هوالعارف بالله تعالى، والدال عليه، قطب زمانه، وفريد أوانه، المجاهد البطل العلامة، صاحب الكرامات والمكاشفات الكثيرة، سيدي الشيخ محمد أبوعمامة البوشيخي الصديقي بن سيدي العربي بن سيدي الشيخ بن سيدي الحرمة بن سيدي محمد بن سيدي ابراهيم بن سيدي التاج بن شيخ الطريقة وشمس الحقيقة سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد رحمهم الله .
مولده:
إزداد حوالي1840م في واحة فجيج وكانت فجيج أو فكيك في تلك الفترة لا تزال ضمن النفوذ الجزائري وتابعة لإقليم الصّحراء قبل معاهدة لالّة مغنية سنة 1845م، وهو ينتمي إلى قبيلة أولاد سيدي الشيخ الجزائرية، وحتّى بعد معاهدة “لالّة مغنية” ظلّ أولاد سيدي الشيخ غير مكترثين ببنود هذه المعاهدة ولا يخضعون لأي سلطة، فكان الشّيخ إبراهيم بن التّاج جدّ الشيخ بوعمامة سيّدا مستقلا، وقد تمكّن من هزيمة سلطان الأسرة الفلالية مولاي الرشيد الذي حاول أن يُخضعه بالقوّة، قرأ القران الكريم صغيرا والعلوم الشرعية في الزوايا على مجموعة من الشيوخ نخص بالذكر منهم والده الفقيه الصالح، سيدي العربي بن الشيخ، وفي وسط عرف بالفضل والدين والصلاح، نشأ سيدي أبوعمامة نشأة عربية إسلامية كان لثورات أولاد سيدي الشيخ ضد الاحتلال كبير الأثر في نفسية الشيخ، وغرست فيه رغبة الجهاد، إتصل بكل أبناء عمومته أولاد سيدي الشيخ وأحبابهم من القبائل (اولاد سيدي أحمد المجدوب، المهاية، العمور، الشعانبة، الأغواط .....). جمع الصفوف ووحد الكلمة استعدادا لخوض المعركة.
حياته:
تربى الشيخ سيدي بوعمامة وترعرع على يد مقدم سيدي الشيخ،سيدي محمد بن عبد الرحمان، وهو الذي أشار عليه بالذهاب الى مغرار التحتاني جنوب ولاية النعامة الجزائر، حيث أسس زاويته حوالي 1875م، إحياء لطريقة الجد سيدي الشيخ في بلدة مغرار، حاول الشيخ أن يوحد كلمة أولاد سيدي الشيخ بعد أن تفرقت كلمتهم عقودا طوالا، وقد عمل بكل جد وإخلاص إحياء الطريقة الشيخية وإعطائها روح جديدة، بعد أن كادت تنمحي بسبب الصراع بين طوائف أولاد سيدي الشيخ حول الزعامة والأمور الدنيوية، وبنى هناك زاوية بمساعدة سكان البلدة، وأعلن أنه مرتبط دائما بالطريقة الشيخية، أي أنه لم يبدع طريقة جديدة، كما لم يعلن انفصاله عنها، أي أنه لم ينشئ طريقة خاصة بل هي بوعمامية شيخية متفتحة لكل المسلمين بدون تحفظ ولاتميز وقد التف حوله المريدون من مختلف القبائل، واكتسب سمعة حسنة بينها بالجزائر والمغرب، لتواضعه وتقواه ولأخلاقه المثالية فقد ذكربعض من عرفه أنه لم يؤثر عنه منذ أن بلغ أشده أنه ضحك القهقهة، ولم يكن ضحكه الا تبسما كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت عنه أنه مد رجله في جماعة، وحتى في أيام شيخوخته، ولم يصح أنه أخر وقت الصلاة .
مجالسه رضي الله عنه:
كانت مجالسه روضة من رياض الجنة، حافلة بالعلم والذكر الجماعي خاصة دور سيدي الشيخ لاإله إلا الله، والتذكير والتناصح، لا يذكر أحدا من البشر بسوء حيا كان أو ميتا، كانت مجالسه كلها دعوة الى الله عز وجل وإلى طريقة أسلافه وتهاطلت عليه الوفود من كل جهت تحمل معها الهدايا والزيارات، إبتغاء البركة، وتجديد الطريقة، فإتسعت الصلات وتوثقت مع مختلف الطوائف، وكان الشيخ أنذاك لا يتوانى عن زيارة جده وشيخه سيدي الشيخ، المتواجد ضريحه ببلدة البيض الجزائر إلى أن إنتقلت إليه المشيخة بعد أن وقع له الفتح الكبير .
ما يحكى: أن الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد : سيدي الشيخ كانت لديه ياقوتة وهي عبارة عن شيء يشبه كرة متوسطة توارثها مشائخ الطريقة.
أوصى بها لإبنه سيدي الحاج أبوحفص ثم إنتقلت بعد موته إلى أخيه سيدي الحاج عبد الحاكم ثم لإبنه سيدي بحوص الحاج ثم لإبن عمه سيدي بن الدين الذي أعادها إلى مكانها قبيل موته أي داخل ضريح سيدي الشيخ قائلا: لا أحد يقدر على مسها أو حملها لأن عندها الإسم صاحبها لم يظهر بعد : وتذكر الرواية أن عددا كبيرا من أولياء الله تمنوا أن تكون من نصيبهم، تعبدوا الله وترددوا على : قبة سيدي الشيخ : دون أن يحصلوا على مبتغاهم، إلى أن ظهر الشيخ بوعمامة، الذي كان يتردد هو بدوره على : قبة جده : إلى أن قيل له ذات مرة أنت صاحب الياقوتة، أنت صاحب المنزولة، وهي الآن عند شيخنا سيدي الحاج حمزة بوعمامة.
من أقوال شيخنا الهمام، سيدنا البطل المجاهد الشيخ محمد بلعربي الملقب بأبوعمامة رحمه الله:
يقول الشيخ أبوعمامة للجينيرال الفرنسي اليوتي "
"لن تضعوا يدكم علي أبدا، نادوا على جيشكم الكبير، أما أنا فجيشي هو الايمان، اذا كان لا بد من مواجهتكم، فسأواجهكم بعد نفاد ذخيرتي بالعصي والأسلحة البيضاء، لقد ولدت لأموت من أجل أن يعيش أبناء بلدي أوفياء لتعاليم القرآن، نسأل الله النصر في الدنيا وفي الآخرة .... الجهاد. الجهاد .....
هذه المقولة قالها الشيخ للحاكم العام لا فيريار :
" اذا سمعتم رنين الرصاص بعد دفني، فاعلموا أني لا زلت في حرب ضد فرنسا " .
هذا رد الشيخ أبوعمامة على دعوة الجينيرال اليوتي عندما طلب منه كف تحرشاته على القوات الفرنسية واعلانه الطاعة لها .
" قل لمن أرسلك أن الطاعة معناها قبول السيادة الفرنسية وخيانة الله القوي، رايتنا هي راية الرسول عليه الصلاة والسلام، أنا لا أتمنى لقاء العدو وسأقاتل الى آخر قطرة من دمي .
يقول الجينيرال اليوتي في احدى رسائله المؤرخة في 14- 11- 1903م
يبدو أن بوعمامة هو الذي يجب أن نعزوا جميع همومنا، وما نعانيه دائما من مضايقات، فموقفه واضح العداء منذ مدة طويلة، اننا نجد أثره في كل مكان، في حارت " تاغيت" وفي قضية " المنقار" وحتى في الجيوش التي تضايقنا في العين الصفراء، ويرى أنصارنا جميعا هو عدونا اللذوذ، وان الزوابع والفتن والاضطرابات هو الذي يقف وراءها، وهو الذي يجب أن نقضي عليه، فاذا ما سقط، سقطت معه تقريبا جميع المتاعب التي تعاني منها جيوشنا على حدودنا في الجنوب الوهراني، كل المسلمين ينظرون الى الشيخ أبوعمامة أنه القائد الكبير الذي قاتل المسيخ في الجزائر باسم الله ومحمد، ويبقى في أعينهم رمز الجهاد والمقاومة ضد الغزو وضد الأفكار العصرية والصليب .
لقد عرض الفرنسيون على الشيخ أبوعمامة رحمه الله التوقف عن القتال مقابل الجاه والمنصب، له ولأبنائه كما جاء في الرواية الشفوية، وألقوا القبض على ابنه البكر السيد الطيب وهددوه بقتله اذا لم يستسلم لهم، ولكنه كان يرفض دائما تلك العروض، بل تخلى عن ابنه وفلذة كبده من أجل هدفه الأسمى ومبدئه في تحرير البلاد من الأعداء، لأنه يعرف أن الأعمار بيد الله .
لقد كان الشيخ ذا حدة وصرامة في الحق لم يملك الدنيا ولم تملكه، فهاهي الهبات والمنح والمناصب البراقة تعرض عليه مقابل العدول عن هدفه لكنه يؤثر تحمل المتاعب باختيار الجهاد والنضال وهو في سن متأخرة، أي رجل وأية نفس؟؟ وأية فطرة هذه المطبوعة على الصلابة والصرامة والقوة؟؟ أنها الآفاق التي تصبو اليها الجماهير الشعبية في رفض الدنية والسمو بالانسان الى عالم المثل ......
ولقد صوره الوجدان الشعبي بطلا حتى في جنازته اذ فرت القبائل المناوئة له من طريق حاملي جثمانه بعد أن رأت قوة شكيمة مشيعيه وبأسهم حتى وهم يدفنون زعيمهم .
وهاهي أمثلة عما أثر عن مقاومة الشيخ أبوعمامة.
يقول الشاعر البشير ولد حمو مذكرا بشجاعة الشيخ وأولاده :
أشتد اليوم أطراد الأبطال == رايس القوم أولاد بوعمامة
سيدي بمحاله كل يوم غلغال == على جيش الرومي بغى الزدمة .
الشاعر المقدم المهناني في قصيدة رثائية طويلة مطلعها :
عزوني يالناس في شيخ العربان == عزي وعنايتي ومفتاح أورادي
تبكي عيني عليه ما طال الزمان == طول الحياة والدموع على خدي .
لو شفتم ما فعل بشينين الديوان == لو كنتم يوم تيقري وخبر فندي
تشاهدوا ما ذا فعل الشيخ == بوعمامة بالماريشال اليوتي .
ومن المقطوعات الشعبية :
صلوا على النبي وأصحابه == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي
خيمة كبيرة قنطاسه عالي == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي
بين الجبال مبيح دواره == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي
بحر الطعام والبارود الزلزالي == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي
هو بعيد والرومي جار علينا == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي
يعطي الطعام يخدم في الروحاني == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي .
لقد انطفأت شمعة الشيخ محمد بن العربي " أبوعمامة" سنة 1908ه ولكن ذكراه باقية في قلوبنا وقلوب أبنائنا
مولده:
إزداد حوالي1840م في واحة فجيج وكانت فجيج أو فكيك في تلك الفترة لا تزال ضمن النفوذ الجزائري وتابعة لإقليم الصّحراء قبل معاهدة لالّة مغنية سنة 1845م، وهو ينتمي إلى قبيلة أولاد سيدي الشيخ الجزائرية، وحتّى بعد معاهدة “لالّة مغنية” ظلّ أولاد سيدي الشيخ غير مكترثين ببنود هذه المعاهدة ولا يخضعون لأي سلطة، فكان الشّيخ إبراهيم بن التّاج جدّ الشيخ بوعمامة سيّدا مستقلا، وقد تمكّن من هزيمة سلطان الأسرة الفلالية مولاي الرشيد الذي حاول أن يُخضعه بالقوّة، قرأ القران الكريم صغيرا والعلوم الشرعية في الزوايا على مجموعة من الشيوخ نخص بالذكر منهم والده الفقيه الصالح، سيدي العربي بن الشيخ، وفي وسط عرف بالفضل والدين والصلاح، نشأ سيدي أبوعمامة نشأة عربية إسلامية كان لثورات أولاد سيدي الشيخ ضد الاحتلال كبير الأثر في نفسية الشيخ، وغرست فيه رغبة الجهاد، إتصل بكل أبناء عمومته أولاد سيدي الشيخ وأحبابهم من القبائل (اولاد سيدي أحمد المجدوب، المهاية، العمور، الشعانبة، الأغواط .....). جمع الصفوف ووحد الكلمة استعدادا لخوض المعركة.
حياته:
تربى الشيخ سيدي بوعمامة وترعرع على يد مقدم سيدي الشيخ،سيدي محمد بن عبد الرحمان، وهو الذي أشار عليه بالذهاب الى مغرار التحتاني جنوب ولاية النعامة الجزائر، حيث أسس زاويته حوالي 1875م، إحياء لطريقة الجد سيدي الشيخ في بلدة مغرار، حاول الشيخ أن يوحد كلمة أولاد سيدي الشيخ بعد أن تفرقت كلمتهم عقودا طوالا، وقد عمل بكل جد وإخلاص إحياء الطريقة الشيخية وإعطائها روح جديدة، بعد أن كادت تنمحي بسبب الصراع بين طوائف أولاد سيدي الشيخ حول الزعامة والأمور الدنيوية، وبنى هناك زاوية بمساعدة سكان البلدة، وأعلن أنه مرتبط دائما بالطريقة الشيخية، أي أنه لم يبدع طريقة جديدة، كما لم يعلن انفصاله عنها، أي أنه لم ينشئ طريقة خاصة بل هي بوعمامية شيخية متفتحة لكل المسلمين بدون تحفظ ولاتميز وقد التف حوله المريدون من مختلف القبائل، واكتسب سمعة حسنة بينها بالجزائر والمغرب، لتواضعه وتقواه ولأخلاقه المثالية فقد ذكربعض من عرفه أنه لم يؤثر عنه منذ أن بلغ أشده أنه ضحك القهقهة، ولم يكن ضحكه الا تبسما كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت عنه أنه مد رجله في جماعة، وحتى في أيام شيخوخته، ولم يصح أنه أخر وقت الصلاة .
مجالسه رضي الله عنه:
كانت مجالسه روضة من رياض الجنة، حافلة بالعلم والذكر الجماعي خاصة دور سيدي الشيخ لاإله إلا الله، والتذكير والتناصح، لا يذكر أحدا من البشر بسوء حيا كان أو ميتا، كانت مجالسه كلها دعوة الى الله عز وجل وإلى طريقة أسلافه وتهاطلت عليه الوفود من كل جهت تحمل معها الهدايا والزيارات، إبتغاء البركة، وتجديد الطريقة، فإتسعت الصلات وتوثقت مع مختلف الطوائف، وكان الشيخ أنذاك لا يتوانى عن زيارة جده وشيخه سيدي الشيخ، المتواجد ضريحه ببلدة البيض الجزائر إلى أن إنتقلت إليه المشيخة بعد أن وقع له الفتح الكبير .
ما يحكى: أن الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد : سيدي الشيخ كانت لديه ياقوتة وهي عبارة عن شيء يشبه كرة متوسطة توارثها مشائخ الطريقة.
أوصى بها لإبنه سيدي الحاج أبوحفص ثم إنتقلت بعد موته إلى أخيه سيدي الحاج عبد الحاكم ثم لإبنه سيدي بحوص الحاج ثم لإبن عمه سيدي بن الدين الذي أعادها إلى مكانها قبيل موته أي داخل ضريح سيدي الشيخ قائلا: لا أحد يقدر على مسها أو حملها لأن عندها الإسم صاحبها لم يظهر بعد : وتذكر الرواية أن عددا كبيرا من أولياء الله تمنوا أن تكون من نصيبهم، تعبدوا الله وترددوا على : قبة سيدي الشيخ : دون أن يحصلوا على مبتغاهم، إلى أن ظهر الشيخ بوعمامة، الذي كان يتردد هو بدوره على : قبة جده : إلى أن قيل له ذات مرة أنت صاحب الياقوتة، أنت صاحب المنزولة، وهي الآن عند شيخنا سيدي الحاج حمزة بوعمامة.
----------------
من أقوال شيخنا الهمام، سيدنا البطل المجاهد الشيخ محمد بلعربي الملقب بأبوعمامة رحمه الله:
يقول الشيخ أبوعمامة للجينيرال الفرنسي اليوتي "
"لن تضعوا يدكم علي أبدا، نادوا على جيشكم الكبير، أما أنا فجيشي هو الايمان، اذا كان لا بد من مواجهتكم، فسأواجهكم بعد نفاد ذخيرتي بالعصي والأسلحة البيضاء، لقد ولدت لأموت من أجل أن يعيش أبناء بلدي أوفياء لتعاليم القرآن، نسأل الله النصر في الدنيا وفي الآخرة .... الجهاد. الجهاد .....
هذه المقولة قالها الشيخ للحاكم العام لا فيريار :
" اذا سمعتم رنين الرصاص بعد دفني، فاعلموا أني لا زلت في حرب ضد فرنسا " .
هذا رد الشيخ أبوعمامة على دعوة الجينيرال اليوتي عندما طلب منه كف تحرشاته على القوات الفرنسية واعلانه الطاعة لها .
" قل لمن أرسلك أن الطاعة معناها قبول السيادة الفرنسية وخيانة الله القوي، رايتنا هي راية الرسول عليه الصلاة والسلام، أنا لا أتمنى لقاء العدو وسأقاتل الى آخر قطرة من دمي .
يقول الجينيرال اليوتي في احدى رسائله المؤرخة في 14- 11- 1903م
يبدو أن بوعمامة هو الذي يجب أن نعزوا جميع همومنا، وما نعانيه دائما من مضايقات، فموقفه واضح العداء منذ مدة طويلة، اننا نجد أثره في كل مكان، في حارت " تاغيت" وفي قضية " المنقار" وحتى في الجيوش التي تضايقنا في العين الصفراء، ويرى أنصارنا جميعا هو عدونا اللذوذ، وان الزوابع والفتن والاضطرابات هو الذي يقف وراءها، وهو الذي يجب أن نقضي عليه، فاذا ما سقط، سقطت معه تقريبا جميع المتاعب التي تعاني منها جيوشنا على حدودنا في الجنوب الوهراني، كل المسلمين ينظرون الى الشيخ أبوعمامة أنه القائد الكبير الذي قاتل المسيخ في الجزائر باسم الله ومحمد، ويبقى في أعينهم رمز الجهاد والمقاومة ضد الغزو وضد الأفكار العصرية والصليب .
لقد عرض الفرنسيون على الشيخ أبوعمامة رحمه الله التوقف عن القتال مقابل الجاه والمنصب، له ولأبنائه كما جاء في الرواية الشفوية، وألقوا القبض على ابنه البكر السيد الطيب وهددوه بقتله اذا لم يستسلم لهم، ولكنه كان يرفض دائما تلك العروض، بل تخلى عن ابنه وفلذة كبده من أجل هدفه الأسمى ومبدئه في تحرير البلاد من الأعداء، لأنه يعرف أن الأعمار بيد الله .
لقد كان الشيخ ذا حدة وصرامة في الحق لم يملك الدنيا ولم تملكه، فهاهي الهبات والمنح والمناصب البراقة تعرض عليه مقابل العدول عن هدفه لكنه يؤثر تحمل المتاعب باختيار الجهاد والنضال وهو في سن متأخرة، أي رجل وأية نفس؟؟ وأية فطرة هذه المطبوعة على الصلابة والصرامة والقوة؟؟ أنها الآفاق التي تصبو اليها الجماهير الشعبية في رفض الدنية والسمو بالانسان الى عالم المثل ......
ولقد صوره الوجدان الشعبي بطلا حتى في جنازته اذ فرت القبائل المناوئة له من طريق حاملي جثمانه بعد أن رأت قوة شكيمة مشيعيه وبأسهم حتى وهم يدفنون زعيمهم .
وهاهي أمثلة عما أثر عن مقاومة الشيخ أبوعمامة.
يقول الشاعر البشير ولد حمو مذكرا بشجاعة الشيخ وأولاده :
أشتد اليوم أطراد الأبطال == رايس القوم أولاد بوعمامة
سيدي بمحاله كل يوم غلغال == على جيش الرومي بغى الزدمة .
الشاعر المقدم المهناني في قصيدة رثائية طويلة مطلعها :
عزوني يالناس في شيخ العربان == عزي وعنايتي ومفتاح أورادي
تبكي عيني عليه ما طال الزمان == طول الحياة والدموع على خدي .
لو شفتم ما فعل بشينين الديوان == لو كنتم يوم تيقري وخبر فندي
تشاهدوا ما ذا فعل الشيخ == بوعمامة بالماريشال اليوتي .
ومن المقطوعات الشعبية :
صلوا على النبي وأصحابه == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي
خيمة كبيرة قنطاسه عالي == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي
بين الجبال مبيح دواره == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي
بحر الطعام والبارود الزلزالي == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي
هو بعيد والرومي جار علينا == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي
يعطي الطعام يخدم في الروحاني == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي .
لقد انطفأت شمعة الشيخ محمد بن العربي " أبوعمامة" سنة 1908ه ولكن ذكراه باقية في قلوبنا وقلوب أبنائنا