من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

ترجمة الولي الصالح العارف بالله سيدي أبو عزي التلمساني




- قال العلامة الكتاني في "سلوة الأنفاس" الشيخ النزيه المعظم المحترم الوجيه الشريف الأصيل البركة النبيل العارف بالله تعالى أبو عبد الله سيدي أبوعزى التلمساني المهاجي من مهاجة وهي قبيلة من بني عامر بقرب تلمسان له زاوية بوجدة وأخرى بتلمسان وله فيهما أصحاب و أتباع وكان هو من أصحاب الشيخ العارف بالله مولاي العربي الدرقاوي وإليه ينتسب وكان من أهل الحقائق والعرفان وجلالة القدر وعظم الشأن يتكلم بما يبهر العقول وبما لا يقدر عليه إلا الفحول ويقول لو نزل إلينا الملائكة من السماء لتذاكرنا معهم وكان مهما جالس العلماء أفحمهم ولا يقدر أحد منهم أن يجادله في شيء ويقال إنه كان في أول أمره ممن يغلب عليه الصمت حتى قال له شيخه المذكور يوما من الأيام تكلم فانطلق حينئذ لسانه وتنسب له تصرفات عديدة وأحوال صادقة وخصال حميدة.

- توفي رحمه الله يوم الجمعة وكان موافقا للخامس عشر من شهر شتنبرعام سبعة وسبعين ومائتين (1277) ودفن بمسجد سيدي أبي مدين الغوث المعروف بأقصى حومة الرملية من عدوة فاس الأندلس بقوس منه عن يمين المحراب وهو مزار متبرك به.

- تنبيه:

هذا المسجد من المساجد المباركة وهو من مزارات هذه الحومة وبه الشيخ سيدي أبو مدين المذكور لما كان قاطنا بفاس وبهذه الحومة منها كان يدرس العلم ويرقي المردين اهـ.

- المصدر: تعريف الخلف برجال السلف لسيدي أبي القاسم الحفناوي الجزء الثاني ص27 مطبعة بيير فونتانة الشرقية في الجزائر 1906م.

- من كلامه رضي الله عنه:

يا لائمي دعني فلو ذقت *** ما ذقت لصرت بمن هويت مثلي والع
فسلم ولا تلم فقد أخذ الحب فؤادي *** وروحي والقوى والْمجامع
وأشهدني أسرارا تهت في حسنها *** بها غنت الأطيار وهي سواجع
ومن أجلها التفضيل صحَّ لآدم *** وخرت لحسنها الأملاك خواضع
ونوح لها حنَّ وفَاضت دموعه *** وكَان بها في الْفلْك ناج ممنَّع
وإبراهيم الْخليل بها عربدا ومال *** على الأصنام بالْكسر شارع
وبها في وسط النار كان ينعم *** وكَيد الأعادي بهم حلَّ و قمعوا
وموسى بها في الطور كان يؤنس *** وعيسى من فَضلها كَسته خلائع
وأحمد خير الرسل أفضل أهلها *** بها أعطي الختام و هو رافع
محمَّد أحمد أحد في حسنه *** لم يدركه سابق ولا من هو تابع
فلم يدركها ذو الْعقل إلا إذا فنا *** عن الأشياء كلها يراها تشعشع
أيا الله يا فتَّاح بالفتح جد لنا *** وبالحق حققنا ولا تبق مانع
وبيِّن لنا الأسرار حيث جعلته *** بنورك يا مبين فيك الْمطامع
وثبِّت عبيدك المهَّاجي أبا عزَّه *** في أنسك واجعله بأمرك صادع
وصل وسلم ثم بارك على الذي *** له تسجد الأقمار وهي طوالع
وآله والأصحاب وأهل إرثه *** وزدنا من الْعلوم ما هو نافع

- فائدة في موطن الشرفاء المهاجيين الأدارسة:

للأمانة قمت بنقلها من موقع: © أحباب الشيخ أحمد العلوي – العلاوي. نشرت بتاريخ: 2007-06-07

موطنهم الجزائر وموطنهم الأصلي من شرفاء غريس، منطقة يقال لها المسيد أو القعدة بين ولايتي معسكر و سيدي بلعباس و أنه يوجد فرقتان للقبيلة فرقة تنحدر من سيدي ميمون و فرقة أخرى تنحدر من أخيه سيدي أيوب تنتشر بالأخص في ناحية سيدي بلعباس .و قد ترجم لهم العلامة الشيخ الطيب الغريسي في كتاب القول الأعم و الشيخ محمد الأعرج الغريسي الفاسي في شرح منظومة بغية الطالب كما توجد ترجمتهم في كتاب اللامع في نسب الأدارسة من آل مهاجة الحسنيين لعلي بن أحمد بن أبي الحسن الفاسي.

من بين أعيان القبيلة الشيخ المذكور الحاج الخضر الذي قام بدور الوساطة بين قبائل الحشم و الباي محمد ، و ابنا الحاج الخضر الشيخ العلامة محمد بن الخضر دفين فاس و قد ترجم له الشيخ جعفر الكتاني في سلوة الأنفاس و أخيه الشيخ بن فريحة بن الخضر الذي ولاه الأمير عبد القادر ولاية معسكر ، و منهم كذلك الشيخ الولي الصالح ابي يعزى المهاجي صاحب الترجمة والشيخ بلاحة المهاجي و قد ذكر قصته مع الاسبانيين الشيخ ابي راس الناصري في عجائب الأخبار . و منهم الشيخ الطيب المهاجي عضو جمعية العلماء المسلمين .

أسس أسلافهم زاوية لطلب العلم وذكر الله بغريس منذ القرن العاشر الهجري وتعرف إلى اليوم بزاوية سيدي الخضير المهاجي الإدريسي واقتفى أثرهم في إنشاء الزاوية كل من وفقه الله للخير. فهناك بغريس زاوية الشرفاء الأدارسة وزاوية الشرفاء المشرفيين وزاوية سيدي عبد القادر بن المختار الإدريسي وزاوية سيدي عبدالرحمن المحمودي الإدريسي وزاوية الشرفاء القادريين وزاوية سيدي محمد الأعرج السليماني وزاوية سيدي محيي الدين بن مصطفى الإدريسي وغيرها وكانت هذه الزواوي رباطات علمية تخرج منها عدد كبير من العلماء جزا الله المحسنين.

انتقل بعض الأشراف المهاجيين الأدارسة من الجزائر إلى مدينة فاس لطلب العلم. منهم أبناء الشريف سيدي عبدالقادر المهاجي الحسني كان رحمة الله عليه من عمداء مقدمي الأحياء زمن باشا فاس المرحوم السيد محمد التازي.

وترجم لهم سي الطيب المهاجي ، منهم فرق كثيرة منها الزراقات او الرزاقة اولاد عبد الرزاق، اولاد بوكلمونة، اولاد الفريح، اولاد ويس، وغيرهم ، تعرفهم من وجوهههم تشوبهم حمرة وجمال ، واكثر اسماء ابنائهم مهاجي ومهاجية، لان جدهم يسمى مها جاء التي اختصرت الى مهاجة انما هم اشراف زواوة شمال فاس وليس زواوة القبائل الجزائرية واسماءهم مركبة اي ثلاثية.

- المصادر:

سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس للشيخ محمد بن جعفر الكتاني (رحمه الله وأفاض على قبره شئابيب رحمته وأنواره).

الشرفاء الأدارسة المهاجيون - ديوان الأشراف الأدارسة
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي أحمد بن موسى الكرزازي



بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

- نبذة عن الطريقة الكرزازية ومؤسسها:

- الطريقة الكرزازية أو الموساوية نسبة إلى مؤسسها الشيخ العلامة القطب الجامع سيدي أبي العباس أحمد بن موسى صاحب كرزاز، وهي من فروع الطريقة الشاذلية، يتصل نسبه بالولي الصالح سيدي عبد السلام بن مشيش، أخذ عهد الطريقة الشاذلية اليوسفية عن الشيخ سيدي أحمـد بن يوسف الملياني، وعن خليفته فيما بعد الشيخ سيدي محمـد بن عبد الرحمن السهيلي، وصار مقدما للطريقة بالمنطقة الغربية.

ورد ذكر هذه الطريقة ومؤسسها وفروعها في «فهرس الفهارس» لسيدي عبد الحي الكتاني وذلك في سلسلة مشايخ العلامة الرحالة سيدي العياشي صاحب الرحلة المشهورة «بماء الموائد» نقلا عن كتاب «المناقب المعزية في مآثر الأشياخ الكرزازية» لـ أبو عبد الله محمد بن محمد الكرزازي ما نصه:



.... وشيخ المترجم أبو زيد عبد الرحمن الكرزازي أخذ عن عبد الرحمن إبن أحمد القصباوي الحمزاوي عن محمد أفراد الساوري عن شيخ الطريقة أبي العباس أحمد بن موسى صاحب كرزاز عن محمد بن عبد الرحمن السهلي عن الملياني عن زروق بأسانيده. ح : واروي الطريقة الكرزازية عن الوالد وغيره عن أبي الحسن علي بن عبد الواحد بن السلطان سيدي بن عبد الله العلوي الفاسي عن أبي عبد الله محمد بن علي الكرزازي المذكور بسنده إلى المترجم عليا عن الشهاب أحمد الجمل النهطيهي عن محمد البهي الطندتائي عن محمد المنير عن الحفني عن محمد علي الأحمدي البولاقي عن المترجم.اهـ

أضاف إلى أوراد الطريقة الشاذلية قراءة البسملة 100 مرة عقب صلاة العشاء و 200 عقب صلاة الصبح، واشتهرت باسم الطريقة الكرزازية أو الأحمـدية نسبة إليه، وعرفت شهرة واسعة بالمنطقة وامتد نفوذها إلى مختلف المناطق المجاورة، وأكثر أتباعها في حميان وتلمسان وعين تموشنت... وذلك لمجهودات المؤسس في التعليم والإكرام والإصلاح، إذ كانت تقوم بنشر العلم بواسطة زاويته التي أنشأها بكرزاز، وحماية الطرق من اعتداء اللصوص. كانت على صلة وثيقة مع الطريقة الزيانية التي أسسها الشيخ محمد بن عبد الرحمن القندوسي«بوزيان».

مولده ونشأته:

ولد رضي الله عنه بأولاد مولى إحدى ضواحي الزاوية الكبيرة بكرزاز ولاية بشار بالجزائرمقر ضريح الشيخ سنة 863هـ الموافق لسنة 1443م وذلك تاريخ ظهور العالم العلامة و البحر الفهامة شيخ الطريقة ومعدد الحقيقة سيدي أحمد بن موسى قدس الله روحه ونور ضريحه و حشرنا و إياكم في زمرته و بعد نعومة أظافره رحل إلى مدينة فاس بالمغرب الأقصى و هناك كان تلقيه للعلم و المعرفة على يد الشيخ الجليل سيدي عبد القادر بن محمد الفاسي ثم اتصل بالشيخ سيدي أحمد بن يوسف الراشد الملياني الذي أخذ عنه الطريقة الشاذلية اليوسفية.

شجرة نسبه الشريف:

يتصل نسب الشيخ سيدي أحمد بن موسى بالدوحة النبوية الشريفة وعترة آل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فهو سيدي أحمد بن موسى بن خليفة بن موسى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن احمد بن عبد السلام بن مشيش بن أبي بكر بن علي بن حرمة بن عيسى بن سلام بن مزوار بن علي حيدرة بن محمد بن الدر النفيس المولى إدريس الأزهر بن المولى إدريس الأكبر بن إمام المدينة المنورة مولانا عبد الله الكامل بن مولانا الحسن المثنى بن مولانا الحسن السبط بن الإمام سيدنا علي كرم الله وجهه ومولاتنا وسيدتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

شيوخه:



أخذ رضي الله عنه عن الشيخ عبد القادر بن محمد الفاسي المتوفى سنة 949هـ الموافق لـ 1529م وهو شيخه في العلوم الشرعية - الشيخ سيدي موسى بن المسعود التسفاوتي دفين تسفاوت تيميمون وهو شيخ الوصول- الشيخ حجة الإسلام سيدي أبي العباس أحمد بن يوسف الملياني الراشدي المتوفى سنة 946هـ الموافق ل 1526م وهو شيخ التربية و الطريقة- الشيخ عبد الرحمان السهلي التوفى سنة 959هـ الموافق ل 1589م وهو شيخ الطريقة - الشيخ سيدي أحمد العروسي المتوفى سنة 968هـ الموافق ل 1543م .

أهم تلامذته:

سيدي أمحمد بن جراد الساوري المتوفي سنة 1040هـ الموافق ل 1620م دفين الزاوية الكبيرة لكرزازي - سيدي أمحمد بن عومر البوداوي شيخه في الوصول المتوفى سنة 1082هـ الموافق ل 1662م دفين زاويته (زاويـــــة الشيخ ) بودة - سيدي محمد بن إبراهيم البوداوي المتوفى سنة 1067هـ الموافق ل 1647م دفين لعماريين (بودة)- سيدي محمد بن عبد الله السباعي المتوفى سنة 1060هـ الموافق ل 1664م دفين أسبع- سيدي أحمد بن محمد الحداد دفين أجدال واد الساورة المتوفى سنة 1058هـ الموافق ل 1640م - سيدي عبد الله بن عيسى الذهبي المتوفى سنة 991هـ الموافق ل1571م دفين الزاوية الكبيرة كرزاز.

آثاره:

ترك الشيخ العديد من المؤلفات الجليلة في علم التوحيد وعلم التصوف أغلبها لا يزال مخطوطا إضافة إلى بعض الأوراد المحفوظة في قلوب مريديه وأهالي منطقة كرزاز كقراءة البسملة الشريفة التي سبق وأن أشرنا إليها بالعدد المذكور أعلاه والتي قد أضافها الشيخ رضي الله عنه إلى أوراد الطريقة الشاذلية ، و«حزب الفلاح» للقطب سيدي أبو الحسن الشاذلي قدس الله سره، أيضا الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم 80 مرة عقب صلاة عصر الجمعة و كذلك عند المصافحة، إضافة إلى إقامة الذكر الجماعي المعروف «بالسماع» الذي يقال بالمسجد في الشتاء عقب صلاة الصبح و في الصيف كل خميس و هو ما يسمى الآن بخروج الحضرة و دخول الحضرة.

تأسيس الزاوية الكرزازية:

بعد انتهاء شيخنا من رحلته العلمية رجع إلى مسقط رأسه الزاوية الكبيرة وذلك سنة 908 هـ الموافق ل 1483 م فاستقر بها و أسس بها زاويته المشهورة لنشر العلم وإيواء الفقراء و ابن السبيل وهذا إلى أن التحق بالرفيق الأعلى سنة 993هـ الموافق ل1573 م عن عمر يناهز 90 سنة.

تولي شؤون الزاوية بعد وفاته:

بعد وفاته رضي الله عنه خلفه الشيخ سيدي بن جراد تلميذه الفذ وهذا إلى أن وافته المنية سنة 1040هـ الموافق لـ 1620م ثم تولى الخلافة من بعده سيدي محمد بن الشيخ الحمزاوي و بقيت تحت إشرافه حتى سنة 1045هـ الموافق ل1626م، وبعد الشيخ محمد بن الشيخ الحمزاوي تولى الخلافة على الزاوية الشيخ سيدي عبد الرحمان بن بوفلجة في مطلع القرن الحادي عشر سنة 1048هـ ثم تولى خلافة أحفاده إلى الآن.

مصادر

أنظر إلى ترجمته في كتاب «الاغتباط بالجواب عن الأسئلة الواردة علينا من الأغواط» للعلامة القاضي الحاج أحمد سكيرج ( السؤال الحادي عشر)- أيضا «فهرس الفهارس» 473 العياشي: لسيدي عبد الحي الكتاني ص 837. كتاب «المناقب المعزية في مآثر الأشياخ الكرزازية» لأبو عبد الله محمد بن محمد الكرزازي، كتاب «اللبانة الرمزية لمريد المناقب المعزية» للشيخ سيدي محمد بن الكبير حسوني حفظه الله.

هوامش/

كرزاز:

هي إحدى البلديات التابعة لولاية بشار، بالجنوب الغربي الجزائري أصبحت دائرة إثر التقسيم الإداري لسنة 1986، وهي تضم ثلاث بلديات:

01 بلدية كرزاز وهي أيضا مقر الدائرة.
02 بلدية بني يخلف.
03 بلدية تيمودي.




- بلدية كرزاز يسكنها عدة أعراق من أهمهم السكان الأصليون و المرابطون الذين هم في الأصل من سلالة علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء بنت رسول الله ، ينتسبون في كرزاز إلى الشيخ سيدي أحمد بن موسى، يوجد بها ضريحه الشريف بالزاوية الكبيرة التابعة لهذه الأخيرة «كرزاز»، فروعه موجودة في المنطقة و أيضا بولاية أدرار.

تمتد كرزاز على مساحة تقدر بــ 10520 كم مربع وتضم ثلاث تجمعات سكانية هـي:



1- المقسم: إسم على مسمى لموقعه في الوسط ، فاصل بين جبلين، يشمل جميع الهياكل الإدارية التابعة للبلدية و الدائرة معا، وهو في نفس الوقت مركز المدينة.

2- كرزاز القصر: مقر زاوية سيدي أحمد بن موسى، يوجدعلى بعد كيلومترين و مائتي متر شرق مقر البلدية، يُربط بطريق ثانوي معبد، وأول منطقة سكنية تصادفك هي قصر أولاد مراح بأنقاضه يقع على بضعة أمتار من الطريق المعبد قبل الوصول إلى وادي الساورة، كرزاز القصر موزع على ثلاثة أحياء سكنية منفصلة هي: المطلع، القصر القديم ، وأصراف.

3- الزاوية الكبيرة: تبعد عن المقسم بمسافة سبع كيلومترات نحو الغرب أين يوجد ضريح الشيخ سيدي أحمد بن موسى و أضرحة الشيوخ الذين تعاقبوا على مشيخة زاوية كرزاز، على بعد أربع كيلومترات من المقسم اتجاه الزاوية الكبيرة توجد أنقاض قصر تزقارت تتقدمه مساكن طينية سالفة العصور، وعلى بعد 900 م من الزاوية الكبيرة تلاحظ أطلال سيدي موسى بن خليفة.
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي محمد بن يخلف



مولده:

- ولد سيدي محمد الابن الأول لسيدي يخلف يوم العاشر من شهر جمادى الآخرة سنة 756 هجرية بجبل الراقوبة بمنطقة الراشدية و سمي بالفاضل العلامة الذي جعل للمحاسن علامة.

التعريف بحياته العلمية:

- إنه الإمام العامل الورع الزاهد المتفنن في كل العلوم الكثير الإحاطة والتحقيق، ولد بالراقوبة وبمنطقة الراشدية وبها نشأ وحفظ متونا في العربية والفقه والمنطق وغيرها وعرض ما حفظه على شيوخ بلده إنه مفتى الأمة علامة المحققين وصدر الأفاضل المبرزين إنه وحيد دهره و فريد عصره، إنه الشيخ البركة الفقيه الأمام المعمر ملحق الأصاغر بالأكابر، مرتقي دورة الاجتهاد بالدليل والبرهان، كان ذا أبهة وبهاء، وجودة مملوءة بعلم انفرد به أي انفراد بعلم المعقول والمنقول واتخذ في علم اللسان والبيان وهو ما عداه من الفنون يفوق الصدور، ويقبض على مزاحمة البحور، كانت له اليد الطولي في جميع العلوم، ومهما أخذ في تدريس فن حسبته لا يعرف سواه وأنه أفنى عمره فيه وما ذلك إلا لتضلعه وإطلاعه يأتيه الأشياخ فيما يستشكل دونه من الغوا مض فيزيل ما خالج قلوبهم من العوارض و بعد ما نشأ رحمه الله في وطنه، ضاقت نفسه للرحلة في طلب العلم بعد أن حصل ما عند أهل وطنه فدخل على ولهاصة فأخذ بها عن أشياخها وصادف أيام دخوله منطقة ولهاصة الشيخ العلامة حافظ وقته سيدي علي بن مسعود فاتصل به و لازمه.

~*~*~*~

- وكان سيدي محمد ابن يخلف الراشدي لما دخل ولهاصة تصدى لنشر العلم فهرع الناس إليه و حصلت له وجاهة عظيمة عن أهل المنطقة، لقد درس العلم و حصل له إقبال عند أهلها لجودة فهمه و حسن تقريره و هناك تجددت له الرغبة في علم الحديث و كان فيه قبل ذلك من الزاهدين و يقول بعض مشايخ أهل المنطقة ما وصل إلينا من الراشدية إنه أذكى و أحفظ و كان إذا دخل على جماعة يقولون له: "يا سيدي محمد إنك شيق المستمعين علما و عملا" وهكذا هي عادته ما دخل على أحد المشايخ إلا استفاد وأفاد، إنهم كانوا يستفيدون منه أكثر مما يفيدونه، و بالجملة فهو نادر الوقت و مسند الزمان و فوائده رحمه الله كثيرة، لقد عكف على تعليم العلوم فأفاد الأفراد وأمتع جهابذة النقاد وأسمع كل الأسماع ما أشتهى و أراد.

ومن طلبته:

- لقد أخذ عنه جماعة من الطلبة من إبراهيم ابن القاسم العقباني وحصل عنه و برع و ألف و أفتى و السيد أحمد ابن الأستاذ الندرومي، و أحمد ابن الحسن العماري، الولي الكبير ذو الكرامات الطاهرة و الآيات الباهرة درس عليه زمنا طويلا فلازمه للتهجد في مسجده، و أخذ عنه أبو الربيع سليمان بن الحسين، وهذا الأخير كان قائما على دراسة المدونة الكبرى وابن الحاجب و يقول هذا الأخير: "حضرت مجلس سيدي محمد ابن يخلف الراشدي درسا في المدونة الكبرى الخ…".

ما خلفه:

- لقد أنجب سيدي محمد المتنقل إلى ولهاصة أربعة أولاد: سيدي الأحسن الذي يوجد ضريحه بمديونة و لم يعقب، سيدي قادة الذي يوجد ضريحه بجوار أبيه و له عقب صالح، سيدي الحاج الذي يوجد ضريحه بجوار أبيه وسيدي أحمد الابن الأخير الذي انتقل إلى زواوة و بالضبط إلى عزازقة و يدعى هناك سيدي أحمد أغربي ومزاره هناك تلوح عليه الجلالة والبهاء.

رفاق سيدي محمد بندرومة و تلمسان:

- لقد ورد في التقيد التالي ما يلي: « تقييد الشهود المرضيين الذي رضوا بهم أهل تلمسان في شهادة الشرفاء، و الحائزين على وثائق ثبوتيه من مدينة فاس و ذلك من القرن الخامس الهجري إلى القرن السابع الهجري الإمام أبو مدين، سيدي أحمد زروق، سيدي إبراهيم المصمودي السلطان مولاي أحمد بن كربوش»، هذه قائمة اسمية لشهادة الشرفاء.


منظر لمدخل الضريح للولي الصالح سيدي محمد بن يخلف

شهود ندرومة:

- سيدي عيسى بن عبد الرحمان، سيدي محمد بن عبد الله، سيدي علي بن عبد الله، سيدي يوسف بن عمر، سيدي الزوبير بن يخلف الراشدي، سيدي محمد بن عبد الرحمان، وسيدي عمران بن محمد. هؤلاء عدول زمانهم يحملون معهم وثائق ثبوتية لشرفهم و حسبهم و نسبهم الطاهر و لا يخرج منهم إلا فاسق أو كافر، ونعوذ بالله من الشك والشرك و أيضا بـ تلمسان، سيدي يحي بن أعمر، سيدي محمد بن خالد أتواتي سيدي يحي بن عيسى بن عبد الوهاب العجراني، هذه القائمة الثلاثية كتبها سيدي أحمد بن الناصر في القرن الثامن الهجري.

يقول سيدي محمد ابن يخلف دفين ولهاصة: «انتهى هؤلاء الشهود الونشريسيون و القضاة الكائنون من هؤلاء السادات و سيدي يحي بن عبد الواد، هذا الذي رأيت رسم الشجرة المنسوبة على ظاهر مولاي إدريس بـ فاس للشرفاء و شهودها و كاتبها و السلام و يعم الوقف على من كتبه و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه وسلم تسليما» وقد اتفقوا على صحته العلماء الفقهاء الراغبون الوارعون هذا منقول من ثقات إلى ثقات إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ليلة الخميس من شهر صفر عام 851 هجرية نسأل الله التوفيق و يهدينا و إياكم إلى الطريق بجاه أهل التحقيق آمين و الحمد لله رب العالمين.

~*~*~*~

وفاته:

- وكانت وفاته يوم الأربعاء لست بقين من رجب سنة 857 هجرية ودفن بـ ولهاصة.


المرجع:

كتاب: «معسكر رجال و تاريخ» للأستاذ جلول جيلالى

~*~*~*~

سيرة ذاتية للمؤلف:



هو الأستاذ جلول جيلالي من مواليد 1942م بلدية ماوسة، من طلبة سيدي بن يخلف. تم تسريحه من زاوية سيدي بوعمران والترخيص له بالذهاب إلى مسجد القرويين وذلك سنة 1960 إلى غاية 1963.

من الوظائف التي اعتلاها :

- سلك التربية من 1963 إلى 1972.
- مسير بمصلحة الموظفين.
- رئيس مكتب الأمانة.
- وفي سنة 1986 مسؤول بمصلحة الثقافة على حماية التراث الثقافي وإحيائه.
- أمين ولائي للمحفوظات.

صدر للباحث ما يلي:

- مشاركة كاملة في طبع تأليف « معسكر رجال وتاريخ».
- تأليف في النسب.
- مقالات عديدة في المجالات الولائية العديدة ثم نشرها.
- مقالات في الجرائد: جريدة الشعب، جريدة الجمهورية، جريدة الرأي، جريدة الجزائري، صوت الغرب، منبر الغرب.

مؤلفات تحت الطبع:

- سلسلة أخرى تابعة لأعيان وعلماء المنطقة «معسكر».
- التحقيق حول بعض المخطوطات «الصرف، المنطق، ديوان للشعر الملحون» هي لمؤلفين من قلب مدينة الراشدية.
تكملة الموضوع

حمل كتاب فهرس الفهارس لسيدي عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني



- عنوان الكتاب: فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات.
- المؤلف: عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني.
- المحقق: إحسان عباس.
- الناشر: دار الغرب الإسلامي.
- سنة النشر: 1402 – 1982.
- عدد المجلدات: 3 «تم دمج المجلدات في ملف واحد للتسلسل»
- رقم الطبعة: 2.
- عدد الصفحات: 1621.
- الحجم (بالميجا): 26.
- المصدر: المكتبة الوقفية.


ترجمة المؤلف قدس الله سره

الكتاني (محمد عبد الحي)

(1302 ـ 1382هـ/1883 ـ 1962م)




- محمد عبد الحي بن عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد الكتاني الفاسي الحسني، ولد وترعرع بفاس المغرب، في أسرة اشتهر أفرادها رجالاً ونساءً، بالعلم والفضل والاجتهاد، والتصوف، والتربية، والجهاد. فأبوه، أبو المكارم، المربي المحدث صاحب المؤلفات الكثيرة، من أعلام الاجتهاد، ورواد الإصلاح الديني والسياسي، ودعاة التحرر والجهاد في المغرب العربي في القرن الرابع عشر الهجري.

وأمه فضيلة بنت إدريس بن الطائع، أخت شيخ الإسلام السيد جعفر بن إدريس الكتاني، العالمة بالله، الدالة عليه بحالها ومقالها، وأخوه، أبو الفيض، محمد بن عبد الكبير بن محمد[ر]، حافظ المغرب الشهيد، حجة الإسلام، ومؤسس الطريقة الأحمدية الكتانية، وولده عبد الأحد بن عبد الحي، العلاّمة المشارك، الفقيه القاضي، الأديب الشاعر. ألّف كتباً عدّة، وقدم لكتاب أبيه «فهرس الفهارس» وله ديوان شعر، قتل خطأ في أثناء فتنة السلطان محمد الخامس في حياة والده عام 1954.

~*~*~*~

كان محمد عبد الحي علاّمة نابغة متميزاً بحفظه العجيب لعلم الإسناد وروايته، سريع الكتابة والتأليف فأملى كتابه الشهير الذي يعد من أجلّ ما كتب في علم الإسناد «فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات» الذي يقع في مجلدين في شهر واحد، كما أملى مجلدة كاملة في أسانيده أسماها «ما علق بالبال أيام الاعتقال»، عين مدرساً مع أجلّة العلماء وكبار الشيوخ في الضريح الإدريسي قبل أن يبلغ العشرين، ونال أرقى الرتب العلمية بالقرويين قبل أن يتجاوز الثالثة والعشرين.

كان يبدأ يومه بالمطالعة، ولا ينام إلا والكتاب في يده، وما كان ينام إلا قليلاً، وما اشترى كتاباً إلا وقرأ فيه، وقرأ عليه الشيخ المعمر محمد بن محمد البقالي الطنجي كتاب «الشفاء» للقاضي عياض في ثلاثة أيام. وما ترك التدريس قط، سواء في الزاوية الكتانية بفاس، أم في جامع القرويين الأعظم، أم في جميع رحلاته الدعوية والإرشادية والعلمية إلى مختلف البلاد في إفريقيا وأوربا وآسيا.

وأول ما يسأل عنه في البلد الذي يزوره المكتبات، فيجمع منها النادر والغريب، ويبذل من أجل ذلك الغالي والنفيس، ومن أغرب ما نقل عنه: أنه دخل يعزي بأحد أهل العلم، وفي أثناء ذلك طلب رؤية مكتبته، فنزع خفه ودخل حافياً بأدب واحترام، ثم استعار بعض كتبها. وكان يحب أن يقرأ الكتب قرب أصحابها، فقرأ «الشمائل» للترمذي و«مقدمة صحيح مسلم» في حرم المدينة المنورة، وقرأ عند ضريح الشيخ ابن عربي كتابه «الفتوحات المكية» في إحدى زياراته لدمشق، وفي البقيع حيث مثوى الإمام مالك قرأ كتابه «الموطأ»، وفي بيت المقدس قرأ كتاب «الفرج بعد الشدة» لابن أبي الدنيا، وفي فلسطين قرب ضريح النسائي قرأ كتابه «السنن».

~*~*~*~

كان موسوعة علمية جامعة فهو فقيه مجتهد، عرف الأصول والفروع، والمذاهب ومدارك الخلاف، وفلسفة التشريع، وكشف الحكمة التي عليها التكاليف والأوامر الشرعية، وهو محدث حافظ، عرف الحديث وعلومه جرحاً وتعديلاً، واضطراباً وتعليلاً، أجمع أهل عصره على أنه حافظ العصر ومحدث الزمان، وهو مؤرخ محقق عرف التاريخ الإسلامي وفلسفته، يستحضر الوقائع والحوادث، لا يفرق في محفوظاته بين المشرقي والمغربي والعربي والعجمي، والقديم والحديث، شهد له بذلك ابن علي في تاريخه لسلا، وابن إبراهيم في تاريخه لمراكش، وبوجندار في تاريخه للرباط، وابن زيدان في تاريخه لطنجة، ودوكاستري De Castries في تاريخه للدولة العربية، وليفي بروفنسال Levi-Provencal في أصول التاريخ المغربي، وعرف أنساب العرب والبربر، وأنساب بني هاشم آل البيت الأشراف على الخصوص، وأنساب الأدارسة بنوع أخص.

كان مكتبة متنقلة، ترك ما يربو على خمسمئة مؤلف في مختلف مجالات المعرفة، وأكثر من مئة ألف رسالة بعث بها إلى مختلف الآفاق الشرقية والغربية، وجمع مكتبة تعد الأولى في العالم بين المكتبات الخاصة ضمنها جناحاً للمخطوطات، وآخر للمطبوعات، وجناحاً للمجلات والجرائد والدوريات، وجناحاً للوثائق والمستندات، وجناحاً للعملات النقدية المتداولة وغير المتداولة، وجناحاً للآثار والتحف القديمة التي ترجع إلى مئات السنين، ومنها كرسي السلطان يوسف ابن تاشفين المرابطي، وفيها قاعة تبلغ ألف متر مربع بطابقين خصصها للمحاضرات والندوات والدروس العلمية، فتح أبوابها أمام الرواد للعلم والمعرفة والسياسة من مختلف الأديان والأوطان، وأنفق في سبيلها الأموال الطائلة، وجمع فيها النوادر من الكتب والمخطوطات، ورتبها ترتيباً عصرياً يسرها بالفهارس لكل قارئ أو باحث، وكانت حديث أهل العلم، وأرخ لها كثير من المؤرخين والباحثين، فكان بحق رائد التنقيب عن المخطوطات، ومؤسس علم المكتبات في المغرب.

~*~*~*~

كان الكتاني شيخ طريقة مرموقة تؤدي دورها في التزكية والتهذيب تجاوز عدد أتباعها مئات الألوف، وكان رجل سياسة سبر أغوارها، واطلع على التاريخ السياسي والدبلوماسي الأوربي والعالمي والإسلامي. فكاتب الملوك والزعماء والقادة، المسلمين والأجانب وكاتبوه، كما كاتب أعلام العلم، وفنون المعرفة فأجازهم وأجازوه.

ابتلي الشيخ بمحنة شقيقه الشيخ أبي الفيض، واعتقل بسجن أبي الخصيصات بفاس أشهراً عدة مما كون عنده القناعة التامة بأن البلاد بحاجة إلى إصلاح هادئ شامل بعيد عن العنف، وكانت قناعته -كما هي قناعة جل الطبقة الواعية بالمغرب- الحفاظ على علاقات ودية مع سلطات الحماية الفرنسية، وجعل ذلك مطية لقيامه بنشاطاته الدعوية والإرشادية والعلمية، فقام بجولات متصلة للمدن والقرى والنوادي المغربية والجزائرية ولمختلف دول العالم، وحضر المؤتمرات العلمية الدولية، ومنها مؤتمر المستشرقين في روما، لتعريف العالم بقضايا الأمة، ومشكلاتها.

وأسس لهذا مؤتمر الطرق الصوفية المغربية، على غرار مجمع الطرق الصوفية في مصر، ليعمل على المحافظة على هوية الأمة لغةً وديناً وثقافةً في كل أنحاء المغرب والجزائر وتونس... ووقف بقوة أمام المسخ والتفريغ من المحتوى الحضاري الأصيل لجامع القرويين، لكنه ـ وأمام الضغوط القوية الزاحفة من الداخل والخارج ـ اضطر إلى الانسحاب من التدريس النظامي فيه، وقاد حملة الإصلاح لمكافحة البدع والمنكرات والمخالفات الناشئة من الجهل بالدين وأصوله، وألف من أجل ذلك كتابه «تبليغ الأمانة في مضار الإسراف والتبرج والكهانة».

~*~*~*~

أمام الآراء المريضة الدخيلة التي قامت في أعقاب انحلال دولة الخلافة العثمانية، القائلة بعدم صلاحية الإسلام لكل مكان وقف بقوة وأثبت في كتابه «التراتيب الإدارية في الحكومة النبوية» أن أي إيجابية في النظام الإداري الغربي الحديث لها أصل ثابت استقاه من عصر النبوة والخلافة الراشدة.

وهكذا كانت للشيخ عبد الحي صولات وجولات غرضها الدفاع عن معالم الشريعة الإسلامية، كنظام حكم وسياسة مجتمع وسلوك أخلاقي رفيع.

استفاد حساد الشيخ وأعداؤه من بيعته للسلطان محمد بن عرفة الذي نصبه الفرنسيون ملكاً على المغرب بعد تنحيتهم لابن عمه الملك محمد الخامس عام 1953 مع أنه لم يكن الوحيد في هذه البيعة بل شارك فيها كثيرون ممن انتقدوها وجعلوها قميص عثمان لحرب الشيخ وإساءة سمعته، فما إن عاد الملك محمد الخامس إلى حكم المغرب عام 1955 محملاً بمعاهدة «إكس ليبان» ووثيقة الاستقلال، وأمام الضغوط والمضايقات، اضطر الشيخ إلى النزوح إلى نيس في فرنسا ليبعد نفسه عن جو الفوضى، وقد ساد في بلده ظاهرة الثأر وانعدمت فرص الأمان، وفي هذا الجوّ المحموم وجد الشيخ في منزله بمدينة نيس فجر يوم الجمعة/12/رجب عام /1382هـ/الموافق/1962م/ قد فارق الحياة بظروف غامضة، ودفن بمقبرة المسلمين فيها وأسدل الستار على حياة علم العصر وحجة الزمان الشيخ محمد عبد الحي الكتاني، وقد طالت محنة الشيخ مكتبته الفريدة النادرة، فتوزعت بين الانتهاب والاختلاس والمصادرة، وتوزعت بقاياها بين الخزانة الملكية بمراكش، والخزانة الحسنية بالرباط، والخزانة العامة بالرباط تحت رمز (خ.ع.ك) وخزانة علال الفاسي، وخزانة محمد الفاسي الخاصتين.


المصدر:

نقلا عن الموسوعة العربية (arab-ency.com) بقلم : محمد هشام برهاني

مراجع للاستزادة:

ـ السيد محمد بن جعفر الكتاني، النبذة اليسيرة النافعة في تاريخ البيت الكتاني، تحقيق السيد محمد الفاتح الكتاني ومحمد عصام عرار الحسني (دمشق، د.ت).

ـ عبد الأحد بن عبد الحي الكتاني، فهرس الفهارس والإثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، تحقيق إحسان عباس (طبعة دار المغرب د. ت).

ـ محمد حمزة بن علي بن المنتصر الكتاني، منطق الأواني بفيض تراجم عيون أعيان آل الكتاني (دار الكتب العلمية، بيروت د. ت).
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |