بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- كتاب: شمال أفريقيا في الماضي، والحاضر، والمستقبل.
- تصنيف: أمين شاكر - سعيد العريان - مصطفى أمين.
- طباعة ونشر: دار المعارف ج.مصر العربية.
- تاريخ الإصدار: 1954م.
- سلسلة: اخترنا لك - تصدرها مجموعة الوعي القومي العربي.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.
رابط التحميل
نبذة من مقدمة الكتاب:
"يشتمل شمال أفريقيا في التعبير الجغرافي المنطقة المُمتدة من قناة السويس شرقا إلى جبال أطلس المشرفة على المحيط غربا، وتظم خمس وحدات أساسية هامة هي مصر وليبيا وتونس والجزائر ومراكش، على أن كلمة شمال أفريقيا في اصطلاح أهل التاريخ والسياسة لا تعنى غير الأقطار الثلاثة الأخيرة: تونس والجزائر ومراكش، ويطلق على مجموعها في التاريخ العربي اسم بلاد المغرب، وقد تقسم إلى: المغرب الأدنى والمغرب الأوسط والمغرب الأقصى...
ولهذه البلاد بل لشمال أفريقيا الجغرافي كله ظروف تاريخية متشابهة منذ أقدم العصور، إذ امتزج تاريخها بتاريخ الفينيقيين والقرطاجيين والرومان القدماء، ثم كان الفتح العربي الذي بدأ خطاه في هذه البلاد سنة 22 بعد الهجرة، فحدد لها قوميتها العربية المشتركة التي توصف بها منذ ثلاثة عشر قرنا، فصارت منذ ذلك التاريخ بلادا إسلامية، عربية القلب، واللسان، والدم، لا يفرق بينها وبين غيرها من الأقطار العربية المسلمة إلا الفوارق الطبيعية التي تفرق بين الأخوين تَبَاعَدَ بينهما المكان واختلفت البيئة والمناخ...
... وكان أول من خطا على أرض هذه البلاد من الفاتحين العرب هو عقبة بن نافع الفهري رضي الله عنه، فأظل الأقطار برايته حتى بلغ شاطئ المحيط فاقتحم الماء بقوائم فرسه وهو يقول: (( اللهم ربَّ محمد، لولا أني لا أعلم وراء هذا البحر يابسة لاقتحمت بفرسي هذا الهول الهائج، لأنشر اسمك العظيم في أقصى بقاع الأرض)).
وصدق عقبة لو كان يعلم وقتئذ أن وراء المحيط الأطلسي أرضا أخرى لركب إليها ظهر الماء حتى يبلغ أمريكا... ولكنه لم يكن يعلم إذ كانت مراكش أو ساحلها الغربي بتعبير أدق هي آخر الدنيا يومئذ في الجغرافيا القديمة عند العرب وغير العرب على السواء..."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق