من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل كتاب الدر الوقاد من شعر بكر بن حماد التاهرتي



أولا: تعريف بالمؤلف.
-التاهرتي (200 - 296هـ) ... (815 - 908م)-

هو بكر بن حماد بن سهل (وقيل: صالح، وقيل: سهر) بن أبي اسماعيل الزناتي التاهرتي نسبة إلى تاهرت وهي تيارت الحالية بالجزائر، أبو عبد الرحمن من شعراء الطبقة الأولى في عصره، عالم بالحديث ورجاله فقيه، ولد بتيهرت ورحل إلى البصرة في العراق سنة 217هـ وهو حدث السن، فأخذ عن مسدد الأسدي البصري شيخ أئمة المصنفين الأثبات وأول من صنف المسند بالبصرة وغيره، والتقى بكبار الأدباء فطاحل الشعراء كالشاعر الهجّاء دعبل الخزاعي و علي بن الجهم و أبي تمام الشاعر وغبرهم واتصل بكر بالخليفة المعتصم بالله ومدحه ثم عاد إلى إفريقيا قبل 239هـ فأخذ عن عون بن يوسف الخزاعي وسحنون بن سعد بالقيروان، وفي 247هـ تصدر لإملاء الأدب والعلم بجامعها الكبير فارتحل إليه الكثير من أهل إفريقيا والأندلس للأخذ عنه.

وفي سنة 295 هـ عاد إلى تيهرت فتوفي بعد سنة من عودته(296هـ) في قلعة ابن حمة شمال تيهرت، وهي نفس السنة التي سقطت فيها الدولة الرستمية بيد العبديين، له "ديوان شعر" كبير.

المصدر:

معجم أعلام الجزائر/ لعادل نويهض - ص:58

ومن أشعاره الرائعة هذه القصيدة التي أنشدها حينما قتل اللصوص ابنه عبد الرحمن حينما كان عائدا من إفريقية إلى مسقط راسه تاهرت مصحوبا بولده عبد الرحمن، تعرض لهما لصوص في الطريق بقلعة ابن حمة السالفة الذكر، فجرحوه وقتلوا ولده عام 295هـ، وقد ترك موت ابنه، جرحا عميقا في قلبه ترجمه في هذه القصيدة المبكية، الحزينة التي يقول فيها:

بكيت على الأحبة إذ تولـوا °*° و لو أني هلكت بكوا عليـَّا

فيا نسلي بقاؤك كان ذخرا °*° وفقدك قد كوى الأكباد كيـَّّا

كفى حزنا بأنني منك خلو °*° وأنـك ميـّت وبقيـت حيـَّا

دعوتك بابنيَّ فلـم تجبنـي °*° فكانت دعوتي يأسًا عليـَّا

ولم أكُ آيسًا فيئست لمـَّــا °*° رميت الترب فوقك من يديــَّا

فليت الخلق إذ خلقوا أطالوا °*° وليتك لم تكُ يا بكر شيــَّا

تسرُّ بأشهرٍ تمضي سراعا °*° وتطوي في لياليــهن طيــَّا

فلا تفرح بدنيا ليـس تبقى °*° ولا تأسف عليهـا يا بـنـيـَّا

فقد قطع البقاء غروب شمس°*° ومطلعها عليَّ يا أخـيَّـا

وليس الهـم يجلوه نهار°*° تدور له الفراقـد والثريَّا

(الدر الوقاد من شعر بكر بن حماد ص: 87).



ثانيا: نظرة عامة حول المؤلف والكتاب

يعدُّ بكر بن حمّاد التّـاهرتي في أبرز الشُّعراء المغاربة الَّذين نظموا الشِّعر العربي في تلك البلاد حديثة العهد نسبيّاً بالإسلام واللُّغة العربيَّة، وهو من الَّذين أسّسوا مدرسة شعريَّة زهديّة في المغرب تضاهي المدرسة المشـرقيّة في بغداد التي بلغت ذروتها على يد أبي العتاهية، ومحمود الورّاق وغيرهما.

ولم يُعرف لبكر ديوان شعر مخطوط، بل جاءت أشعاره متفرّقة في المصادر المختلفة، فحاول بعض المهتمّين بالأدب جمع ما تناثر من أشعار بكر في المصادر المخطوطة والمطبوعة؛ فقام الأستاذ محمد رمضان الشَّاوش بأُولى المحاولات الجادّة لجمع شعر بكر في ديوان؛ فجمع له مئة وأحد عشـر بيتاً في كتابه «الدُّرُّ الوقّاد من شعر بكر بن حمّاد»، وصنع للكتاب مقدّمة تاريخيّة قيّمة عن حال المغرب الإسلامي ومدينة تاهرت وحضارتها، ورتّب أشعار الديوان بحسب أغراضها الشِّعرية: باب الوصف، باب الهجاء، باب المدح، باب الزُّهد والمواعظ، باب الاعتذار، باب الرِّثاء. وقام بشـرح ما غمض من المفردات والمعاني، ثم ذَيَّل كتابه بفهارس للأعلام، والقبائل، والأماكن، والقوافي والمصادر والمراجع، ولم يثبت اختلاف الرواية بين المصادر المختلفة، وهي أمور مهمّة في جمع الشِّعر وتحقيقه.

«الدُّرُّ الْوَقَّادُ مِنْ شِعْرِ بِكْر بْنِ حَمَّاد التَّاهِرتِيِّ»
(200-296هـ)
تقاديم وجمع وشرح:
محمّد بن رمضان شاوش- رحمه الله-
(1911-1991م)
الأستاذ بثانوية الحكيم ابن زرجب بتلمسان
- الطّبعة الأولى -
طبع بالمطبعة العلوية بمستغانم (الجزائر)
سنة: 1385هـ/1966م

صفحة التحميل:

هنـــــا

1 التعليقات :

غير معرف يقول...

ملخص الدور الوقاد

إرسال تعليق

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |