بسم الله الرّحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيد الأولياء و العارفيين، سيدنَا محمد و على أصحابه و أتباعه بإحسان.
و الصلاة و السلام على سيد الأولياء و العارفيين، سيدنَا محمد و على أصحابه و أتباعه بإحسان.
ولد الأستاذ الشيخ سيدي علي البوديلمي في 15 جوان 1909م بالمسيلة، وهو ابن الشيخ سيدي محمد بن عبد الله شيخ الطريقة الرحمانية الخلوتية بن عبد القادر بن بوزيان بن مبارك بن الموهوب، الذي يتصل نسبه بالقطب الكبير المشهود له بالشرف والصلاح، سيدي محمد بن عزوز الديلمي العلامة الشهير المذكور في البستان من علماء تلمسان। قرأ الأستاذ المذكور القرآن، وجمعه في السابعة من عمره في زاوية أبيه، وتلقى مبادئ العلوم عن والده، وعن جماعة من العلماء المتعاقبين بالزاوية، ثم انتقل إلى المعهد القاسمي ببوسعادة، فمكث فيه نحو سنة، ثم ارتحل إلى قسنطينة فزاول دروسه على رجال فطاحل في العلم، كالأستاذ عبد الحميد ابن باديس، نحو سبع سنوات ونصف، وولي الله العالم الشيخ أحمد الحبيباتني، والعلامة السيد الزواوي الفاكون، والفقيه الشيخ الطاهر ذكوطة، والشيخ يحي الدراجي، فلازم هؤلاء المشايخ سنين عديدة بجد واجتهاد متوال، حتى تحصل منهم على الإذن التام، وأجازوه بخطوط أيديهم، ثم هاجر مرة أخرى إلى تونس لجامع الزيتونة، فاستكمل معارفه هناك، على مشايخ إختارهم لنفسه، وواضب على مجالسهم، كالأستاذ مناشو، والأستاذ بن القاضي، والأستاذ أبى الحسن النجار، والأستاذ الزغوتيني، والأستاذ بالخوجة، والأستاذ المختار بن محمود، والأستاذ شيخ الإسلام الطاهر بن عاشور في التفسير سنوات عديدة.
---------
ثم هاجر إلى المغرب الأقصى، فأخذ الحديث رواية ودراية، وأجيز من محدث المغرب وعالم الدنيا الشهير، العالم الأوحد الشيخ عبد الحي الكتاني رحمه الله، والحافظ سيدي أبي شعيب الدكالي في المشرق، والشيخ مولاي عبد الرحمن بن زيدان، والعلامة المرحوم الوزير الحجوي بمكناس، والشيخ العلامة محمد بن المؤقت المراكشي في داره بمراكش والأستاذ الأكبر قاضي سوس، والشيخ الهاشمي الفلالي في موطأ الإمام مالك رحمه الله، والأستاذ صالح بن الفضيل بالحرم النبوي الشريف، والعلامة الأشهر الشيخ سيدي حسن العلاوي المالكي المدرس بالحرم المكي، وبعد رجوعه إلى مسقط رأسه بعد مزاولة دروسه أسس الأستاذ البوديلمي جريدة أسبوعية سماها "الذكرى"، وله تآليف عديدة، وتلاميذ كثيرون في كل العالم وزواياه في كل الأقطار العربية الإسلامية بل وحتى في أوروبا ،آسيا و أمريكا وغيرها.
---------
وكان إمام الجامع الأعظم بتلمسان ومفتي الديار التلمسانية وختم تفسير القرآن في ظرف عشرين سنة في الجامع المذكور، ورفع راية الإسلام أيام كانت الجزائر في حاجة إلى أبنائها، ولما تضلع وتشبع واستكمل من كل الفنون العلمية شرقا وغربا رغبه والده المقدس روحه سيدي محمد بن عبد الله، بأن يتصل بصوفي وقته وزمانه وعصره الخطير وصوفي القرن العشرين، أستاذنا سيدي أبي العباس أحمد بن مصطفى العلوي رحمه الله بأن يأخذ عنه علم التصوف والإسم الأعظم، وفعلا انتقل أستاذنا العزيز سيدي علي البوديلمي إلى مدينة غليزان مدرسا، وبدعوة من أهاليها بعدما كانت هناك مكاتبات في الموضوع، إلى أن جاء اللقاء بينه وبين الأستاذ العلاوي رحمه الله، فأخذ عنه العهد والإسم فكان منه ما كان فهو بحق مشعل رباني، وهو أيضا آخر القافلة، فقد جمع الله له علمي الحقيقة والشريعة، فهو عالم لهذا العصر بدون منازع.
---------
رضي الله عنه وأرضاه و وعطر قبره الشريف