كتاب المطرب بمشاهير أولياء المغرب
تأليف: الشيخ العلامة سيدي عبد الله بن عبد القادر التليدي
الطبعة: الرابعة 1424هـ 2003م
دار الأمان للنشر والتوزيع الرباط المملكة المغربية.
مقدمة المؤلف:
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه، الحمد لله رب العالمين وصلواته وسلامه على سيدنا محمد خاتم الأنبياء وإمام المرسلين وقدوة الأولياء والمتقين ورضي الله تعالى عن آله الطاهرين الأكرمين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فأن كل من قرأ سيرة الصوفية ودرس أحوالهم ووقف على تراجمهم وطالع كتبهم تحقق بأن التصوف هو روح الإسلام وسره وأنه ليس بشيء أجنبي عن المسلمين وعن دينهم كما يفهمه بعض أبنائه الجاهلين خطا وإنما هو سر الدين ولبه الذي كان عليه الصحابة وسلفنا الصالح رضي الله عنهم.
فالصوفية حياهم الله تعالى لا يزيدون على كونهم يسعون في التحقيق بمقام الإحسان الذي هو سر الإخلاص ويعملون للوصول إلى مقام المراقبة ثم المشاهدة المعبر عنها الحديث الشريف بـ (( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) حيث يصلون إلى التحقيق بالعبودية الكاملة الخالصة التي جاء بالدعوة إليها نبي الإسلام، والتي كان أصحابه فمن بعدهم منصبغين بها، فمن فهم التصوف على غير ما ذكرناه، فقد فهمه محرفا، وهذه كتب القوم من ألفها إلى يائها لا تخرج عن الدعوة إلى التحقيق بما ذكرناه فحية الصوفية هي عبارة عن سليلة ذهبية من العهود والتوجيهات والوصايا والإرشادات والتطبيق القولي والعملي و الإعتقادي والحالي، وما أسست الزوايا وأقيمت إلا لهذه المهمات، فليست الزوايا إلى مدارس عملية وأخلاقية وتهذيبية يتخرج منها جماعات إثر جماعات من المؤمنين الصادقين المخلصين المحبين، بينما المساجد العامة يتخرج منها أقوام غير مستقيمين أحيانا.
..... إلى أن يقول:
- نعم إننا لا ننكر أن طرق القوم قد دخل فيها متطفلين، وظهر فيها أدعياء ودخلاء بعيدين عن أهلها الصادقين المخلصين بُعد ما بين السماء والأرض، ولكن ذلك لا يضر الطريق ولا يشينها ومن حاول انتقاد طريق الصوفية في أهلها من الانحراف والميوعة فلينتقد أصل الإسلام وليطعن فيه، لأن أهله المنتسبين إليه اليوم قد خرجوا عنه ونحلوا منه وكفى بذلك خطأ.
وإنني أتعجب كثيرّا وكثيرّا ممن ينكرون التصوف اليوم وهو من الدين، ويناصبونه وأهله العداوة ويرمونه من كل جهة ومكان ويوجهون إليه سهام المطاعين ويحملون عليه حملة شعواء لا يحملونها على الشيوعية واللاّدينة، .....
..... إلى أن يقول:
- وستتجلى للقارئ الكريم هذه الأوصاف بأجلى مظهر في غضون هذا الكتاب الذي ضمناه تراجم جملة من أكابر أولياء مغربنا ومشاهير شيوخه الذين كانت لهم الآثار العظيمة الخالدة في الإصلاح البشري والنهضة الروحية وتربية أجيال وأجيال من أبناء هذا القطر العزيز وغيرهم، وتهذيب أخلاقهم وإحياء أروحهم وسيجد القارئ خلال ترجمهم حكما رائقة ووصايا نافعة وتأييدات منعشة ونبذّا من سلوكهم ومجاهدتهم ورياضاتهم في طريق الله عز وجل وما إلى ذلك من معارفهم وأحوالهم وطرف حكاياتهم، وفي ذلك فوائد لا تخفى على اللبيب.
الكتاب يقع في حدود 256 صفحة.
التحميل