بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- كتاب: نماذج بشرية.
- المؤلف: الشهيد أحمد رضا حوحو العقبي البسكري الجزائري.
- تقديم: الأستاذ الدكتور السعيد بوطاجين.
- السلسلة: كتاب الدوحة.
- الناشر: وزارة الثقافة والفنون والتراث - دولة قطر، سبتمبر 2014م.
- حجم الملف: 2.9 ميجا.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.
رابط التحميل
حول الكتاب:
«نماذج بشرية» هو كتابٌ يحملُ بين طياته أقصوصاتٍ تنطقُ شخوصها بالنبض الواقعي للحياة، فالكاتب يستقي مادته القصصية من الدفتر الواقعي للحياة الإنسانية، ولا ينزع في هذه الأقصوصات إلى الخيال، ولكنه ينتزع من مختلف الطبقات نماذجًا حيةً انتخبها من بين أروقة المجتمع الذي يحيا فيه؛ لكي يمدَّ جسورًا وثيقة الصلة بجذور الواقع، وقد برع الكاتب في تأصيل مفهوم الواقعية بأدواتٍ تنسج الواقع بخيوطٍ من دعائم بنائه؛ فقد جاءت كلماته وشخصياته خير معبرٍ عن المذهب الواقعي في الحياة الإنسانية، فشخصياته القصصية تقوم مقام التوثيق الدرامي الذي يعرض مشاهد الحياة عَبْرَ عروضٍ يجسدها أشخاص ينتمون إلى نسيج الواقعية الأصيل ولا ينفصلون عنه، ولهذا الكتاب منافعه الكثيرة كمدونة عكست تقليداً أدبياً ظهر في شمال أفريقيا في الخمسينات من العقد الماضي، وفي ظل حصار استعماري كاد يقضي علي مقومات الشخصية الجزائرية بعد احتلال دام أكثر من مائة وثلاثين سنة من التعذيب والتقتيل والتدمير والمحو، والكتابة في ذلك الوقت المؤلم في حد ذاتها إنجاز وانتصار كبيران ليس من السهل تحقيقهما، وهنا مَكْمن قوة الأديب الشهيد رضا حوحو رحمه الله.
ترجمة المؤلف:
أحمد بن محمد رضا حوحو العقبي القسنطيني [1910- 1956م]
أديب قاص كاتب مؤلف صحفي شهيد ولد يوم 15 ديسمبر 1910 ببلدة الصحابي الجليل عقبة بن نافع الفهري رضي الله عنه [سيدي عقبة] بمدينة بسكرة الجزائرية، وكان والده شيخ أولاد العربي وكبيرهم، يعتبر أحمد رضا حوحو من رواد الكلمة الشجاعة التي كانت تغتال آنذاك لكونها دعوة إلى ثورة الشعب ويقظة الجماهير. وقد عُرِف عن حوحو الجرأة والصراحة والدعوة إلى التمسك بالشخصية الوطنية في الوقت الذي عمل فيه المستعمر على فرض اللغة الفرنسية على الساحة الجزائرية.
أدخل أحمد إلى الكُتّاب وهو في سن مبكرة شأنه شأن كل الجزائريين. في سنة 1916 ولما بلغ السادسة التحق بالمدرسة الابتدائية، ثم أرسله والده إلى سكيكدة بعد النجاح في الابتدائية ليكمل دراسته في الأهلية عام 1928، ولم يتمكن من متابعة تعليمه الثانوي نتيجة السياسة الفرنسية التي تمنع أبناء الجزائر من مواصلة تعليمهم، ليعود "حوحو" إلى الجنوب ويشتغل في التلغراف بمصلحة بريد سيدي عقبة، وهذا ما زاده معرفة بأسرار الحياة، فكان يلاحظ الفرق البارز بين بيئتين مختلفتين : بيئة صحراوية قروية وأخرى حضرية.
في سنة 1934 تزوج أحمد، وبعدها بسنة هاجر بصحبة أفراد أسرته إلى الحجاز بحراً على ظهر الباخرة «سنابا» وما أن استقر به المقام بالمدينة المنورة حتى التحق بكلية الشريعة لإتمام دراسته، في سنة 1937 نشرت له مجلة الرابطة العربية أول مقال له بعنوان "الطرقية في خدمة الاستعمار، في سنة 1938 تخرج من كلية الشريعة بالمدينة المنورة متحصلاً على أعلى الدرجات، وذلك ما أهَّله إلى أن يعيَّن أستاذا بالكلية نفسها، في نفس السنة عينته مجلة المنهل سكرتيرا للتحرير وبعد عامين استقال من منصبه وانتقل إلى مكة المكرمة، وهناك اشتغل موظفاً في مصلحة البرق والهاتف بالقسم الدولي، واستمر في هذه الوظيفة إلى أن عاد إلى الجزائر سنة 1946 بعد وفاة والديه، وبعد عودته إلى الوطن انضم لجمعية العلماء المسلمين وأصبح عضواً فعالاً فيها، وعيِّن مديراً لمدرسة «التربية والتعليم» التي كان الشيخ ابن باديس قد أسسها بنفسه، وبقي فيها ما يقارب سنيتن، ثم انتدب لإدارة مدرسة «التهذيب» بمدينة «شاطودان» التي تبعد عن قسنطينة بحوالي 50 كيلومتر ولم يمكث فيها إلا مدة قصيرة ليعود مجدداً لقسنطينة ليشغل منصب الكاتب العام لمعهد ابن باديس، وفي 25 سبتمبر من 1946 نشر أول مقال في البصائر بعد عودتها إلى الصدور تحت عنوان (خواطر حائر).
وفي سنة 1948 انتخب عضو في المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. في سنة 1949 وفي الأسبوع الثاني من شهر ماي شارك في مؤتمر باريس الدولي للسلام حيث مثل الجزائر خير تمثيل، وفي 27 أكتوبر قام بإنشاء جمعية المزهر القسنطيني ومن خلالها كان يعرض مسرحيات مثل: ملكة غرناطة، بائعة الورود، البخيل.
في 15 ديسمبر 1949 أسس مع جماعة من أصدقائه جريدة الشعلة وتولى رئاسة تحريرها، وأصدر خمسين عدداً منها، وكانت قاسية في مخاطبة المناوئين لجمعية العلماء. وقد جاء في افتتاحية العدد الأول منها أنها «ستكون سهاماً في صدور أعدائك وقنبلة متفجرة في حشد المتكالبين عليك».
كما كانت له ترجمات للأدب الفرنسي، دون أن نغفل جانباً مهماً في نشاطه الفكري ويتمثل في القصص القصيرة حيث يعتبر «أحمد رضا حوحو» رائد القصة القصيرة الجزائرية، فله بعض القصص، منها: «يأفل نجم الأدب»، و«ابن الوادي»، و«الأديب الأخير»، و«غادة أم القرى»، و«مع حمار الحكيم».
بعد اندلاع الثورة التحريرية وفي سنة 1955 نشر مجموعته القصصية نماذج بشرية ضمن سلسلة كتاب البعث التونسية. ظل «حوحو» يمارس عمله بمعهد ابن باديس، ولكن ذلك لم يمنع شكوك رجال الشرطة الفرنسيين الذين اعتقلوه في أوائل 1956 وهددوه بالإعدام باعتباره مسؤولاً عن كل حادث يحصل في المدينة.
في 29 مارس 1956 اغتيل محافظ الشرطة بقسنطينة واعتقل حوحو من منزله على الساعة السادسة مساء ذلك اليوم ليعتقل بسجن الكدية، ومنه حُوِّل إلى جبل الوحش المشرف على مدينة قسنطينة وتم إعدامه هناك، وبعد استقلال الجزائر وجد جثمانه برفقة ثمان جثث أخرى مدفونة بشكل جماعي في حفرة واحدة بوادي حميمين ليعاد دفن رفاته بمقبرة الشهداء بالخروب، كان «أحمد رضا حوحو» شهيد النضال، نضال الكلمة والوطن، حين حمل أمانة الثورة بنوعيها الاجتماعي والسياسي، وخط لأدب جزائري خاص.
مؤلفاته:
طبع حوحو في حياته أربعة كتب تتمثل فيما يلي:
1- غادة أم القرى: طبعت سنة 1947 بالجزائر وهي رواية مهمة في عهده حيث تعد أول رواية باللغة العربية في تاريخ الأدب الجزائري.
2- مع حمار الحكيم: طبع سنة 1954 بالجزائر يضم مقالات تعالج الوضع الاجتماعي بأسلوب قصصي ساخر.
3- صاحبة الوحي: طبع سنة 1954 بالجزائر وهي عبارة عن مجموعة قصصية تعالج مسائل اجتماعية وعاطفية.
4- نماذج بشرية: طبع سنة 1955 بالجزائر وهو في النقد والأدب، يعرض فيه صورا متنوعة من أصناف الجنس البشري.
*.*.*
وفي سنة 1989 أعادت دار موفم للنشر بالجزائر ضمن سلسلة الأنيس نشر رواية غادة أم القرى مع مجموعة صاحبة الوحي وكتاب نماذج بشرية، الكل مُصّدر بمقدمة للدكتور واسيني الأعرج ومقدة أخرى للأستاذ أحمد بوشناق.
أما آثار حوحو المخطوطة فتتمثل في كتابين وعدد وافر من المسرحيات.
1- في الأدب والاجتماع يضم عددا من المقالات الأدبية والقصائد الشعرية والقصص المترجمة عن الأدب الفرنسي، نشر بعضها في مجلة المنهل السعودية، الكتاب يتكون من 160 صفحة، وقد وضع حوحو مقدمته بالحجاز سنة 1943.
2- عشر سنوات في الحجاز: يبدوا من عنوانه انه عبارة سيرة المؤلف في الفترة التي قضاها في الحجاز من سنة 1935 إلى سنة 1945.
ولرضا حوحو العديد من المسرحيات نذكر منها:
1- مريض الوهم ترجمها عن موليير من الفرنسية لتقوم جمعية المزهر القسنطيني بتمثيلها.
2- البخلاء الثلاثة.
3- بائعة الورد: مأساة في خمسة فصول.
4- صنيعة البرامكة أو المأمون بت الرشيد: في ثلاثة فصول تم تمثيلها بقسنطينة سنتي 1947 و1950.
5- البخيل أو سيدي شعبان.
6- دار الشرع أو دار الخصومة: في ثلاثة فصول.ذ
وقد ذكر الدكتور عبد الملك مرتاض أن تراثه المسرحي بلغ ثمانية عشر مسرحية، وقد مثل بعضها على خشبة المسرح في الإذاعة الجزائرية المسموعة.
المراجع:
معجم أعلام الجزائر ص: 129 – معجم مشاهير المغاربة ص: 179، نفح الأزهار عما في مدينة قسنطينة من الأخبار ص: 166، و معجم أعلام بسكرة ص: 64، للأستاذ الدكتورعبد الحليم صيد حفظه الله، وفنون النثر الأدبي في الجزائر ص: 491.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق