من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل مخطوط جواهر الإكليل لسيدي خليفة بن حسن الأقماري




بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على سيّدنا محمد صلاة أهل السموات والأرضين عليه أجري يا رب لطفك الخفي في أموري والمسلمين آمين.

- مخطوط: جواهر الإكليل في نظم مختصر الشيخ خليل.
- تصنيف: العلامة سيدي خليفة بن حسن الأقماري السوفي
- مادية المخطوط: نسخة جيّدة مبتورة الآخر، تنقصها بعض الأوراق.
- مصدر المخطوط: خزانة الشيخ الموهوب أولحبيب للمخطوطات بجاية - الجزائر.

رابط التحميل

هنـــــا

~*~*~*~

ترجمة المصنف سيرة ومسيرة في سطور:

السوفي ( ..- حيا 1318هـ / ..- 1901م):

هو العالم العلامة المصنف البارع الإمام المجتهد الفقيه المحدث سيدي خليفة بن حسن بن مبارك بن محمد بن أبي عافية الأقماري منشأ ودارا من أهل «قمار» بوادي سوف و القماري: نسبة لمدينة «قمار» واحدة من أهم الحواضر العلمية في الجزائر تقع بمدينة الألف قبة «وادي سوف»، وصفها المؤرخون والرحالة العرب قديما بمنارة العلم، أنجبت عبر تاريخها الطويل الحافل بالأمجاد العديد من العلماء بقيت أسماءهم خالدة في سجل تاريخ الجزائر الديني والعلمي والثقافي ومن بين أبرز ما أنجبته هذه الأرض الطاهرة خلال القرن الثاني عشر الهجري هو صاحب مؤلفنا اليوم الشيخ العلامة المصنف سيدي خليفة بن حسن القماري السوفي رحمه الله.



من آثاره «جواهر الإكليل في نظم مختصر الشيخ خليل» في فقه المالكية طبع سنة 1318هـ قال صاحب كتاب تعريف الخلف نظمه نظما عجيبا. أهـ «منقول بتصرف عن كتاب "معجم أعلام الجزائر" لعادل نويهض. ».

~*~*~*~

وتعميما للفائدة واستفاضة في سيرة الشيخ نقلنا ما ورد في كتاب تاريخ الجزائر الثقافي لشيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله حفظه الله ما نصه:

".. ومن أشهر من نظم خليل بالفقه المالكي عناية خاصة خليفة بن حسن القماري، وقد ولد هذا الشيخ بقمار إحدى بلديات وادي سوف، وعاش حياته العلمية متنقلا بين مسقط رأسه وبين بسكرة وسيدي عقبة وخنقة سيدي ناجي، ولا ندري إن كان قد رحل إلى تونس وغيرها لطلب العلم وأيضا الحج. ورغم عزلته فقد ظلّ ينهل من مصادر تونس وقسنطينة، وهناك مصادر أخرى لغذائه الروحي وهو ركب الحج المغربي الذي كان يسلك طريق الصحراء في ذهابه وعودته، ودليلنا على ذلك تلك المراسلات التي دارت بين خليفة بن حسن وبين علماء بسكرة من جهة، وملاقاته لبعض علماء المغرب أثناء مرورهم بالزيبان وإجازتهم له.

ومن هؤلاء "عبد القادر بن أحمد بن شقرون الفاسي" الذي لقي خليفة بن حسن في بسكرة أثناء توجه الفاسي على الحج فقد سماه « الفقيه الفاضل، الجامع لأشتات الفضائل، المشارك المتقن، والبارع المتفنن، ذا الحسن الخلق، سيدي خليفة بن حسن». وقال الفاسي عن نظم الشيخ خليفة العبارات الآتية التي كتبها على نسخة المؤلف، وهي « وقد أطلعني على نظمه الجليل، لمختصر أبي الدنيا خليل، المكتوب هذا على أول ورقة منه، فطالعت منه البدء والختام، ومواضيع منه أنبأتني على أنه مقدام، من فرسان البراعة وأئمة اليراعة إذ هو نظم عذب الموارد مهذب المقاصد سلس العبارة رائق الإشارة .. وقد طلب مني أن أوقع عليه ما تيسر، فأسعدته إسعاد محب صادق، فرمقت له هذه الحريفات.. ».

وكان ذلك سنة 1193 بمدينة بسكرة، ويدلنا هذا النص على شيئين الأول قيمة هذا النظم في نظر أحد فقهاء المغرب المعروفين، والثاني الصلة العلمية التي كانت تربط علماء المغرب والجزائر.

وقد كان من عادة علماء القرى والمناطق النائية الخروج لركب الحاج المغربي وملاقات العلماء الذين يرافقونه والأخذ عنهم وربط الصِّلات العلمية معهم. وقد ذكر العياشي أنه تراسل مع بعض علماء الجزائر أثناء مروره بهذه النواحي أيضا. ويبدو أن سمعة خليفة بن حسن كانت ذائعة في عصره. فهذا الناصري الدرعي صاحب الرحلة الكبرى قد سجل انطباعه أيضا من ملاقاته بالشيخ خليفة، وقال إنه كان قد سمع به ولم يلقه أثناء ذهاب الركب على الحج لأن خليفة بن حسن عندئذ كان في بلاده.

أما عند عودة الركب فقد خرج الشيخ خليفة إلى سيدي عقبة للقاء علماء المغرب. وقد حكم الدرعي على منظومة خليفة بن حسن حكما لا يختلف قليلا عن حكم الفاسي، وهذا نص ما كتبه الدرعي عن هذا اللقاء في رحلته (( وكان ممن اجتمعنا به في هذه البلدة المباركة «سيدي عقبة» العالم العلامة المسن البركة، سيدي خليفة بن الحسن السوفي، نسبة إلى سوف، قرى صحراوية على خمس مراحل من بسكرة، وكنا سمعنا به ولم نلقه لمغيبة بلده (أثناء الذهاب على الحج)، وجاء بقصد ملاقات (كذا) الركاب النبوية على عادتهم، وأوقفني على نظمه لأبي المودة الخليل، وزاد عليه قيود وتنبيهات. وهو نظم سلس لا بأس به، غير أن صاحبه غير متمكن في الصناعة العروضية، وإنما للنظم عنده سجية، وهو زهاء ثمانية آلاف بيت)).

سمي خليفة بن حسن نظمه المذكور ( جواهر الإكليل في نظم مختصر الشيخ خليل).
وكان قد فرغ من نظمه سنه 1192، عندما أصبح طاعنا في السن ولم يكن له سوى هذا النظم، الذي امتاز بسلاسته ودقته، بل ألف غير ذلك في الفقه أيضا، فله كتاب يعرف بـ (الكنش) أو الكناش، جمع فيه مسائل فقهية هامة على شاكلة النوازل والفتاوي، وقدره من رآه بثلاثمائة صفحة من الحجم الكبير.

كما ألف شرحا على السنوسية ونظم الأجرومية، وله قصيدة في معرفة الأثر، وفتاوي وآراء اجتماعية سنعرض لبعضها بعد حين، وما تزال آثار خليفة بن حسن القماري لم تجمع ولم تطبع باستثناء نظمه المذكور، فهو مطبوع" اهـ.

~*~*~*~

وتجدر الإشارة أنه قد صدر عن المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر كتيّب بعنوان ''إتحاف القارئ بحياة الشيخ خليفة بن حسن الأقماري 1207هـ/ 1792م'' للشيخ "محمد الطاهر التليلي في طبعته الثـانية، ذات الحجم المتوسط في 100 صفحة، وقام بتحقيقه والتعليق على محتواه الدكتور أبو القاسم سعد الله.




جاء الكتيّب على شكل رسالة خالية من الأبواب والفصول، ويقوم فقط على نظام الفقرات ذات العناوين المتميّزة، حيث أعاد الدكتور أبو القاسم سعد الله تصفيفه وتبويبه على شكل مقدمة وفصول، تارِكًا الفقرات كما جاءت، كما احتفظ ببعض العناوين الفرعية أو الفقرات الأصلية، وأضاف للبعض منها، مع وضع تعاليق توضيحية لأسماء ومصطلحات وتواريخ، تارِكًا ملحقات واستطرادات المؤلف في مكانها.
وجمع الشيخ التليلي في ''إتحاف القارئ'' أشتاتًا من الوثـائق المكتوبة والشّهادات المعاصرة، وكتبها مرّتين، مرّة سنة 1944إبان الحرب العالمية الثـانية، والمرّة الثـانية حين اكتشف الشيخ معلومات أخرى تتعلّق برسالته، فأضافها وحفظها بغية كتابتها من جديد.
وتتضمّن الرسالة في فصلها الأوّل: السيرة الذاتية للشيخ خليفة بن حسن الأقماري، ابتداءً بنسبه المتصل بأبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، وولادته والبيئة الّتي ترعرع فيها وشيوخه وتلامذته ووفاته، بينما تطرّقت في الفصل الثـاني إلى تراثـه العلمي في الفقه المالكي والأدب العربي والعقيدة في بلاده، خاصة في الجزائر وتونس عامة. فيما جاء الفصل الثـالث في ما قيل فيه وإجازاته وبعض أخباره، وأخيرًا ملحقين وعدّة فهارس للأعلام والأماكن والدول والقبائل والعشائر والمؤسسات والمخطوطات والكتب والمجلات.
تكملة الموضوع

حمل كتاب مذكّرات خير الدّين بربروس(النسخة العربية).



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

- كتاب: مذكّرات خير الدّين بربروس.
- ترجمة: الدكتور محمد دراج أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الجزائر.
- دار النشر: شركة الأصالة للنشر والتوزيع الجزائر العاصمة- طبعة الأولى 1431هـ/ 2010م.

رابط التحميل

هنــا

نبذة عن الكتاب:

مذكرات خير الدين بربروس لأول مرة تصدر باللغة العربية، ترجمها من التركية الدكتور محمد دراج أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الجزائر في كتاب صدرت طبعته الأولى في 2010م عن شركة الأصالة للنشر والتوزيع، والكتاب حسب المترجم تم إملاؤه باللغة التركية العثمانية في عصر السلطان سليمان القانوني و بأمر منه، وتوجد نسخة مخطوطة منه بمكتبة جامعة إسطنبول، ومكتبة طوب كابي سراي بإسطنبول، وقد ترجم الكتاب إلى لغات عدة، الفرنسية، والإيطالية، والانجليزية، والإسبانية ما عدا العربية.


حظيت هذه المذكرة اهتمام كبير من المؤرخين والباحثين الأتراك والغربيين، وهي عبارة عن وصف لرحلة الأخوين خير الدين وعروج بربروس الطويلة في فتح الجزائر والغزوات التي قاما بها حتى الآن جعلت ملك الأسبان "كارلوس" يعنف قادته و أميرالاته بالقول : " لقد جعلتموني مسخرة بين الملوك، فليس فيكم من يستطيع التصدي لبربروس..."اهـ.

وهذا رابط مباشر للكتاب 

 
تكملة الموضوع

حمل كتاب "منظومات في مسائل قرآنية" للعلامة محمد الطاهر التليلي



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

كتاب: منظومات في مسائل قرآنية، وهي مجموع لثلاث رسائل.

1) الرسالة الأولى: المدخل في غريب القرآن.
2) الرسالة الثانية: حجر المخلاة في مجالس المحاجات.
3) الرسالة الثالثة: تلخيص الأرقام والأعداد لما وجد في القرآن من المواد.

- تصنيف: العلامة سيدي محمد بن الطاهر بن بلقاسم التليلي القماري.
- دار النشر: المؤسسة الوطنية للكتاب - الجزائر - 1986م.


رابط التحميل

هنـــا

سيرة ومسيرة للمصنف رحمه الله في سطور:



هو الفقيه العلامة النبيه العالم الموسوعي المصنف الشيخ سيدي محمد بن الطاهر التليلي وقع ازدياده رحمه الله في شهر ذي الحجة سنة 1328 هجرية الموافق للثامن من شهر ديسمبر عام 1910 م، بقمار من أعمال مدينة وادي سوف، بالجنوب الشرقي الجزائري من عائلة تنحدر أصولها من بلدة فريانة (قرب قفصة) جنوب تونس، وما تزال بقاياها تعرف بأولاد تليل ولهم زاوية كانت تنشر العلم مسماة على جده سيدي تليل الذي ينتهي نسبه إلى الخليفة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وكانت لبايات تونس مصالح مع الزيبان والجريد ولاسيما خنقة سيدي ناجي ووادي سوف والجد الذي وصل إلى وادي سوف من هذه العائلة الشريفة هو سيدي محمد التليلي الذي استقر في إحدى قراه وتولى التعليم والقضاء وأنجب أولادا... ثم تولى بعده ابنه قاسم التليلي وظيفة القضاء أيضا وترك عقودا رسمية ووثائق وتقاييد عن أحوال عصره وتوالت الذرية إلى صاحبنا، فهو إذن محمد بن الطاهر بن بلقاسم بن الأخضر بن عمر بن أحمد بن قاسم بن أحمد التليلي من ذرية سيدي تليل رضي الله عنه المشار إليه آنفا.

تعليمه :

ترعرع الشيخ في أسرة محافظة في رعاية أبيه وجده الذي عني بتربيته وتحفيظه القرآن الكريم، فأتم حفظ كتاب الله في سن مبكرة. تعلم علوم اللغة والشريعة والأدب على يد الشيخ عمار بن لزعر والشيخ محمد اللقاني السايح رحمهما الله، وبوصية من جده وعلى نفقته أتم الشيخ تعليمه في جامع الزيتونة بتونس، فأتم دراسته وتحصل على شهادة التطويع سنة 1934 م.

حياته العملية :

بعد أن أكمل دراسته في جامع الزيتونة، عاد إلى قمار، وعاهد نفسه على تعليم الأجيال كل ما تعلمه وتلقاه من ثقافة وعلم وأدب، وكان يعتبر العلم أمانة ورسالة، لا حرفة وتجارة، لكن الشيخ بعد العودة كان بانتظاره واقع مرير، فبعد أن زوجه والده سنة 1934 م، أرسل إليه والده رسالة شفوية عن طريق أحد أفراد الأسرة الأقربين، يطلب فيها من ابنه أن يتوكل على الله ويشمر على ساعديه ويعتمد على نفسه، وعن عمل يعيله وأهله، أو حرفة تعيشه، وأن يبحث لنفسه عما يعيش ويريش، وأن لا يكون ريشة بين الريش، ليصطدم الشيخ مع واقع مرير تكاد تنعدم في وقته فرص العمل، فأضطر الى ممارسة الأعمال الشاقة كتحميل الرمال، أو العمل في المزارع كأجير، وكان يضطر في كثير من الأحيان الى بيع كتبه، لكن رغم ذلك كان ينشر العلم قدر ما استطاع، حتى التف حوله الكثير من الناس.

نشاطه النضالي الفكري والأدبي :

حيويته والتفاف الناس والطلبة من حوله أقلق السلطات الاستعمارية، وهددته وهددت كل من يقترب منه بأقسى العقوبات، مما جعله يفلس في تجارة أنشأها بعد أن اقترض مبلغا من المال، وجعله يهجر بلدته إلى البادية بعيدا عن أعين الناس، بعدها اتصل الشيخ برئيس جمعية العلماء المسلمين الشيخ عبد الحميد بن باديس، وعين معلما في إحدى قرى مدينة بجاية، ولكن السلطات الفرنسية طردته بدعوى عدم امتلاك رخصة رسمية للتعليم، فعاد الشيخ إلى بلدته قمار، وبقي حبيس الفقر والبطالة، وزادت الحرب العالمية الثانية حاله من سيئ إلى أسوأ، ورغم التضييق الإداري على الشيخ التليلي باعتباره من تيار الإصلاح، فإن أهل قمار طلبوا منه أن يعلّم أولادهم في مدرسة النجاح الحرة التي بقي يديرها بنفسه ويعلّم فيها إلى استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962م ولم يتوقف عن رسالة تعليم الأجيال إلى أن تقاعد سنة 1972م.

مؤلفاته :

- منظومات في مسائل قرآنية،الكتاب الوحيد الذي طبع.
- مجموعة تشتمل على مسائل في رسم القران و ضبطه.
- رسائل في رسم الألف في القران الكريم.
- التعليقات البيانية على منظومات مسائل قرآنية.
- قواعد البيان في الثابت والمحذوف في القران على رواية ورش.
- منظومات تربوية للمدارس الابتدائية.
- سلم الوصول إلى ورقات الأصول.
- نظم متن الاستعارات للسََّمرقندي.
- ديوان الدموع السوداء.
- شواهد الكلمات العامية من اللغة العربية الفصحى.
- بدائع الجنان واللسان في غريب الألفاظ و مسائل القرآن.
- زهرات لغوية من الألفاظ الكتابية لعبد الرحمن الهمذاني.
- إتحاف القاري بحياة سيدي خليفة بن حسن القماري.
- تجريد شعر مقامات الحريري.
- مجموع الأمثال العامية في سُوف.
- معجم الكلمات العامية الدارجة في الصحراء الجزائرية.
- تلخيص كتاب الأضداد.
- شواهد الكلمات العامية من اللغة العربية الفصحى.
- قصة الشيخ العجوز.
- الدموع السوداء ديوان شعر.

من أشعاره رحمه الله :

فمغربنا إذا لم يكن فيه *** رجال في السياسة و الثراء
يعززهـم رجال الدين ردءا *** كمصباح المنارة في العِشاء
يذودون الأجانـب عن تراث *** من الإسلام أو عُرب الفداء
سيصبح في الدنى مصداق قـول *** يقـرّره البغـاة بـلا حياء
بأنـه فـي الدفاتر (فرنسي) *** (فرنسـا) أمـه ذات العطاء
ومـا الإسـلام إلا أجـنبي *** و مـا الأعـراب إلا كالهباء
أيرضى من لـه عقل سليم *** ومـعرفـة بـهذا الإدعاء
و يسمع منكر الأقــوال يتلى *** ويقرأ في المـجـامع والخاء
و يسكت أو يفر إلى الأقـاصي *** ويتـرك شعبـه نـهب الهراء

مناقبه :

حباه الله تعالى بسجايا ومزايا وأخلاق عالية موهوبة لا مكسوبة قلما تجتمع لغيره، فهو عظيم من أي جانب نظرت إليه، أوتي ذاكرة أمينة وحافظة واعية وذكاء حادا،وبصيرة نافذة وعقلا راجحا، وجديّة صارمة، ومن أبرز صفاته:الإباء وعلو الهمة، والصدق في القول، والإخلاص في العمل، والنفور من حب الظهور لعلمه أن حب الظهور محبط لثواب الأعمال وقاصم للظهور، والإخلاص التام والنصح لكتاب الله وسنة نبيه ولخاصة إخوانه المسلمين وعامتهم يتجلى كل ذلك في حسن إسلامه وصدق وطنيته فقد عاش مجاهدا بلسانه وقلمه، بنثره وشعره، بسلوكه وعمله، في سبيل إعزاز دينه ورفع شأن وطنه لا يطلب من دنياه إلا الكفاف الذي يحفظه من الإسفاف.

وفاته :

وبعد هذه الحياة المليئة وحافلة بالجهد والعلم أخذا وعطاءا، رحل عالمنا من دار الفناء وانتقل إلى الرفيق الأعلى وذلك يوم الأربعاء السابع عشر من رمضان المبارك عام 1424 هـ الموافق للثاني عشر من شهر نوفمبر عام 2003م، بمسقط رأسه "قمار" عن عمر يناهز ثلاثة وتسعون عاما وقد حضر جنازته جمع غفير من أصدقاء الشيخ وطلبة العلم وأعيان المنطقة.

للترجمة مصادرها ومراجعها

* وتجدر الإشارة أنه قد صدر مؤخرا للدكتور والباحث الجزائري إبراهيم رحماني الأستاذ بالمركز الجامعي بالوادي كتاب متوسط الحجم في 126 صفحة عن مطبعة صخري بمدينة الوادي بعنوان:" الشيخ محمد الطاهر التليلي وجهوده في البحث الفقهي والإفتاء"..كتاب حسنُ الإخراج واضح الكتابة، جيّد الترتيب والتنسيق.. مكوّنات الكتاب: بعد الإهداء الموجه إلى روح العلامة المترجم له، والمقدمة قسم الدكتور رحماني كتابه إلى ثلاثة مباحث:



1 ـ المبحث الأول: أضواء على سيرة الشيخ محمد الطاهر التليلي، وفيه لمحة وافية عن حياة الشيخ، وسيرته العلمية والعملية، وتطرُّقٌ إلى نسبه، مولده، أسرته، دراسته،أعماله، وظائفه،فضائله، وفاته، ثم آثاره.

2 ـ المبحث الثاني: منهج الشيخ التليلي في البحث والإفتاء، وفيه لمحة في وصْف مخطوط " المسائل الفقهية"، ثم تناول المؤلف الملامح العامة لمنهج البحث الفقهي عند الشيخ التليلي.

3 ـ المبحث الثالث: نماذج من فتاوي الشيخ التليلي..في هذا المبحث تطرق المؤلف إلى عرْض مجموعة مختارة من الفتاوي والتوثيق، والتعليق عليها.

هوامش/

قمار بلدة جزائرية تابعة لمدينة وادي سوف، وهي البلدة الثانية أو الثالثة فيها من حيث النشأة تقع في شمال المدينة على بعد أربعة عشر ك/م على الطريق الوطني الرابط بين وادي سوف وبسكرة، نشأت بلدة قمار القديمة في جزيرة صغيرة يكونها وادي سوف المنحدر جنوبا عندما يتفرع إلى فرعين وقد دفنت الرمال اليوم فرعي الوادي ولكن السكان يعرفون آثار الجزيرة من التربة، فإن كانت عند الحفر رملية هشة فذلك دليل على مجرى الوادي المدفون، وإن كانت التربة صلبة أو صخرية فذلك دليل على أنها تقع خارج مجرى الوادي، أما اليوم فلا أثر لمياه الوادي على سطح الأرض، لقد توسعت بلدة قمار القديمة مع ازدياد عدد السكان فخرج العمران من الجزيرة إلى الأراضي الشاسعة من حولها.



تاريخ المنطقة :

يعود تاريخ المنطقة إلى حوالي سنة 1460م أما عن مؤسسيها فلعلى من سكن المنـطقة بادئ الأمر مـن تـلك العائـلات القديمة كما يشيع لدى العامة من أولاد سيدي سعيد و أولاد زان و أولاد ماني وهم الذين بدءوا البناء قدر أربعين مسكن ويحيط بهذه المساكن جامع سيدي مسعود.



أصل التسمية :

أما اسم ( قمار) فهو قديم، وربما يرجع إلى القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر ميلادي، وهو اسم موجود أيضا في الهند، غير أن قمار الهندية مفتوحة القاف، كما جاء في القاموس المحيط، وقد ضرب صاحب القاموس مثلا لذلك بكلمة (قطام) بينما قمار الجزائرية مضمومة القاف، ويقول صاحب ترجمتنا اليوم الشيخ العلامة سيدي محمد الطاهر التليلي الذي قيد أخبار قمار في كناشه:" إن في الأندلس بلدة تسمى قمار بضم القاف أيضا. وفي تونس توجد (تاقمرت) جهة توزر، كما توجد في ضواحي تونس (قمرت). وفي السودان بلدة اسمها (قمار). وفي التقاليد الشعبية طائر حمام يسمى (القمري) بضم القاف، وهناك عود الطيب المعروف في الهند باسم العود القماري وهو مضموم القاف أيضا وقد سمعت النسبة إلى قمار قماري وأقماري، وكان أحد علماء قمار في القرن الثاني عشر للهجرة، وهو الشيخ خليفة بن حسن، يوقع اسمه هكذا: الأقماري".اهـ.
تكملة الموضوع

حمل رسالة الغريب إلى الحبيب لأحمد أبو عصيدة البجائي (ت 865هـ)



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداه العظيم

- كتاب: رسالة الغريب إلى الحبيب لأحمد أبو عصيدة البجائي (ت 865هـ).
- تعريف وتعليق وتلخيص: شيخ المؤرخين/ د. أبو القاسم سعد الله.
- الناشر: دار الغرب الإسلامي – بيروت لبنان.
- الطبعة: الأولى 1993م.


رابط التحميل

هنـــا

- نبذة عن الكتاب والمصنف:

* بين يدينا تحقيق لمخطوطة تعد من أندر المخطوطات في الأدب والرحلة وهي مخطوطة كتبها أحمد البجائي المعروف بأبي عصيدة، من علماء القرن 9هـ/15م بعنوان (رسالة الغريب إلى الحبيب)، وهو مراسلة مطولة يعتب بها من الحجاز عندما كان مجاوراً للحرم النبوي، إلى صديقه وبلديه أبي الفضل المشدالي الذي كان عندئذ بمصر، حيث افتتحها بقصيدة أشاد فيها بشخص أي الفصل المشدالي وبمكانته العلمية والتي ذكره فيها بما كان بينهما من ود وذكريات أيام لقائهما في القاهرة والحجار.

- أما في الاستهلاك والتي جاء بأسلوب النثر فذكر المصنف والد المشدالي مشيداً بعمله من ثم تحدث أبو عصيدة عن رحيله من مصر إلى الحجاز، ووصف حالة فراق صاحبه المشدالي، وذكر طلبه المراسلة من صاحبه، وتأكيد المشدالي على الإجابة. بعد هذا ذكر أبو عصيدة أخبار رحلته التي قام بها من مدينة تونس إلى المدينة المنورة مروراً بمصر والقدس، كما وذكر أيضاً في متن الرحلة من لقيه خلالها من الرجال، ويظهر من ذلك أن "انس الغريب" يحتوي من جهة على رحلة المؤلف من تونس إلى الحجاز، وهو جزء وإن كان صغيراً فإن قد يكون مقيداً في بابه، ومن جهة أخرى فالكتاب يحتوي على مسائل علمية وصوفية مع ذكر العديد من المرابع التي استشارها.

- ولعل أبرز ما في هذا الكتاب أيضاً ما جاء فيه خاصاً بأبي الفضل المشدالي، إذ أن أبا عصيدة قد جمع أخبار من أفواه المعاصرين والمرافقين عندما كان أبو الفضل في الشام والقدس.
تكملة الموضوع

حمل كتاب فتوحات العلي الوهاب على المنظومة المسماة بنصيحة الشباب



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

- كتاب: فتوحات العلي الوهاب على المنظومة المسماة بنصيحة الشباب.
- تصنيف: العلامة سيدي محمد عبد العزيز بن علي الملقب"سيد عمر" المقيم والإمام بالزاوية المهدية بلدية "تيمي" منطقة "توات" ولاية أدرار(الجمهورية الجزائرية).
- صاحب المنظومة: الإمام العلامة سيدي الطاهر العبيدي المالكي السوفي التوقرتي.
- دار النشر: مطبعة هومه.
- عدد الصفحات: 204.


رابط التحميل

هنـــا

- أوله:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وأصحابه أجمعين، الحمد لله الذي اصطفى من عباده أصفياء ورثهم العلم وجعلهم عن الأنبياء خلفاء يُبلغون لعباده الأحكام، حلماء نصحاء، ينشرون العلم ويبثون الأخلاق والمكارم.... إلى أن يقول:

" وبعد: فيقول أحوج الخلق إلى الله الغني به عمن سواه المنكسر خاطره لعدم استقامته في خدمة ومولاه محمد عبد العزيز بن علي الملقب سيد عمر الساكن بالزاوية المهدية بلدية تيمي (ولاية أدرار صحراء الجزائر) توات لقد تكرر علي الطلب من بعض الإخوان المحبين أصلح الله لي ولهم الدنيا والدين أن أضع لهم شرحا على المنظومة المسماة بنصيحة الشباب لمؤلفها العالم الجليل الجهيد الفاضل النحرير الشيخ سيدي محمد الطاهر ابن عبيدي التوقرتي النبيل رحمه الله تعالى وجزاه عنا وعن المسلمين أحسن جزاء آمين فصرت أقدم رجلا وآخر لمزجي بضاعتي وسقم فهمي وقصر باعي في المعقول والمنقول يفندني عدم الزاد وهزل الحصان عن إدراج من أدلج بالليل من الفرسان فمن مثلي فحقه أن يقول لنفسه هذا عشك فأدرجي".

ورحم الله سيدي أحمد زروق حيث قال مجاوبا للشيخ سيدي عبد العزيز حين سأل منه الإجازة ونص ما قاله بعد الأبيات:

وإني بسن العيس والقوس عالم *** وفي مبهمات العلم جهلي مركب
ولكن أهل الود دام ارتقاؤهم ***تغالوا وظنوا والمظنة تكذب
نسبت المعلّى وما حوى *** سهام المعالي بل لغفل يدبدب.أهـ.

- آخره:

"وكان الفراغ منه يوم الأربعاء لتسعة عشر خلت من شعبان عام ثمانية وأربعمائة وألف هجري 1408هـ الموافق لـ 6 أفريل 1988م على يد مقيده العبد الفقير إلى الله الغارق في أمنيته الكاذبة المعترف بالعجز والتقصير عبيد ربه تعالى محمد عبد العزيز بن علي المذكور خار الله له آمين".أهـ.
تكملة الموضوع

حمل كتاب الغسول من أسماء الرسول لقطب الأئمة محمد بن يوسف أطفيش



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

- كتاب: الغسول من أسماء الرسول (صلى الله عليه وسلم) – طبعة حجرية.
- تصنيف: العلامة الشيخ محمد بن يوسف أطفيش الجزائري.

رابط التحميل

هنــــا

ترجمة المصنف:

قطب الأئمة الشيخ محمد بن يوسف أطفيش (1236- 1332هـ- / 1820- 1914م):

هو العالم العلامة المصنف البارع المحدث الفقيه القطب الولي الصالح الشيخ سيدي الحاج محمد بن يوسف بن عيسى بن صالح أطفيش، يتصل نسبه إلى سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه - أما كنيته المشهورة فهي - القطب- وهو سيد القطب ونجمهم الذي لا يبرح مكانه مطلقاً، ويقصد بالكنية ما يجعل علماً على الشخص غير الاسم واللقب مثل أبو الخير.

يقول الشيخ أبو اليقظان الذي يعد أحد تلاميذ القطب ما يلي : " منهم الشيخ الحاج محمد بن يوسف أطفيش الشهير بقطب الأئمة عند المغاربة ، وبقطب المغرب عند المشارقة وهو جدير بحق هذا اللقب العظيم ، فإن علماء المشرق والمغرب كالكواكب تدور على هذا القطب في فلكه الواسع ويتصل نسبه بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه - فهو من بني عدي .

وقع ازدياده بمنطقة - بني يزقن - من حاضرة مدينة غرداية العريقة - بالجنوب الجزائري- وذلك عام 1236هـ الموافق لسنة 1820 م - وأما والده الشيخ الحاج يوسف رحمه الله، فيعد من الشخصيات البارزة في وادي ميزاب، فقد توفي والابن لم يتعد خمس سنوات، فأما والدة الشيخ أطفيش فهي - ماما ستي بنت الحاج سعيد بن عدون - عائلة آل يدر- وتعتبر هذه الأم الكريمة من الأمهات القليلات الآتي بذلن مجهودات مضنية... في سبيل نشر العلم الصحيح.

يقول المؤرخ الجزائري - محمد علي دبوز - : " لقد كان لوالدة القطب أعظم فيه بوراثتها الشريفة وهي كانت السبب في اتجاه القطب إلى العلم بعد وفاة والده لولاها لاتجه اتجاهاً مادياً يؤدي بنبوغه كما أودت المادة والجهل بنبوغ كثير من اليتامى، وأبناء الأمهات الجاهلات ".

وحينما بلغ محمد بن يوسف أطفيش الخامسة أدخلته أمه الكريمة في كتاب المسجد لحفظ القرآن ، فسطع نجمه أمام أترابه ولم تمر ثلاث سنوات حتى حفظ القرآن الكريم بكامله حفظاً جيداً عن ظهر قلب، وهو لم يبلغ عمره تسع سنوات، أما بالنسبة إلى أساتذته فهم الشيخ عُمر بن سليمان والشيخ الحاج سليمان بن يحي وأخوه الشيخ إبراهيم بن يوسف بن عيسى الذي كان له أثر فعال في تثقيف شخصية أخيه، ويمكننا أن نستدل على ذلك بما كتبه الأستاذ الكريم الشيخ أبو اليقظان رحمه الله، إذ قال : " لما رجع أخوه الشيخ الحاج إبراهيم من المشرق العربي من عُمان ومصر وهو مملوء بأوسع المدارك، كما مر بيانه، إذ احتضنه تعليماً وتثقيفاً، فوجد منه بحراً زاخراً، عذباً يروي غلته من العلم والمعرفة، فأخذ حظه منه في سائر العلوم، ثم تفرغ للتدريس والتأليف ، وصرف قوة شبابه فيهما إلى آخر عمره وعلى ضوء هذا فإن أخاه الحاج إبراهيم، قد كون فيه الرغبة الخالصة في المعرفة مع التوجيه السليم حيث درس عليه العلوم الشرعية كالعقيدة والفقه، وعلوم القرآن والمنطق والتاريخ ثم أن أخاه الكريم قد منح له كل كتبه التي جاء بها من المشرق العربي، فدرسها دراسة علمية وكان القطب رحمه الله عصامياً في تعلمه بدون أستاذ حتى تمكن فيها كل التمكن، ففقه مسائلها وأدرك أسرارها ولا أدل على ذلك من نبوغه النحوي، بحيث استطاع أن ينظم كتاب المغني (أرجوزة) لابن هشام في خمسة آلاف (5000) بيت وعمره لا يزيد على ست عشرة (16) سنة !! يقول رحمه الله:

مغني اللبيب جنة *** أبوابها ثمانية
ألا تراها وهي لا *** تسمع فيها لاغيه



وحينما بلغ عشرين (20) سنة من عمره أصبح يشار إليه بالبنان في علمه وأخلاقه وإخلاصه وأمسى من العلماء الكبار في وادي ميزاب بالجزائر والعالم الإسلامي ومن هنا فُتح دار للتدريس والتأليف ثم أفرغ كل جهده في إصلاح سلوك المجتمع لمحاربة الآفات الاجتماعية دون كلل في كل لحظة، ما دام هدفه الأول هو خدمة الإسلام قولاً وعملاُ، فالإسلام في نظره هو منهج للحياة التي تجد فيه طبيعتها الفطرية، يقول الله عز وجل ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(30) ) ( سورة الروم ).
تلامذته:

تخرج على يديه عشرات بل المئات من التلاميذ، أصبحوا فيما بعد من أبرز العلماء وأجل الشخصيات، من مْزاب وجربة ونفوسة، أشهرهم :

سليمان الباروني النفوسي، سعيد بن تعاريت الجربي، ابراهيم أبو اليقظان، أبو اسحاق ابراهيم اطفيش، بابكر بن الحاج مسعود، صالح بن عمر لعلي، صالح بن يحيى بن الحاج سليمان آت الشيخ، أحمد بن الحاج ابراهيم حميد أوجانة، الحاج عمر بن حمو بكلي، الحاج ناصر بن ابراهيم الداغور، يحيى بن صالح، الحاج عمر بن يحيى، محمد بن الحاج الثميني، ابراهيم بن بانوح، وصالح بن الحاج محمد الداودي ... وغيرهم كثير من العلماء والمردين وطلبة العلم داخل وخارج الوطن.

جهوده العلمية:

قام بجولة في طريقه إلى الحج عام 1303 هـ / 1886 م ، زار فيها بوسعادة وقسنطينة و عنابة ( مدن جزائرية )، و جامع الزيتونة بتونس، و التقى في المدينة المنورة بالمفتي الشافعي ، الذي قدمه لإلقاء دروس بالحرم، تقديرا لمكانته العلمية، ورجع القطب إلى مزاب في نفس السنة .

زار القطب مدينة وارجلان (ورقلة، مدينة جزائرية) عام 1320 هـ / 1902 م، و تلقاه أهلها لمسافة عشرة كيلومترات بأنواع من المركوبات والطلقات البارودية، ورافقته ثلة من فضلاء وادي مزاب، ومكث بها 15 يوما .

مراسلاته ورحلاته:

لم يخرج القطب من بلده ميزاب إلا عندما سافر إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج، وقد كان ذلك مرتين الأخيرة منهما في أوائل القرن، وقد زار في طريقه بعض الحواضر العلمية مثل : جامع الزيتونة في تونس، والجامع الأزهر بمصر، وألقى دروسا في الحرم المدني.

وكانت له زيارات محلية يقوم بها في فصل الخريف والربيع إلى القرارة وبريان و ورجلان لنشر العلم وترسيخ العقيدة في أوساط العموم لبعدهم عن الإتصال به، وعن مقر عمله، مع نقص وسائل الإتصال وندرتها آنذاك وقد ولع بالمراسلات العلمية مع علماء وملوك عصره، ومع أنصاره في الجزائر، وفرنسا ولندن، ومصر والحجاز، وزنجبار، وعمان، البحرين، وتركيا، وجبل نفوسة، وليبيا، وتونس والمغرب، كما زاره بعض من أعيان زمانه مثل سليمان ابن الناصر المكي أمير دار السلام بزنجبار 1900م، الزعيم سليمان الباروني باشا، وكان قد تتلمذ على الشيخ في فتوته.

مكانته العلمية :

تمكن القطب بفضل عصاميته المتمكنة، وعزيمته الصادقة، وإخلاصه الشديد، وطموحه الواسع، من الوصول إلى درجة الاجتهاد ولم يتجاوز الستين من عمره، وقد أشار في إحدى تآليفه إلى هذا المعنى، فقال :< وقد كنت أجتهد بالقياس على أصل أمامي، ولا أكاد أصيب إلا قولا يوافق ما قلت والحمد لله، ثم انتقلت عن هذه الدرجة إلى ما فوقها والحمد لله>.

ويقول الشيخ أبو اليقظان : < ناقش علماء الحرم وتباحث معهم فشهدوا له بالتفوق العلمي> يعني بذلك : الشيخ زيني دحلان، والشيخ حسبي الله الشافعي، والشيخ ابراهيم حق الحنفي، والشيخ عليش المالكي، وقد عرف الشيخ محمد عبده المصري قدر القطب فعظمه واحترمه وقد جاء ذلك في بعض المراسلات كانت بينهما.

آثاره ومؤلفاته:

بلغ عدد مؤلفاته أكثر من مئة مؤلف في شتى العلوم: الأخلاق، الأصول، البلاغة، التفسير، التجويد، التوحيد، التاريخ، الحديث، الحساب، الرسم، السير، الطب، الصرف، الفقه، العروض و القافية، الفلك، الفلاحة، الفرائض، الفلسفة، اللغة، مصطلح الحديث، المنطق، النحو، الوعظ.

و نحاول أن نذكر هنا أهم و أبرز مؤلفاته :

1) التفسير:

- هيميان الزاد إلى دار المعاد : يقع في 14 مجلداً.
- تيسير التفسير : يقع في سبعة أجزاء وأعيد طبعه في سلطنة عمان في 10 مجلدات.
- داعي العمل إلى يوم الأمل : من سورة الرحمن إلى سورة الناس، يقع في أربعة مجلدات ولا يزال مخطوطاً.
- رسالة في قراءة ورش سماها جامع حرف ورش - طبعة حجرية.

2) الحديث الشريف والسيرة النبوية:

- ترتيب الترتيب، جزء واحد - طبعة حجرية.
- وفاء الضمانة بأداء الأمانة في 3 أجزاء، أعيد طبعه بسلطنة عمان في 6 أجزاء.
- جامع الشمل في حديث خاتم الرسل طبع في جزء واحد وأعيد طبعه في جزئين ببيروت حديثاً.
- السيرة الجامعة من المعجزات اللامعة - طبعة حجرية و طبعة عصرية.
- الغسول من أسماء الرسول - طبعة حجرية. "وهو كتابنا اليوم".
- رسائل الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) – مخطوط.

3) الفقه وأصوله:

- شرح مختصر العدل والإنصاف لأبي يعقوب الوارجلاني - مخطوط.
- شرح كتاب الدعائم في جزئين - طبعة حجرية.
- كتاب الجامع الصغير في 3 أجزاء ويعرف قديماً بجامع الوضع والحاشية - طبعة عصرية.
- شامل الأصل والفرع في جزئين - طبعة عصرية.
- شرح كتاب النيل وشفاء العليل للشيخ عبدالعزيز الثميني، وهو فقه مقارن طبع ثلاث مرات ويشمل الآن على 17 مجلداً.
- الذهب الخالص ، جزء واحد طبع مرتين.
- مختصر شرح النيل في موضوع الحقوق والبيوع - مخطوط.
- حي على الفلاح، شرح باب الصلاة من كتاب الإيضاح للشماخي - مخطوط.

4) التوحيد وعلم الكلام والفلسفة:

- شرح عقيدة التوحيد لأبي حفص عمرو بن جميع، جزء واحد طبع حديثاً في سلطنة عمان.
- حاشية الموجز لأبي عمار عبد الكافي - مخطوط.
- حاشية شرح النونية لعبد العزيز الثميني - مخطوط.
- شرح عقيدة تبغورين - مخطوط.
- شرح معالم الدين لعبد العزيز الثميني - مخطوط.
- الحجة في بيان المحجة في التوحيد بلا تقييد - طبعة حجرية.
- إيضاح المنطق في بلاد المشرق - مخطوط.
- إزهاق الباطل في العلم الهاطل - طبعة حجرية.

5) اللغة العربية وعلومها:

- نظم المغني وهو أول تآليفه – مخطوط.
- شرح شواهد القزويني – مخطوط.
- شرح شواهد قواعد الإعراب – مخطوط.
- حاشية شرح الأجرومية للداوودي – مخطوط.
- مجموع قصائد مطبوعة عصرية.
- فك المعاني من ربقة المعاني – مخطوط.
- بيان البيان ، في علم البيان – مخطوط.
- الجُنَّة في وصف الجَنَّة.
- ربيع البديع في علم البديع – مخطوط.
- إيضاح الدليل إلى علم الخليل في العروض – مخطوط.
- كتاب الرسم في تعليم الخط ، طبع 3 مرات.

6) التاريخ والسير:

- كشف الغمة في شرح لامية إبن النظر – مخطوط.
- مسائل السير – مخطوط.
- الإمكان في ما جاز أن يكون أو كان - طبعة حجرية.
- الرسالة الشافية في بعض تواريخ أهل ميزاب - طبعة حجرية.
شرح نونية المديح - مخطوط

7) الفلك والحساب:

- مسلك الفلك – مخطوط.
- شرح القلصادي الأندلسي – مخطوط.
- التحفة والتوأم في علم الفرائض – طبعة عصرية.

8) رسائل وأجوبة مختلفة في كتابات متوسطة الحجم:

- إزالة الإعتراض عن محقي آل إباض - طبعة عصرية.
- الرد على العقبي الطاعن في الدين - طبعة عصرية.
- أساس الطاعات لجميع العبادات - طبعة عصرية.
- القنوان الدانية في مسألة الديوان - طبعة عصرية.
- جواب في ملل أهل الكتاب وأهل الشرك - طبعة حجرية.
- جواب لعامر بن مسعود - طبعة عصرية.
- شرح شواهد الوضع – مخطوط.
- تقريرات على كتاب المعلقات - طبعة حجرية.
- شرح كتاب الزكاة – مخطوط.
مختصر كتاب العمارات فن البناء - مخطوط
- الرد على الإنجليزي - طبعة حجرية.
- الرد على الصفرية والأزارقة - طبعة حجرية.
- رسالة في حكم الدخان والصعوط - طبعة حجرية.
- تحفة الحب في أصل الطب - طبعة حجرية.
- النحلة في غرس النخلة - طبعة عصرية.
- شرح لغز الماء - طبعة حجرية.
- جواب لعلماء مكة - طبعة حجرية.
- جواب في الأوراق المالية.
وغيرهــــــــــــــــــا ... ‏‏

وفاته:

بعد هذا العمل الجبار في الحقل العلمي ، والصراع المرير محاربة للجهل والرذيلة اختاره الله إلى جواره الكريم في فجر يوم السبت 23 ربيع الثاني 1332هـ - 21ماري 1914م عن عمر يناهز 96عاما.

هوامش/

مدينة غرداية إحدى أجمل وأعرق الواحات الجزائرية، ومقر الولاية مدينة غرداية تبعد بـ 600 كلم جنوب العاصمة الجزائر، مساحتها الإجمالية تقدر بـ 86105 كلم2، امتدادها من الشمال إلى الجنوب 450 كلم، ومن الشرق إلى الغرب من 200 إلى 250 كلم ترتفع عن مستوى سطح البحر بـ 486 م.



وسكانها هم الميزابيون وهم شعب أصيل ملتزم سكنوا منذ أقدم العصور بمنطقة ميزاب وهي منطقة صخرية صحراوية تقع جنوب الجزائر بـ 600 كلم وهي منطقة قديمة جدا منذ العصور الحجرية وقد وجدت أكثر من 2900 أداة استعملها الإنسان البدائي في المنطقة، يمتاز الميزابيون بالتمسك بالدين والإلتزام والخلق الحسن ولا يصدرون أمرا إلا إذا وافقه الدين والشرع.

و ينقسم بنو ميزاب على سبعة قصور هي:

1) العطف (تاجنينت).
2) غرداية (تاغردايت) وهي كلمة أمازيغية تعني: الهضبة الواقعة بجانب الوادي.
3) بنورة.
4) بن يزقن (آتزجن).
5) مليكة العليا (آتمليشت).
6) القرارة (إقرارن) أغرم أزقغ.
7) بريان.



ينحدر الميزابيون من بني مصعب البربري من قبيلة زناتة، وكلمة - ميزاب- مشتقة من كلمة - مصعب - وسبب تغيّر هذا الإسم من مصعب إلى مزاب هو أن البربر و الميزابيين خاصة يلفضون الصاد زايًا في العربية كالصلاة مثلا التي يسميها بنو ميزاب تْزَالِّيتْ، فقالوا مصعب ثم مصاب ثم مزاب وميزاب.

ومصعب هذا هو مصعب بن بادين انتقل بنوه إلى الوادي واستقروا به مع أولاد عمهم عبد الواد فيه نظرا للظروف الملائمة للعيش به، وقد سميت المنطقة بهذا الاسم نسبة إلى وادي ميزاب الذي يقع بها، وهو وادٍ يجف عادة بالصيف.

يقرأ بنو ميزاب القرآن كأهل المغرب برواية ورش عن نافع، وأغلبية سكان هذه المنطقة يعتمدون المذهب الإباضي.

إداريًا يقع وادي ميزاب في ولاية غرداية (تغردايت ) تحت الرقم : 47 .

---------
للترجمة مصادرها ومراجعها.
تكملة الموضوع

حمل مخطوط الدرة المصونة في ذكر أولياء وعلماء بونة



بسم الله الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

- مخطوط: الدرة المصونة في ذكر أولياء وعلماء بونة.
- تصنيف: سيدي أبو العباس أحمد بن قاسم بن محمد ساسي التميمي البوني.
- مصدر المخطوط: خزانة الشيخ الموهوب أولحبيب للمخطوطات بجاية - الجزائر.
- مادية المخطوط: نسخة حسنة متآكلة الأطراف تنقصها بعض الصفحات.

رابط التحميل

هنــــا

لمحة حول المخطوط والمصنف:

توطئة:

متفرد بمقامه بين المقامات التي آوينا إليها عبر أزمنة وأزمنة هربا من هجير التزييف والعبث بانتمائنا وأمور ديننا ودنيايا.. ولمّا نزل نأوي إليها كي نحتمي من "أشباه" يزعمون العلم والتأريخ للأعلام والعلماء ولا يتورّعون في تزييف السيّر استنادا إلى ما حصّلوه من "فكر" لا يتوافق مع أًًصولنا وميراث أجدادنا، ومؤسف ان عالم الأنترنت يضج بحملات التحريف والتشويه لأعلام وعلماء يُراد لهم أن يكونوا على "مذاهب" لم ينتموا إليها، وما حملت كُتبهم وكتاباتهم، تكذّب الإفك المُعلن من أولئك الاشباه الأدعياء.. وانتصارا لأوليائنا وموروثنا وأصولنا وما نهلناه من معين شيوخنا بعيدا عن كل ريح قادمة من خارج حياضنا...

نُبحر مع المتفرّد بمقامه بين المقامات لنؤّكد حضوره بيننا قويا مُطهّرا ونستحضر صوته مُجلجلا وهو يفاخر في قصيدته "الدرة المصونة" بأولياء بونة وأفضالهم وفضائهم وجليل أعمالهم بمعاني تصفع من يطمحون إلى "تفصيل" سير لأوليائنا على مقاس خيالاتهم وما أوحته لهم الريح القادمة من خارج حياضنا...

وأهمس في كل أذن جعلت من التصوّف "خروجا عن الدين" ومن الزوايا أماكن يُبتلى فيها العلماء بـ"التصوف".. اهمس قائلا: لولا الأولياء الصالحون والزوايا ما ثبتت اللغة العربية في أرضنا ولولاهم ما ارتوى عطش الإنسان على هذه الأرض من رحيق دينه.. ثم أن كل علماء الجزائر تخرّجوا في الزوايا ونهلوا من كتب الأولياء، فلماذا الجحود والنكران يا انتم الذين جعلتم من التصوف ابتلاء "يستفيق" منه العلماء، هذه أرض التصوف والزوايا التي انبتت الأولياء والعلماء والثورات والمجاهدين.. فاحتفظوا بريحكم واكتبوا عن "أعلامكم" واتركوا أنوار هذه الأرض لأبنائنا... وفي هذا الموضوع نفتح نافذة على عالم علامة وشيخ فهامة قيل فيه أنه ابتلي بالتصوف.. فإليكم سيرته وردّه على هؤلاء بمقتبسات من أقواله..

يقول رضي الله عنه في ترجمته للشيخ أبي العباس أحمد بن علي البوني دفين تونس مانصه: "وقبره بجبانتها مشهور، زرته، وبركت به، رحمهُ الله تعالى.. وهو صاحب كتاب (الوعظ الغريب) وعظه يذيب الصُّخور، وطيبه يعبق دون بخور، وكتابه (شمس المعارف) الذي كلامه يغني عن سماع المعازف، لا ينبُو عنه إلا غير عارف، ومن بحره غير غارف..، وقد كان من حال هذا الشيخ، رضي الله تعالى عنه، أنّه يتناول التراب، فيرجع في يده المباركة ذهباً، وإلى ذلك أشرت في الألفية المذكورة" يعني "الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة".

وبأبي العباس أعني البوني *** غياث كل عاجز مغبون
وهو الذي ألف في الوعظ وفي *** سر الحروف أمره غير خفي
دفين تونس وذو العلوم *** وفي الطريقتين ذو فهوم
في كفه صار التراب ذهبا *** ومع ذا تركه وذهبا
هذا وقد عظم في القاموس *** مقامه مسلك النفوس



ترجمة المصنف:

هو العالم العلامة الفقيه السند الثبت الحجة المصنف سيدي أبو العباس أحمد بن قاسم بن محمد ساسي التميمي البوني، وُلد رضي الله عنه ببونة ( وهي المدينة المعروفة الآن بعنابة وتقع في أقصى شرق الجزائر) سنة (1063ه‍ /1653م)،. نشأ في أسرة ميسورة الحال، معروفة بعراقته في العلم و المعرفة وبالتصوف، فقد كانت عائلتُه حسب ما ذكره في كتابه ((الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة )) :"...تنتمي إلى مجموعة بشرية واسعة مُمتدّة غرباً إلى نواحي قسنطينة، وشرقاً إلى نواحي الكاف وباجة، حيث أخذت العلم من هذه النواحي" ، و هو تميمي النسب، كما كان يضيف ذلك إلى إسمه في الكتب و المخطوطات التي خطها بيديه.

كما أن أسرة البوني اشتهرت بأنها كانت على علاقة طيبة ووطيدة مع العثمانيين سواءا الباشاوات في الجزائر العاصمة ، أو بايات الشرق الجزائري ، كما ساهمت هذه الأسرة مثل الكثير من الأسر العلمية الجزائرية في الإنتاج العلمي و الفقهي أيضا مساهمة واضحة.

طلبه العلم و شيوخه:

في بونة بدأ تعليمه على يد والده قاسم بن محمد البوني الذي كان من علماء بونة ( عنابة) المشهورين بالتقوى و الصلاح ، درس في جامعها التفسير و الحديث و بعض الفقه ، وجدّه محمد بن إبراهيم ساسي البوني [الذي أخذ عنه الحديث بالدرجة الأولى، و لما كان جده قد جمع بين علمي الفقه و التصوف ، فهو من أبرز مرابطي وعلماء القرن الحادي عشر في عنابة.

ساح البوني طويلا و طلب العلم في تونس و المغرب و في مصر، و لا سيما مدينة رشيد التي إلتقى بعلمائها و أجاز فيها حسن بن سلامة الطيبي في الحديث. كما سافر الى الحجاز و استقر هناك فترة بعد ادائه لفريضة الحج يتصل بشيوخ الحجاز و العلماء الذين يقصدون البقاع المقدسة من مختلف اقطار العالم الاسلامي ليأخذ منهم و يستفيد مما لديهم من علوم و معرفة و خاصة الحديث الشريف، وقد كتب عن رحلته الحجازية كتاب هو في حكم المفقود سماه (الروضة الشهية في الرحلة الحجازية).

شيوخه في علم الحديث الشريف:

لقد جعلت عنوانا خاصا لشيوخه في الحديث الشريف نظرا لما عرف عنه من عنايته بهذا العلم الشريف و رحلاته و أسفاره المتعددة لطلبه و أخذه من أفواه و مجالس شيوخ وعلماء هذا الفن في مختلف البلدان و الأصقاع ، و يظهر ذلك كذلك من خلال التأليف في هذا الميدان ( سأذكرها بعد حين، إلى جانب ثبته و فهرسته و إجازاته) إضافة الى المجالس التي كان يعقدها لرواية وشرح الصحاح الستة و الموطأ ، كلها تدل على الاهتمام الكبير الذي كان يوليه للحديث الشريف رواية و دراية حتى لقب بالمحدث والمسند والجماع والمطلع و غيرها من الألقاب و الأوصاف التي حلاه بها مترجموه و معاصروه و تلاميذته.

إن مصادر شيوخ أحمد البوني في علم الحديث هي كتبه و مؤلفاته، حيث تعرض لذكرهم في عدة مناسبات، ومن هذه المؤلفات :

- الرحلة الحجازية المسماة ب (الروضة الشهية في الرحلة الحجازية)
وقد عددهم فبلغوا اثنين و عشرين شيخا من تونس ومصر و الحجاز، وهذه الرحلة هي التي نصح إبنه الناس بالإطلاع عليها لأن (( فيها طرفا و ظرفا)).

أ - الألفية الصغرى المعروفة بإسم ( الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة )، وقد خصص الباب الرابع منها لتعداد شيوخه في علم الحديث الشريف و قسم الباب الى ثمانية فصول كالتالي:

- الفصل الأول لذكر شيوخه المغاربة.
- الفصل الثاني في ذكر شيوخه من بونة.
- الفصل الثالث في ذكر شيوخه من باجة.
- الفصل الرابع في ذكر مشيخته من أهل تاستور وسليمان.
- الفصل الخامس في ذكر مشيخته من أهل الكاف.
- الفصل السادس في ذكر مشيخته من أهل القيروان.
- الفصل السابع في ذكر مشيخته من أهل سوسة.
- الفصل الثامن في ذكر مشيخته من أهل تونس.

ب - كتاب: (التعريف بما للفقير من التواليف).

ج - إجازته لولده أحمد الزروق و محمد بن علي الجعفري مفتي قسنطينة.

و هي الإجازة التي جمع فيها أكثر شيوخه كعادة المحدثين في إجازاتهم ، و هذه الإجازة كتبها في أخريات أيامه سنة 1136 هـ ، و قد قال عبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس و الأثبات :"... وقد وقفت على إجازة المترجم أحمد بن قاسم المذكور العامة لولده أحمد الملقب زروق ورفيقه محمد بن علي السعيدي الجعفري نسبة إلى الجعافرة عرب بناحية قسمطينة [قسنطينة ] المعروف بمفتي قسمطينة وهي في نحو أربع كراريس اشتملت على فوائد وغرائب عدد فيها شيوخه وأسانيد الستة وبعض المصنفات المتداولة في العلوم ))، كما ذكر مؤرخنا الدكتور أبو القاسم سعد الله – حفظه الله- أنه اطلع على نسخة من هذه الاجازة مكتوبة سنة 1140 هـ ، أي بعد وفاته بفترة قصيرة ، وذكر أن البوني بدأها بالتعريف بشرف علم الحديث الشريف ، ثم قال إنه أخذه عن والده محمد ساسي ، و يحي الشاوي و أحمد العيدلي الزواوي الملقب بالصديق، و أبي مهدي عيسى الثعالبي ، و أبي القاسم بن مالك اليراثني الزواوي أيضا و بركات بن باديس القسنطيني، و هؤلاء جميعا من الجزائريين، كما ذكر غيرهم من التونسيين و المصريين و المغاربة... و إكتفى البوني بذكر بعضهم فقط وذلك ((خوف الإطالة ))، ثم ذكر كتب الحديث التي أخذها عن هؤلاء، و فصل القول فيها، و عدد أيضا بعض تأليفه، ثم أحال المجيز على كتابه (التعريف بما للفقير من التواليف)".

ومن شيوخه أيضا:

- محمّد بن محمّد بن سليمان المغربي الرداني المكي (توفي بدمشق سنة 1094 ) صاحب كتاب " صلة الخلف بموصول السلف"
- خليل بن إبراهيم اللقاني العلامة المسند المالكي الأزهري (ت سنة 1105هـ) له فهرس " إتحاف ذوي الإرشاد لتحرير ذوي الاسناد"
- أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن يوسف بن احمد بن علوان الزرقاني محدث الديار المصرية، له " شرح المواهب " و" شرح الموطأ" و"شرح البيقونية" و"مختصر المقاصد الحسنة "للسخاوي و غيرها( ت سنة 1122)
- أبو عبد الله محمد الخرشي المالكي ( ت 1101 هـ)
- الشيخ إبراهيم بن التومي (المتوفى سنة 1087ه‍ /1676م).
- الشيخ عبد الباقي الزرقاني المتوفى سنة (1099هـ).
- يحي الشاوي الملياني ( ت 1096 هـ)
- أحمد بن عبد الطيف البشبيشي
- إبراهيم الشبرخيتي المالكي.
- أبو الحسن علي الخضري الرشيدي الحنفي
- أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز المنوفي الشافعي.
وغيرهم كثير.

علاقته بعلماء و حكام عصره:

اشتهر مترجمنا بعلاقاته الكثيره و مراسلاته مع علماء عصره و صداقته لهم مثل شيخه بركات بن باديس القسنطيني، و تلامذته حسن بن سلامة الطيبي المصري، و عبد الرحمن الجامعي، وعبد القادر الراشدي القسنطيني و غيرهم من الطلاب النجباء الذين اسهموا بنشاط علمي بارز ، و انتجوا مؤلفات عديدة شملت مختلف مجالات الفكر الإسلامي ، و يكفي ذكر إبنه المحدث المسند أحمد الزروق الذي أجاز مرتضى الزبيدي سنة 1179 هـ ، وكذلك أبو زيد عبد الرحمن الجامعي الفاسي المغربي الذي نزل عنده و أخذ عليه و طلب منه الإجازة، و ترجم له في رحلته المسماة ب " نظم الدرر المديحية في محاسن الدولة الحسينية "وفي " التاج المشرق الجامع ليواقيت المغرب والمشرق" حيث قال عنه :"... لما دخلتها[ يعني بونة ] أممت دار الشيخ الرباني العالم العرفاني ... أبي العباس أحمد بن الولي الصالح البر الناجح أبي عبد الله قاسم ابن الولي الصالح أبي عبد الله محمد المعروف ساسي فوجدته طلق المحيا، وأنزلني بمنزل لإكرام أضيافه مهيأ، فأقمت عنده ينزهني في كل يوم في رياض تآليفه الحديثية وغيرها، وينثر علي كل ساعة من فرائد فوائده ما تبخل به على الغائصين قعور بحرها، وكنت أحضر أثناء تلك المدة مجلس رواية الصحيحين بين يديه مع مشايخ بلده وولديه ومما رويت عنه فسح الله في أجله وأسهب، وإن تآليفه بلغت ما ينيف على المائة ما بين مختصر ومسهب ،ولما وقفت في علم الحديث على البحر العباب والعجب العجاب سألته الإجازة فيما وقفت عليه وغيره من تصانيفه ".

كما كانت تربطه علاقات طيبة بحكام عصره خاصة الباشوات و البايات العثمانين من خلال محاولاتهم للتقرب منه و طلب وده، نظرا للمكانة العلمية و الروحية التي كانت تتمتع بها الأسرة، و ما اكتسبه البوني من حب الناس و احترامهم له ، فتوددوا اليه و أرسلوا له الهدايا و العطايا ، و مما يجدر ذكره هنا ان الباشا محمد بكداش [و بكداش:كلمة تركية معناها الحجر الصلب] عندما كان موظفا في حكومة الباشا السابق له حسين خوجة – وهذا الباشا حسين خوجة كان صديقا للبوني ولوالده من قبله - قد نُفِيَ الى مدينة بونة ، فحضر دروس الشيخ ابو القاسم البوني و تتلمذ له و قامت بينهما صداقة دامت حتى بعد تعيين محمد بكداش في أعلى هرم السلطة ، وتوليه حكم ( باشوية ) الجزائر، حيث كانت بينهما مراسلات و سفارات ، وحين فتح هذا الباشا مدينة وهران سنة 1120ه‍، بعد احتلالها من قبل الأسبان مدة ستّ ومائتي سنة ، ذكر هذا الحدث أحمد البوني في درته حين قال:

وفتحتْ على يديهِ وهرانُ *** فكَملَ المَجْدُ له والبرهان

ثم أهدى إليه أرجوزة مهنِّئاً إياه فيها بفتح وهران، ولافِتَاً نظره إلى أحوال مدينة بونة ( مشيرا إليها بهذي القرية ) ، و ما يجري فيها من مظالم و مناكر فقال:

يا حاكَم الجَزائـر *** يا أنْس نَفْس الزَائرِ
أريدُ أنْ أخْبركُـمْ *** أدَامَ رَبَّيِ نَصْركُـمْ
بحَالِ هَذي القرْيَةِ *** بِالصّدْق لاَ بالفريةِ
قدْ صَالَ فيهَا الظَّالِمُ *** وهَان فِيهَا العالِمُ
خُرّبَتِ المسَاجِــدُ *** وقلَّ فيها السَّاجِدُ
حُبُسُهَا قَدْ أسرفَــا *** نَاظِرُهُ فأشْرفَـا
وأهْمِلَتْ أسْعَارُهـا *** وبُدِّلَتْ شِعَارُهَـا
والشّرْعُ فِيها باطِلُ *** والظلمُ فيها هَاطِلُ
والخَوفُ في سُبُلِهَا *** والقحط في سُنْبُلِهَا
وَكَمْ من القبَائِـح *** وكَمْ من الفضائِحِ
يَضيقُ عَنها النّظمُ *** وَخارَ مِنْهَا العَظمُ
نِبكي عليها بالدمِ *** قدْ قرُبَتْ مِنُ عَدِمِ
والله قَدْ وَلاكُـم *** حُكماً وقدْ عَلاكُمٌ
فداركوا الإسْلاَمَا *** ونوّروُا الظَّلامَـا
وسَدِّدُوا الأحْكَامَا *** وقرِّحُوا الأنَامَـا

آثاره و مؤلفاته :

ألف أحمد البوني تأليف كثيرة بلغت، كما أخبر بنفسه، أكثر من مائة تأليف، بدون المنظومات و المقطوعات. و هو الذي كتب تأليفا خاصا سماه ( التعريف بما للفقير من التواليف). وقد علق عليها الدكتور أبو القاسم سعد الله – حفظه الله – في موسوعته تاريخ الجزائر الثقافي ج 2 فقال : " ...و من هذه التأليف ما كمل و منها ما لم يكمل، و منها الشعر و النثر، كما أن منها ما يدخل في باب الحديث و السنة و ما يتناول غير ذلك. و قد أطلعنا على بعض أعماله فكان منها القصير الذي لا يتجاوز الكراسة و منها الوسط و الطويل".

وقد نشر أبو القاسم الحفناوي قائمة لتلك التآليف في كتابه "تعريف الخلف برجال السلف" ، إلا أنَّ الأستاذ سعيد دحماني، ذكر أثناء التعريف بكتابه " بونة إفريقية، بلد سيدي أبي مروان الشريف " أنَّ تآليفه بلغت زهاء (165) عنواناً، معظمُها "منظومة في قالب (أراجيز)، مواضيعها تتعلق بالحديث [الشريف ] والسنة [ المطهرة] والقرآن [ الكريم] ".

و قبل أن اسرد بعضا من عناوين هذه المؤلفات ، أقول مع الأسف الشديد ان اكثرها ضاعت او اتلفت ، وأنه لم يطبع من هذه الثروة العلمية الهامة - حسب علمي- إلا كتابين إثنين كلاهما في التاريخ هما:

1- "الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة" نشر الدكتور ابن أبي شنب، في التقويم الجزائري لسنة 1331ه‍ /1913م.: ((...وهو عبارة عن منظومة تحتوي على ألف بيت (1000) ،إختصرها من منظومته الكبرى المحتوية على ثلاثة آلاف بيت (3000)، وهي منظومة للتعريف ببونة وعلمائها و صلحائها، وكذلك علماء القرى المجاورة، والعلماء الواردين عليها ، سواء أكانوا عابري سبيل أم مقيمين من مختلف جهات العالم الاسلامي...والعنوان أخذ من قوله:

فجئْتُـهُ "بدُرَّةٍ مَصوُنّـهْ"...ذَكَرْتُ فِيهَا أوْلياءَ بُونَهْ
لَكن بلا طولٍ وَلاَ تاريخلضيق نَظمِي بهِم صَريخِي

ويبدو أنَ أحد طُلاَّبه هو الذي طلب منه تأليف درته، كما ذكر وكان على أهبة السَّفر، فاستعجله، فقال:

طالَبَهَا مُسافِرً وذو عَجل *** زوَّدتُه بها وإنّي في خَجَل
لِذَاكَ رامَ مِنّي بعضُ الأذكياء *** تَوَسلاً بذِكرِ بَعضِ الأزكياء
فجئْتُهُ "بدُرَّةٍ مَصوُنّهْ" *** ذَكَرْتُ فِيهَا أوْلياءَ بُونَهْ
لَكن بلا طولٍ وَلاَ تاريخ *** لضيق نَظمِي بهِم صَريخِي

وقد اشترط في مترجميه العلم مع الاستقامة والصلاح، يقول:

بشرْطٍ إنْ كانوا لعلْمٍ دَرَسوا*** أوْ لِصَلاحٍ نُسِبُوا ما انْدرسُوا".

وبعد ذلك يُشير إلى أنّ مترجَميه، الذين عاشوا قبل القرن التاسع، مذكورون في
تأليف علي فضلون، يقول:


حَوَاهُم جَمْعُ "علي فضلوني" *** لآخر التَّاسعِ مِنْ قرون
ثم أتيت بالذينَ بَعدَهْ *** أرجُو بهِم تفْريجَ كُلِّ كُرْبَهْ
مِن عاشِرِ القُرونِ والحادي عَشر *** وفي البلادِ ذِكْرُهُم قدِ انتَشرْ

وبعد نهاية الشاعر من ذكر مترجَميه من علماء بونة، يختمُ القصيدة بالموازنة بينهم وبين معاصريه، فيقول:

والآن يَلْحَنون فوقَ المنبرِ *** لا يقبَلونَ النّصْحَ حَتّى مِنْ بَري
وكُتِبَ الجَهلُ على جباههم *** اليَومَ يخْتَمُ على أفواهِهمْ
لَيتَ الجُدودَ نظَروا إلَيْهِمْ *** ولَوْ رَأوْهُم لَبَكوا عَليهمْ .

وقد انتهى أحمد البوني من تأليفه أواخر القرن الحادي عشر، وفي ذلك يقول:

"في عام تسعين وألف نظمتُ *** وآن أنْ أدعو لمّا تمَمْتُ "

2- "التعريف ببونة إفريقية، بلد سيدي أبي مروان الشريف "(تقديم الأستاذ سعيد دحماني)، نشر المجلس الشعبي البلدي بعنابة، سنة 2001م : ((وهذا الكتاب بمثابة رد على ما أورده الرحالة محمد العبدري البلنسي عن بونة وقسنطينة في كتابه: "الرحلة المغربية" وهذا ما يؤكده قول البوني في مقدمة كتابه [ بعد البسملة والحمدلة و الصلاة و السلام على النبي المختار صلى الله عليه وعلى آله وسلم]:"… لمّا كتبتُ بإعانة الله تعالى رحلة الإمام العبدري رحمه الله تعالى، عثرتُ على بعض الأماكن ارتكب فيها غير الصّواب، عند ذكره بلدنا وبلد قسنطينة فأردتُ التنبيه عليها ليعلمها كل أوّاب، وقد كتبتُ عليها أزيد من 300 طرة، كلُّ واحدة أحسن من دُرّة عند ذي نفس برة، فمن أضافها لهذه الأوراق، كانت حاشية عليها عذب موردها وراف، وقد أعجلني الوقت عن فعل ذلك، وقد أذنت غيري أن يفعله ساعياً في خير المسالك، راجياً ثواب الإعانة على العلم الشريف ذي الظل الوريف. وقد أخل بالتعريف ببلد هذا العبد الضعيف، بل ذكر لها نقيصة عظيمة، وأموراً مخلة بها هضيمة، لا يقبلها عقل عاقل، ولا يصدق بها ناقل، وسأفَصّلُ ذلك تفصيلاً حسناً، وأؤصّلُ فضلها تأصيلاً بسنا، قولاً بالحق لا مبالغة فيه ولا إيقالَ، وإن كنت في كثير من الاشتغال، وسميت هذه الأوراق (ببعض التعريف ببونة إفريقية بلد سيدي أبي مروان الشريف)".

وهذا ثبت ببعض مؤلفاته الأخرى التي ضاع أكثرها:

1-إتحاف الأقران ببعض مسائل القرآن.
2-إتحاف الألبان بأدوية الأطباء.
3-إتحاف النجباء بمواعظ الخطباء.
4-إظهار القوة بإحكام الباب والكوة.
5-الإعانة على بعض مسائل الحصانة.
6-إعلام الأحبار بغرائب الأخبار.
7-إعلام أرباب القريحة بالأدوية الصحيحة.
8-إعلام القوم بفضائل الصوم.
9-إلهام السعداء لما يبلغ لمراتب الشهداء.
10-الإلهام والانتباه في رفع الإبْهام والاشتباه.
11-أنس النفوس بفوائد القاموس.
12-تحفة الأريب بأشرف غريب.
13-الترياق الفاروق لقراء وظيفة الشيخ زروق.
14-تعجيز التصدير وتصدير التعجيز.
15-تلقيح الأفكار بتنقيح الأذكار.
16-تليين القاسي من نظم الإمام الفاسي.
17-تنوير قلوب أولي الصفا بذكر بعض شمائل الحبيب المصطفى.
18-الثمار المهتصرة في مناقب العشرة.
19-الجوهرة المضيَّة في نظم الرسالة القدسية (أبياتها نحو 775 بيتاً).
20-حث الوُرّاد على حب الأوراد (في ثمانية أجزاء).
21-خلاصة العقائد للقاني والتواتي.
22-رفع العناء عن طالب الغناء.
23-الظل الوريف في البحث عن العلم الشريف.
24-الفتح المتوالي بنظم عقيدة الغزالي.
25-الكواكب النيرات المعلقة على دلائل الخيرات.
26-لبّ اللباب في ذكر رب الأرباب.
27-المنهج المبسوط في نظم عقيدة السيوط.
28-نظم تراجم كتاب الشمائل للترمذي.
29-نظم كتاب البخاري.
30-الياقوتتان: الكبرى والصغرى في التوحيد.
31- نظم الخصائص النبوية.
32- المستدرك على الحافظ السيوطي من خصائص الجمعة.
33- زاد المسير إلى دار المصير.
34- إظهارنفائس ادخاري المهيأة لختم كتاب البخاري.
35- اختصار مقدمة ابن حجر للفتح.
36- فتح الباري في شرح غريب البخاري.
37- التحقيق في أصل التعليق الكائن في البخاري.
38- الإلهام والانتباه في رفع الإيهام والاشتباه الكائن في البخاري
39- التحرير لمعنى الأحاديث من الجامع الصغير
40- نفح الروانيد بذكر بعض المهم من الأسانيد.
41-تخميس القصيدة المسماة قرة العين بمدح الصحيحين
42-النفحات العنبرية بنظم السيرة الطبرية.
43-طل السحابة في الصحابة[رضي الله عنهم].
44- الدّخر الأسنى بذكر أسماء الله الحسنى.
45- الثمار المهتصرة في مناقب العشرة.
46- تنوير السريرة بذكر أعظم سيرة.
47- التيسير في إسنادنا في كتب جمع من التفاسير.
48- فتح الاغلاق على وجوه مسائل مختصر خليل بن اسحاق.
49- نظم شعب الايمان.
50- سوابغ النعم وسوابق الكرم.

إن المتمعن في عناوين هذه التآليف يدرك أن البوني كان من الشخصيات المتعددة الثقافة، فهو صوفي مع رسوخ قدمه في الفقه المالكي والتفسير والحديث النبوي الشريف، كان أديبا شاعرا يملك ناصية القوافي، وقد استغل هذه الملكة الشعرية في تنظيم منظومات شعرية تعليمية الهدف منها تبسيط العلوم لطلبة العلم وتسهيل حفظه كما هي عادة العلماء المدرسين، فعلى سبيل المثال فقد قام بنظم كتاب " غريب القرآن الكريم" لِلْعَزِيزي في نحو أربعة آلاف بيت (4000)، و نظم " نخبة الفكر لابن حجر " سماه " الدرر في نخبة الفكر"، كما نظم "الخصائص الكبرى" للسيوطي في نحو ثمان مائة بيت(800)، ونظم "الأجرومية" في تسعين بيتا(90)، وغيرها من المنظومات.

وفاته:

توفى رضي الله عنه في مدينة بونة (عنابة) و فيها دفن و ذلك سنة (1139ه‍ /1726م).

رضي الله عليك أيها الولي الطاهر، ورضي الله على كل ولي من أولياء ارض التصوف النقي الذي حفظ لنا ديننا ولغتنا وهويتنا من رياح المذاهب والأفكار الدخيلة.. واترك للقارئ أن يٌدرك بالذوق والمعرفة من خلال ما عرضناه، إن كان شيخنا كما زعم "الأشباه" انه ابتلي بالتصوف أم أنه متصوف يعتز بالأولياء ويجل ذكرهم ويخلّد آثارهم.

مصدر الترجمة:

أحمد البوني و كتابـــــه: "التعريف ببونة إفريقية بلد سيدي أبي مروان الشريف"
للدكتور.سعد بو فلاقة- المنشورة بمجلة التراث العربي - العـــدد:(94-93)-(المحرّم -ربيع الثاني)-1425 هـ= ( آذار- حزيران) 2004- السـنة الرابعة والعشـرون- مطبوعات اتحاد الكتّاب العرب بدمشق.




تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |