حمل كتاب البيان والمزيد المشتمل على معاني التنزيه وحقائق التوحيد



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

هذا شرح العلامة الفاضل الإنسان الكامل صاحب البواهر والمعارف الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد القادر المعروف بباعشن، المسمى بالبيان والمزيد المشتمل على معاني التنزيه وحقائق التوحيد على أنس الوحيد ونزهة المريد من كلام العارف بمولاه سيدنا ومولانا الغوث أبي مدين شعيب التلمساني رضي الله عنه، يعد هذا الكتاب من أندر وأنفس الكتب التي ألفت في شرح وتبيّين معاني حكم العارف بالله قطب الاقطاب وشيخ الشيوخ سيدي أبي مدين شعيب التلمساني قدس سره...

مختارات من هذا الكتاب:

يقول سيدي أبي مدين الغوث: (من رزق حلاوة المناجاة زال عنه النوم)، أي لأن مقام المناجاة هو مقام الحضرة والموالاة،فمن حظي بذلك المقام كيف ينام؟ وتحقيق المناجاة خصت به الأرواح الروحانية الغواصة في البحور الوحدانية، خصت بذلك الأرواح دون الصور الجسدانية، لأن الصورة لا تناجي بمناجاتها، كما أن الروح لا تموت بمماتها، لأن الروح قدسي، والجسم أرضي، فلما صح أن الروح لا تموت كذلك يصح أن لا تنام بنومه خلافا للمعتزلة والفلاسفة الذين يقولون إن الموت عدم محض، وكذبوا برجوع الأرواح إلى الأجساد، ويوم الوعد والمعاد فذهب بهم قولهم إلى التكذيب بالجنة ذات النعيم، والتكذيب بالنار ذات الجحيم والكلام هنا يطول، فإذا عرفت ذلك علمت أن الأرواح خلق الآخرة، وهي في الدنيا في الأجناد موجودة إنما أرواح مناجية مقدسة عالمة عاملة.



وأما أرواح غافلة عاصية جاهلة مظلمة سوادية النفس موسوسة، فهذا حكمها في العالم اللطيف ومختلفاته في أنواره وظلماته وأما حكم عالم الأجساد، فهي تأكل وتشرب وتنام وتجري عليها العوارض والموت والآلام وأما الأرواح القدسية، فليس غذاؤها غذاء الجسدانية ، بل غذاؤها بالنور والذكر والحضور، وشرابها من جنة بدوام السرور، كأنها في عليين في مقعد صدق لمناجاة أرحم الراحمين لا يحجبها حجاب الطين، ولا السموات ولا الأرضين، ولا الحجب السبعين، بل هي ناضرة إلى ربها ناظرة.

وأما الأرواح السوادية فغذاؤها من الزقوم وشرابها من الحميم، وهي محبوسة في سجين، ونسأل الله السلامة والعافية، ونعوذ بالله من خلق أهل النار،وأن يجعلنا بفضله وكرمه من المصطفين الأخيار، في زمرة سيدنا محمد المختار، المخلدين في دار القرار، وإتماما لذلك النعيم بالنظر إلى وجهه الكريم بلا حجاب عن ذي العرش العظيم، وبلا حصر وحدود لذات الرحمن الرحيم، انتهى. وهو عجيب. أهـ

مصدر الكتاب: مكتبة جوجل (Google Books)

رابط التحميل

هنــــا

هناك تعليق واحد: