من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل مخطوط معجم في شرح الألفاظ الغريبة الواردة في كتاب الجواهر الحسان



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
مخطوط "معجم في شرح الألفاظ الغريبة الواردة في كتاب الجواهر الحسان في تفسير القرآن"، وهو من تصنيف الإمام العلامة سيدي عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي قدس الله سره صاحب "الجواهر الحسان"، سبق وان أفردنا له ترجمة خاصة على هذا الرابط


- عدد الأوراق: 96.
- نوع الخط: مغربي.
- مصدر المخطوط: مؤسسة الملك عبد العزيز- الدار البيضاء، تحت رقم : ms313_M4

رابط التحميل

هنــا
تكملة الموضوع

حمل كتاب عبد الرحمن الأخضري العالم الصوفي الذي تفوق في عصره



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

- كتاب: عبـد الرحمـن الأخضـري العالـم الصـوفي الـذي تفـوق في عصـره.
- تأليف: الكاتب والباحث الجزائري بوزيـاني الـدراجي.
- دار النشر: مؤسسة «Bled Edition» بدعـم مـن وزارة الثقافـة الجزائريـة.
- الطبعة الثانية 2009.
- الحجم: 58.5 M

رابط التحميل

هنــــــــا

نبذة عن الكتاب من مقدمة الطبعة الثانية:

لـقي كتـاب العلامـة عبـد الرحمـن الأخضـري ـ والحمـد اللـه ـ إقبـالاً حميـداً، فنفـدت أعـداد الطبعـة الأولى بعـد مـدة قصيـرة. وكنـت أتمـنى إصـدار طبعتــه الثانيـة، وأنتظـر الفرصـة الـتي تسمـح بهـا إمكانـاتي لإصـدار ذلـك العمـل الهـام، ولـم يطـل الوقـت، حـتى تحقـق مـا تمنيتـه، وذلـك عندمـا اتصـل بي صاحـب مؤسسـة بـلاد للنشـر«Bled Edition» طالبـاً نشـره بواسطـة مؤسستـه، وبدعـم مـن وزارة الثقافـة الجزائريـة.

وعـلى هـذا، سعيـت جـاداً لمراجعـة الكتـاب، وتنقيحـه، وإضافـة معلومـات ومـواد وأعمـال لـم تتضمنهـا الطبعـة الأولى، مثـل:

ـ كتـاب السـراج في علـم الفلـك.
ـ والمنظومـة المسمـاة أزهـار المطالـب في الإسطـرلاب.
ـ والقصيـدة اللاميـة في التصـوف والإرشـاد الديـني.
ـ والقصيـدة اللاميـة في النـبي خالـد بـن سنـان.

وبهـذه المناسبـة أقـدم شكـري وامتنـاني إلى حفيـد العلامـة عبـد الرحمـن الأخضـري، الأستـاذ عـلي الأخضـري بـن عبـاس البنطيـوسي، عـلى مـا قدمـه إلي مـن عـون، بتمكيـني مـن بعـض أعمـال الأخضـري، الـتي لـم تنشـر في الطبعـة الأولى، كمـا أشكـر الأستـاذ سعـد السعـود خشـاب، الـذي زوّدني بنسخـة مـن مخطـوط الحسيـن الورثـلاني، الـذي شـرح فيـه قدسيـة الأخضـري، مسجلـة عـلى قـرص مضغـوط، وأصلهـا محفـوظ بالزاويـة العثمانيـة بطولقـة، وجملـة القـول، أرجـو مـن اللـه أن يوفقـني ويعينـني، كي أقـدم هـذا العمـل في أحسـن صـورة وأفضـل محتـوى. واللـه ولي التوفيـق.

«بوزيـاني الـدراجي / الجزائـر 15 فبرايـر 2009م»

تعريف بالمؤلف:



هو الكاتب و الباحث والأديب الجزائري بوزياني الدراجي، ولـد بمدينـة طولقـة ببـلاد الـزاب (ولايـة بسكـرة) في 17 مـاي 1939م، زاول تعليمـه الابتـدائي بمسقـط رأسـه، أيـن التحـق بالتعليـم العـام الفرنـسي ثـم بمدرسـة جمعيـة العلمـاء المسلميـن،أكمـل تعليمـه الابتـدائي والثانـوي بالمدينـة المنـورة بالمملكـة العربيـة السعوديـة، بعـد أن هاجـر والـداه للبقـاع المقدسـة في سنـة 1953م، التحـق بصفـوف الثـورة الجزائريـة، فأُلْحِـق ببعثـة الطـلاب العسكرييـن للتكويـن في القاهـرة، ثـم أرسـل ضمـن بعثـة عسكريـة للتكويـن أيضـاً في الكليـة العسكريـة السوريـة بحمـص، فتخـرج منهـا برتبـة مـلازم ثـاني تخصـص سـلاح المدرعـات، مـارس العمـل الصحـفي بمجلـتي: الجيـش، والجنـدي التابعتيـن للجيـش الوطـني الشعـبي الجزائـري.

أحـد المؤسسيـن لمجلـة "الباحـث" التابعـة للجيـش الوطـني الشعـبي، أكمـل تعليمـه الجامـعي بعـد الاستقـلال في جامعـة قسنطينـة، أيـن تحصـل عـلى شهـادة الليسانـس في التاريـخ سنـة 1971 ثـم حـاز عـلى دبلـوم الدراسـات المعمقـة في التاريـخ مـن الجامعـة المركزيـة بالجزائـر سنـة 1981م، بتقديـر جيـد جـدا عنـوان البحـث: (نظـم الحكـم والرسـوم في دولـة بـني عبـد الـواد) وتحصـل أيضـاً مـن الجامعـة نفسهـا عـلى شهـادة الماجستيـر في التاريـخ سنـة 1988م، بتقديـر مشـرف جـداً، عنـوان البحـث: (العصبيـة القبليـة وأثرهـا عـلى النظـم والعلاقـات في المغـرب الإسـلامي).كتـب في صحـف جزائريـة عديـدة منهـا: مجلـة ألـوان، الشعـب، والسـلام، وصـوت الأحـرار، والمسـاء، والبـلاد، والشـروق، شـارك بمداخـلات ومحاضـرات في نشاطـات ثقافيـة كثيـرة.

مؤلفاتـه المطبوعـة:

1 ـ نظـم الحكـم في دولـة بـني عبـد الـواد الزيانيـة.
2 ـ أغـاني الصبـا. "مجموعـة شعريـة في الطبعـة الثانيـة"
3 ـ هتـاف الأرض. "شعـر تمثيـلي".
4 ـ القبائـل الأمازيغيـة "في جزأيـن".
5 ـ دول الخـوارج والعلوييـن في بـلاد المغـرب والأندلـس. "في جزأيـن".
6 ـ العصبيـة القبليـة ظاهـرة اجتماعيـة وتاريخيـة "عـلى ضـوء الفكـر الخلـدوني).
7 - ملامـح تاريخيـة للمجتمعـات المغربيـة.
8 ـ عبـد الرحمـن الأخضـري العالـم الصـوفي الـذي تفـوق في عصـره.
9 - اللعبـة الخاسـرة "مجموعـة قصصيـة".
10 ـ الكابـوس "مجموعـة قصصيـة".
11 ـ نفاثـة صـدري "في السياسـة والتاريـخ والثقافـة".
12 ـ دولـة بـني زيـان "أوضـاع سياسيـة ونظـم".
13 ـ السلطان الزيـاني مـوسى بـن يوسـف (أبو حمو الثاني)، مآثـره وآثـاره.
14 ـ أدبـاء وشعـراء مـن تلمسـان (في القرنيـن السـادس والسابـع الهجرييـن).
15 ـ حديثََ النكثة (حـول بعـض المفاهيـم والاهتمامـات العسكريـة).
16 ـ النامـوس (آراء وأفكـار في السياسـة والتاريـخ والثقافـة).
17 ـ صـوت في سـراب "مجموعـة شعريـة".

الكتـب المحققـة:

1- بغيـة الـرواد في ذكـر الملـوك مـن بـني عبـد الـواد (الجـزء الثـاني) ليحـيى ابـن خلـدون (نشر دار الأمل للدراسات والنشر والتوزيع بالجزائر)
2- زهـر البستـان في تاريـخ بـني زيـان، لمؤلـف مجهـول.
3- نزهـة النظـار في فضـل التاريـخ والأخبـار ((رحلـة الورثـلاني))، للشيـخ الحسيـن بـن محمـد الورثـلاني.
4- الإحاطـة في أخبـار غرناطـة، للسـان الديـن ابـن الخطيـب (نشر دار الأمل للدراسات والنشر والتوزيع بالجزائر).

المصدر:

الموقع الشخصي للمؤلف على شبكة الإنترنت (http://bouziani-d.com)
تكملة الموضوع

حمل كتاب الدر الوقاد من شعر بكر بن حماد التاهرتي



أولا: تعريف بالمؤلف.
-التاهرتي (200 - 296هـ) ... (815 - 908م)-

هو بكر بن حماد بن سهل (وقيل: صالح، وقيل: سهر) بن أبي اسماعيل الزناتي التاهرتي نسبة إلى تاهرت وهي تيارت الحالية بالجزائر، أبو عبد الرحمن من شعراء الطبقة الأولى في عصره، عالم بالحديث ورجاله فقيه، ولد بتيهرت ورحل إلى البصرة في العراق سنة 217هـ وهو حدث السن، فأخذ عن مسدد الأسدي البصري شيخ أئمة المصنفين الأثبات وأول من صنف المسند بالبصرة وغيره، والتقى بكبار الأدباء فطاحل الشعراء كالشاعر الهجّاء دعبل الخزاعي و علي بن الجهم و أبي تمام الشاعر وغبرهم واتصل بكر بالخليفة المعتصم بالله ومدحه ثم عاد إلى إفريقيا قبل 239هـ فأخذ عن عون بن يوسف الخزاعي وسحنون بن سعد بالقيروان، وفي 247هـ تصدر لإملاء الأدب والعلم بجامعها الكبير فارتحل إليه الكثير من أهل إفريقيا والأندلس للأخذ عنه.

وفي سنة 295 هـ عاد إلى تيهرت فتوفي بعد سنة من عودته(296هـ) في قلعة ابن حمة شمال تيهرت، وهي نفس السنة التي سقطت فيها الدولة الرستمية بيد العبديين، له "ديوان شعر" كبير.

المصدر:

معجم أعلام الجزائر/ لعادل نويهض - ص:58

ومن أشعاره الرائعة هذه القصيدة التي أنشدها حينما قتل اللصوص ابنه عبد الرحمن حينما كان عائدا من إفريقية إلى مسقط راسه تاهرت مصحوبا بولده عبد الرحمن، تعرض لهما لصوص في الطريق بقلعة ابن حمة السالفة الذكر، فجرحوه وقتلوا ولده عام 295هـ، وقد ترك موت ابنه، جرحا عميقا في قلبه ترجمه في هذه القصيدة المبكية، الحزينة التي يقول فيها:

بكيت على الأحبة إذ تولـوا °*° و لو أني هلكت بكوا عليـَّا

فيا نسلي بقاؤك كان ذخرا °*° وفقدك قد كوى الأكباد كيـَّّا

كفى حزنا بأنني منك خلو °*° وأنـك ميـّت وبقيـت حيـَّا

دعوتك بابنيَّ فلـم تجبنـي °*° فكانت دعوتي يأسًا عليـَّا

ولم أكُ آيسًا فيئست لمـَّــا °*° رميت الترب فوقك من يديــَّا

فليت الخلق إذ خلقوا أطالوا °*° وليتك لم تكُ يا بكر شيــَّا

تسرُّ بأشهرٍ تمضي سراعا °*° وتطوي في لياليــهن طيــَّا

فلا تفرح بدنيا ليـس تبقى °*° ولا تأسف عليهـا يا بـنـيـَّا

فقد قطع البقاء غروب شمس°*° ومطلعها عليَّ يا أخـيَّـا

وليس الهـم يجلوه نهار°*° تدور له الفراقـد والثريَّا

(الدر الوقاد من شعر بكر بن حماد ص: 87).



ثانيا: نظرة عامة حول المؤلف والكتاب

يعدُّ بكر بن حمّاد التّـاهرتي في أبرز الشُّعراء المغاربة الَّذين نظموا الشِّعر العربي في تلك البلاد حديثة العهد نسبيّاً بالإسلام واللُّغة العربيَّة، وهو من الَّذين أسّسوا مدرسة شعريَّة زهديّة في المغرب تضاهي المدرسة المشـرقيّة في بغداد التي بلغت ذروتها على يد أبي العتاهية، ومحمود الورّاق وغيرهما.

ولم يُعرف لبكر ديوان شعر مخطوط، بل جاءت أشعاره متفرّقة في المصادر المختلفة، فحاول بعض المهتمّين بالأدب جمع ما تناثر من أشعار بكر في المصادر المخطوطة والمطبوعة؛ فقام الأستاذ محمد رمضان الشَّاوش بأُولى المحاولات الجادّة لجمع شعر بكر في ديوان؛ فجمع له مئة وأحد عشـر بيتاً في كتابه «الدُّرُّ الوقّاد من شعر بكر بن حمّاد»، وصنع للكتاب مقدّمة تاريخيّة قيّمة عن حال المغرب الإسلامي ومدينة تاهرت وحضارتها، ورتّب أشعار الديوان بحسب أغراضها الشِّعرية: باب الوصف، باب الهجاء، باب المدح، باب الزُّهد والمواعظ، باب الاعتذار، باب الرِّثاء. وقام بشـرح ما غمض من المفردات والمعاني، ثم ذَيَّل كتابه بفهارس للأعلام، والقبائل، والأماكن، والقوافي والمصادر والمراجع، ولم يثبت اختلاف الرواية بين المصادر المختلفة، وهي أمور مهمّة في جمع الشِّعر وتحقيقه.

«الدُّرُّ الْوَقَّادُ مِنْ شِعْرِ بِكْر بْنِ حَمَّاد التَّاهِرتِيِّ»
(200-296هـ)
تقاديم وجمع وشرح:
محمّد بن رمضان شاوش- رحمه الله-
(1911-1991م)
الأستاذ بثانوية الحكيم ابن زرجب بتلمسان
- الطّبعة الأولى -
طبع بالمطبعة العلوية بمستغانم (الجزائر)
سنة: 1385هـ/1966م

صفحة التحميل:

هنـــــا
تكملة الموضوع

ترجمة العلامة المؤرخ سيدي أبي راس الناصر المعسكري الجزائري



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

إذا ذُكر التأريخ والتاريخ يتصدّر العلامة ابن خلدون الأسماء عبر العصور، ويغفل البحث والباحثين إفراد مكانة تليق بواحد من أعظم العلماء والأعلام، أعدّه الكثيرون، ثاني مؤرّخ بعد ابن خلدون في مجال التأريخ، ولكن "شخصية" موضوعنا اليوم، يتجاوز مؤسس "علم الاجتماع" ورائد التاريخ، بأنه كان مجاهدا فذا بالسلاح فقد شارك في تحرير وهران من الأسبان سنة 1206 هـ /1795م إلى جانب الباي محمد بن عثمان، ليس هذا فحسب بل كان عالما ربانيا متصوفا جمع بين علمي الشريعة والحقيقة، فضلا عن سعة معرفته العميقة دينيا وأدبيا بروح علمية رصينة وفكر حصيف وغزارة إنتاج حيث تجاوزت مصنفاته في حقول التأريخ والفقه المائة كتاب...
وإذ نقدّم هذه الشخصية للبيان عن عظمة الفكر الجزائري وقوة حضوره في صناعة الحضارة العربية والإسلامية عبر العصور، وأيضا لنقول بكل بساطة أن روّادا أنجبتهم الجزائر ولم ينصفهم لا البحث ولا التاريخ ونهيب بالباحثين أن يتصدّوا لتسليط الكشافات العلمية والبحثية وتقديم شخصيات يفخر بها الجزائريون ويتأسون بها عملا وفكرا وخلقا.

"أبي راس الناصري"، الاسم الذي لم تسعه دفاتر التاريخ ولكن صفحات الباحثين لم تحفل به.. من يكون وما هي سيرته ومسيرته؟


أولا: نورد ترجمته كما أوردها سيدي أبي القاسم الحفناوي في كتابه "تعريف الخلف برجال السلف" بما أنه من أوثق المصادر المعتمدة في تراجم الرجال بالمغرب العربي.

يقول سيدي أبي القاسم الحفناوي:

- العلامة المحقق الحافظ البحر الجامع المتدفق اللافظ من هو ليث الدين أوثق أساس وأضوأ نبراس الإمام القدوة المتفنن سيدي محمد أبو راس بن أحمد بن ناصر الراشدي الناصري كان رحمه الله ورضي عنه إماما في المعقول والمنقول وإليه يرجع في الفروع والأصول ورحل في طلب العلم واكتساب المعارف، وافى الأفاضل من أهل مصر وتونس وفاس وأخذ عنهم التالد والطارف ودرس وأفاد ورفع منار العلم وأشاد وكان يدعى في زمانه الحافظ لقوة حفظه وتمكنه متى شاء من استحضار مسائله حتى كأنّ العلوم كتبت بين عينيه وله تآليف مفيدة بديعة سارت بها لعزتها الركبان واشتدت إليها لنفاستها رغبة القاصي والدان فمنها رحلته التي ذكر فيها سياحته للمشرق والمغرب وذكر من لقي فيها من الأعيان وجرت فيه المذاكرة بينهم وما يتنزه الطرف فيه ويتعجب ومنها حاشيته على الخرشي مع الزرقاني زحاشيته على السعد وحاشيته على المكودي وشرح مقامات الحريرية وشرح الشمقمقية وشرح حلله السندسية وكتاب التأسيس وكتاب درء الشقاوة وغير ذلك توفي رحمه الله تعالى ورضي عنه ونفعنا ببركاته عام ثمان وثلاثين ومائتين وألف (1238) وقد جاوز التسعين وصلى عليه ألف وخمسمائة نفس بتحرير من حضر جلهم حملة قرآن وعلماء واشراف وكان إمام الجميع تلميذه سيدي احمد الدائح رحمه الله ودفن بمعسكر على شاطئ النهر الفاصل بين داخل البلد وقريته بابا علي وعليه بناء مشهور أهـ. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.

ثانيا: ما كُتب عنه في العصر الحديث

- يقول عنه الدكتور عبد الحق زريوخ " هو أبو راس احمد بن ناصر الراشدي العلامة المحقق و البحر الجامع المتدفق اللافظ بل هو ليث الدين أوثق أساس و أضوأ نبراس الإمام القدوة المتفنن " ولد بنواحي معسكر في يوم 8 صفر 1165 هـ الموافق 27 ديسمبر 1751 م و توفى رحمة الله عليه في يوم 15 شعبان 1238 هـ الموافق 27 أفريل 1823 م و دفن بمعسكر.

- أما الشيخ بن حنيفة العابدين المعسكري فيقول في محاضرة له بعنوان "قطوف من حياة أبي راس الناصري" أن ولادته كانت سنة 1150هـ ويعتمد في هذا القول على كتاب يُعزي أنه قد أُلُّف بعده بوقت قصير وهو « القول الأحوط في بيان ما تداول من العلوم والكتب بالمغربين الأقصى والأوسط».

- أما الأستاذة سميرة أنساعد فتقول عن مولده "إذ كان مولده سنة 1150 هـ /1757م قرب جبل كرسوط بالغرب الجزائري ثم نشأ و عاش فقيرا، توفيت أمه ثم أبوه فكفله بعدهما أخوه الأكبر الذي سافر إلى معسكر و هناك حفظ أبي راس الناصري القرأن الكريم و تعلم الأحكام ثم الفقه فكان له أن درس منذ صغره في مازونة كتاب مختصر خليل المغربي و أشتهر بذلك ثم تولى القضاء في قرية غريس قرب معسكر، ثم رجع إليها أي معسكر ليزاول التعليم مدة ست وثلاثين سنة متتالية ".

لم تكن حياته تخلو من المغامرة و الدسائس، حيث رمي من قبل خصومه الحاسدين بالمشاركة في ثورة درقاوة ضد الأتراك 1217 هـ/1802 م خاصة وأنه كان مقرب من الحاكم التركي حينها، مما جعله يهرب إلى الجبال، حتى أنطفئت نار الغضب، فعاد إلى معسكر و ألف كتاب بعنوان " درء الشقاوة في حرب درقاوة ".

رحلاته:

عرف أبي راس الناصري بكثرة رحلاته إلى الأمصار مقلدا بذلك السابقين من العلماء، حيث تقول الأستاذة سميرة أنساعد "لم يكتفي أبو رأس الناصري بالتنقل بين مدن الغرب الجزائري فحسب بل تنقل إلى مدينة الجزائر فقسنطينة، ثم تونس و مصر و الحجاز ثم الشام و فلسطين و كان بدء سفره إلى المشرق سنة 1204هـ و عرف أبوراس الناصري في هذه البلدان بعلمه الواسع و كثرة حفظه، حتى لقب في مصر بشيخ الإسلام و صار عند المصريين شهيرا بعد امتحانهم له " و في نفس المنوال يقول عنه الدكتور عبد الحق زريوخ "...ثمّ ركب البحر إلى مصر، ولقي بها أهل العلم والأدب، منهم الشّيخ مرتضى الذي روى عنه أوائل "الصّحيحين"، و"رسالة القشيري" في التصوّف، و"مختصر العين"، و"مختصر الكنز الراقي" كما لقي الشيخ عصمان الحنبلي الذي قرأ عليه المذهب الحنبلي ..‏.




ثمّ رحل إلى مكّة، واجتمع بعلمائها وفقهائها، كالعلامة عبد الملك الحنفي المفتي الشّامي القلعي (ت 1229هـ) الذي أخذ عنه بعضاً من الحديث، ونبذة من "الكنز"، وشيئاً من التفسير و مثل مفتي الشّافعية عبد الغني، ومفتي المالكية الحسين المغربي الذي جالسه طويلاً، كما اجتمع، بمكّة، بالشّيخ العارف المشارك عبد الرّحمن التّادلي المغربي، وقرأ عليه شرح العارف بالله ابن عبّاد على "الحكم" ثمّ طوّف بالمدينة المشرّفة، وكان له بها مناظرات وأبحاث مع علمائها ويبدو أنّ هذه الرِّحلة كانت رحلة روحية، لأنّ أبا راس وجد الفرصة في زيارة ضريح المصطفى صلى الله عليه وسلم، وضريحي صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقبور الصّحابة بالبقيع.‏

ثمّ رحل إلى الشّام، وتحدّث إلى علمائها في مسألة من "الحبس" نصّ عليها الشّيخ أبو زكريا ابن الحطّاب (ت 995هـ) ونهاية، رجعوا إلى رأيه ووافقوه بعد الدّليل القاطع، بل جمعوا له مالاً كثيراً عندما أراد السّفر تكريماً له وتعظيماً، وبعد ذلك، دخل "الرّملة" إحدى مدن فلسطين، ولقي مفتِيها وعلماءَها، وكان بينهم مفاوضات حول "الدّخان" و"القهوة"، فأجابهم بما ذكره نصّ أبي السّعود (ت 951هـ)، فأكرموا وِفادته، وبعدها، رحل إلى غزّة فزار قبر هاشم ثالث آباء النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ولقي علماءها وأعيانها، فأكرموا ضيافته وكان بينه، كعادته، وبينهم مناظرات في مسائل مختلفة، اعترفوا له بها بالفضل وسعة العلم، إلاّ أنّه لم يجد عالماً واحداً يعوِّل عليه كما يذكرعندما غادر إلى العريش.‏ "

كما تتلمذ على كثير من العلماء و الفقهاء في عصره، فنهل من علمهم و ارتوى من مشربهم حيث يقول عن نفسه، أن أول من تتلمذ على يده والده الشيخ أحمد الذي قرأ عليه شيئا من سورة البقرة، ثم الشيخ علي التلاوي والشيخ منصور الضراري والشيخ علي بن شنين وكثيرا من العلماء و المشايخ كما تذكر كتب التاريخ التي تروي حياته مما قوى علمه وأنمى معارفه فكان بذلك من كبار علماء معسكر، كما تذكر هذه الكتب أيضا أنه تتلمذ على يده الكثير من فقهاء معسكر في المدرسة التي كانت تسمى المدرسة المحمدية، التي كان بها أكثر من سبعة مائة طالب في زمن كانت معسكر تسمى فيه مصر الصغرى على عكس ما توصف به معسكر اليوم من قبل أناس لا يعرفون عنها إلا الاسم فقط.

مؤلفاته:



ترك أبي راس الناصري مؤلفات و كتب كثيرة تتجاوز أو تفوق المائة كتاب في الفقه و التاريخ ، سنذكر من أشهرها حسب تصنيف الدكتور عبد الحق زريوخ وفق المواضيع المدروسة :

أولاً ـ القرآن:‏

1."مجمع البحرين، ومطلع البدرين، بفتح الجليل، للعبد الذّليل، في التّيسير إلى علم التّفسير"، في ثلاثة أسفار.‏
2."تقييد على الخرّاز و"الدّرر اللّوامع" و"الطِّراز".‏

ثانياً ـ الحديث:‏

1. "الآيات البيِّنات، في شرح دلائل الخيرات"‏
2. "مفاتيح الجنّة وأسناها، في الأحاديث التي اختلف العلماء في معناها".‏
3. "السّيف المنتضى، فيما رويت بأسانيد الشّيخ مرتضى".‏

ثالثاً ـ الفقه:‏

1."درّة عقد الحواشي، على جيد شرحي الزّرقاني والخراشي" في ستّة أسفار.‏
2."الأحكام الجوازل، في نُبذ من النّوازل".‏
3."نظم عجيب في فروع، قليل نصّها مع كثرة الوقوع".‏
4."الكوكب الدّرّي، في الرّدّ بالجدري".‏
5."النّبذة المنيفة، في ترتيب فقه أبي حنيفة".‏
6."المدارك في ترتيب فقه الإمام مالك".‏

رابعاًـ النّحو:‏

1."الدرّة اليتيمة التي لا يبلغ لها قيمة".‏
2."النكت الوفية، بشرح المكودي على الألفية".‏
3."عماد الزّهّاد، في إعراب: كلا شيء وجئت بلا زاد".‏
4."نفي الخصاصة في إحصاء تراجم الخلاصة".‏

خامساًـ المذاهب:‏

1."رحمة الأمّة في اختلاف الأئمّة".‏
2."تشنيف الأسماع، في مسائل الإجماع".‏
3."جزيل المواهب، في اختلاف الأربعة المذاهب".‏
4."قاصي الوهاد، في مقدِّمة الاجتهاد".‏

سادساً ـ التّوحيد والتّصوّف:‏

1."الزّهر الأكم، في شرح الحكم"(27).‏
2."الحاوي لنبذ من التّوحيد والتصوف والأولياء والفتاوى".‏
3."كفاية المعتقد، ونكاية المنتقد" على شرح الكبرى للشّيخ السّنوسي.‏
4."شرح العقد النّفيس، في ذكر الأعيان من أولياء غريس".‏
5."التّشوّف إلى مذهب التّصوّف".‏

سابعاًـ التاريخ:‏

1."زهرة الشّماريخ في علم التاريخ
2."المنى والسّول، من أوّل الخليقة إلى بعثة الرّسول".‏
3."درّ السّحابة، فيمن دخل المغرب من الصّحابة
4."درّ الشّقاوة في حروب درقاوة".‏
5."المعالم الدّالّة على الفرق الضّالّة".‏
6."الوسائل إلى معرفة القبائل".‏
7."الحلل السّندسية فيما جرى بالعدوة الأندلسية".‏
8."روضة السّلوان المؤلّفة بمرسى تيطوان.‏
9. "ذيل القرطاس في ملوك بني وطّاس".‏
10. "مروج الذّهب في نبذة من النّسب، ومن انتمى إلى الشّرف وذهب".‏
11. "الخبر المعلوم في كلّ من اخترع نوعاً من أنواع العلوم".‏
12. "تاريخ جربة".‏
13."عجائب الأسفار، ولطائف الأخبار"، والمسمّى أيضاً "غريب الأخبار عمّا كان في وهران والأندلس مع الكفار

ثامناًـ اللّغة:‏

1."ضياء القابوس على كتاب القاموس".‏
2."رفيع الأثمان في لغة الولائم الثِّمان".‏

تاسعاًـ البيان:‏

"نيل الأماني على مختصر سعد الدين التّفتازاني".‏

عاشراًـ المنطق:‏

"القول المسلّم في شرح السّلم"، وهو شرح على سلم الأخضري.‏

حادي عشرـ الأصول:‏

"شرح المحلَّى".‏

ثاني عشرـ العروض:‏

"شرح مشكاة الأنوار، التي يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسَسْه نار".‏

ثالث عشرـ الشّروح الأدبية:‏

1.شرح المقامات:‏

1."النّزهة الأميرية في شرح المقامات الحريرية".‏
2."الحلل الحريرية في شرح المقامات الحريرية".‏

2.شرح القصائد:‏

1. "البشائر والإسعاد، في رح بانت سعاد".‏
2. "نيل الأرب في شرح لامية العرب".‏
3. "كل الصّيد في جوف الفرا".‏
4. "إزالة الوجم عن قصيدة لامية العجم".‏
5. "الوصيد في شرح سلوانية الصّيد".‏
6. "الدّرّة الأنيقة في شرح العقيقة.‏
7. "طراز شرح المرداسي لقصيدة المنداسي".‏
8. "الحلّة السّعدية في شرح القصيدة السّعيدية".‏
9. "الجُمان في شرح قصيدة أبي عثمان".‏
10. "نظم الأديب الحسيب، الجامع بين المدح والنّسيب والتّشبيب
11. "الرِّياض المرضية في شرح الغوثية".‏
12. "لبّ أفياخي في عدّة أشياخي".‏
13. "حلّتي ونحلتي في تعدّد رحلتي".‏
14. "الفوائد المخبتة في الأجوبة المُسكتة".‏

مصادر الترجمة:

1) "تعريف الخلف برجال السلف" لسيدي أبي القاسم الحفناوي - الجزء الثاني/ مطبعة بيير فونتانة الشرقية في الجزائر/ 1906م.
2) "أبو راس الناصري الجزائري و مؤلفاته" للدكتور عبد الحق زريوخ.
3) "قطوف من حياة أبي راس الناصري" للشيخ بن حنيفة العابدين المعسكري الجزائري.
4) "صورة المشرق العربي من خلال رحلات الجزائريين في العهد العثماني" للأستاذة سميرة أنساعد.
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |