من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

ترجمة لإمام المقرئ المحدث أبو القاسم الهذلي البسكري



هذه ترجمة لعالم مقرئ محدث مجود من أبناء مدينة بسكرة عروس الزيبان الجزائري، وهبه الله همة عالية، تَبَزُّ الجبالَ مطاولتُها في الرحلة و التجوال والبحث والتنقيب وطلب العلم، أحرز قصب السبق في أشياء ثلاثة لم يسبق اليها سابق، ولم يلحقه بها لاحق، شهد له بها علماء ومشايخ الإسلام وعلى رأسهم علامة الرجال الإمام شمس الدين الذهبي ، وعلامة القراءات الحافظ ابن الجزري و المحدث الحافظ ابن حجر العسقلاني وهي:
- رحلته الطويلة و العجيبة في طلب العلم.
- كثرة الشيوخ والعلماء الذين أخذ عنهم.
- شمولية وغزارة مادة كتابه الكامل الذي هو ثمرة رحلته، ونتاج عمره.
وكل من يطالع سيرة هذا الرجل، أو يقرأ كتابه " الكامل في القراءات" ، يتأكد أن ذلك كله توفيق كبير من الله عز وجل لصدق الرجل وحسن نيته وشغفه بطلب العلم وحفظه وتدوينه ، وكيف جد وأجتهد وثابر، وما كل و لا مل من طول المسافات وصعوبة وبعد المسالك و الممالك، حتى انه لما وصل إلى أقصى مشرق تركستان بعد أن سمع والتقى بأكثر من 365 شيخا وعالما، قال :" " ...ولو علمت أحداً تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته"
إنها الروح العالية الطموحة ، والعزيمة الصادقة في حب خدمة كتاب الله عز وجل وسنة رسولنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وتأمل أخي الكريم هذا الكلام الجميل الذي ينافح فيه عن كتاب الله العزيز، ويدحض بالدليل و البرهان أقوال الرافضة الذين يزعمون أن الصحابة كتموا شيئا من القرآن الكريم ولم يظهروه يقول في مقدمة كتاب العدد الذي هو جزء من كتابه (( الكامل في القراءات )) : " ولا خلاف في سِتَةِ الآلافِ ومئتين [ 6200 : عدد آيات القرآن الكريم ] ... و لا عبرة بقول الروافضة و العامة ستة آلاف وستُ مئة وستٌ وستون[ يزعم الشيعة الرافضة أن عدد آيات القرآن الكريم هو 6666 ، والناقص حسب قولهم ، هي آيات حذفها الصحابة رضي الله عنهم لأنها نزلت في ولاية ووصاية الإمام علي رضي الله عنه وأهل البيت]، وزعموا أن آيات نزلت في أهل البيت وفي علي كتمها الصحابة ، وقد ضلوا ضلالا بعيدا ، وخسروا خسرانا مبينا ، إذ لو كتموا بعضه لجاز أن يكتموا الكل ، أو يحرفوه ، وأيضا علي كان آخر الخلفاء ، ومصحفه معلوم ولو تُرك منه شيء لأظهره في مصحفه ولذكره في وقت خلافته، ألا ترى ما روي كميل بن زياد قال خرج علي عليه السلام يوم توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رجل : هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل البيت بشيء ؟ قال : لا. إلا ما في قراب سيفي هذا ، وأخرج كتابا فيه الديات و الزكاة أو علما أعطاه الله رجلا ، وقيل : أوفَهْمًا .
يحققه قوله عز وجل : { إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر: 9] وحفظه من الزيادة و النقصان في التحريف و التبديل ، ولو كان كذلك لما خص بستة الآلاف .وستة مئة وست وستين ولجاز الزيادة عليها زلا النقصان أو ذكره بعض أهل العلم كيف؟؟ ومن أهل العلم الحسن و الحسين وجعفر بن محمد وغيرهم ، وابن عباس حبر القرآن الكريم وترجمانه ، ولم يأت عن هؤلاء الأكابر ، وهم فحول الأمة وعلماؤها شيء يخالف ما رويناه ، أو يزيد على ما نقلناه ، فكيف يُرى كتمُ أربع مئة آية ، وعشر آيات أو ثلاثين آية ؟
دل على أن الزيادة على ما روينا محال، ومن زاد فيه أو نقص منه، على ما روينا، فقد كفر بالله العظيم ، وخرق الإجماع ، و لا حكم للاشتغال بكلام أهل البدع وإيراده .."
فجزاه الله كل خير ورحمه رحمة واسعة.
- والله أعلم -

إسمه وكنيته ونسبه:

يوسف بن على بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة بن مكناس بن وربليس بن هديد بن جمخ بن خبا بن مستلمخ بن عكرمة بن خالد - وهو أبو ذؤَيب الهذَلي الذي توفي أثناء الفتح الإسلامي لإفريقية في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه – فالهذلي، نسبة إلى قبيلة هذيل التي ينحدر منها أصله ، فقبيلة هذيل أستوطن بعض بطونها منطقة الزاب بعد الفتح الإسلامي للمغرب العربي كما قال ابن خلدون في تاريخه: ((...فأما هذيل فهم بنو هذيل بن مدركة، وقد افترقوا في الاسلام على الممالك ولم يبق لهم حى بطرف وبافريقية منهم قبيلة بنواحي باجة يعسكرون مع جند السلطان ويؤدون المغرم)) ثم يضيف قائلا: (( ومواطنهم ما بين تبسة إلى صامتة إلى جبل الزنجار إلى إطار على ساحل تونس وبسائطها ويجاورهم متساحلين إلى ضواحي باجة قبيلة أخرى من هوار يعرفون ببنى سليم ومعهم بطن من عرب نصر من هذيل من مدركة بن الياس جاؤا من مواطنهم بالحجاز مع العرب الهلاليين غد دخولهم إلى المغرب وأوطنوا بهذه الناحية من افريقية واختلطوا بهوارة وحملوا في عدادهم)). ( تاريخ ابن خلدون: 6/142).
يكنى: أبو الحجاج و أبو القاسم ، والبسكري نسبة إلى مدينة بسكرة عروس الزيبان وهي مدينة بالجنوب الجزائري وتعتبر بوابة الصحراء الكبرى من إقليم الزاب الصغير.

مولده ورحلته العجيبة في طلب العلم :

ولد في رمضان سنة ثلاث وأربعمائة ( 403 هـ ) على أصح الأقوال ، و لم أجد في كل المصادر التي ترجمت له وطالعتها رغم كثرتها ذكرا لطلبه العلم في صغره ، وإنما اتفقت كلها على أنه سافر بعد أن حفظ القرآن الكريم وتعلم العربية و بعض متون الفقه و التوحيد، سنة خمس وعشرين وأربع مائة ( 425 هـ) في رحلة تعتبر من أشهر و أوسع و أعجب الرحلات التي سُمِعَ بها في طلب القراءات و الحديث الشريف و الرواية فزار ونزل في أكثر من سبعين مدينة لقي فيها ما يربو على الثلاثمائة وستين شيخا ، وقد قال عنها و عنه الحافظ ابن الجزري ( غاية النهاية في طبقات القراء ) صفحة 397 - 398 ترجمة رقم 3929 : "وطاف البلاد في طلب القراءات، فلا أعلم أحدا في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته، ولا لقي من لقي من الشيوخ"
وهذه الرحلة الطويلة العجيبة بدأها سنة سنة خمس وعشرين وأربع مائة ( 425 هـ) و عمره لم بتجاوز الإثنين و عشرين سنة من بسكرة ، عاقدا العزم على أن يبلغ بذلك مبلغا لم يسبق اليه، فقدر الله له ذلك وكتب له فكان مما قاله بعد أن بلغ به المطاف أقصى الشرق : " ...ولو علمت أحداً تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته".
وقد جمعت الأقاليم و المناطق و المدن التي شملتها هذه الرحلة المباركة فهاكموها:
إفريقية :
- كانت الإنطلاقة من مدينته بسكرة إلى مدينة فاس.
- ومن مدينة فاس إلى القيروان.
- ومن مدينة القيروان إلى طرابلس.
- ومن مدينة طرابلس اتجه الى:
- مصر وقد نزل و زار مدنها التالية:
الاسكندرية ، تنيس [ جزيرة في بحر مصر قريبة من البر، معجم البلدان 2 / 51 ، وهو المصدر الذي أعتمدته لتحديد ومعرفة مواقع هذه المدن و الأماكن ] ، دمياط ، القاهرة.
ثم انتقل الى:
الحجاز:
حيث قرأ و أخذ عن علماء مكة المكرمة و المدينة المنورة.
ومنها انتقل إلى:
الشام :
- الشام وهي تضم الأقطار العربية المعروفة اليوم ( فلسطين لبنان الأردن و سوريا ) فنزل المدن التالية حسب الاقطار العربية:
1- فلسطين : عسقلان ، أرسوف ، بيت المقدس ، الرملة.
2- لبنان : صيدا ، صور ، بيروت.
3- سوريا : اللاذقية ، دمشق ، المعرة ، قنسرين ، حلب ، حران ، الرقة ، الخانوقة ، الرحبة.
ثم انتقل الى:
العراق:
عانة، هيت الانبار بغداد ، الموصل ، آمد ، ميافارقين ، جزيرة ابن عمر ، دير العاكول ، جرجرايا ، الكوفة ، البصرة ، واسط ، الاهواز ، الأبلة.
ومنها اتجه الى بلاد:
فارس وما وراء النهرين:
- فارس ( ايران و ما جاورها) فنزل وزار المدن التالية:
كازرون ، وفا ، شيراز ، كرمان ، اصبهان ، همذان ، نيسابور ، بخارى ، سمرقند ، بست.
ثم اتجه الى:
- تركستان [ على الحدود الروسية اليوم ] وزار من مدنه فرغانة.
بعد هذه الرحلة الطويلة الفريدة من نوعها عاد مترجمنا ليستقر في نيسابور بطلب من الأمير نظام الملك، معلما للقراءات و العلل في المدرسة النظامية ، وتلميذا بين يدي علمائها الى وفاته رحمه الله.

شيوخه:

ان المتتبع لسيرة مترجمنا يتعجب من تلك الهمة العالية و الإصرار الكبير على طلب العلم ، فقد أنعم الله عليه بفضل حب العلم و ملاقاة الشيوخ ، وقد رأينا كيف طاف البلدان في مشارق الأرض و مغاربها التقى خلالها و أخذ عن 365 شيخا ، ولو أنه سمع بآخرين لقصدهم ، وقد ذكر عدتهم في مقدمة كتابه " الكامل في القراءات " فقال ما نصه : " فجملة من لقيت في هذا العلم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخاً من آخر المغرب إلى باب فرغانة يميناً وشمالاً وجبلاً وبحراً ولو علمت أحداً تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته "
لم يسم أبو القاسم جميع شيوخه في كتابه ، ولم ينسب كل من ذكره نسبة تامة ، بل اقتصر على ذكر أسماء جملة منهم بشكل مختصر قد تصل إلى ذكر اسم الشهرة أو الكنية أو النسبة، مما جعل أمر نسبتهم و التعرف عليهم ليس بالأمر الهين.
وهو أمر أقر به الإمام الحافظ الذهبي إذ قال حين ذكر شيوخه : " إنما ذكرت شيوخه ، وإن كان أكثرهم مجهولين ، ليعلم كيف كانت همة الفضلاء في طلب العلم ".
وقد أورد الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد الجزري في كتابه (( النشر في القراءات العشر )) 122 شيخا بأسمائهم مع ذكر المدن و الأماكن التي أخذ فيها عنهم مع تعاليق له وفوائد -
وقد أحصى د. مصطفى عدنان الدليمي ود. عمار أمين الددو – حفظهما الله – لما حققا كتاب " العدد" وهو أحد الكتب التي اشتمل عليها كتاب: "الكامل في القراءات الخمسين". مائة و إثنين واربعين ( 142 ) شيخا أوردوهم كلهم مع ترجمة مختصرة لكل واحد مهم.

علمه وجلوسه للتدريس:



أشتهر أبو القاسم الهذلي في علم القراءات، وسماعها وبرع فيها حتى أصبح مرجعا لا يستغنى عنه فيها ، غير أن علمه لم يقتصر على القراءات فقط بل عرف عنه بأنه كان محدثا بارعا و إن لم يبلغ مبلغ الحفاظ الكبار، فقد سمع الحديث الشريف رواية ودراية أيضا من كبار حفاظه كالحافظ أبي نعيم الاصبهاني ، وأبي بكر احمد بن منصور بن خلف.
كما كان مقدما في علمي النحو و الصرف ، يدرس النحو ويفهم الكلام والفقه، عارفا بالعلل مواظبا على حضور دروس ابي القاسم القشيري في النحو ويأخذ منه الأصول وكان القشيري يراجعه في مسائل النحو والقراءات ويستفيد منه.
ونظرا للمكانة التي بلغها بين العلماء بما اكتسبه من سعة العلم و علو الكعب في علم القراءات فقد عينه الأمير نظام الملك في المدرسة النظامية بنيسابور التي بقي مدرسا بها للقراءات و العلل ثماني سنوات ( من سنة 458 هـ إلى ان توفي سنة 564 هـ ).
جاء في ( كتاب تكملة الكمال لابن نقطة : 2 / 23 ) :" ذكر عبد الغفار الفارسي أن نظام الملك أرسله [ أبو القاسم الهذلي البسكري ] إلى مدرسة نيسابور فقعد سنين وأفاد وكان مقدما في النحو والصرف وعلل القراءات..". وانظر أيضا هامش ( الكمال لابن ماكولا 2 / 45 تحقيق المعلمي ).
وهذه الثقافة الموسوعية ، و قوة الحجة و سعة العلم هي التي جعلت العلماء يأخذون ويقتبسون من علمه ويستفيدون من كتبه ، فقد اعتمد عليه الحافظ ابن الجزري في كتابيه ( غاية النهاية في طبقات القراء ) و ( النشر في القراءات العشر ) اعتمادا كبيرا ونقل عنه الكثير ، ونصوصه موجودة في الكامل .
كما اعتمد عليه الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي في كتابه ( طبقات القراء) ، ونقل من كتابه الكامل الكثير من تراجم وأسماء الشيوخ .

تلاميذه:

لقد أستفاد من ثقافة وعلم هذا الإمام المقرئ المجود المحدث النحوي الأديب خلق لا يعد و لا يحصى سواء أثناء رحلاته أو أثناء جلوسه للتدريس في المدرسة النظامية ، لذا لا سبيل لحصر تلامذته لكثرتهم وهذا ذكر لأربعة من أشهرهم مع ترجمة مختصرة لهم :
- سهل بن محمد بن أحمد بن حسين بن طاهر أبو علي الإصبهاني الحاجي ( ت 543 هـ): " شيخ كبير، فاضل، مُكثر من الحديث، أديب، خيّر، مبارَك.
سمع: أبا القاسم يوسف بن جُبارة الهُذَلي، وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، ونظام المُلك الوزير، وأبا المظفّر منصور بن محمد السمعاني، ومحمد بن أحمد بن ماجة الأبهري، وسليمان بن ابراهيم الحافظ، والقاسم بن الفضل الثقفي.
وولد سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وقيل: ولد بعد سنة خمسين وختم خلقاً كثيراً.
وكان شيخ القراء بإصبهان. وهو آخر من حدّث عن الهُذلي، مصنّف الكامل في القراءات. [ الامام الذهبي تاريخ الاسلام: 8 / 270 ]
- اسماعيل ابن الأخشيد ( ت 524 هـ ) : " الشيخ الأمين المسند الكبير أبو سعد إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن محمد بن علي بن الأخشيذ الأصبهاني التاجر ويعرف بالسراج سمع أبا القاسم عبدالرحمن بن أبي بكر الذكواني وأبا طاهر بن عبدالرحيم الكاتب وعلي بن القاسم المقرئ وأبا العباس بن النعمان الصائغ وأبا الفضل الرازي المقرئ وأحمد بن الفضل الباطرقاني وعدة من أصحاب ابن المقرئ وغيره وكناه بأبي سعد أبو طاهر السلفي ووثقه وحدث عنه هو وأبو موسى المديني ويحيى بن محمود الثقفي وناصر الويرج وخلف بن أحمد الفراء وأسعد بن أحمد الثقفي وأبو جعفر الصيدلاني وجمع كثير ... كان سديد السيرة قرأ بروايات ونسخ أجزاء كثيرة وكان واسع الرواية موثوقا ....قلت توفي في شعبان وقيل في رمضان سنة أربع وعشرين وخمس مئة".[ الإمام الذهبي ، سير أعلام النبلاء 5/ 553 ،الترجمة رقم 322 ].
- محمد بن الحسين بن بندار الواسطي القلانسي ( ت 521 ): " القلانسي الإمام الكبير شيخ القراء أبو العز محمد بن الحسين بن بندار الواسطي القلانسي صاحب التصانيف في القراءات ،ولد سنة خمس وثلاثين وأربع مئة وتلا بالعشر على أبي علي غلام الهراس وأخذ عن أبي القاسم الهذلي صاحب الكامل ... قال خميس الحوزي هو أحد الأئمة الأعيان في علوم القرآن برع في القراءات قلت تلا عليه سبط الخياط وأبو الفتح بن زريق الحداد وأبو بكر بن الباقلاني وعلي بن عساكر البطائحي وعدد كثير واشتهر ذكره مات في شوال سنة إحدى وعشرين وخمس مئة" [ الامام الذهبي سيرأعلام النبلاء 3 / 498 ، ترجمة رقم 286 ].
- أبو المظفر السكري المعروف بشيدة ( ت 524 هـ ): "
عبد الواحد بن حمد بن شيدة بكسر المعجمة وياء ساكنة آخر الحروف وذال معجمة أبو المظفر السكري الأصبهاني، أخذ القراءات عرضاً عن أبي نصر محمد بن عمر البقال وروى كتاب الكامل للهذلي عنه، حدث به عنه الحافظ الإمام أبو العلاء الهمذاني ومحمود بن محمد الشحامي ومحمد بن أبي القاسم المعلم ومحمود بن أبي الرجاء وقرأ عليه بعض القرآن النقاش ومحمد بن الحسن بن إسماعيل الهروي.[ غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 1/ 474 ، الترجمة رقم 1922]

" أبو المظفر عبد الواحد بن حمد بن عبد الله المقرئ السكري المعروف بشيدة من أهل أصبهان ، شيخ صالح سديد من أهل القرآن ... كتب إلي الإجازة بجميع مسموعاته وكانت ولادته في سنة أربع وأربعين وأربعمئة وتوفي في سنة أربع وعشرين وخمسمئة [الامام أبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني التميمي : التجبير في المعجم الكبير 1/497 ].

آثاره و مؤلفاته :



لقد رأينا سويا كيف أن مترجمنا رحمه الله كان منشغلا بالرحلة وطلب العلم ، ثم كيف عين للتدريس في المدرسة النظامية ، ولعل هذا ما شغله عن التأليف و الكتابة ، ورغم هذا فقد ترك ثلاث مؤلفات جليلة ذكرها في مقدمة كتابه الكامل في القراءات وهي:
الوجيز في القراءات ( مفقود).
الهادي في القراءات ( مفقود).
الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها : وهو أجل كتبه و أشهرها و سأتعرض له بتعليق مختصر.

وفاته:

لقد أضرت به كثرة القراءة و المطالعة فعمي في كبره، وتوفي بنيسابور سنة خمس وستين وأربع مائة ( 465 هـ ) غريبا عن بلده ، رحمه الله وشهد جنازته الأمير ومن دونه.




أقوال وثناء العلماء عليه :

كان ابو القاسم الهذلي البسكري رحمه الله موضع تقدير العلماء و الشيوخ الذين أثنوا عليه في حفظه وفي علمه وتبحره وبصره في علم القراءات و عللها وعلم العدد و النحو ، وكانت رحلته الطويلة الواسعة وهمته العالية في طلب العلم موضع إعجاب كل من عرفه و تحدث عنه أو كتب عنه، فلم يدع في كتب التراجم إلا بالإمام المقرئ الجوال الرحال الراويه:

- قال عنه الإمام شمس الدين الذهبي :" أحد الجوالين في الدنيا في طلب القراءات ، لا اعلم احدا رحل في طلب القراءات ، بل و لا الحديث أوسع من رحلته ".
- قال عنه الحافظ ابن الجزري في غاية النهاية " الأستاذ الكبير الرحال والعلم الشهير الجوال، ...طاف البلاد في طلب القراءات فلا أعلم أحداً في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته ولا لقي من لقي من الشيوخ، ... قلت كذا ترى همم السادات في الطلب".
- قال عنه الحافظ عبد الغفار الفارسي كما في المنتخب من السياق في تاريخ نيسابور - انتخاب الصريفيني-: " يوسف بن علي المغربي أبو القاسم الإمام المقرىء الضرير من وجوه القراء ورؤس الأفاضل عالم بالقراءات كثير الروايات ، بعثه نظام الملك ليقعد في المدرسة في المسجد للإقراء وأجرى عليه المرسوم فقعد فيه سنين واستفاد منه القراء وكان مقدما في النحو الصرف عارفا بالعلل كان يحضر مجلس زين الإسلام أبي القاسم ودرسه ويقرأ شيئا من الأصول عليه والإمام يراجعه في مسائل النحو ويستفيد منه وكان حضوره في سنة ثمان وخمسين وأربعمائة إلى أن توفي ".

كتاب الكامل في القراءات الخمسين:

ويسمى ب:
- " الكامل في القراءات " وهو ما يذكره المؤلف نفسه في بداية كل جزء.
- " الكامل في القراءات المشهورة و الشواذ " ( تاريخ الإسلام للذهبي حوادث 451 – 461 هـ ، ص 514 ).
- " الكامل في القراءات العشر و الاربعين الزائدة عليها".( ينظر النشر في القراءات العشر للامام الحافظ ابن الجزري ص 191 ).
- " الكامل المحكم على كتاب أهل العصر في القراءات" ( كما في مشيخة القزويني ص123).
وهو كتاب ألفه صاحبه جامعا فيه القراءات العشر المشهورة و الزائدة ورواياتها وطرق تلاوتها وقد ذكر ذلك في المقدمة فقال : " ألفت هذه الكتاب فجعلته جامعاً للطرق المتلوة والقراءات المعروفة ونسخت به مصنفاتي كالوجيز والهادي ".
ويؤكد محتوى وموضوع الكتاب الحافظ الجزري الذي قرأه و أطلع عليه و استفاد منه قائلا في كتابه " النشر في القراءات العشر" لما ترجم لأبي القاسم الهذلي قائلا: " ألف كتابه الكامل جمع فيه خمسين قراءة عن الأئمة وألفاً وأربعمائة وتسعة وخمسين رواية وطريقاً".
وهذا الكتاب يعد من أوسع وأغزر كتب القراءات رواية، فهوأشمل كتاب عرف في القراءات ، جمع بين دفتيه القراءات العشر المشهورة و الاربعين الزائدة عليها ، من خمسين رواية و أكثر من ألف طريق ، بالاضافة الى باب واسع في الأسانيد، كما أشتمل على أسماء عدد كبير من القراء لا ذكر لهم في غيره ، وفي كل ورقة من ورقات كتاب (غاية النهاية في طبقات القراء) للإمام الحافظ ابن الجزري دليل على ذلك ، فهو أصل من أصوله ، وركن اساسي من أركانه ، وأصل من اصول كتابه (النشر في القراءات العشر)، وأثره واضح في كتب الإمام الحافظ الذهبي و غيره من كتب طبقات القراء و رجال القراءات.
وقد احتوى على كنوز من المعرفة المتعلقة بالقراءات والتجويد و فضائل سور القرآن الكريم وفضل قارئ القرآن الكريم ، وفضائل المقرئين السبعة و الأخبار الواردة في الأحرف السبعة التي نزل بها ، و بعضا من حوادث أسباب النزول ، وذِكْرُ عَدَدِ آيات القرآن الكريم وما ورد فيها من المجمل و البسط ، وذكر ما نَزلَ بمكة المكرمة و بالمدينة المنورة، و ما نَزَل مرتين، والوقف و الإبتداء ، وغيرها من الكنوز و الفوائد.
كما أشتمل الكتاب على قراءات لا تجدها في أي كتاب آخر إلا عنده.
وحفظ لنا الكتاب جانبا من الحديث الشريف برواية مؤلفه ، فقد عرف عنه انه كان محدًثا، ولم يصل لنا شيئ من روايته إلا ما كان في صدر الكتاب.

المصادر و المراجع:

- سير أعلام النبلاء، للحافظ الذهبي ، تحقيق شعيب الأرناؤوط و محمد نعيم العرقسوسي، دار النشر : مؤسسة الرسالة لبنان ، الطبعة 9 ، 1413هـ.
- تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ،- الإمام الذهبي، تحقيق عمرو عبد السلام تدمري - دار الكتاب العربي - بيروت - الطبعة الأولى 1411هـ 1990م.
- معرفة القراء الكبار على الطبقات و الأعصار للإمام الذهبي ، تحقيق د.بشار عواد معروف و شعيب الارناؤوط و د. صالح مهدي عباس ، الطبعة الأولى ، مؤسسة الرسالة لبنان 1984 م.
- غاية النهاية في طبقات القراء، ابن الجزري، دار الكتب العلمية الطبعة الثالثة 3 ، 1982م.
- النشر في القراءات العشر، ابن الجزري - راجعه الشيخ علي محمد الضباع- دار الكتاب العربي - بدون تاريخ.
- لسان الميزان لابن حجر العسقلاني ، الناشر : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت
الطبعة الثالثة ، 1406 – 1986، تحقيق و مراجعة: دائرة المعارف النظامية – الهند.
- التجبير في المعجم الكبير، الامام أبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، تحقيق منيرة ناجي سالم، الناشر رئاسة ديوان الأوقاف ، بغداد العراق. سنة النشر 1395هـ- 1975م.
- معجم البلدان، ياقوت الحموي ، مكان النشر: دار صادر ، بيروت لبنان الطبعة الثانية سنة 1995 م‍.
- الصلة، لأبي القاسم خلف بن عبد الملك ابن بشكوال، الدار المصرية للتأليف والنشر، القاهرة 1966م.
- الاعلام لخير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين لبنان ، الطبعة الخامسة أيار (مايو) 1980.
- الاكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الاسماء والكنى والانساب تأليف الامير الحافظ ابن ماكولا ، دار الكتاب الاسلامي الفارق الحديثة للطباعة والنشر ، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمى.
- تكملة الإكمال لمحمد بن عبد الغني البغدادي ابن نقطة، تحقيق : د. عبد القيوم عبد رب النبى، دار النشر : جامعة أم القرى - مكة المكرمة – 1410هـ الطبعة : الأولى.
- كتاب العدد لأبي القاسم الهذلي البسكري ، تحقيق د. مصطفى عدنان الدليمي ود. عمار أمين الددو – حفظهما الله - مجلة الشريعة و القانون جامعة الامارات العربية المتحدة – السنة :20 ، العدد:25، ذو الحجة 1426 هـ/ يناير 2006م.

هوامش:

نيسابور:

مدينة إيرانية قديمة تقع شمال شرقي البلاد وهي مدينة عظيمة ذات فضائل جسمية. (الموسوعة العربية العالمية 25/625). اختلف في تسميتها بذلك، قيل إن "سابور" (ملك ايران) مرّ بها وفيها قصب، فقال يصلح أن يكون ههنا مدينة، فقيل لها نيسابور ("ني" بمعني القصب)، وقيل في تسمية نيسابور إن "سابور" لما فقدوه حين خرج من مملكته لقول المنجمين، خرج أصحابه يطلبونه، فبلغوا نيسابور، فلم يجدوه، فقالوا نيست ساور، اي ليس "سابور". (معجم البلدان 4/331)
وقال العلامة الذهبي في سير أعلام النبلاء (3/20): «نزل عبد الله بن عامر بـ "ابر شهر" وبها بنتا كسری، فحاصرها فصالحوه ثم صار معتمراً من نيسابور إلی مكة شكراً لله».

أبو القاسم القشيري:

هوالإمام عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة أبو القاسم القشيري إمام الصوفية، وصاحب الرسالة القشيرية في علم التصوف، ومن كبار العلماء في الفقه والتفسير والحديث والأصول والأدب والشعر، (376 هـ - 465 هـ)، الملقب بـ "زين الإسلام".
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي محمد السائح دفين "بلدة عمر"


هو الولي الصالح والقطب الجامع سيدي محمد الملقب بـ : السائح وقد كني بهذا الإسم لكثرة سياحته عبر مناطق متعددة من الوطن وخارج الوطن ، ويلقب أيضا ب : عطاف الحقات ، ولد بمدينة تلمسان وتوفي بصحاري ولاية الجلفة ، ودفن ب : بلدة عمر قرب مدينة تقرت وله ضريح يزار على مر أيام السنة قرب خلوته مكان تعبده على ربوة تسمى جلالة .

نسبه الشريف:

وهو إبن سيدي أحمد بن علي نجل سيدي يحي بن محمد بن يعلى ، ولد بتلمسان من أم اسمها العامرية بنت المرازقة المشهورين في التاريخ بعلمهم وسلطانهم وسيادتهم كما إستوزروا لدى ملوك وسلاطين زمانهم، وجدهم ابن المرزوق الخطيب وأحفاده التلمسانيون ، وهو يدعى المرزوق العيسي، عاش آل مرزوق الفترة من القرن الخامس الهجري الى القرن الحادي عشر،عرفوا بالعلم والورع والتقى والحكمة وذاع صيتهم ، كما ذكر في مِلفات محمد بن مرزوق : المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن وكتب أخرى كثيرة .



مولده ووفاته رضي الله عنه:

ولد محمد السائح بتلمسان سنة 820 هـ تقريبا، وتوفي في أو أخر القرن التاسع وبداية القرن العاشر الهجري وعلى المشهور سنة:900هـ، سيدي محمد السائح من أولياء الله الصالحين الذين لهم عدة كرامات مشهود له بها، وهو عالم جليل لايشق له غبار وكان معتنقا للطريقة القادرية، ضريحه موجود ب بلدة عمر قرب مدينة تقرت على مقربة من الطريق الوطني رقم: 33 من ذأزيد من خمس قرون يوجد عرش أولاد سيدي محمد السايح أصحاب الشيم والأخلاق الفاضلة بالجنوب الشرقي الجزائري وتحديدا بـ: بلدية العالية حاليا وقرية الطيبين التابعة لها، وبلديات الطيبات القبلية ولاية ورقلة ، كما يتوزعون على كافة مدن تقرت الكبرى وورقلة والقرارة وغرداية والأغواط والوادي وجامعة والمرارة وتيارت وأفلو والجزائر العاصمة وباقي المدن الأخرى، ومن مشاهير فرق أولاد سيدي محمد السائح أولاد سيدي المبارك،أولاد سيدي عبد القادرالبوطي،أولا دسيدي سليمان وأولاد إبنه سيدي معمر بـ:الطيبين الظهراوية،أولاد سيدي محمد السايح الإبن بالطيبات القبلية، أولاد سيدي محمد بلعلمي ومنهم الرحالة سيدي عبدالمالك الشهير صاحب القصعة،وسيدي اللقاني وسيدي الهاشمي بالمدينة المنورة،أولا دسيدي أحمد،أولا دسيدي النواري،أولاد سيدي بلعباس،أولاد سيدي التواتي ومنهم العالم العلامة سيدي محمدبن المشري كاتب سر سيدي أحمد التجاني صاحب الطريقة التجانية،أولاد سيدي الموهوب،أولاد سيدي بن الصديق وغيرهم .

والد الولي الصالح سيدي محمد السائح،من الوفادين من الساقية الحمراء بالمغرب وهو من البطون الثمانية الفارين من الملاحقة آنذاك، فسيدي محمد السائح من أسرة عالمة ومحترمة ومبجلة،والشاهد على ذلك أن والده تزوج بنت المرازقة بتلمسان، ولو لم يكن أبوه ذاك الشريف العالم لما زوجوه من تلك الأسرة ذات الصيت الواسع والباع النافذ والمكانة العلمية،كماأن له أوخوين وهما سيدي أحمد وسيدي الخروب الذي إنتقل الى أميزور وأما سيدي أحمد إنتقل الى البرابر،و سيدي محمد السائح إنتقل إلى المشرق مرورا بصحراء سيدي عيسى والأغواط ثم إستقر بالعطف بـ:غرداية التي مكث بها حالي13 سنة ثم إنتقل إلى وادي ريغ حيث حط رحاله واستقر إلى أن وافته المنية رحمه الله .

سيدي محمد الملقب بالسائح هــو محمد بن أحمد بن على بن يحي بن محمد بن يعلى بن هاشم بن بلقاسم بن علي بن أحمد المعروف بالسبع النازلين أولاده الآن سنة إثنتين وأربعين وثلاثمائة بعد الألف بـ:تاغسرين حوزة مراكش وهم بن عبد العزيز بن خليفة بن محمد بن إسماعيل بن هلال بن عمران المدفون بقصر الملوك الستة ببلدة زرهونة، بن زكرياء بن زين العابدين بن هاشم بن محمد بن علي بن يسار بن يوسف بن أحمد مزوار بن علي حيدرة بن مولانا محمد بن مولانا إدريس الأصغر بن الإمام إدريس الأكبر النازل بالمغرب تراب طنجة عام إثنتين وسبعين بعد المائة هجري بن الإمام عبد الله الكامل بن الإمام سيدنا الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وسيدتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت سيدنا وحبيبنا ومولانا محمد بن عبد الله رسول الله ونبيه الذي من بين الخلائق بالرسالة إصطفاه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ، تمت كتابة ما ذكر من طرف المرحوم الشيخ محمد الطاهر بن عمارة الجريدي يوم الجمعة الثامن والعشرون من ذي القعدة سنة إثنان وأربعون وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة ، منقولا من المشجرة التي بلغ طولها ستة أمتار بعرض قدره خمسين سنتيمترا مع القصيدة الخاصة بأولاد سيدي محمد السائح والتي بلغ عدد أبياتها 188 بيتا وللعلم أن هذه المعلومات قد نشرت في جريدة السفير الأسبوعية الجزائرية لسنة: 2002/2003 م في أعدادعا :160،185،157،87،86 للصحفية سامية مازوي السائحية ، نشكر كل من السيدين محمد قادري بن الصغير والتجاني حماني اللذان أمدا بهذه المشجرة والمعلومات الأخ الباحث عبد القادر سليمان موهوبي السائحي الإدريس صاحب كتاب : آل البيت في الجزائر والعالم العربي والإسلامي،تحفة الأولاد في سند الأجداد الذي صدر مؤخرا للوجود، تحت رقم الإيداع القانوني: 251-2009 مطبعة بن سالم الأغواط .

المصدر:
مجلة أصوات الشمال بقلم : تيجاني سليمان موهوبي
عنوان المقال الولي الصالح سيدي محمد السايح
رابط الموضوع
تكملة الموضوع

ترجمة العلامة سيدي عبد المجيد بن حبة رحمه الله


مسجد الصحابي الجليل سيدي عقبة بن نافع رضي الله عنه

هناك حيث تنتهي صخور التل وتفتح الصحراء أذرعها، مدينة تعبق بريح القرون، سيدي عقبة إحدى واحات ولاية بسكرة بالجنوب الشرقي للجزائر، هي مدينة العلم والتاريخ التي يأوي ترابها واحدا من الصحابة الأجلاء الذين مهّدوا للدين الإسلامي ومكنّوا له في مغرب الأرض وثبّتوا رايته على بوابة القارة السمراء حيث من هناك انطلقت الفتوحات صوب أوروبا وأعماق إفريقيا.. هذا الصحابي الجليل هو عقبة بن نافع الفهري رضي الله عنه الذي يقوم مسجده وضريحه الطاهر بهذه المدينة، ولا عجب أن تُنبت سيدي عقبة رجالا مكّنوا للدين والعلم على خطى الفاتح العظيم، وفي ترجمتنا هذه نقدّم لشيخ جمع بين الدين والعلم والعمل وهو واحد من الأعلام الذين يتوّقف عندهم التاريخ ولا يُمكن تأسيس المستقبل دون العودة إلى ميراثه وتتبّع خطاه.إنه عبد المجيد بن حبة.




هو:

العالم العلامة البحر الفهامة سيدي عبد المجيد بن محمد بن علي بن محمد الملقب بـ: "حبة السلمي" وينتهي نسبة إلى قبيلة سليم العربية من مواليد شهر ربيع الأول 1329هـ الموافق لمارس 1911م ببلدة سيدي عقبة التابعة لولاية بسكرة تعلم بمسقط رأسه على شيوخ عدة منهم الشيخ الصادق بن الهادي والعلامة محمد بن صالح منصوري العقبي الملقب " ابن دايخة " والشيخ الجليل عبد الحميد بن باديس ، كذلك كان على صلة وثيقة بأمير شعراء الجزائر محمد العيد آل خليفة، و كان يحضر دروس الشيخ المصلح الطيب العقبي في التفسير بجامع بكار ببسكرة سنة 1929م ، كما لازم دروس الشيخ الهاشمي بن مبارك العقبي في اللغة والنحو والأدب... فقلد كان رضي الله عنه ملما بشتى العلوم مثل الفقه و التفسير وعلوم القرآن، ودرس أيضا علم النحو و البيان ، والعروض ،و المنطق و له تصانيف و تقييدات عديدة في مجالات مختلفة، تتوزع بين اللغة والأدب وعلوم الدين، وله أيضا تصانيف في التاريخ معظمها مخطوط وفي حاجة إلى تحقيق وطبع كي ينتفع بها طلبة العلم. وتجدر الإشارة أنه يمتلك مكتبة ثرية وغنية بالكتب والمخطوطات الفريدة والنادرة.. ونذكر بعض عناوين تصنيفاته التي وصلتنا:

كتاب: حول سيرة الصحابي الجليل سيدي عقبة بن نافع القائد المظفر.
كتاب : تذكرة أولي الألباب
كتاب: إسعاف السائل برؤوس المسائل
كتاب: الهمة في ما ورد في العمة
كتاب في أخبار نبي الله خالد بن سنان العبسي دفين سيدي خالد من عمالة بسكرة.
له أيضا كتاب في أعلام بسكرة وكلها مخطوطة لم ترى النور بعد.
وله أيضا قصائد عديدة نظمها في مناسبات مختلفة منها قصيدة في نسبه مكونة من 42 بيتا.

شأنه شأن العلماء العظام الذين تهوى أرواحهم الأسفار، فقد رحل عن مدينته سيدي عقبة وأختار
بلدة "المغير" التابعة لولاية وادي سوف من صحراء الجزائر منذ سنة 1952، وظلت مقام بيته حتى وافاه الأجل ولقيه ربه رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.



طاف الشيخ مدنا وقرى ومداشر واستوقف زمنه عند المعالم الكبرى خاصة تلك التي لمّا تزل تؤدي رسالتها الدينية والتعليمية والاجتماعية مثل زاوية سيدي علي بن عمر بمدينة طولقة، كما استوقف زمنه عند جامع شيخ المشايخ الولي الصالح محمد بن عزوز البرجي صاحب الطريقة الرحمانية، ومقام المسجد ببلدة برج بن عزوز التي طار ذكرها في أسفار التاريخ والمؤرخين لا سيما وهي التي عُرفت ببلدة العلم والعلماء وروّاد التاريخ وصنّاعه، فقد كان للشيخ على طريق أثر وبكل منهل حضور وبكل ملتقى أنفاس وهذا شأن العلماء الكبار الذين وحّدوا بين التاريخ والجغرافية وأوجدوا معنى آخر للربط بين المناطق والعلماء والعلوم.

وفاته رضي الله عنه:

توفي يوم السبت 21 ربيع الأول 1413ه الموافق ل :19 سبتمبر 1992 م.

أوصافه ومناقبه:

شعلة من الحيوية والنشاط، لا يعرف الكلل ولا الملل، فلم يعجزه سنّه المتقدّم وهو في الثمانين من العمر ببصر ضعيف وجسد نحيف وقامة قصيرة من العمل الجاد والمجتهد والمتواصل بنبض متجدد وعزم لا يلين ولا يهن.. عُرف عنه محبته للبحث وحبّه للقراءة والمطالعة والتنقيب في المخطوطات والكتب والروايات المتواترة بين مشايخ المنطقة.. كما عُرف عنه درايته الكبيرة بخبايا التاريخ واهتمامه بهذا المجال الحيوي.

شيخ بهذه الهمة والعزم جدير بأن يكون مثالا ونبراسا لأجيال الشباب كي تقتبس بعض من روحه العلمية والبحثية والإنسانية سعيا لإضاءة الزوايا المظلمة وإنارة العقول وتطهير الأنفس.. إنه بحق جامعة متعددة التخصصات وموسوعة عميقة المعارف ومتعددة المناهل لم يأخذ حقه في الترجمة والعناية بما تركه من ميراث عظيم فيه كل الخير لهذا الوطن وللأمة التي عاش همومها وآمالها وكتب بلغتها وأبجديتها..
إنه بحق نادرة العصر في حدّة ذكائه وسعة علمه وعميق معرفته وتبحّره في البحث ونباهة فراسته وشدة تعلّقه بميراث الأتقياء والعلماء والأولياء الصالحين.
شهرته أكبر من أن تسعها الآفاق ويعجز القلم عن حصر مناقبه وخصاله ومزاياه وفضائله..


صورة لسي محمد طالب -سي دريس بلعجال - سي عبد المجيد بن حبه رحم الله الجميع


تواضعه :

يشهد من صحب الشيخ وعرفه بتواضعه وسماحته وطيب مجلسه، وهو الذي عاش بين الناس محبا ومجتهدا في التأليف بين القلوب على المحبة، فكثيرا ما كان الشيخ يقوم بزيارات إلى مختلف زوايا ومساجد المنطقة ومجالسة المشايخ والعلماء ومحبي العلم وطريق النور.. فكان له حضور في القلوب كما في العقول، وكان له مقامه العلمي والمعرفي كما مقامه الاجتماعي والإنساني، وكلما ذُكر الشيخ عبد المجيد بن حبة تُذكر معه مكتبه العامرة التي لا يستغني عنها الدارسون والباحثون وطلبة الجامعات.. وهذه المكتبة لمّا مفتوحة أمام روّادها تشيع بين كتبها ومخطوطاتها ووثائقها روح الشيخ العلامة فخر المنطقة والجزائر والأمة العربية عبد المجيد بن حبة رضي الله عنه وأرضاه وجازاه جزيل الخير عمّا قدّمه في حياته وعمّا يقّمه بعد مماته من خلال مكتبته وتصنيفاته، فحقا العلماء أبدا أبدا لا يموتون.

سيبقى الشيخ العلامة عبد المجيد بن حبة حيا بما زرعه من علم في العقول وما ثبّته من يقين في القلوب وما أنبته من شجر لا تقوى عليه رياح الدهور وهو دائم الإثمار والعطاء لكل الأجيال.. فجازاه الله خير الجزاء وأوسع له في رحاب رحمته ورضاه.
تكملة الموضوع

ترجمة القطب الجامع سيدي بوزيد بن علي رضي الله عنه


مقام سيدي بوزيد رضي الله عنه


سيدي بوزيد بن علي رضي الله عنه

هو:

القطب الصالح سيدي بوزيد بن علي بن موسى بن علي بن مهدي بن صفوان بن ياسر بن موسى بن عيسى بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة الزهراء رضى الله عنها بنت سيدنا ومولانا محمد رسول الله عليه الصلاة وسلام.

مولده ونشأته:

ولد سيدي بوزيد في مكة المكرمة شرفها الله حوالي سنة 420هـ 1050م كبر وتعلم فيها وحفظ القرآن الكريم وهو ابن إحدى عشرة سنة ودرس الفقه والحديث وعلوم الشريعة على عدة علماء أجلاء من بينهم حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي رفقة شيخه حجة الله في أرضه سيدي بلربي.

صفاته :

كان أشقر اللون مقرون الحاجبن كثيف اللحية ذو حسن وجمال وله علامة في طرف جبهته وهو جرح من عناف الخيل بمكة أرض أسلافه شرفها الله وهو ابن ثماني عشره سنة، من العمر مائة وستين سنة منها أربعين في مكة وأربعين قضاها متجولا وأقل من أربعين سنة في المغرب الأقصى بمدينة فاس وهو ساكن بها حتى وقع له تشاجر مع إخوانه وأبناء عمومته الإدريسيين وخلع لهم ما كلف به من الرياسة وأكثر من أربعين سنة في سيدي بوزيد جبل راشد وهو ما يسمى الآن بجبل لعمور شمال الأغواط وشرف آفلو أين يوجد ضريحه وآثاره، ولقد أسس قبل قدومه قرية وزاوية في جبل الماعز في فقيق، وبقية الآثار إلى الآن و لقد رحل من المغرب مرتحلا إلى الجزائر عام 510 هـ/ 1150م.

خلف القطب سيدي بوزيد أربعة أولاد هم :

علي، عبد الله، محمد، أحمد .

علي وذريته :

أولاد علي : أولاد جلول، أولاد إدريس، أولاد أيوب، أولاد جعفر الجبابرة (المدعوون البوزيد الشراقة) وأولاد عيسى بالقبائل وهم ينتمون إلى الزاوية الرحمانية أولاد اسعود في البيض، أولاد صافي في سيدي بلعباس، بني سعد فى تلمسان، أولاد بوزيد بن عبد الله في غيليزان
- اطذابية وهران ومستغانم ( المدعون البوزيد الغرابة ).


عبد الله وذريته :

أولاد عبد الله: هم جزء كبير من سكان القرية الموجودة حيث ضريح سيدي بوزيد، والجزء الآخر توزعوا بين الهامل، تاقين في معسكر أولاد سيدي العيد فى فرندة أولاد عبد المالك،وفي ثنية الحد أولاد سيدي بن أحمد .


محمد وذريته:

أولاد سيدي محمد: غادروا كلهم إلى المغرب ولم يبقى أحد من ذريته في الجزائر وهم الآن موزعون بين تازا والدار البيضاء حيث قرية بالقرب من هذه المدينة تحمل اسم سيدي بوزيد.

أحمد وذريته:

أولاد احمد: وهم موجودون كلهم في أقصى الشرق الجزائري حتى تونس حيث تحمل ولاية تونسية اسم سيدي بوزيد. نبع من أولاده وأسلافه كثير من العلماء والأولياء منهم :
سيدي محمد بلقاسم الهاملي شهير الزاوية والضريح في بلدية الهامل بالقرب من بوسعادة.
سيدي الحسين بن أحمد البوزيدي مدرس، بالأزهر في مصر
سيدي محمد بوزيدي المستغانمي شيخ الطريقة الشاذلية الشهيرة
سيدي إبراهيم بن أحمد شيخ طريقة ومؤسس الزاوية القادرية في تونس
سيدي محمد البوزيدي المغربي شيخ الطريقة الدرقاوية
سيدي العالم الصوفي الكبير ابن عجيبة المغربي صاحب التأليف العديدة من ضمنها أيقاظ الهمم في شرح الحكم العطائية لأبن عطالله الإسكندري.
- العلامة سيدي محمد الشاذلي القسنطيني وكان من الأصدقاء المقربين للأمير عبد القادر والصالحين أمثال :
.سيدي سعيد، سيدي الهواري، سيدي بلعباس، سيدي عيسى، سيدي الباهري، سيدي الطالب محمد بن خراز وابنه.


قبة الضريح صورة من الأعلى

شهرته :

تحدثوا وكتبوا على القطب سيدي بوزيد علي علماء كثيرون من العرب والمستشرقين على التوالي :

- سيدي محمد بن الطالب بن حمدون في مخطوطه عن الأشراف المسجل في الخزانة العامة بالرباط في المغرب تحت عدد 653 حرف الدال.

العالم مولاي إدريس الفوضيلي الدرة البهية في الفروع الحسنية و الحسبية في سياق حديثه عن سلالة أبناء سيدي عيسى بن مولاي إدريس الأزهر الجزء الثاني من المستشرقين أمثال :
أميل درمنغام - جاك بيرك - لييون دوي.
مقال مطول حول تاريخ الولي الصالح سيدي بوزيد وآثاره في المجلة الإفريقية العدد 99 السنة 17 ماي 1873م

ولا ننسى أيضا الدور الفعال الذي لعبته الزاوية البوزيدية فى المجال السياسى ومقاومة الاحتلال.
نذكر في الأول مشاركة البوازيد مع الأمير عبد القادر الذي أنشأ معسكر فى قرية سيدي بوزيد والدليل انه توجد إلى حد الآن بقرب ضريح القطب سيدي بوزيد مقبرة تحمل (مقبرة شهداء الأمير عبد القادر) وجل دفنائها مع أبناء القرية (البوازيد) (14) وتجدر الإشارة هنا إلى أن خليفة عبد القادر بمدينة الأغواط المرحوم الحاج العربي بن سيدي عيسى لما انهزم حزبه في الأغواط على يد خصومه فر متجها إلى سيدي بوزيد وهذا ما يؤكد أن هذه البلدة بأهلها كانت ملجأ للمجاهدين.

وكذلك في ثورة بوعمامة فيذكر أن البوازيد شاركوا بقسط كبير في هذه الثورة فمنهم أولاد سعود من البيض وبوازيد عسل وعين الصفراء وحتى من قرية سيدي بوزيد.
أما ثورة المقراني فيقال أن المقراني نفسه من البوازيد القبائل ويقال لهم أولاد عيسى ويئتمون إلى الزاوية الرحمانية المشهورة.


صورة تجمع ضريحي سيدي بوزيد وسيدي عبد الرحيم


هذا والله أعلم فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وصلي اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |