بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
-
كتاب: الزوايا والصوفية والعزابة والاحتلال الفرنسي في الجزائر.
-
المؤلف: د.عبد العزيز شهبي
-
الناشر: دار الغرب للنشر والتوزيع، وهران - الجزائر.
-
تاريخ الإصدار:
2007، بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية.
-
عدد الصفحات:
222.
-
حجم الملف:
4 ميجا.
-
حالة الفهرسة: منسقة ومفهرسة.
رابط التحميل
مقدمة المؤلف:
"كثر الجدل والنقاش في أوساط المثقفة حول الزوايا ومختلف الطرق الصوفية في الجزائر، أثناء فترة الاحتلال الفرنسي، ومدى مساهمتها في الحفاظ على مقومات المجتمع، ومقاومة الاحتلال، أو تخضير المجتمع والتعامل مع الاحتلال فهل كان دور الزوايا والتصوف إيجابياً أو سلبياً في مواجهة الاحتلال الفرنسي؟ وكيف كان موقف الاحتلال ورد الفعل؟.
في الواقع قامت دراسات حول الزوايا والتصوف في الجزائر، ولو كانت قليلة أو جزئية وتعرضت إلى جوانب دون أخرى، أو محلية في بعضها، ولو اجتمع شتات تلك الدراسات وتناولت بطريقة أكاديمية كما فعل "د.أبو القاسم سعد الله" في مؤلفه "تاريخ الجزائر الثقافي" لوجد الباحث مادة غزيرة حول الموضوع أو ما يحتاج إليه.
واعتماداً على ما ذكر حاولت (يقول المؤلف) جمع بعض المعطيات حول الزوايا والتصوف، وتلخيصها وترتيبها، وتقديمها مختصرة للقارئ، ولعل المتصفح قد يجد في هذه المساهمة البسيطة والمتواضعة ما كانت تقوم به الزوايا من تعليم ديني تمثل خاصة في القرآن الكريم والتفسير والحديث والفقه، والنحو والصرف والأدب والبلاغة، بالإضافة إلى علوم أخرى كالحساب والفلك والتاريخ والجغرافيا.
أما التصوف فالإضافة إلى اهتمامه بالعبادات والزهد، فظهر دوره الروحي والاجتماعي والتربوي لاسيما في إقامة الزوايا والقيام بالتعليم، وإيواء اللاجئين ومساعدة المحتاجين، والإصلاح بين أفراد المجتمع، وتقديم الملجأ الروحي للذين يعانون من اضطهاد الاحتلال وتعوزهم الوسيلة لمقاومته.
ورغم بعض المواقف والممارسات السلبية، إلاّ أن الزوايا والصوفية قد ساهمت إلى حد كبير في المحافظة على مقومات الشخصية الوطنية، وتصدت للاحتلال بطريقة أو بأخرى، وكان ينتمي إليها رجال المقاومة في القرن التاسع عشر في معظمهم.
لذلك وقف الاحتلال في وجه هذه المؤسسات، وحاربها بجميع الوسائل، فهدم كثيراً من مبانيها أو أغلقها، وقضى على ممتلكاتها، وسجن بعض شيوخها أو نفاهم، وسيطر على بعضهم الآخر أو استمالهم إليهم.
وأضفت على هذه المؤسسات جماعة العزابة بوادي ميزاب، لكونها قامت بنفس الدور، عدا الممارسات الصوفية".
والله ولي التوفيق
د.عبد العزيز شهبي