هو الولي الصالح والعالم الناصح، إمام الطريقة وبحر الحقيقة، الزاهد الشاكر والعابد الذاكر، قدوة السالكين ومربي المريدين الشيخ سيدي بن امحمد بن علي بن النعيم بن العربي بن عطية بن ثامربن سعد بن زريط بن اسليم بن جاب الله بن سي احمد بن سي امحمد بن عبد الرحمان بن سالم بن امليك بن يحي بن يحي بن محمد بن عبد الله «نائل» وينتهي نسبه رحمه الله إلى الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء بنت سيّدنا رسول الله صلى الله عليه آله وصحبه وسلم.
مولده:
ولد شيخنا - رحمه الله- سنة 1317 هـ الموافق لـ: 1899 م بمكان يسمى «الخرشفة» ببلدية الزعفران «دائرة حاسي بحبح» ولاية الجلفة.
نشأته:
نشأ الشيخ سيدي بن امحمد يتيم الأب ، حيث مات أبوه و تركه رضيعا ، فرعاه الله بعنايته في حضن والدته الحنون السيدة: خيرة بنت الفارح وتحت كفالة زوجها المرحوم بن سليم بن عمر.
تعليمه و أعماله:
ولما بلغ سن القراءة والتعليم التحق بزاوية الشيخ عطية بن بيض الغول المسماة بـ «الجلالية» بالقرب من مدينة الجلفة، وتابع دراسته بها حتى حفظ القران الكريم، وتفقه في الدين ما شاء الله عز وجل، وبعد خروجه منها مباشرة شرع في تعليم القرآن الكريم، ونشر الدعوة الإسلامية للمريدين من أبناء عشيرته وأقاربه عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلّم القرآن وعلمه ".
وقد تعرف الشيخ بن امحمد على شيخه القطب الرباني شيخ طريق الرحمانية عبد القادر بن مصطفى شيخ زاوية الإدريسية، وتتلمذ على يديه في طلب العلم والمعرفة من فقه، وحديث، وتفسير للقرآن الكريم ولما عاد من زاوية الإدريسية واصل تعليم القرآن وقد بذل جهدا كبيرا في التربية الإسلامية متنقلا بين عدة أماكن بخيمته ولما أراد الله تعالى له الاستقرار والمقام لمواصلة اجتهاده وجهاده على نشر العلم والمعرفة رأى رؤيا صالحة، وفي الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة و أربعين جزء من النبوة ".
الرؤيا الصالحة:
بينما كان الشيخ سيدي بن امحمد يفكر في حياة الاستقرار، رأى في المنام كأنه في الجلالية، الزاوية التى تعلم فيها وكأنه مع رفقائه وزملائه الطلبة وهم يبحثون ويحفرون عن الماء في مكان العين الموجودة حاليا بالجلالية في الواد الذي يحاذي الزاوية، فرأى نفسه يحفر بالمعول في الموضع السالف الذكر وفجأة انفجرت عين ماؤها كثير كما رأى في تلك اللحظة جنانا وحديقة في المكان المسمى«بالغيشة» أشجارا يابسة فعزم على سقيها فأخذ المعول وشرع في حفر الساقية والماء يتبعه إلى أن وصل إلى تلك الحديقة اليابسة فسقاها حتى ارتوت أشجارها وأورقت أغصانها واخضرت وابتهجت وصارت روضة من رياض الجنة، فاستيقظ الشيخ من نومه مبتهجا مسرورا بتلك الرؤيا وبعدها سأل الناس عن اسم هذا الموضع بالتحديد فقالوا له يسمى
«بلاد الخضر» فزاد اهتمامه بالبناء في هذا الموضع بالذات أو في مكان آخر، وبينما هو يفكر في هذا الموضع غلبه النوم فرأى في المنام مناديا يناديه قائلا: اذهب إلى بلاد الخضر ولا تتأخر.
تأسيس الزاوية:
بعد مشاهدة الرؤيا ذهب الشيخ إلى صاحب الأرض المذكورة السيد الحاج محمد بن الحاج المختار بن بوصوا، فاستقبله بالفرح والسرور ورحب به ووهب له تلك الأرض بدون تردد فبنى فيها مسكنا متواضعا وشرع في تعليم القرآن الكريم إلى أن أتاه الإذن الرباني والأمر الإلهي من طريق شيخه الولي الصالح شيخ الطريقة الرحمانية عبد القادر بن مصطفى شيخ زاوية الإدريسية يأذن له بتأسيس الزاوية وإعطائه الذكر، والتلقين للمريدين، وهذا بتاريخ 15 شعبان 1360هـ الموافق لعام 1941 م فقام الشيخ بن امحمد بتأسيس الزاوية الحالية، وقد ساعده على بنائها وتأسيسها صديقه ورفيقه الحاج محمد بن الحاج المختار الذي وهبه الأرض، وبعد بناء الجامع اجتهد الشيخ في تعليم القرآن الكريم، وإعطاء الذكر والعهد، وفي نشر الدعوة الإسلامية مثل أسلافه الصالحين، وقد تخرج من زاوية الشيخ بن امحمد عدد كبير من الطلبة منهم من حفظ القرآن كله ومنهم من حفظ النصف ومنهم من حفظ الربع.
الرحلة المفاجئة:
وفي أثناء الحرب التحريرية ولما اشتد الأذى والبلاء من طرف الاستعمار البغيض على المواطنين القاطنين بنواحي الجبال، وفي سنة 1960 م بالذات قامت القوات الفرنسية بترحيل المواطنين ووضعهم في محتشدات تحت الرقابة العسكرية، بقي الشيخ سيدي بن امحمد وحده معزولا بعيدا عن المواطنين الجزائريين فخافت الجماعة عن الشيخ من أذى الاستعمار الفرنسي فألحوا عليه بالرحيل إلى وسط المواطنين أو إلى قرية من القرى ، فرحل مضطرا إلى قرية الزعفران وأسس بها زاوية قرآنية إلى أن جاء النصر المبين وطلع فجر الحرية والاستقلال على الشعب الجزائري في سنة 1962 م فعاد المواطنون إلى أراضيهم وديارهم التي هاجروا منها، وعاد الشيخ بن امحمد إلى زاويته الأولى، مع العلم أن الشيخ قد حفظه الله من شر الظالمين وكيد الكائدين حيث لم يمس بسوء طوال أيام الثورة التحريرية.
مميزاته وسيرته:
وقد سار الشيخ سيدي بن امحمد على سيرة أشياخه الصالحين، وعلى أثرهم مقتديا بهم مثل الشيخ عبد القادر بن مصطفى والشيخ عطية بن بيض الغول وغيرهم من السلف الصالح رضي الله عنهم . فقد كان الشيخ سيدي بن امحمد - رحمه الله- عالما وفقيها وعابدا وزاهدا ومجتهدا، لا يتوانى ولا يتراخى عن ذكر الله، وتلاوة القرآن الكريم، وكان نصوحا لخلق الله، جوادا كريما كل أعماله خالصة لوجه الله، وكان يمتاز بالرحمة والشفقة والعطف والحنان لجميع مخلوقات الله، يغضب لغضب الله ويرضى لرضاه وقد وفق لأداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام سنة: 1397 هـ- 1976م ولم يعرف عنه أنه مارس مهنة أو تجاره أبدا فقد كان ملازما للزاوية لا يفارقها إلا للضرورة القصوى، فمدينة الجلفة زارها خمس أو ست مرات فقط مدة حياته، زار على إثرها الشيخ عطية في مرضه - رحمه الله -كما حضر مرة وفاة أخيه في الله علي بن قويدر سنة 1971 م، وقد قدم مرة أخرى لمدينة الجلفة لعيادة صهره الحاج مصطفى - رحمه الله - . . . الخ
مرضه وصبره ووفاته:
ولما ابتلاه الله عز وجل بالمرض مدة ست سنوات من سنة 1984م إلى 1989م. أظهر الصبر الجميل والنطق بالكلمة التي لا يخجل قائلها وهي، الحمد لله على كل حال.
فقد قال الإمام الشيخ أحمد الصغير رحمه الله بخصوص هذه الكلمة التي لا يفتر لسانه عن قولها أبدا: إنه شيخي في كلمة الحمد لله. وكان رحمه الله يستفسر زائريه عن أحوالهم وأحوال أهلهم ناسيا حالته التي هو عليها من مرض وألم ، وكان رحمه الله يوصي ويحث الزائرين على الدين وطاعة الوالدين، فمن ذلك قوله رحمه الله : عليكم يا أولادي بالإكثار من «لا إله إلا الله » وتلاوة القرآن الكريم.
~*~*~*~*~*~
مولده:
ولد شيخنا - رحمه الله- سنة 1317 هـ الموافق لـ: 1899 م بمكان يسمى «الخرشفة» ببلدية الزعفران «دائرة حاسي بحبح» ولاية الجلفة.
نشأته:
نشأ الشيخ سيدي بن امحمد يتيم الأب ، حيث مات أبوه و تركه رضيعا ، فرعاه الله بعنايته في حضن والدته الحنون السيدة: خيرة بنت الفارح وتحت كفالة زوجها المرحوم بن سليم بن عمر.
تعليمه و أعماله:
ولما بلغ سن القراءة والتعليم التحق بزاوية الشيخ عطية بن بيض الغول المسماة بـ «الجلالية» بالقرب من مدينة الجلفة، وتابع دراسته بها حتى حفظ القران الكريم، وتفقه في الدين ما شاء الله عز وجل، وبعد خروجه منها مباشرة شرع في تعليم القرآن الكريم، ونشر الدعوة الإسلامية للمريدين من أبناء عشيرته وأقاربه عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلّم القرآن وعلمه ".
وقد تعرف الشيخ بن امحمد على شيخه القطب الرباني شيخ طريق الرحمانية عبد القادر بن مصطفى شيخ زاوية الإدريسية، وتتلمذ على يديه في طلب العلم والمعرفة من فقه، وحديث، وتفسير للقرآن الكريم ولما عاد من زاوية الإدريسية واصل تعليم القرآن وقد بذل جهدا كبيرا في التربية الإسلامية متنقلا بين عدة أماكن بخيمته ولما أراد الله تعالى له الاستقرار والمقام لمواصلة اجتهاده وجهاده على نشر العلم والمعرفة رأى رؤيا صالحة، وفي الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة و أربعين جزء من النبوة ".
الرؤيا الصالحة:
بينما كان الشيخ سيدي بن امحمد يفكر في حياة الاستقرار، رأى في المنام كأنه في الجلالية، الزاوية التى تعلم فيها وكأنه مع رفقائه وزملائه الطلبة وهم يبحثون ويحفرون عن الماء في مكان العين الموجودة حاليا بالجلالية في الواد الذي يحاذي الزاوية، فرأى نفسه يحفر بالمعول في الموضع السالف الذكر وفجأة انفجرت عين ماؤها كثير كما رأى في تلك اللحظة جنانا وحديقة في المكان المسمى«بالغيشة» أشجارا يابسة فعزم على سقيها فأخذ المعول وشرع في حفر الساقية والماء يتبعه إلى أن وصل إلى تلك الحديقة اليابسة فسقاها حتى ارتوت أشجارها وأورقت أغصانها واخضرت وابتهجت وصارت روضة من رياض الجنة، فاستيقظ الشيخ من نومه مبتهجا مسرورا بتلك الرؤيا وبعدها سأل الناس عن اسم هذا الموضع بالتحديد فقالوا له يسمى
«بلاد الخضر» فزاد اهتمامه بالبناء في هذا الموضع بالذات أو في مكان آخر، وبينما هو يفكر في هذا الموضع غلبه النوم فرأى في المنام مناديا يناديه قائلا: اذهب إلى بلاد الخضر ولا تتأخر.
تأسيس الزاوية:
بعد مشاهدة الرؤيا ذهب الشيخ إلى صاحب الأرض المذكورة السيد الحاج محمد بن الحاج المختار بن بوصوا، فاستقبله بالفرح والسرور ورحب به ووهب له تلك الأرض بدون تردد فبنى فيها مسكنا متواضعا وشرع في تعليم القرآن الكريم إلى أن أتاه الإذن الرباني والأمر الإلهي من طريق شيخه الولي الصالح شيخ الطريقة الرحمانية عبد القادر بن مصطفى شيخ زاوية الإدريسية يأذن له بتأسيس الزاوية وإعطائه الذكر، والتلقين للمريدين، وهذا بتاريخ 15 شعبان 1360هـ الموافق لعام 1941 م فقام الشيخ بن امحمد بتأسيس الزاوية الحالية، وقد ساعده على بنائها وتأسيسها صديقه ورفيقه الحاج محمد بن الحاج المختار الذي وهبه الأرض، وبعد بناء الجامع اجتهد الشيخ في تعليم القرآن الكريم، وإعطاء الذكر والعهد، وفي نشر الدعوة الإسلامية مثل أسلافه الصالحين، وقد تخرج من زاوية الشيخ بن امحمد عدد كبير من الطلبة منهم من حفظ القرآن كله ومنهم من حفظ النصف ومنهم من حفظ الربع.
الرحلة المفاجئة:
وفي أثناء الحرب التحريرية ولما اشتد الأذى والبلاء من طرف الاستعمار البغيض على المواطنين القاطنين بنواحي الجبال، وفي سنة 1960 م بالذات قامت القوات الفرنسية بترحيل المواطنين ووضعهم في محتشدات تحت الرقابة العسكرية، بقي الشيخ سيدي بن امحمد وحده معزولا بعيدا عن المواطنين الجزائريين فخافت الجماعة عن الشيخ من أذى الاستعمار الفرنسي فألحوا عليه بالرحيل إلى وسط المواطنين أو إلى قرية من القرى ، فرحل مضطرا إلى قرية الزعفران وأسس بها زاوية قرآنية إلى أن جاء النصر المبين وطلع فجر الحرية والاستقلال على الشعب الجزائري في سنة 1962 م فعاد المواطنون إلى أراضيهم وديارهم التي هاجروا منها، وعاد الشيخ بن امحمد إلى زاويته الأولى، مع العلم أن الشيخ قد حفظه الله من شر الظالمين وكيد الكائدين حيث لم يمس بسوء طوال أيام الثورة التحريرية.
مميزاته وسيرته:
وقد سار الشيخ سيدي بن امحمد على سيرة أشياخه الصالحين، وعلى أثرهم مقتديا بهم مثل الشيخ عبد القادر بن مصطفى والشيخ عطية بن بيض الغول وغيرهم من السلف الصالح رضي الله عنهم . فقد كان الشيخ سيدي بن امحمد - رحمه الله- عالما وفقيها وعابدا وزاهدا ومجتهدا، لا يتوانى ولا يتراخى عن ذكر الله، وتلاوة القرآن الكريم، وكان نصوحا لخلق الله، جوادا كريما كل أعماله خالصة لوجه الله، وكان يمتاز بالرحمة والشفقة والعطف والحنان لجميع مخلوقات الله، يغضب لغضب الله ويرضى لرضاه وقد وفق لأداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام سنة: 1397 هـ- 1976م ولم يعرف عنه أنه مارس مهنة أو تجاره أبدا فقد كان ملازما للزاوية لا يفارقها إلا للضرورة القصوى، فمدينة الجلفة زارها خمس أو ست مرات فقط مدة حياته، زار على إثرها الشيخ عطية في مرضه - رحمه الله -كما حضر مرة وفاة أخيه في الله علي بن قويدر سنة 1971 م، وقد قدم مرة أخرى لمدينة الجلفة لعيادة صهره الحاج مصطفى - رحمه الله - . . . الخ
مرضه وصبره ووفاته:
ولما ابتلاه الله عز وجل بالمرض مدة ست سنوات من سنة 1984م إلى 1989م. أظهر الصبر الجميل والنطق بالكلمة التي لا يخجل قائلها وهي، الحمد لله على كل حال.
فقد قال الإمام الشيخ أحمد الصغير رحمه الله بخصوص هذه الكلمة التي لا يفتر لسانه عن قولها أبدا: إنه شيخي في كلمة الحمد لله. وكان رحمه الله يستفسر زائريه عن أحوالهم وأحوال أهلهم ناسيا حالته التي هو عليها من مرض وألم ، وكان رحمه الله يوصي ويحث الزائرين على الدين وطاعة الوالدين، فمن ذلك قوله رحمه الله : عليكم يا أولادي بالإكثار من «لا إله إلا الله » وتلاوة القرآن الكريم.
ومن كلامه أيضا رحمه الله ورضي عنه وهي من «متن ابن عاشر»:
وكان يقول: اللهم عرفنا بمن تحبهم ويحبونك، عليكم يا إخواني ببر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، والاستغفار، والاستقامة.
وقال رحمه الله:
عملي اليومي هو قراءة القرآن، والورد، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكثيرا ما كان يردد على مسامعنا ما نصه من كتاب جوهرة التوحيد:
وكذلك ترديد هذين البيتين لسيدي إبراهيم الخواص - قدس الله سره-
وكذلك هذه الأبيات من متن «متن عاشر»
وسأل مرة أحد الزائرين قائلا: عدو إذا أكرمته أهانك وإذا أهنته أكرمك، من هو؟ قال: لا أدري يا سيدي، فقال الشيخ رحمه الله: هي النفس فاحذروها.
وقال: إن الطريق الرحمانية لا تنقطع أبدا إلى يوم الدين، وأخيرا وليس آخرا، فإن كل ما ورد ذكره في هذا الباب من كلام الشيخ رحمه الله في الوعظ والإرشاد هو قليل من كثير.
وقد قال عنه الإمام الجليل الشيخ عطية بن مصطفى رحمه الله وهذا أثناء زيارته له بالزاوية أمام جمع غفير من الزائرين، وبحضرة الشيخ قال: يا سيدي بن امحمد فإن كان لنا نصيب من عين الرحمانية عن طريق شيخنا سيدي عبد القادر رحمه الله ونفعنا ببركاته، فالمنبع الكبير من هذه العين هو عندك، وهذه تعتبر شهادة حية من صديقه وأخيه في الطريق تطمئن لها قلوب المؤمنين.وكان رحمه الله مجاهدا مجتهدا، واعظا مرشدا كريما جوادا، حليما حنينا صادقا مخلصا قولا وفعلا.
هكذا كان دأبه مدة حياته ، فعاش عيشة الأبرار ولقي ربه مع المصطفين الأخيار، رضي الله عنه ورضي عنا به، وأمدنا ببركاته دنيا وآخرة- آمين-
وكانت وفاته رحمه الله يوم 17ربيع الثاني 1410 هـ الموافق 16/11/1989م . ودفن بجوار المسجد بالزاوية نور الله ضريحه وأسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وقد ترك رحمه الله أولادا صالحين ومن بينهم ابنه الأكبر الشيخ سيدي عبد القادر خليفته على رأس الزاوية، وعلى نهج والده - رضي الله عنه- استمر في العناية بالطلبة وتسيير شؤون الزاوية فقام بدوره في هذا المجال أحسن قيام. وقد لقي الشيخ وأسرته العنت الشديد وحل بهم الأذى والبلاء من جراء الفتن والمحن التي عمت في البلاد ولهذه الأسباب اضطر الشيخ أن يغادر مقر الزاوية إلى مدينة الجلفة ، وكان كثيرا ما يتمنى ويتوجه إلى الله بالدعاء على أن لا تطول مدة إقامته بها وقد استجاب الله لدعائه فاستعادت المنطقة صحتها وعافيتها ودبت الحياة الطبيعية في أرجائها بفضل الله تعالى.
ورجع الشيخ إلى موطنه ومقر زاويته في شهر جوان من عام 2001 وشرع في ترميم الزاوية وتعميرها بما توفر لديه من الوسائل المادية وغيرها، نسأل الله له التوفيق والنجاح في كل ما هو مقدم عليه من أعمال ومشاريع خيرية.
هوامش/
وحاصل التقوى اجتناب وامتثال *** في ظاهر وباطن بذا تنال
وكان يقول: اللهم عرفنا بمن تحبهم ويحبونك، عليكم يا إخواني ببر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، والاستغفار، والاستقامة.
وقال رحمه الله:
عملي اليومي هو قراءة القرآن، والورد، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكثيرا ما كان يردد على مسامعنا ما نصه من كتاب جوهرة التوحيد:
وحفظ دين ثم نفس مال نسب *** ومثلها عقل وعرض قد وجب
وكذلك ترديد هذين البيتين لسيدي إبراهيم الخواص - قدس الله سره-
لقاء الناس ليس يفيد شيئا *** سوى الهذيان من قيل وقال
فاقلل من لقاء الناس إلا *** لأخذ العلم أو إصلاح حال.
فاقلل من لقاء الناس إلا *** لأخذ العلم أو إصلاح حال.
وكذلك هذه الأبيات من متن «متن عاشر»
يصحب شيخا عارف المسالك *** يقيه في طريقه المهالك
يـذكـــره الله إذا رءاه *** ويوصل العبد إلى مولاه
يحاسب النفـس على الأنفاس *** ويزن الخاطر بالقسطاس
يـذكـــره الله إذا رءاه *** ويوصل العبد إلى مولاه
يحاسب النفـس على الأنفاس *** ويزن الخاطر بالقسطاس
وسأل مرة أحد الزائرين قائلا: عدو إذا أكرمته أهانك وإذا أهنته أكرمك، من هو؟ قال: لا أدري يا سيدي، فقال الشيخ رحمه الله: هي النفس فاحذروها.
وقال: إن الطريق الرحمانية لا تنقطع أبدا إلى يوم الدين، وأخيرا وليس آخرا، فإن كل ما ورد ذكره في هذا الباب من كلام الشيخ رحمه الله في الوعظ والإرشاد هو قليل من كثير.
وقد قال عنه الإمام الجليل الشيخ عطية بن مصطفى رحمه الله وهذا أثناء زيارته له بالزاوية أمام جمع غفير من الزائرين، وبحضرة الشيخ قال: يا سيدي بن امحمد فإن كان لنا نصيب من عين الرحمانية عن طريق شيخنا سيدي عبد القادر رحمه الله ونفعنا ببركاته، فالمنبع الكبير من هذه العين هو عندك، وهذه تعتبر شهادة حية من صديقه وأخيه في الطريق تطمئن لها قلوب المؤمنين.وكان رحمه الله مجاهدا مجتهدا، واعظا مرشدا كريما جوادا، حليما حنينا صادقا مخلصا قولا وفعلا.
~*~*~*~*~*~
هكذا كان دأبه مدة حياته ، فعاش عيشة الأبرار ولقي ربه مع المصطفين الأخيار، رضي الله عنه ورضي عنا به، وأمدنا ببركاته دنيا وآخرة- آمين-
وكانت وفاته رحمه الله يوم 17ربيع الثاني 1410 هـ الموافق 16/11/1989م . ودفن بجوار المسجد بالزاوية نور الله ضريحه وأسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وقد ترك رحمه الله أولادا صالحين ومن بينهم ابنه الأكبر الشيخ سيدي عبد القادر خليفته على رأس الزاوية، وعلى نهج والده - رضي الله عنه- استمر في العناية بالطلبة وتسيير شؤون الزاوية فقام بدوره في هذا المجال أحسن قيام. وقد لقي الشيخ وأسرته العنت الشديد وحل بهم الأذى والبلاء من جراء الفتن والمحن التي عمت في البلاد ولهذه الأسباب اضطر الشيخ أن يغادر مقر الزاوية إلى مدينة الجلفة ، وكان كثيرا ما يتمنى ويتوجه إلى الله بالدعاء على أن لا تطول مدة إقامته بها وقد استجاب الله لدعائه فاستعادت المنطقة صحتها وعافيتها ودبت الحياة الطبيعية في أرجائها بفضل الله تعالى.
~*~*~*~*~*~
ورجع الشيخ إلى موطنه ومقر زاويته في شهر جوان من عام 2001 وشرع في ترميم الزاوية وتعميرها بما توفر لديه من الوسائل المادية وغيرها، نسأل الله له التوفيق والنجاح في كل ما هو مقدم عليه من أعمال ومشاريع خيرية.
هوامش/
حاسي بحبح:
واحدة من أهم دوائر ولاية الجلفة، عاصمة عرش أولاد سيدي امحمد من ذرية سيدي نايل الولي الصالح الشهير الذي هو جد أغلب سكان هذه المنطقة، تأسست عام 1959م، تقع على بعد 250 كلم من الجزائر العاصمة جنوبا و50 كلم شمالا من مقر الولاية على الطريق الوطني رقم 01، وتتربع على مساحة قدرها 763 كلم مربع، ويشتمل إقليم البلدية إلى جانب التجمع السكاني الرئيسي تجمعين سكانين ثانوين هما، حاسي المرة والمصران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق