من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

ترجمة الولي الصالح سـيدي علي بـن يحي


صورة لمقام سيدي علي بن يحيى قرب قرية العمامرة بولاية غليزان الجزائر

الشــيـخ الـجلـيل سـيدي علي بـن يحي

الـمـلـقـب بـ : قـاض فاس





بسم الله الرحمان الرحيم.

الحمد لله المتجلى لخلقه بخلقه حججه في الوجود والصلاة والسلام علي أفضل الخلق على الإطلاق قطب الوجود و إمام المرسلين ومنهج الصالحين سيدنا أبى القاسم محمد عليه وعلى اله وأ صحابه الأخيار ومن اقتفي أثرهم إلي يوم الدين.

وبعد/

هذه نبذه موجزة عن سيرة وتراث حجة الله رائد المجد و الخلود ومعراج الساكنين وقدوة المريدين فضيلة العالم الأغر بحر العرفان ومهد الكرم وبيت السؤدد و الشهامة ولي الله سيدنا الشيخ الملهم سيدي علي بن يحي رضي الله عنه وعن أسلافه و أنصاره ومحبيه وذريته نفعنا الله ببركاتهم وسقانا من منبعهم الصفي شربة هنيئة مرئة لا نضمأ بعدها أبدا جعلنا الله في حرزهم وحضنهم المتين.

النسب الطاهر :

هو الوالي الصالح الشيخ الجليل سيدي علي بن سيدي يحي بن سيدي راشد بن سيدي فرقان بن سيدي حسين بن سيدي سليمان بن سيدي أبو بكر بن سيدي مومن بن سيدي محمد بن سيدي عبد القوي بن سيدي عبد الرحمان بن سيدي إدريس بن سيدي إسماعيل بن سيدي سليمان بن سيدي موسي الكاظم بن سيدنا جعفر الصادق بن سيدنا محمد الباقر بن سيدنا علي زين العابدين بن سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن سيد الوصيين الإمام على كرم الله وجهه والسيدة البتول سيدة نساء أهل الجنة فاطمة الزهراء ابنة سيد الخلق صفوة الوجود مولانا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وريحانتي رسول الله بني. الإمام علي كرم الله وجهه زوج سيدة نساء العالمين وأم الحسن والحسين السيدة البتول فاطمة الزهراء بنت النور الثاقب و الضياء اللامع سيدنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.

سيدي علي بن يحي:

مولده: كان مولده في حدود القرن الثامن

سيرته:

نشأ الشيخ الملهم نشأة علمية في أسرة عريقة الجذور شديدة الأركان ثابتة الأسس والدعائم متمسكة بروح القيم الدينية و المثل السامية من هذا الينبوع النقي ارتوت هذه النفس الزكية وترعرعت في وسط معتدل في روحه وذاته ومقامه ومأواه وتعامل مع الكون, منح أرضه زينة من عرق جبينه وراحتي يديه سيرا وقدما على قدم آبائه وكان شغوفا منذ صباه بحب العلم والمشايخ و التأمل في ملكوت الله و النظر بترو في هذا الفضاء الواسع الأركان وما يحتويه من دلائل وبراهين قائمة وبالسعي والعمل الجاد والإحساس الفياض وبسابق العناية الإلهية المحيطة بهذا البيت الطاهر.

* أضحي هذا القبس يزداد يوما بعد يوم إشعاعا ونورا وهو في مقتبل العمر وريعان الشباب فكانت نقطة البداية لخوض غمار أطوار الحياة وأول نقلة في كيان الشيخ .وبالرغم مما كان يمتاز به من حلم وأناة وحنكة وشهامة وكرامات مولاه الجليلة ارتقي علي سائر إخوانه فضلا وشرفا.

بدايته العلمية:

* أحاطت عناية الله سيد علي بن يحي منذ بروزه للوجود , تسوقه سوقا الى درب الخلود ومنازل الأبرار.

* طفق الشيخ يحول الأنفاق والأقطار يغرف من مناهيل العلوم وفنونها جاب أنحاء المشرق والمغرب في طلب مبتغاه تنقل بين علماء أجلاء يرتوي من معينهم ويستلهم من أفكارهم آخذا بين الشريعة والحقيقة فحاز شرف المأمول وبغية المني, ففاق أقرانه في الفقه والحديث والعربي وسائر المعارف وبلغ في التصرف والتحقق شأنا عظيما ومنزلة جليلة لدي العلماء وأهل الحقيقة
تجلت معالمها لدي الخاص والعام فنال في جهده وبحثه العميق وصفاء سريرته رضا القوم وسادتهم قاطبة , وصار مضرب الأمثال في علمه وورعه و تقواه وجوده الفياض وأخلاقه وسماته.

* كان لسابق العناية الرعاية شأن عظيم في ارتقاء الشيخ الجليل القدر والأسوة الحسنة لأتباعه ومريده ومحبيه في نهج طريقه القويم الى معراج السالكين ومنار حجيج الله القائمة في عالم الشهود فتجلت في ذاته وصورته الصفات العلى والأسماء السنية بمعانيها ومعنوياتها على مقدار من الأنوار المحمدية فتحلى بحلى الجمال والجلال وبدت في شخصه السماحة والصلاح باسمي معانيها وازداد بتواضعه وعفوه إجلالا وتقديرا عظيمين وبالإذلال والافتقار إلى مولاه وسنده عزا ومنعة وغناءا وسموا وهبة في أعين الملاء وعامة الناس , وكان رحيما بالمستضعفين والمساكين والأيتام حليما مع كل فظ عنيد, جوادا بما لديه من زاد روحي ومادي أيقظ آذانا صما وفتح أعينا عميا وبسط أيد معلولة وقلوبا غلفا وألسنا بكما بنور الحكمة وشعاع العرفان , فكان بحق محل الفيوضات الإلهية والأخلاق السامية في حله وترحاله.

سماته:

اتسم شيخنا الجليل بروح العقيدة السمحة وروح النخوة العربية والإسلامية والفراسة الفذة وبجهاده المرير ضد كل عدوان مبين وكل عقبة من عقبات الحياة وتحدياتها بكل ما يملك من أفكار و أراء بلسانه وقلمه مدده وعدته في سبيل إظهار الحق و الحقيقة وإزهاق الباطل اتسم الشيخ قدس الله سره بزكاة النفس والبدن ابتغاء رضوان المولى جل وعلى وبهذه السمات العالية بدا جليا في شخصيته المتميزة وفي جنباته العطرة بطولات ومواقف العظماء تلكم هي روح العقيدة والجهاد في منابت الطهر ومعدن الطيب قال الله تعالى : " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ".

توليه القضاء:

* القضاء منصب سام ولا يليه إلا من سمت نفوسهم وتجردت من كل الأعراض والأغراض واكتسبت المدد والعون من أحكم الحاكمين بافتقارها وخضوعها لغرته وعظمته وليس الإقدام بالأمر الهين عند من لا بصيرة له تنقل شيخنا في بقاع الأرض منطلقا من مسقط رأسه بمنداس بدوار بن عبد الله مقام ضريحه الآن وعبر مناطق الوطن العزيز يستنشق نسيم المعارف ويخوض بحار العلوم غائصا في أعماقها يستخرج ما لذ وطاب واستقر في مكنون المحيط من لألىء ومرجان وكنوز جمة على شتى أصنافها من عيون وانهار ولطائف أجوائها ورحيق أغصانها وفروعها , كانت وبكل جدارة موطنه الثاني فيها أنشا بذرة طيبة الأعراق من منابع شيخه الجليل وصهره العريق من واجه الميمون بابنة أستاذه ومعلمه وكان له منها نسمة سنية بريئة من كل عيب سميت باسمه المبارك سيدي علي الخليفة وسمي بالخليفة لان والده الشيخ سيدي علي بن يحي خلفه في بطن أمه ألا وهو سيدي علي بن علي.

* وتمضي الأيام والسنين وتتوالى على المغرب أحداث ووقائع وتغيرات في اطر الحكم وسدته بين الأسرة الادريسية من المقام العالي الى ما دون ذلك ويزداد شيخنا شموخا وعلياء ما بعد علياء في مهابة وإجلال . فارق الأهل والوطن بحثا عن المجد المجهول والسر المكنون والذرة الثمينة كان جامع الزيتونة العريق أحد المحطات والوقفات لشيخنا الأغر , انتهل وغرف من منابعه الطيبة ومجاريه العذبة أصنافا وألوانا وأذواقا من أسرارها الكامنة في ظهورها وجلس في الدرس واكتسب إخوانا أجلاء وأحبابا أخلاء كان لهم مقام أسمى وواصل سيخنا طريقه في الوصول الى مرامه الميمونة دون كلل وكله جد وشغف.

* واستقر المقام آخر المطاف بفاس وتنفس الصعداء وذاع صيته لدى أهل فاس وعرف شانه ومنزلته لدى العلماء العيان وكانت فاس آنذاك المغرب تحت حكم الأدارسة بزعامة السلطان مولاي إدريس الأكبر المؤسس , فأصبح الشيخ محط اهتمام وعناية لا مثيل لها فارتأت السلطة الحاكمة وهيئة العلماء والعامة من أهل البلد بتعيين العالم العلامة قاضيا للقضاة لنزاهته وسيرته النظرة الوجود لدى الأوساط , وبعد ترو وبعد نظر في إقدامه على هذا الأمر الجلل والمنصب الجليل الخطب , واحاطة بكل الجوانب , تولى الشيخ القضاء وسار في أحكامه سيرة أسلافه الصالحين يزن الأمور بميزان العدل وينصف الحقوق والواجبات بمعيار الشرع والحقيقة , فكم من قضايا شائكة عويصة تعرض عليه من بعض الأطراف فيفصل فيها في مدة وجيزة مبرزا خلفياتها وكاشفا حقائقها ومدحضا أباطيلها ولا تأخذه في الله لومة لائم , ينصف للمحكوم من الحاكم مبتغيا إعلاء الحق , فعم عدله البلاد وحسنت أحوال العباد وصلح أمرهم وشاع الأمن والاستقرار في كل شبر من بلاد فاس.

* قضى شيخنا وقدوتنا حقبة من الزمن يزيد عن نيف وثلاثين حسب ما ورد عن بعض الروايات , كانت كلها إشعاعا وسراجا منيرا يطوف بين حلقات العلم والتعليم والإفتاء والقضاء , وبعث روح الإخاء والإصلاح.

* وفي مقامه بفاس وارتواء غليله من عيون أنهارها ولطائف أجوائها ورحيق أغصانها وفروعها كانت وبكل جدارة موطنه الثاني فيها انشأ بذرة طيبة الأعراق من منابع شيخه الجليل وصهره العريق من زواجه الميمون بابنة أستاذه ومعلمه , وكان له منها ثمرة طيبة ونباتا حسنا

ومن وراء هذا الشموخ يسعى الأعداء والوشاة إلى الحط من المقام والجوهر الفذ وطي هذه الصفحة النقية الناصعة من الوجود بشتى المسائل فيجمعوا أمرهم وشركائهم للنيل من هذا القاضي ويحزمون الأمر ويغيروا احد الشعراء لامتهانه وهجائه ببعض الأبيات عند أفول الشيخ إلى بيته وعودته وسمع الشيخ تلك الأبيات ووعاها ولا داعي لذكرها , فأجمع أمره ورجع إلى مسقط رأسه بمنداس بدار بن عبد الله وليس رجوعه الى الوطن الأم من اجل المتغيرات التي طرأت , وإنما حب الوطن وعزة الوطن وما لقيه قومه وأهله من خلافات ونزاعات قبلية عاد وبصحبته أربعين طالبا فأقام محفلا جمع فيه القبائل والعروش , حثهم فيها على التآلف وجمع الشمل وتوحيد الكلمة والسير قدما نحو نهضة علمية وفكرية فكان للكلمة وزنها ومكانتها لدى القبائل فكان أول حصن حصين وقلعة متينة الجدران هو إنشاء زاوية علمية تربوية مستقاة من الطريقة الرحمانية منهجا وسلوكا ’هدفها النهوض بالوطن والارتقاء به الى مصاب الأمم وجمع الشمل.

منهاج الزاوية العلمي ودورها في جميع الأصعدة :

الزاوية : أول قاعدة علمية وركيزة ينزوي إليها رواد العلم ومأوى دون الحاجات ومأمن الفقير المسكين وعابر السبيل , فيه يجد السكينة والوقار , منهجا مستنبطا من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعوة الى روح التسامح والإخاء ووحدة المنطق بين المذاهب والأديان والأجناس على اختلاف مشاربها ومناهلها وتنظيمها.

* وتحظى الزاوية بادوار شتى على جميع الأصعدة العلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية , وبات واضحا لدى المختص وفي جميع الميادين وما لعبته الزاوية من أطوار وارتقاء في النظم الاجتماعية على الخصوص وللباحث المجد الصافي الذهن سعة البحث والتمحيص في صحة ما قيل وللفصل في هذه القضايا بان الحديث ذو شجون ويتطلب صفحات ومجلدات للخوض في الجزئيات .

حلقات الدرس التي كانت تلقى بالزاوية من سماة الزاوية الرحمانية:

بعث روح الثقافة الإسلامية في نفوس النشأ الصاعد وإعداده إعدادا كاملا لخوض غمار الحياة وتحدياتها.

عنى شيخنا وقدوتنا سيدي علي بن يحي عناية كبيرة بالمجال التعليمي والتربوي ونسخ حياته وما عز عليه في سبيل تغذية الروح والعقل , والانفتاح على المستقبل فكان رضي الله عنه وأرضاه بعد أداء صلاة الصبح يجلس للدرس وللمذاكرة , إما في الفقهيات أو اللغة أو الحديث أو السيرة النبوية العطرة وعند الضحى وبعد صلاة العصر والمغرب.

وللذكر مقام جليل عند الشيخ , فكان يعطيه جل اهتماماته ويحث مريديه على المواضبة على الذكر والأوراد والحزب , وذلك أحيانا بعد العصر وأحيانا بعد المغرب و سائر أيام السنة .

كرماته:

ظهرت على يد شيخنا كرامات عديدة لا يمكننا حصرها والإحاطة بها , فقد تحتاج الى وقفة خاصة بها ونبرز للقارئ الكريم طرفا منها:

إن من إكرام الله لعبده انه وهبه ستة عشر ولدا كانوا كلهم علماء أتقياء أولياء نبعت من أصلابهم أرواح زكية وبذور طيبة وهذه من أعظم الكرامات وللمهابة الجميلة لدى شيخنا الأغر والتي تعد من هبة المولى جل وعلا ويكفينا فخرا واعتزازا تلكم التضحيات الجسمية والبطولات الفذة التي حمل لواءها عباقرة المجد وجهابذة العلماء وأنصارهم عبر الأحقاب والعصور لتحرير الوطن وصون المقومات والمقدسات الدينية من براثن الاستعمار وللدور القيادي الذي قامت به الزاوية والتي تعد نقطة الانطلاق ومركز الإشعاع ومهد الحضارة عبر التاريخ لأجل وأعظم . والتي تجلت مرات عديدة في تصديه للعدو ولأهل الجور من العامة والخاصة أو الحديث عن اقضيته وأحكامه يعطي صورة واضحة عن تلك الهيبة , يروى وعلى حسب الروايات " دخل على الشيخ وهو في مجلس القضاء رجلان يختصمان في شاه سرقت لاحدهما , فحد شيخنا نظرة واستبصر في القضية وأمر السارق أن يتقي الله فيما أقدم عليه مرة تلوى الأخرى ولهول ما رأى من تلك الأنوار اعترف واقر على سرقته للشاه وردها لصاحبها , ولا تسعنا هذه الصفحات لسرد بقية المنهج والمواهب الإلهية وفي الذي ذكرناه ما يفي بالغاية.


صورة لشجرة نسب سيدي علي بن يحيى أحد أجداد أهل مساكن تونس وكذا قبائل الفليتة بولاية غليزان الجزائر

نبذة عن الجد العاشر سيدي عبد الرحمن:

نسبه الشريف:

سيدي عبد الرحمن بن سيدي ادريس بن سيدي إسماعيل بن سيدي سليمان بن سيدي موسى الكاظم بن سيدنا الإمام جعفر الصادق بن سيدنا الإمام محمد الباقر بن سيدنا الإمام زين العابدين بن سيدنا الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة وسبط المصطفى صلى الله عليه وسلم ابن سيدنا الإمام على كرم الله وجهه زوج سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء البتول بنت المصطفى صلى الله عليه وسلم وأم الحسنين سبطا سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم .

مقامه الطاهر:

كان مقام الشيخ الجليل سيدي عبد الرحمن بمكة المكرمة استقرب بها اثنا عشرة سنة بعث خلالها المعاني السامية لروح الدين نظرا لبزوغه المبكر على حب المعرفة ونشأته في موطن شرف تجذرت أصوله وتفجرت ينابيعه وارتوت آفاقه كانت مسيرته العلمية والتعليمية كلها إشعاعا وضياءا وسلوكا وتهذيبا وحزما ويقظة ولقد بلغ شانا عظيما ومنزلة عالية بما كان يتجلى به من سمات سنية وزكاة النفس وتضحيات جليلة في سبيل إرساء دعائم الدين وإعلاء مجد الأمة وقدسيتها وبما كان يمتاز به أيضا من همة عالية وحنكة فذة ومهابة جليلة جعلته حريا أن يكون أهل القيادة وإرساء العدالة والنظام بين الأفراد فسار في حكمه سيرة أسلافه الأطهار ينشر العدل والمحبة والإخاء والتسامح ويبعث في نفوس المريدين روح العقيدة ومناهج الحياة العلمية .

وفي هذه الحقبة من الزمن كانت الجزائر تعيش في غياهب ظلام دامس سيطرت عليه أفكار بعيدة عن تعاليم الإسلام ومناهجه فقد انتشرت الشعوذة ربوع الوطن وتركت بصماتها فكل شبر .

فاستدعى الأمر اليقضة والنهوض لمحو وإزالة هذه العلائق والعوائق الفاسدة , ومن هذا المنظور والذي بدا جليا لسماحة الشيخ الجليل سيدي عبد الرحمن والذي لم تغب عن بصره تلك المتغيرات والأحداث التي عمت الآفاق ودوام الحال من المحال وبأمر من أخيه سيدي محمد الذي تولى الأمر من بعده بإرسال الشيخ الجليل الى الجزائر والتحديد الى منطقة تاقدمت بنواحي تيارت وذلك للقضاء على هذه الأفكار الزائفة والشعوذة التي عاثت فسادا .

قدوم الشيخ الجليل سيدي عبد الرحمن الى منطقة تاقدمت:

قدم الشيخ الجليل سيدي عبد الرحمن الى منطقة تاقدمت رفقة أربعة وعشرين رجلا من الرجال الكرام وأقام بها مملكة دامت ثمانية وأربعون سنة كانت كلها جهادا , توفي بعدها رضوان الله عليه في حدود القرن الخامس وتولى من بعده المملكة ابنه الأكبر سيدي عبد القوي .

أولاده :

خلف العالم الجليل سيدي عبد الرحمن ثلاثة من أولاده : سيدي عبد القوي وسيدي محمد شريط وسيدي زيان .

سيدي عبد القوي تولى المملكة بعد وفاة أبيه أربعة وخمسون سنة وتوفي بعدها , وقد خلف ثمانية أولاد :

محمد الكبير ومحمد الصغير واحمد وعبد السلام وعبد الرزاق وعلي بوزيان وعبد القوي الصغير الذي ولد بعد وفاة أبيه رضي الله عنهم أجمعين وسلك بنا طريقهم .

اتخذ سيدي عبد الرحمن منطقة تاقدمت عاصمة له نظرا لموقعها الاستراتيجي وطفق يضع الخطوط العريضة لتأسيس سلطة قوية وإرساء قواعد متينة , تكون نقطة انطلاق لإقامة كيان هذا الوطن وإحياء مقوماته وأمجاده وتراثه الأصيل من براثن العدو الذي أمسى وأصبح يتربص له من كل حدب وصوب وبشتى الطرق والأساليب القمعية فاخذ على نفسه العهد بالوقوف والصمود في وجه كل التحديات ولن يتأتى هذا إلا بتمهيد الأرضية المناسبة لذلك , وأهم الوسائل والقواعد عنده هي حماية الثغور وصيانة المواقع الحساسة وعمارتها وإقامة جبهة قوية بكل الجبهات وبهذه الحنكة الفذة والتصميم الفذ تجلت معالم النصر والثبات والعزيمة والهمة العالية في روح كيان الشيخ الجليل سيدي عبد الرحمن , في جهاده المرير وتسييره المحكوم لشؤون الحكم وقيادته السامية في إحقاق العدالة وعلى هذا المنهج القويم سار أحفاذه وانتظموا في سلكه , وبرز احد أحفاذه العظام سيدي محمد سيدي فرقان وسيدي لزرق بلحاج الذين خاضوا غمار الجهاد في سبيل إحقاق المبادئ والقيم ونشر العدالة والرحمة والوحدة المنشودة .

وما قام به الأمير عبد القادر من اتخاذ هذه المنطقة قاعدة عسكرية ومنطلقا لخوض هذا المعترك الأخير دليل على روابط الصلة والأصالة الفذة والهمم العالية وهمزة وصل بين الماضي والحاضر .

ولا يسعنا , ونحن نلم بهذه المعلومات إلى أن نتوجه لقرائنا الكرام وجميع المحبين والعلماء القائمين على جميع الأنظمة وإطارات البلاد خاصة والوطن عامة من هرم القمة إلى الأساس بخالص الدعاء والتوفيق والنصر على كل الجبهات .

ونستسمح قرائنا وأحبائنا وأخلائنا عن هفوة قلم أو زلة لسان بدت , وبدرت منا أو تحريف أو تغيير أو عبارة في غير محلها فقلمنا يخلص امرؤ من العيوب والهفوات , اللهم إن أصبنا فمن الله وان أخطأنا فمن أنفسنا ومن الشيطان .

والله المعين على ذلك والحمد لله رب العالمين

اللهم أصلح أحوال البلاد والعباد اللهم اهد أئمتنا إلى سبيل الرشاد وكن لهم عونا ومعينا في مسعاهم ووفقهم لمرضاتك يا ارحم الراحمين وأرهم الحق حقا وارزقهم أتباعه وأرهم الباطل باطلا وارزقهم اجتنابه اللهم ارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير يا أرحم الراحمين يارب العالمين

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين



كتب هذا البحث :

بلعاليه بن يحي استاذ التعليم القرآن بغليزان الجزائر

ينحدر من سلالة سيدي علي بن يحي
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي يعقوب ابن الحاج التلمساني


مسجد سيدي يعقوب

(أ)1- أصله :

هو سيدي يعقوب بن الحاج التلمساني ويرجع أصله إلى الجد الأكبر سيدي يعقوب الشريف دفين جبل مغراوة بالظهرة مازونة.

و قد قال العلامة لعشماوي عن الجد انه خلف سبعة عشر ولدا و غصون شجرته و أثمرت...

و من بين هذه الغصون و الفرق يقول :

...و منهم فرقة بولهاصة تعرف بأولاد سيدهم و فرقة تعرف بأولاد يعقوب الحاج.

و الجد الجامع لشعبهم الشيخ يعقوب الشريف بن أحمد عبد الله بن عبد الخالق بن علي بن عبد القادر بن عامر بن رحو بن مصباح بن سعيد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مولانا سليمان بن عبد الله الكامل.

2- مولده و نشأته :

ولد الولي سيدي يعقوب في أواخر القرن 13 م و قد تتلمذ على والده الشيخ الحاج التلمساني و ختم القرآن الكريم في الثامنة من عمره ، و بعدها أصبح الفتى طالبا في عداد طلبة الفقه و أصوله والعلوم لعربية التي كانت سائدة في تلك الفترة.

3-* رحلاته لطلب العلم :

وتقول الروايات الشفهية أنه سافر إلى فاس بالمغرب ، و مكث بها ، ثم رجع إلى مسقط رأسه ليتسلم القضاء.

ب)- نزول الولي إلى بلدة ولهاصة:

و بسبب الفتن نزل الولي إلى بلدة ولهاصة الغرابة الساحلية – بولاية عين تموشنت حاليا- في النصف الأول من القرن 14 م فاتخذ له مكانا بجوار البحر يسمى باسمه "مرسى سيدي يعقوب " كان الولي يتعبد و يراقب حركة البواخر وبالخاصة المسيحية منها ، لأن قراصنتها الإسبان و البرتغال كانوا يتحرشون على سواحل المغرب العربي(1)

(1) : المعالم العشرون لغرب وهران الأب لوتوليو ص 160

و في أواخر القرن14م وبداية القرن 15م أصبح المرابطون ''الأولياء" يتزعمون المقاومة بسبب ضعف الأمراء سواء بالمغرب أو بغرب الجزائر لرد الغزو الأوربي على لسواحل الإفريقية فشيدوا المعسكرات في شكل رباطات لحراسة السواحل ، فإن لكل معلم بحري ولي يحميه سيدي يعقوب يبقى نموذجا فريد لهؤلاء الأولياء .



ج- تشييد المسجد و الزاوية :

ولذكر الكيفية التي شيد بها الولي زاويته إلى جانب المسجد، تقول الزاويات المشهورة أبا عن جد و حتى عند سكان الجهة، أنه بينما كان يتعبد بجوار البحرإذ بسفينة تجارية أندلسية تنحرف بقرب المرسى " مرسى سيدي يعقوب " فسارع الولي لمساعدة بحارتها و لرد الجميل طلب رئيس الباخرة من الولي هل يقبل المكافأة ، فرد عليه سيدي يعقوب : " أنا بحاجة إلى خشب لإقامة بناء "

وذكرالولي الكيفية التي تشحن بها الأخشاب قال :" إذا عدتم إلى بلدكم إرموا بالحزم إلى البحر و قولوا : " هذه أمانتك "يايعقوب" و ستصل الشحنة إلى المكان المعلوم بإذن الله ". ففعل البحارة ما أمروا به، و لما وصلت الحزم أراد سكان القرى المجاورة الإستلاء عليها بالقوة فحاولوا سحبها على الشاطئ لكنهم لم يستطيعوا لأنها ثقيلة ثقل الرصاص بقوة من الله . فغضب منهم الولي على فعلتهم و أمر معلمي البناء " حمو و بوليفة" الذي أحضرهما بتلمسان أو فأس بنقل الخشب و بمساعدة بعض السكان إلى المكان المعين للبناء و الذي يبعد عن البحر بحوالي 700 م.

د- وصـف المسجد و الزاوية :

1- موقع المسجد :

أقيم المسجد وبجانبه الزاوية سنة 1338م الموافق739ه ، تحت هضبة تطل على شاطئ صخري بحيث يحتجب عن العيون من عرض البحر، وحتى الطريق الذي يربط الشاطئ بالمسجد فهو عبارة عن ولد صخري مسلكه وعرة، والحكمة تكمن في الوقاية من الاعتداء و التحرش على يد القراصنة الأوربيين وخاصة الأسبان منهم والبرتغال ، لأن هذا ما كان سائدا في تلك الفترة بحيث تعرضت هنين وأرشقون إلى الاعتداء و القصف.

- وصف المسجد :



شيد المسجد في شكل بناءات مربعة جدرانها عريضة سمكها بالمدخل الرئيسي يبلغ المترين ، وقد زين المبنى بقبة و بثلاثة صفوف قرميدية حمراء متوازية و متناسقة على الطراز الأندلسي ثم يبقى منها سوى صفين ، تستند على أعمدة و أقواس عريضة.

و أما السقف فهو مزين بالخشب المنقوش المتشابك كما هو الحال بمساجد تلمسان وفاس ، و المئذنة مربعة الشكل على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه لازالت قائمة تتحدى الطبيعة.

و زاوية الولي لصيقة بالمسجد جدرانها منقوشة تآكلت بفعل الزمان، وسقفها على شكل قبة رسم بها أشكال دائرية مجردة جميلة، أعيد تجديدها من طرف القائد حمزة الخليفة على تلمسان في القرن 18م. (1145هـ ، 1731م). (1)

ويحتوي المسجد على ساحة بمدخله الجنوبي حفر فيها جب عمقه 5 م جدرانه من الأجر الأحمر المملوء سعته حوالي 250م3 كان يستقبل مياهه من الأمطار المتساقطة على سطح المبنى حيث تصب وتتسرب عبر قنوات جوفية كانت تستعمل للوضوء وللتنظيف، أما المياه الصالحة للشرب فكانت تجلب من عيون بواد قريب لازالت تستغل إلى يومنا هذا.

و بجوار المسجد وجدت مطامر عديدة وواسعة متصلة ببعضها البعض، من المرجع أنها كانت تستعمل للأيام الحالكة كالشتاء أو سنوات الجفاف ، وهذا دليل على آن الزاوية كانت تحتوي على إقامة للطلبة الوافدين م بعيد و لعابري السبيل.

نشاط الزاوية :

وبعد إقامة المسجد أخذ يتوافد عليه المصلون من كل جهة لأداء صلاة الجمعة خاصة ، ليس من ولهاصة وحدها بل حتى من بني خلاد ومديونة وهذا بناءا على الشهادات الشفهية.

و يروى أن أخد المواطنين على صلاة الجمعة تأخر عن الصلاة وليكفر عن خطيئته حبس أرضا لصالح الزاوية .

وقد عمر الولي العالم إلى سن متأخرة تناهز المائة مواكبا على التبليغ والوعظ والإرشاد و قد أنار ربوع ولهاصة وجزء من الوطن بعلمه إذ كان بحق المعلم والفقيه و الإمام والصوفي. توفي رحمه الله سنة 1410 م(1). ودفن داخل زاويته.

و قد لعب دورا هاما في التثقيف و تحفيظ القرآن والنهوض بالعلوم الإسلامية واللغوية وقد بلغ ذروته في الفكر إذ تخرج منه حفظة القران الكريم وأئمة وفقهاء.

و المعروف أن " قرى أهل ولهاصة المحادي لعرش بني خالد والمشهورة لإيواء حفظة القرآن الكريم و بكثرة حفاظ أبناءها للقرآن الكريم إلى اليوم .(2)

و ها هي شهادة الشيخ العلامة أبي عبد الله البوعبدلي عن نشاط الزاوية يقول للحضور ممن صحبوه في زيارة إليها مايلي :

أنهم من الآن في حرمة أناس أصحاب علم و كرم و أخلاق وشهامة وغيرة على الدين، وحفظة القرآن الكريم يحترمون الضيف ويوفرون له كل الراحة اللازمة ولا يشعر بالغربة (2).

أما المتخرجون من الزاوية فهم كثيرون جدا، لا نستطيع حصرهم بل سنكتفي بذكر البعض منهم و تحديدا في القرنين 09م و 20 م وهذا لقلة المصادر.

- العلامة الشيخ سيدي يعقوب أحمد الذي هاجر إلى بلاد المشرق لطلب العلم في بداية القرن 19م.وصاحب كتاب مخطوط (نور البصائر لمعرفة تسيير السائر).

- العلامة الشيخ سيدي يعقوب ميسوم بن أحمد العلامة المذكور أنفا، كان معلما وإماما بالمسجد الكبير بتلمسان.

- العلامة الشيخ أبي عبد الله البوعبدلي صاحب الزاوية البوعبدلية بأرزيو الجديد.(3)

- الشيخ سيدي يعقوب محمد بن أحمد بن محمد

-الشيخ العلامة سيدي يعقوب بلقاس

-الشيخ سيدي يعقوب عبد القادر ، كان معلما و إماما لفترة طويلة بزاوية سيدي يعقوب.

- والشيخان المذكوران سالفا هما صديقان حميمان للشيخ العلامة أبي عبد الله البوعبدلي

- الشيخ سيدي يعقوب خضير.

- الشيخ سيدي يعقوب لخضر كان معلما و إماما بالمسجد الكبير بتي صاف.

- الشيخ سيدي يعقوب أحمد أخو الأخضر.

- الشيخ سيدي يعقوب ميلود كان معلما وإماما بالمسجد العتيق بحي بوكردان بني صاف.

- الشيخ الأستاذ سيدي يعقوب أمحمد خريج جامع القرويين بالمغرب ، كان أستاذا بمدينة وهران و كان يلقي الدروس الرمضانية عبر التلفزة الوطنية.

-الشيخ سيدي يعقوب عبد الرحمان إنه معلما و إماما والشيخ الزاوية حاليا سيدي يعقوب.

- الشهيد الفقيه سيدي يعقوب محمد المدعو سي علال، كان مسؤولا ومفتيا في جيش التحرير لوطني.

- الشهيد الفقيه سيدي يعقوب عبد الوهاب، كان مفتيا لصالح جبهة التحرير الوطني.

وجل شهداء حرب التحرير الوطني من أبناء الزاوية ، حفظة القران الكريم.

------------------

(1) سواحل لغرب وهران –الأب لوتوليو-ص 160

(2) تاريخ الانبياء المختصرللعلامة أبي عبد الله البوعبدلي تحقيق و دراسة الدكتور مخطار بوعناني ص 22

(3) نفس المصدر

دور الزاوية في الدفاع عن الأرض والأعراض:



ولم يقتصر دور الزاوية على تعليم القران الكريم والعلوم لشرعية ، بل كانت تؤمن الطرقات ونسعف الفقراء وتذود عن الأرض والأعراض ، فأتباعها لم يتوانوا يوما عن رد الأعداء ومقاومتهم فكانوا جبهة و قلعة في وجه الغزاة الصليبيين الذين عاثوا في الأرض فسادا، إلى أن أخرجوهم منها يجرون ذيل الهزيمة.

1)- معركة مرسى سيدي يعقوب 1503 م :

وفي هذا السياق سجل أحد الآباء المسيحيين معركة وقعت سنة 1503 م بمرسى سيدي يعقوب بين المقاومين من المنطقة و القراصنة البرتغاليين يقول :

" نفس هؤلاء البرتغاليين المدعمين بمراكب حربية تكبدوا هذه المرة خسائر كبيرة في الأرواح بشواطئ ترارة ولهاصة بمقاطعة تلمسان ، حيث تصدى لهم المركسيون، الأفارقة القدامى(أي البربر) هم رجال يحبون الحرب ومتمرسين عليها و يجيدون استعمال شتى أنواع الأسلحة من حراب و أقواس وبنادق مقاومون لا ينهزمون" (1).

و يقول الراوي ديقوسوراس(2) أن الحادثة وقعت شرق هذين، غير بعيد عنها أي مكان تواجد قبيلة ولهاصة، إما بالوردانية أو سيدي جامع أغرام أو أيضا سيدي يعقوب و هذا الأخر أكثر ترجيحا نظرا للدور الذي كان يقوم به الولي كما أشرنا إليه سابقا (3).

و قد قلنا فيما سيق أن الولي سيدي يعقوب كان يراقب السواحل هو و أتباعه بعده و أشرنا كذلك إلى أن الزاوية كانت رباطا ضد الغزاة الصليبين.

2)- معركة سيدي يعقوب36 18

و لكون الزاوية تقع قرب الطريق الرابط بين أرشقول و تلمسان، نشبت معركة مشهورة أيام المقاومة تحت لواء الأمير عبد القادر وخليفته على تلمسان البوحميدي الولهاصي بسيدي يعقوب بتاربخ 25 أفريل 1836

حيث أحشد جيش الأمير والمتكون من 700 جندي نظامي وحوالي 5000 متطوع حول مسجد سيدي يعقوب لقطع الطريق أمام الجيش الغازي الفرنسي الذي حاول فتح الطريق بين أرشقون – مصب نهر تافنا- و تلمسان.

وكان تعداد الجيش الفرنسي 3500 جندي نظامي وضابط تحت إمارة الجنرال دارلانج بمساعدة الكولونيل موسيون الكولونيل لومارسي والكولونيل كوربان وعدة ضباط آخرين.

و في ليلة 24 أبريل 1836 م و لكي يحاول دارلانج فك الحصار المضروب عليه برشقون – مصب نهر تافنا- خرج على رأس قوة تتكون من 1800 جندي وضابط محملين بـ 8 مدافع وساريتان من سلاح الهندسة باتجاه سيدي يعقوب فسارع لملاقاته الأمير وجيشه بحماس متقطع النظير، ويقول الدكتور أديب الحرب : " و قد اشتدت عن قوات الأمير عبد القادر أنها كانت تحشد في ساحة المعركة تتدخل فيها بأقصى درجة من القوة ولاندفاع في سبيل غاية سعت لتحقيقها و هي طرد الفرنسيين من ديارها (4).

و عند الظهر كان المقاومون قد شتتوا الجيش الفرنسي الذي أصيب جنراله دارلانج بجراح بليغة هو ورئيس أركانه الكولونيل لوماسي .

لم يتمكن الفرنسيون من فك الحصار عليهم في معسكر أرشقون – مصب تافنا- إلا بوصول الجنرال بجو عن طريق البحر بثلاثة فيالق تعدادها 3500 جندي و ضابط.

هذا و لم يجرؤ بيجو على فتح الطريق من أرشقون إلى تلمسان بل قفل راجعا إلى وهران و من تم إلى تلمسان .

و بذلك سجلت المقاومة الجزائرية في سيدي يعقوب انتصارا عظيما سيكزن لها أثارا عميقة ألا و هي الدخول بقوة في مفاوضات حول السلام حيث سيتم التوقيع على المعاهدة التي ستحمل اسم النهر الذي هزم عند مصبه، الجيش الفرنسي.

- معاهدة تافنا(5) وذلك في 30 ماي 1837.

3)- ثورة التحرير المباركة:

وقد كان المسجد الشرارة الأولى للتوعية وشرح أبعاد ثورة لتحرير المباركة، إذ لبى نداء أهل الزاوية وجل أتباعها لاحتضان هذه الثورة.

وتعرض سكان المنطقة والمناطق المجاورة إلى الإذلال والتهجير والاعتقال والقتل.

ففي سنة 1958 تعرض المسجد إلى قصف مدفعي وحشي شاركت فيه دبابات ومدرعات العدو مما أدى إلى إتلاف جزء منه، أعيد ترميمه غداة الاستقلال من طرف السكان و بوسائلهم الخاصة.

وقد صفى العدو أثناء ثورة التحرير المظفرة من أبناء الزاوية وحدها حوالي أربعة عشر شهيدا و شهيدة أغلبهم حفظة القرآن الكريم و فقهاء.

------------------------

(1) و(3)المعالم العشرون لغرب وهران- الأب لتولو ص 138

(2)المجلة الإفريقية سنة 1865 ص 2514

(4) الدور الإداري والعسكري للأمير عبد القادر لجكتور أديب حرب

(5) المقاومة الجزائرية تحت لواء الأمير عبد القادر – إسماعيل العربي - 148

هذا الموضوع منقول لكم من موقع سيدي يعقوب وذلك لتعم الفائدة على الجميع فمن أراد الإستطلاع أكثر فإليه رابط الموقع

تكملة الموضوع

مخطوط شجرة سيدي ثامر قدس الله سره (بوسعادة)

صورة لمخطوط شجرة سيدي ثامر بن محمد الليثي المشيشي قدس الله سره



وهذا نصها بالتمام والكمال:

فهذه شجرة سيدي ثامر بن محمد الليثي المشيشي الإدريسي الفاطمي قدس الله سره ونفعنا به وببركاته آمين وهو الذي اختط بلده أبي سعاده ، وهو معاشر القرن الثامن واهل أول القرن التاسع ومن ذلك سيدي عبد الرحمن الثعالبي دفين بالجزائر قدس الله سره ، وسيدي يحيى العيدلي ، وسيدي التواتي صاحب ابجاية قدس الله سر الجميع .
وأما الشيخ الأول فهو سيدي سليمان بن ربيعة بن عبد الرحمن بن بوزيد بن علي دفين جبل العمور ثم بعده خدم أهل الكمال حتى صار كاملا من الأولياء الكمل ويتصرف في أحوال أهل الله وان مثل ما كان يتصرف في أهل الظاهر حين كان سلطانا وله كرامات كثيرة وبراهين جليلة ومن نجله علماء أجله مثل سيدي محمد بن الموفق دفين بسكرة العلم والولاية أنظر الرحلة الورثلانية . ومن نجله أيضا سيدي عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن قاسم دفين بالعامري في الولاية والعلم ورأيت له تأليفا في الفرائض والحساب نظم مثل الدرة البيضاء ، ومن ذريته سيدنا ثامر خليفة بن أحمد بن ثامر بن محمد وأمثاله كالشيخ بن ثامر والسيخ أبو عبد الله والشيخ الخذير والشيخ النوى والشيخ الواضح والشيخ أحميدة وأمثالهم وأما نسبه فهو سيدي ثامر بن محمد بن عبد الرحمن بن سالم بن يحيى ولقبه مليك بن عبد الله بن عيسى بن عبد الواحد الليث بن عبد الكريم بن عمر بن محمد بن علي بن محمد بن ريسون بن موسى أخو القطب سيدي عبد السلام بن مشيش واسمه منصور بن ابي بكر واسمه إبراهيم علي بن حرمة واسمه رباح بن عيسى بن سلام واسمه أبو بلقاسم بن ميمون ولقبه مروان ابن علي لقبه حيدره بن محمد بن مولانا ادريس هذا على رواية ابن جزي ، وأما رواية ابن فرحون فقال : محمد بن احمد بن عبد الله بن مولانا ادريس بن ادريس بن عبد الله بن الحسني المثنى به الحسن السبط بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجة علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وهذا النسب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهو سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مدركة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نظر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن فزز بن معد بن عدنان وقال صلى الله عليه وسلم لا ترفعو لي فوق عدنان .

وانظر النبذة المبهجة في ذكر منهاج سيدي ثامر تجده ، وأما سيدي علوان فهو تلميذ سيدي ثامر بن محمد وإليه يبلغ نسب سيدي زيان بن علوان ، وسيدي علوان هو مروان بن عقلة ابي بكر الشريف . وأما سيدي عبد الرحمن بن بلقاسم فهو صاحب السجادة وهو الذي حرر العامري من الغرامة في زمن الترك وهو بن سيدي ثامر وأخوه سيدي علي رجل صالح . وأما أولاد سيدي أبوزيد بن علي بن مهدي منهم كثيرون متفرقون واهل الشارف ابناء عمهم وايضا جدهم يقال له ابو زيد بن صفوان ومن نجله سيدي عبد العزيز الحاج انتهاء تمت الشجرة.

تعريف بمسجد سيدي ثامر النخلة العتيق بوسعادة وهو أول بناء في مدينة بوسعادة بني قبل 9 قرون تقريبا :



سقيفة المسجد عند المدخل الرئيس

من أشهر ما يعتز به أبناء مدينة سيدي ثامر بوسعادة مسجدهم العتيق الضارب في اعماق التاريخ والذي يحكي تاريخ المنطقة وبداية تاسيس المدينة واعمارها من أسمائه المعروفة *جامع النخلة *لوجود نخلة في داخل المسجد و*مسجد سيدي ثامر* نسبة لمؤسسه الولي الصالح سيدي ثامر.و*جامع القصر* لتموقعه في حي يسمى القصر وهو عبارة عن مساكن وحارات قديمة تشبه قصور مدينة غرداية .او *المسجد العتيق*كما يسميه البعض .


المحراب والمنبر

يعود تاريخ بدايات تأسيسه الى القرن العاشر الميلادي اي ان عمره حوالي سبعة قرون أسس المسجد على التقوى والخير ونشر تعاليم الإسلام السمحة وإصلاح شؤون السكان والفصل في قضاياهم ولم شملهم ولقد كان للجامع فضل على اهل المنطقة وعلى الجزائر فقد ساند الثوار إبان الاستدمار الفرنسي وساهم في حماية تراث وهوية المنطقة من الطمس والتبشير وخرج ثلة من العلماء والمصلحين وكان له صيت واسع في منطقة الجنوب شانه شان زاوية الهامل العريقة ومازال حتى بعد الاستقلال الى حد اليوم واقفا باجلال وفخر يقوم بتبليغ رسالته للأجيال كما وضعها مؤسسوه ويدرس القرءان ويخرج جحافل القراء والحفظة اعلاءا لكلمة الحق ومساهمة في الحفاظ على هوية سكان منطقة بوسعادة وما جاورها .للمسجد اسرار كما يقول مرتادوه فكلما دخلت اليه تحفك السكينة والوقار وتتذكر الرسول عليه الصلاة والسلام وهو متربع في مسجده النبوي والصحابة عن يمينه وشماله ينصحهم ويعلمهم الدين الحنيف .وتجتاحك مشاعر بالرهبة والرغبة وانت بين أكناف جدرانه الطينية العتيقة ونوافذه الضيقة المنيرة وأسقفه المبنية من أخشاب العرعارتنبعث منها روائح المكان
والزمان.



ومصابيحه المعلقة الشاهدة عن كل من ارتاده على مر القرون من المصلين والتائبين الانبين الشيوخ والصبيان والنساء والعجائز والعلماء والأئمة والدعاة وترمقك الأعمدة الخشينة الرافعة لسقف المسجد بنظرات القوة والصمود على مر الأزمنة والعصور الغابرة.
ويقف المنبر في استعلاء وكبرياء معلنا الوحدانية والطاعة للواحد القهار مبشرا ونذيرا وقد رفع عليه اجل العلماء والدعاة والمشايخ من المنطقة وخارجها.


صورة لمدخل عين سيدي ثامر


رضي الله عن سيدي ثامر ونور ضريحه
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي الحاج محمد بن بحوص رضي الله عنه



بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين .

نبدة تاريخية عن الشيخ سيدي الحاج محمد بن بحوص رضي الله عنه

مؤسسة " الزاوية الشيخية" بعين السخونة ولاية سعيدة الجزائر
--------------------------------------------
-هو الشيخ الولي الصالح سيدي زوي محمد من مواليد سنة 1894 بأربوات البيض ابن بحوص بن الحاج بن محمد بن الطيب بن يؤسف بن سليمان بن الحاج الشيح بـــــن سيدي عبد القادر بن محمد المعروف بسيدي الشيخ المنحدر من ذرية سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ولامه فاطنة بنت الشيخ بن محمد البودواوي من ذرية سيدي الشيخ.

-تربى وترعرع في أحضان والده بمسقط رأسه ورحل مع والده إلى منطقة الشط الشرقي ضواحي الرقاصة البيض " الجزائر " تعلم القرآن الكريم ومبادئ الفقه والسيرة النبوية عن عدة مشايخ منهم الشيخ الفاضل والعلامة الجليل سيدي الحاج محمد بن عبد القادر الشريف التاجرونى بمدينة البيض ولازمه حتى الوفاة أخذ عنه الطريقة القادرية والإذن في تلقينها، وجددها عن الشيخ مولاي عبد الله من أحفاد الولي الصالح سيدي الحاج بن عامر بمدينة البيض ، وأخذ الطريقة التيجانية والطريقة الطيبية عن الشيخ الولي الصالح مولاي التهامي بالمغرب، وهكذا أصبحت زاويته تسمى زاوية الطرق الصوفية .

-في الثلاثين من عمره انتقل إلى زاوية الشيخ بوعمامة بمنطقة برقم عين بني مطهر - جرادة وجدة - بالمغرب عند الشيخ القطب الشهير سيدي الحاج الطيب بن سيدي بوعمامة فتتلمذ له واخذ عنه الطريقة الشيخية الشاذلية، وهنالك حصل له الفتح الأكبر ،وأخذ الإذن في فتح زاويتين الأولى زاوية الموحدين لنشر الطريقة الشيخية ببلدية الرقاصة ولاية البيض هذا في سنة 1933 والثانية الزاوية بعين السخونة ولاية سعيدة في سنة 1946 كلاهما يتميزان عن باقي الزوايا بحفريات تتمثل بمسجد وقاعة لضيوف ومطبخ ودار للعبادة *الخلوة*وعدة بيوت لزوار ولازالت موجودة كمعالم تاريخية وسياحية وثقافية إلى الآن اتخذت قبلة لزائرين للتبرك .

-نظرا للسمعة الطيبة وتقواه وورعه والمعاملات الحسنة والكرامات العديدة التي شهد له بها العام والخاص نال حب واحترام الجميع مما ارتقى إلى مقام المشيخة للطريقة الشيخية ببلاد الجزائر، بتأييد من جميع شيوخ واعيان وجهاء أولاد سيدي الشيخ ومما ذكره الدكتور عبد القادر خليفي في كتابه الطريقة الشيخية في الصفحة28 متحدثا عن ما قاله الجنرال بيجي اوندري في كتابه coutrubition à l'ètude des confrèriès الجزائر 1956الصفحة 240 تحت عنوان شيوخ الطريقة بعد الشيخ بوعمامة ، الواقع انه بعد وفاة الشيخ بوعمامة سنة 1808 انتقلت المشيخة إلى ابنه الشيخ سيدي الحاج الطيب بالعيون سيدي ملوك بالمغرب .

-وفي سنة 1949 وبعد حدوث شقاق بين أولاد سيدي الشيخ، بين سيد العربي بن الدين بن حمزة المعين باشا آغا على أولاد سيدي الشيخ وبين حمزة بوبكر الذي سيصبح عميد مسجد باريس تدخل سيدي الشيخ عبد الحاكم بن سيدي الحاج الطيب بن الشيخ بوعمامة ممثل أولاد سيدي الشيخ الغرابة خليفة والده سيدي الطيب على الطريقة الشيخية للصالح منهما انعقد على اثر ذالك اجتماع ضم معظم أعيان أولاد سيدي الشيخ للبيض وعين بي مطهر في 05 أوت 1949بمدينة البيض بحضور لعرج سي عبد الرحمان من زاوية القنادسة الذي عرض وساطته بين الطرفين وقد قرر المجلس إبقاء السي العربي على رأس الزاوية ومع ذلك تمت تسمية سيد الحاج محمد بن بحوص مقدم زاوية عين السخونة المعروف بتقواه والذي يحضا بكل الاحترام كشيخ لطريقة الشيخية ومسئول على محافظة عقيدتها الروحية بالجزائر ،وسمي حمزة بوبكر أمينا عاما للجمعية وقد ساهمت هذه الإجراءات في توحيد الطريقة الشيخية وبعد سيدي الحاج محمد بن بحوص انتقلت مشيخة زاوية السخونة إلى ابنه سيدي الحاج المختار الذي قد وافته المنية في 18 مارس 2007 ومما جاء في الصفحة 66 من كتاب الطريقة الشيخية لمؤلفه الدكتور عبد القادر خليفي أورد الدكتور احمد بن نعوم في كتابه أولاد سيدي الشيخ الذي حصل على شهادة دكتورا دولة من بروفانس بفرنسا رواية مفادها أن السي الحاج محمد مول السخونة كان يحب عبد القادر الجيلاني وينضم فيه أشعار مديحية ويتأثر بذالك حتى يبكي وذات يوم قرر السفر إلى بغداد لزيارة ضريحه خرج كسائح ينتقل من زاوية إلى أخرى إلى أن وصل لبلدة متليلي ، وكان وهو في الطريق يرى في الحلم حيوانا متوحشا _ورن_ يهدده بقطعة حجر كانت بين يديه وهو يقول له عد وإلا قتلتك ولما وصل إلى متليلي رأى سيد الشيخ يقول له عد وستجد عندي ما ترغب فيه فعاد إلى الأبيض سيدي الشيخ حيث مدفنه ، أما للزاويتين دور هام في تعليم القرآن الكريم ونشر تعاليم الدين الإسلامي ونشر الطرق الصوفية وحل جل المشاكل الاجتماعية كالصلح بين الناس والتحريض إلى الجهاد النفسي والروحي والدفاع عن الوطن و إطعام الفقراء والمساكين وإيواء الأيتام والمحرومين ، ومن مواقفه الخاصة انه في سنة 1945م عام المجاعة قام الحاكم الفرنسي بجمع حوالي 375 معوز من مختلف الشرائح شيوخ وأطفال ويتامى ومعوزين مصابين بعدت أمراض وأوبئة مختلفة وسلمهم إلى سي الحاج محمد بزاوية الموحدين ابن حضي جميعهم بالرعاية التامة حيث شفيا بعضهم ومات الآخرون وطلب من الشيخ بان لا يتقرب منهم تفاديا للعدوى والأوساخ وغير ذلك فرد عليهم اللهم أحيني مسكينا وامتني مسكينا واحشرني في زمرة المسكين ـ لقد تخرج على يده الكثير من المشايخ والمريدين وأتباع الطرق الصوفية عدد لا يحصى ولا يعد ومنهم الولي الصالح والعارف بالله الشهير الشيخ سيدي الحاج أحمد بن بحوص بن حمزه من ذرية سيدي الحاج بن الدين، الذي فتح زاويته المشهورة بمدينة متلتلي الشعانبة ولاية غرداية لنشر الطريقة الشيخية بمنطقة الجنوب الشرقي كما عين ابنه الحاج الشيخ بزاوية الموحدي و ابنه الشيخ سيدي الحاج المختار على الطريقة الشيخية بزاوية عين السخونة .

ـ الشيخ سيدي محمد بن بحوص من كبار المجاهدين المناضلين، ضد المستعمر الفرنسي آخذا مشعل الجهاد عن والده سيدي بحوص بن الحاج احد قادت الشيخ بوعمامة وعن شيخه المجاهد الشيخ سيد الحاج الطيب بن بوعمامة مواصلا لمقاومات أولاد سيدي الشيخ .



-وفي يوم الاثنين 26 شوال الموافق ل 07/07/1954 توفي الشيخ رحمة الله عليه وتعمده الله برحمته الواسعة واسكنه فسيح جنانه بزاويته بعين السخونة ودفنا بداخل بيت كان مخصصا للعبادة وأصبحت في ما بعد ضريحا يتبرك به .

ـ لقد كتب عن مآثره مخطوطا تحت عنوان " بلغة المحتاج في مناقب سيدي محمد بن بحوص الحاج" من تأليف الدكتور طواهرية عبد الله " ولاية أدرار" هو الآن تحت الطبع ووفاه شعراء عصره تمدح فيه الأخلاق والكرم والزهد و الكرامات الكثيرة والخصال الحميدة .

نسأل الله عز وجل أن يتغمده برحمته تعالى وينفعنا ببركته ويلحقنا به مسلمين لا مبدلين ولا مغيرين {آمين والحمد لله رب العلمين}

--------------
المراجع:

جمع وتحقيق خادم الطريقة الشيخية بفرنسا : مصطفى حاكمي .
عن حفيده سيدي زوي محي الدين " حمزة "
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |