من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

منظومة رسالة المريد في قواطع الطريق وسوالبه وأصوله

بسم الله الرحمن الرحيم


وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رسالة المريد في قواطع الطريق وسوالبه وأصوله

للشيخ العلامة سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه وأرضاه ونور ضريحه وأمدنا بأسراه وعلومه آمين.







تكملة الموضوع

ترجمة العلامة الولي الصالح سيدي عبد القادر بن محمد



تعريف:

هو العارف بالله ، العلامة الولي الصالح، قدوة السالكين، مربي المريدين، فريد الزمان، الحامل لواء أهل العرفان، إمام الصوفية، سليل الدوحة البكرية، سلطان الأولياء سيدي الشيخ أبو عبد الله عبد القادر بن سيدي محمد بن سيدي سليمان بن ابي سماحة بن ابي ليلى بن عيسى ابي الحياء بن معمر بن سليمان ابي العالية بن سعيد بن عقيل بن حفص حرمة الله بن عساكر بن زيد بن حميد بن عيسى التادلي بن محمد الشبلي بن عيسى بن زيد بن يزيد بن الطفيل الزغاوي بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان بن الصحابي الجليل الخليفة الراشدي الأول سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

مولده:

ازداد سيدي الشيخ سنة 940 هـ - 1533م بالشلالة الظهرانية مستقر اسلافه (الجزائر). أمه تسمى السيدة شفيرية بنت الشريف الولي الصالح سيدي علي بن سعيد رحمهم الله.

مبلغ علمه:

قرأ القرآن الكريم صغيرا واستظهره ، ودرس العلوم الشرعية على يد عدة شيوخ نذكر منهم الولي الصالح سيدي الحاج بن عامر وسيدي عبد الجبار وسيدي موسى الحسن الكرزازي... وكان يصحب والده في زيارته لشيخه القطب سيدي محمد بن عبد الجبار الفجيجي. يحكى مرة أن الشيخ سيدي أحمد بن يوسف الملياني رحمه الله نظر ذات يوم إلى تلميذه أنذاك سيدي سليمان بن بوسماحة وقال له:" سيخرج منك نور ويخرج من هذا النور نور آخر يملأ الدنيا كلها." فكان النور الأول هو والده الولي الصالح سيدي محمد بن سليمان، أما النور الذي ملأ الدنيا كلها هو صاحب الترجمة رحمه الله. أنظر كتاب الطريقة الشيخية في ميزان السنة لمؤلفها الشيخ أحمد بن عثمان حاكمي حفظه الله.

إنتسابه للطريقة الشاذلية:

أخذ الطريقة الشاذلية عن القطب الشهير الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمان السهلي. كان على جانب عظيم من الأدب تجاه شيخه وكان يتعاهده بما يدخل السرور على قلبه، وكثيرا ما جربه الشيخ فوجده معه ماضي العزيمة، فنال منه مالا يدخل تحت حصر من الخيرات والبركات والعلوم والأسرار.

تأسيسه للزاوية:

استقر أولا بفجيج التي أقام بها زاويته المعلومة قبل أن يؤسس مجموعة من الزوايا الأخرى ومنها على الخصوص زاوية الأبيض. توفي شيخه سيدي محمد بن عبد الرحمان السهلي سنة 990 هـ وضريحه بالقصر القديم بالسهلي مشهور يزار أعاد الله علينا من بركاته. وامتدت شهرة سيدي عبد القادر بن محمد شرقا وغربا فقصده الزوار الملتمسون لبركته والتتلمذ له من كل حدب وصوب . غير أن بعض فقهاء فجيج كما هو الشأن بين أهل الظاهر والباطن تعرضوا له بالطعن وخاصة ابن أبي محلي الذي رماه بالعظائم وانتهك من حرمته مالا يجوز إلى أن قتل على أبواب مراكش أثناء محاولته الإستلاء عليها سنة 1022هـ - 1613م على يد القائد يحيى بن عبد الله الحاحي السوسي. ولعل ذلك من بين الأسباب التي حدت بسيدي الشيخ إلى انشاء قصيدته للرد على منتقديه مبرزا فيها تجربته الصوفية ومعراجه الروحي اتباعا للكتاب والسنة وعلى هدي شيوخ الطريقة الشاذلية دون ذكر اسم أو قدح في عرض، وذلك ادل دليل على علو همته وتنزهه عن سفاسف الأمور.اتصف رحمه الله بالصفات المأهلة للكمال من علم وعبادة وكرم سارت بحديثه الركبان ، وتحمل الأذى من القريب والبعيد وخبره الوارد في صفحه عن الثلاثة الذين حاولوا قتله واكرامه لهم وامداده اياهم باربعمائة درهم عند سفرهم مشهور كما كان محبا لآل البيت مواسيا لهم بماله وجاهه مساهما في الحياة الاجتماعية متوسطا فى حل النزاعاة بين الأفراد والجماعات ناهيا عن التعدى والظلم مرشدا لسبيل الخير وكل هذا له شواهد مكتوبة في سيرته ومناقبه حتى لقب بقاضي الصحراء ويحمل سيدي عبد القادربن محمد لقبه الشهير سيدي الشيخ الذي اصبح اسمه الشائع حتى ان حفدته تسمى باولاد سيدي الشيخ ويعود سبب حمله لهذا الاسم الى كرامة شهيرة متواترة مفادها ، ان امراة تلميذة للشيخ سقط ابنها ذات يوم في جب فنادت باعلى صوتها :"يا القادر يا عبد القادر" فاذا بشيخين يحملان معا اسم عبد القادر هبا لانقاذ الطفل اما شيخ المرأة فقد أعد يده من الأسفل قبل أن يسقط في الماء ، وأما الشيخ سيدي عبد القادر الجيلاني فسارع لإمساكه من الأعلى ، ولما لاحظ هذا الشيخ أن الطفل مستقر في يد شيخ آخر علم أنه يشاركه في الإسم ، فتوجه له بالقول :" ميز إسمك عن إسمي يا شيخ." علما منه أنه لا يستطيع القيام بإغاثة من هذا القبيل إلا شيخ كامل ، فأجابه سيدي عبد القادر بن محمد :" هو ذاك يا شيخ من الآن فصاعدا سأحمل إسم الشيخ الذي شرفتني به." وهكذا تمت له الشهرة بهذا اللقب على حساب إسمه الحقيقي عبد القادر .

وفاته:

توفي رحمه الله شهيدا عن 85 سنة إثر جروح أصيب بها في معركة ضد الإسبان بناحية وهران"طلقات نارية ، وضربات سيوف." ورجع متحملا بجروحه تلك إلى منزله، وأوصى أن لا يكشف أمره إلى حين وفاته، فلما توفي أخبرت زوجته التي كانت تتولى تمريضه بسبب موته، ثم إن الذين تولوا غسله أخبروا بالجروح التي وجدوها بجسده، ولا يحتج هنا بالقول أن الشهيد لا يغسل، لأنه لم يمت في أرض المعركة أولا، إذ كان بين إصابته وموته أكثر من أسبوع. ولما أحس بقرب أجله بعث في طلب أولاده وكانوا في أماكن متفرقة بعيدة، فاجتمعوا في أقصر مدة وأوصاهم بتقوى الله عز وجل وملازمة السنة، والتناصح والقيام بأمر الزاوية وإسعاف ذوي الحاجات... وكانت وفاته رحمه الله يوم الجمعة الثاني من ربيع الأول سنة 1025 هـ - 1616م. ونقل بناء على وصيته للأبيض (الجزائر) حيث دفن يوم الرابع من نفس الشهر يومه الأحد، وصلى عليه تلميذه وصهره سيدي محمد عبد الله الجراري بوصية منه كذلك. وضريحه بالأبيض مشهور جدا يزار ويقام عليه موسم سنوي يجتمع فيه مقاديم وفقراء وأحباب الشيخ رحمه الله. وله ضريح آخر رمزي بمدينة فجيج (المغرب) وهو مزار معلوم. ورثاه تلميذه الفقيه العلامة أبو العباس إبن فودي بقصيدة مطولة 117 بيتا ، سماها " روضة الأحزان ، ومهجة قلوب الإخوان ، لتعلم كيف قتل قطب الزمان ، شيخنا وقدوتنا نجل أبي داوود سليمان ."

بعض ألقابه التي عرف بها:


سيدي الشيخ، الشيخ السماحي، ابن أبي سماحة، المير، السلطان، بوعمامة، القرمامي، مولفرعة، دباب الداهشين، مول سبعة أقباب، رحلة البيضاء، إمام الصوفية، فارس المشالي، الغوث الرباني، مول الشهبة، ابن الدين...

أولاده:

لقد خلف الشيخ رحمه الله ثمانية عشر ولدا، مات منهم سبعة قبل أن يخلفوا والباقي أحد عشر ولدا تتكون من ذرياتهم قبائل أولاد سيدي الشيخ...

وهم:


- سيدي الحاج بن الشيخ وأمه من بني عامر.
- سيدي الحاج عبد الحاكم، سيدي الحاج ابراهيم، وسيدي محمد عبد الله وأمهم من توات.
- سيدي الحاج أبو حفص، سيدي عبد الرحمان، سيدي المصطفى وأمهم بنت سيدي أحمد المجدوب.
- سيدي الحاج أحمد، وأمه نصرانية أسلمت وهي دفينة خميس مليانة.
- سيدي محمد، سيدي التاج، سيدي بن عيسى لعرج، وأمهم بنت سيدي عبد الجبار الفجيجي.

المصدر: انظر موقع الطريقة الشيخية
تكملة الموضوع

ترجمة مجدد الطريقة الشيخية الشاذلية سيدي بوعمامة




هوالعارف بالله تعالى، والدال عليه، قطب زمانه، وفريد أوانه، المجاهد البطل العلامة، صاحب الكرامات والمكاشفات الكثيرة، سيدي الشيخ محمد أبوعمامة البوشيخي الصديقي بن سيدي العربي بن سيدي الشيخ بن سيدي الحرمة بن سيدي محمد بن سيدي ابراهيم بن سيدي التاج بن شيخ الطريقة وشمس الحقيقة سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد رحمهم الله .

مولده:

إزداد حوالي1840م في واحة فجيج وكانت فجيج أو فكيك في تلك الفترة لا تزال ضمن النفوذ الجزائري وتابعة لإقليم الصّحراء قبل معاهدة لالّة مغنية سنة 1845م، وهو ينتمي إلى قبيلة أولاد سيدي الشيخ الجزائرية، وحتّى بعد معاهدة “لالّة مغنية” ظلّ أولاد سيدي الشيخ غير مكترثين ببنود هذه المعاهدة ولا يخضعون لأي سلطة، فكان الشّيخ إبراهيم بن التّاج جدّ الشيخ بوعمامة سيّدا مستقلا، وقد تمكّن من هزيمة سلطان الأسرة الفلالية مولاي الرشيد الذي حاول أن يُخضعه بالقوّة، قرأ القران الكريم صغيرا والعلوم الشرعية في الزوايا على مجموعة من الشيوخ نخص بالذكر منهم والده الفقيه الصالح، سيدي العربي بن الشيخ، وفي وسط عرف بالفضل والدين والصلاح، نشأ سيدي أبوعمامة نشأة عربية إسلامية كان لثورات أولاد سيدي الشيخ ضد الاحتلال كبير الأثر في نفسية الشيخ، وغرست فيه رغبة الجهاد، إتصل بكل أبناء عمومته أولاد سيدي الشيخ وأحبابهم من القبائل (اولاد سيدي أحمد المجدوب، المهاية، العمور، الشعانبة، الأغواط .....). جمع الصفوف ووحد الكلمة استعدادا لخوض المعركة.

حياته:

تربى الشيخ سيدي بوعمامة وترعرع على يد مقدم سيدي الشيخ،سيدي محمد بن عبد الرحمان، وهو الذي أشار عليه بالذهاب الى مغرار التحتاني جنوب ولاية النعامة الجزائر، حيث أسس زاويته حوالي 1875م، إحياء لطريقة الجد سيدي الشيخ في بلدة مغرار، حاول الشيخ أن يوحد كلمة أولاد سيدي الشيخ بعد أن تفرقت كلمتهم عقودا طوالا، وقد عمل بكل جد وإخلاص إحياء الطريقة الشيخية وإعطائها روح جديدة، بعد أن كادت تنمحي بسبب الصراع بين طوائف أولاد سيدي الشيخ حول الزعامة والأمور الدنيوية، وبنى هناك زاوية بمساعدة سكان البلدة، وأعلن أنه مرتبط دائما بالطريقة الشيخية، أي أنه لم يبدع طريقة جديدة، كما لم يعلن انفصاله عنها، أي أنه لم ينشئ طريقة خاصة بل هي بوعمامية شيخية متفتحة لكل المسلمين بدون تحفظ ولاتميز وقد التف حوله المريدون من مختلف القبائل، واكتسب سمعة حسنة بينها بالجزائر والمغرب، لتواضعه وتقواه ولأخلاقه المثالية فقد ذكربعض من عرفه أنه لم يؤثر عنه منذ أن بلغ أشده أنه ضحك القهقهة، ولم يكن ضحكه الا تبسما كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت عنه أنه مد رجله في جماعة، وحتى في أيام شيخوخته، ولم يصح أنه أخر وقت الصلاة .

مجالسه رضي الله عنه:

كانت مجالسه روضة من رياض الجنة، حافلة بالعلم والذكر الجماعي خاصة دور سيدي الشيخ لاإله إلا الله، والتذكير والتناصح، لا يذكر أحدا من البشر بسوء حيا كان أو ميتا، كانت مجالسه كلها دعوة الى الله عز وجل وإلى طريقة أسلافه وتهاطلت عليه الوفود من كل جهت تحمل معها الهدايا والزيارات، إبتغاء البركة، وتجديد الطريقة، فإتسعت الصلات وتوثقت مع مختلف الطوائف، وكان الشيخ أنذاك لا يتوانى عن زيارة جده وشيخه سيدي الشيخ، المتواجد ضريحه ببلدة البيض الجزائر إلى أن إنتقلت إليه المشيخة بعد أن وقع له الفتح الكبير .

ما يحكى: أن الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد : سيدي الشيخ كانت لديه ياقوتة وهي عبارة عن شيء يشبه كرة متوسطة توارثها مشائخ الطريقة.


أوصى بها لإبنه سيدي الحاج أبوحفص ثم إنتقلت بعد موته إلى أخيه سيدي الحاج عبد الحاكم ثم لإبنه سيدي بحوص الحاج ثم لإبن عمه سيدي بن الدين الذي أعادها إلى مكانها قبيل موته أي داخل ضريح سيدي الشيخ قائلا: لا أحد يقدر على مسها أو حملها لأن عندها الإسم صاحبها لم يظهر بعد : وتذكر الرواية أن عددا كبيرا من أولياء الله تمنوا أن تكون من نصيبهم، تعبدوا الله وترددوا على : قبة سيدي الشيخ : دون أن يحصلوا على مبتغاهم، إلى أن ظهر الشيخ بوعمامة، الذي كان يتردد هو بدوره على : قبة جده : إلى أن قيل له ذات مرة أنت صاحب الياقوتة، أنت صاحب المنزولة، وهي الآن عند شيخنا سيدي الحاج حمزة بوعمامة.

----------------





من أقوال شيخنا الهمام، سيدنا البطل المجاهد الشيخ محمد بلعربي الملقب بأبوعمامة رحمه الله:

يقول الشيخ أبوعمامة للجينيرال الفرنسي اليوتي "

"لن تضعوا يدكم علي أبدا، نادوا على جيشكم الكبير، أما أنا فجيشي هو الايمان، اذا كان لا بد من مواجهتكم، فسأواجهكم بعد نفاد ذخيرتي بالعصي والأسلحة البيضاء، لقد ولدت لأموت من أجل أن يعيش أبناء بلدي أوفياء لتعاليم القرآن، نسأل الله النصر في الدنيا وفي الآخرة .... الجهاد. الجهاد .....

هذه المقولة قالها الشيخ للحاكم العام لا فيريار :

" اذا سمعتم رنين الرصاص بعد دفني، فاعلموا أني لا زلت في حرب ضد فرنسا " .

هذا رد الشيخ أبوعمامة على دعوة الجينيرال اليوتي عندما طلب منه كف تحرشاته على القوات الفرنسية واعلانه الطاعة لها .
" قل لمن أرسلك أن الطاعة معناها قبول السيادة الفرنسية وخيانة الله القوي، رايتنا هي راية الرسول عليه الصلاة والسلام، أنا لا أتمنى لقاء العدو وسأقاتل الى آخر قطرة من دمي .

يقول الجينيرال اليوتي في احدى رسائله المؤرخة في 14- 11- 1903م
يبدو أن بوعمامة هو الذي يجب أن نعزوا جميع همومنا، وما نعانيه دائما من مضايقات، فموقفه واضح العداء منذ مدة طويلة، اننا نجد أثره في كل مكان، في حارت " تاغيت" وفي قضية " المنقار" وحتى في الجيوش التي تضايقنا في العين الصفراء، ويرى أنصارنا جميعا هو عدونا اللذوذ، وان الزوابع والفتن والاضطرابات هو الذي يقف وراءها، وهو الذي يجب أن نقضي عليه، فاذا ما سقط، سقطت معه تقريبا جميع المتاعب التي تعاني منها جيوشنا على حدودنا في الجنوب الوهراني، كل المسلمين ينظرون الى الشيخ أبوعمامة أنه القائد الكبير الذي قاتل المسيخ في الجزائر باسم الله ومحمد، ويبقى في أعينهم رمز الجهاد والمقاومة ضد الغزو وضد الأفكار العصرية والصليب .

لقد عرض الفرنسيون على الشيخ أبوعمامة رحمه الله التوقف عن القتال مقابل الجاه والمنصب، له ولأبنائه كما جاء في الرواية الشفوية، وألقوا القبض على ابنه البكر السيد الطيب وهددوه بقتله اذا لم يستسلم لهم، ولكنه كان يرفض دائما تلك العروض، بل تخلى عن ابنه وفلذة كبده من أجل هدفه الأسمى ومبدئه في تحرير البلاد من الأعداء، لأنه يعرف أن الأعمار بيد الله .
لقد كان الشيخ ذا حدة وصرامة في الحق لم يملك الدنيا ولم تملكه، فهاهي الهبات والمنح والمناصب البراقة تعرض عليه مقابل العدول عن هدفه لكنه يؤثر تحمل المتاعب باختيار الجهاد والنضال وهو في سن متأخرة، أي رجل وأية نفس؟؟ وأية فطرة هذه المطبوعة على الصلابة والصرامة والقوة؟؟ أنها الآفاق التي تصبو اليها الجماهير الشعبية في رفض الدنية والسمو بالانسان الى عالم المثل ......
ولقد صوره الوجدان الشعبي بطلا حتى في جنازته اذ فرت القبائل المناوئة له من طريق حاملي جثمانه بعد أن رأت قوة شكيمة مشيعيه وبأسهم حتى وهم يدفنون زعيمهم .
وهاهي أمثلة عما أثر عن مقاومة الشيخ أبوعمامة.

يقول الشاعر البشير ولد حمو مذكرا بشجاعة الشيخ وأولاده :
أشتد اليوم أطراد الأبطال == رايس القوم أولاد بوعمامة
سيدي بمحاله كل يوم غلغال == على جيش الرومي بغى الزدمة .

الشاعر المقدم المهناني في قصيدة رثائية طويلة مطلعها :
عزوني يالناس في شيخ العربان == عزي وعنايتي ومفتاح أورادي
تبكي عيني عليه ما طال الزمان == طول الحياة والدموع على خدي .
لو شفتم ما فعل بشينين الديوان == لو كنتم يوم تيقري وخبر فندي
تشاهدوا ما ذا فعل الشيخ == بوعمامة بالماريشال اليوتي .

ومن المقطوعات الشعبية :

صلوا على النبي وأصحابه == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي
خيمة كبيرة قنطاسه عالي == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي
بين الجبال مبيح دواره == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي
بحر الطعام والبارود الزلزالي == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي
هو بعيد والرومي جار علينا == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي
يعطي الطعام يخدم في الروحاني == يا ألي شفتوا بوعمامة سيدي .


لقد انطفأت شمعة الشيخ محمد بن العربي " أبوعمامة" سنة 1908ه ولكن ذكراه باقية في قلوبنا وقلوب أبنائنا
تكملة الموضوع

ترجمة العارف بالله الشيخ محمد بن يلس التلمساني رضي الله عنه






هو العارف بالله محمد بن يلس, تلمساني الأصل و المنشأ, كان ممثل الطريقة الدرقاوية بمدينته, أخذ الطريق عن الشيخ محمد الهبري ثم عن الشيخ محمد بن الحبيب البوزيدي الذي أذن له في الإرشاد و الدعوة إلى الله كما ذكره في قوله:

بالهبري تم المرادرقاني إلى الأوراد
و مقام الإرشادمن البوزيدي مأخوذ

و الشيخ محمد الهبري و الشيخ محمد البوزيدي تربيا على يد الشيخ محمد ابن قدور الوكيلي الكركري و هما الإثنان مأذونان بالإرشاد فلمّا قرب انتقال الشيخ سيدي محمد ابن قدّور الوكيلي رضي الله عنه إلى جوار ربه كان يردد هذه الكلمات: "أخذ البوزيدي الِقربة برباطها ! " و الِقربة هي وعاء من جلد الشاة للسقاية, و هذه إشارة واضحة بأن سيدي البوزيدي اخذ السّر من شيخه رضي الله عنهم أجمعين و طلب منه أن يخلفه في الإشراف على زاويته بجبل كركر.

ثم بعد وفاة شيخه محمد البوزيدي بايع الشيخ محمد بن يلس الشيخ أحمد العلوي على الخلافة عام 1909م / 1327هـ كما يروي ذلك الشيخ العلوي بنفسه:

يقول الشيخ العلوي و هو يتكلم عن الفترة التي كان ينوي فيها هجرة الجزائر حينما توفي شيخه محمد البوزيدي رضي الله عنه :" لما انقضى نظر الفقراء أن لا يسمحوا لي بالذهاب، وساعدتهم الأقدار على ذلك، فعزموا على اجتماع عمومي يكون بزاوية الأستاذ رضي الله عنه، ولما وقع الإجتماع تحت أنظار كبار الفقراء، وكان من جملتهم حضرة العارف بالله (الحاج محمد بن يلّس التلمساني) المهاجر الآن بمدينة دمشق بالشام، فتولى خطاباً يذكر ما يحتاج إليه المقام، ثم وقعت البيعة من جميعهم قولاً، وهكذا استمرت على ذلك من أكابر الفقراء " إهـ

قصد محمد بن يلس بلاد الشام في 20 من رمضان 1329 هـ الموافق ل 14 سبتمبر 1911 مارا بطنجة براً ثم إلى مرسيلبا بحراً ثم إلى الشام بحراً كذلك فأصبح بذلك ممثل الطريقة الشاذلية الدرقاوية , إذ لم تأخد الطريقة إسم صاحبها الشيخ العلوي إلاَّ سنة 1914 / 1332 هـ

وسبب هجرته إلى الشام هو تأهب فرنسا أنذاك لإحتلال المغرب الأقصى و الحضر على الأهالي في الجزائر أن لا يجتمعوا بالعلماء سواء بالجزائر أو بالمغرب حيث كان التنقل حرا بين هاذين البلدين , فعزم الكثير من أهل العلم و الصلاح على الهجرة إلى المشرق و قد سميت هذه المرحلة من التاريخ الجزائري بفترة الفارِّين بدينهم أو هجرة التلمسانيين , الشيخ محمد بن يلس و كذا محمد بن الهاشمي الذي كان من أتباعه كانا من بين هؤلاء

عملت الحكومة التركية آنذاك على تفريق جميع الجزائريين ففرقت بين محمد يلس الذي بقي بدمشق و محمد بن الهاشمي الذي ذهب إلى تركيا و أقام في أضنة ,حتى لمَّ الله شملهما بعد عامين من الزمن بدمشق

توفي رحمه الله و رضي عنه يوم الثلاثاء 26 ديسمبر 1927م الموافق لـ 11 من جمادى الثاني 1346هـ بدمشق بالشام
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |