بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- مخطوط: الأسرار الخفية الموصلة إلى الحضرة العلية.
- تصنيف: العارف بالله سيدي علي البيومي.
- مصدر المخطوط: مخطوطات الأزهر الشريف.
أوله:
" ... فيقول العبد الفقير إلى الله تعالى علي البيومي الشافعي مذهبا، الأحمدي خرقة، هذا شرح لطيف لحكم العارف بالله تعالى سيدي شعيب أبي مدين التلمساني وسميته بالأسرار الخفية الموصلة إلى الحضرة العلية..."
آخره:
" ... وكان الفراغ من كتابة هذا الشرح يوم الأربعاء شهر سفر الخير سنة أربعة وستين وماية وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكي التحية والتسليم وعلى آله وصحبه أجمعين وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..."
رابط التحميل
ترجمة المؤلف:
سيدي علي البيومي (1108 – 1183هـ)
العالم العامل والقطب الكامل شيخ الشريعة والحقيقة وإمام الطريقة ومرشد السالكين ومربي المريدين والملقب بسلطان الموحدين سيدي علي ابن حجازي البيومي الشافعي وينتهي نسبه إلى الدوحة النبوية الشريفة إلي سيدي الحسن المثني ابن الإمام الحسن السبط سيد شباب أهل الجنة وابن الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه زوج سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت خير خلق الله كلهم سيدنا محمد صلي اللهم عليه وعلي آله وصحبه وسلم.
شهرته سيدي علي البيومي نسبا لولادته ببلده "بيوم" وهي إحدى القرى التابعة لمنية غمر (ميت غمر حاليا) التابعة لمحافظة الدقهلية بدلتا مصر وذلك في حدود سنة 1108 هـ، حفظ القرآن الكريم في صغره وتعلم العلم بالأزهر الشريف علي يد شيخه العلامة سيدي عمر ابن عبد السلام التطواني المغربي، وتلقـن الطريقة الخلوتيـة من السيد حسين الدمرداش العادلي وسلك بها مدة ثم أخذ طريق الأحمدية عن جماعـة ثم حصل له جذب ومالت إليه القلوب وصار للناس فيه اعتقاد عظيم، وانجذبت إليه الأرواح ومشى كثير من الخلق على طريقته وأذكاره وصار له أتبـاع ومريـدون، وكـان يعقـد حلـق الذكـر فـي مسجـد الظاهـر خـارج الحسينيـة الذي كان يقيم به هو وجماعته لقربه من بيته.
ورغم أنه كان أحمدياً إلا أنه صار صاحب طريقة مستقلة وأتباع ومريدين وأوراد، والتي سميت من بعده بالطريقة البيومية، وهذا ما يرشدنا إلى اكتمال هذا الولي المحمدي، ولمّا ضاق المقام بسيدي علي البيومي بقريته " بيوم " لكثرة أتباعه ومريديه انتقل إلى حي " الحسينية " بالقاهرة والذي مازال مقامه الشريف هناك ومسجده.
وحي الحسينية أحد أشهر الأحياء الشعبية في القاهرة ومن أقدمها وهو حي له تاريخ ليس في العمارة فقط ولكن في السير الشعبية وفى الثورات والشجاعة فالحسينية عرف بحي الفتوات "فتوات الحسينية"، ومن أبرز منشآت الحسينية جامع الظاهر بيبرس ومدرسة خليل آغا ومصنع الطرابيش الذي أصبح الآن مجرد ذكرى بعد إلغاء لبس الطربوش مع بداية ثورة 1952 يشارك سيدي علي البيومي في هذا الحي من الأولياء الصالحين سيدي على البنهاوي بمقامه الكريم هناك، ولما استطاب المقام لسيدي علي البيومي بحي الحسينية اجتمع الناس حوله لكلامه العال في التصوف، وكـان ذا واردات وفيوضـات وأحوالـه غريبـة.
كتبه ومؤلفاته:
للشيخ رضي الله عنه كُتبا عديدة نذكر منها:
1.شـرح الجامـع الصغيـر.
2. شـرح الحكم لابن عطاء الله السكندري.
3. شرح الإنسان الكامل للجيلي.
4. شرح الأربعين النووية.
5. رسالـة فـي الحـدود.
6. شـرح علـى الصيغـة الأحمديـة.
7. شـرح علـى الصيغـة المطلسمـة للشيخ الأكبر.
8. رسالة في خواص الأسماء الإدريسية.
9. رسالة في تلقين الأسماء السبعة.
10. المنتخب النفيس في الفقه على المذاهب الأربعة.
11. شرح حكم سيدي أبي مدين شعيب التلمساني (مخطوط)... وهو كتابنا اليوم.
12. شرح الأسماء السهروردية.
13. رسالة غريق النور.
14. النور الساطع في الاسم الجامع.
15. رسالة التنزيه المطلق.
وغيرها من المؤلفات العظيمة التي لا يتسع المقام لسردها....
وله أيضا منظومة في أسماء الله الحسنى وتقع في حوالي ستين بيتاً من النظم الشعري، تدل على مدى تبحر الرجل في علمي الشريعة والحقيقة ومنها:
تباركت يا الله يا دائم العـطــا *** أقمنا على التقوى وبالرشد قونـا
بذاتك بالسر المصون بما حـوى *** بأسمائك الحسنى دعونا ربـنـا
بنقطة أصل بالفناء وبالبـقــاء *** بمخفي كنز فيك أن تخلق الدنـا
بأوصافك العليا وأسرارها التـي *** ينال بها الداعي المقاصد والمنـا
فيا من هو الله الذي ليس غيـره *** إلهاً ورحمانا رحيماً تــولـنـا
من الملك القدوس أرجـو تخلصاً **** عن النقص سلم يا سلام ووقنـا
ويا مؤمن في الحشر أمن مخافتي *** ودبر أموري يا مهيمن واهـدنـا
ومن كراماته "ما ذكر الجبرتي" حيث قال أنه كان يُتَوِّب العُصاة من قطاع الطريق وغيرهم ويردهم عن حالهم فيصيرون بقدرة قادر مريدين له ومنهم حتى من صار من السالكين، وكان تارة يربطهم بسلسلة عظيمة من حديد في عمدان مسجد الظاهر وتارة بالشوك في رقبتهم يؤدبهم بما يقتضيه رأيه.
وكان إذا ركب ساروا خلفه بالأسلحة والعصي وكانت عليه مهابة الملوك وإذا ورد المشهد الحسيني يغلب عليه الوجد في الذكر حتى يصير كالوحش النافر في غاية القوة فإذا جلس بعد الذكر تراه في غاية الضعف.
ولما كان بمصر مصطفى باشا مال إليه واعتقده وزاره فقال له: إنك ستطلب إلى الصدارة في الوقت الفلاني فكان كما قال له الشيخ، فلما ولي الصـدارة بعـث إلـى مصـر وبني له المسجد المعروف به بالحسينية وسبيلًا وكتابًا وقمة وبداخلها مدفن للشيخ علي على يد الأمير عثمان أغا وكيل دار السعادة.
وفاته:
توفي رضي الله عنه سنة 1183هجرية ودفن بمسجده العامر بالحسينية بمدينه القاهرة وكانت جنازته في مشهد عظيم وصُليَ عليه بالأزهر الشريف رضي الله عنه وألحقنا الله به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
من حكمه وأقوله:
- حرام علي قلب عرف الله أن يسكن إلي غيره.
- الوصول إلي الله بدوام الذكر وصحبة أهله.
- كن بمراد الله لا بمرادك.
- اطرح الدنيا علي أربابها وأقبل علي مولاك بعدم الاشتغال بأسبابها.
- أنوار الربوبية لا تشرق إلا لمن طهر ظاهره من المخالفات وعمر باطنه بالمشاهدات.
بوركت سيدي الفاضل على هذه الترجمة الجميلة لسيدي علي البيومي قدس الله سره ونفعنا الله بعلومه آمين وشكرا كذلك لكل شعب الجزائر الطيب
ردحذفبارك الله فيكم
ردحذفبارك الله فيكم ونفع بكم
ردحذفالسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ردحذفلو سمحتم انا نسبي يمتد الي جدي علي البيومي
واسمي محمد عبد الحليم علي محمد احمد احمد مصطفي هاشم
ممكن تفيدوني بالباقي لو سمحتم