من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

ترجمة العلامة أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي التلمساني



مولده ونشاته:

- هو العالم العلامة، المصنِّف الأبرع، الفقيه الأكمل الأرفع، البحر الزاخر، والكوكب الباهر، حامل لواء المذهب المالكي في عصره، حجة المغاربة على الأقاليم أبو العباس أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن علي الونشريسي، التلمساني المنشأ والأصل، الفاسي المنزل والمدفن، ولد حوالي سنة 834 هـ / 914 هـ/ 1430 م 1509 م بمنطقة الحجالوة موطنه الأصلي الكائنة بجبال الونشريس (بلدية الأزهرية حاليا ولاية تيسمسيلت) الجزائر.




شيوخه:

أخذ عن خيرة علماء بلده تلمسان، منهم الإمام أبو الفضل قاسم بن سعيد العُقباني (ت854هـ)، وولده القاضي أبو سالم إبراهيم بن قاسم (ت880هـ)، وحفيده الإمام الرحالة محمد بن أحمد بن قاسم (ت871هـ)، والإمام شيخ المفسرين والنحاة أبو عبد الله محمد بن العباس الشهير بابن العباس(ت871هـ)، والحافظ المحصِّل أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عيسى بن الجلاب(ت875هـ)، والعالم المشارك، المؤلف النّظّام أبو العباس أحمد بن زكري (ت899هـ)، والعالم الخطيب الصالح أبو عبد الله محمد بن محمد ابن مرزوق الكفيف (ت910هـ)؛ أخذ عنه مرويات سلفه الإمام الجد والوالد والحفيد، وغيرهم.

*.*.*

وعلى إثر المحنة التي تعرض لها ببلده تلمسان بانتهاب داره من جهة السلطان، فَرَّ أبو العباس هاربا إلى فاس، وكان ذلك في أول المحرم من سنة (874هـ)- وكان حينها ناهز الأربعين من عمره- فاستوطنها، وعلى جلالة قدره كان يحضر مجالس قاضي الجماعة بها أبي عبد الله محمد بن عبد الله اليفرني المكناسي (ت917هـ).

مكانته بين علماء عصره:

استطاع أبو العباس الونشريسي أن يجد لنفسه بمنزله فاس مكانا ضمن كبار العلماء الذين ذاع صيتهم، وكان زمام العلم بأيديهم، كالشيخ أبي عبد الله القوري (ت872هـ)، والشيخ أبي العباس أحمد بن محمد البرنسي الشهير بزروق (ت899هـ)، والشيخ أبي عبد الله محمد بن غازي المكناسي (ت919هـ)، وغيرهم كثير، فكان له مجلس يعكف فيه على تدريس المدونة، ومختصر ابن الحاجب الفرعي، وغير ذلك من العلوم التي كان متمكنا من ناصيتها، فتخرَّج عليه خَلْقٌ من العلماء ممن كانت إليهم أمور التدريس والقضاء والفتيا من بعده، منهم الفقيه النوازلي أبو عياد بن فليح اللمطي(ت936هـ)، تفقه عليه، ولازمه في مختصر ابن الحاجب ، والفقيه الصالح، شيخ الفقهاء بسوس أبو محمد الحسن بن عثمان الجزولي (ت932هـ)، لازمه إلى سنة (908هـ) وقت رحيله، والفقيه أبو محمد عبد السميع المصمودي، لازمه أيضا في مختصر ابن الحاجب، والقاضي أبو عبدالله محمد بن القاضي الناظر أبي عبد الله محمد الغَرْدِيسي التَغْلِبي (ت897هـ)، وبخزانته انتفع في تصنيف كتاب المعيار، فهي معتمده في فتاوى فاس والأندلس، ومنهم عالم فاس وفقيهها وحامل لواء المذهب بها أبو الحسن علي بن هارون المظغري (ت951هـ)، ومحمد بن عبد الجبار الوَرْتَدْغِيري، وولده قاضي قضاة فاس عبد الواحد بن أحمد بن يحيى الونشريسي (ت955هـ)، وغير هؤلاء.

*.*.*

ومما يدل على مكانة الونشريسي بين علماء عصره، شهادة كبار العلماء له بالفضل، والعلم، والريادة، فهذا معاصره ابن غازي يقول وقد مرَّ به المترجم يوما بجامع القرويين: «لو أن رجلا حلف بالطلاق أن أبا العباس الونشريسي أحاط بمذهب مالك: أصوله، وفروعه، لكان بارّاً في يمينه، ولا تطلق عليه زوجته؛ لتبحره، وكثرة اطلاعه، وحفظه، وإتقانه، وكل من يطالع تواليفه يقضي بذلك».

*.*.*

كما نوّه به في رسالة أجابه فيها عن مسائل علمية، والتي جعل عنونها: الإشارات الحسان إلى حَبر فاس وتلمسان وحلّاه ابن عسكر في دوحته بقوله: الشيخ الإمام، العالم العلامة، المصنف الأبرع، الفقيه الأكمل الأرفع، البحر الزاخر، والكوكب الباهر، حجة المغاربة على أهل الأقاليم، وفخرهم الذي لا يجحده جاهل ولا عالم... كان - رحمه الله - من كبار العلماء الراسخين، والأئمة المحققين، وقال أحمد المنجور في فهرسته: وكان مشاركا في فنون العلم إلا أنه لما لازم تدريس الفقه يقول من لا يعرفه: إنه لا يعرف غيره، وكان فصيح اللسان والقلم حتى كان بعض من يحضره يقول: لو حضر سيبويه لأخذ النحو من فِيهِ، إلى غير هذا من عبارات الثناء والإطراء التي قالها العلماء في حقه.

مؤلفاته وآثاره:




أثرى المترجم الساحة العلمية المالكية بتآليف رفيعة بديعة، وتصانيف جامعة نافعة، منها: كتابه المعيار الـمُعْرب عن فتاوى أهل أفريقية والأندلس والـمغرب، وهو من أعظم الكتب التي كادت تحيط بمذهب الإمام مالك، والكتاب مطبوع متداول، وقد طبع بفاس في 12 مجلدا ، جمع فيه فتاوى ونوازل ونصوصا ذات أهمية بالغة في معرفة الحياة الاجتماعية والسياسية والعلمية والاقتصادية في المغرب والأندلس في عصور مختلفة، قال صاحب نيل الابتهاج (جمع فأوعى وحصل فوعى) ومنها كتاب إضاءة الحلل في الرد على من أفتى بتضمين الراعي المشترك ومنها: كتاب المنهج الفائق والمنهل الرائق بأدب الموثق وأحكام الوثائق، وكتاب غنية المعاصر والتالي في شرح فقه وثائق أبي عبد الله الفشتالي، وعدة البروق في تلخيص ما في المذهب من الجموع والفروق، وكلها مطبوعة على الحجر بفاس، ومنها: مختصر أحكام البرزلي، وكتاب إيضاح السالك إلى قواعد الإمام مالك، وكتاب وفياته الذي وضعه ذيلاً على كتاب شرف الطالب في أسنى المطالب لابن قنفد القسنطيني، وتعليق على مختصر ابن الحاجب الفرعي، في ثلاثة أسفار، له نسخة بالخزانة الملكية بالرباط، وكتاب في ترجمة المقرّي الكبير جد صاحب (نفح الطيب) وغيرها من المؤلفات الغزيرة، سواء تلك التي ضمنها كتابه المعيار، أو التي أفردها بالتأليف، وله فهرسة ضمنها أسماء شيوخه ومروياته، رُويت عنه.

وفاته:

وبعد هذه الحياة المليئة بالعلم أخذا وعطاءً، وتدريسا وتأليفا، لبى أبو العباس الونشريسي نداء ربه عز وجل، فوافاه الأجل يوم الثلاثاء عشرين من صفر سنة (914هـ)، وقد رثاه الفقيه سيدي أبو عبد الله محمد ابن الحداد الوادي آشي بقطع من الشعر.

منها قوله:

لقد أظلمت فاس بل الغرب كله *** بموت الفقيه الونشريسي أحـمد
رئيس ذوي الفتوى بغير منازع *** و عارف أحكام النوازل الأوحد
له دُربة فيها و رأي مسدد *** بإرشاده الأعلام في ذاك تهتد
و تالله ما في غربنا اليوم مثله *** و لا مـن يدانيه بطول تــردد
عليه من الرحمن أفضل رحمة *** تـروح على مثـواه وتغتـد


مصادر ترجمته:

دوحة الناشر لابن عسكر (48)، وجذوة الاقتباس لابن قاضي المكناسي(156-157)، ودرة الحجال له (1/91-92) )، ونيل الابتهاج لأحمد بابا التنبكتي (135-136)، ونفح الطيب للمقري (5/204)، وطبقات الحضيكي (1/23-24)، سلوة الأنفاس (2/171-173)، وكتاب معجم أعلام الجزائر لعادل نويهض(ص:343) والأعلام للزركلي (1/269-270)، وشجرة النور الزكية لمخلوف (274-275)، فهرس الفهارس والأثبات لعبد الحي الكتاني (2/1122-1123)

هوامش/

الحجالوة:

هي منطقة تبعد بحوالي 20 كلم جنوب مدينة الشلف، لا يزال بعضا من أحفاده يقطنون بها ويحتفظون بالعديد من المخطوطات و الآثار التي ألفها رحمه الله، إضافة إلى دار لا تزال قائمة إلى يومنا هذا تحمل نفس اسم كتابه المشهور- المعيار- وتعرف بدار "المعيار"، وهي للأسف المعلومة التي غفل عنها الكثيرون ممن ترجموا له، أن نشأته وتحصيله للعلم كان في مدينة تلمسان ومن ثَم المغرب... نعم لا شك في ذلك ولكن يجب الإشارة أيضا أن العديد من مؤلفاته ألفها قبل خروجه وهجرته من منطقة العطاف هذه الأخيرة التي زاول دراسته فيها وهي الموطن الأصلي للحجالوة.

الونشريس:




(العربية : El'Ouanchariss الونشريس ،الأمازيغية : Warsnis) تعني "أعلى" بالأمازيغية، سلسلة جبال في شمال غرب الجزائر. تبلغ ذروتها بسيدي عمار (1985 م) بالقرب من برج بو نعامة 67 كيلومترا إلى الشمال من ولاية تيسمسيلت. وتمتد بين شرق وادي الشلف وشمال وادي منى إلى الغرب والجنوب هضبة سرسو، تمتد إلى ولاية المدية، عين الدفلى، تيسمسيلت، الشلف، غليزان، تيارت.

أترككم الآن مع بعض الصور الساحرة لجبال الونشريس







تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي محمد بن عبد الرحمن الإمام الجزائري



بسم الله الرحمن الرحيم.
- اللهم صلي على سيدنا محمد صلاة أهل السموات والأراضين عليه أجري يا رب لطفك الخفي في أموري والمسلمين. وبعد/
- ترجمة الولي الصالح سيدي محمد بن عبد الرحمن الإمام الجزائري، من كتاب تعريف الخلف برجال السلف للعلامة سيدي أبي القاسم محمد الحفناوي بن الشيخ بن أبي القاسم الديسي ابن سيدي إبراهيم الغول عامله الله بلطفه آمين.

العالم التقي السني العابد الزاهد الورع محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الأمين، كان رضي الله عنه و نفعنا ببركته إماما في الجامع الكبير بالجزائر، و انتقل من الإمامة إلى ضريح القطب سيدي عبد الرحمن الثعالبي، قدس الله سره و نور ضريحه، و بقي فيه قيّما صالحا إلى أن توفي و عمره 73 سنة عام وفاة العلامة المفتي ابن الحفاف، وهو عام 1307، و كانت وفاة أبيه سيدي عبد الرحمن الإمام عام 1293 بعد وفاة العلامة المفتي حميدة العمالي بثلاث سنوات إمام الجامع الكبير في الوقت الحاضر هو الشيخ قدور، ولد صاحب الترجمة، خلفا لشيخنا البركة سيدي محمد القزداري رحمه الله، و كان الشيخ القزداري ممن يضرب به المثل في الجزائر بالرزانة و العقل و إتباع السلف الصالح و لما توفي أسف عليه الغريب و القريب لمكارم أخلاقه و لا سيما تلامذته في المدرسة الثعالبية قبل تسميتها بهذا الاسم و تجديدها و من تلامذته فيها العبد الفقير، قرأت عليه فيها فقها نقيا مأخوذا عن أطواده في مدينة الجزائر.



كما سمعت فيها من المرحوم سيدي علي العمالي نصيبا من نحو الأجرومية و أوائل الألفية، لأن مُدتي فيها لم تزد على شهرين أو ثلاثة و كان يؤنسني في ما يحكيه لي عن المتقدمين و المتأخرين من علماء الجزائر ومن جملة ما حكاه لي أن والده كان إمام بجامع ركروك الذي كان في البازار الموجود الآن، عند اتصال زقاق شارتر باخير نهج باب عزون، و لما ختم فيه السنوسية دراية، كان ممن حضرختمته شيخاه بالكبابطي و محمد ابن الشاهد الصغير، و بعد الفراغ من الختم قال له بالكباطي إني لفي سرور اليوم بأكلي ثمرة غرسي ودعا له بخيرا اهـ.

و حكى لي أن والده اجتمع في المدينة بالشيخ محمد وبن عبد القادر المدني، و سمعه يقول: مدحت شريف مكة سيدي محمد بن عون بقولي:

طب ابن عون فلا تبرح معينا لمن *** يرجو الندى منك يا ذا الجود و الكرم
محمد خاتم للرسل قاطبة *** و أنت جئت لختم الجـود و الكرم

هكذا يرويه سيدي علي العمالي و لا يبالي بما فيه، و يقول قال المادح، و لما سمعها مني الشيخ العطار المصري قال: الله أكبر إن الشعر أعذبه أكذبه، و أنشد الراوي للشيخ العطار:

ولما رشفت الريق منها تمنعت *** و قالت أما تخشى و أنت إمام
أتزعم أن الريـق من محلل *** وريقي مدام و المدام حرام

و حكى لي سيدي العمالي أن والده كان في الجامع الكبير يدرس مختصر السعد و لما كان في باب الفصل و الوصل حضر الدرس أجنبي وراء القائمة المقابلة للشيخ، و جعل يتقدم شيئا إلى أن قرب منه منصتا عليه بإصغاء تام، و بعد الدرس دخل مقصورة الشيخ إذ ذاك و سأله أن يذكر له المحل الذي أخذ منه الجمع بين عبد الحكيم و غيره في مسألة من مسائل الباب، فقال له الشيخ العمالي: هو مذكور قبل المسألة بثلاث أو أربع ورقات و لما طالع الرجل بين يده و جد الجمع سهلا، و كان من أصعب ما يكون عليه فقال له: كنت مع شيخي بسمرقند تحاول هذا الجمع و لم نجد له مسلكا، و إني أكاتبه اليوم لأخبره بأني وجدته في الجزائر و هذا الرجل هو العلامة سيدي عبد الرحمن النابلسي اهـ.

وحكى لي أن والده قرأ القرآن على سيدي عمر تلميذ سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري، و بوصية منه دفنه في عتبة الضريح قائلا له: لكون كذلك بين يدي شيخي بن عبد الرحمن موتي.
و من تلامذة العمالي العظام سيدي محمد بن عيسى مؤلف رسالة "الألماس" و غيرها، و أحد كتاب الوزارة التونسية في حياته و ذكر الثقات أن سيدي محمد بن عيسى هذا كان ملازما لثلاثة كتب: المصحف، و الإبريز في مناقب سيدي عبد العزيز، الدباغ و "دلائل الخيرات" و الحق أن رسائله تدل على أنه في طبقة عليا من الفهم و العلم.

و من تلامذة العمالي سيدي علي عبد الرحمن مفتي وهران المتوفي سنة 1925 الماضية و هو أصحاب "الفتوحات المكية" و جواهر المعاني، حضرنا مجلسه مرارا فسمعنا منه ما رق وراق، مما دخلت منه الأوراق و وتشتاقه الأذواق، و الفضل في ذلك كله للمحب المحبوب سيدي علي بن الحدا، متعه الله بطيب الحياة و طولها و قر عينه بولده العزيز، و من تلامذة العمالي سيدي علي بن الفخار مفتي المدية و سيدي محمد القزادري و سيدي حسن بريهمات و سيدي محمد بن العطار إمام سيدي رمضان في حياته، و سيدي محمد بن عبد المؤمن و سيدي محمد بن زاكور،
قال: و للشيخ العمالي فتاوي مجموعة و محاورات فقيهة تزيد مسائلها على الثلاث مئة، وقعت بينه و بين سيدي محمد بن سيدي علي مبارك الولي المشهور، دفين القليعة، و له رسالة في ترتيب محاكم القضاء و أخرى في أحكام مياه البادية، و كان يجري على لسانه قبل وفاته بأيام قول القائل:

سيفقدني قومي إذا جن ليلهم *** و في الليلة الظلماء يفتقد البدر



كان الشيخ العمالي خلوتي الطريقة رحمانيها، أخذها عن أبيه عن سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري و دفن قرب الخروبة التي كان تحتها مجلس سيدي عبد الرحمن الثعالبي، و التقى عندها بصاحب الصغرى سيدي محمد بن يوسف السنوسي، و أخيه سيدي علي التالوتي، رضي الله عنهم وجمعنا بهم في الدار السلام، بفضل الله الملك العلام أمين.

ولد الشيخ العمالي سنة 1227، و تولى الفتوى سنة 1273و توفي سنة 1290، و لما كانت الترجمة للشيخ محمد بن عبد الرحمن المشهور بالإمام فالأنسب أن نختمها بأبيات له، نقلتها من خطه مادحا بها محكمة القضاء الملكي الملاصقة للجامع الكبير في الجزائر، لما تم بناؤها في ربيع الثاني عام 1266، و تولى قضاءها الشيخ العمالي، وهي قوله:

أحسن بمحكمة قد راق منظرها *** أبدت محاسنها شكرا لباريها
يحـــق حســن الثنا للآمرين بها *** مع الذين سعوا كذلك بانيا
للحكم قد نصبت أركــانها رفعت *** لشرعة المصطفى الله يبقيها
لا تعجبن أما يكيفيك نسبتها *** لمالك شيدت له نواحيها
وحالها نطقت في الحين مفصحة *** بالبشر ضاحكة تزهو لراءيـها
يا قاصـدا ربعها لا تخش مضيعة *** الله للحق يهدي كل من فيها



المصدر :
كتاب تعريف الخلف برجال السلف الجزء الأول من الصفحة: 526 إلى 529
المؤلف: الشيخ سيدي أبي القاسم محمد الحفناوي
مطبعة بيير فونتانة الشرقية في الجزائر. سنة الطبع: 1324 هـ - 1906 م
تكملة الموضوع

ترجمة العلامة سي عامر محفوظي رحمه الله



بسم الله الرحمن الرحيم .

- اللهم صل وسلم وبارك على سيّنا محمد وعلى اله وصحبه صلاةً أنظم بها فى سلك المحبين وأرقى بها مراقي العارفين يا الله يا نور يا مبين.

- مولده ونشاته:

هو العالم العلامة الحبر البحر الفهامة الولي الصالح الفاضل الشريف المحقق الكامل سيدي عامر محفوظي بن المبروك بن مزوز المحفوظ بن احمد ولد خلال 1930 بمدينة مسعد في جنوب ولاية الجلفة ، حفظ القرءان الكريم في صغره عن والده ، ومنذ العام 1941 يبدأ يؤم المصلين في المساجد الحرة والرسمية وصلاة التراويح.

*.*.*

وفي سنة 1946 أرسله والده إلى زاوية الهامل للتعلم وفي نفس السنة توفي أباه، تعرف بالإمام الشيخ سيدي مسعودي عطية عام 1947 في الجلفة وطلب منه إقراء أولاده على أن يعلمه فقرأ عنه متونا جمة في الفقه والنحو والفرائض وغيرها من العلوم الشرعية، أذن له في تدريس الطلبة العام 1952، وعمل مع بداية الاستقلال بوزارة التربية الوطنية، عين الشيخ سي عامر رحمه الله إماما مساعدا للشيخ سي عطية في المسجد الكبير بالجلفة (جامع الجمعة ) سنة 1967 وفي نفس السنة منح الشيخ نعيم النعيمي شهادة علمية .

*.*.*

- كان متفوقا في اجتياز امتحان لائمة التيطري سنة 1972 وعين سنة 1974 مرشدا ومدرسا في بعثة الحج، تقلد سنة 1975 مهام المسجد كإمام ممتاز وقائم بدرس الجمعة والخطبة والتراويح والفتوى الشفاهية والكتابية، انتخب العام 1991 كرئيس للمجلس العلمي لولاية الجلفة، ودعي عام 1993 عضوا في لجنة الفتوى ومقرر لها وفي نفس السنة كلف ناظرا للشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجلفة، عين سنة 1995 كرئيس للجنة الفتوى في الحج، خرج للتقاعد عام الـ1996 ليتفرغ للعمل الدعوي والفتوى والإصلاح بين الناس، وكان منصتا لمحدثيه وافر العلم غزير المعارف، مثل الولاية في العديد من الملتقيات الدولية والوطنية في مجال الفكر الإسلامي ، وتتلمذ على يديه العديد من المشايخ.

*.*.*



بعض ما قيل فيه:

لقد مدحه شيخه الإمام سي عطية فى الأربعينيات من القرن الماضي بهذه الأبيات يقول فيها الإمام سي عطية مادحا و محبا لتلميذه الشيخ عامر محفوظي :

أبا عمر بوئت فى الخلد مقعدا *** و بارك فى محياك ربي و أسعدا

أعنت و لم تبخل و جدت تكرما *** فصيرت نظمي في كتاب مقيدا

جزاك إلهي ما جزا به محسنا *** وأعطاك فى الدارين ما يُكبِتُ العدا

و أعلاك بدرا فى سما العلم مشرقا *** و أبقاك نورا للبرية مرشدا

و أحيا بك الذكر الحكيم و حزبه *** لتهدي من ضل السبيل أو اعتدى

فدم ناصرا للدين فى الخير ساعيا *** مسدد سير فى خطاك مؤيدا

عليك سلامي ما حييت و إن *** مت تزورك روحي بالسلام مجددا

*.*.*

مؤلفاته وآثاره:

له مؤلفات ومخطوطات عديدة منها كتابه المشهور: "تحفة السائل بباقة من تاريخ سيدي نايل"



يقول في مقدمته:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وجميع الصحابة الأكرمين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد: فيقول عبد ربه عامر محفوظي لطف الله به هذه باقة بستان بحلول سيدي نائل في هذه الأوطان، وذكر نسبه وشرفه وعصره وبعض أبنائه البارزين بين الأقران والعلماء الأعيان، الذين عرفتهم وحصلت لي معلومات بآثارهم مشيرا لبعضها وهم من الأقل الكثير من الولاية تاركا من غادروها وما أكثرهم داخل الوطن وخارجه وليسمح الذين لم نعلن بأسماء أسلافهم نظرا لكثرتهم وأعدادهم وذكر طبقات المشهورين على اختلاف أصنافهم من علماء الدين، وحملة الكتاب المبين، وشيوخ مربين ومرشدين، وأساتذة وفقهاء مدرسين وشجعان وشهداء ومجاهدين، وجنود معارك وأبطال ميادين، ورؤساء وكرماء محسنين وشعراء وزعماء مصلحين، لتعذر حصرهم، وعدم الإحاطة بذكرهم. ولكوني قصير الباع، قليل الإطلاع، جمعت هذه الباقة من مصادر موثوق بصحتها بعضها مسموع وجلها منقول وأكثرها من عجالة: " تحفة الأفاضل بترجمة سيدي نائل" المنسوبة للشيخ محمد القاسمي، وكتاب "الأنوار في نسب بني نائل الأبرار" للشيخ السعيد ابن عبد السلام الذي تعرض لذكر بعض البطون والأفخاذ من فروع أولاد نائل وهو بذلك بصير، ولأنبئك مثل خبير وعليه اعتمدت فيما كتبت مع رسالة للشيخ عبد الرحمن طاهري.
ولا يظنّن ظان أن ما ذكر من بعض فروع أولاد نائل وعلمائهم هو جملة ذريته بل ما ذكر لم يبلغ عشر العشر مما ترك، والمشاهدة شاهدة وليس بعد العيان بيان. والله أسأل أن يوفقنا لصالح الأعمال، ويختم لنا بالحسنى في المآل... وتشتمل هذه الباقة على الأبواب التالية:



1- المقدمة
2- سبب إهمال الناس للتاريخ
3- التعريف بسيدي نائل
4- ثبوت شرفه
5- الكلام عن الغفارة
6- عصره ووجوده
7- مقره وسكناه
8- أولاده وكم عددهم
9- مواقفهم في الجهاد ضد المستعمر
10- ذكر بعض مشايخ الزوايا والأساتذة
11- ترجمة الشيخ عطية مسعودي وبعض مآثره
12- ترجمة الشيخ عبد القادر مسعدي وبعض ما كتب وقيل فيه
13- ترجمة الشيخ الشريف بن الأحرش وأخيه الشيخ أبي القاسم وحفيده الشيخ المختار بن أحمد بن الشريف
14- ذكر بعض ما ورد في مدح بني نائل
15- الخاتمة
16- نبذة عن حياه المؤلف. أهـ

* و له أيضا كتاب وسمه بـ "الطرفة المنيرة في نظم السيرة" في سبعمائة بيت من الشعر، وهو نظم لكتاب:"نور اليقين في سيرة سيد المرسلين" للشيخ محمد بك، تطرق فيه إلى سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولادته إلى وفاته، اعتمد فيه العلامة طريقة المتون، وهي موجهة أساسا إلى طلبة الزوايا من أجل تيسير حفظ سيرة سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد طبع على نفقة الأستاذ محمد محمودي بمطبعة (دار الخلدونية) بالجزائر العاصمة.


وفاته:

رحل رضي الله عنه الى جوار ربه عصر الأربعاء 20 ماي 2009 الموافق لـ 24 جمادي الأولى 1430،بعد مرض عضال لازمه عدة أيام أقعدته عن حركته الدءوبة المباركة في ميادين العلم والخطابة والمحاضرة والإفتاء...لقد عاش الرجل كل حياته كالشمعة التي تحترق لتضيء للناس ظلمتهم...وأخيرا ترجل الفارس الذي عهدناه خطيبا في"جامع الجمعة" ومفتيا وواعظا وكاتبا أريبا وناظما مفيدا.


*.*.*

رحمه الله برحمته الواسعة ونور ضريحه وجعله مهبط الأسرار والأنوار والرحمات والبركات وجعل الجنة متقلبه ومثواه بجاه سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما آمين.
تكملة الموضوع

حمل كتاب المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن



- المؤلف: الشيخ الإمام العلامة محمد ابن مرزوق التلمساني المالكي المعروف بالحفيد.
- دراسة وتحقيق: ماريا خيسوس بيغيرا الأستاذة بكلية الآداب بجامعة سرقطا
- تقديم: محمود بوعياد مدير المكتبة الوطنية الجزائرية.
- الحجم: 8,21 ميجا
طبع في مكتبة الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر 1401 هـ / 1981 م.

صفحة التحميل


* ترجمة مختصرة للمؤلف:

هو الإمام المشهور العلامة الحجة الحافظ المحقق الكبير الثقة الثبت المطلع النظار المصنف التقي الصالح الزاهد الورع البركة الخاشي لله الخاشع الأواب القدوة النبيه الفقيه المجتهد الأبرع الأصولي المفسر المحدث الحافظ المسند الرواية الأستاذ المقرئ المجود النحوي المقري البياني العروضي الصوفي المسلك المتخلق الولي الصالح العارف بالله العالم الرباني القدوة الحجة محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق الحفيد العجيسي التلمساني، من أبرز الشخصيات الجزائرية التي عرفها العالم في القرن الثامن الهجري على الإطلاق، وكان موطن أسرته بعجيسة نسبة إلى القبيلة الجزائرية العظيمة "عجيسة" المقيمة بجبال مدينة المسيلة، أي في نفس المكان الذي أنشئت فيه القلعة الحمادية ثم انتقلت أسرته إلى مدينة تلمسان في آخر القرن السادس الهجري، ولد رضي الله عنه بتلمسان سنة 710 هـ و بها نشأ وتربى وأخذ العلم عن مشايخها، وحج وجاور واجتمع هناك بالمشيخة، فأخذ عن كثير من أهل الحجاز وغيرهم ثم رحل فدخل بلاد الشام ومصر فسمع وروى عن عدد كبير من علماء المشرق، كما أخذ عن علماء بجاية وفاس وتونس، فكان عدد شيوخه يفوق الألفين، وقد أودعهم كلهم فهرسته المسماة "عجالة المستوفز المستجاز في ذكر من سمع من المشايخ دون من أجاز من أئمة المغرب والشام والحجاز".

تابع الترجمة الكاملة للمؤلف حيث أنه سبق وأن أفردنا له ترجمة خاصة موسعة على هذا الرابط

تكملة الموضوع

حمل مخطوط بلوغ الأماني في مناقب الشيخ سيدي أحمد التجاني



بسم الله الرحمن الرحيم.
- اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.

اسم المخطوط: رسالة بلوغ الأماني في مناقب الشيخ سيدي أحمد التجاني
المؤلف: العلامة سيدي أحمد بن عبد الله أديب المكي الشافعي
نوع الخط: مغربي
المصدر: مكتبة جامعة هارفارد الرقمية قسم المخطوطات


رابط التحميل

تكملة الموضوع

ترجمة العلامة محمد بن أحمد بن أبي بكر بن مرزوق المعروف بالحفيد

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

- اليوم نقدم ترجمة لأحد أبرز الشخصيات الجزائرية التي عرفها العالم في القرن الثامن الهجري على الإطلاق إنه العالم العلامة البحر الفهامة برزخ الشريعة والحقيقة الصالح المصلح الناصح المرشد محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق المعروف بـ: الحفيد "العجيسي" التلمساني، والعجيسي نسبة إلى القبيلة الجزائرية العظيمة (عجيسة) المقيمة بجبال مدينة المسيلة، أي في نفس المكان الذي أنشئت فيه القلعة الحمادية.

ترجمة الإمام كما أوردها سيدي عبد الرحمن الثعالبي في كتابه المشهور بالجواهر الحسان في تفسير القرآن.

- الإمام المشهور، العلامة، الحجة، الحافظ، المحقق الكبير، الثقة الثبت، المطلع النظار، المصنف، التقي، الصالح، الزاهد، الورع، البركة، الخاشي لله، الخاشع الأواب، القدوة النبيه، الفقيه المجتهد، الأبرع، الأصولي المفسر المحدث، الحافظ المسند الرواية، الأستاذ المقرئ المجود، النحوي اللغوي البياني العروضي، الصوفي المسلك المتخلق، الولي الصالح العارف بالله، الآخذ من كل فن بأوفر نصيب.

- أخذ العلم عن جماعة، كالسيد الشريف العلامة أبي محمد عبد الله بن الإمام العلم الشريف التلمساني، والإمام عالم المغرب سعيد العقباني، والولي الصالح أبي إسحاق المصمودي، أفرد ترجمته بتأليف، والعلامة أبي الحسن الأشهب العماري، وعن أبيه وعمه ابني الخطيب ابن مرزوق، وبتونيس عن الإمام ابن عرفة، وأبي العباس القصار، وبفاس عن الأستاذ النحوي ابن حياتي الامام، والشيخ الصالح أبي زيد المكودي، والحافظ محمد بن مسعود الصنهاجي الفيلالي في جماعة، وبمصر عن الائمة السراج البلقيني، والحافظ أبي الفضل العراقي، والسراج ابن الملقن، والشمس الغماري، والمجد الفيروز آبادي صاحب " القاموس "، والإمام محب الدين بن هشام ولد صاحب " المغني "، والنور النويري، والولي ابن خلدون، والقاضي العلامة ناصر الدين التنسي، وغيرهم.

- وأجازه من " الأندلس " الأئمة كابن الخشاب، وأبي عبد الله القيجاطي، والمحدث الحفار، والحافظ ابن علاق، وأبي محمد ابن جزي، وغيرهم، وأخذ عنه جماعة من السادات كالشيخ الثعالبي، وقاضي الجماعة عمر القلشاني، والامام محمد بن العباس، والعلامة نصر الزواوي، وولي الله الحسن أبركان، وأبي البركات الغماري، والعلامة أبي الفضل المشذالي، والسيد الشريف قاضي الجماعة بغرناطة أبي العباس بن أبي يحيى الشريف، وأخيه أبي الفرج، وإبراهيم بن فائد الزواري، وأبي العباس أحمد بن عبد الرحمن الندرومي، والعلامة علي بن ثابت، والشهاب ابن كحيل التجاني، وولد العالم محمد بن محمد بن مرزوق الكفيف، والعلامة أحمد بن يونس القسنطيني، والعالم يحيى بن بدير، وأبي الحسن القلصادي، والشيخ عيسى بن سلامة البكري، والعلامة يحيى المازوني، والحافظ التنسي، والامام ابن زكري. "في خلق كثيرين من الأجلاء".

- وقال الحافظ السخاوي: هو أبو عبد الله حفيد ابن مرزوق، ويقال له أيضا " ابن مرزوق "، تلا بنافع على عثمان الزروالي، وانتفع في الفقه بابن عرفة، وأجازه ابن الخشاب والحفار والقيجاطي. وحج قديما سنة تسعين وسبعمائة رفيقا لابن عرفة، وسمع من البهاء الدماميني، والنور العقيلي بمكة، وقرأ بها البخاري على ابن صديق، ولازم المحب ابن هشام في العربية، ثم حج سنة تسعة عشر وثمانمائة، ولقيه رضوان الزيني بمكة، وكذا لقيه ابن حجر - اه‍.

- مؤلفاته:



وأما تآليفه، فكثيرة منها: شروحه الثلاثة على " البردة ": الأكبر المسمى " إظهار صدق المودة في شرح البردة " استوفي فيه غاية الاستيفاء، ضمنه سبعة فنون في كل بيت، و " الأوسط " و " الأصغر " المسمى " بالاستيعاب لما فيها من البيان والإعراب " و " المفاتيح القرطاسية في شرح الشقراطيسية "، و " المفاتيح المرزوقية في استخراج رموز الخزرجية "، ورجزان في علوم الحديث، الكبير سماه " الروضة " جمع فيه بين ألفيتي ابن ليون والعراقي، و " مختصر الحديقة " اختصر فيه ألفية العراقي، وأرجوزة في الميقات سماه " المقنع الشافي " في ألف وسبعمائة بيت، وأرجوزة ألفية في محاذاة " الشاطبية "، وأرجوزة نظم " تلخيص المفتاح "، وأرجوزة نظم " تلخيص ابن البنا " وأرجوزة نظم " الجمل " الخونجي، وأرجوزة في اختصار " ألفية ابن مالك "، و " نهاية الامل " في شرح جمل الخونجي، و " اغتنام الفرصة في " محادثة عالم قفصة "، وهو أجوبة على مسائل في الفقه والتفسير وغيرهما، وردت عليه من عالم قفصة أبي يحيى بن عقيبة فأجابه عنها، و" المعراج إلى استمطار فوائد الاستاذ ابن سراج " أجاب فيه العالم قاضي الجماعة بغرناطة ابن سراج عن مسائل نحوية ومنطقية، و " نور اليقين في شرح أولياء الله المتقين " تأليف ألفه في شأن البدلاء تكلم فيه على حديث في أول " الحلية " و " الدليل المومي في ترجيع طهارة الكاغد الرومي "، و " النصح الخالص في الرد على مدعي رتبة الكامل للناقص " في سبعة كراريس، ألفه في الرد على عصريه ويلديه الامام قاسم العقباني في فتواه في مسألة الفقراء الصوفية في أشياء صوب العقباني صنيعهم فيها، فخالفه ابن مرزوق، و " مختصر الحاوي في الفتاوي " لابن عبد النور التونسي، و " الروض البهيج في مسألة الخليج " في أوراق نصف كراس، و " أنوار الدراري في مكررات البخاري " وتأليف في مناقب شيخه الزاهد الولي إبراهيم المصمودي في مقدار كراس، و " تفسير سورة الإخلاص على طريقة الحكماء "، وهذه كلها تامة.

- وأما ما لم يكمل من تأليفه، " فالمتجر الربيح والسعي الرحب الفسيح في شرح الجامع الصحيح " صحيح البخاري، و " روضة الأديب في شرح التهذيب "، و " المنزع النبيل في شرح مختصر خليل " شرح منه الطهارة في مجلدين، ومن الأقضية لآخره في سفرين في غاية الإتقان، و " التحرير والاستيفاء والتنزيل لالفاظ الكتاب والنقول " لا نظير له أصلا، لخصه العلامة الراعي، و " إيضاح المسالك في ألفية ابن مالك " انتهى إلى اسم الإشارة والموصول، مجلد في غاية الإتقان، ومجلد في شرح شواهد شراحها إلى باب كان وأخواتها، وله خطب عجيبة، وأما أجوبته وفتاويه على المسائل المنوعة، فقد سارت بها الركبان شرقا وغربا، بدوا وحضرا، ذكر المازوني والونشريسي منها جملة وافرة في كتابيهما، وله أيضا عقيدته المسماة " عقيدة أهل التوحيد المخرجة من ظلمة التقليد "، وعلى منحاه بنى السنوسي عقيدته الصغرى، و " الآيات الواضحات في وجه دلالة المعجزات "، و " الدليل الواضح المعلوم في طهارة كاغد الروم " و " إسماع الضم في إثبات الشرف من قبل الأم ".

- وذكر السخاوي أن من تأليفه شرح فرعي ابن الحاجب، وشرح التسهيل، والله أعلم.

مولده:

ومولده، كما ذكره هو في شرحه على البردة، ليلة الاثنتين رابع عشر ربيع الأول عام ستة وستين وسبعمائة.

- وقال تلميذة الإمام الثعالبي:

وقدم علينا بتونس شيخنا أبو عبد الله بن مرزوق، فأقام بها وأخذت عنه كثيرا، وسمعت عليه جميع " الموطأ " بقراءة صاحبنا أبي حفص عمر ابن شيخنا محمد القلشاني، وختمت عليه " أربعينيات النووي " قراءة عليه في منزلة قراءة تفهم، فكان كلما قرأت عليه حديثا يعلوه خشوع وخضوع، ثم أخذ في البكاء، فلم أزل أقرأ وهو يبكي حتى ختمت الكتاب، وهو من أولياء الله تعالى الذين إذا رأوا ذكر الله.
وأجمع الناس على فضله من " المغرب " إلى الديار المصرية، واشتهر فضله في البلاد، فكان بذكره تطرز المجالس، جعل الله حبه في قلوب العامة والخاصة، فلا يذكر في مجلس إلا والنفوس متشوقة لما يحكي عنه، وكان في التواضع والإنصاف والاعتراف بالحق في الغاية وفوق النهاية، لا أعلم له نظيرا في ذلك في وقته فيما علمته.

- وقال أيضا في موضع آخر: هو سيدي الشيخ الإمام، الحبر الهمام، حجة أهل الفضل في وقتنا وخاتمتهم، ورحلة النقاد وخلاصيتهم، ورئيس المحققين.

وفاته:

توفي يوم الخميس عصر رابع عشر شعبان عام اثنتين وأربعين وثمانمائة، وصلى عليه بالجامع الأعظم بعد صلاة الجمعة، حضر جنازته السلطان فمن دون، لم أر مثله قبله، وأسف الناس لفقده، وآخر بيت سمع منه عند موته: (البسيط)

إن كان سفك دمي أقصى مرادكم *** فما غلت نظرة منكم بسفك دمي

وقد سمع الثعالبي منه بعد عودته من رحلته إلى تونس.

المرجع:

تفسير الثعالبي المُسمى بالجواهر الحسان في تفسير القرآن للإمام القدوة العلامة سيدي عبد الرحمن الثعالبي رضي الله عنه. الجزء الأول من الصفحة 14 إلى 17.

تنويه:

لقد قمت بإعداد سيرة ذاتية للإمام العلامة ابن مرزوق الحفيد رضي الله عنه استنادا إلى ما وقع بين يدي من تراجم متفرقة في كتب عديدة معتمدة، في كتاب إلكتروني يمكن تحميله على هذا الرابط

تكملة الموضوع

حمل كتاب الأمير عبد القادر للمفكر برونو إتيين

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 



- كتاب: الأمير عبد القادر
- تأليف: برونو إتيين
- ترجمة: المهندس ميشيل خوري
- الطبعة الأولي: سنة 1997
- الناشر: دار عطية للنشر بيروت.لبنان

- انتهج المؤلف في هذا الكتاب سرد الأحداث التاريخية للأمير بلون من ألوان السرد القصصي، يصف لنا من خلاله المشاهد والوقائع التي عايشها الأمير بأسلوب تفصيلي، وما يظهر جليا للقارئ أن المؤلف في كثير من فقرات هذا الكتاب اعتمد لونا من ألوان الكتابة العرفانية، تماما كالتي نراها عند الشيخ الأكبر ابن عربي قدس الله سره، فكثيرا ما نراه يستدل بالفتوحات المكية وقد اخترت فقرة من مقدمة الكتاب تشعر وكأنه يريد أن يبين للقارئ في هذا المشهد عن آداب المريد مع شيخه (السلوك والتربية الروحية) وكذا عن المقام والمكانة العالية التي كان يحظى بها سيدي عبد القادر الجزائري قدس الله سره في أرض الشام الطاهرة.

*.*.*



- يقول المؤلف:

آذار مايو 1883 م دمشق...
الغروب يسكب ألوانا زاهية على المسجد الأموي الواسعة. ووحده الحفيف المتطفل للعديد من الحمائم المعشعشة في النواتئ يعكر صفو السكون في هذا المكان الوقور وانسجامه.

بساطة هندسية وتوجه:

وعبد القادر يجلس في زاويته المفضلة على السجاّد الذي يفرش أرض المسجد، مستندا إلى الحوض الصغير الجميل، ذي الحجر الوردي، وقد أنهى للتوّ درسه، ولم يلاحظ التلاميذ، حتى من كان منهم في الصفّ الأوّل إلاّ زفرات التنفس الصادرة عن الجسم المترنح، فالمعروف أن الأمير تعوّد أن يرجّح جذعه قليلا وهو يشرح فكرته، بينما يسجل المستمعون الجالسون حوله في هذا السكون الملائم أملياته دون أن يرفعوا رؤوسهم، لكن في هذه المرّة أحسّ العايش، صديقه الأثير، أن شيئا ما قد حدث، فمعلمه الجليل يسعل منذ بدء الشتاء القاسي الذي اضطر فيه الأمير أن يعود من المزرعة والثلج يتساقط، رغم أنه الآن قد تجاوز السبعين من العمر.
تفرّق التلاميذ، وأذان صلاة المغرب يعلو، وتجمع العديد من المؤمنين بخطوات صامتة، مولين وجوهم نحو القبلة – إتجاه مكة المكرّمة.

*.*.*

ساعد العايش معلمه في النهوض وأسنده من تحت إبطه ليصطحبه إلى منزله عبر الشوارع الفاترة، وأصحاب الحوانيت يحيّون بإجلال الموكب المألوف للرجل الوقور ذي القدر الكبير.

سكن الأمير عبد القادر عند بدء إقامته في دمشق في المسكن الذي توفي فيه، للعام 638 هـ / 1240 م، معلمه ابن العربي، الشيخ الأكبر بعد أن وضعه تحت تصرفه والي دمشق عزت باشا، لكنه ارتضى بعد ذلك بسبب كثرة أفراد عائلته وتعدّد ضيوفه أن ينتقل إلى مقر رائع أكثر سعة، يقع في نهاية رّدب على بعد بضع الخطوات من الجامع.

*.*.*



انهمكت النساء، وتصايح الخدم، وذعر كل من في المنزل الداخليين، وتزاحموا على السلالم.
قال عبد القادر، (( أريد أن أبقى وحدي فترة)).

قاده العايش إلى مكتبته، مكانه الأثير حيث يعمل وفق وصية النبي صلى الله عليه وسلم: أطلبوا العلم ولو في الصين...

قال لتلميذه، كالرسول صلى الله عليه وسلم نفسه – ولتحل عليّ بركته هذه الساعة، أخشى، يا بنيّ، ألا تبرد قدماي حتى يتنازعوا على ميراثي فإليك إذا أريد أن أعهد بوصيتي الروحية، أما تلك الدنيوية فإنني أخشى أن تغدو موضوع منازعات تستمر طويلا ... تذكّر مشهد النبي صلى الله عليه وسلم – والله قد شرفه وقوّاه على نشر رسالته – عندما طلب كاتبين، وهو على فراش الموت ثم عاف الدنيا، وأدار وجهه إلى الحائط قبل أن تنطق روحه إلى باريها وهو مستند إلى كتف عائشة. أتعتقد أنني أجهل ما سيحدث ما أن ألمح رئيس الملائكة جبريل ؟... ثم توجه بالدعاء، أنت أيّها الإله الحي القيوم، أتضرّع إليك أن تلطّف ليلي، وتغمض عيني... إنا لله وإنا إليه راجعون... اغفر يا الله للأحياء والأموات، وللحاضرين والغائبين، وللصغار والكبار، وللرجال والنساء، أنت العليم بحلنا وترحالنا.اهـ

*.*.*

صراحة كتاب رائع جدا لن تمل أبدا من قراءته

الحجم: 16,0 Mo

صفحة التحميل



تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |