حمل محاضرة حول حياة الشيخ محمد بن عزوز ألبرجي ومدرسته الصوفية

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



- عنوان المحاضرة: الشيخ محمد بن عزوز ألبرجي نور الصحراء  ومدرسته الصوفية ودورها العلمي والجهادي.

***

- إعداد: أ.د/ قويدري محمد بن الطاهر- مفتش بوزارة العدل و باحث في التاريخ.

ألقيت هذه المحاضرة في الملتقى العاشر للجمعية الخلدونية 
[بسكرة عبر التاريخ]
(الزوايا الصوفية ودورها في المحافظة على الشخصية الوطنية)
أيام من 20 إلى 22/12/2011م

مقدمة:

 تعريف التصوف ونشأته وتطوره وتعريف الزوايا:

لقد اختلف المتصوفة وغيرهم في القديم والحديث في تعريف التصوف والطرائق الصوفية، وذلك لاختلافه باختلاف العصور التاريخية التي مر بها واختلاف أفكار وأقوال وأفعال المتصوفة والأشخاص المنتسبين إليه أو لغير ذلك من الاعتبارات وذهب البعض من العلماء والفقهاء والمتصوفة بأن للتصوف أكثر من ألف تعريف ونقتصر على ذكر المشهور منها:

أولا: تعريف التصوف لابن خلدون في تاريخه ج 1 .ص .من 683 إلى ص 1961:

 (...هذا العلم من العلوم الشرعية الحادثة في الملة، وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبار الصحابة والتابعين، ومن بعدهم طريقة الحق والهداية وأصلها العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى، والإعراض عن الدنيا وزينتها، والزهد في ما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه، والانفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة )، وهذا ما كان عليه السلف الصالح ولما أقبل الناس على الدنيا وترفها، اختص الذين تمسكوا بالعبادة باسم الصوفية، فالتصوف عنده هو عبادة ومجاهدة للنفس ومحاولة لإدراك الحقيقة، وقال: (ولا يزال المريد يترقى من مقام إلى مقام إلى أن ينتهي إلى التوحيد والمعرفة التي هي النهاية المطلوبة للسعادة)، وقال (بأن أصل التصوف ويسميه الطريقة وطريقة القوم هو محاسبة النفس على الأفعال والتروك)، كما جاء في كتابه "المقدمة" في تعريفه لعلم التصوف (الفصل الحادي عشر) بأن هذا العلم من العلوم الشرعية في الملة وانتقد فيما يدعونه من الكشف وحمل ساخطا على من يقول بوحدة الوجود والحلول، ولابن خلدون رسالة خاصة كتبها عن التصوف سماها "شفاء السائل لتهذيب المسائل" جوابا عن سؤال طرح عليه لمعرفة معتقدات وأعمال أهل التصوف وكشف الغطاء في طريق الصوفية وأجاب بن خلدون عن ذالك ولخص العبادة في مجهودات ثلاث:

الأولى: مجاهدة التقوى، وهي فرض عين تحصل بالورع، والثانية: مجاهدة الاستقامة وهي التخلق بخلق القرآن والأنبياء وهي فرض عين في الأنبياء ومشروعة في حق طالب الدرجات العلى والكلام عنها من الأمور الكسبية ويصح الوصول إليهما بالكتب وبلا شيخ، والثالثة: مجاهدة الكشف والإطلاع، وهي رفع الحجاب بسلوك خاص على هيئة خاصة لإخماد القوى البشرية وخلع الصفات البدنية بمنزلة ما يقع للبدن بالموت وهذا لا يكون إلا بشيخ سالك قد خبر المجاهدات وقطع بها الله وارتفع الحجاب وتجلت الأنوار... 

نكتفي بهذا القدر ويمكن تحميل المحاضرة كاملة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق