من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

ترجمة مولاي الشريف الرقاني شيخ الزاوية النور بـ:تمنراست



أولا تعريف بالزاوية ومؤسسيها:

الحمد لله كاشف الخبايا، غافر الخطايا، ماحي الرزايا، جاعل أعمال العباد بالنوايا، فمن حسنت نيته ففي الجنان ومن ساءت ففي الخزايا،واشهد أن لا إله إلا الله تنزه عن الأشباه والسوايا، واشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله أنقى النقايا، بعثه الله هادي للبرايا، فقسم بسوية وعدل في العطايا، ورث علمه شيوخا أصفى من المرايا،وأحلى منالشدايا،فأسسوا الزوايا ونشروا العلم بلا تقصير ولا سوء نوايا، فصلى الله عليه وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم تصير فيه السماء كالسجلات الطوايا.
أما بعد:

مؤسس الزاوية:

هو العارف بالله الشيخ القدوة ، والإمام الأسوة،سيد ي محمد بن الشيخ القدوة العالم سيدي مولاي زين الدين و أبنه الفهامة المرشد الشيخ مولاي إدريس ،ابن الشيخ المرشد المربي سيدي محمد ،ابن الشيخ الإمام العلامة والعارف الفهامة الوالي الصالح والشيخ الناصح سيدي مولاي (زين الدين) ابن الشيخ الغوث حامل أسرار الله الباهرة وعلومه الناضرة ، سيدي مولاي الشريف، ابن القطب الرباني والولي الصمداني الدال على الله بالشريعة والحقيقة، سيدي مولاي عبد الله بن سيدي مولاي أعلي ، الشهير بالرقاني مؤسس الطريقة الرقانية ، بالبرهان والحقيقة ،ذو الكرامات الوثيقة، صارت بأحاديثها الركبان وتخلد شرفها في جميع الأقطار والأزمان، مذكور بمآثر عجز عن عدها لسان قلم،وكرامات ماسمعتها أذن ولا قالها فم، شيخ الطريقة وإمامها،الحامل لأسرارها وإلهامها، سقاه الله من فيض رحماته وأعاد على المسلمين من وافر بركاته ، قدس الله سره، وأنار ضريحه.

مولده:

ولد الإمام حوالي سنة 1885م بأولف نشأ في بيت مجد وشرف وعلماء صالحين، وأهل ناصحين، شب متخلقا بأدب الإسلام والتصوف، حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم بعثه أبوه إلى أقاربه بأقبلي حتى يستكمل دراسة المتون وشرحاتها، كان ذالك على يد خاله فأحسن رعايته وأفاد من خبرته وتجربته الفقهية ، وقد لزمه يروي عنه ويحفظ فشب على ذلك،منذ نعومة أظافره،فكان له دافعا لحب الذكر والمذاكرة الذي أبلغه اكتساب علم الحقيقة أستأذن له والده لينتقل إلى موطن أخر بغية تنوع المصادر وفي هذه المرة إلى تمسنا ولم يمكث فيها كثيرا وغادرها في وقت مبكر وأستقر بأرض الهقار يأمرا من أبيه، لما كان فيها من جهل وعصيان ،وتشتت وضعف إيمان وعدم إتباع الطريق المستقيم والحملات التبشيرية المسيحية، بدأ الدعوة إلى الله بالإصلاح والإرشاد والحرص على الدين والبلاد والعباد من مظالم الأعداء ،عن طريق حلقات الذكر ، والتواصي بالتراحم والتعاطف بين افراد المجتمع ،ونشر الطريقة الرقانية في أرجاء البلاد.

كان يتردد على المداشر والقرى المتفرقة في المعمورة بإرشاد الأمة وإصلاحها، بتعلم أبنائها والدعوة إلى التخلص من الهجمات التبشرية المسيحية وإحتلال الكفار للمسلمين، كان التشاور قائم بينهم وبين أهله وأهل التقوة في الأقطار ، عندما بلغه وفات والده هما بالرجوع إلى مسقط رأسه فأخبر بذلك أعيان القبائل فكانت مفاجئة لهم ولم يرضوا مغادرته للمنطقة كان ذهابه عنهم شيء لا يتصور ومن المستحيل إلا أن الضرورة كانت مبرر فاصلا، وعندما رأهم بهذه الحيرة والحزن أستلطفهم بخبر مفاده أنه سيأتي من يخلفه وسيكون خيرا منه عند مغادرته شيعه أعيان القبائل حتى إلى قرية "عين أمقل" حاليا أين وجد فيها مولاي عبد الله بن مولاي هيبة قادما من أولف ، فقال لهم الشيخ هو صاحبكم شرط أن أن تبايعوه على الطاعة والولاء فبايعوه على ذالك وكان رمز البيعة سنابل القمح .

بعد أن وصل بلاده، فكر في أمر الزاوية التي تركها ورائه ،لأنهلم يخلف ذكور لمن يسند مشيختها فأعطاها إلى أبن أخيه سيد محمد بن مولاي الوثيق، فقبلها منه بشرط أن يكون أبنه مولاي هاشم الذي يقوم بتنظيمها بشيخها حينها قال الشيخ:ماقلت لك ذلك إلا إحترامالك لقد نويتها له وانا في طريق إلى هنا ، حقق الله رغبة الشيخ في أبن عمه .

تداولت مشيخة هذه الزاوية بين مولاي هاشم وأخيه مولاي زين الدين ، لم يمكث مولاي هاشم كثيرا في هذه الزاوية لأن والده أذن له بتأسيس الزاوية في الأزواد بمنطقة تاركنت "تلمسي" وبقية للأخ الأصغر مشيخة الزاوية قام بدوره في تربية وإرشاد مريديه على أحسن مايرام فأهتدى من صح له النظر .

وبعد تفكير طويل عنه أرجع الأمانة إلى أهلها أي بارجاع مشيخة الزاوية إلى ابن أحيه سيدي محمد بن مولاي هاشم في:12أفريل 1971م والسبب في ذلك أنه لم يخلف ذكور ،وأسس زاوية بقرب ضريح مولاي لحسن بتسنو "الرقاني" وذلك عام 1972م عندما أرجع زاوية الشيخ مولاي الشريف إلى صاحبها سيدي محمد بن مولاي هاشم ، ثم أذن لأبنه مولاي الشريف سنة 1989م كشيخ لهذه الزاوية حتى الآن والحمد لله :

لسنا وإن كرمة أوائلنا *** يوم على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا *** تبني ونفعل مثلما فعلوا

03- سنة التأسيس: أسست زاوية الشيخ مولاي الشريف الرقاني حوالي سنة 1924م-1927م ، شهدت فتورا نوعيا بمقتضيات المستعمر الكافر لكن رغم ذالك لم يمنعها بالقيام بدورها بصفة كاملة .



مقر الزاوية:

نظرا لطبيعة المنطقة لم يكن للزاوية مقر معين وكان بين قرية "عين أمقل" و"أبلسة " و"تغهوهوت"ومن1949 إلى 1954 وبعد ذلك أستقر بها المقام بقرية صوروفي سنة 1958 و قبل ذلك كانت المشايخ تجوب المد اشر والقرى لتأدية مهامهم حتى رغم مضايقة المدمر لنشاط الذي تقوم به حتى سنة 1962م-1963م استقر مقرها لصورو زين الدين نسبتا لشيخ الزاوية حيث بنا ء بها مسجد ومدرسة قرآنية يدعىبمسجد "سيدنا حمزة بن عبد الطلب" موجودة إلى يومنا هذا كل سكان الأهقار يشهدون له بالصلاح والفلاح ويوجد كذلك بستان هبة منه للمشائخ ،ومذ تولى الشيخ الرقاني مولاي الشريف مشيخة الزاوية أنتقل مقرها إلى صورو زين الدين الساحلي،وبدأت هيكلتها من جديد إعتماد الزاوية:إعتمد الشيخ مولاي الشريف الزاوية بعد واجدت عراقل جمة للحصل على الأعتماد إلا بعد جهد كبير و الإتصال . ورفض الملف سنة 1988م, وفي سنة 2001 حصلت الزاوية على الأعتماد , بتدخلات من طرف الشيخ الزاوية والحمد لله.

دورها التاريخي:

لعبت الزاوية أدوارا هامة عبر تاريخها المجيد ومن ذالك:

01 . المحافظة على البنية الأساسية الإسلامية للمجتمع الجزائري.
02 . إرشاد وتعليم أبناء المجتمع بالدعوة إلى الله والتخلص من الاحتلال الكافر .
03 . التصدي إلى الحملات التبشيرية المسيحية النصرانية بإرساء قواعد الدين الحنيف وطرد شبح الجهل بضده نور العلم والطريق المحمدية والتمسك بالعروة الوثقى (الكتاب والسنة)
04. دورا رائد في تحريض وتشجيع السكان عن طريق حلقات الذكر بالجهاد ضد المستدمر الفرنسي وتحفيذهم على الأنضمام إلى صفوف المجاهدين والمشاركة في ثورة التحرير.
05 . تدعيم جبهة التحرير الوطني والثورة المباركة.ولم علم المستدمر ذلك من الشيخ مولاي إدريس طاردوه حتى مسقط رأسه ومن الطرائف المشهورةأن الذي وكل بملاحقته النقيب "برت" بعث في إستدعائه فأبى الإستجابة فأرسل إليه دورية ليأخذوه عنوة فقال لهم: " قولوا لسيدكم : إن كان هو برطة أنا أنسرطوا سرطة " وكان في هذه الحادثة المشهورة أمور عجيبة من كرامات الشيخ –رضي الله عنه-.
06 . نشـر الطـــــريقة الرقـانـية.

الدور الحالي للزاوية:

بصفتها زاوية أشعرية صوفية تستمد قوامها من هذين المبدئين الأساسيين فأن تقوم بتعليم القرآن الكريم وأحكامه والفقه المالكي والحديث والسيرة النبوية ،ومساعدة الأيتام والتكفل بهم حسب الإمكان، إطعام وإواء الطلبة ، عابري السبيل لثلاثة أيام ومساعدتهم، تنظيم ملتقيات منها : الوعدة السنوية(الزيارة) ،ختمة البخاري،والأحتفال بالمولد النبوي الشريف، ملتقاء للعلماء والمشائخ واحد كل مرة، مع الندواة الشهرية والنص الشهرية .

إن كامل الأمر العزيمة *** فـــــأن الـــــــتردد هو الـــــــفشـــــل
ولـو أنني فــوضت لله وحـده *** كفـاني ولم أرجـع من الله خائبا.

تضطلع زاوية الشيخ مولاي الشريف الرقاني لتعليم القرءان – النور- حي زين الدين الساحلي ولاية تمنراست بتعليم القرءان وأحكامه بأن شيخ الزاوية والطريقة الرقانية بولاية تمنراست تقوم الزاوية منذ عقود برسالة نبيلة تتمثل في نشر الدعوة الى الدين الاسلامي الحنيف في كثير من البلدان الافريقية كمالي والنيجر وكينيا وبوركينافاسوا واوغندا والكونكوبرازافيل واللومي .

من المهام الاساسية التي تقوم عليها هذه الزاوية ومؤسسها سيدي مولاي ادريس وابيه سيدي محمد وجده سيدي الشيخ مولاي زين الدين بن مولاي الشريف بن مولاي عبد الله الرقاني وبعدهم أحفادهم ومنهم سيدي مولاي زين الدين بن سيدي محمد بن مولاي الوتيق وسيدي محمد بن مولاي هاشم ويليهم في الوقت الحاضر مولاي الشريف بن محمد بن مولاي هاشم .

ان الدعوة الى الاسلام كانت ممتدة من الاجداد الى الاحفاد اي من الشيخ مولاي ادريس بن سيدي محمد بن سيدي زين الدين باراضي الهقار حيث وجد فيها استفحال الجهل التبشيرية ومنها بدأ الدعوة الى الله بالاصلاح والارشاد والحرص على وحدة الدين والبلاد والعباد من مظالم الاعداء عن طريق حلقات الذكر والتواصي بالتراحم والتعاطف ونشر الخير بين افراد المجتمع والطريقة الرقانية في ارجاء البلاد حيث تردد على القرى والمداشر المنتشرة المتفرقة والمتناثرة في ارجاء المعمورة بارشاد الامة واصلاحها وتعليم ابنائها والدعوة الى التخلض من الهجمات التبشيرية المسيحية لتبقى هذه الرسالة التي عكف عليها مشائخنا هي العنوان والنبراس خاصة التي قام بها سيدي مولاي ادريس بن سيدي محمد وغيره وآخرهم سيدي مولاي الشريف العمود الفقري للزاوية حيث اسلم علي ايديهم العديد من سكان افريقيا وحتى من اروبا في المدة الاخيرة ثلاثة اروبيين اسلموا على يد الشيخ مولاي الشريف من المانيا وايطاليا وفرنسا وكانوا في اطار جولة سياحية بالمنطقة وان اسلامهم كان على حقيقة ويقين واقتناعا بمبادئ الدين الحنيف بعد ان اطلعوا على تفسير القرءان الكريم والحديث النبوي الشريف ومن بين اساليب الدعوة التي تعتمدها الزاوية ان الشيخ يوفد دعاة ذو تكوين ديني عال للقارة من شرقها لغربها ومن شمالها الى جنوبها مستعينين بدعوات الخير والكرمات الالهية لاوليائه التي ترافقهم .

ان تاريخ الزاوية حافل بالانجازات العلمية العظيمة سابقة ولاحقة وحاضرة أي الزمن الذي نعاصره كما اسلم على يد هذا القطب الشريف عددا طبيا من الافارقة السود كانوا يدينون بديانات متعددة ، الا في الاونة الاخيرة راود الزاوية طمس لاعمالها و مجهوداتها من قبل المديرية الوصاية ا, ورغم ذالك تواصل مجهوداتها لتكون في المستوى الذي كانت عليه لأن العمل لله وهذا الطمس محصورا مسلط على هذه الزاوية خاصة رغم أن الولاية تشجع ونثمن مجهودات بالإعانات المعنوية , كذا العناية الكبيرة التي توليها وزارة الشؤون الدينية والاوقاف وسيادة الوزير خاصة الا لابد ان يكون من الابناء من يعق والده. أخل بالمسؤولية المتعلقة بواجبه وهذا باقيا للتاريخ يشهد عليه كما هو حال مسير مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بتمنراست وفي كل الحالات الله المستعان وعليه الاتكال حسبتا الله و نعم الوكيل ولأحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

ومن بين نشاطاتها الثقافية الإعلامية تنظيم ملتقيات وندوات وايام دراسية علمية كالتالي :

ملتقيات :

ملتقى الشيخ مولاي عبد الله الرقاني / الأب والجد الأول
مؤسس الطريقة الرقانية وشيخها / 10 محرم من كل سنة

ملتقى الشيخ مولاي الشريف الرقاني / الابن الثاني
آلت اليه الطريقة بعد اخيه الاكبر 15 شعبان من كل سنة
ندوات :
الشيخ مولاي عبد المالك الرقاني / الابن الاكبر
الشيخ الولي الذي آلت اليه الطريقة عن والده

الشيخ سيدي محمد بلكبير
العلامة الهمام وشيخ الزمان

الشيخ بكثة بن ابراهيم الفوغاسي
علامة الاهقار الجليل
الايام الدراسية :
الشيخ الحاج احمد البكري الفوغاسي
العالم السلطان مؤسس قرية تازروك

الشيخ العبادي محمد القوراري

الشيخ التوهامي والطالب ناجم.

وهناك أيام أخرى تخص بعض الرموز والاعيان كموسى قمستان وأخموك وبعض علماء المنطقة.

ملاحظة :

مشروع ملتقى الدروس السنية والمواعظ القرءانية درس ونحن في انتظار من يرعاه ومشاركة بعض المؤسسة لان امكانيات الزاوية محدودة وتبقى هذه الصدقة الجارية طموحا في المستقبل .

أسم الشيخ الذي آلت إليه مشيخة الزاوية:

هو رقاني الشريف المدعو: الشيخ مولاي الشريف بن سيدي محمد بن مولاي هاشم المولود حقيقة بتاريخ: 04/12/1959م ووثق بالحالة المدنية خلال 1962م بزاوية الرقاني –رقان- ولاية أدراد.


المستوى التعليمي:

أستاذ خريج المعهد التربية. دراساته الدينية: بدأ القرآن الكريم على يد السيد: حينوني أحمد بن عبد القادر-رحمه الله- وحفظه على يد الشيخ الحاج بن عبد الكريم عبد القادر بن سيدي سالم المغيلي تلميذ مولاي أحمد الطاهري –قدس الله سره- والمتون والحديث استكمل دراستها على يد سيدي محمد بن لكبير –قدس الله سره وأنار ضريحه- والحاج سالم الأبراهيمي إجازة في الفقه والمتون.

الموارد المالية للزاوية:

كانت لله فأعنها الله فلا مورد لها يذكر، إلا ما أنفقه الشيخ، وفي الأونة الأخيرة ساهمة وزارة الشؤون الدينية .
عـدد تلاميذها: يقدر عدد التلاميذ بـ:189 طالبا.
-18 طالب داخليا.
- 16 " نـصف داخلي.
-164 " خارجيين.

مــــلاحظـة:

إن الشيخ مولاي الشريف الرقاني الذي تحمل الزاوية أسمه لديه مخطوطا فقهيا موجود في خزانة الزاوية مع مخطوط أبيه مولاي عبد الله الرقاني –قدس الله سره ونفعنا به و مخطوطات أخرى لأعلام الأهقار نفعنا الله ببركاتهم وجميع المسلمين-.

إن جميع الزوايا الحاملة لأسم الرقاني تستمد أصلها من الزاوية الأم بزاوية الرقاني .
تكملة الموضوع

زاويـة خنقة سيدي ناجي:



مقدم الشيخ محمد بن عزوز البرجي، الشيخ عبد الحفيظ الخنقي، كان قد ورث عن آبائه زاوية الخنقة، وبها نشر تعليم الطريقة الرحمانية، بعد وفاة شيخه. شاركت بطلبتها وأتباعها ومريديها في ثورة الزعاطشة سنة 1849.
وأصبحت في ظرف وجيز من أكبر معاقل الطريقة في الجنوب الجزائري, وتفرعت منها عدة زوايا أخرى في تونس والجنوب الجزائري، حيث خرج الشيخ الحفناوي بن عبد الحفيظ إلى تونس وأسس زاوية هناك، وخرج محمد الأزهري إلى خيران أين أسس زاوية مستقلة.
وبقي تسيير الزاوية الأم بيد أبناء الشيخ الأزهري بخنقة سيدي ناجي.
تكملة الموضوع

ترجمة الإمام العلاَمة المحدث المؤرخ ابن قنفذ القسنطيني



نسبه و مولده:

هو الإمام العلاَمة المتفنَن الرحَالة القاضي الفاضل المحدَث المسند المبارك المصنَف المفسَر المؤرخ أبو العباس أحمد بن حسن بن علي بن حسن بن علي بن ميمون بن قنفذ ، القسنطيني الجزائري الشهير بابن الخطيب وبابن قنفذ.

ولد في حدود سنة 740 هـ بمدينة قسنطينة ( عاصمة الشرق الجزائري ) نشأ في بيت علم وفضل ، إذ كان جده لأبيه ( علي بن ميمون ) إمام و خطيب مسجد قسنطينة مدة خمسين سنة، توفي قبل مولد حفيده ابن قنفذ بسبع سنين ( حوالي سنة 733 هـ )، والده حسن بن علي عرف بعلمه و شغفه بجمع الكتب و استنساخها، توفي ولما يبلغ مترجمنا العاشرة من العمر، فتولى كفالته جده لأمه : يوسف بن يعقوب الملاري.

كفالة جده له و تعليمه:

تولى رعايته بعد وفاة والده جده لأمه : يوسف بن يعقوب الملاري ( و هو من شيوخ الطريقة الرحمانية ت 764 هـ ودفن في زاويته بملارة ) و قد تكفل برعايته و تعليمه فأكمل على يديه حفظ القرآن الكريم ، كما لقنه علوم العربية من نحو وصرف و أدب و الحديث ، ثم أرسله ليتعلم التفسير و الحديث الشريف و الفقه على يد الامامين الفقيهين المحدثين حسن بن خلف الله بن حسن بن أبي القاسم ميمون بن باديس القيسي القسنطيني و الفقيه القاضي الحاج أبو علي ( ولد سنة 707 هـ ، ت 784 م )).
وقد ترجم لهذا الأخير في كتابه " الوفيات " فذكره قائلا: ((شيخنا الفقيه القاضي العدل الخطيب الحاج المرحوم أبو علي روينا عنه الحديث وغيره، ولد في حدود سبعة وسبعمائة روى عن ابن غريون وغيره، وأخذ عن ابن عبد السلام وغيره وتوفي وهو قاض بقسنطينة)) و غيرهم من العلماء و المشايخ.

رحلته الى تلمسان:

انتقل إلى مدينة تلمسان حاضرة العلم و الأدب فأخذ عن شيوخ أجلاء التفسير و الحديث الشريف ( رواية و دراية ) و الفقه و الأدب و النحو، نذكر منهم: الإمام أبو عبد الله محمد بن يحيى الشريف الحسني التلمسان ( ت 771 هـ ) ، و الفقيه القاضي الشهير المحدث أبو علي حسن بنأبو القاسم بن باديس ( ت 787 هـ ) ، الامام المحدَث الرحالة الخطيب أبو عبد الله محمد بن الشيخ الصالح أبي العباس أحمد بن مرزوق التلمساني المعروف بالجد( ت 781 هـ) ، قال لسان الدين ابن الخطيب في حقه : [ نقلها أبو العباس المقري في " نفح الطيب: 5 / 390 " و ابن مريم في " البستان " ص 186 ]:(( سيدي وسند أبي ، فخر المغرب، وبركة الدول وعلم الأعلام، ومستخدم السيوف والأقلام، ومولى أهل المغرب على الإطلاق، أبقاه الله تعالى وأمتع بحياته وأعانني على ما يجب في حقه )) ،أما مترجمنا فقد ذكره في " الوفيات" فقال عنه : ((شيخنا الفقيه الجليل الخطيب أبو عبد الله محمد بن الشيخ الصالح أبي العباس أحمد بن مرزوق التلمساني.....كان له طريق واضح في الحديث، ولقي أعلاماً من الناس وأسمعنا حديث البخاري وغيره في مجالس مختلفة، ولمجلسه جمال ولين معاملة، وله شرح جليل على العمدة في الحديث والبردة)).
و غيرهم من العلماء.

هجرته إلى المغرب الأقصى:


و بعد أن ارتوى من نبع مدينة العلم و العلماء تلمسان الشريفة انتقل إلى المغرب الأقصى ليستقر فيها لمدة ثمانية عشر سنة – من 759 هـ إلى سنة 777هـ يتعلم في حواضرها المشهورة فاس ، مكناس ، سبته و سلا و غيرها ، و قد أخذ عن علمائها و مشايخها التفسير والحديث و الفقه ، و السيرة و التراجم و الأدب – و اسمحوا لي بنقل طرفا من ترجمات شيوخه بدون ترتيب – :

- الشيخ المتفنن الصالح أبو زيد عبد الرحمن بن الشيخ الفقيه أبي الربيع سليمان اللجائي ( ت 771 هـ) ، قال عنه في كتابه " الوفيات ص 31 " : ((شيخنا ومفيدنا الفقيه الحافظ المفتي بمدينة فاس أبو محمد عبد الله الوانغيلي الضرير من تلامذة أبي الربيع اللجائي وقرأت عليه مختصر ابن الحاجب، في الأصول، والجمل في المنطق وحضرت مدة درسه في المدونة)).
- الشيخ الحافظ أبو عمران موسى بن محمد بن معطي الشهير بالعبدوسي ( ت 776 هـ )، قال عنه في " الوفيات ص 30 ": ((شيخنا ومفيدنا طريقة الفقه الشيخ الحافظ أبو عمران موسى بن محمد بن معطي شهر بالعبدوسي سنة ست وسبعين وسبعمائة بمكناسة الزيتون وكان له مجلس في الفقه لم يكن لغيره في زمانه ولازمته في درس المدونة والرسالة بمدينة فاس مدة ثمان سنين)).
- الفقيه أبو القاسم محمد بن أحمد الشريف الحسني السبتي ( ت 771 هـ ) قال عنه في " الوفيات ص 29 ": (( قاضي الجماعة بغرناطة حرسها الله تعالى، أبو القاسم محمد بن أحمد الشريف الحسني السبتي وكتب لي بالإجازة العامة بعد التمتع بمجلسه وله شعر مدون سماه جهد المقل وله شرح الخزرجية في العروض، وقدم عليها بعد أن عجز الناس عن فكها. وكان إماماً في الحديث والفقه والنحو، وهو على الجملة ممن يحصل الفخر بلقائه. ولم يكن أحد بعده مثله بالأندلس)).
- الأديب الشهيد لسان الدين ابن الخطيب ( 771 هـ ) ترجم له في "الوفيات ص 30 " فقال في حقه : ((شيخنا الفقيه الكاتب الشهير أبو عبد الله لسان الدين محمد بن الخطيب الغرناطي صاحب [ كتاب الإحاطة في تاريخ غرناطة ] وكتاب " رقم الحلل في نظم الدول". وسمعت جملة من تواليفه بقراءته هو في مجالس مختلفة)).
- الفقيه الحافظ أبو العباس أحمد القباب ( ت 779 هـ) ترجم له في " الوفيات ص 31 " فقال عنه : ((الفقيه المحقق الحافظ أبو العباس أحمد القباب سنة تسع وسبعين وسبعمائة وله شرح حسن على قواعد القاضي عياض، وشرح على بيوع ابن جماعة التونسي، ولازمت درسه كثيراً بمدينة فاس في الحديث والفقه والأصلين)).
كما أخذ القراءات و النحو بمدينة فاس عن العالم اللغوي النحوي الأستاذ أبو عبد الله محمد بن حياتي ( ت 781 هـ ).
و أخذ الجزولية في النحو و علم المنطق عن الشيخ أبو العباس أحمد بن الشماع المراكشي.

رحلته إلى تونس :

بعد هذه الرحلة المباركة و إقامته مدة 18 سنة في المغرب الأقصى كما قلنا قفل راجعا إلى موطنه و مدينته قسنطينة ، لكنه لم يلبث إلا أياما قليلة ليسافر بعدها إلى تونس المحروسة ليأخذ عن علمائها غير أن إقامته بها لم تدم طويلا و لعلها - شهورا قليلة – و من العلماء التونسيين الذين أخذ عنهم كما ذكرهم في " الوفيات ص 33 " :
- (( الفقيه المميز الخطيب الصالح أبو الحسن محمد بن الشيخ الفقيه الشهير الراوية أبي العباس أحمد البطرني [ ت 780 هـ ] ، إبتدأ الرواية عام تسعة وسبعمائة وتمتعت به بتونس سنة سبع وسبعين وسبعمائة )).
- ((شيخنا الإمام الحجة أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرفة [ ولد سنة 717 هـ ، ت 783 هـ ] الورغمي نسباً، التونسي بلداً... وله مصنفات أرفعها المختصر الكبير في فروع المذهب قرأت عليه بعضه وأنعم بمناولته وإجازته وذلك سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدويرة جامع الزيتونة. ووجدته من حال اجتهاد في العلم والقيام بالخطبة. ثم لقيته قبل وفاته بسنة وبه ضعف وبعض نسيان. وبلغت مدة إمامته بجامع الزيتونة في بلده خمسين سنة رحمه الله تعالى ونفع به)).

عودته الى الجزائر و توليه القضاء :

رجع مترجمنا بعد رحلته القصيرة إلى تونس ليستقر في مدينته قسنطينة حتى وفاته بها سنة 810 هـ - عليه رحمة الله تعالى - ليتولى الإمامة و الخطابة في مسجدها الجامع ، وليقوم بإلقاء دروسا في التفسير و الحديث الشريف و الفقه فينتفع بعلمه الكثير من التلامذة و طلاب العلم
سواء بمسجد المدينة أو في بيته ، وتم تعيينه في وظيفة القضاء - التي رفضها في أول الأمر - لكن إلحاح الأمير أبو الحسن عليه جعله يتراجع عن قراره ، ورغم هذه المهام التي كان يتولاها فقد وجد الوقت الكافي للتأليف و الكتابة فاخرج لنا عددا من الكتب القيمة التي تتسم بالعمق في الموضوع وأحياناً الإبتكار مما يدل على سعة إطلاعه و غزارة علمه ، وإليك أسماء ما وقفت عليه من تلكم الدرر الغالية.

آثاره و مؤلفاته:



- " شرف الطالب في أسنى المطالب " وهو شرح على القصيدة المسماة (القصيدة الغزلية في ألقاب الحديث لابن فرح الإشبيلي في (20) بيتاً ، و هي المنظومة الشهيرة ب " غرامي صحيح " ، و أول من نشرها هو المستشرق الهولندي (ريش) بمدينة ليدن مع شرحها لعز الدين بن جماعة ومع ترجمة وتعاليق بالألمانية سنة 1885م ، ثم طبعتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ( توجد منها نسخة مخطوطة بخط محمد بن المنور بن عيسى التلمساني بالمكتبة الوطنية الجزائرية تحت رقم :2849ـ2970).

- " أنوار السعادة في أصول العبادة - مخطوط - " ( وهو عبارة عن شرح لحديث " بني الإسلام على خمس "، التزم فيه أن يسوق في كل قاعدة من الخمس أربعين حديثا وأربعين مسألة) [ فهرس الفهارس للكتاني: 2 / 975].

- " وسيلة الإسلام بالنبي صلى الله عليه وسلم " ( وهو من أجل الموضوعات في السيرة النبوية الشريفة لإختصاره له ) [ فهرس الفهارس للكتاني: 2 / 975]

- " علامات النجاح في مبادئ الاصطلاح " وهو كتاب في مصطلح الحديث ( مخطوط بالمكتبة الوطنية ).


- " تيسير المطالب في تعديل الكواكب " ( في علم الفلك و قد طبع طبعة حجرية بدون تاريخ ، قال في وصفه: "لم يهتد أحد إلى مثله من المتقدمين": ص 4 ).

- " الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية " ( نشر على الحجر بباريس سنة 1847م ، و هو كتاب تاريخ و أدب تناول فيه تاريخ بني حفص ألفه للأمير أبي فارس عبد العزيز المريني – توجد نسخة مخطوطه في مكتبة باريس - ).

- " أنس الفقير وعز الحقير " ( في ترجمة الشيخ أبي مدين وأصحابه (طبع عام 1965) ، قال في وصفه محمد الكانوني (1311 هـ)في كتابه " جواهر الكمال في تراجم الرجال : 1 / 44 - 46 ": "هو شبه رحلة تقصى فيها تنقلاته بالمغرب الاقصى ومن لقي من أهل العلم والصلاح) ( الأعلام للزركلي : 1 / 117 ).

- " شرح منظومة ابن أبي الرجال " ( مخطوط في علم الفلك ).

- " أنس الحبيب عن عجز الطبيب " .

- " القنفذية في إبطال الدلالة الفلكية " ( توجد مخطوطته في المكتبة الظاهرية بدمشق ).

- " تحفة الوارد في اختصاص الشرف من قبل الوالد".

- " بغية الفارض من الحساب والفرائض ".

- " سراج الثقات في علم الاوقات ".

- شرح الرسالة( في أسفار).

- شرح الخونجي ( في جزء صغير).
- شرح أصلي ابن الحاجب.

-شرح تلخيص ابن البنَا.

- شرح ألفية ابن مالك .

- كتاب " الوفيات " و يعتبر ذيلا لكتابه الأوَل " شرف الطالب في أسنى المطالب " حيث أرَخ فيهمن سنة 11 هـ [ وهي سنة وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي استهل بها كتابه ] إلى سنة 807 هـ قبل وفاته بثلاث سنوات ، و يوجد كتاب بنفس العنوان " الوفيات " لابن خلكان رحمه الله فلينتبه.و قد ذكر الزركلي في موسوعته ( الأعلام : 8 / 349 ): أن أول طبعاته كانت سنة 1912م بمدينة كلكته بالهند لكن الطبعة كانت ناقصة بالمقارنة مع المخطوطة حيث حذف منها الفصل الذي ذكر فيه ابن قنفذ تصانيفه).
ثم طبع الكتاب بمطبعة دار الآفاقالجديدة ببيروت سنة 1971 م في (398) صفحة بتحقيق عادل نويهض الذي قدم له بمقدمة رائعة ، و همش له بهوامش أزالت الكثير من الغموض الذي قد يجده البعض في التراجم التي تعرض لها ابن قنفذ فجزاه الله خيرا.

و استسمحكم بنقل بعض التعاليق على هذا الكتاب.

- قالالأستاذ عادل نويهض في مقدمة تحقيقه : (....هذا الكتاب عبارة عن تاريخ صغير لوفياتالصحابة و العلماء و المحدَثين و المفسَرين و المؤلَفين رتَبه ابن قنفذ على القرونو على تواريخ و فياتهم و استهلَه بوفاة سيَد الأوَلين و الآخرين النبيَ العربيَالكريم محمد بن عبد الله صلوات الله سلامه عليه سنة 11هـ، و انتهى به إلى العشرةالأولى من المائة التاسعة ..( هكذا في المقدَمة ) و لكون هذا الكتاب من المراجعالسهلة التي اعتمدها و يعتمدها المؤلفون لمعرفة تاريخ و فيات مشاهير الرجال منأبناء الأمَة الإسلامية و خصوصا العلماء منهم فقد أفرده كثير من القارئين على حده وفصلوا بينه و بين" شرف المطالب " وقد نال انتشارا كبيرا .. فالتنبكتي [ ت 1036 هـ ] نقل عنه في " نيل الابتهاج " و ابن مريم التلمساني في " البستان " و الزركلي في " الأعلام(من مقدَمة المحقَق صفحة 17 – 18).

وقد أحصيت أيها الإخوة الأفاضل، أيتها الاخوات الفضليات بعد مطالعتي للكتاب و مقارنتها بما كتبه الباحث حسن ظاظا، عدد المترجم لهم فوجدته يحتوي على (511 ترجمة) ركز في المائتين السابعة و الثامنة على الأعلام الجزائريين و خاصة أبناء مدينته قسنطينة ، و التراجم موزعة كالتالي:
( 139 ترجمة لأعلام المائة الأولى منهم (116) من الصحابة _ رضي الله عنهم-).
(85 ترجمة لأعلام المائة الثانية).
(56 ترجمة لأعلام المائة الثالثة).
(36 ترجمة لأعلام المائة الرابعة).
(38 ترجمة لأعلام المائة الخامسة).
(51 ترجمة لأعلام المائة السادسة).
(46 ترجمة لأعلام المائة السابعة).
(57 ترجمة لأعلام المائة الثامنة).
(03 ترجمة لأعلام المائة التاسعة).

و قد أقتصر في المائة التاسعة على ترجمة ثلاثة أعلام منهم شيخه أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرفة الورغمي ، و الفقيه الحافظ أبو علي عمر ابن نصر بن صالح البلقيني، الفقيه الحافظ المفتي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن المراكشي الضرير من أهل بلدنا ببونة في آخر ذي الحجة تكملة سنة سبع وثمانمائة. وكانت ولادته سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.
و هكذا نرى أنه توقف عند سنة 807 هـ ، أي ثلاثة سنوات قبل وفاته

و قد قام محمد بن عيسى الفشتالي، المغربي (ت 1021 هـ ) كاتب السلطان المنصور أبو العباس أحمد الشريف الحسني بتأليف كتاب بعنوان : " الممدود والمقصور من سنا السلطان المنصور " ذيل به وفيات الاعيان لابن قنفذ بلغ به الى آخر المائة العاشرة.

المصادر و المراجع:

- نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب – ابو العباس المقري.
- فهرس الفهارس - عبد الحي الكتاني.
- معجم المؤلفين - عمر كحالة.
- إيضاح المكنون - إسماعيل باشا البغدادي.
- خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر – المحبي.
- الأعلام - خير الدين الزركلي
- البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان - ابن مريم أبو عبد الله محمد.
- تعريف الخلف برجال السلف – الحفناوي.
- جواهر الكمال في تراجم الرجال - محمد الكانوني.
تكملة الموضوع

ترجمة شيخ زاوية قجال العلامة الصديق حمادوش



ترجمة الولي الصالح شيخ زاوية قجال العلامة الصديق حمادوش

مقدمة:

الجزائر في مواجهة تداعيات الاحتلال الفرنسي:

الحديث عن العلامة الشيخ الصديق بن حمادوش هو حديث عن جيل من الجزائريين الذين تحملوا مسؤولية الممانعة الثقافية في ظروف غزو استعماري بغيض يريد محو أمة من الوجود وذلك باستئصال كل علاقة لها بماضيها بكل أركانه ومقوماته .
فما أعظم ما حُمِّل ذلك الجيل الذي وجد نفسه في مواجهة جبهات متعددة مفتوحة على خطوب جسيمة وأخطار محدقة بمستقبل الأمة ومصيرها !.
لقد فتحت فرنسا الحرب على الجزائريين بالتقتيل والإبادة لكل فعل مقاوم، وبالتشريد والترحيل والتمزيق لكل عرش من العروش، وبالإذلال والقهر لكل مسالم أعزل، وبالتجويع والتجهيل لكل مواطن شريف، وبالتهديم والتشويه لكل معلم من معالم ديننا وحضارتنا وتاريخنا، وبالحصار لكل عمل تعليمي أو ديني. إنها الحرب الشاملة التي فرضتها فرنسا على الجزائر والجزائريين .فما العمل وما الوسيلة ؟
من رحم هذه الأحداث ولدت أجيال للرفض والمقاومة بكل أنواعها المسلحة والسلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية التعليمية. وكان جيل المقاومة والممانعة الثقافية في مقدمها الذي تحصن بالزوايا والجوامع وحمل سلاح الكلمة والقلم لمواجهة الغزو الثقافي الاستعماري ،ومن هذا الجيل كان الشيخ الصديق حمادوش رحمه الله .

نسبه :

هوالشيخ الصديق بن الطاهر بن محمد بن أحمد بن الصالح بن احمدوش , ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب .

مولد ه:

نستطيع أن نأخذ تاريخ ميلاد الشيخ الصديق من رخصة طلب فيها كمية من البرود من الإدارة الفرنسية مؤرخة في 1874/03/16 وكتب في خانة المعلومات : عمره أربعون سنة. فإذا قمنا بعملية طرح أربعين سنة من أربع وسبعين سنة ،يكون مولده سنة 1834م

نشأته وتعلمه :

ولد الشيخ الصديق بقرية قجال وحفظ القرآن على يد والده الشيخ الطاهر وأخذ عنه مبادئ اللغة العربية والفقه. انتقل بعد ذلك إلى العديد من زوايا الطريقة الرحمانية بالحامــــة والسوالم ثم قسنطينة.

إجازته :

أخذ الشيخ الصديق عن شيخه بن عبد الكريم السلامي الشافعي الإجازة في التربية والتعليم،على الطريقة الرحمانية الحفناوية البكرية الخلوتية التي شهد له فيها بالكفاءة العلمية والروحية وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد من العلماء والمشايخ والأعيان وعامة الناس .

إدراك الشيخ الصديق للمرحلة ، وتحديد دوره:

ما إن أدرك الشيخ الصديق ظروف البلاد الجديدة التي فرضتها السياسة الاستعمارية حتى حدد لنفسه دوره في المواجهة وربما كان ذلك بتوجيه من أبيه أو بتوجيه من الشيوخ الذين تتلمذ عليهم . فلئن سلبت الأمة السيادة في الوطن, فلا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تسلب دينها ولغتها ولذلك كان عليه أن يتخندق في جبهة الممانعة والمقاومة الثقافية التعليمية التي تحفظ للأمة قرآنها وشريعتها ولغتها تحصينا لها من الذوبان والاضمحلال إلى أن يأتي الله بدور جديد تأخذ فيه الأمة مسؤوليتها في تحرير الوطن السليب .
ولكن ما العمل ؟وقد صادرت الإدارة الاستعمارية أغلب أراضه الخاصة بسبب انخراط والده في المقاومة المسلحة ، والأملاك الوقفية للزاوية قد صادرتهاالإدارة الاستعمارية الفرنسية من قبل بموجب القوانين الاغتصابية الظالمة التي قضت بتحويل كل الأملاك الوقفية في الجزائر إلى"الدومان". وبلغ الحصار الاستعماري مداه بالهيمنة على المساجد والزوايا التي أراد أن لاتتحرك إلا في الإطار الذي يخدم مصالح الاستعمار وأهدافه .

استئناف الزاوية لرسالتها التربوية التعليمية :

في البداية سعى الشيخ الصديق للحصول على ترخيص من المجلس العلمي بسطيف الذي وضعت الإدارة الاستعمارية الفرنسية يدها عليه بظاهر تنظيم وضبط العمل في المؤسسات الدينية والإشراف على المساجد ولكن القصد كان الهيمنة على المساجد والزوايا من أجل محاصرتها وتحجيم دورها إلى أقصى حد ممكن للقضاء عليها نهائيا ،لأنها كانت ومازالت حصونا منيعة لرجال المقاومة والجهاد والممانعة الثقافية .
واستأنفت الزاوية العتيدة رسالتها العلمية من جديد ، وباشر الشيخ الصديق العمل فيها بنفسه وكان عمره إذاك لا يتجاوز الثالثة والعشرين سنة وتوافد على الزاوية طلبة العلم ، وحفظة القرآن الكريم من كل صوب وحدب .

الإنفاق على طلبة العلم :

كان الشيخ الصديق ينفق على الطلبة من عائداته الفلاحية ، فلم يكن يقبل من الناس الصدقات ولا أموال الزكاة ولا التبرعات . ولما توسعت نفقات الزاوية حاول أن يستعيد بعضا من أراضيه المصادرة من قبل الإدارة الاستعمارية ، فراسل كلا من نائب عامل العمالة بسطيف والحاكم العام بالجزائر طالبا استعادة أرضه الفلاحية الخاصة التي كانت تقدر حوالي مئة وعشرين هكتارا بعضها في يد الفرنسيين والبعض الآخر كان تحت يد القايد الذوادي كما ذكر في رسالتيه اللتين بعث بإحداهما إلى الحاكم العام في الجزائر والثانية بعث بها إلى "السوبريفي " بسطيف .

الشيخ الصديق قاضيا :

اشتغل الشيخ الصديق بالإضافة إلى التدريس في الزاوية قاضيا للشريعة الإسلامية في محكمة سطيف من سنة 1862م إلى سنة 1882م .

الشيخ الصديق يتفرغ للتدريس :

بعد ذلك الشيخ الصديق للتدريس بالزاوية ،وقد كللت جهوده بالنجاح الباهر ، فتخرج علي يده ما يقرب من أربعين طالب علم وقيل ستين . نذكر منهم :
الشيخ المختار بن الشيخ وأخاه أحمد الشريف - والشيخ المنور مليزي – والشيخ الطيب قرور- والشيخ محمد الشريف بن علي إدريسي - والشيخين الأخويين أحمد بن حافظ ، والمختار بن حافظ- والشيخ عبد الرحمن رحماني - والشيخ علي بن الحامدي - والشيخ موسى بن مروش – والشيخ الميهوب بن إدريس – والشيخ الأخضر بن إدريس – والشيخ صالح عبد العزيز- والشيخ خلفي بوزيد وغيرهم ، وقد كان لهؤلاء الطلبة بعد تخرجهم دور كبير في نشر الثقافة العربية والعلوم الفقهية بين أبناء الوطن من خلال الزوايا والمساجد والكتاتيب والمدارس التي تم فتحها على أيديهم أو تم توظيفهم فيها أئمة ، كما اشتغل بعضهم قضاة في المحاكم الشرعية ،وبعضهم سافر لأتمام دراسته بقسنطينة أو بجامع الزيتونة بتونس أو بالجامع الأزهر بالقاهرة .

فضائل الشيخ الصديق:

تميز الشيخ الصديق رحمه الله بشخصية ذات ورع شديد، وتقى منقطع النظير، ورجاحة في العقل،وعمل دؤوب، وحذر من مضلات الفتن ومعرفة بالناس ،وزاده الله إلى ذلك غزارة في العلم ونورا في الفهم وزينة في الخلق ورأفة في القلب .

اهتمامه بالعلم :

لم تكن اهتمامات الشيخ الصديق العلمية قاصرة على الفقه والأحكام ،وعلوم النحو والبلاغة فقط بل كان له اهتمام بعلوم المنطق والحساب والفلك والنجوم والتصوف.ونظرا لندرة الكتاب في ذلك الوقت كان الشيخ الموهوب زروق ينسخ له الكتب التي يحتاجها كما كان يطلب نسخ الكتب النادرة من بعض طلبته وقد عثرنا فيما بقي من كتبه على العديد من الكتب المنسوخة منها كتاب في المنطق وكتاب في الفلك وكتاب في علم النجوم وأوراق في الاستعارة ومنظومتان في التصوف للشيخ عبد الرحمن الأخضري .
كان للشيح الصديق مكتبة زاخرة,وكانت كتب العلم عنده أعزعليه من ماله وولده ، وهو على فراش الموت كان ينظر إلى مكتبته فتسقط دموعه لاحظ عليه ذلك وحيده الشيخ الطيب وكان شابا في مقتبل العمر فظنه يبكي حزنا على تركه وحيدا في جوار لايرحم ،فقال له : لاتحزن ياأبي ،أنا على ثقة أن الله يحرسنا من بعدك.فنظر الشيخ الصديق إلي كتبه وقال : ياولدي إنما أبكي على هذه الكتب من لها بعدي ؟.

تعظيمه لشعائر الله :

عرف الشيخ الصديق بتعظمه لشعائر الله وحدوده ، والتزامه بالسنة النبوية وتورعه عن الشبهات ؛ روى أكثر من واحد أنه كان يرفض رفضا قاطعا ما ينتشر في بعض الزوايا من بدع وحضرة ووعدات وتجمعات تسيئ إلى الدين أكثر مما تحافظ عليه ، كما كان ينكر على الذين يعلنون في الناس الكرمات –التي يكرم الله بها بعض عباده الصالحين- لاستمالة قلوب العامة والبسطاء منهم . وكان يتقدم الفلاحين الذين يكلفهم بفلاحة أرضه ويشاركهم في العمل فإذا حضرت الصلاة أوقف العمل وأقام الصلاة تعظيما لعماد الدين وركنه الركين التي من أقامها أقام الدين كله ومن تركها ترك الدين كله .
وكان شديد الحذر من الفتن، يفر منها ومن أ هلها فراره من الأسد الضاري . وقعت فتنة بين عرشين أشعلتها أيادي فرنسا الخفية، وحاولت أطراف من الفريقين أن تزج به في الصراع، فرحل عن قرية قجال مع عائلته نائيا بنفسه عن الصراع وتوجه إلى أرضه "بوغنجة" بأولاد صابر حيث نصب هناك خيمة وأقام بها، فلما انتهت الفتنة عاد إلى قجال ويقال أن ابنه الطيب ولد هناك .

صوفية الشيخ الصديق:

ولم تؤثر هذه الروح الصوفية عند الشيخ الصديق رحمه الله سلبا على حياته فتصرفه عن أعماله الدنيوية ونشاطاته الاجتماعية ،أو تدفعه إلى التواكل والانعزال بل كان يمارس حياته العملية بنفسه دون الإخلال بنشاط على حساب الآخر؛ فهو المعلم في المسجد مع الطلبة، وهو الفلاح في الحقل مع الفلاحين، وهو المتسوق في السوق لاقتناء حاجاته وهو الإنسان المتواضع للناس الساعي في قضاء حاجة المحتاج والتنفيس عن المكروب وإصلاح ذات البين . وقد حفظ عنه أحفاده قوله :" كن مع الله صادقا مخلصا له الدين ، وكن مع عباده متواضعا لهم مداريا لهفواتهم ."

وصيته:

أدى الشيخ الصديق مناسك الحج رفقة ابن أخته الشيخ المختار بن الشيخ والشيخ عبد الرحمن رحماني .وقد ألم به مرض خطير أدرك من خلاله قرب أجله ،ولم يكن له من الأبناء الذكور الذين يعتمد عليهم بعد وفاته إلا ابنه الطيب الذي مازال في ريعان الشباب ولم يتخط بعد العقد الثاني من عمره ، فأودع وصيته على ابنه والزاوية للشيخ الدراجي العيادي الذي قام بعده بالتعليم في الزاوية ،وكان نعم الوصي والمرشد لولده.
روى لي الشيخ رابح عيادي أن الشيخ الدراجي كان حريصا على مرافقة الشاب الطيب في كل شؤونه. وفي ليلة زفافه أخذ الشيخ الدراجي ينتظر خروجه للصلاة بالناس بقلق شديد، فلما أذن المؤذن للفجر خرج العريس في ليلته من بيته وأمَّ الناس للصلاة .عند ذلك فرح الشيخ الدراجي واطمأنت نفسه وعلم أنه أدى الوصية على أكمل وجه ،لأن المحافظة على الصلاة وخاصة صلاة الصبح في وقتها هي العنوان الأبرز في اكتمال الشخصية الإيمانية لدى المؤمن ،فإذا أضفنا لها إمامة الناس وفي أشد الظروف حساسية يكون الشيخ الطيب قد أصبح مؤهلا لخلافة والده في البيت والزاوية عن جدارة.

قصة لقب حمادوش:

كان لقب الشيخ الصديق العائلي"بن إدريس" ورد ذلك في عدة وثائق. وقيل لظروف خاصة اختار لقب "حمادوش" نسبة إلى جده الرابع حمادوش حسب ما جاء في كتاب حفيده الشيخ محمد الصديق الذي ذكر فيه سلسلة أجداده. وقد ورد أيضا اسم "حماد وش" في كتاب نسخه الشيخ الزادي وأهداه إلى الشيخ الصديق. ونص الإهداء كما يلي :" نسخته لأخي في الله وشيخي سيدي الصديق بن سيدي إدريس الملقب بحماد وش ،جده سيدي علي حمادوش المكناسي أهلا، الحسني جدا، من أبناء سيدنا الحسن بن فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم" .
ومن هو سيدي علي بن حمادوش المكناسي هذا ؟ هل هو صاحب المقام المعروف بزاوية الحمادشة الواقعة على مسافة 20كم من مدينة مكناس بالمغرب الأقصى الذي عاش في القرن السابع عشر الميلادي ؟ تروي عائلتنا أن سيدي علي بن حمادوش وكان الوحيد الذي بقي من أفراد عائلته التي تعرضت للاغتيال بالسم من طرف أعداء لهم ،فحملته والدته رضيعا وقيل جنبنا إلى أخواله "عائلة بوجملين ببلاد القبائل " الذين أطلقوا عليه لقب حمادوش ،ثم عاد إلى قجال في حماية رجل عالم ، وتزوج وأنجب ولدا سماه الصالح. فلما بلغ معه السعي تركه في قجال ورحل مهاجرا في أرض الله الواسعة . ( يحتاج الأمر إلى تحقيق لتأكيد ما إذا كان سيدي علي بن حماد وش هو صاحب المقام بالقرب من مكناس).

وفاته :

توفي الشيخ الصديق في اليوم الخامس من شهر سبتمبر سنة 1893 م ودفن بجنب والده الشيخ الطاهر وجده الشيخ محمد بمقبرة قجال وقد ترك من البنين ولدا واحدا وبنتين رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .

آثار الشيخ الصديق :

لم يترك الشيخ الصديق مؤلفات رغم أنه كان يعرف بالعالم الأديب ،إلا أننا عثرنا في أوراقه الخاصة على مجموعة من الأدعية والأوراد من ضمنها قصيدة في الشعر الصوفي الجميل وقصيدة أخرى في مدحه،ومدح الشيخ الموهوب زروق.


جل الله ربي:

يقـــول جل اللــــه ربي: أنا المقصود ،لا تطلب سواي
تجدني أين تطلبني ،عبدي وإن تطلب سواي ،لا تجدني
تجدني في سواد الليل ،عبدي قريبا منك ، فاطلبني تجدني
تجدني في سجودك لي ، قريبا كثيرالخير، فاطلبني تجدني
تجدني حين تدعوني ،مجيبا أنا الحنان، فاطلبني تجدني
تجد ني ،غافرا برا رؤوفا عظيم العفو، فاطلبي تجدني
تجدني ،مستغاثا بي، مغيثـا أنا الوهاب، فاطلبني تجدني
أتذكر ليلة ناديت فيها ألم أسمعك ، فاطلبني تجدني
وقد بارزتني بالذنب جهرا فلم أكشفك، فاطلبني تجدني
وكم قد رام ضرك من عدو فلم أخذلك، فاطلبني تجدني
إذا اللهفان نادني كظيما أقل لبيك، فاطلبني تجدني
إذا المضطر قال : ألا تراني نظرت إليه، فاطلبني تجدني
وأية عثرة لك لم أقلها فلم نضررك فاطلبني تجدني
إذا عبدي عصاني لم يجدني سريع الأخذ ، فاطلبني تجدني


قصيدة في مدح الشيخين الصديق حمادوش والموهوب زروق
للشاعر محمد بن علي بن أحمد الملقب بابن دعاس الريفي

خليفة الشيخ لاتسلني فإننـــــــي
على الباب واقف متطفـــــــــل
فنطلب منكم الفوز ياعلم الورى
بإرشاد للخيرات وانفكاك القفل
عن القلب يضحى زايلا عنه ذا العمى
فينكشف الغطاء وتنفرج الأحــــــوال
إمام حؤز للفضائل كلـــــها
بإحيائه للسنة وانخذال الجهــــل
أنارت به الشريعة، سيِّــــــدٌ
قد فاز على الأقران علم وعمـل
فبالشرف الرفيع قد شاع ذ كـــــره
فحوَّله الثناء بما هو حاصــــــــــل
فشيخ من الكمَّال نوره زائـــــــــــد
كمثل الهـــلال فاق عنــــــه وأجمـل
فليس له مثيل في عصرنا وما
حذاه من الأعصار بالعلم عامـــل
فقد رغم الحسود أنفـه بالــذي
قد أوهبه الإله بالسبق واصـــــــل
محمد الصديق والنسب شهــرا
بابن إدريس إن كنت سائـــــــــــل
ومسكنه قجال والمنشأ قل بـــه
سلالة مجد نص عنها الأوائـــــــل
فلله در ذا الإما م لأنــــــــــــــه
شجاع عند الحروب نسل الأفاضل
تقوَّل في العلوم حتى ارتقى بها
مكانة أهل الصدق وأعلا المنــازل
فذوا كرم وفخر لا يقاس بمثلـه
ترفَّــل في الأنــوار،إيََّـاك تجهـــــل
قد اقتبس الأنوارمن شيخه حتى
ضاء به المكان، إيَّاك تغفــــــــل
فزره مرارا تغتنم بركاتـــــــــه
بها سعد الدارين ، ليس له مثـــــــل
تواضعه مشهور وكذا زهــــده
قد شابه شيخه في كل الخصائـــــل
محمد بن عبد الكريم عَـلَـمــــــه
ونسبته السُّلامي والكسنى والأصـل
وقد شاع في الوطن المذكور مقامــــــــه
فمقصد للأيتام ومأوى الأرامـــــــــــــل
كرامته لاتحصى بحر المعارف
ومُحي قلوب الخلق موقظ الغافــل
جواد بسيط الكف حتى لو أنـــه
دعاها لقبض لم تجبه الأنامـــــــل
فيارب طوِّل للأنام بقدرحياتـــه
إمام جليل القدر حاز التفضـــــــل
عليه من الله الكريم رضوانــــه
مدى الدهر،مادامت شهور تهلــل
كذا سيدي الموهوب من نسـل زروق
فياله من شيخ حميد الخصائـــــــل
له كرامات شهدناهـا يــافتى
منها أمر للمحتاج عند التحـــــول
فأنواره تلوح للعبد. ذوالتــقى
وقائم بالفروض ثم النوافـــــــــــل
مع النصح للمخلوق غاية جهـده
فلا زال في حفظ الإله مبجّــــــــل
يـود الـذي لاقـاه ألايـفارقـــــــه
فبالحق قائم وكاره الباطــــــــــــل
ونظمه الفقير إلى ربه محمــــد
فابن علي يرتجي محو الزلــــــــل
ضعيف الورى وأحوج الخلق كلهم
إلى رحمة المولى العظيم المتعــــــــال
لعلكم تدركوه بفضلكــــــــــم
فياسدتي إني عنكم عامــــــــــــــــل
وصل يارب على نبيك أحمـــد
كذا الآل والأصحاب جمع مفضل


يوم 14 شوال 1302 هـ/ 1885 م
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |