من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل كتاب واسطة السلوك في سياسة الملوك لأبو حمو موسى الزياني التلمساني



- كتاب: واسطة السلوك في سياسة الملوك.
- تصنيف: الإمام موسى بن يوسف أبو حمو الزياني العبد الوادي التلمساني.
- دار النشر: طبع بمطبعة الدولة التونسية بحاضرتها المحمية سنة 1279.
- مصدر الكتاب: مكتبة جوجل.

- رابط التحميل-

هنـــا



ترجمة المصنف:

* حمُّو (أبو) الثّاني (723-791هـ) - (1323- 1389).

موسى (الثاني) بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحيي بن يمغراسن بن زياد، أبو حموا: مجدد الدولة الزيانية ( العبد الوادية) في تلمسان، وثالث ملوكها في دورها الثاني، ولد في غرناطة ( بالأندلس) وكان أبوه معبدا إليها منذ 718هـ (1318م).



انتقل إلى تلمسان، في سنة ولادته، مع أبيه، فنشأ بها ودرس على أشهر علمائها مبادئ العربية والعلوم الدينية، استولى بنو مريم على تلمسان (سنة737هـ) فشهد زوال دولة أبائه الأولى في عهد تاشفين، وخرج مع أبيه وكثير من أبناء قبيلته إلى فاس، وفيها واصل دراسته، وعاد مع أبيه إلى تلمسان سنة 750هـ ثم استقر معه بندرومة، واستولى بنو مرين من جديد على تلمسان، فخرج أبو حمو إلى تونس ووصلها في 6 شوال 753هـ، وأعانه معاصره فيها من ملوك بني حفص، على القيام لاسترداد بلاده من أيدي بني مرين، فغادر تونس سنة 758هـ على ناحية الجريد، ثم كورة تبسّة، ومنها تحرك في جموع من القبائل إلى نواحي قسنطينة وبجاية، ودعي من قومه لإنقاذ تلمسان، فزحف على جهة فاس، سالكا دروبا مختلفة، كان يشن منها الغارات على بني مرين وأنصارهم، فبايعه كثير من العرب وأذعنوا له، ولما دنا من تلمسان، استولى قسم من جيشه على أغادير، ومنها اقتحموا تلمسان في مطلع ربيع الأول سنة 760هـ (1359م) فتلقاه الرؤساء والولاة بالبيعة والتسليم عليه بالإمارة، وانتظمت الدولة في أيامه واستقرت، وضمن لرعيته الأمن والرخاء والازدهار، وخرج ابنه عبد الرحمن عليه فاضطر لقتاله، فالتحق عبد الرحمن بفاس مستنجدا ببني مرين، فانطلق معه جيش منهم، واشتبك أبو حمو في معركة في ناحية الغيران، بجبل بني ورنيد، المطل على تلمسان، وهناك كبابه فرسه، فسقط على الأرض، وأدركه بعض أصحاب ابنه عبد الرحمن، فقتلوه قصعا بالرماح (أول ذي الحجة) وأرسلوا رأسه ورأس ابن آخر له اسمه عمير إلى فاس، فطيف بهما على رمحين، ومدة ملكه 31 سنة.

له كتاب (( واسطة السلوك في سياسة الملوك)) أّلفه حوالي سنة 765هـ وأودع فيه آراءه السياسية، وضمنه بعض قصائده الشعرية،" وهو كتابنا اليوم" وأكثر شعره يوجد في (( زهر البستان)) و ((نظم الدر والقيعان)) و (( بغية الرواد)) و((أراح الارواح)).



كان فطنا، أديبا، وبطلا باسلا، ذا كرم ومروءة وسياسة ودهاء، ليّن العريكة، كريم الأخلاق.

المصدر:

معجم أعلام الجزائر - عادل نويهض - الطبعة الثانية - 1400 / 1980م.
تكملة الموضوع

حمل كتاب شرح منظومة سيدي محمد الإمام المنزلي في آداب المريدين



- كتاب: شرح منظومة سيدي محمد الإمام المنزلي في آداب المريدين.
- تصنيف: العلامة سيدي عبد القادر المجاوي التلمساني.
- دار النشر: المطبعة الرسمية التونسية (الطبعة الأولى) سنة 1314هـ.


رابط التحميل

هنــا



جاء في مقدمته:

الحمد لله الذي هدى من أراد سعادته، وقرب من أحب وقايته، وخص أقواما بالعناية، وجعلهم مصدرا للدراية، وسير أفئدة المقربين سماء العرفان، وزينها بشموس البيان، ووسع دوائر أفهامهم بالمعارف، ونور بصائرهم بالنكت واللطائف، والشكر له على نعمة الإتباع، ومجانبة المخالفة والابتداع، والصلاة والسلام على ينبوع الأنوار وأساس الفضائل والأسرار، سيدنا محمد المنتقى، وعلى آله وأصحابه وكل من صدّق به واتقى.



وبعد فيقول الملتجئ لرحمة ساتر المساوي، عبد القادر بن عبد الله بن محمد الجليلي المجاوي، هذا شرح فيه قصور واختصار، لعدم التمكن من علوم تهذيب النفوس وتسوس الأفكار، لكن الثقة باللطيف الخبير، أن يجعله وصلة للمريد البصير، فيه إن شاء الله يرقى درجة الكمال، ويتنسق سلك عقد الرجال، على قصيدة الإمام العلامة الهمام، العابد الناسك المتبرك به بين الأنام، سيدي الإمام المنزلي قدوة أهل الطريق، ذي العلوم والمعارف والتحقيق، في آداب المريدين، وتهذيب أخلاق المحبين، وجعلها خارجة عن قانون النظم الموزون، على ما جرى به العرف من الشعر الملحون، قصد بذلك نفع المبتدئين، وسداد خلل المريدين، فالله يكمل لنا المقصود، بجاه المقام المحمود، قال رضي الله عنه:

نبدأ قولي باسم الله ..*.. ما لنا رب سواه
مولانا جل ثناه ..*.. هو رب العالمين

افتتح قوله باسم الإله المعبود لما ورد أن الأمور المهمة تطلب بدايتها باسمه تعالى وقد تواتر في ذلك من الأخبار النبوية ما لا يخفى قوله ما لنا رب سواه معناه ليس للمخلوقين خالق موجود سوى الإله المنفرد بالألوهية جلّ ثناؤه إذ هو منشئ العالمين ...

ويقول في آخره:

وارض عن أهل الأسرار ..*.. في القرى وفي الأمصار
أهل البر والبحار ..*.. وجميع الصالحين

الأسرار جمع سر وقد تقدم معناه آنفا وأهل الأسرار هم أكابر الأولياء والكائنين في القرى جمع قرية وفي الأمصار جمع مصر وهي المدينة الكبيرة كمصر والشام والعراق وفاس وبغداد المتصرفين في البر والبحر كسيّدنا الجيلي رضي الله عنه وأرضاه وجعلنا في حماه، منه وكرمه ثم عمم فقال وجميع الصالحين الحمد لله على التمام وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.اهـ.

ترجمة الشيخ سيدي عبد القادر المجاوي: (1848- 1913).

أفرد سيدي أبي القاسم الحفناوي في كتابه تعريف الخلف برجال السلف في الجزء الثاني منه ص/446 ترجمة وافية لوالد المؤلف وهو العلامة محمد بن عبد الكريم المجاوي التلمساني، وجاء في آخر هذه الترجمة نبذة حسنة خصها للتعريف بسيدي عبد القادر المجاوي صاحب كتابنا اليوم، ذكر فيها مولده ووفاته ومناقبه رضي الله عنه وجملة من آثاره التي تركها وكذا أسماء المشايخ والعلماء الذين تتلمذوا على يده كما سيأتي لاحقا.

محمد بن عبد الكريم المجاوي التلمساني:



أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم ين عبد الرحمن المجاوي الجليلي الحسني ولد بتلمسان سنة 1208، وحفظ القرآن على والده، وعنه وعن أخيه العلامة الحاج أحمد أخذ مبادئ العلوم ثم توجه إلى فاس طالبا للعلم، وأخذ فيها عن مشائخ جلة، منهم حمدون بن الحاج السلمي، و سليمان الحوتي، و الحافظ الحجة الحاج الطيب ابن كيران وعن غيرهم، و لما تضلع في علوم شتى رجع إلى تلمسان مسقط رأسه، وتولى قضاءها من خمس وعشرين سنة، وله مآثر حسنة يشهد له بها أهل بلده ولم يمنعه القضاء عن التدريس في مدته كلها، وتخرج عليه كثير من العلماء الأجلة، ثم رجع إلى فاس و تولى فيها خطة التدريس بجامع القرويين المعمور،وأخذ عنه علماء عارفون كالشيخ قنون الشهير والشيخ الحاج صالح الشاوي، والشيخ الحاج محمد بن عبد الواحد بن سودة، والشيخ محمد العلوي قاضي فاس، و الشيخ جعفر الكتاني وغيرهم، ثم ولي قضاء طنجة.

وترجم له أحد تلامذته الفقيه العلامة السيد أحمد بن حسنون قاضي وازان في تأليف له، ذكر فيه جملة من مشائخه رحمهم الله بما نصه:
ومنهم الشيخ العلامة الحافظ المدقق الفهامة أبو عبد الله سيدي بن محمد المشاوي الحسني التلمساني، أسكنه الله دار التهاني، له ذهن يكشف الغامض الذي يخفى، ويعرف رسم المشكل و إن كان قد عفا، أبصر الخفيات بفهمه، وقصر فكره على خاطره و وهمه فجاء بالنادر الذي أعجز، وتلون في حلل الكلام الطويل و الموجز مع جمعه لأوصاف المكارم التي لم ينادمه في تعطيها منادم، ولم يوازه فيها بحر زاخر ولا قمر زاهر، وهي التي جمعها قول الشاعر:

إن المكارم أخلاق مطهـرة ..*.. فالدين أولهــا و العقل ثانيها
والعلم ثالثها و الحلم رابعها ..*.. والجود خامسها و العرف ساديها
والبر سابعها والصبر ثامنها ..*.. والشـكر تاسعها والدين عاشيها

كانت له اليد الطول في جميع العلوم، ومهما أخذ في تدريس فن حسبته لا يعرف سواه، وأنه أفنى عمره فيه، وما ذلك إلا لتضلعه واطلاعه، يأتيه الأشياخ في ما يستشكلونه من الغوامض فيزيل ما خالج قلوبهم من العوارض، فيذهبون ولسان حالهم ينشد قول أبي الطيب:

فإن تفق الأنام وأنت منهم ..*.. فإن المسك بعض دم الغزال

قرأت عليه مختصر خليل من باب الزكاة إلى الخيار البيوع، وكان يطالع له الكتب المتداولة كالخرشي، وعبد الباقي في حواشي البناني، والسنهوري، والشبرخيتي، ذا عتناء بالجميع، و قرأت عليه مختصر السعد بتمامه، وبعضا من ختمة أخرى، وكان يعتمد في ذلك على المطول، وحواشي الفناري، وحواشي ياسين على المختصر، وعروس الأفراح لابن السبكي، وشرح الولالي على القزويني، وبعض الشفا للقاضي عياض، بالشهاب أفاندي، وحاشية بن التلمساني، وجمع الجوامع بالمحلي من الحروف إلى النسخ، وابن أبي شريف عليه، وحواشي العبادي، وحواشي البناني المصري، وهو أول من أظهرها بفاس فاشتهر أمرها، ونحو الربع من الخلاصة بالتصريح، وحواشي ياسين عليه، وحواشي الصبان، وحواشي شيخه ابن كيران، وكان يعترض عليه كثيرا قراءة تحقيق وتدقيق في الجميع، فلقد كان في المطالعة والحفظ فريد عصره وأعجوبة دهره، سمع منه الثقاة أنه لما ولي خطة القضاء بمدينة تلمسان، حفظ المعيار في خمس ليال في كل ليلة سفرا، وهذا غاية العجب، ومن نظمه متوسلا عدى البيت الأول والأخير:

بمحمد و ببنته وببعلها ..*.. و ابنيهما السبطين أعلام الهدى
وبأهل بدر والصحابة كلهم ..*.. و التــابعين لهم دواما سرمدا
وبعبدك النعمان ثم بمالك ..*.. و الشافعي قطب الوجود وأحمدا
وبغوثنا وبشيخه وابن حرزهم ..*.. وبجده عبد السلام الزاهدا
وبصاحب التوحيد والعلم والـتقى ..*.. ذاك السنوسي بالمكارم قد بدا
وبجاه أحمد الحبيب وشيخه ..*.. وبسرهم يا رب خذ جملة العدا
وبجاه اسمك العظيم ومن به ..*.. متخلق يا رب يــا سامع الندا
فرج كروب المسلمين وحزبهم ..*.. يــا خير من مد العصاة له اليدا

ولما ختم السعد قال فيه بعض رفقائنا و أحبابنا من تلامذته بعد أبيات:

لقد عمت دواعي وداد سعدا ..*.. عموم علوم من قد حاز مجدا
أي الفتح المجاوي من أضاءت ..*.. شموس علومه فازداد حمدا
إمام ماجد شيخ جليل ..*.. همام بارع فخر معيدا
بليغ مصقع علم شهير ..*.. وكعبة من يروم الرشد قصدا
سمو باسمه سما سماء ..*.. بفجر محمد شكرا وحمدا
ويدعى نجل عبد الله فاعجب ..*.. بمن جادت تلمسان عنا جودا
أصيل لوذعي بحر علم ..*.. جواد جل ما أعطى وأسدا
منزه مبجل نزيه القدر بر ..*.. حليم ضم حكمه وزهدا
لقد أرجت سجاياه واستطابت ..*.. وفاق مآثرا عمرا وزيدا
فليس له شريك في المعالي ..*.. ولم يرقى المعاني سواه جلدا
لقد ورث المفاخر عن أباء ..*.. كرام قد قفوا في ذاك جدا
لقد ورث المفاخر عن أباء ..*.. كرام قد قفوا في ذلك جدا
هو الفذ الإمام بكل فن ..*.. ولم تخلف له الأزمان ندا

وهي طويلة قرأ على الشيخ سيدي عبد السلام اليازمي مختصر خليل وقرأ هذا الشيخ عليه الجمل والسلم كما أخبرنا هو بذلك وقرأ المعقول والمنقول على العلامة الشيخ الطيب بن كيران، وعلى الشيخ الزروالي وعلى سيدي حمدون بن الحاج وعلى غيرهم، ولي خطة القضاء بثغر طنجة، وخرج لها من فاس في الربيع النبوي عام 1262، و بقي قاضيها و مدرسا و خطيبا إلى أن هجم عليه المنون في ثالث وعشري رجب عام 1267اهـ. من خط تلميذه المذكور، وبالجملة فإن الشيخ المذكور كان آية وعليه الفتح الكثير، يدل لذلك من نبغ عليه من الطلبة، وكان يميل إلى التصوف كثيرا رحمه الله رحمة واسعة.

وترك ولده الصالح الشيخ عبد القادر، فسار على قدمه في طلب العلم حتى بلغ شاوه، وزاد عليه فنونا، ورجع إلى أصله و مسقط رأس أبيه، واستقر في قسنطينة عالما مفيدا وأخيرا في الجزائر، وهو الآن فيها.



ولد الشيخ عبد القادر سنة 1267، وقرأ على الشيخ قنون وسيدي الحاج صالح الشاوي، وسيدي الحاج أحمد بن سودة، وسيدي جعفر الكتاني وغيرهم وألف "إرشاد المتعلمين" في مبادئ العلوم، و"نصيحة الإخوان" شرح قصيدة سيدي محمد المنزلي التونسي في التصوف، و "الفريدة السنية في الأعمال الجيبية" و"الدرر النحوية شرح الشبراوية" و"تحفة الأخيار في الجبر والاختيار" و"شرح المجرادية في الجمل" وغير ذلك، وتولى تدريسجامع سيدي الكتاني في قسنطينة سنة 1292 وتولى في المدرسة الكتانية سنة 1295، وتولى خطة التدريس في القسم العالي من المدرسة الثعالبية في الجزائر سنة 1315.

وتخرج عليه كثيرون منهم السادة: حمدان الونيسي، وأحمد الحبيباتني، والمولود ابن الموهوب المدرس للآن في الكتانية، والحاج أحمد البوعني، ومحمد بوشريط بن عامر، والسيد عبد الكريم باش تارزي مفتي حنفية قسنطينة، وحمو ابن الدراجي قاضي حنيفة الجزائري والشيخ السعيد ابن زكري المدرس في الثعالبية.

المصدر/

تعريف الخلف برجال السلف لأبي القاسم الحفناوي - مطبعة بيير فونتانة الشرقية - الجزائر- الجزء الثاني- ص/446.
تكملة الموضوع

حمل كتاب شرح الحكم الغوثية لشيخ الشيوخ سيدي أبي مدين التلمساني




بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

- كتاب: شرح الحكم الغوثية - لشيخ الشيوخ سيدي أبي مدين شعيب التلمساني.
- تصنيف: العلامة أحمد بن إبراهيم بن علان الصديقي الشافعي.
- تحقيق وتعليق: الشيخ أحمد فريد المزيدي.
- الناشر: دارالآفاق العربية، القاهرة.

رابط التحميل

هنــــا

ترجمة المصنف:

هو الشيخ العلامة شهاب الدين أحمد بن إبراهيم المكي المعروف بابن علان الصديق الشافعي، كان إمام التصوف في زمانه، وهو من العلم في المرتبة السامية، أخذ عن الشيخ تاج الدين النقشبندي وانتفع به خلق كثير، وبالجملة فإنه من العلماء الفحول.

ولد رضي الله عنه بمكة سنة 975هـ، وتوفي سنة 1033 ثلاث وثلاثين وألف، ودفن بالمعلاة بالقرب من قبر أم المؤمنين السيّدة خديجة رضي الله عنها.

نشأ ببلده وحفظ القرآن بالقراءات، وحفظ عدة متون في كثير من الفنون، وتفقه لجماعة، وتصدر للإقراء، وباشر الإفتاء، وجمع بين الرواية والدراية، والعلم، والتحقيق.

وهو ابن عم الشيخ محمد علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علان البكري الصديقي الشافعي، المولود كذلك بمكة سنة 996هـ وتوفي 1057، ودفن بالمعلاة بالقرب من قبر شيخ الإسلام إبن حجر المكي رحمهما الله تعالى جميعا.

قرأ الشيخ محمد بن علان صحيح البخاري في جوف الكعبة أيام بناءها لما انهدمت في سنة 1039هـ، من جهة الحطيم بسبب سيل عظيم، وحكي تلميذه الفاضل محمد النبلاوي الدمياطي نقلا عنه انه قال: رؤي النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يعطي الناس عطايا فقيل له يا رسول الله، وابن علان، فأخذ يحثوا له بيده الشريفة حثيات، وهو صاحب «دليل الفالحين»، و«شرح الأذكار»، و«شمس الآفاق فيما للمصطفى صلى الله عليه وسلم من كرم الأخلاق».

من تصانيفه:

- رسالة في طريق النقشبندية.
- شرح قصيدة السودي في التصوف.
- شرح رسالة الشيخ رسلان في التوحيد.
- شرح قصيدة أبي مدين الغوث «ما لذة العيش».
- شرح قصيدة (من ذاق طعم شراب القوم).
شرح التعرف في الأصلين والتصوف لابن حجر الهيثمي سماه: «التلطف».
- شرح حكم سيدي أبي مدين شعيب «كتابنا هذا».
- شرح قصيدة الشهرزوري في التصوف.

قلت وهناك خلط وقع بين المؤرخين في الترجمة بينه وبين الشيخ محمد بن علان المكي في نسبة مؤلفات كل منهما للآخر ... هذا والله أعلم بالصواب.


أنظر ترجمته:

بيت الصديق للبكري (189)، الأعلام للزركلي (1/88)، معجم المؤلفين (1/102)، هدية العارفين (1/84)، خلاصة الأثر (1/157).

المصدر:

الترجمة قمنا بنقلها من الكتاب نفسه الذي نعرضه اليوم شرح «الحكم الغوثية» للعلامة أحمد بن إبراهيم بن علان الصديقي الشافعي ص /5.
تكملة الموضوع

ترجمة سيدي إبراهيم بن موسى المصمودي التلمساني



الشيخ العالم الصالح الولي الزاهد أبو إسحق، أحد شيوخ الإمام ابن مرزوق الحفيد. أفرد ترجمته بتأليف، قال الشيخ أبو عبد الله بن صعد التلمساني في كتابه النجم الثاقب: كان هذا الولي أحد من أوتي الولاية صبياً، وحل من رئاسة العلم والزهد مكاناً علياً، عرف به شيخ شيوخنا الإمام ابن مرزوق في جزء قال فيه: ومن شيوخي الذين انتفعت بهم الإمام العالم العلامة المحقق المدرس رئيس الصالحين والزاهدين في وقته، ذو الكرامات المأثورة والديانة المشهورة، الولي بإجماع، المجاب الدعوة، إبراهيم المصمودي من صنهاجة المغرب قرب مكناسة، بها ولد ونشأ، ثم طلب العلم وأخذ بفاس عن جماعة من الأكابر كالإمام حامل راية الفقهاء في وقته موسى العبدوسي والإمام الشهير محمد الأبلي، وقرأ كثيراً على الإمام شريف العلماء أبي عبد الله الشريف التلمساني، ثم انتقل بعد وفاته للمدرسة التاشفينية، فقرأ بها على العلامة خاتمة قضاة العدل بتلمسان سعيد العقباني، ثم لبويته المعروفة، وما زال مقبلاً على العلم والعبادة والاجتهاد في المجاهدة آخذاً بالغاية القصوى ورعاً وزهداً وإيثاراً مثابراً على البر متبعاً طريق السلف أحب الناس لمذاكرة العلم، لا يسمع بكبير في علم أو منفرد بفن إلا اجتمع به، وذاكره أعلم أهل وقته بالسير وأخبار السلف والصالحين والعملاء كافة من متقدمين ومتأخرين، كفاه الله ما أهمه كما ضمن لمن انقطع لخدمته وله كرامات كثيرة.



وحدثني كبير أصحابه الشيخ أبو عبد اله ابن جميل أنه عرض له شيء منعه من اتباع المشهور في مسألة واضطر لفعله، فبحث حتى وجد جوازه لابن حبيب وأصبغ فقلدهما. قال ثم مضيت لزيارة أمي وسقط على حجر آلمني شديداً، واعتقدت أنه عقوبتي لمخالفة المشهور وتقليد غيره، وما علم بذلك أحد. ثم زرت الشيخ وأنا متألم، فقال لي: ما لك يا فلان؟ قلت له: ذنوبي، فقال لي فوراً: أما من قلد أصبغ وابن حبيب فلا ذنوب عليه. وهذا من أكبر الكرامات.



وحدثني بعض صالحي أصحابه قال: كنت جالساً معه في بيته ليسر معني أحد، وهو يقرأ القرآن ويشير بقضيب في يده إلى محل الوقف ضارباً على عادة أشياخ التجويد فقلت في نفسي لمَ يفعل هذا؟ أتراه يقرأ عليه أحد من الجن؟ فما تم الخاطر حتى قال لي: يا محمد كان بعض الشيوخ يجود عليه الجن القرآن، وذكر لي عن غير واحد ممن يهدي طعاماً من لبن أو غيره وربما رده عليهم فيتفقدون أنفسهم فيجدون موجب الرد من شبهة من ضجر أهل البيت أو غيره.

وحدثني غير واحد أنه كان خارج البلد في وقت لا يدرك الباب عادة إلا وقد غلقت ثم يرونه في البلد اهـ.

قال ابن صعد عن جده أبي الفضل أن الشيخ أبيض اللون طويل لا يلبس سوى الكساء الجيدة يعري رأسه أكثر الأوقات، وذكر جماعة من الفضلاء أنه في ملازمته للجبل إذا وجد نوار الربيع أمعن النظر في أنواعه وألوانه وصنعته، فيغلبه الحال ويتواجد ويتبختر ويقرأ حينئذ ((هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه)). سورة لقمان، الآية 11 وقال عن جده أنه توفي عام خمسة وثمانمائة، وحضر جنازته السلطان ماشياً على قدميه اهـ.



وذكر الونشريسي في وفياته أن وفاته سنة أربع وثمانمائة اهـ.

المصدر:

نيل الابتهاج بتطريز الديباج لأحمد بابا التنبكتي.
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |