من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

كرامات أولياء الله الصالحين



بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد نقطة دائرة الوجود الخلقي ومستودع سر الوجود الحقي صلاة نصعد بها في المعراج الحبي و مدارج الإقبال الصدقي ويمتزج بها العلم اليقيني في المشرب الذوقي.

وبعد/

قال الله تعالى في القرءان الكريم: { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ ‏آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ ‏الْعَظِيمُ (64)} [سورة يونس].‏‎ ‎

وقال الإمام القشيري رضي الله عنه : الولي من توالت طاعاته، ومن تولى الحق سبحانه حفظه، وإنّما يديم توفيقه ‏الذي هو قدرة الطاعة قال الله تعالى: { وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196)} [سورة الأعراف] ولا يكون ‏معصوما كالأنبياء بل يكون محفوظا حتى لا يصر على الذنوب.‏‎ ‎

*.*.*

وقال الله تعالى: { وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ‏ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا(16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت ‏تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ (17)} [سورة الكهف] الآية.

*.*.*‎ ‎

وقد بسط الكلام في تفسير هذه الآية على إثبات كرامات الأولياء الفخر الرازي في تفسيره الكبير ‏فقال: "احتج أصحابنا الصوفية بهذه الآية على صحة القول بالكرامات".

*.*.*

ومن دلائل الكرامات نص القرءان في قصة صاحب سليمان عليه السلام "آصف بن برخيا" في قوله ‏تعالى: { أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ (40)} [سورة النمل] ولم يكن نبيا، والأثر عن أمير ‏المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيح أنه قال: يا سارية الجبل الجبلَ في حال خطبته يوم ‏الجمعة، وتبليغ عمر إلى سارية في ذلك الوقت حتى تحرزوا من مكامن العدو من الجبل تلك الساعة.‏‎ ‎

*.*.*

وأنشدوا: (الرجز)‏‎ ‎

وأثبتن للأوليا الكرامهْ ... ومن نفاها فانبذن كلامهْ‎ ‎

واعلم أن كرامات الأولياء ثابتة بالقرآن والحديث وما تواتر من أخبار على مر العصور والأزمان، ‏وهذا هو الحق عند جمهور أهل السنة، وهي أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة ولا هو ‏مقدمة لها يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح ملتزم متابعة نبيّ كلف بشريعته، مصحوب بصحيح ‏الاعتقاد والعمل الصالح علم بها أو لم يعلم، فامتازت بعدم الاقتران (أي بدعوى النبوة) المذكور عن ‏المعجزة، كما وأنها تختلف عن الإرهاص، والإرهاص ما يحصل للنبي قبل نزول الوحي عليه ‏كتسليم الحجر على رسول الله في شعاب مكة، وامتازت بظهور الصلاح عما يسمى معونة كالتي ‏تظهر على يد بعض عوام المسلمين تخليصا لهم من المحن والمكاره، وبالتزام متابعة نبي كلف ‏بشريعته عن الخوارق المؤكدة لكذب الكذابين وتسمى إهانة كبصق مسيلمة الكذاب في بئر عذبة الماء ‏ليزداد ماؤها حلاوة فصار ملحا أجاجا.‏‎ ‎

وليس إنكار الكرامة من أهل البدع بعجيب إذ لم يشاهدوا ذلك من أنفسهم ولم يسمعوا به من رؤسائهم ‏مع اجتهادهم في العبادات صورة واجتناب السيئات بزعمهم، فوقعوا في أولياء الله تعالى أهل ‏الكرامات يأكلون لحومهم ويمزقون أديمهم جاهلين كون هذا الأمر مبنيا على صفاء العقيدة ونقاء ‏السريرة واقتفاء الطريقة واصطفاء الحقيقة.‏‎ ‎

*.*.*




وقال الإمام القشيري: قال أوحد فنه في وقته القاضي أبو بكر الأشعري رضي الله عنه: ان المعجزات ‏تختص بالأنبياء، ولا تكون للأولياء معجزة لأن من شرط المعجزة اقتران دعوى النبوة بها، ‏والمعجزة لم تكن معجزة لعينها إنّما كانت لحصولها على أوصاف كثيرة، فمتى اختل شرط من تلك ‏الشرائط لا تكون معجزة وأحد تلك الشرائط دعوى النبوة، والولي لا يدعي النبوة، فالذي يظهر عليه ‏لا يكون معجزة، قال القشيري: وهذا القول الذي نعتمده ونقول به، فشرائط المعجزة شكلها أو أكثرها ‏توجد في الكرامة الا هذا الشرط الواحد.‏‎ ‎

واعلم أن كل كرامة لولي هي معجزة للنبي الذي يتبعه ذلك الولي، وما جاز أن يكون معجزة لنبي ‏جاز أن يكون كرامة لولي الا ما كان من خصائص النبوة.‏‎ ‎

وانشدوا قولهم: (الكامل)‏

- والأوليا اذكرهم بخير انهم *.*.* تبعوا الرسول بصحة الآداب‎ ‎
خدموا الشريعة وما اتبعوا الهوى *.*.* مـتمسكين بأشرف الأنساب‎
صـحت ولايتهم بشاهد حالهم *.*.* فَـعَلَوا وصاروا وجهة الطلاب‎‎
لهم الكرامات التي ظهرت بنا *.*.* كـالشمس ما حجبت ببرد سحاب.

فإذا عرفت ذلك فاعلم أن الذي يدل على جواز كرامات الأولياء القرءان والأخبار والآثار.‏‎ ‎

فأما الأول: ما جاء في قصة مريم عليها السلام وولادتها عيسى دون زوج، وكفالة زكريا لها عليه ‏الصلاة والسلام، وكان لا يدخل عليها غيره وإذ خرج من عندها أغلق عليها سبعة أبواب، وكان يجد ‏عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف، ومن قصة أصحاب الكهف ولبثهم‎ ‎في ‏كهفهم سنين بلا طعام ولا شراب، ومن قصة آصف بن برخيا وإتيانه بعرش بلقيس قبل ارتداد ‏طرف سليمان عليه السلام، وكذلك قصة إماتة عزير مائة عام ، ومن ذلك قصة ذي القرنين وتمكينه ‏في الأرض وملكه تلك المساحة الشاسعة في المدة القليلة.‏‎ ‎

والثاني: ما ورد في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر عن الصالح جريج الذي ‏أكرمه الله بأن أنطق له غلاما في المهد وخبر الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار فدخلوه فسدت ‏عليهم الغار صخرة فأكرمهم الله بأن نجاهم بصالح أعمالهم.‏‎ ‎

وكذلك قوله النبي صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره" رواه ‏مسلم والأخبار كثيرة، ومنها ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه أنّه قال: "فاذا أحببته ‏كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها" رواه البخاري، ويقول الإمام ‏الرفاعي رضي الله عنه في شرح هذا الحديث: "الصقوا بأولياء الله، الولي من وادَّ الله وآمن به ‏واتقاه، فلا تحادّوا من وادّ الله. الله ينتقم لأوليائه ممن يؤذيهم، عليكم بمحبتهم والتقرب اليهم تحصل ‏لكم البركة، أما الآثار فمنهما أن الملائكة كانت تسلم على عمران بن الحصين، وكان سليمان وأبو الدرداء يأكلان ‏في صحفة فسبحت الصحفة وسبح ما فيها، وعباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة فأضاء لهما طرف السوط فلما افترقا اقترق الضوء معهما رواه ‏البخاري وغيره، وخرجت أم أيمن مهاجرة وليس معها زاد ولا ماء فكادت تموت من العطش فلما ‏كان وقت الفطر وكانت صائمة سمعت حسا على رأسها فرفعته فاذا دلو برشاء أبيض معلق فشربت ‏منه حتى رويت وما عطشت بقية عمرها، وسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرَ الأسدَ ‏أنه رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فمشى معه الأسد حتى أوصله إلى مقصده، وخالد بن الوليد ‏حاصر حصنا فقالوا: لا نسلم حتى تشرب السم، فشربه فلم يضره، وعمر رضي الله عنه نادى سارية ‏من المنبر والقصة مشهورة، ومثله كثير...

*.*.*



صورة أغرب من الخيال مأخوذة من أرشيف المكتبة الوطنية (فرنسا) مكتوب عليها "أسد الأولياء" بالجنوب الوهراني ... مدينة (وهران) بالجزائر.

ومثل ما جرى لأبي مسلم الخولاني الذي مشى هو ومن معه من العسكر على دجلة وهي ترمى ‏بالخشب من مدها، ثم التفت إلى أصحابه فقال: هل تفقدون من متاعكم شيئا حتى أدعوا الله فيه، فقال ‏بعضهم: فقدت مخلاة فقال: اتبعني فاتبعه فوجدوها قد تعلقت بشيء فأخذوها، وطلبه الأسود العنسي ‏الذي ادعى النبوة فقال له: أشهد أني رسول الله فقال: ما أسمع، فأمر بنار فألقي فيها فوجده قائما ‏يصلي وقد صارت بردا وسلاما، قال عمر رضي الله عنه حين علم بذلك: الحمد لله الذي لم يمتني ‏حتى أراني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله، وكذلك وصلة ‏بن أشيم مات فرسه وهو في الغزو فقال: اللهم لا تجعل لمخلوق عليّ منة ودعا الله سبحانه فأحياه له، ‏فلما وصل إلى بيته قال: يا بني خذ سرج الفرس فإنّه عارية، فأخذ سرجه فمات (أي الفرس)، وكان ‏سعيد بن المسيب في أيام الحرة يسمع الأذان من قبر النبي صلى الله عليه وسلم أوقات الصلاة وكان ‏المسجد قد خلا فلم يبق غيره، وكان إبراهيم التميمي يقيم الشهر والشهرين لا يأكل شيئا، وكان ‏عبد الواحد بن زيد أصابه الفالج فسأل ربه سبحانه أن يطلق له أعضاءه وقت الوضوء و الصلاة، فكانت ‏تطلق له أعضاؤه.

*.*.*

و نذكر أيضا ما حصل أيضا لعبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه رجع من سفر كان فيه ‏مرة فوجد جماعة على الطريق فقال: ما هذه الجماعة، فقالوا: الأسد قد قطع الطريق عليهم فنزل عن ‏دابته ومشى إليه فأخذ بأذنه ونحاه عن الطريق، ولا يخفى ما وقع للإمام علي الرضا ابن الإمام ‏موسى الكاظم حيث روي أن المتوكل أمر خدام السباع أن يجوعوا منها ثلاثة ويحضروهم إلى قصره ‏ففعلوا وقعد هو في المنظرة مع أصحابه وأغلق الدرج، وبعث إلى الإمام علي الرضا حتى يحضر ‏وأمر أنه إذا دخل من باب القصر يغلق الباب، فلما دخل أغلق الباب ودخل بين السباع وقد أصمت ‏بزئيرها الأسماع فلما مشى في الحصن يريد الدرجة مشت إليه السباع وقد سكتت وما سمع لها حس ‏حتى تمسحت به ودارت حوله وهو يمسح رءوسها بكمه ثم ضربت السباع بصدرها الأرض ‏وربضت، فما هاجت ولا زأرت حتى صعد الدرجة وتحدث عند المتوكل مليا ثم نزل ففعلت السباع ‏كفعلها الأول وربضت وما سمع لها حس ولا زئير حتى خرج الإمام رضي الله عنه، وقال أويس ‏القرني لهرم بن حيان حين سلم عليه: "وعليك السلام يا هرم بن حيان" ولم يكن رآه قبل ذلك، وهذا ‏من باب الكشف وهو من الكرامات.‏‎ ‎

*.*.*

ولا يخفى ما حصل لشيخ العريجا السيد الجليل أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه ما أخبر به الامام ‏الرافعي من أن امرأة وضعت بنتا لها حدباء، فلما كبرت وآن أوان مشيها اذا بها عرجاء، ثم سقط ‏شعر رأسها لعاهة، ففي يوم من الأيام حضر السيد أحمد الكبير محلة الحدادية حيث البنت‎ ‎‏ فاستقبله أهلها والعرجاء فاطمة بين الناس وبنات الحدادية يستهزئن بها، فلما أقبلت قالت للسيد أحمد ‏رضي الله عنه: أي سيدي أنت شيخي وشيخ والدتي وذخري أشكو إليك ما أنا فيه لعل الله ببركة ‏ولايتك وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعافيني مما أنا فيه فقد زهقت (تعبت) روحي ‏من استهزاء بنات الحدادية، فأخذته الشفقة عليها وبكى رحمة لحالها ثم ناداها: ادني مني فدنت منه ‏ووضع شيئا من ردائه عليها ومسح بيده المباركة على رأسها وظهرها ورجليها فنبت بإذن الله ‏شعرها وذهب احديدابها وتقومت رجلاها وحسن حالها. وكراماته كثيرة رضي الله عنه.‏‎ ‎

هذا وفي القدر كفاية وصلى الله على سيدنا محمد سر الوجود والسبب الأعظم لكل موجود صلاة أهل السموات والارضين عليه اجري يارب لطفك الخفي في أموري والمسلمين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.
تكملة الموضوع

حمل كتاب حياة الأمير عبد القادر (د.أبو القاسم سعد الله)



بيانات الكتاب:

- كتاب: حياة الأمير عبد القادر.
- المؤلف: شارل هنري تشرشل.
- ترجمة وتحقيق وتقديم: أ.د.أبو القاسم سعد الله ~ رحمه الله.
- الناشر: الدار التونسية للنشر ~ تونس.
- تاريخ النشر: 1974.
- عدد الصفحات: 336.
- حجم الملف: 12 ميجا.
- حالة الفهرسة: منسقة ومفهرسة.


رابط آخر للكتاب 


تكملة الموضوع

حمل كتاب أنيس الخائفين وسمير العاكفين فى شرح شطرنج العارفين

 بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تعريف بالمؤلف:


هو العارف بالله و الدال عليه سيدي الشيخ محمد بن أحمد بن الهاشمي بن عبد الرحمن التلمساني أصلاً، الدمشقي سكناً، الشاذلي العلوي طريقة، عالم دين سني متصوف، وشيخ الطريقة الشاذلية في بلاد الشام في عصره .... ولقد سبق وأن أفردنا له ترجمة خاصة هنا بالمدونة على هذا الرابط


- عنوان الكتاب: كتاب أنيس الخائفين وسمير العاكفين في شرح شطرنج العارفين للشيخ الأكبر ابن عربي.


- المؤلف: سيدي محمد الهاشمي التلمساني.
- عدد الصفحات: 63.

- تعريف موجز:

كتاب في التصوف يهدف مؤلفه إلى الدلالة على الله والإرشاد إلى صراطه المستقيم بصدق التوجه إلى الله بما يرضاه، وبمجاهدة النفس الأمارة فيما تهواه، ومعرفة دسائسها ومفازات الطريق وآفاتها وقد تناول موضوعات شتى منها:

- العبد وأقسامه
- العدم وأقسامه
- الوجود وأقسامه

رابط التحميل


تكملة الموضوع

ترجمة الشيخ العلامة سيدي أحمد مرزوق الحبيباتني رضي الله عنه



مقدمة:

أولا: تعريف بالمنطقة.

- جيجل هي مدينة ساحلية تقع شرق الجزائر، تعداد سكّانها نحو 147000 نسمة، ويمكن اعتبار موقعها رابطا بين شرق الجزائر ووسطها، يعود تاريخ إنشائها إلى القرن السادس قبل الميلاد حسب أرجح الروايات التاريخية، ويعزو المؤرخون بناءها إلى الفينيقيين الذين اتخذوها مركزاً تجارياً ومرفأ آمناً على الساحل الشمالي لغرب المتوسط. ومن الآثار التي تدل على الوجود الفينيقي بالمدينة مقبرة في قمة صخرية تسمى الرابطة بالجهة الشمالية الغربية لمدينة جيجل ما تزال تحتفظ بمجموعة من القبور المحفورة في الصخر، والموقع مصنف ضمن المعالم الأثرية.

الجمعة بني حبيبي:

هي بلدية تقع في جيجل، اسمها مركب من العبارتين "الجمعة" و"بني حبيبي"، أما الجمعة بفتح الجيم فهو في الحقيقة يوم الجُمعة، وقد اقترن هذا اليوم بهذه المنطقة نسبة إلى السوق التي كانت تُقام بها في هذا اليوم من كل أسبوع، حيث يلتقي سكان المناطق الأخرى بالسكان المحليين يبيعون ويبتاعون ويتبادلون المنتجات الفلاحية والنسيجية وغيرهما، كما أن هذا الملتقى كان عبارة عن فرصة للتعارف وتبادل الأخبار حيث لم تكن وسائل الاتصال متوفرة كالآن، ويعود هذا التقليد في المنطقة إلى ما قبل القرن التاسع عشر ولا يزال إلى يومنا هذا، وأما عن الشطر الثاني "بني حبيبي" فهو اسم التجمع القبلي الذي عاش في هذه المنطقة من القرون الوسطى إلى عهد البايات العثمانيين ثم إلى ما بعد ذلك، ولا تزال بعض العائلات البالغ نسبها إلى هذا الأصل تعيش في هذه المنطقة إلى اليوم.

المصدر/

موسوعة ويكيبيديا الحرة

*.*.*

ثانيا : ترجمة الشيخ العلامة سيدي أحمد مرزوق الحبيباتني رضي الله عنه الذي هو أحد أبناء هذه المدينة.




- هو الشيخ العارف بالله الحجة القدوة سيدي أحمد مرزوق الحبيباتني ، شيخ صوفي وفقيه مالكي، وُلد رضي الله عنه في منطقة «الجمعة بني حبيبي»1 بولاية جيجل شرق الجزائر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ميلادي ، سنة (1867 م-1284 هـ) حفظ القرآن في سن مبكرة على يد مشايخ وعلماء منطقته وتلقى أولى مبادئ اللغة العربية والفقه، درس الفقه بالزاوية العيساوية ومجموعة من المساجد، كان له الفضل في تكوين مجموعة من شيوخ المنطقة.

*.*.*



- ثم انتقل بعد ذلك إلى مدينة قسنطينة لإكمال تعليمه، فكان له ذلك، حيث تتلمذ على يد أهم أقطابها وفقهاءها ومحدثيها أمثال الشيخ العلامة عبد القادر المجاوي التلمساني وغيرهم.

*.*.*

- استقر الشيخ احمد الحبيباتني في مدينة قسنطينة أين كان يؤم الناس ويدرس القرآن الكريم والفقه في كثير من المساجد كجامع سيدي عبد المؤمن في حي السويقة، هذا وقد حظي في زمانه بمكانة واحترام كبيرين بين سكان مدينة قسنطينة والشرق الجزائري كله، فكان يعتبر أهم ملجأ للناس يستفتونه في أمور دينهم ودنياهم، وكان على ذلك حتى وافته منيته في العاشر من شهر محرم سنة 1355 هـ الموافق للفاتح أبريل 1936 م.

*.*.*

- كان للشيخ احمد الحبيباتني الفضل في تكوين جيل من الفقهاء والعلماء ممن ساهموا في توجيه الأمة كجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، رغم أن الاستعمار الفرنسي حاول كثيرا إثارة الفتنة وتدبير المكائد بين الشيخ وبعض أعضاء الجمعية وبخاصة عبد الحميد بن باديس، حيث اتهم الأخير بالتخطيط لمحاولة اغتيال الشيخ الحبيباتني، لكن الجميع تفطنوا وتيقنوا أن ذلك كان من كيد المستعمر للنيل من مكانة ابن باديس وعمله الإصلاحي.

*.*.*

كراماته :

- يحكى أنه في أحد الأيام دخل الشيخ الحبيباتني المسجد للصلاة، فنزع «البرنوس»2 الذي كان يرتديه و ألقاه على الحصير و ذهب للوضوء، في أثناء ذلك تسلل أحد اللصوص إلى المسجد و سرق البرنوس و فر به هاربا ، و عندما عاد الشيخ إلى المكان الذي ألقى فيه برنوسه لم يجده، فما كان منه إلا أن قال « لا حول و لا قوة إلى بالله »، ولما كان يوم الغد وعندما كان أحدهم يتجول في سوق «رحبة الجمال»3، و جد بالمصادفة سارق البرنوس يبيع في مسروقه، ولم يكن يدري أنه للشيخ حيث أنه لم يكن بعلم بتلك السرقة فأعجبه ذلك البرنوس و اشتراه منه وهو يقول في نفسه « والله لا يليق هذا إلا بسيدي احمد لحبيباتني»، و بالفعل ذهب باحثا عن شيخنا ليعطيه هديته، فقيل له أنه في المسجد، فدخل المسجد لكن الشيخ كان حينها في بيت الوضوء، فطرح البرنوس على الحصير الذي اعتاد شيخنا الجلوس عليه و جلس هو مقابل المكان يترقب عودة الشيخ، و ما هي إلا هنيهة حتى أقبل شيخنا متمايلا نحو برنوسه و التقطه بيده و هو يقول « سبحان الذي لا تضيع ودائعه ». و هكذا يكون برنوس الشيخ قد عاد بقدرة قادر إلى المكان و في نفس الزمان الذي اختفى فيه بالأمس.

*.*.*

هوامش/
1«الجمعة بني حبيبي» : منطقة بولاية جيجل شرق الجزائر.
2«رحبة الجمال»: أحد الأزقة المشهورة في مدينة قسنطينة.
3«البرنوس»: لباس تقليدي مثل البردة يصنع من الصوف.


المصدر/
منقول بتصرف عن موسوعة وكيبيديا الحرة.
تكملة الموضوع

ترجمة شيخ الزاوية الطيبية "سيدي بن عمر" ندرومة - تلمسان



مقدمة:

تقع الزاوية الطيبية ''سيدي بن عمر'' في منطقة نائية معزولة بين أراض منبسطة وجبال وعرة المسالك وسهول ووديان، وهي قرية صغيرة تابعة إداريا إلى عين الكبيرة إحدى بلديات ندرومة، وقد اختار مؤسس زاوية ''سيدي بن عمر'' الصوفي الشيخ سيدي داود هذا المكان الخالي وهذه المنطقة المعزولة حتى يكون بعيدا عن الناس، ويتمكن من السيطرة على نفسه ونوازعها، فذلها بالابتعاد عن ملذات الحياة ونعيمها قصد التقرب من الله الواحد الأحد فلا يبقى بينه وبين خالقه حجاب، حيث يتميز المكان الذي بنيت به الزاوية بخاصية تفتقر إليها المناطق الأخرى وهي عذوبة مائها، فالزاوية والمسجد يأتيهما الماء من عين تقع في أعلى الجبل، وهي عين أقرّ العارفون بالمنطقة أنها قديمة، يعود تاريخ ظهورها إلى مئات السنين.

01) الموقع الجغرافي للزاوية:

الزاوية تقع بالشمال الغربي لولاية تلمسان، وتبعد عن ندرومة مقر الدائرة بحوالي ثلاثة عشر كيلومترا، وعن تلمسان مقر الولاية بستة وأربعين كيلومترا، وعن الغزوات بثلاثين كيلومترا، ويحدها شمالا جبال ترارة ومرسى هنين، وجنوبا جبل فلاوسن الشامخ، وشرقا مدينة تلمسان، وغربا مدينة ندرومة، فيما يعود أصل الزاوية إلى ذرّية السيدة فاطمة الزهراء ـ رضي الله عنها ـ بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ زوجة الإمام على كرم الله وجهه.



02) زاوية سيدي بن عمر رضي الله عنه شيوخها ومناقبها:

المؤسس الأول للزاوية:

- يرجع الفضل في تأسيس هذه الزاوية المباركة إلى الصوفي الجليل الشيخ سيدي داود قدس الله سره الإبن الحادي عشر لمؤسس مدينة فاس المولى إدريس الثاني، ولم يعثر لحدّ الآن على مصدر أومرجع يؤرخ لميلاد أو وفاة الشيخ سيدي داود، ولعل ذلك يعود إلى تغافل أحفاده عن تدوين تاريخ هذا القطب، وما نعرفه عنه أنه هاجر من مدينة فاس واستقر بجبال ترارة المعروفة بطابعها الصخري الصلب، ومكانها الموحش، ومسالكها الوعرة... لقد اختار الولي الصالح سيدي داود هذا المكان المنزوي رغبة في التدبر والتفكر والتجرد، فقد ثبت في الحديث النبوي الشريف أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان في أول أمره قبل النبوة يتدبر في غار حراء، وبهذه البقعة المباركة من أرض الله كان ظهور أسرة أولاد سيدي بن عمر.

03) المشرب الصوفي للزاوية:

- وعن المسلك الصوفي الذي نهجته الأسرة في بداية الأمر تشير بعض المصادر التي اهتمت بتاريخ زاوية سيدي بن عمر إلى أن شيوخ هذه الزاوية المباركة ساروا على الطريقة القادرية المنسوبة إلى الولي الصالح مولاي عبد القادر الجيلاني المولود بقرية جيلان الواقعة على ضفة بحر قزوين عام 1075م والمتوفى عام 1165م بمدينة بغداد، حيث يوجد ضريحه المقصود من الزوار من كل حدب وصوب، وفي عام 1027هـ /1618م نهجت أسرة سيدي بن عمر منهج دار الضمانة بوزان المغربية التي كان على رأس مشيختها مولاي عبد الله الشريف الوزاني، وهذا ما يؤكده شيوخ زاوية سيدي بن عمر بالتواتر.

04) تاريخ الزاوية:

- يبدأ تاريخ زاوية سيدي بن عمر رضي الله عنه قبل سنة 1104هـ/1690م، وهو تاريخ وفاة الشيخ سيدي محمد بن عمر أول جدّ لهذه الأسرة الكريمة، وعرف عن هذا الرجل أنه كان صوفيا من أولياء الله، ودامت ولايته لهذه الزاوية حوالي سبعين سنة، وكان في هذه الفترة متمسكا بنهج أبيه الشيخ سيدي داود، وبعد وفاة سيدي محمد بن عمر انتقلت المشيخة إلى ابنه الشيخ سيدي محمد الذي تولى القيام بشؤون الزاوية مدة ستين سنة، وكانت وفاته حوالي 1161هـ/1748م، وفي عهده توسعت رقعة الأراضي المحيطة بالزاوية وكثرت المحاصيل الزراعية وتنوعت، فذاع صيت الزاوية وأصبحت مزارا يقصدها الناس من أماكن بعيدة للتبرك، ويأتي بعد هذين القطبين الشيخ الحاج محمد بن عمر ابن الشيخ سيدي محمد وحفيد الشيخ سيدي محمد بن عمر ودامت مشيخته لهذه الزاوية مدة ستة وأربعين سنة وتوفي رحمه الله بمكة وبها دفن سنة 1209هـ/1794م، وقبل السفر إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج ودع أهله من لا يأمل في العودة إلى البلد، وأخبرهم بأنه سيلتحق بالرفيق الأعلى في تلك الأرض الطاهرة، وعيّن ابنه سيدي الحاج محمد العالم خليفة له على مشيخة الزاوية، وعاش الأقطاب الثلاثة ونعني بهم سيدي محمد بن عمر وبسيدي محمد والحاج محمد بن عمر في عهد الأتراك.

- ويعتبر الشيخ سيدي الحاج محمد العالم حلقة وصل بين الشيوخ الذين عاشوا في عهد الأتراك والشيوخ الذين عاشوا في عهد الإحتلال الفرنسي.

- وفي العام 1209هـ / 1794م تولى مشيخة الزواية الشيخ سيدي الحاج محمد العالم ودامت مشخيته لزاوية ''سيدي بن عمر'' مدة تزيد على الثمانين سنة، وعرف هذا الرجل الصالح بحبه لطلب العلم، وهذا ما حفزه على السفر إلى مدينة ''مازونة'' التي تتلمذ بها على يد عالمها الشهير آنذاك الشيخ الحاج محمد بوراس الكبير، وفي فترة مشيخته طلب منه أخوه الحاج أحمد الانفصال عن الزاوية واقتسام تركة أبيهما وكان له ما أراد، وبذلك وقع الانفصال في الأسرة، وكون الحاج أحمد مع أحفاده قبيلة أولاد بن داود ويسمّون أيضا بـ ''أولاد سيدي بن عمر التحاتة''. اتهمت السلطات الاستعمارية الفرنسية الشيخ سيدي محمد العالم بالتواطؤ مع قبيلة بني يزناسن المغربية الثائرة ضد الحكم الفرنسي وبتموين ثورة الأمير عبد القادر فأبعدته إلى مدينة قسنطينة وقضى في السجن سنتين كاملتين أفرج عنه بعد ذلك وعاد إلى الزاوية، حيث توفي رحمه الله سنة 1293هـ/1876م مخلفا خمسة أولاد. و

هم:

1) سيدي المصطفى
2) سيدي المنور
3) سيدي عبد السلام
4) سيدي الدريوش
5) سيدي الحاج بن عبد الله

- وبعد هذه الفترة تولى شؤون الزاوية الشيوخ الذين عاشوا في عهد الاحتلال الفرنسي وكان أولهم الشيخ سيدي المصطفى الذي خلف والده الشيخ سيدي محمد العالم على رأس الزاوية تولى هذا الرجل الصالح المشيخة مدة ثلاثين سنة اهتم خلالها بتوطيد أسس الزاوية وتقوية نشاطها، وتوفي رحمه الله سنة 1324هـ/1906م.

05) يتولى الزاوية ويكسب قلوب أهل ندرومة:

- وفي سنة 1324هـ/1906م تولى مشيخة الزاوية الشيخ سيدي الدريوش رضي الله عنه خلفا لأخيه الشيخ سيدي المصطفى ودامت مشيخته لزاوية سيدي بن عمرو مدة أربعة عشر سنة، وعرف عن هذا الشيخ قدرته الفائقة في شفاء المرضى وحسن معاملته للناس غنيهم وفقيرهم، ومع سنة 1912م ثار أهالي ندرومة وضواحيها على السلطات الاستعمارية، ويعود سبب هذه الثورة إلى رفض الأهالي قانون التجنيد الإجباري على شباب المنطقة، ولم تخمد هذه الثورة إلا بعد تدخل الشيخ سيدي الدريوش الذي استطاع بحكمته امتصاص غضب الأهالي وإقناعهم بالعودة إلى ديارهم وترك هيئة الجيش تقوم بعملها، وفي سنة 1339هـ/1920م توفي الشيخ سيدي الدريوش وخلفه في القيام بشؤون الزاوية الشيخ سيدي بن عمر ولد مصطفى، ودامت مشيخته للزاوية مدة اثنين وعشرين سنة، وعرف عن هذا الشيخ أنه كان رجلا تقيا يدير شؤون الزاوية نهارا ويقرأ القرآن ليلا، وفي سنة 1940م نزل بالزاوية جماعة من سكان مدينة الغزوات الساحلية وقصدوا الشيخ سيدي بن عمر ولد مصطفى وهم في حالة من القلق ليعبروا له عما يلحق بمدينتهم من جراء القصف الجوي، فطلب منهم الشيخ وضع حواجز رملية فوق سطوح منازلهم حتى يتمكنوا من تجنب الحرائق الناجمة عن القذائف التي كانت تطلقها الطائرات الحربية، واستطاع بذلك أن يهدئ من روعهم ويعيد الثقة إلى نفوسهم مؤكدا أن العدو الفرنسي لا يستطيع تدمير أراضيهم والإقامة بها.

06) الزاوية وتداول الخلافة عليها:

- وتوفي رحمه الله سنة 1361هـ/1942م، وبعد وفاة الشيخ سيدي بن عمر ولد مصطفى تولى مشيخة الزاوية ابن أخيه سيدي مولاي علي ولد سيدي العربي ودامت مشيخته لزاوية سيدي بن عمر مدة سبع وعشرين سنة، حيث لعبت في عهده الزاوية دورا كبيرا في تحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الدينية بحكم أنه ولد بها سنة 1898م، ومن فضائله فتحه باب الحج إلى بيت الله الحرام لأفراد هذه الأسرة الشريفة بعدما انقطعت مدة من الزمن، وأدى فريضة الحج مرتين بصحبة ابنه الأكبر الحاج أمحمد، وفي طريق رجوعهما من الحجة الثانية عرجا على بيت المقدس، كما لعب الشيخ سيدي مولاي علي دورا بارزا في الثورة التحريرية المباركة، وتمثل دوره في تموين المجاهدين الذين كانوا يعملون تحت قيادة عباس وبعثمان ورضوان والوهراني ونعناع، وتوفي رحمه الله سنة 1389هـ/1969م، تاركا السرّ بعده لولديه الحاج امحمد وسيدي بن عمر.

- تولى الشيخ سيدي بن عمر ولد الشيخ سيدي مولاي علي والأخ الأصغر للشيخ الحاج امحمد مشيخة زاوية حمام بوغرارة الفرع وبقي يرعى شؤونها حتى وفاته سنة 1986م، وقبل وفاته طلب من أخيه الشيخ الحاج امحمد شيخ الزاوية الأصل أن يقبل بتعيين ابنه الشيخ سيدي عبد العزيز على رأس زاوية حمام بوغرارة ويسمح له بمداواة المرضى، ولا يزال هذا الشاب المفعم بالحيوية والنشاط يدير شؤون الزاوية إلى يومنا هذا.
تكملة الموضوع

ترجمة سيدي نفطي بلخير شيخ الزاوية الرحمانية ببلدية عمورة



نشأة الزاوية الرحمانية لبلدية عمورة :

تعـود نشــأة الزاويــة الرحمانية لبلدية عمورة إلى سنة 1875م ، من قبل شيخها "سي بلْخير النفطي " المؤسس الأول لها .

01) نبذة عن حياة الشيخ سي بلخير النفطي قدس الله سره:

هو العارف بالله الشيخ سيدي نفطي بلخير بن عبد الله بن النفطي العموري نسبة ومولدا، مؤسس وشيخ الزاويــة الرحمانية بعمورة تلميذ الشيخ سيدي المختار بن عبد الرحمان شيخ زاوية أولاد جلال، حيث درس في هذه الزاوية آخذا أمور الدين من علمائها ومشايخها، وبعدها عين فيها مدرسا ومعلما للقرآن الكريم وأصول الدين، ثم رجع بعـدها إلى مسقط رأسه عمـورة أين أسس زاويته الرحمانية التي تقوم على منهاج واحد وهو قراءة القرآن وتعليمه، وكذا تدريس العلوم الديـنية من فقه وتفسير وسيرة وحديث … ، كما كان الشيخ رحمه الله تعالى يشرف على شؤون الزاوية و شؤون العامة حيث يعد الأب الروحي والمصلح في الوقت نفسه … إلى جانب هذا كله فلقد كانت الزاوية مأوى للفقراء والمساكين وأبناء السبيل…

***

وفاته:

بقي الشيخ سي بلخير على هذه الحال يرشد الناس ويحثهم على أعمال البر شأنه في ذلك شأن شيوخه ، إلى أن وافته المنية سنة 1920م تاركا ورآه آثارا قيمة من العلم والعلماء، له إجازتان الأولى من شيخه المذكـور آنفا و الثانية من الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم الهاملي شيخ زاوية الهامل ببوسعادة.

مؤلفاته:

له تآليف كثيرة في الفقه والشعر الفصيح والملحون ومن هذا الأخير نذكر له هذا المقطع من إحدى قصائده التي تكلم فيها عن حال الدنيا ومآلها وكيف يجب للعاقل أن يتعامل معها حيث يقول :

لا تقنط لوكان مشدود بحدة *** ولا تجهل لوكانك غادي جاني
لاتفرح لوكانك راكب عودة *** أُولاتزهى لوكان تلبس بالفاني
لاتعزمشي قامشي وحدة وحدة *** والشي سابق في علوم الرباني
اللي هي كاتبه تجيك لليدة *** وتجي من ذالبر ول لقصاني
وللي ميشي كاتبه إطيح من اليدة *** متوكل ديمه عليها شيطـاني

***

02) نبذة عن حياة الشيخ الولي الصالح سيدي محمد النفطي بن بلخير رضي الله عنه :

هو الشيخ سي محمد النفطي بن بلخير شيخ الزاوية الرحمانية بعد وفاة والده سي بلخير ، المولود بتاريخ خلال 1877م بعمورة تلقــى تعليمه الأول على يد أبيه سي بلخير حيث أتم حفظ كتاب الله ولمــا تاقت نفسه إلى العلوم أرسل به والده إلى زاوية الهامـــل بـ: بوسعادة ولايــة المسيلة ليستكمل تعليمه فيها ، ليعود إلى موطنه عمورة ليكمل مهام والده في تعمير الزاوية الرحمانية بالعلم ويتمثل في تدريس وتعليم كتاب الله تعالى وكذا العلوم الدينية من فقه وسيرة، كما كان للشيخ دورا كبيرا في حل بعض المشاكل بين الناس وإقام الصلح بينهم وله دور كبير في مشاركته في الثورة الجزائرية تمثلت في تخزين الأسلحة والمئونة بكافة أنواعها وحث وتوعية الناس على الجهاد ودعم المجاهدين بما يحتاجونه وهذا كان سببا في قصف الزاوية من طرف الاستعمار الفرنسي حيث دمرت عن أخرها مما أدى إلى حرق كل المؤلفات التي تركها شيوخ الزاوية ولم يبقى منها إلا الشيء القليل، كل هذا لم يمنع الشيخ سي محمد بن بلخير من مزاولة نشاطه حيث لجأ إلى الخيم فاتخذ خيمة له كمأوى وخيمة لطلاب العلم وبقي على هذا الحال حتى الاستقلال ، حيث أعاد بناء الزاوية من جديد.

وفاته رضي الله عنه:

وفاته المنية سنة 1971م ، ليخلفه ولده الشيخ سي السعدي نفطي الذي هو الشيخ الزاوية حاليا.

***

03) تعريف ببلدية عمورة التارخية.

معقل للثورة التحريرية ( 54 - 62 ) تجثم كوكر العقبان في الأعالي ، محاطة بجبال وعرة المسالك ، مطل على منظر خلاب للصحراء بصمات عميقة للديناصورات ، كهوف رائعة ، حدائق مبهرة . تمتاز بلدية عمورة بن مو فق الشيخ غوريسي عامر.


آثار ما قبل التاريخ

الموقـــع :

تقع عمورة أو قصر عمورة كما ورد في بعض المؤلفات إلى الجنوب الشرقي من مقر عاصمة ولاية الجلفة على بعد حوالي 70 كلم طريق دائرة فيض البطمة التابعة لها إداريا، يحدها من الشمال بلـدية فيض البطمة، ومن الجنوب بلـدية أم العظــام و من الشـرق كل من ولايتي المسيلة وبسكرة، ومن الغـرب بلـدية سلمانة، كما تبرز بلدية عمورة برصيدها الحضاري من خلال ما تمتلكه من آثار لا زالت شاهدة على مكانتها ولكونها مدينة عتيقة منها آثار النقوش الصخرية والساعة الرومانية وآثار الديناصور هذا وتعرف بلدية عمورة ببساتينها وشلالاتها التى لاتزال تصب المياه عبرها إلى يومنا هذا.

المســاحة :

تبلغ مساحة بلدية عمورة 105240 هكتار ، ويبلغ عدد سكانها 7000نسمة " إحصاء سنة 2008 ".

المنــاخ :

تتميز بلدية عمورة بمناخ سهبي جاف بارد شتـاءا وحارصيفا ، ونسبة تساقط الأمطار ضعيفة.

التضاريس :


جبل بوكحيل

تحيط بلدية عمورة سلسلة من الجبال تمتد من الناحية الغربية ناحية بلدية سلمانة وتتجه نحو الشرق اتجاه ولايتي مسيلة وبسكرة، كما توجد بها جبال بوكحيل المشهورة في تاريخ الثورة التحريرية المجيدة والذي شهد بعض المعارك الطاحنة مع العدو الفرنسي، وكـان حصنا منيعا للمجاهدين نظرا لصعوبة مسالــكه وتعدد مغاراته ومرتفعاته الشاهقة المطلة على السفح السفلي لعمورة الذي به عمورة السفلية القديمة، كما أن قصر عمورة القديمة يحاط ببعض المرتفعات والهضاب محدودة بأودية تعتبر جـزءا من الجبال الوعرة والتى تتنتهي إلى منحدرات صعبة المسالك.

***

المصدر/
نقلا عن مدونة عمورة على يد كاتبها الأخ نفطي مصطفى . جزاه الله كل خير ونفع به بجاه سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
تكملة الموضوع

ترجمة ولي الله القطب سيدي حسنين محمد بن موسى

نسبه الشريف:

هو الشيخ العارف بالله المحقق غوث الله الأعظم الأب الروحي للجماعة القادرية سيدي حسنين محمد بن موسى من أولاد الولي الشهير سيدي محمد موسى الإدريسي الحسني أي من سلالة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء رضي الله عنهم جميعا.

مولده رضي الله عنه:

ولد الشيخ رضي الله عنه عام 1917 م ببلدة سيدي محمد موسى قرب مدينة الحوش دائرة سيدي عقبة من عمالة بسكرة جنوب شرق الجزائر.
وترعرع بنفس البلدة ونشأ فيها بين علمائها وقرائها وعرف منذ صغره بالصدق والأدب والميل إلى العبادة والاجتهاد، تتلمذ الشيخ عن مشايخ وعلماء كبار في مختلف العلوم الدينية والعقلية، ومن أبرز العلماء، العلامة الشيخ سيدي الزواوي والشيخ سيدي عبد الهادي وهما من جهابذة العلم بالمنطقة فأخذ عنهما القرآن الكريم والعلوم الشرعية من فقه وتوحيد وميراث وعلم الفلك، كما سلمه أبوه سيدي أحمد بن الحاج بلقاسم فأخذ عنه علم التربية الروحية والسلوك، وهكذا سار الشيخ على درب السلف الصالح في المجاهدة والعبادة والإرشاد للعام والخاص فانتفع به الجم الغفير وأصلح الله به الكثير، له كرامات خالدة و رؤى ثاقبة و علما شامخا و تدينا واضحا وزهدا قائما وورعا متجليا أعطاه الله بعض فتوح الغيب حتى حير شيوخه وهو في طور التعليم ولم يكد يمضي عليه الشباب حتى بُعث كشيخ العارفين وعالم المتكلمين له من الخوارق ما تواتر عن أسلافنا أكدت صدق الولاية له.

---

ويُروى على ألسن من لا يداخل صدقهم شكّ، أن الولي الجليل استغرق في الصمت لا يُكلّم أحدا لبضع سنوات قبل وفاته.. وتُعرف هذه الحالة عند العارفين من السادة الصوفية بالفناء أو الجذب وهو مصطلح عرفاني صوفي عميق يغيب فيه العبد عن حسه من شدة إستغراقه في ذكر ربه وهي درجة يعرج فيها العبد بروحه إلى عالم الملكوت فيلتحم بعالم الأنوار فتخرق له العوالم النورانية وهذا المقام لا يبلغه إلا المقربون من خاصته سبحانه وتعالى.

---

تلاميذه:

تتلمذ على يديه من المريدين خلق كثير أبرزهم : الشيخ العلامة الولي الصالح سيدي الشاذلي شيخ الزاوية القادرية بـ: بسكرة والذي سبق وأن أفردنا له ترجمة خاصة هنا بالمدونة ، والشيخ حسنين مصطفى ، والشيخ محمد مزوز ، والدكتور أبو شهاب محمد حسين والشيخ سيدي بوناب والعارف بالله سيدي زيان وغيرهم.

الشيخ بين التعبد والسياحة:

لقد جدّ واجتهد رضي الله عنه واتبع سبيل الصالحين من هده الأمة وفق الكتاب والسنة وقضى بخلوته سبع سنوات متتالية توجه فيها إلى الله جل جلاله حتى فتح الله عليه وصار من أهله وخاصته ولما خرج الشيخ من خلوته انطلق مباشرة في سياحته الشاسعة عبر مختلف ربوع الوطن الجزائري، حيث كانت له لقاءات مع علماء كثيرون ومشايخ أجلاء من بينهم الشيخ بن عزوز القاسمي الهاملي والشيخ سليمان الحرزلي والشيخ زروق بن المداني بلمكي الخنقي والشيخ عبد القادر الشطي الجلفاوي والشيخ عامر محفوظي مفتي الجلفة والشيخ علي مفتي مدينة عين وسارة.

الشيخ محمد حسنين والثورة الجزائرية:

عُرف الشيخ والعالم سيدي محمد حسنين الأب الروحي للطريقة القادرية ببسكرة رحمه الله ورضي عنه، بحبه للجهاد وتأييده للثورة المظفرة فكان يأوي المجاهدين الذين يأتون لاستشارته في أهم الأمور بزاوية جده القطب الأكبر الشيخ سيدي محمد موسى بالحوش وقد أمر برفع العلم الجزائري على مئذنة الزاوية في أول نوفمبر ,1954 مما أدى بالجيش الفرنسي إلى ضرب الزاوية بالمدفعية وتحطيم المئذنة بإحدى القذائف. للعلم فإن منطقة الحوش كانت من المناطق الرائدة في تأييد ودعم الثورة بالمال والسلاح والرجال.


مؤلفاته:

لم يقتصر الشيخ رضي الله عنه عن العبادة والإرشاد بل تصدر للتأليف فألف مجموعة كبيرة من الكتب النفيسة أغلبها لا تزال مخطوطة لم تر النور بعد في التوحيد والفقه والسيرة النبوية والفلك وغيرها نذكر من بينها ما تم طبعها وما هو الآن تحت الطبع.

1) كتاب التوحيد (تم طبعه)
2) كتاب فقه العبادات (تحت الطبع)
3) كتاب فقه المعاملات (عن قريب)
4) كتاب السيرة الفلكية باختصار ويليه البدين (تم طبعه)
4) كتاب الذاكرين ويليه تشخيص اسم الجلالة (تم طبعه)
6) كتاب كلام الله الأزلي (سيطبع عن قريب)
7) كتاب هدية إلي الألباب (سيطبع عن قريب)
8) كتاب حياة الشيخ سلطان الأولياء سيدي عبد القادر الجيلاني (تحت الطبع)
9) كتاب الأسطول الفلكي (سيطبع عن قريب)
10) كتاب الورد (تم طبعه)

وفاته رضي الله عنه:

وافته المنية بمدينة بسكرة يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان الكريم 1428هـ الموافق لـ: 28 سبتمبر سنة 2007 م.
عند آذان المغرب كما أفادنا بهذا أحد تلاميذه المقربين وهو سيدي مصطفى وقد شيّع جنازته جموع غفيرة قدمت من مختلف جهات الوطن في يوم لن يسقط من ذاكرة بسكرة، حضرته شخصيات كبيرة وإطارات سامية ومجاميع بشرية من مختلف الفئات العمرية والمجتمعية، عرفانا بفتوحات هذا الولي الصالح واعترافا بفضائله وأفضاله وما بثه ونشره في دنيا الناس من طرائق ومسالك تطهّر الروح وترتقي بالعقل وتؤسّس للمجتمع الإسلامي السمح المتسامح.
ويجب الإشارة أن يوم وفاته صادف تاريخا مهيبا من تواريخ البشرية والإسلام على حد السواء، فيوم الجمعة هو اليوم الذي خُلق فيه سيدنا آدم عليه السلام وهو يوم فيه ساعة لا يُردّ فيها الدعاء كما ورد في الأثر، وهو اليوم ذاته الذي يجتمع فيه المسلمون في بيوت الله عيدا أسبوعيا بل أن ساعة وفاته هي عينها التي فارق فيها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم دار الفناء وإلتحق بالرفيق الأعلى ، فقد جاء في الأثر {عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب : لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، أرسلت عائشة رضي الله عنها إلى أبي بكر ، وأرسلت حفصة إلى عمر ، وأرسلت فاطمة إلى علي ، فلم يجتمعوا حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في صدر عائشة، وفي يومها يوم الإثنين حين زاغت الشمس لهلال ربيع الأول}... أي وقت الغروب.
أيضا يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان هو أول فتح إسلامي في غزوة بدر.. والتدقيق في ساعة الوفاة وتاريخها يكشف دلالات كبيرة، تُضاف إلى سجّل الولي الجليل.
.

وقد نقل جثمانه الشريف إلى قرية سيدي محمد موسى (بلدية الحوش) حيث دفن قرب قبر جده الأكبر القطب الغوث سيدي محمد موسى رضي الله عنه، ومقامه لمّا يزل يستقطب الزائرين من مريديه وغيرهم فنفعنا الله ببركاته وسره آمين يا رب العالمين.

بعض من أذكاره:

من المأثور عن سيدي حسنين محمد بن موسى رضي الله عنه أنه كان دائم الذكر و التسبيح، لا يفتر لسانه عن ذكر«لا إله إلا الله محمد رسول الله»

- إضافة إلى هاتين الصلاتين الشريفتين التي كانتا لا تُفارقان لسانه الطاهر وقد أضافها سيدي حسنين رضي الله عنه إلى الورد القادري، وقد أخبرني أحد أولاده وهو سيدي الحسن الذي كان لي الشرف للجلوس معه أن فيها من البركة ما يعجز اللسان عن ذكره والإدراك عن وصفه بل أكد لي شخصيا أن فيها اسم الله العظيم الأعظم كما أخبره والده صاحب الترجمة سيدي حسنين محمد بن موسى رضي الله عنه :

أولا: صلاة الوجد الجامعة:

اللهم صل على سيدنا محمد عين الرحمة الرحمانية منبع فيوضات الأسرار القدسية وإشراق الأنوار الربانية ومواهب الفتوحات الإلهية وآله وصحبه وسلم تسليما بقدر جلالك وجمالك.

ثانيا: صلاة الوسيلة الإبريزية:

اللهم صل على سيدنا محمد ميم الملكوت والعزة والجبرءوت والعرش والكرسي وحاء الحكمة واللوح والقلم وميم الملكين المعنوي والحسي ودال الدوام من أعطيته الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود سر الأسرار ونور الأنوار إبريز كنز الأبرار وآله وصحبه وسلم تسليما بقدر جلالك وجمالك.

بعض من كلامه وحكمه رضي الله عنه:

ترك العالم والولي الصالح سيدي محمد حسنين بعد رحيله إضافة إلى مؤلفاته، العديد من الحكم المأثورة والتي تعتبر من أهم ما ترك لمريديه من بينها:

''العلم غيث نافع ينبت منه الطيب والخبيث منه ما يزين الظواهر ومنه ما يكشف الجواهر''.

''إن الله نوَر الأرواح بنور الإيمان ونوَر الأجساد بالسلامة من ظلام المعاصي''
''إن الله يمحن ولا يمتحن يمحن العبد ويعطيه الصبر والرضا ويمحن الإنسان ولا يعطيه الصبر والرضا''
''من كانت توبته من إلهه فنعم التوبة ومن كانت توبته من وهمه فلا توبة له''
''صفاء السريرة دليل على القبول ومحبة طه مصدر النور'' وغيرها.

هذا غيض من فيض، وقليل من كثير، فرضي الله عنه ونور ضريحه وزده اللهم نورا على نور وأمدنا من نفحات أسراره، بجاه سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما، آمين آمين آمين والحمد لله رب العالمين.

المصدر:

منقول بتصرف عن كتاب الذاكرين ... طبعة (2009) رقم الإيداع القانوني (100- 2006) دار الهدى للنشر والتوزيع تحت إشراف الكاتب الشخصي للشيخ الأستاذ : رماضنة عبد الرحمن . بسكرة
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |