بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تعريف موجز بشخصية الشيخ عبد الرحمن الأخضري :
* ـ اسمه ونسبه :
هو العلامة الجزائري أبو يزيد عبد الرحمن بن محمد الصغير بن محمد بن عامر الشهير بالأخضري, مالكي المذهب, اشعري العقيدة ويعد من علماء البارزين, وعلما من أعلام الجزائر في القرن العاشر الهجري (10هـ) 1.
* ـ مولده ونشأته :
أجمعت جل المصادر على أن مولده في "بنطيوس" نشأ بها في بداية حياته,والتي تبعد عن بسكرة إحدى ولايات الجنوب الجزائري بحوالي ( 30 كم).. وبسكرة - بكسر الباء والكاف أو يفتحها -كما أشار إلى ذلك ياقوت الحموي, حيث عرفها بقوله : "بلدة بالمغرب من نواحي الزاب بينهما وبين قلعة بني حماد مرحلتان, وبينهما وبين طنجة مرحلة" , ووصفها أبو عبيد البكري بكثرة بساتينها ونخيلها , مشيرا إلى أهم القبائل والأمم التي استوطنتها .
وقد كان مولده سنة 920هـ/1514م على أرجح الروايات, إلا أن هناك اختلافا وتضاربا بسيطة في آراء مترجميه, فنجد من بعض من ترجموا له على أن سنة ولادته كانت 918هـ/1514م2 .. ونشير إلى أن هذه السنة استدركها عادل نويهض في آخر معجمه, بعد أن أرخ لمولده في بداية معجمه على أنه ولد في سنة 910هـ/1504م 6 .
غير أن هناك مصادر أخرى لم تطلعنا على تاريخ ولادته ولا تاريخ وفاته, وهذا ما نلحظه في كل من تعريف الخلف برجال السلف, شجرة النور الزكية, معجم المطبوعات العربية والمعربة, دائرة المعارف الإسلامية, واكتفى أصحاب هذه المصادر بالإشارة إلى أنه من أعلام القرن العاشر الهجري, وهذا نظرا لاكتناف الغموض لشخصية الشيخ عبد الرحمن الأخضري .. ففي الحفناوي "لم أطلع على ما ترجمته" 7 وفي دائرة المعارف الإسلامية" مؤلف عربي لم نعرف عن حياته شيئا" 8 .
فالخلاف حول ميلاه ليس لافا كبيرا كما هو جلي لدى العام والخاص, لكن إذ رجعنا إلى منظومته المسماة بـ"السلم المرونق" تأكدت لنا الرواية الصحيحة حول تاريخ ميلاده, إذ يقول في نظمه هذا : 9 .. ولبني إحدى وعشرين سنة معذورة مقبولة مستحسنة لا سيما في عاشر القرون ذي الجهل والفساد والفنون وكان في أوائل المحرم تأليف هذا الرجز المنظم من سة إحدى وأربعين من بعد تسعة من المئينة، ومن هنا ندرك كل الإدراك على أن ولادته كانت سنة 920هـ على أصبح الروايات المذكورة أنفا, وربما هذا الرجز هو اعتمده بعض المؤرخين كمعيار أو كسند رسمي في إثبات سنة ولاته 10 .
لقد نشأ الشيخ عبد الرحمن الأخضري نشأة علمية تميزت بالعلم والصلاح, فساعده محيطه على أن يتبوأ من العلم مقعدا مرموقا شغوفا, على حب العلم مسخرا حياته للعلم وحده .
ونلمس ذلك من خلال والده محمد الصغير الذي اكتنفه بالرعاية والتعليم والتربية والتهذي, ساعده في ذلك فطانته وذكاؤه ومنثم حرصه على المعرفة منذ حداثة سنه, إما بالاجتهاد والمثابرة وإما بالمطالعة والمذاكرة في شتى الفنون, فجمع بين العلوم العقلية والنقلية منها حدا سواء, يقول سركيس" عالم زاهد مرع ذو قدم راسخ في المعقول والمنقول" 11
ومن خلال رحلاته التي اكتسبت نضجا وإدراكا, سفره إلى تونس وبالضبط بجامع الزيتونة ليكتمل المراد, فقد كان احتكاكه بالعلماء ومجالسته لهم, أثر بالغ على شخصيته فراح ينهل علمه وبسرخه من مشارب مختلفة جعلته ملما بالمعرفة, منكبا على فهمها واستيعابها, وما لبث أن عاد إلى بنطيوس ليشد الرحال مرة أخرى إلى قسنطينة, لما كانت تزخر به من جهابذة العلماء آنذاك فالتقى بعلمائها وتدارس معهم وأخذ عنهم, بعدها رجع إلى بنطيوس واستقر بها وجعل من الزاوية التي أسسها جده "محمد بن عامر" مدرسة علمية ذات إشعاع علم ساطع نوره في الآفاق حيث اعتكف على التدريس وتلقين دروس العلم للطلبة وتخريج العلماء فكانت بحق أكبر مدرسة علمية يشيدها الشيخ عبد الرحمن الأخضري وتجلب أنظار العديد من طلاب العلم, فراحوا يتوافدون من كل فج عميق من بقاع القطر, فكانت تصله الوفود الكثيرة فمثلا من نواحي: وادي ريغ (بضواحي المغير) من جهة الجنوب ومن قسنطينة ونواحيها, وكل من كانت له رغبة في تحصيل العلم .
وقد حببت الخلوة إلى الشيخ الأخضري فكان زاهدا عاكفا على العبادة, فكان يصول ويجول من حين لآخر إلى الجبال القريبة من بلدته التي كان يجد بها الراحة التامة, والزيادة على شعوره بالصفاء الروحي ونه, وتأمله في قدر الله تعالى .. وهو ما كان مدعاة له في التأليف بعض مصنفاته, ومن هذه الجبال التي كان يأوي إليها الشيخ عبد الرحمن الأخضري جبل "أحمد حدو" الذي هو جزء من سلسلة جبال الأوراس المشرفة على الصحراء, جبل "عياض" وهو أيضا من جبال الأوراس, إضافة إلى الهضاب العليا بسطيف والتي كانت تشكل مكانا خصبا للانعزال والخلوة .
وكما سبق ذكره آنفا أن هذه الأماكن كانت دافعا أساسيا لتأليف عددا من اكتسب مثال الدرة البيضاء التي ألفها بجبل أحمد حدو, واتم شرح علم البيان من كتابه الجوهر المكنون** بجبل عياض, حيث نجده يقول في شرحه : "وكان الفراغ من هذا الفن عشية الجمعة المباركة آخر يوم من ربيع الثاني عام اثنين وخمسين وتسعمائة ببعض بلاد جبل عياض" 12 .
* ـ شيوخه وتلاميذه :
إن موسوعية الشيخ سيدي عبد الرحمن الأخضري, وتطلعه في علوم شتى وحبه للعلم والمعرفة جعلته يتطلع إلى أفق أوسع وأشمل من سابقيه, فنهل علمه من مجموعة من الشيوخ العلماء, الذين لم تتناول كتب التراجم الجوانب الأساسية من حياة هذا الرجل العلامة, فأكثرها لم يتعرض بإسهاب كبير لشيوخه وتلاميذه, ولم تصرح حتى بأسمائه ولا أسماء من أخذ عنهم ولا أسماء من تتلمذوا أو تخرجوا على يديه .
والواضح أن الشيخ سيدي عبد الرحمن الأخضري قد أخذ علمه على من كانت لهم شهرة واسعة وذيوع كبير في مجال خدمة الثقافة العربية الإسلامية, هؤلاء الشيوخ الذين كان لهم الباع الكبير في تكوين شخصيته وتزويده بكم هائل من علوم عقلية ونقلية كان لها بالغ الأثر في إثراء ملكته العقلية والعلمية أكثر وهو ما جعلها فيما بعد في متناول تلاميذه الذين درسوا عليه .
1- شيوخه :
- والده الشيخ محمد الصغير, أخذ عنه الشيخ سيدي عبد الرحمن الأخضري مبادئ علم الحساب والفرائض مشافهة, حيث تمكن بعد فهمها واستيعابها من نظمها في متن سماه "الدرة البيضاء في أحسن الفنون والأشياء" .
- أخوه أحمد بن محمد الصغير, وهو أكبر إخوته أخذ عنه أمور الفقه والمنطق والبيان ولم يخلف وراءه تأليفا .
- الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الخروبي فقيه ومحدث وصوفي ولد بقرية قرقاش من قرى طرابلس الغرب بليبيا ونشأ بالجزائر سنة959هـ, أخذ عنه الأخضري واستفاد منه وتلقى على يديه ورد الطريقة الشاذلة والزروقية, له رسالة ذوي الإفلاس إلى خواص أهل فاس, والأنس في التنبيه عن عيوب النفس ومزيل اللبس عن آب وأسرار القواعد الخمس, توفي سنة 963هـ 13 .
- الشيخ عبد الرحمن بن القرون أحمد مرابطي قرية لياشنة الواقعة بالقرب من مدينة طولقة استفاد منه الأخضري كثيرا, ودس على يديه 14 .
- الشيخ عمر بن محمد الكماد المعروف بالوزان 15, كان من أكابر علماء قسنطينة, فقيه وصوفي وعالم في المعقول والمنقول, من تأليفه البضاعة المزجاه, وفتاوى في الفقه والكلام, وحاشية على صغرى السنوسي .
* ـ وفاته :
رغم هذا العطاء السخي للشيخ عبد الرحمن الأخضري من تأليف لعدد من المصنفات في شتى العلوم والفنون ورحلات علمية صال وجال من خلالها من أجل تحصيل العلم, وتلك الخلوة والانعزال التي حببت إليه وكانت في بعض الأحيان سببا في تأليف العديد مصنفاته, شاء القدر أن يرحل إلى تلك الدار الأبدية .
غير أن السنة التي توفي فيها في الشيخ عبد الأخضري بدت غامضة بعض الشيء عند أكثر من ترجموا له, حتى أن بعضهم اكتفى بأن وفاته كانت في القرن الخامس الهجري 16وعلى هذا الأساس نلاحظ تباينا واضحا في تحديد سنة الوفاة في حل المصادر التي ترجمت له غير أن الراجح منها هو 983هـ/1575م .. وهو ما ذهب إليه كل من حاجي خليفة والزركلي ومحمد شطوطي, وعادل نويهض فيما استدركه من كتابه معجم أعلام الجزائر, بعدما ثبت له خطوة في السنة التي ذكرناها سابقا .
رغم هذا التباين المتضارب في الآراء حول وفاة الشيخ عبد الرحمن الأخضري إلا أننا نرجح كما سبق ذكره انه عاش إلى بداية الثمانين من القرن العاشر الهجري, فكانت وفاته سنة 983هـ هذه أثناء تواجده بـ"كحال"17, ثم نقل جثمانه إلى مسقط رأسه بناء على وصيتة أوصى بها تلاميذه أثناء مرضه, دفن - رحمه الله - بجوار "محمد عامر" ووالده الصغير "أحمد بن محمد الصغير", ولا يزال ضريحه قائما إلى اليوم بزاوية جده بقرية "بطنيوس" وزار قبره الحسين الورتلاني 18, حيث يقول : "وقد زرت قبر الشيخ سيدي عبد الرحمن, وله تآليف كثيرة ومفيدة وهو من العارفين بالله تعالى شرقا وغربا" .
يعد الشيخ عبد الرحمن الأخضري من بين أولياء الله الصالحين الذين قال فيهم سبحانه وتعالى : "ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" 19 والذين أفنوا عمرهم في خدمة العلم ثانيا .. وما أحوج بلادنا اليوم لمثل هؤلاء الرجال العلماء العظام الذين يرجع لهم الفضل الكبير في نشر كثير من فنون العلم التي اندثرت زمنا وعادت إلى الوجود بفضل الله ثم بفضلهم .
* ـ مؤلفاته :
مؤلفات الأخضري تزيد عن العشرين مؤلفا بين متن وشرح أو تربو عن الثلاثين كما جاء ذلك في مقال للمهدي البوعبدلي20منها ما هو مطبوع طبعات قديمة أو حديثة، ومنها ما هو مخطوط ينتظر الطبع ومنها ما تعرض للضياع والتلف .
1- الجوهر المكنون في الثلاثة فنون :
عبارة عن متن يحوي علوم البلاغة من بحر الرجز يقع في 291 بيتا وعليه شروح منها شرح الأخضري نفسه وهو شرح بالغ الأهمية 21 .
2- السراج في الهيئة :
وهو عبارة عن نظم من البحر الطويل موضوعه علم الفلك : نظمه سنة (939هـ) وهو ابن تسعة عشر سنة وجاء فيه :
- أقول وفضل النفس في الصدر أوقع .
- ولولا امتياز الحوض ما غاب ورده .
- وقد جعل الله الكواكب زينته .
- وفيها رجوم للشياطين كلما .
- وفي الحق ما يخفر إليه ويسمع .
- ولولا ارتواء الروض ما كان يقرع .
- تروق عيون الناظرين وتقرع .
- أرادوا استراق السمع كفوا وزعزعوا .
وقد قام بشرح هذا النظم تلميذه عبد العزيز بن أحمد بن المسلم، وهو شرح مفيد، كما قام بشرحه أيضا سحنون بن عثمان الميدوي الونشريسي وسمى شرحه"مفيد المحتاج في شرح السراج" 22 .
3- الدرة البيضاء في أحسن الفنون والأشياء 23 :
أرجوزة في التروكات والحساب نظمها سنة 940هـ، وهو ابن عشرين سنة، يوم كان تلميذا على يد والده، وكان الفراغ منها في شهر رمضان سنة 947هـ24، ويحتوي على خمسمائة بيت، يقول في مستهلها :
- الحمد لله العظيم الوارث .
- هذا وإن أحسن المقاصد .
- فن الفرائض الذي تعلقا .
- فهاك منه ضابطا مهذبا .
- الدائم الفرد القديم الباعث .
- وأحسن الفنون والفوائد .
- بالإرث فلتكن به محققا .
- منظما مختصرا مقربا .
* إلى أن يقول فيها:
- سميته بالدرة البيضاء .
- قد احتوى على ثلاثة جمل .
- في أحسن الفنون والأشياء .
- الفقه والحساب ثم العمل .
- وقد قسمها إلى ثلاثة أقسام :
- الأول في الحساب .
- الثاني في الفرائض .
- الثالث في تصحيح الفروض وتوضيح القسمة الصحيحة للتركات .
* ويقول في آخرها :
- وهذه نهاية المراد .
- قد انتهى ما رمته مبينا .
- وقد فرغت من جميع النظم .
- من سنة لأربعين مكملة .
- وإن عنى به عذول منتبه .
- وربنا الهادي إلى الرشاد .
- والحمد لله الذي قد أحسنا .
- بأفضل الشهور شهر الصوم .
- من بعد تسعمائة محصلة .
- فلبني عشرين عذر متجه .
بدأ الخولف بشرحها غير أنها سرقت منه، ثم أعيدت إليه فشرح منها القسم الثاني فقط ويشير إلى ذلك الأستاذ أبو القاسم سعد الله بقوله:"كان الأخضري قد بدأ الشرح ثم سرقت منه النسخة لكن أعيدت له بعد مدة، والمعروف أنه أكمل شرح القسم الثاني على الأقل، أما الأول فليس من المؤكد أنه هو الذي شرحه، وكذلك القسم الثالث"25 ولكن أتم شرحها أبو محمد عبد اللطيف المبيح 26 .
ونشير إلى أنها طبعت مع الشرح سنة 1325هـ بمطبعة التقدم مع حاشية لعبد المنعم الدمنهوري .. وحاشية أخرى لعبد الله بن محمد الدرقاوي 27 .
4- أزهر المطالب في علم الإسطرلاب 28 في هيئة الأفلاك والكواكب :
وهي أرجوزة نظمها سنة 940هـ وهو ابن عشرين سنة، يبدؤها بقوله :
ـ الحمد لله الذي قد خلقا .. وزانها بزينة الكواكب .. سبع سموات طباقا طبقا .. بادية في الشرق والمغارب .
* إلى أن يقول :
ـ فهذه رسالة مهذبة .. باسطة للفن بإسطرلاب .. سميتها بأزهر المغالب .. فالعلم بالأفلاك والنجوم .. أعني الذي يفيد في الأوقات .. وإنه يليق بالعباد .. مفيدة وجيزة مقربة على بساط الحق والصواب .. في هيئة الأفلاك والكواكب .. على شرف ليس بالمذموم .. كالفجر والأسمار والساعات .. حين قيامهم إلى الأوراد .
* ويختمها بقوله :
ـ وهاهنا انتهى بنا الكلام .. في المقصد الحمود والسلام .
5- شرح السنوسية :
وهو كتاب في شرح الصغرى السنوسية في العقيدة وتسمى أيضا بأم البراهين 29 .
6- السلم المرونق :
وهو عبارة عن متن في علم المنطق من بحر الرجز نظمه سنة 941هـ وهو ابن إحدى وعشرين سنة .. ويحتوي على مائة وثلاث وأربعين (143) بيتا، يقول في بدايته :
ـ الحمد لله الذي قد أخرجا .. وحط عنهم من سماء العقل .. حتى بدت لهم شموس المعرفة .. نتائج الفكر لأرباب الحجا .. كل حجاب من سحاب الجهل .. رأوه خدراتها منكشفة .
* إلى أن يقول في حد المنطق :
ـ وبعد فالمنطق للجنان .. فيعصم الأفكار عن عي الخطا .. فهاك من أصوله قواعدا .. سميته بالسلم المرونق .. نسبته كالنحو للسان .. وعن دقيق الفهم يكشف الغطا .. تجمع من فنونه فوائد .. يرقى به سماء علم المنطق .
* ويقول في آخر هذا النظم :
ـ وكان في أوائل المحرم .. من سنة إحدى وأربعين .. تأليف هذا الرجز المنظّم .. من بعد تسعة من المئتين 30 .
نشير إلى أن نظم السلم قد ترجم إلى الفرنسية من طرف الأستاذ " دومنيك لوسيان "حيث عمل هذا الأخير على تنشيط التعليم الفرنسي بالجزائر وساهم في ترجمة الكتب العربية ابتداء من سنة 1894م وقد قام بترجمة الدرة البيضاء في الفرائض لعبد الرحمن الأخضري أيضا، والعقيدة للسنوسي وجوهرة التوحيد لابراهيم اللقابي .. وكان ضمن مقررات برامج التعليم في الأزهر (كتاب السلم) .
* ـ غرضه من تأليف السلم :
يتضح لنا ذلك جليا من خلال ما جاء في المقدمة حيث يقول : "فلما وضعت الأرجوزة المسماة بالسلم المرونق، وجاءت بحمد الله جملة كافية، ولمقاصد من فنها حاوية، راودني بعض الإخوان من الطلبة أكرمهم الله المرة بعد المرة أن أضع عليها شرحا مفيدا يبث ما انطوت عليه من المعاني ويشيد ما تقاصر فيها من المباني، فأسميته لذلك طالبا من الله تعالى حسن التوفيق إلى مهاجع التحقيق" 31 .
ويذكر تواضعه في ذلك قائلا : "وإن كنت لست أهلا لذلك ولكني حملني عليه تفاؤلي ولم أضعه لمن هو أعلى مني بل لأمثالي من المبتدئين ..." 32 .
ــ وإضافة إلى شرح الأخضري لنظمه هناك شروحات أخرى منها :
أ- شيخ الشيخ أبو راس الناصر المعسكري (ت 1192هـ) : المسمى "القول المسلم في شرح السلم" 33 .
ب- شرح الشيخ أبو عبد الله محمد بن خليفة (ت 1094هـ) .
ج- شرح الشيخ أحمد بن عبد المنعم بن يوسف الدمنهوري (ت 1192هـ) : المسمى" إيضاح المبهم في معاني السلم" 34 .
د- شرح الشيخ أبو عبد الله محمد الصالح بن سليمان العيسوي الزواوي (ت 1243هـ) .
هـ- شرح الشيخ الحسن الدرويشي القوسني (ت 1254هـ) 35 .
و- شرح الشيخ أحمد عبد الفتاح بن يوسف المجيري .
ي- شرح الشيخ أبو عثمان سعيد بن إبراهيم قدورة (ت 1066هـ) 36 .
ــ كما نجد العلامة الشيخ الأخضري يضع فهرسة محكمة لشرحه تتمثل فيما يلي :
- فصل في جواز الاشتغال به (المنطق) .
- أنواع الحكم الحادث .
- أنواع الدلالة الوضعية .
- فصل في مباحث الألفاظ .
- فصل في بيان نسبة الألفاظ للمعاني .
- فصل في بيان الكل والكلية والجزء والجزئين .
- فصل في المعرفات .
- باب في القضايا وأحكامها .
- فصل في التناقض .
- فصل في العكس والمستوى .
- باب في القياس .
- فصل في الأشكال .
- فصل في القياس الاستثنائي .
- لواصق القياس .
- أقسام الحجة .
- خاتمة .
7- منظومة في قواعد الإعراب على كتاب مغني اللبيب 37 لم يرد ذكرها في جل المصادر 38 وجاء في مقدمتها :
ـ هذا بحمد الله نظم سهل .. معتمدا على كتاب المغني .. مورده للطالبين سهل .. لابن هشام تنسيج هذا الفن .
8- الدرة البهية في نظم الأجرومية :
وهي عبارة عن نظم للأجرومية في النحو، 39 نظمها سنة 981هـ وعدد أبياتها مائة وسبعون (170) بيتا يقول في بدايتها :
ـ قال الفقير ناظم الأوزان .. مصليا على رسول الله .. الأخضري عابد الرحمن .. وآله ذوي الهدى والجاه .
* ويقول في ختامها :
ـ تم بحمد الله ما قصدنا .. سميتها بالدرة البهية .. وكان في محرم الحرام .. في عام إحدى وثمانين سنة .. أبياتها يا سائلا قد وجدت .. من نظم هذه التي أوردنا .. فهي لما في أصلها نحوية .. بدءا وختما لذا النظام .. من بعد تسعمائة مستحسنة .. سبعين بعد مائة قد رسمت 40 .
نشير إلى أن هناك نظما آخر للأجرومية للشيخ العمريطي (ت970هـ)، أسماه أيضا الدرة البهية في نظم الأجرومية، يقول في مطلعها41 :
ـ الحمد لله الذي قد وفقنا .. ويقول في آخرها .. نظم الفقير الشرف العمريطي .. للعلم خير خلقه وللتقى .. ذي العجز والتقصير والتفريط .
9- الفريدة الغراء :
هي عبارة عن نظم في العقيدة نفيس جدا 42 .
10- القدسية:
عبارة عن نظم في آداب السلوك وتسمى المنظومة القدسية في طريق السنة، نظمها في سنة 944هـ وهو ابن أربع وعشرين سنة وتحتوي على ستة وأربعين وثلاث مائة (346) بيتا يتناول فيها المسائل المتعلقة بالتصوف في تطهير النفس والروح وما يتعلق بمجتمعاتنا من اتباع البدع والخرافات. وقد تأثر بها عبد الكريم الفكون واستشهد ببعض أبياتها في كتابه منشور الهداية .. له قصائد عديدة في التصوف أعظمها القدسية43 يقول في بدايتها :
يقول راجي رحمة المقتدر ويواصل في تعريفها قائلا :
ـ فهذه الجوهرة النفيسة .. دائرة التطهير والكمال .. شيئان مهما حجاب ظاهر .
*ويقول في تمامها :
ـ ثم صلاة الله كل حين .. محمد سلطان أهل الحضرة .. في أربع وأربعين قد نجز .. المذنب العبد الذليل أخضري .
بالأصل في الدائرة القدسية ... عن ذاك الاتصال .. وباطن في النفس أي ساتر .. على أجل من التي بالدين .. وآله أجل كل زمرة .. من عاشر القرون قل هذا الرجز .
لم يتعرض الأخضري لشرحها، يقول أبوالقاسم سعد الله:"لا نعرف أن الأخضري قد شرحها رغم شهرته بشرح منظوماته بنفسه"44وهناك من تعرض لشرحها :
- كالشيخ الحسين بن محمد السعيد الورتلاني صاحب الرحلة الورتلانية (ت 1193هـ) المسمى"الكواكب العرفانية والشوارق الأنسية في شرح ألفاظ القدسية" .
- الشيخ الحسين بن مصباح المسمى" تحفة المستمع والقاري في شرح قدسية الأخضري" .
11- مختصر في فقه العبادات :
وهو عبارة عن متن اشتهر باسمه "مختصر الأخضري" يتعرض فيه إلى مسائل فقه العبادات من طهارة وأقسامها والصلاة وفرائضها وشروطها ويختمه بباب السهو، وهو على المذهب المالكي 45 وعلى المختصر شروح كثيرة :
- شرح عبد اللطيف المسبح المسمى"عمدة البيان في عروض الأعيان"
- شرح عبد الكريم الفكون المسمى"الدرر على المختصر"
- شرح صالح عبد السميع الأبي الأزهري المسمى"هداية المتعبد السالك شرح مختصر الأخضري في مذهب الإمام مالك" .
- شرح أحمد بن يعقوب وهو شرح لطيف ناسخه إبراهيم الزقاق سنة 1160هـ 46
- الشيخ عبد الله بن محمد بن آب، نظم باب السهو، يقع في مائة وتسعة وخمسين (159) بيتا سماه"العبقري في نظم سهو الأخضري" 47 .
12- رسالة في التحذير من البدع :
لم تذكر المصادر محتوى هذه الرسالة، وقد أشار إليها كل من عادل نويهض والحفناوي وشطوطي في كتابه الشيخ عبد الرحمن الأخضري (الكاشف والمنطقي) وربما تكون هذه الرسالة جزءا من منظومته القدسية .
2- مصنفاته الأدبية :
لقد خلف الأخضري وراءه مجموعة معتبرة من القصائد الشعرية المختلفة، في شتى الميادين منها ما هو موجود في بعض الخزائن والمكتبات ينتظر نفض الغبار عنه، ومنها ما اعتبر في حكم المفقود وتعرض للضياع والنهب والسرقة .. غير أنه تغلب على شعره طابع الشعر التعليمي، حيث نجد محمد الطمار يقول : "شعر الأخضري لا يخاطب وجدانا، بل استخدمه للمعاني العلمية، فنجد فيه الحقيقة تسبق الخيال، والطبع يغلب التصنع، والجزالة في غير ضعف ولا غرابة، ومن شعره الذي وصل إلينا :
1- اللامية في مد خالد بن سنان 48.
وهي قصيدة في بحر البسيط، تقع في أربعين بيتا 49 يقول في مستهلها
- سر يا خليلي إلى رسم شغفت به
- خلت مشاهده عزت دوائره
- يلقي الجواهر من يغشى مناكبه
- طوبى لزائر ذاك الرسم والطلل
- ما خاب زائره في الصبح والأصل
- يعطي الكرامة من يأتيه ذا وجل
2- اللامية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم :
وتقع في اثنين وخمسين ومائتين (252) بيتا يقول في مستهلها :
- الله المقتدر الأزلي
- سبحانه جل هو الصمد
- لله الحمد على نعم
- سبحانه جل عن المثل
- الفرد الجبار الأزلي
- منها الإرشاد إلى السبل
كما نجد الأخضري يتعرض في هذه القصيدة إلى إسراء النبي صلى الله عليه وسلم ومعراجه، ويتحدث عن شفاعته، منوها بمحاسنه وفضائله ومشيرا إلى معجزاته ثم يتطرق إلى أحوال النفس وضرورة مخالفتها، والعدول عن الغفلة والإسراع إلى باب التوبة والاستعداد إلى لقاء الله، وفيها يقول :
- ودع الدنيا وزخرفها
- فازهد فيها واقصر أملا
- من آثرها عن آخرة
* ويقول في نهايتها :
- هذي كلمات مشرقة
- نجزت بربيع الآخر من
- وحبائلها ذات الحيل
- فمحبتها رأس الزلل
- مأواه جهنم لم يحل
مشكاة الناس ذوي العمل جمع حجج وقت المثل 50 .
3- التائية النبوية :
هي عبارة عن قصيدة من بحر الطويل تقع في ثلاثين بيتا يقول في بدايتها :
- سري طيف من أهدى فأرق مهجتي
- أيا لائمي في الحب إنك جاهل
- فهذا رحيق لو ظفرت بشربه
- أنوح كما ناح الحمام بوكره
* ويقول في ختامها :
- ويا قمرا بالله إن كنت طالعا
- فسلم على بدر تجلى بأرضها
- وما كدت أنجو من ضناء وعبرتي
- كأنك لا تدري بشأن المحبة
- تجرعت كأسا من كؤوس محبة
- وما حنت الثكلى بوجد ولوعة
على طيبة الزهراء دار الأحبة وبلغ له حزني وشوقي ولوعتي 51 .
4- نصيحة الشباب :
هي عبارة عن قصيدة من بحر الرجز تقع في أربع وعشرين (24) بيتا تتضمن نصائح موجهة إلى شباب عصره يحثهم فيها على تقوى الله وطاعته والامتثال لأوامره والابتعاد عن نواهيه والمبادرة بالأعمال الصالحة يبدؤها بقوله :
- أوصيكم يا معشر الشبان
- إياكم أن تهملوا أوقاتكم
- فإنها غنيمة الإنسان
* ويقول في ختامها :
- وصل يارب على المختار
- ما هبت الرياح في الأمصار
- ما دام ملك الواحد القهار
- عليكم بطاعة الرحمن
- فتندموا يوما على ما فاتكم
- شبابه والخسر في التواني
- محمد شفيع أهل النار
- وغرد الحمام في الأوكار
- مصليا على النبي المختار**
5- قصيدة في ذكر الأولياء والصالحين :
وهي أرجوزة تقع في خمسة وثلاثين (35) بيتا يقول في مستهلها :
- الحمد لله الذي قد خصص
- جعلهم وعاء للعلوم
- أخرجهم للأمر بالمعروف
* ويقول في ختامها :
- تمت بحمد الله ذي الأبيات
- ثم الصلاة والسلام سرمدا
- وآله الغر الكرام الشرفا
- أولي التقى من خلقه وأخلصا
- سيرهم في الأرض كالنجوم
- ونهاهم عن ضده المألوف
- في ذكر أوليائه السادات
على الرسول المصطفى محمدا وصحبه أهل التقى والخلفا 52 .
إنّ تراث الشيخ عبد الرحمن الأخضري تراث خصب كما ونوعا، لا بدّ من مراجعته وتحقيقه ولذا ندعو عامة الباحثين والمؤرخين والمهتمين بالتراث العربي الاسلامي عموما وبالتراث الجزائري المخطوط خصوص ،أن يحوّلوا نظراتهم الثاقبة وأفكارهم النيرة وتوجهاتهم العلمية والعملية إلى الاعتكاف على بعض مؤلفات الشيخ عبد الرحمن الأخضري أو على الأقل التركيز على جانب معين من جوانبها العلمية، ومن ثم دراستها دراسة علمية أكاديمية حتى يتسنى لهؤلاء الباحثين والمؤرخين والمهتمين بهذا الموروث الثقافي التعرف على مدى حقيقة هؤلاء العلماء وكتاباتهم وتأثيرهم وتوجهاتهم العلمية الرامية في غالب الأحيان إلى توصيل رسالة نبيلة وغاية أسمى تتمثل في نشر مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي و أهم علومه التي يمكننا فهمها من خلال كتاباتهم ..
لقد حاولنا في هذا البحث أن نبرز تراث الشيخ عبد الرحمن الأخضري من خلال بعض خزائن المخطوطات والمكتبات في الداخل والخارج وأن نضع شبه جرد لهذه المؤلفات المتواجدة في أنحاء بقاع العالم، لما تكتسيه هذه المخطوطات من أهمية كبرى في حياة الباحث والمثقف الجزائري أو بعبارة أخرى الباحث العربي العلمي والعملي الذي يبحث عن الحقائق التاريخية دوما ويقارنها مع بعضها البعض ومن ثم توظيفها في مجال الحقل العلمي المخصص له .
ونشير في الأخير ولله الحمد والمنة إلى أن مخبر المخطوطات بجامعة وهران استطاع أن يخرج بعضا من هذه المخطوطات إلى النور ويتجلى ذلك من خلال تحقيق الدكتور بن معمر محمد لرحلة المقري المسماة بـ " رحلة المقري إلى المغرب والمشرق "، وكذا مخطوطات الشيخ الطيب المهاجي رحمه الله ووضعها في كتاب كامل تحت عنوان " الآثار العلمية للشيخ الطيب المهاجي "، إضافة إلى تحقيق الأستاذ بوركبة محمد لمخطوط عجائب الأسفار ولطائف الأخبار للشيخ أبي راس الناصر المعسكري .
وهناك المزيد من المخطوطات التي هي في طريق السطوع إلى النور وهذا مرده إلى الله وإلى اجتهاد ثلة من الباحثين والمؤرخين راحوا يبذلون جهودهم العلمية والأكاديمية المثمرة في ميدان المخطوطات التي تهدف في جوهرها إلى الحفاظ والعناية وإنقاذ المخطوطات في كامل التراب الوطني الجزائري خصوصا وتراث الأمة العربية عموما .
-----------------------------------------------------------------------------
* ـ المصادر والمراجع :
1. عادل نويهض,معجم أعلام الجزائر
2. محمد الطمار, تاريخ الأدب الجزائري
3. الحفناوي, تعريف الخلف برجال السلف, ج1
4. أبو القاسم سعد الله, تاريخ الجزائر الثقافي, ج1
5. مولاي بلحميسي, الجزائر من خلال رحلات المغاربة في العهد العثماني
6. شطوطي, الشيخ عبد الرحمن الأخضري"الكاشف والمنطقي
7. رضا كحالة، معجم المؤلفين, ج2
8. إلياس سكريس, معجم المطبوعات العربية والمغربية, ج1
9. عبد الرحمن الجيلالي , تاريخ الجزائر العام, ج3
10. زكي خورشيد إبراهيم زكي, أحمد الشناوي, محمد ثابت الهندي, عبد الحميد يونس, دائرة المعارف الإسلامية, ط1933, ج1
11. عبد الرحمن الأخضري, السلم المرونق في علم المنطق مع إيضاح المبهم للدمنهوري, مطبعة مصطفى الباي الحلبي وأولاده بمصر, دط.
12. عبد الرحمن الأخضري, شرح الجوهر المكنون في الثلاة فنون (آخر البيان)
* ـ المجلات :
"مجلة الأصالة"، ع53 جانفي1978
"مجلة الثقافة"، ع117-118(عدد خاص بالمخطوطات) سنة 1999
* ـ خزائن المخطوطات :
- المكتبة الوطنية الجزائرية، نسخة تحت رقم:137، نسخة رقم: 394، نسخة رقم: 1412.
- المكتبة السلمانية بأسطنبول نسخة عام 1161هـ.
- مكتبة الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة وطبع بالجزائر سنة 1921م.
- خزانة الشيخ البشير محمودي أطلعنا عليها بأنفسنا وهي في حالة جيدة وبخط واضح.
- خزانة الشيخ أبي عبد الله شراك أطلعنا على شروحا منها المخطوطة والحبرية والمطبوعة.
- خزانة زاوية عقباوي بآقبلي دائرة أولف بولاية أدرار تحت اسم: "إرشاد الطالب المعلم إلى معاني السلم، شرح الأرجوزة الأخضرية في القواعد المنطقية". تحت رقم:13
- خزانة ساهل بزاوية أبي نعامة ببلدية آقبلي ، دائرة أولف بولاية أدرار، ناسخها محمد ابن أبي بكر التواتي.
- ثلاثة نسخ الأولى خزانة الشيخ حمو بابا عيسى، غرداية। أكتوبر 2003 تحت رقم:حم54، الثانية حدغ87، حم 54، والثالثة تحت رقم: حم 54. ص: 96.
* ـ الهوامش :
* أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية بجامعة وهران . الجزائر
** لقد تناول هذا البحث بالضرح والتحليل أستاذنا وزميلنا الأستاذ بقدار الطاهر، تحت عنوان: شرح الجوهر المكنون في الثلاثة فنون، لعبد الرحمن الأخضري، رسالة الماجستير المخطوطة، وهران، تحت إشراف أ. د.حبار المختار، ط2003.
1 عادل نويهض,معجم أعلام الجزائر, ص:14
2راجع ترجمته في: الزركلي, الأعلام, حج4, ص:108 – محمد الطمار, تاريخ الأدب الجزائري, ص291- أبو القاسم سعد الله, تاريخ الجزائر الثقافي, ج1, ص:/ 500, عبد الرحمن الجيلالي , تاريخ الجزائر العام, ج3, ص: 79
3- راجع: الحفناوي, تعريف الخلف برجال السلف, ج1-ص67, محمد بن خلوف, شجرة النور الزكية, ص: 285 دائرة المعارف الإسلامية ج1, ص514.
4 راجع: الزركلي, الأعلام, ص: 108/شطوطي, الشيخ عبد الرحمن الأخضري"الكاشف والمنطقي", ص25/ رضا معجم المؤلفين, ج2, ص: 119/
5مولاي بلحميسي, الجزائر من خلال رحلات المغاربة في العهد العثماني, ص: 122.
6 عادل نويهض, معجم أعلام الجزائر من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر, مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر بيروت, ط3, 1983, صك14.
7 أبو القاسم الحفناوي, تعريف الخلف برجال السلف, مؤسسة الرسالة, بيروت, ط2, 1985,ص:زكي خورشيد إبراهيم زكي, أحمد الشناوي, محمد ثابت الهندي, عبد الحميد يونس, دائرة المعارف الإسلامية, ط1933, ج1,ص: 514.
8 زكي خورشيد إبراهيم زكي, أحمد اشناوي, محمد ثبت الهندي, عبد الحميد يونس, دائر المعارف الإسلامية, ط1933, ج1, ص: 514.
9عبد الرحمن الأخضري, السلم المرونق في علم المنطق مع إيضاح المبهم للدمنهوري, مطبعة مصطفى الباي الحلبي وأولاده بمصر, دط, ص:262, الشيخ القويشي شرح سلم الأخضري, مطبعة بن عبد السلام, مصر, ط1950, ص:38.
10الطاهر بقدار, شرح الجوهر المكنون في الثلاثة فنون, ص:5.
11 سركيس, معجم المطبوعات العربية والمعربة, ج1, ص:406.
12أنظر عبد الرحمن الأخضري, شرح الجوهر المكنون في الثلاة فنون (آخر البيان), ص:269
13إلياس سكريس, معجم المطبوعات العربية والمغربية, ج1, ص:406.
14 عادل نويهض,معجم أعلام الجزائر, ص:14 (ذكر سنة الوفاة 953هـ) والمستدرك ص:361/983هـ
15 راجع: عبد الرحمن الجيلالي, تاريخ الجزائر العام, ج3, ص81.
16 بلدية تابعة لدائرة رأس الماء ولاية سطيف.
17 قد بنيت على قبة ذات شأن عظيم هي مزار العديد من أتباع ومريدي الزاوية وسائر الناس وحوله مسجد يحمل اسمه.
18 هو الحسن بن حمد الورتلاني (1125هـ/1193م) من علماء القرن الثاني عشر, يرجع نسبه إلى قبيلة بني قزيلان باقرب من بجاية, من مؤلفاته رحلته المشهورة المسماة بـ"نزهة الأنظار في علم التاريخ والأخبار" وشرح المنظومة القدسية للأخضري.
19 سورة: البقرة, الآية : 65 ।
رضي الله عنه ونور ضريحه وأمدنا من أسراره آمين والحمد لله رب العالمين.
* ـ اسمه ونسبه :
هو العلامة الجزائري أبو يزيد عبد الرحمن بن محمد الصغير بن محمد بن عامر الشهير بالأخضري, مالكي المذهب, اشعري العقيدة ويعد من علماء البارزين, وعلما من أعلام الجزائر في القرن العاشر الهجري (10هـ) 1.
* ـ مولده ونشأته :
أجمعت جل المصادر على أن مولده في "بنطيوس" نشأ بها في بداية حياته,والتي تبعد عن بسكرة إحدى ولايات الجنوب الجزائري بحوالي ( 30 كم).. وبسكرة - بكسر الباء والكاف أو يفتحها -كما أشار إلى ذلك ياقوت الحموي, حيث عرفها بقوله : "بلدة بالمغرب من نواحي الزاب بينهما وبين قلعة بني حماد مرحلتان, وبينهما وبين طنجة مرحلة" , ووصفها أبو عبيد البكري بكثرة بساتينها ونخيلها , مشيرا إلى أهم القبائل والأمم التي استوطنتها .
وقد كان مولده سنة 920هـ/1514م على أرجح الروايات, إلا أن هناك اختلافا وتضاربا بسيطة في آراء مترجميه, فنجد من بعض من ترجموا له على أن سنة ولادته كانت 918هـ/1514م2 .. ونشير إلى أن هذه السنة استدركها عادل نويهض في آخر معجمه, بعد أن أرخ لمولده في بداية معجمه على أنه ولد في سنة 910هـ/1504م 6 .
غير أن هناك مصادر أخرى لم تطلعنا على تاريخ ولادته ولا تاريخ وفاته, وهذا ما نلحظه في كل من تعريف الخلف برجال السلف, شجرة النور الزكية, معجم المطبوعات العربية والمعربة, دائرة المعارف الإسلامية, واكتفى أصحاب هذه المصادر بالإشارة إلى أنه من أعلام القرن العاشر الهجري, وهذا نظرا لاكتناف الغموض لشخصية الشيخ عبد الرحمن الأخضري .. ففي الحفناوي "لم أطلع على ما ترجمته" 7 وفي دائرة المعارف الإسلامية" مؤلف عربي لم نعرف عن حياته شيئا" 8 .
فالخلاف حول ميلاه ليس لافا كبيرا كما هو جلي لدى العام والخاص, لكن إذ رجعنا إلى منظومته المسماة بـ"السلم المرونق" تأكدت لنا الرواية الصحيحة حول تاريخ ميلاده, إذ يقول في نظمه هذا : 9 .. ولبني إحدى وعشرين سنة معذورة مقبولة مستحسنة لا سيما في عاشر القرون ذي الجهل والفساد والفنون وكان في أوائل المحرم تأليف هذا الرجز المنظم من سة إحدى وأربعين من بعد تسعة من المئينة، ومن هنا ندرك كل الإدراك على أن ولادته كانت سنة 920هـ على أصبح الروايات المذكورة أنفا, وربما هذا الرجز هو اعتمده بعض المؤرخين كمعيار أو كسند رسمي في إثبات سنة ولاته 10 .
لقد نشأ الشيخ عبد الرحمن الأخضري نشأة علمية تميزت بالعلم والصلاح, فساعده محيطه على أن يتبوأ من العلم مقعدا مرموقا شغوفا, على حب العلم مسخرا حياته للعلم وحده .
ونلمس ذلك من خلال والده محمد الصغير الذي اكتنفه بالرعاية والتعليم والتربية والتهذي, ساعده في ذلك فطانته وذكاؤه ومنثم حرصه على المعرفة منذ حداثة سنه, إما بالاجتهاد والمثابرة وإما بالمطالعة والمذاكرة في شتى الفنون, فجمع بين العلوم العقلية والنقلية منها حدا سواء, يقول سركيس" عالم زاهد مرع ذو قدم راسخ في المعقول والمنقول" 11
ومن خلال رحلاته التي اكتسبت نضجا وإدراكا, سفره إلى تونس وبالضبط بجامع الزيتونة ليكتمل المراد, فقد كان احتكاكه بالعلماء ومجالسته لهم, أثر بالغ على شخصيته فراح ينهل علمه وبسرخه من مشارب مختلفة جعلته ملما بالمعرفة, منكبا على فهمها واستيعابها, وما لبث أن عاد إلى بنطيوس ليشد الرحال مرة أخرى إلى قسنطينة, لما كانت تزخر به من جهابذة العلماء آنذاك فالتقى بعلمائها وتدارس معهم وأخذ عنهم, بعدها رجع إلى بنطيوس واستقر بها وجعل من الزاوية التي أسسها جده "محمد بن عامر" مدرسة علمية ذات إشعاع علم ساطع نوره في الآفاق حيث اعتكف على التدريس وتلقين دروس العلم للطلبة وتخريج العلماء فكانت بحق أكبر مدرسة علمية يشيدها الشيخ عبد الرحمن الأخضري وتجلب أنظار العديد من طلاب العلم, فراحوا يتوافدون من كل فج عميق من بقاع القطر, فكانت تصله الوفود الكثيرة فمثلا من نواحي: وادي ريغ (بضواحي المغير) من جهة الجنوب ومن قسنطينة ونواحيها, وكل من كانت له رغبة في تحصيل العلم .
وقد حببت الخلوة إلى الشيخ الأخضري فكان زاهدا عاكفا على العبادة, فكان يصول ويجول من حين لآخر إلى الجبال القريبة من بلدته التي كان يجد بها الراحة التامة, والزيادة على شعوره بالصفاء الروحي ونه, وتأمله في قدر الله تعالى .. وهو ما كان مدعاة له في التأليف بعض مصنفاته, ومن هذه الجبال التي كان يأوي إليها الشيخ عبد الرحمن الأخضري جبل "أحمد حدو" الذي هو جزء من سلسلة جبال الأوراس المشرفة على الصحراء, جبل "عياض" وهو أيضا من جبال الأوراس, إضافة إلى الهضاب العليا بسطيف والتي كانت تشكل مكانا خصبا للانعزال والخلوة .
وكما سبق ذكره آنفا أن هذه الأماكن كانت دافعا أساسيا لتأليف عددا من اكتسب مثال الدرة البيضاء التي ألفها بجبل أحمد حدو, واتم شرح علم البيان من كتابه الجوهر المكنون** بجبل عياض, حيث نجده يقول في شرحه : "وكان الفراغ من هذا الفن عشية الجمعة المباركة آخر يوم من ربيع الثاني عام اثنين وخمسين وتسعمائة ببعض بلاد جبل عياض" 12 .
* ـ شيوخه وتلاميذه :
إن موسوعية الشيخ سيدي عبد الرحمن الأخضري, وتطلعه في علوم شتى وحبه للعلم والمعرفة جعلته يتطلع إلى أفق أوسع وأشمل من سابقيه, فنهل علمه من مجموعة من الشيوخ العلماء, الذين لم تتناول كتب التراجم الجوانب الأساسية من حياة هذا الرجل العلامة, فأكثرها لم يتعرض بإسهاب كبير لشيوخه وتلاميذه, ولم تصرح حتى بأسمائه ولا أسماء من أخذ عنهم ولا أسماء من تتلمذوا أو تخرجوا على يديه .
والواضح أن الشيخ سيدي عبد الرحمن الأخضري قد أخذ علمه على من كانت لهم شهرة واسعة وذيوع كبير في مجال خدمة الثقافة العربية الإسلامية, هؤلاء الشيوخ الذين كان لهم الباع الكبير في تكوين شخصيته وتزويده بكم هائل من علوم عقلية ونقلية كان لها بالغ الأثر في إثراء ملكته العقلية والعلمية أكثر وهو ما جعلها فيما بعد في متناول تلاميذه الذين درسوا عليه .
1- شيوخه :
- والده الشيخ محمد الصغير, أخذ عنه الشيخ سيدي عبد الرحمن الأخضري مبادئ علم الحساب والفرائض مشافهة, حيث تمكن بعد فهمها واستيعابها من نظمها في متن سماه "الدرة البيضاء في أحسن الفنون والأشياء" .
- أخوه أحمد بن محمد الصغير, وهو أكبر إخوته أخذ عنه أمور الفقه والمنطق والبيان ولم يخلف وراءه تأليفا .
- الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الخروبي فقيه ومحدث وصوفي ولد بقرية قرقاش من قرى طرابلس الغرب بليبيا ونشأ بالجزائر سنة959هـ, أخذ عنه الأخضري واستفاد منه وتلقى على يديه ورد الطريقة الشاذلة والزروقية, له رسالة ذوي الإفلاس إلى خواص أهل فاس, والأنس في التنبيه عن عيوب النفس ومزيل اللبس عن آب وأسرار القواعد الخمس, توفي سنة 963هـ 13 .
- الشيخ عبد الرحمن بن القرون أحمد مرابطي قرية لياشنة الواقعة بالقرب من مدينة طولقة استفاد منه الأخضري كثيرا, ودس على يديه 14 .
- الشيخ عمر بن محمد الكماد المعروف بالوزان 15, كان من أكابر علماء قسنطينة, فقيه وصوفي وعالم في المعقول والمنقول, من تأليفه البضاعة المزجاه, وفتاوى في الفقه والكلام, وحاشية على صغرى السنوسي .
* ـ وفاته :
رغم هذا العطاء السخي للشيخ عبد الرحمن الأخضري من تأليف لعدد من المصنفات في شتى العلوم والفنون ورحلات علمية صال وجال من خلالها من أجل تحصيل العلم, وتلك الخلوة والانعزال التي حببت إليه وكانت في بعض الأحيان سببا في تأليف العديد مصنفاته, شاء القدر أن يرحل إلى تلك الدار الأبدية .
غير أن السنة التي توفي فيها في الشيخ عبد الأخضري بدت غامضة بعض الشيء عند أكثر من ترجموا له, حتى أن بعضهم اكتفى بأن وفاته كانت في القرن الخامس الهجري 16وعلى هذا الأساس نلاحظ تباينا واضحا في تحديد سنة الوفاة في حل المصادر التي ترجمت له غير أن الراجح منها هو 983هـ/1575م .. وهو ما ذهب إليه كل من حاجي خليفة والزركلي ومحمد شطوطي, وعادل نويهض فيما استدركه من كتابه معجم أعلام الجزائر, بعدما ثبت له خطوة في السنة التي ذكرناها سابقا .
رغم هذا التباين المتضارب في الآراء حول وفاة الشيخ عبد الرحمن الأخضري إلا أننا نرجح كما سبق ذكره انه عاش إلى بداية الثمانين من القرن العاشر الهجري, فكانت وفاته سنة 983هـ هذه أثناء تواجده بـ"كحال"17, ثم نقل جثمانه إلى مسقط رأسه بناء على وصيتة أوصى بها تلاميذه أثناء مرضه, دفن - رحمه الله - بجوار "محمد عامر" ووالده الصغير "أحمد بن محمد الصغير", ولا يزال ضريحه قائما إلى اليوم بزاوية جده بقرية "بطنيوس" وزار قبره الحسين الورتلاني 18, حيث يقول : "وقد زرت قبر الشيخ سيدي عبد الرحمن, وله تآليف كثيرة ومفيدة وهو من العارفين بالله تعالى شرقا وغربا" .
يعد الشيخ عبد الرحمن الأخضري من بين أولياء الله الصالحين الذين قال فيهم سبحانه وتعالى : "ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" 19 والذين أفنوا عمرهم في خدمة العلم ثانيا .. وما أحوج بلادنا اليوم لمثل هؤلاء الرجال العلماء العظام الذين يرجع لهم الفضل الكبير في نشر كثير من فنون العلم التي اندثرت زمنا وعادت إلى الوجود بفضل الله ثم بفضلهم .
* ـ مؤلفاته :
مؤلفات الأخضري تزيد عن العشرين مؤلفا بين متن وشرح أو تربو عن الثلاثين كما جاء ذلك في مقال للمهدي البوعبدلي20منها ما هو مطبوع طبعات قديمة أو حديثة، ومنها ما هو مخطوط ينتظر الطبع ومنها ما تعرض للضياع والتلف .
1- الجوهر المكنون في الثلاثة فنون :
عبارة عن متن يحوي علوم البلاغة من بحر الرجز يقع في 291 بيتا وعليه شروح منها شرح الأخضري نفسه وهو شرح بالغ الأهمية 21 .
2- السراج في الهيئة :
وهو عبارة عن نظم من البحر الطويل موضوعه علم الفلك : نظمه سنة (939هـ) وهو ابن تسعة عشر سنة وجاء فيه :
- أقول وفضل النفس في الصدر أوقع .
- ولولا امتياز الحوض ما غاب ورده .
- وقد جعل الله الكواكب زينته .
- وفيها رجوم للشياطين كلما .
- وفي الحق ما يخفر إليه ويسمع .
- ولولا ارتواء الروض ما كان يقرع .
- تروق عيون الناظرين وتقرع .
- أرادوا استراق السمع كفوا وزعزعوا .
وقد قام بشرح هذا النظم تلميذه عبد العزيز بن أحمد بن المسلم، وهو شرح مفيد، كما قام بشرحه أيضا سحنون بن عثمان الميدوي الونشريسي وسمى شرحه"مفيد المحتاج في شرح السراج" 22 .
3- الدرة البيضاء في أحسن الفنون والأشياء 23 :
أرجوزة في التروكات والحساب نظمها سنة 940هـ، وهو ابن عشرين سنة، يوم كان تلميذا على يد والده، وكان الفراغ منها في شهر رمضان سنة 947هـ24، ويحتوي على خمسمائة بيت، يقول في مستهلها :
- الحمد لله العظيم الوارث .
- هذا وإن أحسن المقاصد .
- فن الفرائض الذي تعلقا .
- فهاك منه ضابطا مهذبا .
- الدائم الفرد القديم الباعث .
- وأحسن الفنون والفوائد .
- بالإرث فلتكن به محققا .
- منظما مختصرا مقربا .
* إلى أن يقول فيها:
- سميته بالدرة البيضاء .
- قد احتوى على ثلاثة جمل .
- في أحسن الفنون والأشياء .
- الفقه والحساب ثم العمل .
- وقد قسمها إلى ثلاثة أقسام :
- الأول في الحساب .
- الثاني في الفرائض .
- الثالث في تصحيح الفروض وتوضيح القسمة الصحيحة للتركات .
* ويقول في آخرها :
- وهذه نهاية المراد .
- قد انتهى ما رمته مبينا .
- وقد فرغت من جميع النظم .
- من سنة لأربعين مكملة .
- وإن عنى به عذول منتبه .
- وربنا الهادي إلى الرشاد .
- والحمد لله الذي قد أحسنا .
- بأفضل الشهور شهر الصوم .
- من بعد تسعمائة محصلة .
- فلبني عشرين عذر متجه .
بدأ الخولف بشرحها غير أنها سرقت منه، ثم أعيدت إليه فشرح منها القسم الثاني فقط ويشير إلى ذلك الأستاذ أبو القاسم سعد الله بقوله:"كان الأخضري قد بدأ الشرح ثم سرقت منه النسخة لكن أعيدت له بعد مدة، والمعروف أنه أكمل شرح القسم الثاني على الأقل، أما الأول فليس من المؤكد أنه هو الذي شرحه، وكذلك القسم الثالث"25 ولكن أتم شرحها أبو محمد عبد اللطيف المبيح 26 .
ونشير إلى أنها طبعت مع الشرح سنة 1325هـ بمطبعة التقدم مع حاشية لعبد المنعم الدمنهوري .. وحاشية أخرى لعبد الله بن محمد الدرقاوي 27 .
4- أزهر المطالب في علم الإسطرلاب 28 في هيئة الأفلاك والكواكب :
وهي أرجوزة نظمها سنة 940هـ وهو ابن عشرين سنة، يبدؤها بقوله :
ـ الحمد لله الذي قد خلقا .. وزانها بزينة الكواكب .. سبع سموات طباقا طبقا .. بادية في الشرق والمغارب .
* إلى أن يقول :
ـ فهذه رسالة مهذبة .. باسطة للفن بإسطرلاب .. سميتها بأزهر المغالب .. فالعلم بالأفلاك والنجوم .. أعني الذي يفيد في الأوقات .. وإنه يليق بالعباد .. مفيدة وجيزة مقربة على بساط الحق والصواب .. في هيئة الأفلاك والكواكب .. على شرف ليس بالمذموم .. كالفجر والأسمار والساعات .. حين قيامهم إلى الأوراد .
* ويختمها بقوله :
ـ وهاهنا انتهى بنا الكلام .. في المقصد الحمود والسلام .
5- شرح السنوسية :
وهو كتاب في شرح الصغرى السنوسية في العقيدة وتسمى أيضا بأم البراهين 29 .
6- السلم المرونق :
وهو عبارة عن متن في علم المنطق من بحر الرجز نظمه سنة 941هـ وهو ابن إحدى وعشرين سنة .. ويحتوي على مائة وثلاث وأربعين (143) بيتا، يقول في بدايته :
ـ الحمد لله الذي قد أخرجا .. وحط عنهم من سماء العقل .. حتى بدت لهم شموس المعرفة .. نتائج الفكر لأرباب الحجا .. كل حجاب من سحاب الجهل .. رأوه خدراتها منكشفة .
* إلى أن يقول في حد المنطق :
ـ وبعد فالمنطق للجنان .. فيعصم الأفكار عن عي الخطا .. فهاك من أصوله قواعدا .. سميته بالسلم المرونق .. نسبته كالنحو للسان .. وعن دقيق الفهم يكشف الغطا .. تجمع من فنونه فوائد .. يرقى به سماء علم المنطق .
* ويقول في آخر هذا النظم :
ـ وكان في أوائل المحرم .. من سنة إحدى وأربعين .. تأليف هذا الرجز المنظّم .. من بعد تسعة من المئتين 30 .
نشير إلى أن نظم السلم قد ترجم إلى الفرنسية من طرف الأستاذ " دومنيك لوسيان "حيث عمل هذا الأخير على تنشيط التعليم الفرنسي بالجزائر وساهم في ترجمة الكتب العربية ابتداء من سنة 1894م وقد قام بترجمة الدرة البيضاء في الفرائض لعبد الرحمن الأخضري أيضا، والعقيدة للسنوسي وجوهرة التوحيد لابراهيم اللقابي .. وكان ضمن مقررات برامج التعليم في الأزهر (كتاب السلم) .
* ـ غرضه من تأليف السلم :
يتضح لنا ذلك جليا من خلال ما جاء في المقدمة حيث يقول : "فلما وضعت الأرجوزة المسماة بالسلم المرونق، وجاءت بحمد الله جملة كافية، ولمقاصد من فنها حاوية، راودني بعض الإخوان من الطلبة أكرمهم الله المرة بعد المرة أن أضع عليها شرحا مفيدا يبث ما انطوت عليه من المعاني ويشيد ما تقاصر فيها من المباني، فأسميته لذلك طالبا من الله تعالى حسن التوفيق إلى مهاجع التحقيق" 31 .
ويذكر تواضعه في ذلك قائلا : "وإن كنت لست أهلا لذلك ولكني حملني عليه تفاؤلي ولم أضعه لمن هو أعلى مني بل لأمثالي من المبتدئين ..." 32 .
ــ وإضافة إلى شرح الأخضري لنظمه هناك شروحات أخرى منها :
أ- شيخ الشيخ أبو راس الناصر المعسكري (ت 1192هـ) : المسمى "القول المسلم في شرح السلم" 33 .
ب- شرح الشيخ أبو عبد الله محمد بن خليفة (ت 1094هـ) .
ج- شرح الشيخ أحمد بن عبد المنعم بن يوسف الدمنهوري (ت 1192هـ) : المسمى" إيضاح المبهم في معاني السلم" 34 .
د- شرح الشيخ أبو عبد الله محمد الصالح بن سليمان العيسوي الزواوي (ت 1243هـ) .
هـ- شرح الشيخ الحسن الدرويشي القوسني (ت 1254هـ) 35 .
و- شرح الشيخ أحمد عبد الفتاح بن يوسف المجيري .
ي- شرح الشيخ أبو عثمان سعيد بن إبراهيم قدورة (ت 1066هـ) 36 .
ــ كما نجد العلامة الشيخ الأخضري يضع فهرسة محكمة لشرحه تتمثل فيما يلي :
- فصل في جواز الاشتغال به (المنطق) .
- أنواع الحكم الحادث .
- أنواع الدلالة الوضعية .
- فصل في مباحث الألفاظ .
- فصل في بيان نسبة الألفاظ للمعاني .
- فصل في بيان الكل والكلية والجزء والجزئين .
- فصل في المعرفات .
- باب في القضايا وأحكامها .
- فصل في التناقض .
- فصل في العكس والمستوى .
- باب في القياس .
- فصل في الأشكال .
- فصل في القياس الاستثنائي .
- لواصق القياس .
- أقسام الحجة .
- خاتمة .
7- منظومة في قواعد الإعراب على كتاب مغني اللبيب 37 لم يرد ذكرها في جل المصادر 38 وجاء في مقدمتها :
ـ هذا بحمد الله نظم سهل .. معتمدا على كتاب المغني .. مورده للطالبين سهل .. لابن هشام تنسيج هذا الفن .
8- الدرة البهية في نظم الأجرومية :
وهي عبارة عن نظم للأجرومية في النحو، 39 نظمها سنة 981هـ وعدد أبياتها مائة وسبعون (170) بيتا يقول في بدايتها :
ـ قال الفقير ناظم الأوزان .. مصليا على رسول الله .. الأخضري عابد الرحمن .. وآله ذوي الهدى والجاه .
* ويقول في ختامها :
ـ تم بحمد الله ما قصدنا .. سميتها بالدرة البهية .. وكان في محرم الحرام .. في عام إحدى وثمانين سنة .. أبياتها يا سائلا قد وجدت .. من نظم هذه التي أوردنا .. فهي لما في أصلها نحوية .. بدءا وختما لذا النظام .. من بعد تسعمائة مستحسنة .. سبعين بعد مائة قد رسمت 40 .
نشير إلى أن هناك نظما آخر للأجرومية للشيخ العمريطي (ت970هـ)، أسماه أيضا الدرة البهية في نظم الأجرومية، يقول في مطلعها41 :
ـ الحمد لله الذي قد وفقنا .. ويقول في آخرها .. نظم الفقير الشرف العمريطي .. للعلم خير خلقه وللتقى .. ذي العجز والتقصير والتفريط .
9- الفريدة الغراء :
هي عبارة عن نظم في العقيدة نفيس جدا 42 .
10- القدسية:
عبارة عن نظم في آداب السلوك وتسمى المنظومة القدسية في طريق السنة، نظمها في سنة 944هـ وهو ابن أربع وعشرين سنة وتحتوي على ستة وأربعين وثلاث مائة (346) بيتا يتناول فيها المسائل المتعلقة بالتصوف في تطهير النفس والروح وما يتعلق بمجتمعاتنا من اتباع البدع والخرافات. وقد تأثر بها عبد الكريم الفكون واستشهد ببعض أبياتها في كتابه منشور الهداية .. له قصائد عديدة في التصوف أعظمها القدسية43 يقول في بدايتها :
يقول راجي رحمة المقتدر ويواصل في تعريفها قائلا :
ـ فهذه الجوهرة النفيسة .. دائرة التطهير والكمال .. شيئان مهما حجاب ظاهر .
*ويقول في تمامها :
ـ ثم صلاة الله كل حين .. محمد سلطان أهل الحضرة .. في أربع وأربعين قد نجز .. المذنب العبد الذليل أخضري .
بالأصل في الدائرة القدسية ... عن ذاك الاتصال .. وباطن في النفس أي ساتر .. على أجل من التي بالدين .. وآله أجل كل زمرة .. من عاشر القرون قل هذا الرجز .
لم يتعرض الأخضري لشرحها، يقول أبوالقاسم سعد الله:"لا نعرف أن الأخضري قد شرحها رغم شهرته بشرح منظوماته بنفسه"44وهناك من تعرض لشرحها :
- كالشيخ الحسين بن محمد السعيد الورتلاني صاحب الرحلة الورتلانية (ت 1193هـ) المسمى"الكواكب العرفانية والشوارق الأنسية في شرح ألفاظ القدسية" .
- الشيخ الحسين بن مصباح المسمى" تحفة المستمع والقاري في شرح قدسية الأخضري" .
11- مختصر في فقه العبادات :
وهو عبارة عن متن اشتهر باسمه "مختصر الأخضري" يتعرض فيه إلى مسائل فقه العبادات من طهارة وأقسامها والصلاة وفرائضها وشروطها ويختمه بباب السهو، وهو على المذهب المالكي 45 وعلى المختصر شروح كثيرة :
- شرح عبد اللطيف المسبح المسمى"عمدة البيان في عروض الأعيان"
- شرح عبد الكريم الفكون المسمى"الدرر على المختصر"
- شرح صالح عبد السميع الأبي الأزهري المسمى"هداية المتعبد السالك شرح مختصر الأخضري في مذهب الإمام مالك" .
- شرح أحمد بن يعقوب وهو شرح لطيف ناسخه إبراهيم الزقاق سنة 1160هـ 46
- الشيخ عبد الله بن محمد بن آب، نظم باب السهو، يقع في مائة وتسعة وخمسين (159) بيتا سماه"العبقري في نظم سهو الأخضري" 47 .
12- رسالة في التحذير من البدع :
لم تذكر المصادر محتوى هذه الرسالة، وقد أشار إليها كل من عادل نويهض والحفناوي وشطوطي في كتابه الشيخ عبد الرحمن الأخضري (الكاشف والمنطقي) وربما تكون هذه الرسالة جزءا من منظومته القدسية .
2- مصنفاته الأدبية :
لقد خلف الأخضري وراءه مجموعة معتبرة من القصائد الشعرية المختلفة، في شتى الميادين منها ما هو موجود في بعض الخزائن والمكتبات ينتظر نفض الغبار عنه، ومنها ما اعتبر في حكم المفقود وتعرض للضياع والنهب والسرقة .. غير أنه تغلب على شعره طابع الشعر التعليمي، حيث نجد محمد الطمار يقول : "شعر الأخضري لا يخاطب وجدانا، بل استخدمه للمعاني العلمية، فنجد فيه الحقيقة تسبق الخيال، والطبع يغلب التصنع، والجزالة في غير ضعف ولا غرابة، ومن شعره الذي وصل إلينا :
1- اللامية في مد خالد بن سنان 48.
وهي قصيدة في بحر البسيط، تقع في أربعين بيتا 49 يقول في مستهلها
- سر يا خليلي إلى رسم شغفت به
- خلت مشاهده عزت دوائره
- يلقي الجواهر من يغشى مناكبه
- طوبى لزائر ذاك الرسم والطلل
- ما خاب زائره في الصبح والأصل
- يعطي الكرامة من يأتيه ذا وجل
2- اللامية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم :
وتقع في اثنين وخمسين ومائتين (252) بيتا يقول في مستهلها :
- الله المقتدر الأزلي
- سبحانه جل هو الصمد
- لله الحمد على نعم
- سبحانه جل عن المثل
- الفرد الجبار الأزلي
- منها الإرشاد إلى السبل
كما نجد الأخضري يتعرض في هذه القصيدة إلى إسراء النبي صلى الله عليه وسلم ومعراجه، ويتحدث عن شفاعته، منوها بمحاسنه وفضائله ومشيرا إلى معجزاته ثم يتطرق إلى أحوال النفس وضرورة مخالفتها، والعدول عن الغفلة والإسراع إلى باب التوبة والاستعداد إلى لقاء الله، وفيها يقول :
- ودع الدنيا وزخرفها
- فازهد فيها واقصر أملا
- من آثرها عن آخرة
* ويقول في نهايتها :
- هذي كلمات مشرقة
- نجزت بربيع الآخر من
- وحبائلها ذات الحيل
- فمحبتها رأس الزلل
- مأواه جهنم لم يحل
مشكاة الناس ذوي العمل جمع حجج وقت المثل 50 .
3- التائية النبوية :
هي عبارة عن قصيدة من بحر الطويل تقع في ثلاثين بيتا يقول في بدايتها :
- سري طيف من أهدى فأرق مهجتي
- أيا لائمي في الحب إنك جاهل
- فهذا رحيق لو ظفرت بشربه
- أنوح كما ناح الحمام بوكره
* ويقول في ختامها :
- ويا قمرا بالله إن كنت طالعا
- فسلم على بدر تجلى بأرضها
- وما كدت أنجو من ضناء وعبرتي
- كأنك لا تدري بشأن المحبة
- تجرعت كأسا من كؤوس محبة
- وما حنت الثكلى بوجد ولوعة
على طيبة الزهراء دار الأحبة وبلغ له حزني وشوقي ولوعتي 51 .
4- نصيحة الشباب :
هي عبارة عن قصيدة من بحر الرجز تقع في أربع وعشرين (24) بيتا تتضمن نصائح موجهة إلى شباب عصره يحثهم فيها على تقوى الله وطاعته والامتثال لأوامره والابتعاد عن نواهيه والمبادرة بالأعمال الصالحة يبدؤها بقوله :
- أوصيكم يا معشر الشبان
- إياكم أن تهملوا أوقاتكم
- فإنها غنيمة الإنسان
* ويقول في ختامها :
- وصل يارب على المختار
- ما هبت الرياح في الأمصار
- ما دام ملك الواحد القهار
- عليكم بطاعة الرحمن
- فتندموا يوما على ما فاتكم
- شبابه والخسر في التواني
- محمد شفيع أهل النار
- وغرد الحمام في الأوكار
- مصليا على النبي المختار**
5- قصيدة في ذكر الأولياء والصالحين :
وهي أرجوزة تقع في خمسة وثلاثين (35) بيتا يقول في مستهلها :
- الحمد لله الذي قد خصص
- جعلهم وعاء للعلوم
- أخرجهم للأمر بالمعروف
* ويقول في ختامها :
- تمت بحمد الله ذي الأبيات
- ثم الصلاة والسلام سرمدا
- وآله الغر الكرام الشرفا
- أولي التقى من خلقه وأخلصا
- سيرهم في الأرض كالنجوم
- ونهاهم عن ضده المألوف
- في ذكر أوليائه السادات
على الرسول المصطفى محمدا وصحبه أهل التقى والخلفا 52 .
إنّ تراث الشيخ عبد الرحمن الأخضري تراث خصب كما ونوعا، لا بدّ من مراجعته وتحقيقه ولذا ندعو عامة الباحثين والمؤرخين والمهتمين بالتراث العربي الاسلامي عموما وبالتراث الجزائري المخطوط خصوص ،أن يحوّلوا نظراتهم الثاقبة وأفكارهم النيرة وتوجهاتهم العلمية والعملية إلى الاعتكاف على بعض مؤلفات الشيخ عبد الرحمن الأخضري أو على الأقل التركيز على جانب معين من جوانبها العلمية، ومن ثم دراستها دراسة علمية أكاديمية حتى يتسنى لهؤلاء الباحثين والمؤرخين والمهتمين بهذا الموروث الثقافي التعرف على مدى حقيقة هؤلاء العلماء وكتاباتهم وتأثيرهم وتوجهاتهم العلمية الرامية في غالب الأحيان إلى توصيل رسالة نبيلة وغاية أسمى تتمثل في نشر مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي و أهم علومه التي يمكننا فهمها من خلال كتاباتهم ..
لقد حاولنا في هذا البحث أن نبرز تراث الشيخ عبد الرحمن الأخضري من خلال بعض خزائن المخطوطات والمكتبات في الداخل والخارج وأن نضع شبه جرد لهذه المؤلفات المتواجدة في أنحاء بقاع العالم، لما تكتسيه هذه المخطوطات من أهمية كبرى في حياة الباحث والمثقف الجزائري أو بعبارة أخرى الباحث العربي العلمي والعملي الذي يبحث عن الحقائق التاريخية دوما ويقارنها مع بعضها البعض ومن ثم توظيفها في مجال الحقل العلمي المخصص له .
ونشير في الأخير ولله الحمد والمنة إلى أن مخبر المخطوطات بجامعة وهران استطاع أن يخرج بعضا من هذه المخطوطات إلى النور ويتجلى ذلك من خلال تحقيق الدكتور بن معمر محمد لرحلة المقري المسماة بـ " رحلة المقري إلى المغرب والمشرق "، وكذا مخطوطات الشيخ الطيب المهاجي رحمه الله ووضعها في كتاب كامل تحت عنوان " الآثار العلمية للشيخ الطيب المهاجي "، إضافة إلى تحقيق الأستاذ بوركبة محمد لمخطوط عجائب الأسفار ولطائف الأخبار للشيخ أبي راس الناصر المعسكري .
وهناك المزيد من المخطوطات التي هي في طريق السطوع إلى النور وهذا مرده إلى الله وإلى اجتهاد ثلة من الباحثين والمؤرخين راحوا يبذلون جهودهم العلمية والأكاديمية المثمرة في ميدان المخطوطات التي تهدف في جوهرها إلى الحفاظ والعناية وإنقاذ المخطوطات في كامل التراب الوطني الجزائري خصوصا وتراث الأمة العربية عموما .
-----------------------------------------------------------------------------
* ـ المصادر والمراجع :
1. عادل نويهض,معجم أعلام الجزائر
2. محمد الطمار, تاريخ الأدب الجزائري
3. الحفناوي, تعريف الخلف برجال السلف, ج1
4. أبو القاسم سعد الله, تاريخ الجزائر الثقافي, ج1
5. مولاي بلحميسي, الجزائر من خلال رحلات المغاربة في العهد العثماني
6. شطوطي, الشيخ عبد الرحمن الأخضري"الكاشف والمنطقي
7. رضا كحالة، معجم المؤلفين, ج2
8. إلياس سكريس, معجم المطبوعات العربية والمغربية, ج1
9. عبد الرحمن الجيلالي , تاريخ الجزائر العام, ج3
10. زكي خورشيد إبراهيم زكي, أحمد الشناوي, محمد ثابت الهندي, عبد الحميد يونس, دائرة المعارف الإسلامية, ط1933, ج1
11. عبد الرحمن الأخضري, السلم المرونق في علم المنطق مع إيضاح المبهم للدمنهوري, مطبعة مصطفى الباي الحلبي وأولاده بمصر, دط.
12. عبد الرحمن الأخضري, شرح الجوهر المكنون في الثلاة فنون (آخر البيان)
* ـ المجلات :
"مجلة الأصالة"، ع53 جانفي1978
"مجلة الثقافة"، ع117-118(عدد خاص بالمخطوطات) سنة 1999
* ـ خزائن المخطوطات :
- المكتبة الوطنية الجزائرية، نسخة تحت رقم:137، نسخة رقم: 394، نسخة رقم: 1412.
- المكتبة السلمانية بأسطنبول نسخة عام 1161هـ.
- مكتبة الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة وطبع بالجزائر سنة 1921م.
- خزانة الشيخ البشير محمودي أطلعنا عليها بأنفسنا وهي في حالة جيدة وبخط واضح.
- خزانة الشيخ أبي عبد الله شراك أطلعنا على شروحا منها المخطوطة والحبرية والمطبوعة.
- خزانة زاوية عقباوي بآقبلي دائرة أولف بولاية أدرار تحت اسم: "إرشاد الطالب المعلم إلى معاني السلم، شرح الأرجوزة الأخضرية في القواعد المنطقية". تحت رقم:13
- خزانة ساهل بزاوية أبي نعامة ببلدية آقبلي ، دائرة أولف بولاية أدرار، ناسخها محمد ابن أبي بكر التواتي.
- ثلاثة نسخ الأولى خزانة الشيخ حمو بابا عيسى، غرداية। أكتوبر 2003 تحت رقم:حم54، الثانية حدغ87، حم 54، والثالثة تحت رقم: حم 54. ص: 96.
* ـ الهوامش :
* أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية بجامعة وهران . الجزائر
** لقد تناول هذا البحث بالضرح والتحليل أستاذنا وزميلنا الأستاذ بقدار الطاهر، تحت عنوان: شرح الجوهر المكنون في الثلاثة فنون، لعبد الرحمن الأخضري، رسالة الماجستير المخطوطة، وهران، تحت إشراف أ. د.حبار المختار، ط2003.
1 عادل نويهض,معجم أعلام الجزائر, ص:14
2راجع ترجمته في: الزركلي, الأعلام, حج4, ص:108 – محمد الطمار, تاريخ الأدب الجزائري, ص291- أبو القاسم سعد الله, تاريخ الجزائر الثقافي, ج1, ص:/ 500, عبد الرحمن الجيلالي , تاريخ الجزائر العام, ج3, ص: 79
3- راجع: الحفناوي, تعريف الخلف برجال السلف, ج1-ص67, محمد بن خلوف, شجرة النور الزكية, ص: 285 دائرة المعارف الإسلامية ج1, ص514.
4 راجع: الزركلي, الأعلام, ص: 108/شطوطي, الشيخ عبد الرحمن الأخضري"الكاشف والمنطقي", ص25/ رضا معجم المؤلفين, ج2, ص: 119/
5مولاي بلحميسي, الجزائر من خلال رحلات المغاربة في العهد العثماني, ص: 122.
6 عادل نويهض, معجم أعلام الجزائر من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر, مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر بيروت, ط3, 1983, صك14.
7 أبو القاسم الحفناوي, تعريف الخلف برجال السلف, مؤسسة الرسالة, بيروت, ط2, 1985,ص:زكي خورشيد إبراهيم زكي, أحمد الشناوي, محمد ثابت الهندي, عبد الحميد يونس, دائرة المعارف الإسلامية, ط1933, ج1,ص: 514.
8 زكي خورشيد إبراهيم زكي, أحمد اشناوي, محمد ثبت الهندي, عبد الحميد يونس, دائر المعارف الإسلامية, ط1933, ج1, ص: 514.
9عبد الرحمن الأخضري, السلم المرونق في علم المنطق مع إيضاح المبهم للدمنهوري, مطبعة مصطفى الباي الحلبي وأولاده بمصر, دط, ص:262, الشيخ القويشي شرح سلم الأخضري, مطبعة بن عبد السلام, مصر, ط1950, ص:38.
10الطاهر بقدار, شرح الجوهر المكنون في الثلاثة فنون, ص:5.
11 سركيس, معجم المطبوعات العربية والمعربة, ج1, ص:406.
12أنظر عبد الرحمن الأخضري, شرح الجوهر المكنون في الثلاة فنون (آخر البيان), ص:269
13إلياس سكريس, معجم المطبوعات العربية والمغربية, ج1, ص:406.
14 عادل نويهض,معجم أعلام الجزائر, ص:14 (ذكر سنة الوفاة 953هـ) والمستدرك ص:361/983هـ
15 راجع: عبد الرحمن الجيلالي, تاريخ الجزائر العام, ج3, ص81.
16 بلدية تابعة لدائرة رأس الماء ولاية سطيف.
17 قد بنيت على قبة ذات شأن عظيم هي مزار العديد من أتباع ومريدي الزاوية وسائر الناس وحوله مسجد يحمل اسمه.
18 هو الحسن بن حمد الورتلاني (1125هـ/1193م) من علماء القرن الثاني عشر, يرجع نسبه إلى قبيلة بني قزيلان باقرب من بجاية, من مؤلفاته رحلته المشهورة المسماة بـ"نزهة الأنظار في علم التاريخ والأخبار" وشرح المنظومة القدسية للأخضري.
19 سورة: البقرة, الآية : 65 ।
رضي الله عنه ونور ضريحه وأمدنا من أسراره آمين والحمد لله رب العالمين.
0 التعليقات :
إرسال تعليق