من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل مخطوطة المنظومة الكبرى في علم الكلام لسيدي أحمد بن زكري التلمساني.



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مخطوطة المنظومة الكبرى في علم الكلام الموسومة بـ (محصل المقاصد مما به تعتبر العقائد) للإمام العلامة سيدي أبي العباس أحمد بن محمد بن زكري المانوي التلمساني المتوفى سنة 899 هـ وهي بخط أحد علماء توات «أدرار- زاوية ملوكة».

- حجم الملف: 31 ميجا.


رابط التحميل

هنـــــا

~*~*~*~

ترجمة المصنف سيدي أبو العباس أحمد بن محمد بن زكري المانوي التلمساني (...- 899هـ/ ...- 1493م).


علامة تلمسان ومفتيها في زمنه، العالم الحافظ المتفنن الإمام الأصولي الفروعي المفسر الأبرع المؤلف الناظم الناثر، أخذ عن الإمام ابن مرزوق والمفتي الحجة قاسم العقباني والعلامة الصالح أحمد بن زاغو والعالم الأعرف المفتي محمد بن العباس وغيرهم.

ويذكر أنه كان في أول أمره حائكا فدفع له شيخه ابن زاغو غزلا ينسجه له ثم أنه حضرعند ابن زاغو يطلب منه غزلا يكمل به فوجده يدرس ويقرر قول ابن الحاجب وخرج في جميع قولان، فأشكل معناه على الطلبة وعسر عليهم فهمه فقال له ابن زكري أنا فهمته ثم قرره أحسن ما ينبغي فقال له الشيخ مثلك يشتغل بالعلم لا بالحياكة، وكانت أم ابن زكري أيما فذهب إليها الشيخ ابن زاغو وحثها أن تحرص ولدها على طلب العلم، فاشتغل حينئذ بالعلم فكان منه ما كان.

وله تآليف كتآليف في"مسائل القضاء والفتيا" و"بغية الطالب في شرح عقيدة ابن الحاجب" و"المنظومة الكبرى في العلم الكلام" أسماها بـ (محصل المقاصد مما به تعتبر العقائد) وهي تنيف على ألف وخمسمائة بيت، وغيرها وله فتاوى كثيرة منقولة في"المعيار" وغيره، توفي في صفر سنة 899 قاله الونشريسي في "وفياته".

وقال تلميذه أحمد بن أطاع الله توفي سنة 900، وأخذ عنه الخلق من أجلهم الإمام أحمد زروق والخطيب العلامة محمد ابن مرزوق حفيد الحفيد، والشيخ العالم أبو عبد الله الإمام محمد بن العباس وغيرهم ووقع له منازعة ومشاحنة مع الإمام السنوسي في مسائل، كل منها يرد على الآخر لولا الخوف الإطالة لذكرنا بعضها اهـ.

وفي "البستان" مات أبوه وتركه صبيا في حضانة أمه ثم إن أمه أتت به تعلمه الصنعة وأدخلته في طراز عند معلم ليتعلم الحياكة وبقي عنده حتى تعلم النسيج ثم إن الولي الصالح سيدي أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن زاغو أتى بغزل يسنجه عند المعلم، فسمع سيدي احمد بن زكري يغني فأعجبه حسن صوته، فقال: ما أحسن هذا الصوت لو كان صاحبه يقرأ، ثم انه سأل عن المعلم فلم يجده فأعطى الغزل للمتعلم (ابن زكري)، وأوصاه فقال له: قل لمعلمك يقول لك ابن زاغو: اسنج لي هذا الغزل فلما أتى المعلم أخبره بالقصة، وسفح المعلم الغزل، وصار ينسجه فخصت الطعمة، وبعث متعلمه سيدي أحمد بن زكري يأتيه بالطعمة فوجد الشيخ في المسجد يقرئ الطلبة ابن الحاجب الفرعي في مسألة ثوب الحرير والنجس، وهو قول ابن الحاجب فإن اجتمعا فالمشهور ابن القاسم بالحرير، واصبغ بالنجس فخرج في الجميع قولين فقررالشيخ مسألة التخريج للطلبة فلم يفهموها وفهمها سيدي أحمد بن زكري قال له ابن زكري: يا سيدي فهمت تلك المسـألة فقال له الشيخ: قررها لأعلم كيف فهمتها فقررها له فقال له بارك اله فيك يا ولدي فقال له أين أبوك؟ فقال له: مات، و أمك؟ فقال له حية وما أجرتك في الطراز؟ فقال له نصف دينار في الشهر، فقال له: أعطيك نصف دينار في كل شهر، و ارجع يا ولدي تقرأ وسيكون لك شأن وقال له: أين أمك نذهب إليها؟ قال له نعم، فذهب معه إلى العجوز في دارها، وقال لها ولدك هذا ما أجرته في طراز؟ قالت له: نصف دينار في كل شهر، قال لها: أنا أعطيك مسبقا في كل شهر نصف دينار ونرده يقرأ، فقالت له: أو تنصفني فيه؟ قال لها: نعم و أخرج النصف من جيبه ودفعه لها وشرع يقرأ ثم بعد مدة مات شيخه سيدي أحمد بن زاغو فانتقل سيدي ابن زكري إلى سيدي محمد بن أبي العباس في العباد يمشي من تلمسان كل يوم صباحا و يروح مساء ثم انه في يوم من الأيام نزلت ثلجة كبيرة فذهب ابن زكري على عادته يقرأ دويلته على سيدي محمد ابن أبي العباس ثم إنه رضي الله عنه استصعب الذهاب إلى تلمسان والرجوع من الغد في الثلج ولم يقدر أن يبطل دويلته، فلما خرج الشيخ لداره خرج خلفه حتى دخل الشيخ فدخل خلفه والشيخ لم يشعر به ثم إن فرس الشيخ مربوط في الاسطوان، والتبن أمامه فرقد في التبن في المِذود وإذا بالخادم جاءت بالتبن للفرس فوجدته نائما ورجعت للشيخ وقالت له: هذا رجل راقد في تبن الفرس، فخرج الشيخ فوجده نائما وأيقظه فعرفه وقال له يا ولدي ما حملك على هذا؟ قال له: يا سيدي البرد، فقال له وهلا أعلمتني ثم أن الشيخ بعث إلى السلطان رحمه الله، وطلب منه أن يكتب لسيدي أحمد بيتا في المدرسة، فكتب له البيت برتبته وفرشه وسمنه وزيته ولحمه، وجميع ما يمونه وهذا كل من بركة العلم والحرص في طلبه، لخبر "تكفل الله برزق الطالب العلم، يأتيه من غير تعب، ولا مشقة وغيره لا يناله إلا بالتعب والعناء والمشقة" وهذا كله من دعاء الشيوخ له ورضاهم عن خدمته.

ويحكى أنه ذهب مع الطلبة لجبل بني ورنيد لشراء الفحم للشيخ سيدي محمد بن أبي العباس فحملوه على الدواب، فنزل عليهم مطر وابتل الفحم في الطريق فلم تقدر الدواب على حمله، فجعل ابن زكري الفحم في حائكه وحمله على ظهره وزاد عليهم المطر وصار حائكه أسود كله بالفحم فلما أقبل على الشيخ سيدي محمد ابن أبي العباس في تلك الحالة صاح الشيخ صيحة عظيمة وضمه إلى صدره، ودعا له بالفتح.

وكان رضي الله عنه مشتغلا بالعلم والتدريس يكرر المسالة الواحدة ثلاثة أيام وأربعة حتى يفهمها الخاص والعام وانتفع به المسلمون كلهم وجميع من يحضر مجلسه إلا طالب واحد لم يحصل له شيء لأنه كان يقول ابن زكري كل يوم يعاود المسألة ولم يكن منه شيء.

ومن مؤلفاته "شرح الورقات" لإمام الحرمين أبي المعالي في أصول الفقه وممن أخذ عنه سيدي أحمد بن الحاج المنوي أصلا الورنيدي دار اهـ. باختصار.


«صورة من مقدمة مخطوط شرح الورقات لإمام الحرمين»

أقول: وقد شاع أن صاحبنا الفقيه النحوي الشيخ ابن زكري محمد السعيد الزواوي المدرس في المدرسة الثعالبية، ينتسب إلى المترجم لأنه من قرية ءايت زكري ومعنى ءايت في لسانهم ابن والناس مصدقون في أنسابهم.

المصدر:

تعريف الخلف برجال السلف لسيدي أبو القاسم الحفناوي.

3 التعليقات :

غير معرف يقول...

بارك الله على المخطوط النفيس، وننتظر منك المزيد.

sofiane يقول...

بكالوريا الجزائر
http://www.bacdz.org

سعيد يقول...

أحسن الله إليك سيدي الفاضل على هذا المخطوط النفيس والنادر، ولدي طلب هذا بعد إذنك فقط لو تكرمت ورفعت لنا المخطوط الثاني (شرح الورقات لإمام الحرمين) الذي أدرجته في آخر هذه الترجمة.

إرسال تعليق

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |