من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

كتاب "غنيمة الوافد وبغية الطالب الماجد"



بسم الله الرحمن الرحيم
وصلي اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

كتاب غنيمة الوافد وبغية الطالب الماجد

فهرست مرويات ومؤلفات فخر علماء الجزائر الامام المسند الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي الجزائري رضي الله عنه المتوفى سنة 875 هـ

ويليها: رحلة سيدي عبد الرحمن الثعالبي قدس الله سره ونور ضريحه

طبع في : دار ابن حزم الطبعة الاولى 1426 هـ تحقيق محمد شايب شريف
ــــ


رابط آخر من مكتبة دار القرآن الكريم بمراكش

تكملة الموضوع

تفسير الثعالبي المسمى بــ: الجواهر الحسان في تفسير القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


تفسير الثعالبي المسمى :

الجواهر الحسان في تفسير القرآن للشيخ العلامة سيدي أبي زيد عبد الرحمن الثعالبي الجزائري المالكي قدس الله سره (875/786هـ)

قال في مقدمته :

الحمد لله رب العالمين وصلوات ربنا وسلامه على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه السادة المكرمين والحمد لله الذي من علينا بالإيمان وشرفنا بتلاوة القرآن فأشرقت علينا بحمد الله أنواره وبدت لذوي المعارف عند التلاوة أسراره وفاضت على العارفين عند التدبر والتأمل بحاره فسبحان من أنزل على عبده الكتاب وجعله لأهل الفهم المتمسكين به من أعظم الأسباب كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب أما بعد أيها الأخ أشرق الله قلبي وقلبك بأنوار اليقين وجعلني وإياك من أوليائه المتقين الذين شرفهم بنزل (1/2) قدسه وأوحشهم من الخليقة بأنسه وخصهم من معرفته ومشاهدة عجائب ملكوته وآثار قدرته بما ملأ قلوبهم حبره ووله عقولهم في عظمته حيره فجعلوا همهم به واحدا ولم يروا في الدارين غيره فهم بمشاهدة كماله وجلاله يتنعمون وبين آثار قدرته وعجائب عظمته يترددون وبالانقطاع إليه والتوكل عليه يتعززون لهجين بصادق قوله قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون فإني جمعت لنفسي ولك في هذا المختصر ما ارجو أن يقر الله به عيني وعينك في الدارين فقد ضمنته بحمد الله المهم مما اشتمل عليه تفسير ابن عطية وزدته فوائد جمة من غيره من كتب الأئمة وثقات أعلام هذه الأمة حسبما رأيته أو رويته عن الاثبات وذلك قريب من مائة تأليف وما منها تأليف إلا وهو منسوب لإمام مشهور بالدين ومعدود في المحققين وكل من نقلت عنه من المفسرين شيئا فمن تأليفه نقلت وعلى لفظ صاحبه عولت ولم أنقل شيئا من ذلك بالمعنى خوف الوقوع في الزلل وإنما هي عبارات وألفاظ لمن أعزوها إليه وما انفردت بنقله عن الطبري فمن اختصار الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد اللخمي النحوي لتفسير الطبري نقلت لأنه اعتنى بتهذيبه وقد أطنب أبو بكر بن الخطيب في حسن الثناء على الطبري ومدح تفسيره وأثنى عليه غاية نسأل الله تعالى أن يعاملنا وإياهم برحمته وكل ما في آخره انتهى فليس هو من كلام ابن عطية بل ذلك مما انفردت بنقله عن غيره ومن أشكل عليه لفظ في هذا المختصر فليراجع الأمهات المنقول منها فليصلحه منها ولا يصلحه برأيه وبديهة عقله فيقع في الزلل من حيث لا يشعر وجعلت علامة (1/3) التاء لنفسي بدلا من قلت ومن شاء كتبها قلت وأما العين فلابن عطية وما نقلته من الأعراب عن غير ابن عطية فمن الصفاقسي مختصر أبي حيان غالبا وجعلت الصاد علامة عليه وربما نقلت عن غيره معزوا لمن عنه نقلت وكل ما نقلته عن ابي حيان فإنما نقلي له بواسطة الصفاقسي غالبا قال الصقاقسي وجعلت علامة ما زدته على أبي حيان م وما يتفق لي إن أمكن فعلامته قلت وبالجملة فحيث أطلق فالكلام لأبي حيان وما نقلته من الأحاديث الصحاح والحسان عن غير البخاري ومسلم وأبي داوود والترمذي في باب الأذكار والدعوات فأكثره من النووي وسلاح المؤمن وفي الترغيب والترهيب وأحوال الآخرة فمعظمه من التذكرة للقرطبي والعاقبة لعبد الحق وربما زدت زيادات كثيرة من مصابيح البغوي وغيره كما ستقف عليه إن شاء الله تعالى كل ذلك معزو لمحاله وبالجملة فكتابي هذا محشو بنفائس الحكم وجواهر السنن الصحيحة والحسان المأثورة عن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم وقد قال أبو عمر بن عبد البر في كتاب التقصي وأولى الأمور بمن نصح نفسه والهم رشده معرفة السنن التي هي البيان لمجمل القرآن بها يوصل إلى مراد الله تعالى من عباده فيما تعبدهم به من شرائع دينه الذي به الابتلاء وعليه الجزاء في دار الخلود والبقاء التي لها يسعى الالباء العقلاء والعلماء الحكماء فمن من الله عليه بحفظ السنن والقرآن فقد جعل بيده لواء الإيمان فإن فقه وفهم واستعمل ما علم دعي في ملكوت السماوات عظيما ونال فضلا جسيما انتهى والله اسأل أن يجعل هذا السعي خالصا لوجهه وعملا صالحا يقربنا إلى مرضاته وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

*.*.*

طبع في دار الكتب العلمية بيروت بتحقيق أبي محمد الغماري الإدريسي, وفي دار احياء التراث العربي بيروت بتحقيق علي محمد معوض وعادل احمد عبد الموجود في خمس مجلدات

بيانات:

- عنوان الكتاب: الجواهر الحسان في تفسير القرآن (تفسير الثعالبي).
-  المؤلف: عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف أبو زيد الثعالبي المكي.
-  المحقق: علي معوض - عادل عبد الموجود.
-  الناشر: دار إحياء التراث العربي.
-  سنة النشر: 1418 - 1997.
-  عدد المجلدات: 5.
-  رقم الطبعة: 1.
-  الحجم (بالميجا): 54.

رابط التحميل

هنـــــا


ولتحميل آخر إصدر من برنامج قراءة الكتب الإلكترونية

تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح الزاهد صاحب الكرامات سيدي أحمد المجذوب



مقام سيدي أحمد المجذوب رضي الله عنه

ترجمة الولي الصالح الزاهد صاحب الكرامات سيدي أحمد المجذوب

إن ضريح سيدي احمد المجذوب الواقعة في عسلة ولاية النعامة قرب العين الصفراء ولاية النعامة بالجزائر، وهي قبيلة تنحدر من سلالة أبي بكر الصديق المعرفة بالآتي :---
والذي يرجع تسلسل نسبهم إلى قبيلة البكريين التي دخلت شمال إفريقيا وخاصةً الجزائر والمغرب وتونس وهوة ألصديقي { سيدي معمر بن سليمان ( أبو العالية ) } والتي انحدرت منه أصول البكريين في شمال إفريقيا.

نسبه :

سيدي أحمد المجذوب بن سليمان بن أبي سماحة بن أبي ليلى بن أبي يحيا بن عيسى بن معمر بن سليمان ابوالعالية بن سعد بن عقيل بن حرمة الله بن عسكر بن زيد بن أحمد بن عيسى بن الثادي بن محمد بن عيسى بن زيدان بن يزيد بن طفيل بن المضي بن ازراو بن زغوان بن صفوان بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق خليفة رسول الله أبو بكرالصديق بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (قريش) بن مالك بن النضر بن كنانة ويوجد لديه هناك ضريح يزورونه كل عام للتبرك أو للموعظة الله أعلم بالنيات فقد ورد في الأثر : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى...
وللعلم أن سيدي أحمد المجذوب هو عم سيدي الشيخ دفين ولاية الأبيض سيدي الشيخ المسمى باسمه رحمه الله وأرضاه بالجمهورية الجزائرية ويعد من شيوخه رحمهم الله .

ترجمة سيدي أحمد المجدوب ( بوقبرين)

هو الولي الصالح، الفقيه السني سيدي أبو العباس أحمد المجذوب ، إزداد سنة 898هـ – 1493م ، قضى طفولته بين أبيه سيدي سليمان وجده من أمه التي سيرت عائلته منذ بداية القرن 15 مؤسسات دينية في فجيج وربا الشلالة " النحو، الفقه المالكي، الحديث، حفظ القرآن الكريم ...." وعاش في خطى أبيه، شهورا محمومة قرب شيخ والده سيدي الشيخ أحمد الملياني، كان يجالس ويخدم يوميا ضيف الشرف الذي يقيم عندهم ويسجل حرفيا كل حديثه واعتبره شيخه الروحي لأنه كان على طريقته ومن مريديه، لكن الشيخ الحقيقي لسيدي أحمد هو والده الذي لقنه ورد الشاذلية وتنظيم الذكر فهو من مريديه الأوائل.

سبب تسميته بالمجذوب:

يعتبر أحمد المجذوب ، أبرز أبناء سليمان بن أبي سماحة ، بوصفه من أشهر المتصوفة في الشجرة البوبكرية بالجنوب الغربي الجزائري ، تأثر منذ شبابه بشخصية أحمد بن يوسف ،عرف بالإنضباط في تطبيق قواعد التّصوف حيث نهج سلوك الزّهد و الاعتزال حتى نال مرتبة الجذب وأصبح يدعى المجذوب ، فكان يمضي وقتا طويلا في الاعتكاف والخلوة متنقلا بين عين ورقة ، عسلة ومسيف ، كان يدعو النّاس إلى التآخي والمحبة في الله ومحذرا إياهم من غرور الدنيا الفانية . لقد كانت أخلاقه وخصاله مدرسة وسبيلا ، وهو ما أكسبه الاحترام والوقار، فكان يرجع إليه النّاس فيما اختلفوا فيه ، فكان منهجه إصلاح الدنيا بالدين.
واصل سيدي أحمد المجذوب المسار الباطني للزهد وإتخذ لنفسه خلوات للعبادة منها التي وجدت في شعاع 30 كلم حول الشلالة وخلوة مشرع الأبيض .... إذ هو الوحيد من بين رجال الدين في الناحية الذي حظي بلقب " المجذوب " ، لم تكن هذه المرتبة من الصوفية في متناول أي واحد، ويستعمل هذا اللفظ لتسمية ذريته " بأولاد سيدي أحمد المجذوب " أو" المجاذبة ".


الخلوة التي كان يتعبد فيها "مغارة بجبل الشماريخ"

ومن خلال هذه المناقب نستطيع تصنيف هذا الولي الصالح ، في ذات الوقت ، زاهدا صوفيا و صاحب كرامات . فمفهوم " مجذوب " يعني المتصوف بامتياز، يتحدث الباحث رشيق في كتابه " القداسة المضادة لمثالية المجذوب " عن وجود ثمة خلط بين صورة المجذوب وصورة المجنون ، فالمجذوب يقتضي أن ننظر إليه على أنّه " المنور " صاحب الرؤيا الثاقبة .

كان نموذجا لمطبق التعاليم الصوفية، وكان عدوا لأصناف الحلول والتسوية، محاربا المشعوذين وكل ذي بدعة في مجال الدين، كما ظهرت على يديه الكريمتين كرامات عديدة وعجيبة مما تدل على علو همته وصدقه في طريق أسلافه كان شيخا موقرا تقيا، يمتطي حماره منتقلا من خيمة لأخرى لإرشاد المسلمين وما عليهم من واجبات وحقوق ....

تزوج بالسيدة كلثومة أو السيدة أم كلثوم بنت الشريف سيدي بودخيل حفيد مولانا عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ، غادر بعدها المخيم العائلي وناحية الشلالة للإستقرار مع عائلته الصغيرة في عسلة .

أولاده :

ثلاثة أولاد سيدي سليمان، سيدي التومي, الذي خلف ذرية عديدة، والذي إشتهر بإنشاء زاوية, وقد عرف بتعلمه الأمازيغية ، و بنت حسب الروايات تدعى ذهيبة تزوجت ابن عمها سيدي عبد القادر بن محمد الملقب سيدي الشيخ ، كان سنيا أشعريا مالكيا شاذليا مثل أجداده، كما يجب أن نؤكد من أنه كان له مريدون كثيرون تعلموا منه مبادئ الصوفية.

وفاته :


ضريح سيدي أحمد المجذوب رضي الله عنه

توفي سيدي أحمد المجذوب سنة 978ه – 1570م- 1571م . في عسلة ، حسب الروايات فإن سيدي أحمد المجذوب دفن في الشلالة في قبة أخيه سيدي محمد وهناك رواية أخرى تقول إنه دفن في عسلة وحسب روايات أحفاده فإن جدهم رحمه الله حسبها بوقبرين، مدفونا في نفس الوقت بالشلالة وفي عسلة وكلاهما مزار معلوم يقصد للتبرك نفعنا الله به وبأسلافه .

تكملة الموضوع

ترجمة الشيخ العلامة سيدي (محمد الطيب بن مبروك بن عمار باشا)



هو الشيخ العلامة سيدي (محمد الطيب بن مبروك بن عمار باشا) الجزائري الصوفي على الطريقة الرحمانية.

مولده ونشأته:

ولد سنة 1873م بمرسط ولاية تبسة (عنابة سابقا) من عائلة فقيرة.تعلم القرآن الكريم وحفظه وهو ابن السادسة عشرة من عمره على يد الشيخ سيدي علي باشا. ونظرا لتقواه وورعه فقد قدمه شيخه للصلاة بالناس في صلاة التراويح لمدة أربع سنوات. وقد عرف بقوة الحافظة والذكاء. رفض الدخول إلى المدرسة الفرنسية بمرسط التي أنشأتها الإدارة المستعمرة في إطار مشروع تدجين الأجيال الجزائرية.

طلبه للعلم وأعماله:



زاوية مرسط

عينه الشيخ المكي بن عزوز بن العلامة مصطفى بن عزوز سنة 1893 في العوينات فأسس بها المسجد العتيق ومدرسة قرآنية ومكث هناك ممثلا عن الزاوية الرحمانية وقائما بالشؤون الدينية من وعظ وإرشادوتحفيظ للقرآن الكريم إلى غاية 1913. رحل إلى تونس طالبا للعلم حيث درس علوم العربية والتفسير وعلوم الحديث والفقه وأصوله وعلم الفلك. أصبح مدرسا بجامع الزيتونة (1917-1919). تتلمذ على يديه في هذه الفترة كل من الشيخين مبارك الميلي والعربي التبسي. عينه صاحب الجلالة (محمد الناصر باشا باي) صاحب المملكة التونسية قاضيا في الحاضرة التونسية بموجب القرار الصادر عن الوزارة الكبرى يوم 25 ربيع الثاني 1337 هـ /28 جانفي 1919. ثم عين قاضيا في سوسة إلى غاية 1923م حيث ترك تونس وعاد إلى الجزائر وذلك بعد ضغوطات من أعيان تونس لتسخيره في تحويل أملاك المستضعفين بموجب أوامر قضائية.


مسجد مرسط ولاية تبسة

جهوده بعد العودة من تونس:

درس في مساجد سيدي بن سعيد والجامع العتيق بتبسة وكافح البعثات التنصيرية بمساعدة عمر بن نبي والد المفكر مالك بن نبي ثم انتقل سنة 1924 إلى عنابة حيث مكث هناك ينشر العلم بالجمع الكبير (جامع الباي) إلى غاية 1952.

الهوامش:

د. أ.عيساوي.
تكملة الموضوع

صور لمقام سيدي بن عزوز البرجي

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


مقام ولي الله شيخ المشايخ الولي الصالح سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله تعالى عنه وأرضاه
{ زاوية برج بن عزوز ولاية بسكرة }

تكملة الموضوع

ترجمة الإمام العلامة العارف بالله سيدي محمد بن علي السنوسي



ترجمة الإمام العلامة البحر الفهامة العالم الكامل العارف بالله سيدي محمد بن علي السنوسي رحمه الله تعالى.

أولاً اسمه ونسبه الشريف :

هو الإمام المجتهد الولي الصالح الداعية الأستاذ سيدي محمد بن علي بن السنوسي بن العربي بن محمد بن عبد القادر بن شهيدة بن حم بن القطب الشهير السيد يوسف بن القطب السيد عبد الله بن خطاب بن علي بن يحيى بن راشد بن أحمد المرابط بن منداس بن عبد القوي بن عبد الرحمن بن يوسف بن زيّان بن زين العابدين بن يوسف بن حسن بن إدريس بن سعيد بن يعقوب بن داود بن حمزة بن علي بن عمران بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن سيدنا علي بن أبي طالب وسيدتنا فاطمة الزهراء بنت إمام المرسلين مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

فالإمام السنوسي ينتمي إلى السلالة الطاهرة والنسب الطيب الشريف ، وهذا مما يوجب زيادة المحبة وزيادة الإتباع ، لما ورد في كتاب الله تعالى: (( قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى )) .

ثانياً مولده ووفاته :

لم تختلف المصادر التي تحدثت عن الحركة السنوسية في يوم مولد الإمام السنوسي ، ذلك أنه كان من الموافقات الربانية أن يولد الإمام السنوسي في يوم ذكرى مولد النبي الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم من سنة 1202 هـ ، الموافق لـ 22/ 12/ 1798 م ، في بلدة تسمى (مستغانم) من بلاد الجزائر ، ولذلك تبرك أهله بهذا اليوم فسموه محمداً .

وتشير المصادر أنه قد نشأ يتيماً ، فقد توفي والده وهو صغير فنشأ في حجر عمته وكانت من الصالحات ، فأشغلته بعلم العقائد والتوحيد صغراً بعد أن جمع القرآن الكريم، وفي قراءته على شيوخ بلده لاحظ عليه شيوخه إتقان ما درس عليهم ، حتى قال له أحدهم: إن هذا القدر الذي معك من أصول علم الدين على صغر سنك لا يوجد عند أكابر علماء بلدك ،وتجمع المصادر على أن الإمام السنوسي توفي في التاسع من صفر الخير سنة ست وسبعين ومائتين وألف 1276 هـ بمدينة الجغبوب بليبيا ، طيب الله ثراه وأعلى منزلته، وهذا يعني أنه عاش 74 سنة ، تكللها العمل الدؤوب والحركة المستمرة ، لم توان خلالها ولم يتوقف.

ثالثاً شيوخه ورحلاته:

وفي تاريخ الإمام السنوسي نجد أنه قد سار في طلب العلم ورحل ، وذلك شأن علماء هذه الأمة،فقد رحل أول طلبه العلم إلى فاس التي كانت تمثل كعبة العلم في بلاد المغرب ، وذلك لوجود جامع القرويين بها الذي كان منارة المغرب ، كما كان الجامع الأزهر في مصر، ويلاحظ على هذا الإمام أنه شغف بالعلم منذ صغره ، ولذا كان إلى وفاته معطاء لما حصله وغير متكبر على كل من يستفيد منه،ولا شك أن بركة شيوخه واحترامه لهم وتقديره لجهودهم تنتقل إلى الطالب ، كما هو معلوم في آداب العلم والعلماء ،وتشير المصادر إلى أنه مكث مدة تقارب الثمان سنوات ، درس فيها كثيراً من العلوم ، ولم يتوقف طلبه على العلوم الدينية الشرعية ، بل نراه قد قرأ العلوم العصرية على علماء فاس ، فقرأ الهندسة والحساب والهيئة والطبيعة ، وغيرها.

ثم بعد إقامته بفاس سافر إلى الحجاز ومصر ، وفي هذه الفترة من حياته حدث في الأمة - أو ظهر فيها - الضعف ، فاحتلت الجزائر وبدأ الفرنسيون الهجوم على تلك البقعة من العالم الإسلامي ، مما لا نشك أنها قد أخذت حيزاً من تفكيره في كيفية إعادة مجد هذه الأمة الذي بدأ يبهت ،ولا بد لي من التعريج على ذكر بعض شيوخه من علماء عصره الذين أخذ عنهم العلم ، ولست أريد حصرهم هنا ، وإنما أذكر أشهرهم.

1 السيد محمد السنوسي ، وهو أول من قرأ عليه في بلده مستغانم ، فقرأ عليه القرآن الكريم وأتقنه ، وقرأ عليه ما تيسر من العربية والفقه والتفسير والحديث والتصوف ، وكان هذا الشيخ من كبار مشايخ بلده ، ويبدو أنه من نفس العائلة أو القبيلة .

2 الإمام العارف بالله سيدي أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني الإمام الصوفي المحقق صاحب التفسير العجيب وشرح الحكم العطائية والمباحث الأصلية.

3 العلامة الإمام الأصولي السيد الطيب بن كيران الفاسي ، شارح عقيدة ميارة ، وهو من أكابر علماء التوحيد وأصول الدين ، وتخرج على يديه جمع من أكابر العلماء.

4 الإمام الولي الصوفي الشيخ العربي بن أحمد الدرقاوي الشريف الحسني ، من أهل الاستقامة ، صاحب الطريقة الدرقاوية أحد فروع الطريقة الشاذلية.

5 العلامة الهمام سيدي محمد بن طاهر الفيلالي ، قرأ عليه مختصر السعد وجمع الجوامع لابن السبكي والسلم وجملة صالحة من مختصر خليل في الفقه المالكي ، وهو يروي عن الحافظ بن كيران.

6 العلامة المتقي المتفنن أبو المواهب سيدي أبو بكر بن زياد الإدريسي ، قرأ عليه الفرائض وعلوم الحساب والأربعين ومضاعفاتها والإسطرلابين وصناعتها وعلوم الرياضة الأربعة والهندسة والهيئة والطبيعة وغيرها من العلوم.

7 وقرأ أيضاً في مصر على الشيخ الصاوي المالكي ، والعلامة العطار ، والقويسني شارح السلم ، وغيرهم .

وبالجملة فشيوخه كثر ، وله منهم الإجازات بالأسانيد العالية في علوم الرواية والدراية .

وأسجل هنا كلمة لأحد مشايخ الأزهر ، قالها عند مجيء السيد السنوسي إليهم...

فقام قائلاً:

( أنصتوا أيها العلماء ، لقد حل بين أظهركم إمام الأمة المحمدية ، ونبراس الشريعة المطهرة ، وشمس سماء المعارف الإلهية ، ألا وهو الشيخ الكامل محمد بن علي السنوسي ).
وهنا نسجل مدى تقدير شيوخ الأزهر لهذا الإمام أولاً ، وإن كانوا فيما بعد من أحد المعوقات لدعوته الإصلاحية.


يقول الأستاذ محمد الطيب الأشهب: " إن هذه الأسفار الشاقة التي قام بها الإمام الأكبر السيد محمد بن علي السنوسي بين فاس إلى مصر والحجاز ، باحثاً ومنقباً عن الوسيلة التي تمكنه من خدمة الإسلام ورفع شأن المسلمين ، ما هي إلا جزء من برنامج ضخم أخذ يعمل على تنظيمه ووضع الخطط الخاصة به .
وفي الوقت نفسه كانت عاملاً من عوامل الاطلاع والاستطلاع إذ كان أثناء هذه التنقلات يقابل العلماء والحكام والأفراد ، وكان يعمل على توسيع مداركه وزيادة تعليمه وإن لم يكن في نظر عارفيه محتاجاً إلى علوم أخرى بالنسبة لما تحصل عليه ، إلا أنه عليه رضوان الله كان يتمثل له نصب عينيه قول الله تعالى: (( وفوق كل ذي علم عليم )) ، وفي هذه الأسفار كان يتجلى له بوضوح كل ما يعانيه المسلمون من تدهور وانحلال وتأخر وانحطاط .
وفي ذلك يقول المؤرخ التركي شهبندر زادة ، عندما أخذ يتحدث عن زيارة الإمام لمصر فقال: وقد أحدثت هذه الزيارة في نفسه تبدلاً عظيماً ، وانتقش في ذهنه أن الدولة العثمانية هي في طريق الانحطاط والاضمحلال ".

وتجدر الإشارة هنا إلى شخصية كان له أثر كبير في نفس وفكر الإمام السنوسي ، وهو الإمام العالم أحمد بن إدريس ، ذلك الصوفي الصالح الذي أخذ عنه الإمام السنوسي حيث جعل السيد أحمد بن إدريس السنوسي خليفته في طريقته ودعوته ، وكأنما تبلورت فكرة العمل من خلال الزاوية المتطورة ( الزاوية السنوسية ) بعد لقياه لهذا العالم .

رابعا مؤلفاته وآثاره:

لا شك أن عالماً كبيراً وداعية مجتهداً مثل السيد السنوسي بما توفر فيه من نظر ورأي سديدين كان يبدي آراءه وينشرها بين أتباعه ، ولذا فإنه كان مضطراً في بعض الأحايين إلى كتابه هذه الآراء والاجتهادات ، كما أن الباحث لا يستطيع الحكم على الآخرين إلا من خلال آثارهم وما نقل عنهم .

وللإمام السنوسي رحمه الله مؤلفات كثيرة في مجالات شتى ، حصرها الدكتور الدجاني على النحو التالي:

أولاً المطبوع منها:

1- المسائل العشر المسماة: بغية المقاصد في خلاصة الراصد ، موضوعه عشر مسائل فقهية ، خالف فيها السنوسي مشهور مذهب الإمام مالك رحمه الله تعالى ، بين أدلة مأخذه في هذه المسائل ، مناقشاً ومحرراً لمشهور المذهب في هذه المسائل .
2- السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين ، تكلم فيه عن سلسلة الطرق الصوفية الموجودة في وقته ، وبين طرق اتصالها إلى أصحابها .
3- إيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن ، وهو في أصول الفقه ، بين فيه وجهة نظره في الاجتهاد .
4- المنهل الروي الرائق في أسانيد العلم وأصول الطرائق ، بين فيه أسنايد روايته للكتب الحديثية والفقهية ، كتبه استجابة لمن سأله بيان أسانيده في السنة .
5- الدرر السنية في أخبار السلالة الإدريسية .
6- المسلسلات العشرة في الأحاديث النبوية .
7- رسالة مقدمة موطأ الإمام مالك رضي الله عنه ، مقدمة رائقة في بيان بعض تاريخ هذا الكتاب العظيم ، وذكر بعض شروحه ومنزلته من كتب السنة .
8- شفاء الصدر بأري المسائل العشر ، وهو مختصر بغية المراصد السابق ذكره .

ثانياً المخطوط:

1- الشموس الشارقة في أسانيد شيوخنا المغاربة والمشارقة .
2- البدور السافرة في عوالي الأسانيد الفاخرة .
3- الكواكب الدرية في أوائل الكتب الأثرية .
4- سوابغ الأيد بمرويات أبي زيد .
5- رسالة جامعة في أقوال السنن وأفعالها .
6- هداية الوسيلة في اتباع صاحب الوسيلة .
7- طواعن الأسنة في طاعني أهل السنة .
8- رسالة شاملة في مسألتي القبض والتقليد .
9- رسالة السلوك .
10- شذور الذهب في محض محقق النسب .

ثالثاً: ما ذكر اسمه ولم يعلم مكانه ، وهي كثيرة جداً تبلغ 23 رسالة وكتاب .
ويكون مجموعها أكثر من أربع وأربعين مصنفاً ، في مختلف العلوم وإن كان الغالب فيها السنة والتصوف .

رحمه الله تعالى برحمته والواسعة ، وطيب ثراه وأعلى منزلته
تكملة الموضوع

ترجمة العلامة إبراهيم بن محمد الساسي العوامر السوفي

ابراهيم بن محمد الساسي العوامر

نسبه و مولده و نشأته :

هو إبراهيم بن محمد الساسي بن عامر الملقب بالعوامر ، من مواليد وادي سوف سنة 1881م ، و هي السنة التي احتلت فيها تونس ، و كانت الجزائر يومئذ تحت حكم الحاكم لويس تيرمان Louis Termain الذي زار وادي سوف ، و كانت رئاسة المكتب العربي في المدينة للضابط كوفييه .

و أما نسبه فقد ذكره هو بنفسه في كتابه '' الصروف في تاريخ الصحراء و سوف '' في القسم الثاني الخاص بأنساب وادي سوف الذي قسمهم الى قبائل و فصائل و عمائر و بطون و أفخاذ . و من بين تلك القبائل قبيلة الشبابطة العربية التي قسمها الى اثني عشرة عميرة ، و تسمى الثانية منها أولاد بوجديد و تنقسم الى ست فصائل، اثنتان اصليتان ، و اربع ملحقات ، و تعرف الرابعة منها بالعوامر و هي التي ينتمي اليها صاحب الترجمة ، و العوامر حسب رأيه هم أصحاب سيدي عامر بن صالح بن محمد بن أحمد ....بن إدريس الأكبر مؤسس الدولة الادريسية ، و ينحصر نسل بني عامر الواديين في احد أبنائه و هو محمد بن عامر الذي قدم من ناحية سوسة التونسية و تناسلت منه ذرية كثيرة مات بعضها من غير عقب ، و البعض عقب و هم أولاد عامر و إبراهيم و احمد و علي ، و الثاني هو جد إبراهيم العوامر ، و قد أنظمت فصيلة العوامر إلى أولاد بوجديد بالمصاهرة.

لقد نشأ العوامر في مدينة وادي سوف حيث قرا و درس على شيوخها و منهم عبد الرحمن العمودي و محمد العربي بن موسى ، و في شبابه كان الفرنسيون قد سمحوا بالدروس المسجدية ، ثم رحل الى تونس و دخل الى الزيتونة لاستكمال دراسته ، و هناك درس على الشيخين المتنورين وكلاهما كان من شيوخ ابن باديس أيضا ، يتعلق الأمر بالشيخ محمد النخلي و محمد الخضر حسين ، و كان الأول نقادا خبيرا، و أستاذا كبيرا ، ميالا لتحقيق المباحث ، نابغة و شعلة في الذكاء و المحاضرة ، ذا همة عصامية و نفس أبية ، تصدر للتدريس و تخرج عليه الكثير من الفحول و قضى جل عمره قراءة و اقراءا و ختم الكتب العالية في فنون شتى فشاع ذكره و ارتفع قدره ، توفي سنة 1342 هـ.

بعد أن أتم العوامر دراسته بتونس خرج إلى دنيا العمل حيث توظف في القضاء بمحكمة الوادي التي كان يشرف عليها المكتب العربي العسكري ، و قد طال عهده في القضاء ، و لم يمارسه في سوف فقط ، بل عين في أولاد جلال أيضا و في توقرت أيضا، و كان عمله في المحكمة نضالا و جهادا ، اذ البس المحكمة لباسها الحقيقي ، فنظم الأحكام و طبقها حسب الفقه الاسلامي المالكي كما يقول أحد تلامذته ، و في حادثة الأرامل اللواتي قتل أزواجهن و أغير على ابلهن في حدود صحراء طرابلس ( ليبيا )، و تآمر الحكام الفرنسيين على الاستئثار بجزء كبير من الدية المالية التي أرسلتها الحكومة الايطالية لهؤلاء الأرامل ، وقف الشيخ القاضي في وجه المتآمرين و كشف ألاعيبهم ، بكل صرامة ، حيث أعاد لهن حقوقهن مما يدل على نصرته للحق و العدالة و دفاعه عن مصالح الضعفاء و عدم مبالاته بالحكام الفرنسيين عندما تمس المصالح الدينية للأمة.

و لم تشغل وظيفة القضاء و مشاكلها و تبعاتها الشيخ العوامر عن التدريس متطوعا في مساجد الوادي حيث كان يدرس العلوم الدينية و اللغوية ، و كان يلقي درسا صباحيا لطلبة العلم ، و بعد صلاة المغرب يلقي درسا في مختصر خليل يحضره الطلبة و غيرهم ثلاث ليالي في الاسبوع ، و يلقي أيضا درسا في التفسير ، و لم تتعطل الدروس سوى ليلة الجمعة و صباحها حسب احد تلامذته و هو حمزة بوكوشة ، وقد قرأ عليه مقدمة ابن آجروم في النحو ، و مختصر خليل في الفقه المالكي ، و كان يذكر بعد قراءة المتن أقوال الشيوخ و يقارن بينها و يوجهها ثم يرجح بينها و ينقد بعضها ، و قد يخالف صاحب المتن أحيانا ، و يخرج عن المذهب المالكي إلى غيره ، و كان سهل العبارة في درسه ، و يفهمه الجميع على مختلف مستوياتهم و درجاتهم ، كثير الاطلاع ، جماعة للكتب مغرما بها.

و مثل الكثير من علماء عصره ، ارتبط العوامر بالطرق الصوفية التي كانت متنفذة في وادي سوف و اهتم بها و انظم إليها و هي التيجانية القادرية الرحمانية ، و كانت التيجانية هي طريقة والده محمد الساسي ، و القادرية هي طريقة والدته.

آثاره رضي الله عنه :

و الى جانب العمل في سلك القضاء والتدريس و الفتوى و الاهتمام بالطرق الصوفية و خدمتها ، شارك العوامر في النشاط الثقافي بتأليفه في العروض و المواريث و التاريخ و التصوف ، و فيما يلي قائمة الكتب و الرسائل التي وضعها :

1 – '' الصروف في تاريخ الصحراء و سوف '' و هو من كتب التاريخ المحلي الخاصة بالجنوب الجزائري ، و قد ألفه سنة 1331 هـ / 1931 م ، بطلب من أحد الفرنسيين الذي لم يذكر اسمه و عبر عنه بولاة الامور ، و ينقسم الكتاب الذي هو عبارة عن مسائل و حوادث متفرقة و ليس تاريخا مترابطا الى قسمين متميزين ، الاول في المسائل النبذ التاريخية ، و الثاني في الأنساب و هو اقل حجما ، و من موضوعات القسم الاول مسائل عامة في الجغرافية و صفة المنطقة و نباتها و عمرانها ، و الشعوب القديمة السابقة للفتح الإسلامي ثم الفتح نفسه ، و الهجرة الهلالية خصوصا قبيلة طرود و عدوان و ما جرى في عهدهم من وقائع ، و كذلك مسائل و احداث جرت في القرن التاسع عشر بما فيه العلاقات مع الفرنسيين.
أما قسم الأنساب فان كل قبائل سوف عربية حسب العوامر ، و قد ذكر القبائل بالتفصيل في مناطق الوادي و هي كوينين و قمار و تاغزوت و الدبيلة و سيدي عون و الزقم و البهيمة و غيرها ، و من مصادره ابن خلدون و ابن أبي دينار ، و الزركشي و العدواني ، و مخدرة الشيخ العروسي ، كما اعتمد على الرواية الشفوية و أقوال العلماء ، قام بنشر الكتاب ابنه الجيلالي و طبع بالدار التونسية للنشر سنة 1977م .

2 – البحر الطافح في بعض فضائل شيخ الطريق سيدي محمد الصالح ، و هي رسالة ألفها العوامر في هذا الشيخ إعجابا به و بطريقته الرحمانية في وادي سوف ، و كذلك وفاءا لوصية جده الذي أوصاهم بخدمة أولاد شيخه حسبما ورد في الرسالة.

3 – منظومة العوامر في العقائد ، و هي رجز قصير نظمه سنة 1322 هـ

4 – مواهب الكافي على التبر الصافي '' و هو شرح للكتاب الذي وضعه الشيخ المولود بن الموهوب مفتى قسنطينة بعنوان : '' التبر الصافي في نظم الكتاب المسمى بالكافي في الشعر و القوافي '' ، أي ان ابن الموهوب قد نظم كتاب الكافي في العروض و القوافي ، و قد طبع شرح العوامر هذا بتونس سنة 1323هـ .

و يبدو من خلال الوثائق و تلامذة ابن العوامر انه قد ربط علاقة وطيدة بالشيخ ابن الموهوب ، و مال اليه و أعجب بأفكاره فتخلى عن الكثير من معتقداته الصوفية ، و قام بالإضافة إلى النظم المذكور بتشطير القصيدة المعروفة لابن الموهوب المعروفة بالمنصفة و سماه '' مطالع السعود في تشطير أدبية الشيخ المولود '' و نشر التشطير في جريدة الفاروق العدد 56 السنة الثالثة 1914 م ، و هذه القصيدة في ذم البدع و الطرق الصوفية التي تدعو الى الشعوذة و التخاذل ، و هي صيحة إصلاح اجتماعي و أخلاقي في ذلك العصر ، و قد قام بشرحها أيضا شيخ ابن الموهوب الشيخ عبد القادر المجاوي و سمي شرحه : '' اللمع في نظم البدع ''.

5 – المسائل العامرية على مختصر الرحبية '' و الرحبية نسبة الى محمد بن علي الرحبي و هو عالم فقيه ، و هي من المتون الأساسية التي كان يحفظها التلاميذ في علم الفرائض ، و قد شرحها العوامر و تناول فيها آيات الميراث ، و عدد أسباب الميراث ، و باب الوارثين من الذكور و الوارثات من الإناث و غير ذلك ، و الكتاب مطبوع بتونس سنة 1325 هـ و عليه تقريظ لأحد تلامذة اسمه الهاشمي بن الحاج أحمد.

6 – '' النفحات الربانية على القصيدة المدنية ''

7 – '' النونية على الآجرومية '' و هو نظم وضعه على الآجرومية في النحو.

وفاته رضي الله عنه:

و على العموم فقد اثرى العوامر المكتبة الإسلامية و العربية بمؤلفات علمية لها قيمتها منها ما طيع و منها ما يزال مخطوطا ، و قد أصيب في اواخر حياته بمرض اعقده في الفراش حتى وفاته سنة 1934 م بمدينة تقرت .( ص 22 حتى 28 )

ومن أروع مؤلفاته هذه القصيدة المباركة المسماة بـ "المبشر" وهي تقريبا على وزن المنفرجة لحجة الإسلام أبو حامد الغزالي رضي الله عنه

يا من يبشِّرُ بعد اليأس بالفرجِ *** عجِّلْ بطرد جميع الضّيق والحرجِ
يا نجلَ غوثِ الورى السَّامي برتبتهِ *** المولديِّ السَّريِّ واضح النَّهَج
يا صاحبَ الوقت يا «بُوبَكرِ» يا سندي *** أرجو انتعاشًا بكم يا ساطعَ الأَرَج
إنِّي بُليتُ بقومٍ لا خلاقَ لهمُ *** يسعَونَ خلفي بإدخالي إلى اللُّجَج
تعصَّبـوا واستعــانوا بالذي لهمُ *** ولفَّقُوا زورهمْ من باطل الحُجج
وقصدُهم أن أُرى بالأرض منطرحًا *** يدوسني ذو الخنا منهم وذو الرهج
ونترك الملكَ معْ إخوان مَجمعنا *** ويذهب الجمعُ أشتاتًا من الدرج
ولا يُرى ذاكرٌ لسرِّ طلعتكم *** و يصبح القومُ بعد الحزم في الهَرَج
ويذهب الذكرُ أدراجَ الرّياح كما *** قد يَدْلَهِمُّ الفضا من بعد ذا البَلَج
ويضمحلُّ الرجا من صدق وعدِكمُ *** ووعد والدكم في مجمع السُّرُج
لكنني لا أرى هذا يكون لنا *** لأنَّ شيخي يزيح الوغْدَ بالبهَج
يا صاحبَ الفضل يا «بُوبَكْر» يا أملي *** قل لي: عليك برفع الصّوت بالهرج
واضربْ بأرضك لا تخشَ العدا أبدًا *** واقطعْ بصارمك الماضي شَوى السلج
واظهرْ وفاخرْ بآباءٍ ذوي هممٍ *** لا يرتضون مسيرَ النَّجْل في الدُّلَج


المصادر و المراجع :

- أعلام الجزائر منشورات وزارة المجاهدين 2007 م. .(ص 22 - 28 )
- ابراهيم العوامر '' الصروف في تاريخ الصحراء و سوف '' تونس ، الدار التونسية للنشر ، 1977.
- تعريف الخلف برجال السلف ، الحفناوي ج2.
- جريدة صدى الصحراء العدد 13 و 29 ، مارس 1926 م .
- ابو القاسم سعد الله ، تاريخ الجزائري الثقافي ج4.
- اعلام الجزائر ,عادل نويهض ، بيروت . ط 1980م.
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |