العلامة الولي الصالح الشيخ الشاذلي شيخ الزاوية القادرية ببسكرة (الجزائر)
مولده ونشأته ونسبه الشريف:
هو العارف بالله الولي الصالح الشيخ سيدي الشاذلي بن عبد القادر بن علي بن احمد بن علي بن المسعود الشريف ينحدر نسبه من سيدي محمد بن عبد الله الملقب "نائل رضي الله عنه" الذي ينتهي نسبه إلى سيدنا الحسن بن علي كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء رضي الله عنهما، ولد الشيخ بتبرقدة ولاية خنشلة خلال 1923م، حيث كان جده الشيخ علي قاضيا شرعيا بها، كان الشيخ من عائلة بسكرية محافظة وعريقة تمتاز بالعلم فوالده الشيخ الفقيه عبد القادر الشاذلي كان قد ولي منصب القضاء بكل من قسنطينة، بسكرة و طولقة خلفا لوالده الذي كان يشغل المنصب ذاته، بدأ الشيخ الشاذلي مشواره التعليمي بقراءة القرآن الكريم بمسجد سيدي بلحيواني بباب الضرب ببسكرة القديمة على يد الشيخ علي النائلي وكذا الشيخ محمد الأخضر، كما زاول دراسته في العلوم الشرعية واللغوية بمسجد الصحابي الجليل عقبة بن نافع رضي الله عنه على يد الشيخ عبد الغني الشاذلي والشيخ الشهيد خالد بن شباح وهما من علماء المنطقة وفي السياق ذاته قرأ رسالة أبي القيرواني على يد الشيخ العلامة أبي بكر بن رحمون، حيث تتلمذ على يد شيخه وصهره العلامة الشيخ علي موسى العقبي المترجم له في كتاب ''معجم أعلام الجزائر'' لعادل نويهض.
شيخه في السلوك و التربية الروحية:
أخذ الأوراد عن الشيخ العارف بالله العلامة سيدي محمد بن موسى حسنين الأب الروحي للجماعة القادرية ببسكرة، وهو من أحفاد غوث الله الأعظم سيدي أمحمد موسى البسكري قدس الله سره.
أعماله:
من أعماله الجليلة تأسيسه للزاوية القادرية الكبرى بمدينة بسكرة وإعادة فتح فروع لها عبر الولاية، مع استمراره في إلقاء الدروس بالزاوية والقيام على شؤونها.
آثاره ومؤلفاته:
ترك الشيخ مؤلفات عديدة نذكر منها :
- شرح مختصر لكتاب "الغنية" لسلطان الأولياء سيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله سره.
- شرح كتاب "وسيلة المتوسلين" للشيخ العروسي رضي الله عنه
- كتاب رؤية الله جل جلاله.
غلاف الكتاب
وكتابه هذا الأخير''رؤية الله جل جلاله'' كان آخر إصدارات الراحل الشيخ الشاذلي، صدر عن دار ''قرفة للطباعة والنشر'' ببسكرة قام بتقريظه الدكتور محمد سعيد البوطي بعدما أبدى موافقته لمحتواه، حيث اعتبره تحفة تضاف إلى المؤلفات النادرة، معتبرا إياه واحدا من العلماء المرشدين الخالصين والمخلصين القلائل في هذا الزمان. من جهته، جاء الكتاب في 77 صفحة وهو عبارة عن تحقيقات علمية شريفة فيما يتعلق برؤية الله والرسول في مختلف الأحوال والأوقات مدعومة بالدلائل العلمية، العقلية والنقلية مستندة إلى أهل السنة والجماعة.
والكتاب يختصر في رؤية الله جل جلاله بالنسبة ليوم القيامة ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم له في الإسراء والمعراج ورؤية المؤمنين لله جل جلاله في المنام بكيفية وبلا تشبيه، معتمدا في ذلك على أدلة جواز رؤيته جل جلاله.
تقريظ العلامة البوطي للكتاب
الإصدار الجديد عرف اهتمام أهل العلم ورجالات الدين على غرار الدكتور أبو شهاب الدين محمد حسين أستاد علوم القرآن وعلوم الحديث وأصول الفقه والأدب العربي الحديث والمعاصر بجامعة ورفلة الذي قدم تهانيه للمؤلف الشيخ الجليل بما منّ به الله تعالى عليه من فيوضات ربانية بمناسبة الإصدار الجديد الذي اعتبره هذا الأخير رسالة ربانية منحها الله لعبده التقي الذي أفنى حياته في سبيل إنارة طريق الراشد وخدمة العقيدة الإسلامية الصحيحة في ظل الزاوية القادرية التي تعتبر منارة للطريقة الصحيحة في نشر الإسلام والحفاظ على سيرة السلف الصالح.
فهرس الكتاب
وفاته رضي الله عنه:
ورحل الشيخ الشاذلي الشاذلي عبد القادرعن الحياة يوم الحادي عشر من شهر مايو آذار عام 2010 إفرنجي بمؤسسة استشفائية بعاصمة الزيبان عن عمر ناهز 87 عاما إثر مرض ألم به، وري جثمان الشيخ بمقر الزاوية القادرية الكائن بعاصمة الولاية و ذلك ليوم الأربعاء عقب صلاة العصر، رحل الشيخ بعد رحلة طويلة قضاها في التقرب إلى الله وتلقين علمه لمُرِيديه كرائد في علم التربية الروحية، مساهما في إصلاح المجتمع ومد يد العون من خلال أعماله الخيرية المتواصلة.
رضي الله عنه وأرضاه وتغمده برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته في أعلى الدرجات مع المقربين والشهداء والصالحين و حسن أولئك رفيقا.
هوامش/
بسكرة: أو عروس الزيبان كما يلقبونها ، تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من الجزائر تبعد عن عاصمة البلاد بي 400 كلم ، يحدها من الشمال كل من ولاية باتنة ومن الشمال الغربى ولاية المسيلة ومن الشمال الشرقي ولاية خنشلة ومن الغرب ولاية الجلفة و من الجنوب ولاية الوادي .
تاريخها غني عن التعريف, فهي مهد للحضارة و العلم و الثقافة عبر العصور و مركز لإشعاع الديني و السياحي الفاتن, فبالماضي التاريخي و البطولي الحافل بالتضحيات و الجهاد المقدس ومنذ الأزل كانت بسكرة همزة وصل بين الشمال و الجنوب ومعبراً سياحيا جد هام, إذ باتت تزخر بموقع إستراتيجي تألقت فيه ثرواتها ومؤهلاتها،بسكرة تلك النجمة الساطعة في أفق الصحراء الشاسعة عروس تحلت بجواهر الزيبان, بوابة الأجيال والأفكار, مسلك لأهم مناطق الجنوب, من هنا نشأ المفكرون ومن هنا بدأت العبقريات وتجلت في طبيعتها قدرة الخالق.
الآثار الإسلامية:
تتمثل في المزارات والمساجد, أهمها:
1) مسجد وضريح الفاتح المعروف الصحابي الجليل سيدي عقبة بن نافع الفهري رضي الله عنه - ذلك المُركب الإسلامي ذو الطابع العمراني المتميز،" الواحة"- و هي مزارة تضم 314 شهيد من خيرة جيش عقبة بن نافع استشهدوا أمام حصن تهودة وتحتوي أيضا على تحف ذات قيمة تاريخية,باب المسجد الذي يزيد تاريخه عن ألف سنة,نقائش عربية على الحجر من الحقبة الأولى للفتح الإسلامي للمنطقة,أقدم نقشية عربية غير منقوطة.
2) مزار سيدي خالد:
المعروف لدى بعض المؤرخين بـ: خالد بن سنان العبسي أو بالنبي الذي ضيعه قومه فلقد جاءت سيرة هذا النبي في أحاديث كثيرة ومتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم ونحن لسنا بصدد البحث عن ذلك فقط للإشارة ... وضريحه لا يزال قائما يُعّد من أهم المزارات في الجزائر بالمنطقة المسماة باسمه أي "سيدي خالد" من عمالة بسكرة.
3) بالإضافة إلى عدة زوايا ومساجد عتيقة تعتبر رموز للمنطقة...
أهمها:
مقام ومسجد سيدي محمد بن عزوز البرجي (برج بن عزوز)- زاوية ومقام الشيخ سيدي علي بن عمر( الزاوية العثمانية) بـ: طولقة - مقام سيدي زرزور (بسكرة)- مقام سيدي عبد الحفيظ الخنقي (الخنقة)- مقام سيدي عبد الرحمان الأخضري (بنطيوس المخادمة) - باب المسجد مهدي سيدي عبد الرزاق- الزاوية المختارية بــ:أولاد جلال- مسجد سيدي مبارك بخنقة سيدي ناجي... وتضم أغلب هذه المساجد والزوايا مخطوطات في مختلف مناهل العلوم.
رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه و ان شاء الله يثبت أجره
ردحذفالسلام عليكم نشكركم على هذه الالتفاتة و المعلومات والله يكثر من امثالك و يسكن الشيخ جوار من خدمهم واحبهم وصدقهم الهم صلي على سيدنا محمد وسلم تسليما.
ردحذفرحمه الله واسكنه فسيح جنانه
ردحذف