من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

سيدي عبد الرحمن باش تارزي: (ت 1222هـ = 1807م).

ضريح الولي الصالح سيدي عبد الرحمان باش تارزي


بسم الله الرّحمن الرّحيم

نبذة عن حياة الشيخ سيدي عبد الرحمن باش تارزي قدس الله سره


العلامة الفهامة الوليُّ الهمام الشيخ سيدي الحاج عبد الرّحمن بن أحمد بن حمودة بن مامش باش تارزي الجزائري منشأ القسنطيني دارا، ناشر الطريقة الرّحمانية في قسنطينة.

كان وحيد دهره علماً وحكمة واتقاناً وصلاحاً، ومن مؤلّفاته "عمدة المريد" في بيان الطريقة، لم ينسج ناسج على منوالها، و"المنظومة الرّحمانية" التي شرحها ابنه الشيخ سيدي مصطفى، وله بعض القصائد وموشحات غريبة، و"غنية المريد" في شرح نظم مسائل كلمتيّ التوحيد، وهي 45 مسألة، وفي شرحها من التحقيق ما يدل على أن الشيخ يتكلّم عن بصيرة وعلم لدني، وأحسن ما علق بذهني منه أن للهيللة ذكرين شرعي واصطلاحي، والشرعي له شروط عربية ولغوية ونحويّة وتجويدية، والاصطلاحي ليس له إلا شرط واحد قلبي، وهو استحضار المعنى عند ذكر الكلمة المشرّفة، سواء حصل الشرط العربي أو لم يحصل، وبهذا التقرير يرجع اللوم على من أبطل ذكر العوام أو الأمة.

وفي "الرّوض الباسم": صاحب الكرامات الظاهرة والأحوال الفاخرة، والحقائق الباهرة، والعلوم اللّدنية والمعاني النوراية، والفتح الموثق والكشف المشرق، والباع الطويل، والإيضاح عن حقائق الآيات، والنظر الخارق لعرائس المغيبات، والمجلس العالي في حضرة القدس، والمقر السامي في أرائك الأنس، والمنهاج الموطوء على متن

الملكوت إلى ملك الجبروت، وله اليد البيضاء في معاني المشاهدات وعلوم المنازلات، وهو أحد من أظهره الله إلى الوجود وصرّفه في الكون، وخرق له العادات، وأجرى على لسانه الحكم، ومكنه من الأحوال في النهاية، وملكه أسرار الولاية، ونصبه حجة وقدوة، وهو أحد أركان هذا الشأن علما وعملاً وزهداً وتحقيقاً ورئاسة وجلالة اهـ.



وللشيخ الابن سيدي مصطفى باش تارزي الذي تولى القضاء و التدريس والإفتاء وغير ذلك بمدينة قسنطينة , عدة رسوم تثبت أسلوبه القوي الواضح في معالجة المسائل وتبين بوضوح مقدرته الفائقة في تحرير الرسوم الشرعية كما أن له عدة رسائل منه وإليه يسأله الناس فيها عن أمور الشرعية الإسلامية لأن مركزه بعد وفات أبيه كشيخ للزاوية الرحمانية بقسنطينة جعله أهل لذلك خصوصا لسمعة الذائعة لهذه الزاوية في الجزائر , لأنها تنسب إلى الطريقة الرحمانية , والطريقة الرحمانة في ذلك الوقت تعتبر كوزارة تعليم وشؤون دينية وبالتالي لها قوتها النافدة في توجيه الشعب الجزائري , والطريقة الرحمانية في الجزائر سواء في قسنطينة أو غيرها من مدن الجزائر وقراها قد لعبت أدوارا مهمة في إشعال نار الثورات بالجزائر ضد المستعمر والمشاركة فيها.

توفي الشيخ سدي عبد الرحمان باش تارزي رحمه الله في حدود عام 1221هـ الموافق لعام 1806م ودفن بزاويته بمدينة قسنطينة، وضريحه المبارك يزار إلى اليوم.

وتوفي ابنه الشيخ سيدي مصطفى رحمه الله بقسنطينة سنة 1252 هـ الموافق لـ: 1836 م ودفن في الزاوية العليا أسكنهما الله فسيح جناته آميـــــــــــــن

والحمد لله رب العالمين
تكملة الموضوع

حمل كتاب شرف الطالب في أسنى المطالب



شرف الطالب في أسنى المطالب للعلامة الإمام أبي العباس أحمد بن حسن الشهير بابن قنفذ القسطنطيني الجزائري المالكي (740 - 810 هـ = 1340 - 1407 م)
وهو شرح على القصيدة الغزلية في ألقاب الحديث لابن فرح الإشبيلي، و هي المنظومة الشهيرة بغرامي صحيح

طبع في مكتبة الرشد الطبعة الاولى 1424 بتحقيق عبد العزيز صغير دخان

التحميل

هنــا
تكملة الموضوع

حمل كتاب أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض




أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض للعلامة أبي العباس أحمد بن محمد المقري التلمساني (ت 1041هـ)

ــــــ

المجلد1

المجلد2

المجلد3

المجلد4

المجلد5
تكملة الموضوع

حمل كتاب العرف الناشر في شرح وأدلة فقه متن ابن عاشر



العرف الناشر في شرح وأدلة فقه متن ابن عاشر للشيخ المختار بن العربي مؤمن الجزائري

وهو شرحً مبسطً للمتن الفقهي، الذي ضمنه الشيخ عبد الواحد بن عاشر منظومته الشهيرة بمتن ابن عاشر، والمسماة بـالمرشد المعين على الضروري من علوم الدين، وقد اتبع الشارح منهجاً

كالتالي:

أولاً: ترجم ترجمة موجزة للناظم، بين فيها مولده ونشأته، وحياته العلمية والعملية، مع ذكر بعض أشياخه، وتلامذته، وأوردت في ذلك بعض مصنفاته التي صارت منة في عنق من كان بعده.

ثانياً: إفراد المتن الفقهي، إذ هو محل اتفاق بين جميع المالكية على اختلاف مشاربهم، لأنه يتناول قسم العبادات.

ثالثاً: تناول مسائله الفقهية بالشرح والدليل.

رابعاً: أفرد كل قطعة من النظم حسب ما تحتويه من المسائل الفقهية المترابطة.

خامساً: شرح المقدمة الأصولية، إذ لا غنى عنها في معرفة الأحكام.

سادساًَ: شرح ما ورد من الألفاظ الغريبة في النظم، وربما نقل حسب وجوهها الصرفية، أو مكانتها الإعرابية في المتن أو الشرح، فلذلك قد تجدها مرفوعة أو منصوبة أو غير ذلك، والقصد من ذلك أن من اطلع على المتن وأشكلت عليه الكلمة نقل معناها على حسب مبناها في الكلام، والناس المقصودون بهذا العمل أولاً هم المبتدئون والعوام.

سابعاً: اتبع غريب ألفاظ المتن بشرح للأبيات مع الدليل إن وجده، مع تخريج الأحاديث والحكم عليها وعزوها إلى مصادرها الأصلية، ومعظم مسائل هذا المتن أدلته مبسوطة لمن طلبها في مظانها.

ثامناً: اتبع شرح الأبيات بشرح لغريب الحديث، ليكون مناراً للطالب يستزيد منه في كشف ما غمض، واعتمد في ذلك على كتب شرح غريب الحديث واللغة.

تاسعاً: أردف ذلك في جل الأحيان بالمعنى الإجمالي للأبيات، دون تطويل ممل .

عاشراً: أفرد النظم الفقهي لابن عاشر مشكولاً، ليكون سهلاً لطلابه.
ــــــ
طبعة دار ابن حزم بيروت , وقرظه : الشيخ محمد بن محفوظ فال الشنقيطي , والشيخ سلمان بن فهد العودة , والشيخ محمد الحسن الددو , والشيخ محمد حامد الشنقيطي

التحميل

تكملة الموضوع

ترجمة سيدي أحمد بن محمد العمالي ( 1227/ 1290هـ= 1812/ 1873م )



أحمد بن محمد العمالي، الملقب بـ "أحميدة"، من كبار علماء الجزائر في القرن التاسع عشر، ومن أشهر رجال الطريقة الخلوتية الرحمانية بالجزائر. ولد بالجزائر سنة 1227هـ= 1812م, أخـذ العلم عن: شيخ الجماعة ومفتي الجزائر محمد بن إبراهيم بن موسى، والعلاَّمة محمد بن الشاهدوالفقيه المحدث إمام الجامع الأعظم سيدي العربي، ومحمد بن الكاهية، ومصطفى بن الكبابطي.
أخذ الطريقة الرحمانية عن أبيه عن الشيخ الأزهري. ولـه إجازة من العلاَّمة السيد"مصطفى بن الحاج أحمد الحرَّار" وفي دوائر من سند المصافحة، وأخرى من العلاَّمة محمد صالح بن خير الله الرضوي البخاري في الحديث.
له تلامذة شتى منهم: المدرس محمد القزادري، وأحمد حفيد السعيد قدورة، الحسن ابريهمات شيخ المدرسة النظامية، محمد بن العلاَّمة حمدان بن العطار...
ولي الإفتاء بالجزائر سنة 1273هـ= 1856م. له ((رسالة في أحكام المياه))، ((رسالة في ترتيب القضاء))، وفتاوى عديدة.
توفي سنة 1290هـ= 1873م بالجزائر، ودفن بروضة الثعالبي بجنب ضريحه.



صورة قديمة ونادرة لضريحي سيدي عبد الرحمن الثعالبي وأحمد بن محمد العمالي قدس الله سرهما

المصدر : مركز القاسمي للدراسات والأبحاث الصوفية

-------------
صور قديمة لمسجد سيدي عبد الرحمن الثعالبي







ترجمة سيدي أحمد بن محمد العمالي رضي الله عنه:

نسبه و مولده:

هو الولي الصالح العلامة صاحب الكرامات سيدي حميدة بن محمد العمالي قدس الله سره ، ولد رضي الله عنه بالجزائر العاصمة سنة 1227 هـ / 1812 م و سمي بالعمالي نسبة إلى جبل عمال الواقع في مرتفعات الأطلس التلي القريب من العاصمة موقع أسرته الأصلي.
وكان أبوه من رجال العلم و الثقافة يتبع الطريقة الرحمانية ، تلقى العلم و الطريقة على يد الشيخ القطب سيدي محمد بن عبد الرحمان الأزهري رضي الله عنه ، وكان مقدما له.

دراسته و شيوخه:

حفظ حميدة العمالي القرآن الكريم على المؤدب الشيخ سيدي عمرو، وقد نوه به العمالي في كناشه حين وفاته سنة 1275هـ . تتلمذ لشيوخ عصره و اخذ عنهم العلم منهم مصطفى الكبابطي الذي أجازه في الحديث الشريف ، ومفتي الجزائر و شيخ الجماعة بها محمد بن الشاهد ، ومحمد واعزيز ، و اخذ عن الفقيه محمد العربي إمام الجامع الكبير في وقته . وقد أجازه الإمام المحدث المسند أبو عبد الله محمد صالح الرضوي البخاري أثناء زيارته للجزائر ، و الحاج حمودة بن محمد المقايسي ، كما أجازه في القراءات العالم احمد بن الكاهية ، و غيرهم من علماء الجزائر و مشايخها.
رغم فترة الجدب العلمي التي عرفتها الجزائر في ظل السيطرة الاستعمارية ،ومعظم هذه الإجازات في الحديث الشريف وخاصة الصحاح الستة و الموطأ ، ويذكر أصحاب التراجم أيضا أن حميدة العمالي قد حج ولقي عبد القادر بن يوسف القادري المعروف بحجة الإسلام أحد العلماء المشهورين بالحجاز في وقته و أخذ عنه.

الوظائف و المناصب التي تولاها:

تولى العمالي مناصب شرعية سامية ، ووظائف دينية عالية منها القضاء من سنة 1849 م الى سنة 1856 م، وكان هذا الوظيف من أكثر الوظائف خطورة في ذلك الوقت ، لأنه عملي ومتصل بمصالح الناس ومصالح الفرنسيين التي كثيرا ما تتعارض مما أدى به في الكثير من المرات إلى الاصطدام بهم و الثورة عليهم.تولى الفتوى سنة 1856 ، وهي السنة التي شغر فيها المنصب بوفاة الشيخ مصطفى القديري . وقد ظل في الفتوى الى وفاته سنة 1290هـ رحمه الله .
كما تولى الامامة في جامع الركروك ، ثم الامامة و الخطابة بالجامع الكبير الى جانب التدريس به ، وكان متمكنا من عدة علوم ، كالحديث والفقه والتوحيد ، وقد برز بصفة خاصة في الشرح و التعليق على صحيح البخاري و استخراجه للنكت و الفوائد الفقهية منه، كما كانت له مهارة في الأدب والبلاغة أيضا، وكان يدرس أحيانا ذلك على مختصر السعد.

تلاميذه :

تخرج على يديه الكثير من الطلبة ودرس و اخذ عنه شيوخ و علماء منهم:
- فهرست المنطوق و المفهوم كما كان يلقب ، القاضي المفتي حسن بريهمات (1821 م – 1884م )
- إمام المالكية محمد بن مصطفى بن زاكور.
- إمام الجامع الأعظم ،المسند محمد القزادري.
- الإمام و المدرس بجامع سيدي رمضان بالجزائر العاصمة، الشيخ محمد بن العطار.
- إمام المسجد الجامع بمدينة المدية ومفتيها الشيخ علي الفخار.
- مفتي مدينة وهران الشيخ علي بن عبد الرحمن.
- الكاتب البليغ ، العارف باللغة والتفسير محمد بن عيسى الجزائري ثم التونسي (1243 هـ - 1310هـ) الذي تولى رئاسة الكتابة العامة بالوزارة الكبرى ثم خطة الإنشاء بتونس.
و يذكر الذين ترجموا له أنه:" ... ورد عليه في درسه بالجزائر أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد النابلسي ، فحضر مجلسه ثم سأله عن إحدى المسائل النادرة ".
و غيرهم كثير ، و لذلك كان يعرف بشيخ الجماعة ، و التي لم يلقب بها من أقرانه إلا الشيخ عبد القادر المجاوي .

آثاره و مؤلفاته :

عرف عنه شغفه بجمع الكتب و اقتناء نفائسها و كذلك شراء و البحث عن نوادر المخطوطات، فكان مضرب المثل بين علماء المغرب يبذل في سبيلها المال و الجهد، و لم يقتصر على الجمع و القراءة فقط بل شارك في حركة التأليف فترك مجموعة من المؤلفات هي:
- فتاوي و محاورات فقهية بلغت أكثر من ثلاثمائة مسالة ، معظمها بينه و بين الشيخ علي مبارك احد علماء و أعيان مدينة القليعة.
- رسالة في أحكام مياه البادية
- تأليف في القضاء قال عنه الحفناوي : " اتصلت بتأليف من تاليفه في القضاء و تتبع فصوله و أنواعه ، و حلية القاضي و شروط القضاء " نسيج وحده .
اشتراكه في ترجمة قانون القضاء [ في سنة 1860 م عهد اليه مع مجموعة من زملائه منهم القاضي حسن بريهمات ، و الصحفي السياسي أحمد البدوي و محمد بن مصطفى بترجمة القانون الخاص بالمحاكم الاسلامية في الجزائر و هو القانون الذي اصدره نابليون الثالث في سنة 1859 م ].
- كراريس فيها فوائد و اخبار عن عصره و عائلته.
- فهرسة لمروياته و شيوخه و حياته العلمية.

وفاته :

توفي الشيخ العمالي رحمه الله سنة 1290 هـ / 1873 م ، و دفن بتربة الشيخ عبد الرحمن الثعالبي بالعاصمة ، و لم يخلف حسب من ترجموا له إلا ابنا اسمه بن حميدة علي كان من المدرسين ثم أصبح إماما بالجامع الكبير.

المصادر و المراجع:

- الحفناوي تعريف الخلف برجال السلف
- عبد الرحمن الجيلالي (تاريخ الجزائر العام) ، ج 4
- ابو القاسم سعد الله تاريخ الجزائر الثقافي ج 3 .
- موسوعة أعلام الجزائر من منشورات وزارة المجاهدين 2007م .
تكملة الموضوع

ترجمة سيدي مصطفى بن سيدي محمود 1864-1928

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد النبي الأمي و على أله و صحبه و سلم



حياة الشيخ سيدي مصطفى بن سيدي محمود 1864-1928 أحد أقطاب الطريقة الرحمانية:

هو:

الشيخ الولي الصالح سيدي مصطفي بن الشيخ سيدي محمود بن الشيخ سيدي الحاج محمد بن الشيخ سيدي محمود بن الشيخ الأكبر سيدي الحاج عبد الرحمان باش تارزي." زاده الله من بره و توفيقه, و سدده في سلوك طريقه بمنه أمين" لا زال هدا الرجل معروفا من شبابه بجمال العفة و حسن السمت و مكارم الأخلاق و الحياء التام و التواضع الفطري مع جميع الناس, اعتنى بتربيته أبوه الشيخ سيدي محمود ثم ابن عم جده الشيخ سيدي الحاج السعيد, فحفظ القرآن و قرأ العلم و تأدب بأدب الطريقة و شب على الأخلاق الكريمة اللائقة بمثله في كرم محتده و شريف تربيته و ما هو مترشح له من الجلوس على سجادة الطريق و تهذيب الإخوان حتى نال بدلك المنزلة الرفيعة من قلوب عارفيه عموما و أهل الطريقة خصوصا و في شهر رجب عام 1329 هـ ولى الخطابة و الإمامة بالجامع الأخضر الحنفي بعد وفاة عمه الشيخ سيدي السعيد الذي كان إماما خطيبا بالجامع الكتاني الحنفي و في شوال عام 1335 هـ جلس على سجادة الطريقة الخلواتية بعد وفاة عمه الشيخ البركة الحاج أحمد عليه الرحمة و الرضوان. و له في الادن بتلقين الذكر في الطريقة الخلواتية إجازتان بسندين يتصلان بالقطب الأكبر و الغوث الأشهر الشيخ سيدي محمد ( بفتح الميم) بن عبد الرحمان القشطولي الأزهري دفين الجزائر الذي أتى بالطريقة الخلواتية إلى وطن الجزائر من ديار مصر.

الإجازات:

الإجازة الأولى:

أجازه بها أبوه الشيخ سيدي محمود عن أبيه الشيخ سيدي الحاج محمد عن عمه العلامة الشيخ سيدي مصطفى شارح الرحمانية عن أبيه الولي الكامل الشيخ سيدي الحاج عبد الرحمان باش تارزي ناظمها عن القطب الأكبر سيدي محمد بن عبد الرحمان دفين الجزائر رحمهم الله تعالى و رضي عنهم.



الإجازة الثانية و الإجازة الثانية:

أجازه بها ابن عم جده الشيخ سيدي الحاج السعيد باش تارزي عن الولي الصالح الشيخ سيدي علي بن عيسى عن القطب الأكبر سيدي محمد بن عبد الرحمان رحمهم الله تعالى و رضي عنهم.

و هذا السند عال ليس فيه القطب الأكبر و الشيخ المجاز إلا واسطتان و لا يعرف مثله اليوم لمقدم خلواتي في وطن الجزائر.


أمين و السلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سـيدي علي بـن يحي


صورة لمقام سيدي علي بن يحيى قرب قرية العمامرة بولاية غليزان الجزائر

الشــيـخ الـجلـيل سـيدي علي بـن يحي

الـمـلـقـب بـ : قـاض فاس





بسم الله الرحمان الرحيم.

الحمد لله المتجلى لخلقه بخلقه حججه في الوجود والصلاة والسلام علي أفضل الخلق على الإطلاق قطب الوجود و إمام المرسلين ومنهج الصالحين سيدنا أبى القاسم محمد عليه وعلى اله وأ صحابه الأخيار ومن اقتفي أثرهم إلي يوم الدين.

وبعد/

هذه نبذه موجزة عن سيرة وتراث حجة الله رائد المجد و الخلود ومعراج الساكنين وقدوة المريدين فضيلة العالم الأغر بحر العرفان ومهد الكرم وبيت السؤدد و الشهامة ولي الله سيدنا الشيخ الملهم سيدي علي بن يحي رضي الله عنه وعن أسلافه و أنصاره ومحبيه وذريته نفعنا الله ببركاتهم وسقانا من منبعهم الصفي شربة هنيئة مرئة لا نضمأ بعدها أبدا جعلنا الله في حرزهم وحضنهم المتين.

النسب الطاهر :

هو الوالي الصالح الشيخ الجليل سيدي علي بن سيدي يحي بن سيدي راشد بن سيدي فرقان بن سيدي حسين بن سيدي سليمان بن سيدي أبو بكر بن سيدي مومن بن سيدي محمد بن سيدي عبد القوي بن سيدي عبد الرحمان بن سيدي إدريس بن سيدي إسماعيل بن سيدي سليمان بن سيدي موسي الكاظم بن سيدنا جعفر الصادق بن سيدنا محمد الباقر بن سيدنا علي زين العابدين بن سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن سيد الوصيين الإمام على كرم الله وجهه والسيدة البتول سيدة نساء أهل الجنة فاطمة الزهراء ابنة سيد الخلق صفوة الوجود مولانا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وريحانتي رسول الله بني. الإمام علي كرم الله وجهه زوج سيدة نساء العالمين وأم الحسن والحسين السيدة البتول فاطمة الزهراء بنت النور الثاقب و الضياء اللامع سيدنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.

سيدي علي بن يحي:

مولده: كان مولده في حدود القرن الثامن

سيرته:

نشأ الشيخ الملهم نشأة علمية في أسرة عريقة الجذور شديدة الأركان ثابتة الأسس والدعائم متمسكة بروح القيم الدينية و المثل السامية من هذا الينبوع النقي ارتوت هذه النفس الزكية وترعرعت في وسط معتدل في روحه وذاته ومقامه ومأواه وتعامل مع الكون, منح أرضه زينة من عرق جبينه وراحتي يديه سيرا وقدما على قدم آبائه وكان شغوفا منذ صباه بحب العلم والمشايخ و التأمل في ملكوت الله و النظر بترو في هذا الفضاء الواسع الأركان وما يحتويه من دلائل وبراهين قائمة وبالسعي والعمل الجاد والإحساس الفياض وبسابق العناية الإلهية المحيطة بهذا البيت الطاهر.

* أضحي هذا القبس يزداد يوما بعد يوم إشعاعا ونورا وهو في مقتبل العمر وريعان الشباب فكانت نقطة البداية لخوض غمار أطوار الحياة وأول نقلة في كيان الشيخ .وبالرغم مما كان يمتاز به من حلم وأناة وحنكة وشهامة وكرامات مولاه الجليلة ارتقي علي سائر إخوانه فضلا وشرفا.

بدايته العلمية:

* أحاطت عناية الله سيد علي بن يحي منذ بروزه للوجود , تسوقه سوقا الى درب الخلود ومنازل الأبرار.

* طفق الشيخ يحول الأنفاق والأقطار يغرف من مناهيل العلوم وفنونها جاب أنحاء المشرق والمغرب في طلب مبتغاه تنقل بين علماء أجلاء يرتوي من معينهم ويستلهم من أفكارهم آخذا بين الشريعة والحقيقة فحاز شرف المأمول وبغية المني, ففاق أقرانه في الفقه والحديث والعربي وسائر المعارف وبلغ في التصرف والتحقق شأنا عظيما ومنزلة جليلة لدي العلماء وأهل الحقيقة
تجلت معالمها لدي الخاص والعام فنال في جهده وبحثه العميق وصفاء سريرته رضا القوم وسادتهم قاطبة , وصار مضرب الأمثال في علمه وورعه و تقواه وجوده الفياض وأخلاقه وسماته.

* كان لسابق العناية الرعاية شأن عظيم في ارتقاء الشيخ الجليل القدر والأسوة الحسنة لأتباعه ومريده ومحبيه في نهج طريقه القويم الى معراج السالكين ومنار حجيج الله القائمة في عالم الشهود فتجلت في ذاته وصورته الصفات العلى والأسماء السنية بمعانيها ومعنوياتها على مقدار من الأنوار المحمدية فتحلى بحلى الجمال والجلال وبدت في شخصه السماحة والصلاح باسمي معانيها وازداد بتواضعه وعفوه إجلالا وتقديرا عظيمين وبالإذلال والافتقار إلى مولاه وسنده عزا ومنعة وغناءا وسموا وهبة في أعين الملاء وعامة الناس , وكان رحيما بالمستضعفين والمساكين والأيتام حليما مع كل فظ عنيد, جوادا بما لديه من زاد روحي ومادي أيقظ آذانا صما وفتح أعينا عميا وبسط أيد معلولة وقلوبا غلفا وألسنا بكما بنور الحكمة وشعاع العرفان , فكان بحق محل الفيوضات الإلهية والأخلاق السامية في حله وترحاله.

سماته:

اتسم شيخنا الجليل بروح العقيدة السمحة وروح النخوة العربية والإسلامية والفراسة الفذة وبجهاده المرير ضد كل عدوان مبين وكل عقبة من عقبات الحياة وتحدياتها بكل ما يملك من أفكار و أراء بلسانه وقلمه مدده وعدته في سبيل إظهار الحق و الحقيقة وإزهاق الباطل اتسم الشيخ قدس الله سره بزكاة النفس والبدن ابتغاء رضوان المولى جل وعلى وبهذه السمات العالية بدا جليا في شخصيته المتميزة وفي جنباته العطرة بطولات ومواقف العظماء تلكم هي روح العقيدة والجهاد في منابت الطهر ومعدن الطيب قال الله تعالى : " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ".

توليه القضاء:

* القضاء منصب سام ولا يليه إلا من سمت نفوسهم وتجردت من كل الأعراض والأغراض واكتسبت المدد والعون من أحكم الحاكمين بافتقارها وخضوعها لغرته وعظمته وليس الإقدام بالأمر الهين عند من لا بصيرة له تنقل شيخنا في بقاع الأرض منطلقا من مسقط رأسه بمنداس بدوار بن عبد الله مقام ضريحه الآن وعبر مناطق الوطن العزيز يستنشق نسيم المعارف ويخوض بحار العلوم غائصا في أعماقها يستخرج ما لذ وطاب واستقر في مكنون المحيط من لألىء ومرجان وكنوز جمة على شتى أصنافها من عيون وانهار ولطائف أجوائها ورحيق أغصانها وفروعها , كانت وبكل جدارة موطنه الثاني فيها أنشا بذرة طيبة الأعراق من منابع شيخه الجليل وصهره العريق من واجه الميمون بابنة أستاذه ومعلمه وكان له منها نسمة سنية بريئة من كل عيب سميت باسمه المبارك سيدي علي الخليفة وسمي بالخليفة لان والده الشيخ سيدي علي بن يحي خلفه في بطن أمه ألا وهو سيدي علي بن علي.

* وتمضي الأيام والسنين وتتوالى على المغرب أحداث ووقائع وتغيرات في اطر الحكم وسدته بين الأسرة الادريسية من المقام العالي الى ما دون ذلك ويزداد شيخنا شموخا وعلياء ما بعد علياء في مهابة وإجلال . فارق الأهل والوطن بحثا عن المجد المجهول والسر المكنون والذرة الثمينة كان جامع الزيتونة العريق أحد المحطات والوقفات لشيخنا الأغر , انتهل وغرف من منابعه الطيبة ومجاريه العذبة أصنافا وألوانا وأذواقا من أسرارها الكامنة في ظهورها وجلس في الدرس واكتسب إخوانا أجلاء وأحبابا أخلاء كان لهم مقام أسمى وواصل سيخنا طريقه في الوصول الى مرامه الميمونة دون كلل وكله جد وشغف.

* واستقر المقام آخر المطاف بفاس وتنفس الصعداء وذاع صيته لدى أهل فاس وعرف شانه ومنزلته لدى العلماء العيان وكانت فاس آنذاك المغرب تحت حكم الأدارسة بزعامة السلطان مولاي إدريس الأكبر المؤسس , فأصبح الشيخ محط اهتمام وعناية لا مثيل لها فارتأت السلطة الحاكمة وهيئة العلماء والعامة من أهل البلد بتعيين العالم العلامة قاضيا للقضاة لنزاهته وسيرته النظرة الوجود لدى الأوساط , وبعد ترو وبعد نظر في إقدامه على هذا الأمر الجلل والمنصب الجليل الخطب , واحاطة بكل الجوانب , تولى الشيخ القضاء وسار في أحكامه سيرة أسلافه الصالحين يزن الأمور بميزان العدل وينصف الحقوق والواجبات بمعيار الشرع والحقيقة , فكم من قضايا شائكة عويصة تعرض عليه من بعض الأطراف فيفصل فيها في مدة وجيزة مبرزا خلفياتها وكاشفا حقائقها ومدحضا أباطيلها ولا تأخذه في الله لومة لائم , ينصف للمحكوم من الحاكم مبتغيا إعلاء الحق , فعم عدله البلاد وحسنت أحوال العباد وصلح أمرهم وشاع الأمن والاستقرار في كل شبر من بلاد فاس.

* قضى شيخنا وقدوتنا حقبة من الزمن يزيد عن نيف وثلاثين حسب ما ورد عن بعض الروايات , كانت كلها إشعاعا وسراجا منيرا يطوف بين حلقات العلم والتعليم والإفتاء والقضاء , وبعث روح الإخاء والإصلاح.

* وفي مقامه بفاس وارتواء غليله من عيون أنهارها ولطائف أجوائها ورحيق أغصانها وفروعها كانت وبكل جدارة موطنه الثاني فيها انشأ بذرة طيبة الأعراق من منابع شيخه الجليل وصهره العريق من زواجه الميمون بابنة أستاذه ومعلمه , وكان له منها ثمرة طيبة ونباتا حسنا

ومن وراء هذا الشموخ يسعى الأعداء والوشاة إلى الحط من المقام والجوهر الفذ وطي هذه الصفحة النقية الناصعة من الوجود بشتى المسائل فيجمعوا أمرهم وشركائهم للنيل من هذا القاضي ويحزمون الأمر ويغيروا احد الشعراء لامتهانه وهجائه ببعض الأبيات عند أفول الشيخ إلى بيته وعودته وسمع الشيخ تلك الأبيات ووعاها ولا داعي لذكرها , فأجمع أمره ورجع إلى مسقط رأسه بمنداس بدار بن عبد الله وليس رجوعه الى الوطن الأم من اجل المتغيرات التي طرأت , وإنما حب الوطن وعزة الوطن وما لقيه قومه وأهله من خلافات ونزاعات قبلية عاد وبصحبته أربعين طالبا فأقام محفلا جمع فيه القبائل والعروش , حثهم فيها على التآلف وجمع الشمل وتوحيد الكلمة والسير قدما نحو نهضة علمية وفكرية فكان للكلمة وزنها ومكانتها لدى القبائل فكان أول حصن حصين وقلعة متينة الجدران هو إنشاء زاوية علمية تربوية مستقاة من الطريقة الرحمانية منهجا وسلوكا ’هدفها النهوض بالوطن والارتقاء به الى مصاب الأمم وجمع الشمل.

منهاج الزاوية العلمي ودورها في جميع الأصعدة :

الزاوية : أول قاعدة علمية وركيزة ينزوي إليها رواد العلم ومأوى دون الحاجات ومأمن الفقير المسكين وعابر السبيل , فيه يجد السكينة والوقار , منهجا مستنبطا من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعوة الى روح التسامح والإخاء ووحدة المنطق بين المذاهب والأديان والأجناس على اختلاف مشاربها ومناهلها وتنظيمها.

* وتحظى الزاوية بادوار شتى على جميع الأصعدة العلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية , وبات واضحا لدى المختص وفي جميع الميادين وما لعبته الزاوية من أطوار وارتقاء في النظم الاجتماعية على الخصوص وللباحث المجد الصافي الذهن سعة البحث والتمحيص في صحة ما قيل وللفصل في هذه القضايا بان الحديث ذو شجون ويتطلب صفحات ومجلدات للخوض في الجزئيات .

حلقات الدرس التي كانت تلقى بالزاوية من سماة الزاوية الرحمانية:

بعث روح الثقافة الإسلامية في نفوس النشأ الصاعد وإعداده إعدادا كاملا لخوض غمار الحياة وتحدياتها.

عنى شيخنا وقدوتنا سيدي علي بن يحي عناية كبيرة بالمجال التعليمي والتربوي ونسخ حياته وما عز عليه في سبيل تغذية الروح والعقل , والانفتاح على المستقبل فكان رضي الله عنه وأرضاه بعد أداء صلاة الصبح يجلس للدرس وللمذاكرة , إما في الفقهيات أو اللغة أو الحديث أو السيرة النبوية العطرة وعند الضحى وبعد صلاة العصر والمغرب.

وللذكر مقام جليل عند الشيخ , فكان يعطيه جل اهتماماته ويحث مريديه على المواضبة على الذكر والأوراد والحزب , وذلك أحيانا بعد العصر وأحيانا بعد المغرب و سائر أيام السنة .

كرماته:

ظهرت على يد شيخنا كرامات عديدة لا يمكننا حصرها والإحاطة بها , فقد تحتاج الى وقفة خاصة بها ونبرز للقارئ الكريم طرفا منها:

إن من إكرام الله لعبده انه وهبه ستة عشر ولدا كانوا كلهم علماء أتقياء أولياء نبعت من أصلابهم أرواح زكية وبذور طيبة وهذه من أعظم الكرامات وللمهابة الجميلة لدى شيخنا الأغر والتي تعد من هبة المولى جل وعلا ويكفينا فخرا واعتزازا تلكم التضحيات الجسمية والبطولات الفذة التي حمل لواءها عباقرة المجد وجهابذة العلماء وأنصارهم عبر الأحقاب والعصور لتحرير الوطن وصون المقومات والمقدسات الدينية من براثن الاستعمار وللدور القيادي الذي قامت به الزاوية والتي تعد نقطة الانطلاق ومركز الإشعاع ومهد الحضارة عبر التاريخ لأجل وأعظم . والتي تجلت مرات عديدة في تصديه للعدو ولأهل الجور من العامة والخاصة أو الحديث عن اقضيته وأحكامه يعطي صورة واضحة عن تلك الهيبة , يروى وعلى حسب الروايات " دخل على الشيخ وهو في مجلس القضاء رجلان يختصمان في شاه سرقت لاحدهما , فحد شيخنا نظرة واستبصر في القضية وأمر السارق أن يتقي الله فيما أقدم عليه مرة تلوى الأخرى ولهول ما رأى من تلك الأنوار اعترف واقر على سرقته للشاه وردها لصاحبها , ولا تسعنا هذه الصفحات لسرد بقية المنهج والمواهب الإلهية وفي الذي ذكرناه ما يفي بالغاية.


صورة لشجرة نسب سيدي علي بن يحيى أحد أجداد أهل مساكن تونس وكذا قبائل الفليتة بولاية غليزان الجزائر

نبذة عن الجد العاشر سيدي عبد الرحمن:

نسبه الشريف:

سيدي عبد الرحمن بن سيدي ادريس بن سيدي إسماعيل بن سيدي سليمان بن سيدي موسى الكاظم بن سيدنا الإمام جعفر الصادق بن سيدنا الإمام محمد الباقر بن سيدنا الإمام زين العابدين بن سيدنا الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة وسبط المصطفى صلى الله عليه وسلم ابن سيدنا الإمام على كرم الله وجهه زوج سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء البتول بنت المصطفى صلى الله عليه وسلم وأم الحسنين سبطا سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم .

مقامه الطاهر:

كان مقام الشيخ الجليل سيدي عبد الرحمن بمكة المكرمة استقرب بها اثنا عشرة سنة بعث خلالها المعاني السامية لروح الدين نظرا لبزوغه المبكر على حب المعرفة ونشأته في موطن شرف تجذرت أصوله وتفجرت ينابيعه وارتوت آفاقه كانت مسيرته العلمية والتعليمية كلها إشعاعا وضياءا وسلوكا وتهذيبا وحزما ويقظة ولقد بلغ شانا عظيما ومنزلة عالية بما كان يتجلى به من سمات سنية وزكاة النفس وتضحيات جليلة في سبيل إرساء دعائم الدين وإعلاء مجد الأمة وقدسيتها وبما كان يمتاز به أيضا من همة عالية وحنكة فذة ومهابة جليلة جعلته حريا أن يكون أهل القيادة وإرساء العدالة والنظام بين الأفراد فسار في حكمه سيرة أسلافه الأطهار ينشر العدل والمحبة والإخاء والتسامح ويبعث في نفوس المريدين روح العقيدة ومناهج الحياة العلمية .

وفي هذه الحقبة من الزمن كانت الجزائر تعيش في غياهب ظلام دامس سيطرت عليه أفكار بعيدة عن تعاليم الإسلام ومناهجه فقد انتشرت الشعوذة ربوع الوطن وتركت بصماتها فكل شبر .

فاستدعى الأمر اليقضة والنهوض لمحو وإزالة هذه العلائق والعوائق الفاسدة , ومن هذا المنظور والذي بدا جليا لسماحة الشيخ الجليل سيدي عبد الرحمن والذي لم تغب عن بصره تلك المتغيرات والأحداث التي عمت الآفاق ودوام الحال من المحال وبأمر من أخيه سيدي محمد الذي تولى الأمر من بعده بإرسال الشيخ الجليل الى الجزائر والتحديد الى منطقة تاقدمت بنواحي تيارت وذلك للقضاء على هذه الأفكار الزائفة والشعوذة التي عاثت فسادا .

قدوم الشيخ الجليل سيدي عبد الرحمن الى منطقة تاقدمت:

قدم الشيخ الجليل سيدي عبد الرحمن الى منطقة تاقدمت رفقة أربعة وعشرين رجلا من الرجال الكرام وأقام بها مملكة دامت ثمانية وأربعون سنة كانت كلها جهادا , توفي بعدها رضوان الله عليه في حدود القرن الخامس وتولى من بعده المملكة ابنه الأكبر سيدي عبد القوي .

أولاده :

خلف العالم الجليل سيدي عبد الرحمن ثلاثة من أولاده : سيدي عبد القوي وسيدي محمد شريط وسيدي زيان .

سيدي عبد القوي تولى المملكة بعد وفاة أبيه أربعة وخمسون سنة وتوفي بعدها , وقد خلف ثمانية أولاد :

محمد الكبير ومحمد الصغير واحمد وعبد السلام وعبد الرزاق وعلي بوزيان وعبد القوي الصغير الذي ولد بعد وفاة أبيه رضي الله عنهم أجمعين وسلك بنا طريقهم .

اتخذ سيدي عبد الرحمن منطقة تاقدمت عاصمة له نظرا لموقعها الاستراتيجي وطفق يضع الخطوط العريضة لتأسيس سلطة قوية وإرساء قواعد متينة , تكون نقطة انطلاق لإقامة كيان هذا الوطن وإحياء مقوماته وأمجاده وتراثه الأصيل من براثن العدو الذي أمسى وأصبح يتربص له من كل حدب وصوب وبشتى الطرق والأساليب القمعية فاخذ على نفسه العهد بالوقوف والصمود في وجه كل التحديات ولن يتأتى هذا إلا بتمهيد الأرضية المناسبة لذلك , وأهم الوسائل والقواعد عنده هي حماية الثغور وصيانة المواقع الحساسة وعمارتها وإقامة جبهة قوية بكل الجبهات وبهذه الحنكة الفذة والتصميم الفذ تجلت معالم النصر والثبات والعزيمة والهمة العالية في روح كيان الشيخ الجليل سيدي عبد الرحمن , في جهاده المرير وتسييره المحكوم لشؤون الحكم وقيادته السامية في إحقاق العدالة وعلى هذا المنهج القويم سار أحفاذه وانتظموا في سلكه , وبرز احد أحفاذه العظام سيدي محمد سيدي فرقان وسيدي لزرق بلحاج الذين خاضوا غمار الجهاد في سبيل إحقاق المبادئ والقيم ونشر العدالة والرحمة والوحدة المنشودة .

وما قام به الأمير عبد القادر من اتخاذ هذه المنطقة قاعدة عسكرية ومنطلقا لخوض هذا المعترك الأخير دليل على روابط الصلة والأصالة الفذة والهمم العالية وهمزة وصل بين الماضي والحاضر .

ولا يسعنا , ونحن نلم بهذه المعلومات إلى أن نتوجه لقرائنا الكرام وجميع المحبين والعلماء القائمين على جميع الأنظمة وإطارات البلاد خاصة والوطن عامة من هرم القمة إلى الأساس بخالص الدعاء والتوفيق والنصر على كل الجبهات .

ونستسمح قرائنا وأحبائنا وأخلائنا عن هفوة قلم أو زلة لسان بدت , وبدرت منا أو تحريف أو تغيير أو عبارة في غير محلها فقلمنا يخلص امرؤ من العيوب والهفوات , اللهم إن أصبنا فمن الله وان أخطأنا فمن أنفسنا ومن الشيطان .

والله المعين على ذلك والحمد لله رب العالمين

اللهم أصلح أحوال البلاد والعباد اللهم اهد أئمتنا إلى سبيل الرشاد وكن لهم عونا ومعينا في مسعاهم ووفقهم لمرضاتك يا ارحم الراحمين وأرهم الحق حقا وارزقهم أتباعه وأرهم الباطل باطلا وارزقهم اجتنابه اللهم ارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير يا أرحم الراحمين يارب العالمين

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين



كتب هذا البحث :

بلعاليه بن يحي استاذ التعليم القرآن بغليزان الجزائر

ينحدر من سلالة سيدي علي بن يحي
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |