من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

الطريقة الخلوتية الرحمانية بقلم سيدي عبد القادر عثماني




بسم الله الرحمن الرحيم



بسم الله و على بركة الله ، و أصلي و أسلم على خاتم أنبياء الله ، محمد بن عبد الله و على آله و أصحابه الطاهرين ، و رضي الله على العلماء العاملين
أيها المشايخ العظام ، أيها العلماء الأعلام ، أيها الحاضرون الكرام ، أيها المحبون في الله ، أيها المجتمعون في هذه القلعة الحصينة بتقوى الله و رضوانه ... السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
في هذا الحصن المنيع المنور بما يتلى فيه من كتاب الله ، و بما يدرس فيه من علوم شرع الله ، و بما يردد فيه من ذكر الله و حلقاته التي أمر الرسول صلى الله عليه و سلم أن يرتع فيها من وجدها .
في هذه الزاوية العامرة التي يتنور الداخل إليها بما فيها من أسرار و أنوار السلف الصالح ، الذي على قدوتهم و طريقتهم و ثمرة من ثمرات شجرتهم الطيبة سيدي عبد المجيد حملاوي حامل لواء الطريقة الخلوتية الرحمانية ، الذي جمعنا لنتذاكر و نتدارس و نبحث في صفحات التاريخ الخلوتي و نذكر بماضيها المجيد لنغرس حبها في نفوس الجيل الجديد ، و إني لسعيد أن سهل الله لي حضور هذا الملتقى ، و كلفت بالتكلم في حياة و طريقة شيخ الخلوتية في ربوع هذا الوطن شيخنا و شيخ مشايخنا سيدي محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن يوسف بن أبي القاسـم بن علي بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن طلحة بن جعفر بن محمد العسكري بن عيسى الرضى بن موسى المرتضى بن جعفر الصادق بن محمد الناطق عبد الله بن حمزة بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، الأزهري مجاورة ، الاسماعيلي عرشا ، القشطولي قبيلة ، الزواوي إقليما . هكذا يعرف نفسه في رسائله و إجازاته .
ولد حوالي 1130 هـ ، و بدأ دراستـه بزاويـة الشيـخ الصديـق و أعراب نايث اراثن ، ثم انتقل إلى الجزائر ، و منها إلى الأزهر الشريف بالقاهرة ، حيث أقام بها أكثر من ربع قرن طالبـا علمـي الشريعـة و الحقيقـة على يد علمـاء عصـره ، فيقـول – قدس الله سره – عن نفسه مبينا سنده في علم الشريعـة : " أخـذت الفقه و علومه عن شيخنا العلامة صاحب التصانيف النافعة الشيخ علي بن أحمد الصادق العدوي و هو عن جماعة منهم السيد محمد السلموني و الشيخ عبد الله المغربي كلاهما عن سيدي محمد الخرشي و سيدي عبد الباقي الزرقاني و هما عن نور الدين سيدي علي الأجهوري و برهان الدين سيدي إبراهيم اللقاني و هما عن شيخ المالكية الشيخ سالم السنهوري عن الشيخ علي السنهوري و أبي الحسن الشاذلي عن العلامة الباسطي عن تاج الدين بهرام الدميري عن شيخه العلامة خليل بن إسحاق عن شيخه سيدي عبد الله المنوفي و قد أخذ الشيخ علي السنهوري المذكور عن الشيخ طاهر بن علي بن علي بن محمد النوري عن الشيخ حسن بن علي عن أبي العباس أحمد بن عمر بن هلال الربعي عن فخر الدين بن المخلصة عن أبي حفص عمر بن فراج الكندي عن أبي محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندري عن أبي بكر محمد بن الوليد خلف الطرطوشي عن أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي عن الإمام مكي القيسي الأندلسي عن الإمام أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني عن الإمام أبي بكر محمد بن اللباد الإفريقي عن الإمام يحي الكناني عن الإمام سحنون و الإمام عبد الملك عن الإمام عبد الرحمن بن القاسم العتقي المصري و الإمام أشهب بن عبد الله العامري القيسي و هما عن الإمام مالك بن أنس إمام الأئمة عن ربيعة و نافع مولى ابن عمر و تفقه ربيعة عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم و تفقه نافع عن مولاه عبد الله بن عمر كلاهما أي : أنس و عبد الله عن سيد أهل الدنيا و الآخرة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب و هو قد حمل الوحي عن رب العالمين بواسطة الأمين جبريل عليه السلام .
أما سنده في علوم الحقيقة و هي سلسلة الطريقة الخلوتية فقد أخذها عن محمد بن سالم الحفناوي عن مصطفى البكري بن كمال الدين الصديقي عن عبد اللطيف الخلوتي الحلبي عن مصطفى الأنداوي عن أفندي قارا باشا عن الشيخ إسماعيل الجرمي عن محي الدين القسطوني عن شعبان القسطوني عن خير الدين التوقادي عن جمال سلطان الشهير بجمال الدين الخلوتي عن محمد بهاء الدين الشيرازي و يقال الإرنجاتي عن يحي الباكوبي عن صدر الدين الجياني عن الحاكم عز الدين عن محمد امبرام الخلوتي عن عمر الخلوتي عن محمد الخلوتي عن إبراهيم الزاهد الكيلاني عن جمال الدين التبريزي عن شهاب الدين محمد الشيرازي عن محمد النّجاشي عن قطب الدين الأبهري عن أبي النجيب السهروردي عن وجيه الدين القاضي عن محمد البكري عن ممشاد الدينوري عن أبي القاسم الجنيد سيد الطائفة البغدادية عن السري بن المغلس السقطي عن معروف بن فيروز الكرخي عن داود بن نصير الطائي عن حبيب العجمي عن الحسن و الحسين و الحسن البصري وكميل الذين لقّنهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن سيد أهل الدنيا و الآخرة محمد بن عبد الله عن جبريل عليه السلام عن رب العزة . هذه سلسلة الطريقة الخلوتية الرحمانية .
فلما رأى الشيخ الحفناوي من تلميذه الأزهري محمد بن عبد الرحمن تمكنه من العلم و اقتداره على التربية و التوجيه و لمس فيه الصلاح للدعوة إلى الله كلفه بالذهاب إلى السودان للقيام بالدعوة إلى الله و تربية العباد تربية يعتمد فيها على الكتاب و السنة النبوية ، فنجحت دعوته نجاحا كبيرا و انتشرت أفكاره و تعاليمه انتشارا واسعا ، إلى أن دعاه شيخه للعودة إلى مصـر ، حيث أجـازه و دعا له دعوات ظهرت أسرارها و سطعـت أنوارهـا ، و في سنة 1183هـ /1769 م أمره شيخه بالرجوع إلى وطنه الجزائر ، فقصد مسقط رأسه آيت اسماعيل الذي أسس فيها زاوية لتعليم القرآن ، و نشر العلم ، و تلقين الطريقة الخلوتية ، فذاع صيته و قصده المريدون و المتعلمون لما بلغ عنه من سعة في العلم و طيبة خلق و حسن معاملة ، ثم أرتأى أن الإقامة في المدينة أوسع لنشر العلم و بث الطريقة ، انتقل إلى الجزائر العاصمة و أقام زاوية بضاحية " الحامـة " امتد إشعاعها و قصدها الطلاب و المريدون و الزوار من كل الأنحاء ابتغاء ما كان يدعو إليه الشيخ ، و يقوم به من معالجة النفوس و تطهير للقلوب ، و إبداء النصائح لتصفيتها من الكبر ، و العجب ، و الحسد ، و المكر ، و الابتعاد عن البدع و الخرافات ، يقول في وصيـتـه : " عليـك باتبـاع السنـة و الكتـاب فإنـهما الطـريق الموصـل إلى الله تـعـالى " ( ).
و قد كان يحث أتباعـه و مريديه على طلب العلم ، و يراه الطريق الصحيح للعبادة ، و العبادة بدون علم لا عبرة بها كما جاء هذا في رسالة بعث بها الشيخ بن عزوز البرجي أحد تلاميذه في أثنائها قال : " عليكم بمراتب الطريقة إلى الله تعالى و هي ثلاثة : شرعية، و طريقة ، و حقيقة " .
فالشرعية العلم الذي يجب على كل مكلف معرفته ، و الطريقة هي القصد إلى الله تعالى بذلك العلم و هو السير إليه تعالى و هو العمل لأن علما بلا عمل لا يسمى علما كما أن عملا بلا علم لا عبرة به فهما متلازمان ، و أما الحقيقة فهي الثمرة و هي الوصول إلى المطلب و منها مشاهدة النور المطلوب و منها قول أبو بكر رضي الله عنه : " ما رأيت شيئا إلا رأيت الله تعالى فيه " ، فالوصول وصول عظمة و افتقار لا وصول مسافة و انتظار .
و مما اختص به رضي الله عنه أنه كان يقدم العلم و الوصايا لتلاميذه و رواده كل حسب فهمه و طاقته العلمية و العقلية ، يخاطب الناس بما يفهمون ، فرغب الناس في الاستماع إليه فعم النفع بإرشاده الخواص و العوام ، فأرشد الله على يده و بعلمه و طريقته الضالين ، و هدي الحائرين ، لأنه من أولئك الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما : " خيـاركـم من تذكـر بالله رؤيـتـه ، و زاد في عملـكـم منطـقـه ، و رغبكـم في الآخـرة عـمـلـه " . و إذا كان الشيخ رحمه الله لم يرزق بأبناء صلبه فإن الله عوضه بما تخرج عليه من مشايخ ، يذكر صاحب كتاب " تعريف الخلف برجال السلف " أن الذين تخرجوا على يده أربعة و عشرون وليا ، و قد قام تلاميذ الشيخ ابن عبد الرحمن بنشر الطريقة و العلم ، في ربوع الوطن و خارجه بما كونوا من مراكز إشعاع و زوايا لتلقين مبادئ الطريقة الرحمانية و تعليم القرآن و العلوم الشرعية ، و مما امتاز به هؤلاء الشيوخ من العلم و العبادة و الزهد في الدنيا و حب الخير للجميع ، جعل قلوب العباد تطمئن لمعاملتهم ، و النفوس تهدأ لهم ، فكسبوا بذلك محبة و احترام الجميع ، فصاروا المرجع في العبادات ، و أصحاب الرأي و المشورة في المعاملات ، و أولي الكلمة المسموعة في فك الخصومات الكل يرضى بحكمهم ، و يخضع لرأيهم و ينقاد لأمرهم ، و مع هذا فقد كان شيخهم ابن عبد الرحمن لا يغفل عن مراسلتهم ، يوجه لهم النصائح و الإرشادات ، و يذكرهم بتقوى الله في كل معاملاتهم و كل حركاتهم و سكناتهم ، نلمس هذا في رسالة وجهها للشيخ محمد بن عزوز البرجي ، فبعد الحمدلة و التحيات قال :" اعلم أيها الحبيب على الله تعالى أن الأعمار مراحل ، و الأعمال منازل ، و التقوى دليل ، و الصدق سبيل ، و التوحيد مقصود ، و السوى مفقـود ، و دوام الذكر استغراق في المعبود ، و عدم الوقوف مع الواردات وسيلة الشهود ، و إن الله تعالى غيور و العبد عثـور " ، و لم يفارق الدنيا حتى رأى ثمرة عمله و توجيهه في نجاح تلاميذه الذين عوضه الله بهم عن أولاد الصلب .
فكانت وفاته رضي الله عنه عام 1208 هـ / سنة 1793 م رحمه الله رحمة واسعة ، فلم يفارق الدنيا حتى رأى انتشارا واسعا للطريقة ، التي اتبعها الخواص قبل العوام نظرا لما اتسمت به الطريقة الخلوتية الرحمانية من تطبيق للدين الصحيح ، و اقتفائها للسنّة النبوية الشريفة ، و انتسب إليها و دخل فيها و قام بنشرها علماء و فقهاء أجلاء ، ففيهم من اشتهر بالانتساب إليها أمثال الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي صاحــب التآليف و التصانيف المختلفة العلوم و الفنون ، و الشيخ عاشور الخنقي ، و الشيخ محمد أبي القاسم الحفناوي صاحب كتاب " تعريف الخلف برجال السلف " ، …، و غيرهم كثيرون مما لا يمكن حصرهم ، و منهم من لم يشتهر بالانتساب للطريقة و لم يذكر اسمه بين الأتباع و المريدين ، و لم يطلع عليه إلا القليل كالشيخ المكي بن عزوز البرجي صاحب التآليف الكثيرة و الرسائل و القصائد ، تولى القضاء بنفطة بالبلاد التونسيــة و درّس في جامع الزيتونة بتونس ، و تولى الإفتاء بالأستانة ، أي : كان مفتيا للديار الإسلامية ، كما أن لهذا الشيخ كتابا سماه " السيف الرباني في عنق المعترض على الشيـخ الجيـلالي "، و له منظومة سماها " وسيلة الأمان في مناقب الشيخ علي بن عثمان " .
مطلعها :
حمدا لباسط الأنام في الورى ** ما دامت الأشراف في الدنيا ترى
إلى أن يقول :
كشيخنا طود الأسانيد علي ** هو ابن عثمان زكي العمل
محي طريق: جـده التهامي ** صلى عليه خالـق الأنـام
كما قام الشيخ المكي بالرد على الشيخ رشيد رضا لما أنكر كرامات الأولياء فمما جاء في الرد : " أنتم تعلمون أن الكرامة ثابتة عند أهل السنة قاطبة حتى الإسفرايني و القشيري المروي عنهما البحث في شأن الكرامة ما أنكراها ، و إنما قالا أنها لا تبلغ مبلغ المعجـزة ، و بعضهم اشترط أن لا تتوالى و لا تترادف ترادفا يجعلها عادة و فيه نظر ، و كلاهما الآن في جواز وقوعها إمكانا و سنة لا في عوارضها ، و إرشاداتكم على طريقة السلف الصالحين في الاعتقاد ، و هل نطـق بذلك أحد من أهل القرون الثلاثة ؟ فتأملوا المسألة فإن خطرها كبير ، و الماديون و الطبيعيون بالمرصاد ، فإذا سمعوا علماء الملة يقولون بعدم خرق العادة ، فيا بشراهم يبنون على هذا الأساس الموهوم ما شاءوا لأن مذاهبهم انعزال الخالق جل جلاله عن التصرف في العالم استغناء بالطبيعة ، أعاذنا الله و إياكم من الضلالة و بالله التوفيق " .
و لما توفي الشيخ المكي رحمه الله رثاه الشيخ الطيب العقبي بقصيدة تشمل على خمسين بيتا قدم لها بقوله : " و هذه قصيدة قلتها بالمدينة المنورة أرثي بها العلامة الشيخ محمد المكي بن عزوز دفين دار السعادة لما بلغني خبر وفاته ، و كان مما يعز علي كثيرا لما بيني و بينه من المؤانسة و عظيم الوداد ، و لم أرث أحدا قبله فهي أول مرثية لي .
قال في مطلعها :
هي الدار في أحداثها تتجرم * سرور فأحزان فعـرس فمأتم
إلى أن يقول :
بكت سنة من بعده و تألمت * فقد كان إن مست لها يتألم
و يختمها :
عليك سلام الله حيا و ميتا * فآخر عهدي أنني بك مغرم " .
و مثله الشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله – فقلّ من يعرف انتسابه للطريقة الخلوتية الرحمانيـة و تفانيه في خدمتها و محبتها ، و محبة مشايخها أحياء و أمواتا ، و الاعتقاد في بركتهم ، و الدليل على هذا إشرافه على تصحيح الطبعة الثانية لـ " المنظومة الرحمانية في الأسباب الشرعية المتعلقة بالطريقة الخلوتية " نظم الشيخ عبد الرحمن باش تارزي يقول الشيخ عبد الحميد في آخر الكتاب : " ندبني الشيخ المذكور مصطفى باش تارزي إلى إعانته على نشر المنظومة الرحمانية بالوقوف على تصحيحها فلبيت طلبه راجيا من وراء ذلك أن يتذكر الإخوان ما عليهم في هذا الطريق الشرعي من الأدب العملي و العلمي ، و يعلموا أنهم لا يكفيهم في ترقية نفوسهم مجرد الانتساب الإسمي ، فيدعوهم ذلك إلى العلـم و التعلم اللذين لا سعادة في الدارين بدونهما و لا تقدم ، فيفقهوا حينئذ حقيقة الدين و ينتفعوا بنصائح المرشدين ، و يكونوا يوم ذلك إن شاء الله تعالى من المهتدين ، و الله المسؤول أن يهب التوفيق و النفع و الثواب لكل ساع في خير المسلمين آمين ، و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين " .
و تحت عنوان خاتمة الطبع بقلم المصحح :
" الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على جميع الأنبياء و المرسلين و الآل و الصحابة أجمعين و جميع التابعين بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد : فقد تم طبع المنظومة الرحمانية ذات الأسرار الربانية الجامعة لأصول الطريقة الخلوتية ، و آداب التربية الشرعية الدالة على علم ناظمها و بركته بما نفع الله بها من أتباعه و تلامذته ، حتى نفدت طبعتها الأولى مع شرحها ، فكثرت الرغبات ، و توالت الطلبات في إعادة طبعها لتعميم نفعها ، فقام بذلك على نفقته العالم البركة الخير الثقة شيخ شيوخ الطريقة الخلوتية بقسنطينة اليوم المتحلى من أخلاق أسلافه بالنفائس الغالية السوم الشيخ سيدي مصطفى ابن الشيخ سيدي محمود ابن الشيخ سيدي الحاج محمد ابن الشيخ سيدي محمود ابن الشيخ الأكبر سيدي الحاج عبد الرحمن باش تارزي زاده الله من بره و توفيقه و سدده في سلوك طريقه بمنه آمين .
و لنحل هذه الخاتمة بكلمات وجيزة في ترجمته فنقول : لا زال هذا الرجل معروفا من شبابه بجمال العفة ، و حسن السمت ، و مكارم الأخلاق ، و الحياء التام ، و التواضع الفطري مع جميع الناس .
اعتنى بتربيته أبوه الشيخ سيدي محمود ، ثم ابن عم جده الشيخ سيدي الحاج السعيد ، فحفظ القرآن الكريم ، و قرأ العلم و تأدب بآداب الطريق و شبّ على الأخلاق الكريمة اللائقة بمثله ، في كرم مجده و شريف تربيته ، و ما هو مترشح له من الجلوس على سجادة الطريق ، و تهذيب الإخوان حتى نال بذلك المنزلة الرفيعة من قلوب عارفيه عموما ، و أهل الطريقة خصوصا .
و في رجـب عام 1329 هـ ولي خطـة الخطابة و الإمامة بالجامع الأخضر الحنفي ، بعد وفاة الشيخ سيدي السعيد الذي كان إماما خطيبا بالجامع الكتاني الحنفي .
و في شوال 1335 هـ جلس على سجادة الطريقة الخلوتية بعد وفاة عمه الشيخ البركة سيدي الحاج أحمد عليه الرحمة و الرضوان ، و له في الإذن بتلقين ذكر الطريقة الخلوتية إجازتان تتصلان بالقطب الأكبر و الغوث الأشهر الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن القشطولي الأزهري دفين الجزائر ، الذي أتى بالطريقة الخلوتية إلى وطن الجزائر من ديار مصر " .
نقلت حرفيا من آخر المنظومة الرحمانية مطبعة النجاح .
أما كتاب "دراسات في الأدب العربي القديم" للدكتور عبد الله حمادي أثبت فيه رسائل من الشيخ عبد الحميد بن باديس إلى الشيخ الطاهر العبيدي أحد كبار علماء الجزائر و سيد من سادات الطريقة الرحمانية له رسالة منظومة في الدعوة إلى الطريقة العزوزية الرحمانية المعروفة بالنصيحة العزوزية .
يقول في مطلعها : إن ترد عزة و فضل مزيه * فتلق الطريقة العزوزية
جاء في الرسالة التي بعث بها الشيخ عبد الحميد إلى صديقه الشيخ الطاهر العبيدي هذا نصها : " بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و آله و سلم ، إلى حضرة علم العلم و الفضل ، و معلم الكرم و النبل ، التقي الطاهر ، الأثواب السري البارع للأدب ، مستحق الشكر منا بما له علينا من سابق الأيدي العلامة الشيخ سيدي أبي الطيب الطاهر العبيدي ، أدامه الله بدرا طالعا في هالة درسه ، و غيثا هامعا في ربع العلم ، من بعد طمسه حتى وحشة قطره بأنسه ، و يحقق من بساتين تلاميذه ثمرات غرسه آمين .
وبعد : سلام كما تفتحت الأزهار في نسمات الأسحار ، و تحية تحيي قديم التذكار و إن شطت الديار ، فإني كتبته إليكم من حضرة قسنطينة ، يوم قدومي من رحلة كنت أعملتها من ناحية الجزائر و تلمسان ، لزيارة الأحياء و الأموات من العلماء و الصلحاء و أعيان الزمان ، فتشرفت بسادات كثيرين منهم العلماء و الصالحين ، و من أعظم الجميع قدرا و أشهرهم ذكرا ، سيدي أبي مدين الغوث ، و سيدي محمد السنوسي بتلمسان ، و سيدي محمد بن عبد الرحمن ، و سيدي عبد الرحمن الثعالبي بالجزائر ، و دعونا للمومنين عامة و إخواننا أمثالكم خاصة ، بما نرجو من الله تعالى فيه القبول و بلوغ المأمول ، و ذكرت لكم هذا لما أعلمه فيكم من محبة الصالحين ، و إن أمكنت لي الفرصة إن شاء الله تعالى كاتبتكم عن هذه الرحلة بمزيد تفصيل ، و وافى كتابكم في غيابي في هذه الرحلة ،، فلما قدمت و قبلته كرمته على غيره و قبلته ، و كان ما داخلني من السرور ، لكون خطابه مخففا لما غشيني من الخجل لمرّ عتابه ، و لك العتبى يا سيدي فيما ذكرته و منك الفضل فيما به ابتدأت و تفضلت فقد باغتتني القصيدة الغراء التي راقت و رقت و استوجبت الحمد ، و استحسنته ، فنظرت إلى أوصافك الكريمة ، فحليتني بها و نسبتني إليها ، ببركة محبتك الخالصة ما ظننت ، و يجازيك بالخـير الجزيـل على ما فعلـت ، هذا و إني ما أخرت الجواب متهاونـا – أستغفر الله – و لا متكاسلا ، و لكن حسبت أني أجبتكم فيمن أجبت ، حتى جاء كتابكم فعلمـت أنني غالط فيما ظننت ، فبادرت بها متحاملا على حلمك ، معتمدا على فضلـك ، و العفو يا سيدي من شيم أمثالكم لا أعدمني الله من أفضالكم ، و أقول :
إن كنت قد قصرت في الكتابة ** و الله ما ملت عن ودادي
و إنما كـأن ذلـك منــي ** عن غفلة ليس عن مرادي
فسامحوا طاهـري بفضــل ** و حسبكم مسكنا فؤادي
و يعود من العبد و جماعته السلام عليكم و على جماعتكم ، و أحبائكم كلهم لديكم، و كثير الدعاء لكم بالخير ، طالبا منكم مثله ، أخوكم و شاكر فضلكم ومملوك إحسانكم " .
و يقول الدكتور عبد الله حمادي : " و مما تمكنت من استخلاصه من المراسلة الوحيـدة التي عثرت عليها ، و التي وجههـا ابن بـاديس للشيـخ الطاهر العبيدي عام 1337 هـ / 1916 م أو 1917 م تقريبا ، أن عبد الحميد بن باديس كان في شبابه كثير التردد على أضرحة الأولياء و الصالحين ، و ذلك للتبرك بهم " .
و قد ثبت أن عبد الحميد بن باديس قد زار طولقة و برجها ، للتبرك بضريح الشيخين ابن عزوز و علي بن عمر ، و ربما كان ذلك في حدود 1925 م أو 1926 م و التي نقتطف منها هذه الأبيات ، التي تعبر عن مستوى عبد الحميد الشعري ، و كذا عن مدى تعلقه بالأولياء الصالحين :
عوجوا نحيي منازل الأمجاد ** و نـؤدي حـق زيارة الأسياد
و نحط أرجلنا بدار كرامة ** مبذولـة الروضـات للـرواد
فهي الملاذ لكل جان خائف ** و هي الشفا من وصمة الأنكاد
ما بين طولقة فبرج حيث ** تبصر نور أهـل الله في إصعـاد
الطريقة الرحمانية طريقة علم و تربية و جهاد :
لم تقتصر الطريقة الرحمانية على تعليم القرآن و العلوم الشرعية و التربية الروحية ، بل كانت إلى جانب تعليمها و تربيتها طريقة جهاد ، فأتباع الطريقة لم يتقاعسوا عن محاربة المستعمر طيلة وجوده في الجزائر ، إلى أن خرج منها مذموما مدحورا ، تحدث الدكتور يحي بوعزيز عن دور عائلتي المقراني و الحداد في مقال له بمجلة الثقافة جاء فيه : " غير أن دور جماهير الإخوان الرحمانيين سنة1871 م سيبقى بارزا و رئيسيا و فعالا في كل المناطق التي امتدت إليها الثورة ، بالبابور و البيبان و جرجرة و التيطري ، بل و في الأوراس نفسها ، إذ كانوا أداتها الرئيسية في الدعاية و المراسلة و الاتصالات و المعارك ، و حصار المدن و القلاع و المراكز العسكرية الفرنسية ، و من هنا فإن ثورتي المقراني و الحداد 1871 م هي ثورة الإخوان الرحمانيين ، الذين كانوا في نظر الفرنسيين أهم خطر واجهوه في الثورة ، و كاد أن يعصف بهم نظرا لعددهم الضخم ، و الدور الفعال و الواسع الذي قاموا به خلال الثـورة ، و الأهداف الواضحة التي كانوا يسعون لتحقيقها ، و المتمثلة في تحقيق الاستقلال الوطني لبلادهم .
و جاء في كتاب الطرق الدينية المسلمة للكاتب ب.ج أندري من أكاديمية العلوم الاستعمارية ، مقدمة الكتاب لجاك سوستـال الحاكـم العام للجزائر تحت عنوان " الطريقة الرحمانية " قال : " في سنة 1871 م ، تزعم سي محمد أمزيان الحداد شيخ الرحمانية في القبائل و التل ، تزعم و قاد الانتفاضة المناوئة للوجود الفرنسي " إلى أن يـقـول : " أغلقت زاوية جرجرة لأسباب سياسية ، و سجن شيخها و صودرت ممتلكاتها " .
و يقول نفس المصدر : " قد ظهرت في مدرونة بالأوراس سنة 1876 منظمة سرية بعد أحداث الشمال القسنطيني ، و سميت بالطريقة الدردورية ، نسبة لمؤسسها سي الهاشمي بن سي على دردور و هو تلميذ من منطقة سيدي ناجي متشبع بالمبادئ الحقيقية للطريقة الرحمانية بعد اضطراب الأوراس نال هو و أسرته و إخوانه حوالي 1500 جزائهم و جزاء تطرفهم ، غير أن أتباعه لم يقض عليهم بالكلية ، و في سنة1896 م ، بقي قادة الرحمانية النشيطين يسيرون حوالي 160000 منخرطا ، و رغم التطورات و العصرنة بقي الرحمانيون متشبثين بمبادئ الخلوتية الأصلية " إلى أن يقول : " كان للطريقة الرحمانية دور فعال في أحداث 8 ماي 1945 م و في الحملة التونسية 1943 م إلى 1944 م كانت الزوايا الرحمانية في قسنطينة و بسكرة ، محطات المبعوثين المتوجهين إلى بسكرة و الأوراس للمشاركة في اجتماعات سرية ، و كان للرحمانيين دور في أحداث 1954-1955 م " .
إن بقاء الزوايا و استمرارها في تأدية رسالتها التي أنشئت و أسست من أجلها و هي تعليم القرآن ، و العلوم الشرعية ، و نشر كلمة التوحيد و ترسيخها في العقول و الأفكار ، لأكبر دليل على صحة طريقة القوم ، و سلامة منهجهم ، و إخلاص عملهم ، و صدق نواياهم ، و هجرتهم لخالقهم الذي عرفوه فأخلصوا له دون انتظار شكر ، فحمى بحماه أعمالهم و جعلها متواصلة غير منقطعة ، و حفظ بلحظ عنايته زواياهم ، التي هي منذ مئات السنين تؤدي رسالتها العلمية والروحية ، رغم الحواجز و العراقيل التي تعترض سبيلها ، إلا أن الله دائم النصر و التأييد ، لعباده الصالحين و بيوتهم الطاهرة ، " و ما النّصر إلا من عند الله العزيز الحكيم" (سورة آل عمران 126) صدق الله العظيم .

الشيخ عبد القادر عثماني
تكملة الموضوع

الشيخ سيدي محمد الصادق بن رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما صلاة أهل السموات والأرضين عليه أجري يا رب لطفك الخفي في أموري والمسلمين.


 

مولده ونسبه ونشأته:

هو الولي الصالح و العالم الرباني السالك المسلك المؤلف الصوفي سيدي محمد الصادق بن الفقيه مصطفي بن محمد بن رمضان بن عصمان (عثمان) البسكري،ولد سنة 1194هـ الموافق لـ1779م. نشأ في أسرة عريقة معروفة بالعلم والثراءو الكرم والصلاح شأنها تعليم القرآن و تدريس العلم الشرعي. فقد كان ابوه الشيخ مصطفي (1138/1218)هـ. عالما بارزا يدرس علوم الفقه في مسجد أنشأه بجوار داره الموجود بحي سيدي بركات ببسكرة فحفظ القرآن الكريم وتعلم على يد والده المعلوم من ضروريات الدين.



شيوخه:

اشتاقت نفسه لعلم السلوك و التزكية ، فيمم وجهه شطر شيخ المشايخ العلماء والمجاهدين نور الصحراء سيدي محمد بن عزوز البرجي الشريف (1170/1233) هـ ،فأخذ عنه الطريقة الرحمانية والعلوم الشرعية... وأدخله الخلوة حتى أتم سلوكه على يديه، وذلك ما بين (1218/1233) هـ ، مع المشايخ الأجلاء سيدي علي بن عمرالطولقي وسيدي على جروني وسيدي المختار الجلالي وسيدي الصادق بلحاج تبرمسين وسيدي عبد الحفيظ الخنقي وسيدي المبارك بن خويدم ...

بعد رحيل سيدي محمد بن عزوزإلى الرفيق الأعلى توقف الشيخ محمد الصادق فى حيرة حتى حانت له اشارة ربانية فتوجه تلقاء الشيخ العالم الرباني سيدي عبد الحفيظ بن محمد الخنقي الهجرسي الشريف (1204/1266) هـ فأخذ بحظ وافر من العلوم اللدنية والشرعية وكان يصحب معه جمعا من الاخوان من بسكرة وضواحيها. ورغم تعرضه لقطاع الطريق الواصل مابين بسكرة وخنقة سيدي ناجي لعدة مرات الا أنه ظل مستمرا في زيارة أخيه و شيخه حتى اذا جاء الخنقة في المرة الثالثة وجد عند مدخلها سيدي عبد الحفيظ وقال له: " أبشر يا محمد الصادق فان الله قد جردك من الدنيا وهذه هي التجريدة الأخيرة".

أهم أعماله:

لما كملت تربيته وتأهل للمشيخة وغدا خير خلف لخير سلف حيث خلف أباه في التدريس وزاد في بناية الزاوية (1234/1240)هـ، مرافق أخرى ليتفرغ فيها الطلبة لحفظ القرآن وكان ينفق عليها من نفقاته الخاصة و كذا المحسنين بالاضافة الى ايواء واطعام الفقراء والأيتام وعابري السبيل،وكذا نشر الطريقة الرحمانية ومن أشهر تلاميذه ابن أخيه الشيخ مصطفى بن رمضان دفين البرانيس وخليفته الشيخ موسي بن العابد دفين غسيرة وسيدي محمد الصالح بن خنوش الشتمي وسيدي العباسي المدفون بجواره.

وعند دخول المستدمر الفرنسي بلدة بسكرة سنة (1262هـ/ 1844م) كان الشيخ من الرافضين له،الساعين بكل عزم من أجل رد العدو ودحره.فنجده بعد دخول فرنسا الى المنطقة انضم الى اخوانه الشيخين عبد الحفيظ الخنقي والصادق بلحاج اللذين قادامعركة "واد براز" قرب "سريانة" ببسكرة (1266هـ/ 1848م) .وبعدها ألقي القبض عليه ونفي الى بلدة البرانيس من ضواحي بسكرة فأسس بها مسكنا و مسجدا (مسجد سيدي مصطفى بن رمضان حاليا) وواصل نشاطه الدعوي والجهادي وتعرض لمضايقات العدو الفرنسي حيث أعيد نفيه الى بلدة جمورة فأسس بها كذلك مسكنا ومسجدا (زاوية سيدي الصادق" صويدق" حاليا)وأشتغل بالتأليف والارشاد.

أولاده:

خلف الشيخ رضي الله عنه سبعة أبناء ولدان ماتا صغيرين من بعده ونجله سيدي محمد، وسيدي الحفناوي، وسيدي عبد الحفيظ وبنتان.

من آثاره:

1- قام بنسخ كتاب شرح المنظومة الرحمانية للشيخ مصطفى باش تارزي في 26 رجب1255هـ.
2- ونسخ كتاب وسيلة المتوسلين في فضل الصلاة على سيد المرسلين للشيخ بركات بن أحمد العروسي جمادى الأول 1273هـ.
3- ألف كتاب تبصرة الذاكرين في طريق السالكين في 27 رمضان 1273هـ.
4- ألف كتاب تحفة السلوك لمقام الملوك في شعبان 1275هـ.
5- ألف كتاب رسالة دائرة الأولياء في ذي القعدة 1280 هـ.
6- ألف كتاب لطائف الحكم الشافي من الأمراض والسقم 3 ذو الحجة 1280هـ.
7- ألف كتاب درر الأرزاق في سر الحرف وتعمير الأوفاق

بعض من حكمه رضي الله عنه:

(ليس الشأن في لبس الرقاع وانما الشأن في خلع الأغيار والبدع. ليس الشأن في اطعام الطعام وانما الشأن أن تصلي وتذكروالناس نيام).
(من أراد المقصود فعليه ببذل المجهود. ومن أراد الذوق فعليه بالشوق ومن أراد الوجد فعليه بالجد ومن أراد الإجابة فعليه بالاضطرار والإنابة).

وفاته رضي الله عنه:

وافته المنية بمنفاه بجمورة سنة1284 هـ /1867م. وحمل إلى بلدة بسكرة ودفن بزاويته،وكان يوما مشهودا.

مصدرالترجمة:

نقلا عن أحد أحفاد الشيخ عبد الهادي بن عبد الحفيظ بن الصالح بن الحفناوي بن محمد الصادق بن رمضان رضي الله عنه.
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي نائل (نايـــل)



شجرة سيدي نائل - حسب الإمام الشيخ سي عطية مسعودي - رحمه الله


ترجمة لحياة سيدي نائل : مقتبسة من كتاب خصائل اولاد نائل للشاعر لمباركي بلحاج

1/ نســــبه :

قال تعالى " وجعلنـاكم شعـوبا وقبائل لتعارفوا أن اكرمكم عنـد الله أتقاكم "
صدق الله العظيم .

إنطلاقا من الآية الكريمة : فإن سيدي نائل "نايل" (محمد بن عبد الله ) قد نال شرفا وعلوا بسبب تقاه وطاعته لله تعالى أولا ثم لشيخه سيدي أحمد بن يوسف ثانيا، فطاعته للأولياء والصالحين وأهل البر والتقوى والصلاح والشيوخ هي من طاعة الله لقوله تعالى :( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ولقوله ايضاً :( ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون ) ولقوله ايضاً في حديث قدسي :( من عادى لي وليا آذنته بالحرب) ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن لله رجالا لو اقسموا على الله لأبرهم ابروه فأبرهم )... إنطلاقا من هذا كله :

1/ نسبه:

فإن نسب سيدي نائل يعود إلى فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ماورد في كتاب تحفة الأفاضل بترجمة سيدي نائل، وكذا كتاب : تحفة السائل بباقة من تاريخ سيدي نايل، وتعطير الأكوان ، وتنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد ، هذه المراجع كلها تثبت أن نسب سيدي نائل يعود إلى فاطمة الزهراء بنت رسول الله( ص) وأنه كان عالما وصالحا وفقيها وحاكما في الساقية الحمراء قاد معارك وفيالق هناك ونسبه كمايلي :

محمد بن عبد الله (سيدي نائل) بن علال بن موسى بن عبد السلام بن أحمد بن علال بن عبد السلام بن مشيش بن بوبكر بن علي بن حرمه بن حرمه بن عيسى بن سلام بن مروان بن علي (حيدر) بن محمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبطي بن علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

اختلف الناسبون لسيدي نايل في جد من أجداده وهو ( مروان ) فمنهم من ذكره ( مزوار) كالشيخ سي عطية في شجرته الموجوده بكتاب تنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد صفحة 141 ومنهم من ذكره باسم مروان كالشيخ سي عامر في كتابه تحفة السائل بباقة من تاريخ سيدي نايل صفحة 12 وتعطير الأكوان في الصفحة 14 طبعة 1916 م ، ومنهم من ذكره في شجرات ( مزور ) لذلك أنبه القارئ الكريم إلى التأكد من هذا الاسم والعهدة على أصحاب المراجع لأن الخوض في الأنساب ليس سهلا ، وأرجح أن يكون مروان لتكرر هذا الاسم وشيوعه بين أسماء أحفاده وتعدد المراجع لذكر مروان .

2/ أصـــــــله :

يقال أن اصله من المغرب الأقصى لكون إدريس الأكبر الجد 18 لسيدي نائل مؤسس مملكة الأدارسه بالمغرب الأقصى جاء فاراً من ابي جعفر المنصور الخليفة العباسي بعد مقتل أخويه إبراهيم ومحمد وفيه استقر وبقي ومنه جاء وهوالراجح ، وفيه تزوج بأمازيغية تدعى ( كنزه ) ويقال أن سيدي نايل مكث بالمغرب الأقصى طويلا ، وكان حاكما مهابا في إقليم الساقية الحمراء وفيه قاد معارك وفيالق ضد الإقليم التونسي آنذاك ، واحتشد حوله أنصار كثيرون ، توجه بهم نحو المغرب الأوسط ، بدل المغرب الأقصى ، وتوجه بالذات إلى منطقة ( قراص ) بالمغرب الأوسط ومكث فيه قليلا ، وألتحق به أنصاره ومؤيدوه . وأما ماذكره إبن خلدون في كتابه المقدمة (بصيغة النوايل) فهم العرب الهلاليون الذين سكنوا طرابلس الغرب وليسوا أولاد نائل .

3/ سبب صبغه لخيمته باللون الأحمر :

يقال أن سبب ذلك هو رأي شيخه سيدي أحمد بن يوسف الذي أمر بذلك ويقال أنه تمييز لخيمته عن باقي الخيم (من العروش الأخرى) وخاصة ايام الغزوات والغارات للقبائل على بعضها البعض لتميز عن غيرها .

4/ حيـــــاتــه :

قصته مع سيدي أحمدبن يوسف وأسباب تسميته :

كان يسمى بإسمه الحقيقي محمد بن عبد الله وذلك حتى النصف الثاني من القرن 15 الميلادي تقريباً، حيث كان تلميذاً عند سيدي أحمد بن يوسف صاحب زاوية مليانه ، ومعه تلاميذ آخرون.
وذات يوم أراد الشيخ اختبار محبة تلاميذه له،وصدقهم معه وقوة ايمانهم وثباتهم ، فأخبر الطلبة (التلاميذ) بأن عيد الأضحى اقترب ولايجد ما يضحي به، وأنه سيضحي بسبعة طلبة منهم فلما حل العيد كان الكثير من الطلبة قد فر خوفا من الذبح (التضحية) بهـم .
ولم يبق سوى (محمد بن عبد الله ) سيدي نائل وستة آخرون (وسموا المذابيح) فأوهمهم أنه مضح بهم ( وكان قد اعد كباشاً للتضحية بها خفية عنهم ) وكان يدخل التلاميذ واحداً واحداً إلى غرفة ويسيل الدم من ميزاب ليراه المشاهدون (دم الكباش) وكان من بين المضحىبهم (زعماً) هو محمد بن عبد الله اختبارا لثباته ، فلما حان دوره قال له جاء دورك فبقي ثابتاً فقال له الشيخ : نلت الخير كله والصلاح فسمي من يومها نائلا من الفعل نال فهو اسم فاعل من نال ، فسمي من يومها سيدي نائل .

5/ رحلته إلى برج أم نايل :

ثم رحل إلى برج أم نايل وتزوج بإمرأة (قبائلية ) هناك واستقر واستوطن به وقتا لم تحدده المصادر ، ثم توفيت أمه هناك في برج أم نايل واطلق اسمها عليه وسمي باسمها تبركا بها لكونها كانت إمرأة صالحة كإبنها أما أخوه سليمان فإن أولاده ونسله هم بنوا سليمان إلى اليوم (بالتل)((لم يرد هذا في كتاب بل مصادر شفوية فقط)) .

6/ رحلـته إلى الصـحراء :

وتذكر المصادر المكتوبة أن سيدي نائل لما انتشرت ذريته وكثر عددهم إرتحل إلى صحراء سيدي عيسى وزاغز والمحا?ن وهناك تسميات لأماكن باسمه هناك كمراح سيدي نائل سيدي وحمادة سيدي نائل التي يقال انها مدفنه ، وأما المدفون بواد الشعير فليس سيدي نايل بل هو عبد الرحمن بن سالم بن مليك من أبناء أبنائه ( من سلالته ) وقبره يزار تبركا به .
ويقال أن سيدي نائل وذريته وقعت لهم غزوات ومعارك مع من وجدوهم بهذه الأرض كعادة البدو ربما عن الماء أو الكلاء أو الاستقرار أو دفاعا عن الشرف أو الوجود ،ثم انتشرت ذريته عبر الصحراء وقد كانت تقع بينهم وبين من يجدونهم قبلهم معارك تنتهي بانتصار ذرية سيدي نائل وانتشارهم الكثير عبر الصحراء دليل ذلك ،ويقال أن سبب انتصاراته دعوة الشيخ سيدي احمد بن يوسف له بالخير والنجاح والتوفيق ، وقد ذكر الشيخ سي عبد الرحمن طاهيري أنه بعد وفاة الشيخ سيدي أحمد بن يوسف ارتحل سيدي نايل وقصد الجزائر فمكث فيها يعلم مدة سنوات ، ثم تحول إلى الونشريس ونزل عند سيدي شعيب بن سيدي بوزيد فتلقاه بالاكرام وأنزله خير منزل وزوجه من ابنته زعما لرؤية رآها في المنام وطلب منه أن يعلم أولاده القرآن ثم الفقه فتصدر لذلك 20 سنة.

7/ وفاتـــــه :

يقول صاحب كتاب تنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد في وفاته ما يلي :

( وقد انتهت رحلته الطويلة المليئة بالأحداث فوصل إلى نواحي منطقة سيدي عيسى ، وهنا ضربت الأقدار موعدها ووافته المنية بمنطقة ( ضاية اللحم ) ، ودفن على ضفاف الوادي في المكان المسمى حاليا ( حمادة سيدي نايل ) انتهي .

8/ العروش المكونة والمنتمية لسيدي نائل :

يقال انها 24 عرشا (حسب التنظيم الإداري الفرنسي )وكل عرش يتوزع إلى قبائل كثيرة ثم إلى عائلات أكثر ،وهذه العروش ليست متمركزة بمنطقة معينة بل منتشرة عبر الوطن وأغلبهم في جهة الصحراء والتـل .

9/العروش الكبرى المنتمية لسيدي نائل هي:

أولاد (ونشير إلى أن كلمة أولاد تذكر قبل تسمية كل عرش (و هي مرتبة ترتيبا أبجديا) :


العــــرش --- الرقـم

أحمدبن يحي بن يحي (عين الملح ) 01
أخناثة 02
أم لخوة 03
أم هاني 04
أمحمد لمبارك 05
الرقاد 06
بوعبد الله 07
حركات 08
خالد 09
رابح 10
رحمة 11
زيان 12
ساسي 13
سليمان 14
سي احمد 15
سي امحمد 16
طعبة 17
عامر 18
عيفة 19
فرج 20
لعور 21
لغويني بن أمحمد 22
لغويني بن سالم 23
يحي بن سالم 24
هذا غيض من فيض .........وكما تقول الصوفية فمن لاشيخ له فشيخه شيطان......فنعم الاصل ...والشبل من ذاك الاسد

إنتهى.

نقلا من منتديات الجلفة

بقلم: بوقا ف رشيد ... جزاه الله خير
تكملة الموضوع

ترجمة العلاّمة سيدي محمد بن عبد الرحمن الديسي ببوسعادة




تعريف:

هو العلاَّمـة المفسر المحدث المتكلم الأصولي الفقيه الصوفي اللغوي النحوي الأديب الشاعر الناثر المجتهد الكبير المؤلف الشهير خاتمة المحققين بشمال إفريقيا بلا منازع الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن من سلالة الولي الصالح و الشريف الحسني سيدي إبراهيم من قرية الديس قرب مدينة بوسعادة بالجنوب الجزائري.

مولده:

ولد سنة 1270 هـ بقرية الديس ، و توفي يوم 22 ذي الحجة عام 1339 هـ ذاق مرارة اليتم منذ صباه إذ توفي والده و تركه صغيرا، فتربى في حجر والدته وجدته، و في السنة الرابعة من عمره أدخل الكتاب لحفظ القرآن الكريم، و لما وصل إلى سورة الجن أصيب بمرض الجدري فأفقده عينيه، و استمر على الرغم من ذلك على قراءة القرآن إلى أن حفظه و أتقن أحكامه على أيدي علماء القرية و شرع بعد ذلك في تلقي المبادئ العلمية على يد عالم الديس و صالحها الشيخ سيدي أبي القاسم بن سيدي إبراهيم والد الشيخ الحفناوي مفتي المالكية بالجزائر في بداية القرن العشرين، ثم انتقل بعد ذلك إلى زاوية الشيخ السعيد بن أبي داود بجبل زواوة في عصر سيدي محمد الطيب بن أبي داود، أخذ عن رجالها الفقه و النحو والتوحيد والفلك، ثم قصد قسنطينة و حضر دروس الشيخ حمدان الونيسي، و لم تطل إقامته بها، و عاد إلى قريته الديس، و لازم حفظ المتون فحفظ نحو الخمسين متنا ذكرها الشيخ محمد بن الحاج محمد في ترجمته له بالزهر الباسم، و منها قصد زاوية الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم بالهامل، و ذلك سنة 1296 هـ = 1878 م و كان له من العمر أربع و عشرون عاما، فأخذ عن الأستاذ الأكبر علوم التفسير و الحديث والتصوف و بعض علوم العربية، و لقنه الأستاذ الكبر الورد و ألزمه لما رأى فيه من النبوغ بمجاورة الزاوية لإفادة الطلبة بمعلوماته و للاستفادة من العلماء الوافدين على الزاوية في ذلك العهد الزاهر، و قد صدقت فراسة الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم فيما ارتآه للأستاذ المترجم له، إذ قد ازدادت بهذه المجاورة معلوماته اتساعا بواسطة الإدمان على الدرس والمطالعة و توفر الكتب اللازمة بالزاوية و مراجعة بعض الأعلام الوافدين عليها منهم الشيخ سيدي محمد المكي بن عزوز و الشيخ عبد الحي الكتاني، و تخرج على يديه المئات من الطلبة و الأساتذة و الفقهاء.

مبلغه في العلم:

عرف الشيخ بن عبد الرحمن بقوة حافظته، فقد كان يحفظ ما يزيد على مائة بيت في اليوم الواحد، و قد كان يحفظ معظم المتون المتداولة و المعروفة آنذاك مثل مختصر خليل، جمع الجوامع، الألفية، الأجرومية، الدرة البيضاء
كما عرف بسرعة فهمه و إدراكه، إذ كان يستوعب جميع ما في الكتب التي درسها و طالعها، حتى أنه لا يحتاج إلى إعادة النظر فيها مرة ثانية. كما كان شغوفا رضي الله عنه بالمجالس العلمية و البحوث، فكانت مجالسه كلها عبارة عن مناقشات ومباحثات و مدارسات لا تخلو من فائدة، و كانت دروسه عبارة عن مناظرات علمية بحتة مما حبب ذلك إلى نفوس الطلبة و اكتسبت دروسه بذلك شهرة واسعة لدى الأوساط العلمية.

إتصاله بعلماء عصره:

اتصل به الشيخ سيدي محمد بن الحاج محمد و الشيخ سيدي المختار بن الحاج محمد فكانا لا يفارقانه إلا عند الضروريات دائبين معه على الدراسة و المطالعة، حتى حصل لهما علوما جمة صارا بها في أعلى طبقات العلماء و شاركهما في الأخذ عنه المشائخ: سيدي بلقاسم، سيدي إبراهيم، سيدي أحمد، كما أخذ عنه بعدهم الشيخ مصطفى بن سيدي محمد، و كذلك الشيخ المكي والشيخ بنعزوز ابني الشيخ سيدي الحاج المختار، فلازماه و أخذا عنه و حصلا من العلوم ما صارا به من المحققين كأبيهما، و قد تولى كل من أبناء الزاوية المذكورين التدريس بحضرته و نشروا أعلام العلم على الزاوية و كان يفتخر بهم. و قد تخرج عليه رحمه الله من غير أبناء الزاوية طلبة أخيار، ساهموا في الحفاظ على الدين و اللغة و المبادئ الإسلامية و التصدي لكل أشكال الغزو الثقافي و الفكري الذين كانت فرنسا تمارسهما على أبناء هذا الشعب الأبي.

تصوفه:

كـان رضي الله عنه جبل علم مناظرا محاججا، غيورا على الأولياء محبا فيهم، ينافح عنهم و ينتصر لهم، أقر له بالرسوخ في العلم من عاصره من أفاضل العلماء كالشيخ محمد المكي بن عزوز، الشيخ أحمد الأمين، الشيخ عبد الحي الكتاني و كان يلقبه بـ" الشمس "، الشيخ الحفناوي الديسي و غيرهم كثيرون.
و كان له اعتناء بمطالعة فتح الباري و عمدة القاري و إرشاد الساري و الزرقاني على المواهب، ملازم في الفقه لمجموع المحقق الأمير و لـه مع الشيخ سيدي محمد المكي بن عزوز محاضرات أدبية و معارضات شعرية أيام إقامته بالزاوية الهاملية، التي كان يقيم بها الأشهر قبل انتقاله إلى القسطنطينية لم يترك رضي الله عنه التدريس في كل وقت و زمن، و له محبة فيمن يقرأ عليه يحرضهم على اغتنام وقته ويواسيهم بقصد الاستعانة على التعلم، لاسيما في شهر رمضان. و كان لـه في آخر عمره ميل إلى التصوف ويكثر بكاؤه خصوصا عند ذكـر تلميذيه و خليليه و أنيسيه الشيخ سيدي محمد و الشيخ سيدي الحاج المختار.

و قد أشار إلى ترجمته الشيخ عبد الحي الكتاني في كتابه فهرس الفهارس بقوله: " فخر القطر الجزائري ونادرته الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي، و كان هذا الرجل الباقعة النادرة حجة في الأدب و التصوف والمعقول و المنقول، مع ذهاب بصره وبلوغه في السن عتيا، مجلسه لا يمل حافظ واعية و نفس أبية، كنت أجد نفسي معه في زاوية الهامل عام 1339 هـ كأني في المدرسة النظامية، بحث شائق مستمر و علم صاف مغدق ومصافاة و مودة لا تمل و لا تنسى".

أقوال العلماء فيه:

و وصفه الشيخ سيدي محمد بن الحاج محمد فقال: " كان أوحد زمانه و فريد عصره و أوانه، لا يحب الخمول و يكره المحمدة و الظهور بين الجانب، صبورا غيورا على الدين، صاحب حزم و اجتهاد، و منذ خلق ما نطق بفحش، و لا ضبطنا عنه ساعة هو غافل فيها عن دينه" كذا ترجم له الشيخ أبو القاسم الحفناوي في كتابه " تعريف الخلف برجال السلف " و الأستاذ محمد علي دبوز في كتابه "نهضة الجزائر و ثورتها المباركة "

وفاته:

توفي رضي الله عنه في زاوية الهامل يوم 22 ذي الحجة 1339 هـ و عمره تسع وستون سنة، ودفن داخل القبة التي في المسجد بين تلميذيه و حبيبيه الشيخ سيدي محمد و الشيخ سيدي الحاج المختار.

مؤلفاته:

1ـ فوز الغانم، في شرح ورد الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم " الأسمائية " طبع بالمطبعة الرسمية بتونس.
2 ـ الزهرة المقتطفة، و هو نظم في اللغة شرحه بشرح أسماه " القهوة المرتشفة" وجعل على الشرح حاشية سماها " الحديقة المزخرفة ".
3 ـ عقد الجيد، منظومة في العقائد و شرحها بشرح سماه " الموجز المفيد ".
4 ـ العقيدة الفريدة، منظومة أيضا في العقائد مختصرة شرحها الشيخ الكافي التونسي، مطبوعة بتونس.
5 ـ البديعية، منظومة رجزية ضمنها مدح شيخه الأستاذ الأكبر، و شرحها بشرح سماه " تحفة الإخوان ".
6 ـ المشرب الراوي على منظومة الشبراوي، في النحو.
7 ـ سلم الوصول، و هو نظم الورقات في الأصول، و شرحه بشرح سماه " النصح المبذول ".
8 ـ توهين القول المتين، في الرد على الشماخي الإباضي، مطبوع بالجزائر .
9 ـ مقامة المفاخرة بين العلم و الجهل، و شرحها بشرح سماه " بذل الكرامة لقراء المقامة "، مطبوع.
10 ـ رفع النقاب عن شبهة بعض المعاصرين من الطلاب، في الدفاع عن الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم طبع بالمطبعة الرسمية بتونس . 20 ـ هدم منار الإشراف، في الرد على الشيخ عاشور الخنقي. مطبوع
11 ـ إبراز الدقائق على كنوز الحقائق، و هو شرح على كنوز الحقائق في الحديث للمناوي.
12 ـ تنوير الألباب بشرح أحاديث الشهاب.
13 ـ شرح على الصلاة المشيشية.
14 ـ شرح على المنظومة الدالية، في مدح الشيخ محمد بن أبي القاسم .
15 ـ إفحام الطاعن برد المطاعن.
16 ـ الكلمات الشافية، و هو شرح على العقيدة الشعيبية من نظم الشيخ شعيب قاضي تلمسان، مطبوع .
17 ـ جواهر الفوائد و زواهر الفرائد، كتاب في الأدب جمع فيه من كل شيء .
18 ـ نصيحة الإخوان و إرشاد الحيران.
19 ـ رشح بقطره في مسائل الهجره.
21 ـ النصيحة الكافية لطلاب الأمن و العافية.
22 ـ الساجور للعادي العقور .
23 ـ تحفة المحبين المهتدين و تذكرة المتيقظين المقتدين بشرح أبيات القطب الأكبر محي الدين، و هو شرح أبيات تطهر بماء الغيب إن كنت ذا سر.
24 ـ رسالة تفضيل البادية بالأدلة الواضحة البادية.
25 ـ رسالة القصد في الفصد.
26 ـ رسالة في نسب سيدي نايل .
27 ـ ديوان منة الحنان المنان، و هو ديوان يشتمل على أكثر من أربعة آلاف بيت، في أغراض مختلفة: المدائح النبوية، المنظومات الفقهية و النحوية، مدح الشيخ الأكبر ، التهاني، المراثي،الإجازات.
و غيرها....

تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |