزقهم أتباعه وأرهم الباطل باطلا وارزقهم اجتنابه اللهم ارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير يا أرحم الراحمين يارب العالمينسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
كتب هذا البحث : بلعاليه بن يحي استاذ التعليم القرآن بغليزان الجزائرينحدر من سلالة سيدي علي بن يحي