من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

ترجمة العلامة سيدي عبد المجيد بن حبة رحمه الله


مسجد الصحابي الجليل سيدي عقبة بن نافع رضي الله عنه

هناك حيث تنتهي صخور التل وتفتح الصحراء أذرعها، مدينة تعبق بريح القرون، سيدي عقبة إحدى واحات ولاية بسكرة بالجنوب الشرقي للجزائر، هي مدينة العلم والتاريخ التي يأوي ترابها واحدا من الصحابة الأجلاء الذين مهّدوا للدين الإسلامي ومكنّوا له في مغرب الأرض وثبّتوا رايته على بوابة القارة السمراء حيث من هناك انطلقت الفتوحات صوب أوروبا وأعماق إفريقيا.. هذا الصحابي الجليل هو عقبة بن نافع الفهري رضي الله عنه الذي يقوم مسجده وضريحه الطاهر بهذه المدينة، ولا عجب أن تُنبت سيدي عقبة رجالا مكّنوا للدين والعلم على خطى الفاتح العظيم، وفي ترجمتنا هذه نقدّم لشيخ جمع بين الدين والعلم والعمل وهو واحد من الأعلام الذين يتوّقف عندهم التاريخ ولا يُمكن تأسيس المستقبل دون العودة إلى ميراثه وتتبّع خطاه.إنه عبد المجيد بن حبة.




هو:

العالم العلامة البحر الفهامة سيدي عبد المجيد بن محمد بن علي بن محمد الملقب بـ: "حبة السلمي" وينتهي نسبة إلى قبيلة سليم العربية من مواليد شهر ربيع الأول 1329هـ الموافق لمارس 1911م ببلدة سيدي عقبة التابعة لولاية بسكرة تعلم بمسقط رأسه على شيوخ عدة منهم الشيخ الصادق بن الهادي والعلامة محمد بن صالح منصوري العقبي الملقب " ابن دايخة " والشيخ الجليل عبد الحميد بن باديس ، كذلك كان على صلة وثيقة بأمير شعراء الجزائر محمد العيد آل خليفة، و كان يحضر دروس الشيخ المصلح الطيب العقبي في التفسير بجامع بكار ببسكرة سنة 1929م ، كما لازم دروس الشيخ الهاشمي بن مبارك العقبي في اللغة والنحو والأدب... فقلد كان رضي الله عنه ملما بشتى العلوم مثل الفقه و التفسير وعلوم القرآن، ودرس أيضا علم النحو و البيان ، والعروض ،و المنطق و له تصانيف و تقييدات عديدة في مجالات مختلفة، تتوزع بين اللغة والأدب وعلوم الدين، وله أيضا تصانيف في التاريخ معظمها مخطوط وفي حاجة إلى تحقيق وطبع كي ينتفع بها طلبة العلم. وتجدر الإشارة أنه يمتلك مكتبة ثرية وغنية بالكتب والمخطوطات الفريدة والنادرة.. ونذكر بعض عناوين تصنيفاته التي وصلتنا:

كتاب: حول سيرة الصحابي الجليل سيدي عقبة بن نافع القائد المظفر.
كتاب : تذكرة أولي الألباب
كتاب: إسعاف السائل برؤوس المسائل
كتاب: الهمة في ما ورد في العمة
كتاب في أخبار نبي الله خالد بن سنان العبسي دفين سيدي خالد من عمالة بسكرة.
له أيضا كتاب في أعلام بسكرة وكلها مخطوطة لم ترى النور بعد.
وله أيضا قصائد عديدة نظمها في مناسبات مختلفة منها قصيدة في نسبه مكونة من 42 بيتا.

شأنه شأن العلماء العظام الذين تهوى أرواحهم الأسفار، فقد رحل عن مدينته سيدي عقبة وأختار
بلدة "المغير" التابعة لولاية وادي سوف من صحراء الجزائر منذ سنة 1952، وظلت مقام بيته حتى وافاه الأجل ولقيه ربه رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.



طاف الشيخ مدنا وقرى ومداشر واستوقف زمنه عند المعالم الكبرى خاصة تلك التي لمّا تزل تؤدي رسالتها الدينية والتعليمية والاجتماعية مثل زاوية سيدي علي بن عمر بمدينة طولقة، كما استوقف زمنه عند جامع شيخ المشايخ الولي الصالح محمد بن عزوز البرجي صاحب الطريقة الرحمانية، ومقام المسجد ببلدة برج بن عزوز التي طار ذكرها في أسفار التاريخ والمؤرخين لا سيما وهي التي عُرفت ببلدة العلم والعلماء وروّاد التاريخ وصنّاعه، فقد كان للشيخ على طريق أثر وبكل منهل حضور وبكل ملتقى أنفاس وهذا شأن العلماء الكبار الذين وحّدوا بين التاريخ والجغرافية وأوجدوا معنى آخر للربط بين المناطق والعلماء والعلوم.

وفاته رضي الله عنه:

توفي يوم السبت 21 ربيع الأول 1413ه الموافق ل :19 سبتمبر 1992 م.

أوصافه ومناقبه:

شعلة من الحيوية والنشاط، لا يعرف الكلل ولا الملل، فلم يعجزه سنّه المتقدّم وهو في الثمانين من العمر ببصر ضعيف وجسد نحيف وقامة قصيرة من العمل الجاد والمجتهد والمتواصل بنبض متجدد وعزم لا يلين ولا يهن.. عُرف عنه محبته للبحث وحبّه للقراءة والمطالعة والتنقيب في المخطوطات والكتب والروايات المتواترة بين مشايخ المنطقة.. كما عُرف عنه درايته الكبيرة بخبايا التاريخ واهتمامه بهذا المجال الحيوي.

شيخ بهذه الهمة والعزم جدير بأن يكون مثالا ونبراسا لأجيال الشباب كي تقتبس بعض من روحه العلمية والبحثية والإنسانية سعيا لإضاءة الزوايا المظلمة وإنارة العقول وتطهير الأنفس.. إنه بحق جامعة متعددة التخصصات وموسوعة عميقة المعارف ومتعددة المناهل لم يأخذ حقه في الترجمة والعناية بما تركه من ميراث عظيم فيه كل الخير لهذا الوطن وللأمة التي عاش همومها وآمالها وكتب بلغتها وأبجديتها..
إنه بحق نادرة العصر في حدّة ذكائه وسعة علمه وعميق معرفته وتبحّره في البحث ونباهة فراسته وشدة تعلّقه بميراث الأتقياء والعلماء والأولياء الصالحين.
شهرته أكبر من أن تسعها الآفاق ويعجز القلم عن حصر مناقبه وخصاله ومزاياه وفضائله..


صورة لسي محمد طالب -سي دريس بلعجال - سي عبد المجيد بن حبه رحم الله الجميع


تواضعه :

يشهد من صحب الشيخ وعرفه بتواضعه وسماحته وطيب مجلسه، وهو الذي عاش بين الناس محبا ومجتهدا في التأليف بين القلوب على المحبة، فكثيرا ما كان الشيخ يقوم بزيارات إلى مختلف زوايا ومساجد المنطقة ومجالسة المشايخ والعلماء ومحبي العلم وطريق النور.. فكان له حضور في القلوب كما في العقول، وكان له مقامه العلمي والمعرفي كما مقامه الاجتماعي والإنساني، وكلما ذُكر الشيخ عبد المجيد بن حبة تُذكر معه مكتبه العامرة التي لا يستغني عنها الدارسون والباحثون وطلبة الجامعات.. وهذه المكتبة لمّا مفتوحة أمام روّادها تشيع بين كتبها ومخطوطاتها ووثائقها روح الشيخ العلامة فخر المنطقة والجزائر والأمة العربية عبد المجيد بن حبة رضي الله عنه وأرضاه وجازاه جزيل الخير عمّا قدّمه في حياته وعمّا يقّمه بعد مماته من خلال مكتبته وتصنيفاته، فحقا العلماء أبدا أبدا لا يموتون.

سيبقى الشيخ العلامة عبد المجيد بن حبة حيا بما زرعه من علم في العقول وما ثبّته من يقين في القلوب وما أنبته من شجر لا تقوى عليه رياح الدهور وهو دائم الإثمار والعطاء لكل الأجيال.. فجازاه الله خير الجزاء وأوسع له في رحاب رحمته ورضاه.
تكملة الموضوع

ترجمة القطب الجامع سيدي بوزيد بن علي رضي الله عنه


مقام سيدي بوزيد رضي الله عنه


سيدي بوزيد بن علي رضي الله عنه

هو:

القطب الصالح سيدي بوزيد بن علي بن موسى بن علي بن مهدي بن صفوان بن ياسر بن موسى بن عيسى بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة الزهراء رضى الله عنها بنت سيدنا ومولانا محمد رسول الله عليه الصلاة وسلام.

مولده ونشأته:

ولد سيدي بوزيد في مكة المكرمة شرفها الله حوالي سنة 420هـ 1050م كبر وتعلم فيها وحفظ القرآن الكريم وهو ابن إحدى عشرة سنة ودرس الفقه والحديث وعلوم الشريعة على عدة علماء أجلاء من بينهم حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي رفقة شيخه حجة الله في أرضه سيدي بلربي.

صفاته :

كان أشقر اللون مقرون الحاجبن كثيف اللحية ذو حسن وجمال وله علامة في طرف جبهته وهو جرح من عناف الخيل بمكة أرض أسلافه شرفها الله وهو ابن ثماني عشره سنة، من العمر مائة وستين سنة منها أربعين في مكة وأربعين قضاها متجولا وأقل من أربعين سنة في المغرب الأقصى بمدينة فاس وهو ساكن بها حتى وقع له تشاجر مع إخوانه وأبناء عمومته الإدريسيين وخلع لهم ما كلف به من الرياسة وأكثر من أربعين سنة في سيدي بوزيد جبل راشد وهو ما يسمى الآن بجبل لعمور شمال الأغواط وشرف آفلو أين يوجد ضريحه وآثاره، ولقد أسس قبل قدومه قرية وزاوية في جبل الماعز في فقيق، وبقية الآثار إلى الآن و لقد رحل من المغرب مرتحلا إلى الجزائر عام 510 هـ/ 1150م.

خلف القطب سيدي بوزيد أربعة أولاد هم :

علي، عبد الله، محمد، أحمد .

علي وذريته :

أولاد علي : أولاد جلول، أولاد إدريس، أولاد أيوب، أولاد جعفر الجبابرة (المدعوون البوزيد الشراقة) وأولاد عيسى بالقبائل وهم ينتمون إلى الزاوية الرحمانية أولاد اسعود في البيض، أولاد صافي في سيدي بلعباس، بني سعد فى تلمسان، أولاد بوزيد بن عبد الله في غيليزان
- اطذابية وهران ومستغانم ( المدعون البوزيد الغرابة ).


عبد الله وذريته :

أولاد عبد الله: هم جزء كبير من سكان القرية الموجودة حيث ضريح سيدي بوزيد، والجزء الآخر توزعوا بين الهامل، تاقين في معسكر أولاد سيدي العيد فى فرندة أولاد عبد المالك،وفي ثنية الحد أولاد سيدي بن أحمد .


محمد وذريته:

أولاد سيدي محمد: غادروا كلهم إلى المغرب ولم يبقى أحد من ذريته في الجزائر وهم الآن موزعون بين تازا والدار البيضاء حيث قرية بالقرب من هذه المدينة تحمل اسم سيدي بوزيد.

أحمد وذريته:

أولاد احمد: وهم موجودون كلهم في أقصى الشرق الجزائري حتى تونس حيث تحمل ولاية تونسية اسم سيدي بوزيد. نبع من أولاده وأسلافه كثير من العلماء والأولياء منهم :
سيدي محمد بلقاسم الهاملي شهير الزاوية والضريح في بلدية الهامل بالقرب من بوسعادة.
سيدي الحسين بن أحمد البوزيدي مدرس، بالأزهر في مصر
سيدي محمد بوزيدي المستغانمي شيخ الطريقة الشاذلية الشهيرة
سيدي إبراهيم بن أحمد شيخ طريقة ومؤسس الزاوية القادرية في تونس
سيدي محمد البوزيدي المغربي شيخ الطريقة الدرقاوية
سيدي العالم الصوفي الكبير ابن عجيبة المغربي صاحب التأليف العديدة من ضمنها أيقاظ الهمم في شرح الحكم العطائية لأبن عطالله الإسكندري.
- العلامة سيدي محمد الشاذلي القسنطيني وكان من الأصدقاء المقربين للأمير عبد القادر والصالحين أمثال :
.سيدي سعيد، سيدي الهواري، سيدي بلعباس، سيدي عيسى، سيدي الباهري، سيدي الطالب محمد بن خراز وابنه.


قبة الضريح صورة من الأعلى

شهرته :

تحدثوا وكتبوا على القطب سيدي بوزيد علي علماء كثيرون من العرب والمستشرقين على التوالي :

- سيدي محمد بن الطالب بن حمدون في مخطوطه عن الأشراف المسجل في الخزانة العامة بالرباط في المغرب تحت عدد 653 حرف الدال.

العالم مولاي إدريس الفوضيلي الدرة البهية في الفروع الحسنية و الحسبية في سياق حديثه عن سلالة أبناء سيدي عيسى بن مولاي إدريس الأزهر الجزء الثاني من المستشرقين أمثال :
أميل درمنغام - جاك بيرك - لييون دوي.
مقال مطول حول تاريخ الولي الصالح سيدي بوزيد وآثاره في المجلة الإفريقية العدد 99 السنة 17 ماي 1873م

ولا ننسى أيضا الدور الفعال الذي لعبته الزاوية البوزيدية فى المجال السياسى ومقاومة الاحتلال.
نذكر في الأول مشاركة البوازيد مع الأمير عبد القادر الذي أنشأ معسكر فى قرية سيدي بوزيد والدليل انه توجد إلى حد الآن بقرب ضريح القطب سيدي بوزيد مقبرة تحمل (مقبرة شهداء الأمير عبد القادر) وجل دفنائها مع أبناء القرية (البوازيد) (14) وتجدر الإشارة هنا إلى أن خليفة عبد القادر بمدينة الأغواط المرحوم الحاج العربي بن سيدي عيسى لما انهزم حزبه في الأغواط على يد خصومه فر متجها إلى سيدي بوزيد وهذا ما يؤكد أن هذه البلدة بأهلها كانت ملجأ للمجاهدين.

وكذلك في ثورة بوعمامة فيذكر أن البوازيد شاركوا بقسط كبير في هذه الثورة فمنهم أولاد سعود من البيض وبوازيد عسل وعين الصفراء وحتى من قرية سيدي بوزيد.
أما ثورة المقراني فيقال أن المقراني نفسه من البوازيد القبائل ويقال لهم أولاد عيسى ويئتمون إلى الزاوية الرحمانية المشهورة.


صورة تجمع ضريحي سيدي بوزيد وسيدي عبد الرحيم


هذا والله أعلم فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وصلي اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تكملة الموضوع

المنفرجة لـ:يوسف بن محمد بن يوسف التوزري التلمساني




يوسف بن محمد بن يوسف التوزري التلمساني المعروف بابن النحوي ناظم المنفرجة.

التي مطلعها:

اشتدي أزمة تنفرجيقد آذن ليلك بالبلج.

تعريف موجز:

هو العارف بالله سيدي يوسف بن محمد بن يوسف التوزري التلمساني الجزائري المعروف بابن النحوي سكن سجلماسة مدة غير قصيرة، ثم انتقل لفاس، ثم لقلعة حماد قرب مدينة بجاية بالقطر الجزائري، وبها توفي عام 513هـ، كان رضي الله عنه عالما ناسكا متصوفا من العلماء العاملين على سنن الصالحين مجاب الدعوة مشهود له بالولاية، و كان من حفاظ الحديث كما اشتهر بالفقه و التبحر فيه مع الزهد.

صحب أبا الحسن علي اللخمي رضي الله عنه وأخد عنه صحيح البخاري، وكذلك عن أبي الفضل أبي عبد الله محمد بن علي المعروف بابن الرمامة وأيضا عن أبي عبد الله محمد المازري وأبي زكرياء الشقراطيسي وعبد الجليل الربعي وغيرهم من علماء وفقهاء عصره.

كان رحمه الله ممن انتصر لعدم إحراق كتب الإمام الغزالي، وذلك لما أفتى فقهاء المغرب بإحراقها في عهد الدولة المرابطية.

المصادر:

أنظر ترجمته في جذوة الاقتباس لابن القاضي ص 552 رقم الترجمة 643 وفي التشوف لابن الزيات ص 95 رقم الترجمة 9 وفي شجرة النور الزكية لمخلوف ص 126 رقم الترجمة 365 وفي نيل الإبتهاج للتنبكتي ص 349 وفي الأعلام للزركلي ج 8 ص 247.

المنفرجة لـ: يوسف بن محمد بن يوسف التوزري التلمساني و تخميسها:

القصيدة المنفرجه من غرر القصائد و قد شرحها الشيخ الإمام زكريا الأنصاري و غيره و نظم على منوالها حجة الإسلام الإمام الغزالي رضي الله عنه النظم من بحر الخبب و تفصيله فاعلن ثمان مرات و هي أربعين بيتا.



1. اشتدي أزمة تنفرجي *** قد آذن ليلك بالبلج
2. و ظلام الليل له سرج *** حتى يغشاه أبو السرج
3. و سحاب الخير له مطر *** فإذا جاء الإبان يجي
4. و فوائد مولانا جمل *** لسروح الأنفس و المهج
5. و لها أرج محي ابدا *** فاقصد محيا ذاك الأرج
6. فلربتما فاض المحيا *** ببحور الموج من اللجج
7. و الخلق جميعا في يده *** فذوو سعة و ذوو حرج
8. و نزولهم و طلوعهم *** فعلى درك و على درج
9. و معايشهم و عواقبهم *** ليست في المشي على عوج
10. حكم نسجت بيد حكمت *** ثم انتسجت بالمنتسج
11. فإذا اقتصدت ثم انعرجت *** فبمقتصد و بمنعرج
12. و شهدت بعجائبها حجج*** قامت بالأمر على الحجج
13. و رضا بقضاء الله حجا *** فعلى مركوزته فعج
14. و إذا انفتحت أبواب هدى *** فاعجل لخزائنها و لج
15. و إذا حاولت نهايتها *** فاحذر إذ ذاك من العرج
16. لتكون من السباق إذا *** ما جئت إلى تلك الفرج
17. فهناك العيض و بهجته *** فلمبتهج و لمنتهج
18. فهج الأعمال إذا ركدت *** فإذا ما هجت إذا تهج
19. و معاصي الله سماجتها *** تزدان لذي الخلق السمج
20. و لطاعته و صباحتها *** أنوار صباح منبلج
21. من يخطب حور الخلد بها *** يظفر بالحور و بالغنج
22. فكن المرضي لها بتقى *** ترضاه غدا و تكون نجي
23. و اتل القرآن بقلب ذي *** حزن و بصوت فيه شجي
24. و صلاة الليل مسافتها *** فاذهب فيها بالفهم و جي
25. و تأملها و معانيها *** تأت الفردوس و تنفرج
26. و اشرب تسنيم مفجرها *** لا ممتزجا و بممتزج
27. مدح العقل الآتيه هدى *** و هوى متول عنه هجي
28. و كتاب الله رياضته *** لعقول الخلق بمندرج
29. و خيار الخلق هداتهم *** و سواهم من همج الهمج
30. و إذا كنت المقدام فلا *** تجزع في الحرب من الرهج
31. و إذا أبصرت منار هدى *** فاظهر فردا فوق الثبج
32. و إذا اشتاقت نفس وجدت *** ألما بالشوق المعتلج
33. و ثنايا الحسنا ضاحكة *** و تمام الضحك على الفلج
34. و عياب الأسرار قد اجتمعت *** بأمانتها تحت الشرج
35. و الرفق يدوم لصاحبه *** و الخرق يصير إلى الهرج
36. صلوات الله على المهدي *** الهادي الناس إلى النهج
37. و أبي بكر في سيرته *** و لسان مقالته اللهج
38. و أبي حفص و كرامته *** في قصة سارية الخلج
39. و أبي عمرو ذي النورين *** المستحي المستحيا البهج
40. و أبي حسن في العلم إذا *** وافى بسحائبه الخلج
تمت القصيدة المنفرجه

تحميل القصيدة وكذا شرحها للشيخ الإسلام زكريا الأنصارى وهما نسختان هتمل وللشاملة

تكملة الموضوع

ترجمة سيدي طلحة بن سيدي أبي مدين التلمساني دفين مصر



تلمسان أو كما يلقبونها بـ: "لؤلؤة المغرب العربي" تقع شمال غرب الجزائر يغلب عليها الطابع الأندلسي المتأصل في أعماق التاريخ الإسلامي وبماضيها الفكري الثقافي والسياسي المجيد فقد تضافرت جهود الطبيعة السخية الحسناء وجهود الإنسان المبدع الخلاق لتكوين مدينة متفوقة راقية ممتعة للفكر وللقلب والروح معا، فقد بلغت أرفع مكانة في الجمال والجلال والكمال واستحقت بفضل ذلك كله أن تدعى "جوهرة المغرب وغرناطة إفريقيا" ... وهي التي ينتسب إليها صاحب ترجمتنا اليوم العلامة العارف بالله سيدي طلحة إبن سيدي أبي مدين الغوث بن شعيب التلمساني.


مسجد أبي مدين شعيب قدس الله سره

أولا تعريف بالمنطقة:

كفرالشيخ "جمهورية مصر العربية"

تعتبر كفرالشيخ محافظة أولياء الله الصالحين حيث تنتشر في قُراها ومراكزها المساجد والأضرحة والزوايا . ولقد نالت كفر الشيخ أهمية كبري من الحكام المسلمين على اختلافهم فهي تطل على الساحل الشمالي من البحر المتوسط وقد وهبها الله أحد فرع النيل العظيم " فرع رشيد " مما جعله تنال اهتماماً كبيراً من الحكام والأمراء منذ أقدم العصور.



وفى مدينة كفر الشيخ تتعانق مآذن المساجد لتشكل بانورما إسلامية رائعة من هذه المساجد سيدي طلحة وسيدي قطب بميت علوان وسيدي جمال والسيدة زهرة وسيدي مبارك كما يوجد ضريح سيدي سليمان وتاج الدين بسخا كما يوجد مسجد وضريح سيدي غازي بقرية سيدي غازي وسيدي عمر الشناوي والسيدة درة بقرية شنو وسيدي على أبو طبل بقرية أبو طبل ومسجد النصر ( الملك سابقاً ) بكفرالشيخ .

ومن أشهر مساجد مدينة كفرالشيخ مسجد سيدي طلحة أبي سعيد التلمسانى الذي تنتسب إليه محافظة كفر الشيخ ..

من هو سيدي طلحة:

هو العارف بالله سيدي طلحة بن سيدي مدين بن سيدي شعيب التلمساني بن سيدي محمد أبو الحسن بن سيدي علي بن سيدي محمد عبد الجواد بن سيدي علي الرضا بن الأمام موسى الكاظم بن الأمام جعفر الصادق بن الأمام محمد الباقر بن الأمام علي زين العابدين بن سيدنا الحسين بن الأمام علي بن أبي طالب - كرم الله وجهة - بن عم المصطفي صلي الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء - رضي الله عنه . وشهد هذا المسجد خلال السنوات الماضية تطورات وتوسعات كثيرة حتى أصبح على أحدث طراز عمراني عربي اسلامى.


مسجد سيدي طلحة بن سيدي أبي مدين شعيب التلمساني رضي الله عنه
"جمهورية مصر العربية"

وقد وفد سيدي طلحة إلى كفر الشيخ من تلمسان ببلاد المغرب في عهد الدولة الأيوبية وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن على بن أبى طالب كرم الله وجهه.. وهو أيضا خال سيدي احمد البدوي الموجود مسجده وضريحه بمدينة طنطا .

وكان تقياً ورعاً عرف الناس فضله فعملوا على إنشاء مسجده وكان عبارة عن زاوية صغيرة كان في البداية مصلى صغيرا وهو ذات المكان الذي كانوا يؤدون فيه شعائر دينهم . وتوفى رحمه الله وعمره 67 عاماً في 15 رمضان عام 631 هـ ودفن بجواره ابنه سعيد وحفيده على.

ويعد وفاة سيدي طلحة أصبح المسجد نواة للمسجد الحالي الذي كان قبل قيام الثورة موكولا على بعض الخيرين حيث كان عبارة عن مسجد صغير بجواره الضريح وتم ضمه بعد ذلك إلى وزارة الأوقاف ومنذ عام 1954 لمسته يد الثورة فأعدت له مشروع توسيع وتجديد.


وفى عام 1993م أعيد بناء وتوسعة المسجد من جديد وإجراء تطوير شامل للمسجد والميدان الواقع أمامه وتم إدخال دورة المياه القديمة ضمن التوسعة وإنشاء مئذنتين جديدتين وقبة جديدة فوق الضريح وتم أيضا إضافة مئذنتين جديدتين ليصبح المسجد يضم أربع مآذن وتوالت بعد ذلك التطورات داخل المسجد فتم إنشاء قاعة للزوار ومكتبة إسلامية كبيرة بداخله وبناء مستوصف طبي فوق المسجد وتم عمل مصلى للسيدات بداخله بالإضافة إلى إنشاء دورة مياه جديدة منفصلة عن المسجد.. وقامت وزارة الأوقاف بفرشة بالسجاد الصوف الخالص وأصبحت مساحة المسجد الآن بعد هذه التطورات 2000 متر مربع .

وتم مؤخراً توسعة الميدان بالشكل اللائق وتم البدء في تنظيم الميدان وجاري إنشاء سوق تجاري على أحدث طراز عربي اسلامى حتى يضفى على المنطقة المحيطة بالمسجد جوا روحانياً يتناسب مع مكانة العارف بالله الذي تنتسب إليه محافظة كفر الشيخ.

وفاته رضي الله عنه:

توفي سيدي طلحة رحمة الله يوم الخميس الموافق 15 رمضان سنة 631 هـ بعد أن عاش 67سنة ودفن بنفس المصلي حيث ضريحة الحالي ودفن. ويقام مولده الكبير في خريف كل عام حيث تتوافد وفود السياحة الدينية من مختلف أرجاء المحافظة المجاورة. وتم مؤخراً ضم مدينة كفر الشيخ إلى منظمة العواصم والمدن الإسلامية.

رضي الله عن مولانا سيدي طلحة التلمساني ونور ضريحه وأمدنا من أسراره وأنواره آمين والحمد لله رب العالمين.
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |