من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

ترجمة شيخ المشايخ العلامة سيدي محمد بن دوبة


01 نسبه ومولده:

هو العارف بالله والمستغرق في طاعته والناشر لكتابه وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم المربي الورع صاحب الفضائل الكثيرة سيدي محمد بن عبد القادر بن دوبة، ولد بالتقريب سنة 1841م في بلدية حرشون ولاية الشلف، وهو ينحدر كما سمعنا من أخوال الأمير عبد القادر.

02 طلبه للعلم:

نشأ وتربى وحفظ القرآن رضي الله عنه على يد أبيه شيخ الناحية وفقيهها اللامع، ثم انتقل إلى مناطق عدة يطلب المزيد من العلم والمعرفة إلى أن وصل به الترحال إلى زاوية سيدي عبد الرحمن ببلدية العزازاقة ولاية تيزي وزو حيث أخذ من شيخها جائزة حفظ القرآن ومبادئ الفقه. ثم ارتحل إلى زاوية سيدي الميسوم بقصر البخاري ومكث بها إلى أن تمكن بامتياز من أنواع المعرفة والعلم التي كانت تدرس في زاوية سيدي الميسوم وقتذاك كمكافأة له أقام له شيخه حفلا مهيبا حضره مشايخ وعلماء الجهة أمثال سيدي محمد بن أحمد البربري وأذن له بالإرشاد والتربية والنصيحة لله ولرسوله اثر انتهاء هذا الحفل الخاص به اصطحبه محمد بن أحمد وجاء به إلى منطقة الروينة جنوبا وبنى له جامعا ليدرس فيه ما تعلمه من شيخه سيدي الميسوم وما أذن له بتعليمه ونشره وبعد مدة أذيع صيته واتسع نوره عبر الوسط الجزائري وبهذا صار محطة طلاب العلم والمعرفة والوجهة المحببة لديهم ففي هذه الزاوية التي تقع جنوب وادي الروينة بنحو كيلومترين كرس الشيخ محمد بن دوبة حياته كلها في تعليم الفقه وفنون اللغة بدون من ولا مقابل، فانتشر علمه وكرمه وأخلاقه وصار كالنجم الساطع يضيء بعلمه كامل سكان المنطقة الأمر الذي جعلهم يلتفتون حوله في إصلاح ذات البين بين الناس ونسج الخير بينهم وربط أواصر المحبة بين الأفراد والجماعات وإزالة الخلافات والمنازعات في ما بينهم.

03 محنته مع الإستعمار الفرنسي:

بقي رحمه الله يمارس هذه المهام الخيرية التي أقلقت رئيس بلدية الروينة المسمى " بييي" أدت به إلى نفيه إلى بلدية عين الدفلى، أين قضى بها 9 سنوات ورغم نفيه فإنه لم ينقطع على نشر الرسالة التي قطع على نفسه العهد بنشرها مهما كانت العراقيل والصعوبات، ففي منفاه هذا درس عليه الحاج أحمد المعراجي المكنى العربي والسيد أحمد العرفيت المكنى المعطاوي وكثير غيرهما ممن تتلمذوا عليه وهو في عين الدفلى، وفي آخر المطاف عاد إلى زاويته ودأب يعمل كعادته إلى إن توفي رحمه الله سنة 1906م بوادي الروينة.


ولاية شلف وسط المدينة

04 آثاره رضي الله عنه:

ترك الشيخ المرحوم ثروة كبيرة من الكتب الدينية والفقهية واللغوية نسخها بيده ضاع الكثير منها ولا زال جزء منها عند أحفاده بمدينة وادي الروينة إلى اليوم وترك رحمه الله عددا من الرسائل التي كانت صلة بينه وبين علماء عصره وهذه نسخة واحدة منها عند أولاده وأحفاده. لقد خلف الشيخ المرحوم ولدا فقيها صالحا تقيا مثله هو الشيخ الفاضل الحاج أحمد بن دولة رحمه الله ولد سنة 1882م.

05 الإشراف على الزاوية:

تولى الإشراف على تسيير زاوية أبيه وقام بما قام به والده المرحوم خير قيام، وأبقاها عامرة لطلاب العلم إلى غاية 1958م، اليوم الذي أحرق المستعمر الفرنسي الغاشم الزاوية وشرد طلابها شر طرد بدعوى أن القائمين عليها والملازمين لها يمدون يد المساعدة للثوار، توفي الولد الشيخ العالم في 27 مارس 1962 م مخلفا ستة عشر أبنا وهم على التوالي السادة: محمد عبد الرحمن ، بن دوبة ، بن شرقي ، العربي ، موسى ، عمر ، الميسوم ، عبد القادر ، الجيلالي ، عبد الله ، عبد السلام ، أحمد ، إبراهيم ، يحي ، مصطفى. انتهج بعضهم سيرة والدهم في تعليم الناس أمور دينهم ودنياهم وهو من أنبل الأعمال وأشرفها على الإطلاق، إذ أن معظمهم يهمل في سلك التربية والتعليم إلى اليوم، ولا غرابة في ذلك وقد قيل :" من جاء على أصله فلا عجب عليه ".

المصدر:

- نقلا من حفدة الشيخ محمد بن دوبة الحاج عبد السلام ، الحاج إبراهيم.
- منتدى تاريخ وأعلام ولاية الشلف وضواحيها.
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي أحمد بن الطاهر بوبكر الزموري



01/ مولده ونشأته:

ولد الشيخ سيدي أحمد بن الطاهر بمدينة الأبيض سيدي الشيخ، يمتـد نسبه إلى سيدي عـبد الـقادر بن محمد الملقـب بسيدي الشيـخ(ت1616م)، والذي تنسب إليه الثورات الشعبية المعروفة في التاريخ بثورات أولاد سيدي الشيخ.

02/ انتقاله إلى الأغـواط:

انتقل إلى الأغواط برفقة والديه، وأقام بها مدة طويلة، واشتـرى بها أرضا ودارا،وقد أقرّ بالخيرات التي نالها من هذه البلدة الطيبة فقال:"ما ربحت إلا من هذا المحل".

03/ شيخه في التصوف:

لما قـدم الشيخ سيدي موسى بن حسن المصري إلى الأغـواط سنة 1829م ، أخذ عنه الشيخ أحمد الطريقة الشاذلية ولازمه ملازمة تامة وانتفـع بسره غاية الانتفاع، والشيخ موسى بن حسن المصري هـو قطب من أقـطاب الطريقة الشاذلية، تذكره كتب التاريخ باسم موسى الدرقاوي، نسبة إلى الطريقة الدرقاوية المنبثقة عن الطريقة الشاذلية، ولد بدمياط بمصر،أخذ طريق التصوف عن الشيخ حمزة ظافر المدني عندما التقى به بمدينة طرابلس الغرب سنة 1826م، اندمج جنديا في الدولة العثمانية مدة اثنتي عشرة سنة، وجاب عدة أماكن من القطر الجزائري مجاهدا ومؤسسا للزوايا،وخلف العديد من التلاميذ والمريدين،ففي الأغواط خلف سيدي أحمد بن الدين صاحب كتاب مواهب المنن بملاقاة الشيخ موسى بن حسن،وببني يعلى (قنزات) خلف سيدي محمد بن قري،وفي برج بوعريريج خلف سيدي الحاج عبد القادر بن قويدر العبزوزي...

مات الشيخ موسى شهيدا في معركة الزعاطشة مع جمع من مريديه في يوم عاشوراء من شهر الله الحرام سنة1265هـ/1849م.

من مؤلفاته المخطوطة:

الوصية السنية في الطريقة المدنية(236صفحة).

04/ انتقال الشيخ أحمد إلى زمورة:

استشهد شيخه في معركة الزعاطشة،وخلف أولادا فاشترى لهم سيدي أحمد دارا،وهو الذي قال في شأنهم:"لو لم يلاقيني الله تعالى بأولاد الشيخ لخشيت على نفسي من الكفر"، ثم انتقل إلى زمّورة وأسس بها زاوية في قرية أولاد البواب.

وفيه قال الشاعر سيدي بوبكر بن حامد البوسعادي:

"زمورة الغراء فزت بالرضا ما بال ريم بطاحكم سكن الجبل"

اعتقلته السلطات الفرنسية وزجت به في سجن كورسيكا لمدة عام(1865م)، ليعود بعد ذلك إلى زمورة مستأنفـا جهاده في تربية المريدين إلى أن وافـته المنية في 03 ربيع الثاني 1295هـ الموافق لـ05 أفريل1878م.

05/ آثاره:

ـ كتاب تنقيح الأذكار ولواقح الأفكار(مفقود).
ـ ثلاث قصائد في التصوف.
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي محمد بن فرج التجاني


النسب الشريف :

هو سيدي محمد بن أحمد بن فرج بن قدور بن فرج، حيث ينتهي نسبه إلى سيدنا الحسين بن سيدنا علي بن ابي طالب والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأمه هي الفاضلة مسعودة بنت بلول الفرجاني ، أما أبوه الحاج أحمد بن فرج فقد كان رجلا صالحا ينتمى إلى الطريقة القادرية نشأ بين قبيلة الفرجان (وهم عرب رحل) يتمنع بوجاهة ومكانة كبيرة عندهم، يتنقل بين قرية النخلة1 أين عاش وانجب جل أولاده وبلدة نفطة التونسية التي أقام بها زاوية لاطعام الوافدين من أهل سوف خاصة طلبة العلم.

ولقد عرف الحاج أحمد بن فرج بوقوفه على الصلاة والدعوة إليها فكان لا يسمح لتارك الصلاة بالأكل من طعامه أو الميت عنده ومما يحكى في هذا الشأن ، أن رجلا لا يصلي قدم عليه وهو بتوزر فسأله الشيخ أحمد ...هل تصلي. فأجاب الرجل نعم وهو لا يصلى فوضع له الطعام ..فأكله .. وعند مغادرته الزاوية تقيأ الرجل ما أكله .. وقال : صدق الشيخ أحمد.

مولده ونشأته:

ولد سيدي محمد بن فرج سنة 1266 هـ الموافق لـ 1850م بقرية النخلة ( بلدية النخلة ولاية الوادي (الجزائر) تقع على بعد 14 كلم من مدينة الوادي ) ونشأ في أحضان والده في أسرة ميسورة الحال ، ولما بلغ السابعة من عمره رحل مع أبيه الى بلدة نفطة بالقطر التونسي أين أقام واستقر، وبزاويتها حفظ القران الكريم حفظا جيدا وبها تعلم المبادئ الأولى للعلوم الشرعية انتقل بعدها الى مدينة تونس والتحق بجامع الزيتونة . حيث تلقى على يد علمائه الاجلاء الكثير من العلوم الشرعية واللغوية، ومن أبرز الشيوخ الذين درس عليهم حينذاك الشيخ محمد الشافعي النفطي الذي أخذ عنه التفسير والحديث والفقة والسيرة النبوية وغيرها من العلوم .. حتى أنه منحه إجازة في الحديث الشريف تمكنه من تدريس كتب الحديث الستة , كما منحه إجازة علمية مطلقة في مختلف العلوم الشرعية.

عرف سيدي محمد بالفطنة والذكاء وقوة الحافظة وفصاحة اللسان وطلاقة البيان وقوة الحجة وسعة الاطلاع كما برع في التفسير والحديث واشتهر بحفظه للقران الكريم حفظا دقيقا ومحكما ... كل هذه المواصفات جعلت منه رجلا متميزا وشخصية فذة أكسبته عند الناس تقديرا ومهابة .

الشيخ في القيروان :

لسنا ندري ما هي الظروف التي دفعته إلى الاستقرار مدة طويلة من حياته بمدينة القيروان حيث عمل بها إماما ومدرسا بأحد مساجدها وتزوج بامرأة هناك ، فكانت هي الزوجة الأولى في حياته ، ورزقه الله منها بنتا وبعد مرور زمن على استقراره بالقيروان ، وقد ناهز سيدي محمد الخامسة والخمسين من عمره وظهر الشيب علي رأسه بدأ الحنين يراوده إلى مسقط رأسه حيث الهدوء والسكون . فقرر العودة إلى سوف للاستقرار النهائي بها ،عرض الأمر على زوجته وخيرها بين الرحيل معه ،أو البقاء بالقيروان فاختارت البقاء مع أهلها ، فسرحها بالمعروف ليعود إلى سوف وحده، أما البنت فلم يكتب لها العيش طويلا .فقد توفيت بعد زمن قليل من رحيل والدها الشيخ في سوف استقر سيدي محمد بن فرج بقرية النخلة وعمل اماما ومدرسا ومعلما بأحد مساجدها وتزوج بالسيدة الفاضلة فاطمة عمامرة بنت محمد البهلي من أسرة تجانية من عرش أولاد جامع كانت تسكن بقرية قطاي التي اشترى بها غابة نخيل من مدخراته التي أتى بها من القيروان.

وقطاي منطقة فلاحية ببلدية المقرن ولاية الوادي، تبعد عن المقرن بـ 14 كلم و عن مدينة الوادي بـ 44 كلم، عمرها أولاد جامع وغيرهم خلال فترة الاحتلال الفرنسي ثم رحلوا عنها بعد الاستقلال.

دخوله في الطريقة التجانية :

واثناء ذهابه لقطاي أين يزور اصهاره ويتفقد نخيله تعرف على جدي علي بن حميد الجامعي المقدم بالطريقة التجانية فكانا يتحاوران ويتذاكران . وفي أحد تلك الزيارات أعاره كتاب "جواهر المعاني وبلوغ الاماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني" (رضي الله عنه) للعلامة سيدي علي حرازم ،وبهامشه كتاب "رماح حزب الرحيم في نحور حزب الرجيم" للحاج عمر بن سعيد الفوتي, فقرأ الشيخ سيدي محمد بن فرج الكتاب قراءة متمعنة ودرسه دراسة العالم العارف فوجد فيه بغيته وطلبه ، فشرح الله صدره , وقرر سلوك الطريقة التجانية الاحمدية بحماس وشغف وعجلة , فرجع الى المقدم سي علي بن حميد وطلب منه الورد، فبعثه الى الشيخ سيدي العيد بن يامة كبير مقدمى سوف، ففرح به أيما فرح واخذه الى المقدم سيدي مسعود بوسنينة ( الوادي ) وعرض عليه الأمر، فقال له : مثلك لا يأخذ الطريقة إلا عن الشيخ سيدي محمد حمه رضى الله عنه وكان الشيخ سيدي محمد حمة في ذلك الوقت مقيما بالزاوية التجانية بقمار، وهكذا ذهبوا جميعا الى قمار لمقابلة الشيخ هناك وأثناء المقابلة تم التعريف بالزائر الجديد ، فقالوا له : هذا سيدي محمد بن فرج الفرجاني . فقال الشيخ : بل قولوا ... "التجاني" ليصبح لقبا له ولذريته من بعده ، ونظرا لما يتمتع به سيدي محمد بن فرج من مناقب وخصال كالنسب الشريف والعلم الواسع والصدق والإخلاص والهمة العالية والسمعة الطيبة فقد أعطاه الشيخ سيدي محمد حمه الورد واجازه بالتقديم والاطلاق في تلك الجلسة من الزيارة المباركة ومن حينها تغير مسار حياته ، فقد فتح الله عليه بالفهم والمعرفة فأحب الطريقة وتفانى في خدمتها.

عمله في الطريقة :

وبعد مدة ليست بالطويلة كلفه الشيخ سيدي محمد حمة بالتوجه نحو الجنوب التونسي بهدف تعليم الناس الاسلام الصحيح ، ودعوتهم الى إصلاح ذات البين والخير ، وعرض الطريقة لمن يقبل بها، والجنوب التونسي في ذلك الوقت يعيش فراغا دينيا رهيبا فقد ابتعد الناس عن أخلاق الاسلام وآدابه السمحة وضيعوا الفروض انتهكوا الحدود ، وفشت فيهم المنكرات والنزاعات فكانوا في حاجة الى مرشد رباني يردهم إلى دينهم ردا جميلا ويبعث فيهم معاني وقيم التراحم والاخوة من جديد .فكان هذا المرشد الداعية هو الشيخ سيدي محمد بن فرج التجاني وعمره قد تجاوز الستين عاما، و كان لسيدي محمد بن فرج رحلتين مشهورتين الى الجنوب التونسي و أخرى الى العاصمة تونس.

الرحلة الاولى :(1912)

فقد ذهب إلى بلدة تطاوين برفقة ولده الصغير سي عبد الوهاب و آخرون وذلك في ربيع سنة 1912 تقريبا تحت غطاء قافلة تجارية لبيع التمور ودامت هذه الرحلة الى آخر السنة، كان أول اتصال له بالعدل العالم الزيتوني سيدي سعد بن الحاج نصر كادي وبعد تجديد العهد له انطلق سيدي محمد بن فرج في مهمته فبعد تطاوين انتقل الى قربة غمراسن ثم الى مضارب بالطيب،ثم الى الخربة ثم اللبابدة، وكل منطقة ينزل بها يتصل بأهل الوجاهة والعلم والسلطان فيعرض عليهم دعوته ويجيب عن اسئلتهم ويرد الشبهات التي تثار هنا وهناك بما عنده من يقين ومعرفة وقوة بيان ، ثم يلتقي بالناس يدعوهم الى الخير ويحذرهم من الفتن ويرغبهم في الطريق وهكذا استطاع في أشهر قليلة أن يحقق أهداف رحلته فقد جمع الله به الشمل وفتح به القلوب، وهدى به العقول الى جادة الصواب، وقد أجاز خلال الرحلة الأولى على ما يقال عشرين مقدما من أعيان مناطق وقبائل مختلفة وفي أثناء هذه الرحلة توفي الشيخ سيدي محمد حمه يوم الأثنين 06 محرم 1331 هـ الموافق لــ 16 ديسمبر 1912م . وخلفه ابنه الشيخ سيدي محمد البشير التجاني ، وكان خلال هذه الرحلة يراسل صديقه ورفيق دربه وشقيق روحه الشيخ سيدي العيد بن يامة .

الرحلة الثانية:(1914)

بعد رجوعه من الرحلة الأولى والا طمئنان على الأهل والاحباب بدأ سيدي محمد بن فرج الاستعداد للرحلة الثانية فنقل أهله من النخلة الى البياضة ، واكترى لذلك منزلا ليكون أهله وأولاده عند رحيله تحت رعاية سيدي العيد بن يامة. وبعد أيام انطلق الشيخ نحو الجنوب التونسي ليتم ما بدأه فأكمل مهمته بتنصيب مقاديم جدد وتأسيس زاويتين الأولى بتطاوين والاخرى جرجيس . وكانت له في هذه الرحلة مناظرة مع بعض العلماء المنتقدين بدار كبير القضاة بمدنين ، وكان معة سيدي سعد كادي فلما شاهد أحد خصومه أن الشيخ سيدي محمد بن فرج يفحمهم بالدليل القاطع والبرهان الساطع ، واراد أن ينسحب من المناظرة قال: "إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم ويذهبا بطريقتكم المثلى" (الآية) فقال له سيدي محمد بن فرج صدقت : فقد قالها فرعون في حق موسى وهارون عليهما السلام ...وأنت على قدمه فيما قلت.



الكوكبة الأولى :

وقد أجاز سيدي محمد بن فرج في الرحلتين في ولايات تطاوين ومدنين وقابس كوكبة نيرة من المقاديم نذكر منهم:

الشيخ سعدبن الحاج نصر كادي و السيد محمد الدكالى و الامام بلقاسم بن محمد و السيد محمد الحبيب بن الحاج عبد العزيز و السيد محمد الحبيب بن عمر و السيد محمد بن علي بوطالب و الامام محمد بن علي بن عمر و السيد محمد بن المبروك بن محمد و الشيخ ضو بن محمد العباسي و السيد محمد الطاهر بن محمد بوعجيلة و السيد محمد بن يحي بن مذكور و السيد محمد البوصيري بن بلقاسم و السيد عبد السلام بن محمد و السيد الحاج أحمد بن علي الجليدي و السيد أحمد بن حسن و السيد أحمد بن حسن بن ساسي و شيخ قطوفة محمد بن عبد الله بن ساسي و السيد محمد الطاهر بن العربي و السيد الحاج عبد الله بن الحاج مبروك و السيد سليم بن محمد حرار و الامام الشيخ أحمد بن محمد و السيد عبد الرحمن بن الحاج مبروك و السيد عبد الله بن بلقاسم و السيد علي بن محمد الازرق و السيد الوزير صالح بن بلقاسم بن مصطفى و السيد علي بن يحي و السيد المختار بن محمد الصادق و الامام الحاج البشير ونتوقع أن الرحلة الثانية دامت حوالى ثلاثة أشهر من جمادى الأولى الى شعبان من عام 1332. وهذا من خلال مضمون وتاريخ الرسالتين اللتين بعث بهما سيدي العيد بن يامة الى سيدي محمد بن فرج الاولي بتاريخ : 11 رجب1332(جويلية 1914) و الثانية بتاريخ : 10 شعبان 1332(أوت 1914) والتي يطلب فيها عودته قبل شهر رمضان، علما بأنه كانت هناك محاولات متعددة لرحلات أخرى إلا أنها لم تتحقق بسبب عدم ترخيص سلطات الاحتلال لهذه الرحلات بالاضافة الى الظروف الصعبة التي دخلت فيها المنطقة بسبب قيام الحرب العالمية الاولى سنة 1914 الى غاية 1918.

الرحلة الثالثة (1932):

وكان للشيخ سيدي محمد بن فرج رحلة ثالثة الى تونس العاصمة لعلاج ابنه سي أحمد من مرض بعينيه ، فمر في طريقه الى تونس على قرية '' المحرس'' القريبة من صفاقس . وفي المحرس كان له لقاء مع بعض المريدين الذين قدموا من '' تطاوين'' والمناطق الاخرى المجاورة مع بعض سكان القرية المذكورة ثم واصل طريقه الى تونس أين التقى بالعلماء وناظر بعضهم . حتى قال عنه الشيخ محمد مناشو ( وهو أستاذ مدرس من الطبقة الأولى بجامع الزيتونة و مدير المدرسة الاهلية التونسية وهو من علماء الطريقة التجانية و له مؤلفات ) :
هذا الشيخ يجيب عن أسئلتكم بباطن العلوم لا بظاهرها.

الشيخ يراسل:

واستمر الشيخ سيدي محمد بن فرج يتصل بمريديه عبر الرسائل التي كان يرسلها إليهم باستمرار وكان ابنه سي عبد الوهاب همزة الوصل بينه وبين الأحباب ، تلك الرسائل التي يدور محتواها على:
- تفقد أحوال الأحباب والسؤال عن أوضاعهم
- الإرشاد إلى التزام أحكام الشريعة والوقوف عند حدودها
- تذكير بآداب الطريق وشروطه ومقوماته .
- إجابات عن أسئلة فقهية... أو طلبات
- تحذير من الفتن والمفتنين .
وله رسائل كثيرة ومفيدة وبها حقائق ومعلومات عن تلك الفترة ، نقترح العمل على جمعها ودراستها قبل فوات الأوان.

الشيخ المرشد : يشرح ويفيد

وفي هذه الفترة ألف كتابه "الشرح المفيد على منية المريد '' وكان الفراغ منه في 14 رجب سنة 1341 (1923) وهو شرح لطيف ومركز لمتن منية المريد في حياة وأوراد وفضائل شيخ الطريقة التجانية للشيخ التجاني بن بابا الشنقيطى رضي الله عنه ، وعدد صفحات المخطوط 229 صفحة ،فضلا عن عنايته بمريديه فقد كان الشيخ سيدي محمد بن فرج ينتقل الى بعض القرى خاصة في المناسبات العامة والخاصة وهو في كل أحواله معلما ومرشدا و موجها أينما حل او ارتحل، كما كانت له لقاءات اسبوعية بسوق الوادي يلتقي فيها بأعز أصدقائه واحبائه منهم المقدم سيدي مسعود بوسنينة والشيخ سيدي العيد بن يامة والمقدم سي المختار بالرحومة والمقدم الحاج عثمان بده ، المقدم سي محمد الصالح التجاني، والمقدم سي محمد بالطوالب.. وغيرهم وهي جلسات للتواصل الروحي والعلمي يقصدها العامة أيضا للسؤال والفتوى.

الشيخ يستقر بقطاي:

ولما بلغ الشيخ سيدي محمد من العمر 75 عاما رغب في الاستقرار في '' قطاي'' فالمكان بعيد عن العمران والحركة فيه قليلة، مما يوفر له الراحة وفرصة التأمل والتعبد ، ومن ثم قرر الرحيل مع أسرته إلى قرية قطاي - هذا سنة 1925 - هذه الأسرة المتكونة من الزوجة والأبناء والبنات وهم :

عبد الوهاب (1322هـ) مباركة (1325هـ) أحمد ( 1328هـ) الحبيب (1333هـ) مريم (1335هـ) مبروكة (1340هـ).
أما سيدي العروسي فقد ولد بقطاى سنة (1345هـ - 1926م) .
ورغم بعد المكان إلا أن الناس كانت تزوره باستمرار بمحل إقامته للتبرك و طلب الدعاء وللعلم ويروون عنه كرامات عديدة .
- ملك الشيخ بقطاي أكثر 400 نخلة والكثير من الابل والغنم .
- تفرغ للعبادة في أخر حياته .

وفـاتـه :

توفي بعد أن صلى العشاء مع أولاده بقطاي ليلة الخميس 14 صفر 1366 الموافق لـ26 جانفي 1947 عن عمر يناهز 100 سنة هجرية و 97 سنة ميلادية، جرت مراسيم صلاة الجنازة بقطاي حضرها جمع غفير من الأحباب تحت اشراف المقدم سي محمد بن الطوالب ( المقرن).

خلافته :

وبعد حضور الشيخ سيدي العيد بن يامة مع المقدم سي العروسي محمدي وبعد تقديم واجب العزاء طلبا من ابنه سيدي العروسى أن يعطيهم وصية والده ، وتمت قراءة الوصية ليعلنا أن الشيخ سيدي العروسي بن محمد التجاني هو خليفة دار سيدي محمد بن فرج التجاني.

الإجازات :

نظرا للمرتبة المرموقة التي احتلها الشيخ سيدي محمد بن فرج التجاني والمكانة العالية التي شرف بها في الطريقة فقد حظي بعناية كافة المشايخ والخلفاء الذين عاصرهم ، ومنحوه إجازات اعترافا له بالمرتبة والفضل من ذلك :
- إجازة الشيخ سيدي محمد حمة -
- إجازة الشيخ سيدي محمد البشير-
- إجازة الشيخ سيدي محمد العيد بن سيدي البشير-
- إجازة الشيخ سيدي أحمد بن سيدى محمد حمة -
- إجازة الشيخ سيدي محمود بن سيدي البشير بن سيدي محمد الحبيب -
- إجازة الشيخ سيدي محمد الكبير بن سيدي العيد بن سيدي محمد الصغير-
- إجازة الشيخ سيدي علي بن الصديق -

هذه الصفحات غيض من فيض عن حياة هذا الرجل الفذ ، الذي تميز بعقيدة صلبة ، وإيمان عميق ، وعلم غزير ، وصلابة في الدين لا نظير لها ، حتى لقبه الشيخ سيدي محمد البشير التجاني التماسيني بالمظهر الأحمدي ، و وصف سيرته ومهمته بأروع بيان فقال " .. المحب المقدم الفاضل الابر الزكي التقي الفقية النبيه ... أنه ذو سياسة وذو عقل تام وسيرة حميدة وعلم نافع ومتبع في أقواله وأفعاله ... وقد كان سافر لتلك النواحي ومكث بها مدة طويلة قبل، وتعرف بأناس تلك النواحي ودخلت على يديه أناس كثيرة في طريقتنا ورتب بها مقاديم وشواش من أعيان تلك البلدان، وله كلمة نافذة في تلك النواحي ومعرفة باعيان أهلما جملة وتفصيلا..." ونوه به الشيخ سيدي أحمد بن سيدي محمد حمة فقال :'' ان مرتبته لم يصلها إلا اثنين في عصره '' وقال عنه أيضا أن '' سيدي محمد بن فرج مذهب في الطريقة '' سمي هذا المذهب بالمشرب الفرجي.

إن حياة هذا الرجل تحتاج إلى بحث واسع وقراءات في رسائله العديدة التي كان يكتبها إلى مريديه ، ومن خلالها يمكن أن نكتشف الكثير من الوقائع التاريخية و الحقائق العرفانية ، واللطائف الربانية ، كما يمكن تحديد معالم وخصائص المشرب الفرجي، ومن دون شك أن الحركية العلمية الهادئة و الهادفة التي تعيشها الطريقة تبعث همة الباحثين وطلبة العلم نحو المزيد من التنقيب عن حياة هؤلاء الأعلام الكرام لتنتفع بهم الأجيال كما انتفع بهم من عاصرهم من الرجال.

والله الموفق للصواب.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجعين.

تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي عدة بن غلام الله البوعبدلي



القطب سيدي عدة بن غلام الله البوعبدلي (1202 هـ - 1283 هـ) شيخ الطريقة الشاذلية.

سيدي عدة بن غلام الله قدس الله سره:

ولد الشيخ سيدي عدة بن محمد الموسوم بن غلام الله البوعبدلي الحسني في العام الثامن من القرن الثالث عشر هجري بـ“مشتى الفقراء“ ببطحاء الشلف القريبة من جديوية من ولاية غليزان، وهو شريف حسني.

شيخ العلم والصلاح والتقى والورع:

نشأ الشيخ سيدي عدة بن غلام الله في أسرة عريقة.. شريفة، معروفة بالعلم والصلاح والتقوى.. أصابه في صباه مرض منعه عن المشي، ولم يتسن له المشي إلا في العام الرابع من عمره ولما بلغ سن الخامسة من عمره صحبه جده معه إلى شيخه في الطريقة الرحمانية، الشيخ سيدي بلمهل المازوني القاطن بقرية بوعلوفة، حيث طلب من شيخه تزويده ببركة دعائه أن يشفي الله الصبي، ويرزقه العلم والولاية.

ولما شفي من مرضه، أدخله جده الكتاب لتعلم القرآن الكريم، حيث أتم حفظه وهو في السادسة عشرة من عمره، وأثناء حفظه للقرآن الكريم كان والده يعلمه مبادئ العلوم الشرعية والعربية وبعد حفظه للقرآن وأخذه لمبادئ العلوم بعثه جده إلى القلعة حيث مسجد الشيخ بن حمو بغليزان، فجد واجتهد في طلب العلم، وأثناء ذلك تعرض والده لعملية اغتيال، فكفله جده الذي أوصى له بكامل ثروته، ولما كانت همة سيدي عدة طلب العلم، عالية لم يهتم بتصرف الأموال، بل صرف همته في السعي الجاد على الاغتراف من منابع العلم بمازونة.

وبعد تخرجه وحصوله على إنجازات من علماء ومشايخ المنطقة الذين درس عليهم، وبعد تبوئه مقعد العلم والفقه، عاد إلى مسقط رأسه، فأسس مسجدا استجابة لنداء الحق سبحانه وتعالى:”في بيوت أذن الله أن تُرفع ويذكر فيها اسمه“.. فكان رحمه الله تعالى يؤم الناس في الصلوات ويتولى تعليم القرآن الكريم، عملا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم:” خيركم من تعلم القرآن وعلمه“, بالإضافة إلى ذلك كان يعقد مجالسا لتدريس الفقه وعلوم الشريعة والعربية.

وبعد فترة من الزمن تخلى الشيخ سيدي عدة عن إمامة الناس بالمسجد، وانقطع إلى الخلوة، حيث اجتهد في القرب من مولاه سبحانه وتعالى بالأذكار على الطريقة الرحمانية التي كان قد أخذها عن والده قبل موته. ثم جدد أخذ الطريقة عن الشيخ سيدي عبد القادر بن الأحول بزاوية وادي الخير من أعمال مستغانم. وبعد عودته إلى أهله، ومكوثه بينهم قليلا، رأى الشيخ سيدي عدة ضرورة الالتحاق بالشيخ الصالح والعالم الرباني الشيخ بالقندوز صاحب الجامع بوادي مينة قرب غليزان.

ثم قام بزيارة المشايخ والعلماء. فاتجه غربا نحو المغرب الأقصى فزار علماء وجدة وأخذ عنهم، ثم ساح شرقا فزار بلاد زواوة وجلس إلى علمائها. وهكذا ظل يتجول في ربوع هذا الوطن العزيز حتى فرغت يده من المال، فعاد إلى قريته وأهله ، فلزم بيته وانقطع إلى العبادة.

الشيخ سيدي عدة الفقيه والمفتي:

انقطع الشيخ في خلوته لعبادة ربه ومناجاة خالقه، والقرب من حضرة سيده ومولاه، إذ جاءه الشيخ العارف مولاي العربي بن عطية العمار البوعبدلي الونشريسي، مستفتيا في قضية فقهية، مفادها: أن هذا الشيخ اكترى دابة تحمله إلى المغرب الأقصى لزيارة شيخه في الطريقة، الشيخ مولاي العربي الدرقاوي، فهلكت الدابة وطالبه صاحبها بغرم القيمة، فاختلفا، ثم قال الشيخ مولاي العربي بن عطية لصاحب الدابة:” أنظر لنا عالما نستفتيه“, فأشار عليه بالترافع أمام الشيخ سيدي عدة الفقيه، فقضى بينهما بالعدل.

توسم الشيخ سيدي مولاي العربي بن عطية في الفقيه المفتي سيدي عدة ملامح العلم والصلاح والتقى والورع، فدعاه لزيارته في جبل الونشريس، فأجاب الفقيه سيدي عدة دعوة الشيخ، وما أن لقيه حتى تتلمذ عليه، وأصبح سيدي عدة من أقرب المريدين إلى الشيخ سيدي مولاي العربي بن عطية العماري الونشريسي وعمره إذ ذاك أربعون سنة، وظل سيدي عدة يتردد على شيخه إلى أن ورد عليه كتاب من الأمير عبد القادر يكلفه بالقضاء في المنطقة.

فاستشار شيخه سيدي مولاي العربي بن عطية فأشار عليه بالقبول، فتولى سيدي عدة القضاء بوادي سلي، ومينة وظهرة ونحوها، وكان يتنزه عن قبول راتبه، مما زاده رفعة في عين الأمير فأحبه واحترمه وأكرمه، وهذا لما كان في سهل شلف، ولما توجه الأمير عبد القادر نحو الجنوب اصطحب الشيخ معه إلى أن استقر في طاقين قرب الشلالة، حيث أقام الزمالة.. ومنها عاد سيدي عدة إلى قبيلته “أولاد خويدم“ حيث توجه الأمير عبد القادر إلى المغرب.

وقد أقام الشيخ سيدي عدة بعد سفر الأمير بين أهله في أولاد خويدم، حيث انقطع إلى العبادة وتعليم القرآن، ونشر العلم، إلى أن قدم عليه الشيخ أحمد بن المختار البوعبدلي القاطن بـ “محنون“ من ولاية تيارت، وكان الشيخ أحمد بن المختار قد توفي أبوه معلم القرآن الكريم، وقد تركه هو وأخوين وأختا لهم أرملة أحد الشهداء، فعرض عليه أن يأتيهم إلى محنون ليعلمهم فقبل سيدي عدة الدعوة، فأقام بـ“محنون“, حيث تزوج الأرملة وأنشأ زاوية، وتولى بنفسه عملية التدريس، والإرشاد، والدعوة إلى الثبات، والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف والابتعاد عن مخالطة الفرنسيين.

مؤلفاته:

وهو في زاويته بجبل محنون، انقطع للتأليف في الحديث، والتصوف، ومراسلة الإخوان والأصدقاء. فألف عددا من الكتب بقي منها:
أ- في التصوف:
* رسالة الكراس في زوال الشك والالتباس.
* كتاب الرسائل لأهل الوسائل.
* كتاب الأجوبة لأهل المحبة.
ب - في الحديث: صنف عدة كتب جمع فيها الأحاديث حيث حسب المواضيع الفقهية والأخلاقية، وكانت تقرأ أورادا في مساجد المنطقة.
ج- قصائد في المناجاة.

وفاته:

توفي سيدي عدة سنة 1283 من هجرة الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد رثاه معظم علماء ومشايخ المنطقة لمكانته بينهم، وتسجيل مراثيهم من طرف ولد الشيخ محمد بن المختار في سفر لترجمة والده، ما يزال مخطوطا مع ما تبقى من تأليف الشيخ في الزاوية.

من آثاره رضي الله عنه:

الصلاة المنجية وهي طويلة جدا...يقول فيها قدس الله سره:

اللهم صل وسلم على المرتجى سيدنا محمد أهلا للرجا
شفيعنا محمد سفينة النجا صلاة تكون لناالفرجا
وتفتح لنا أبواب النجا فتحا قريبا منفرجا
الحمد لله لكل ماجا والشكر له على الفرجا
إذا ضاق الحال عليك بالنجا بذكر الله ترى الفرجا
إلجأ إليه باسم النجا الإسم الأعظم مفتاح الحجا

تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |