من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

ترجمة سيدي إبراهيم بن موسى المصمودي التلمساني



الشيخ العالم الصالح الولي الزاهد أبو إسحق، أحد شيوخ الإمام ابن مرزوق الحفيد. أفرد ترجمته بتأليف، قال الشيخ أبو عبد الله بن صعد التلمساني في كتابه النجم الثاقب: كان هذا الولي أحد من أوتي الولاية صبياً، وحل من رئاسة العلم والزهد مكاناً علياً، عرف به شيخ شيوخنا الإمام ابن مرزوق في جزء قال فيه: ومن شيوخي الذين انتفعت بهم الإمام العالم العلامة المحقق المدرس رئيس الصالحين والزاهدين في وقته، ذو الكرامات المأثورة والديانة المشهورة، الولي بإجماع، المجاب الدعوة، إبراهيم المصمودي من صنهاجة المغرب قرب مكناسة، بها ولد ونشأ، ثم طلب العلم وأخذ بفاس عن جماعة من الأكابر كالإمام حامل راية الفقهاء في وقته موسى العبدوسي والإمام الشهير محمد الأبلي، وقرأ كثيراً على الإمام شريف العلماء أبي عبد الله الشريف التلمساني، ثم انتقل بعد وفاته للمدرسة التاشفينية، فقرأ بها على العلامة خاتمة قضاة العدل بتلمسان سعيد العقباني، ثم لبويته المعروفة، وما زال مقبلاً على العلم والعبادة والاجتهاد في المجاهدة آخذاً بالغاية القصوى ورعاً وزهداً وإيثاراً مثابراً على البر متبعاً طريق السلف أحب الناس لمذاكرة العلم، لا يسمع بكبير في علم أو منفرد بفن إلا اجتمع به، وذاكره أعلم أهل وقته بالسير وأخبار السلف والصالحين والعملاء كافة من متقدمين ومتأخرين، كفاه الله ما أهمه كما ضمن لمن انقطع لخدمته وله كرامات كثيرة.



وحدثني كبير أصحابه الشيخ أبو عبد اله ابن جميل أنه عرض له شيء منعه من اتباع المشهور في مسألة واضطر لفعله، فبحث حتى وجد جوازه لابن حبيب وأصبغ فقلدهما. قال ثم مضيت لزيارة أمي وسقط على حجر آلمني شديداً، واعتقدت أنه عقوبتي لمخالفة المشهور وتقليد غيره، وما علم بذلك أحد. ثم زرت الشيخ وأنا متألم، فقال لي: ما لك يا فلان؟ قلت له: ذنوبي، فقال لي فوراً: أما من قلد أصبغ وابن حبيب فلا ذنوب عليه. وهذا من أكبر الكرامات.



وحدثني بعض صالحي أصحابه قال: كنت جالساً معه في بيته ليسر معني أحد، وهو يقرأ القرآن ويشير بقضيب في يده إلى محل الوقف ضارباً على عادة أشياخ التجويد فقلت في نفسي لمَ يفعل هذا؟ أتراه يقرأ عليه أحد من الجن؟ فما تم الخاطر حتى قال لي: يا محمد كان بعض الشيوخ يجود عليه الجن القرآن، وذكر لي عن غير واحد ممن يهدي طعاماً من لبن أو غيره وربما رده عليهم فيتفقدون أنفسهم فيجدون موجب الرد من شبهة من ضجر أهل البيت أو غيره.

وحدثني غير واحد أنه كان خارج البلد في وقت لا يدرك الباب عادة إلا وقد غلقت ثم يرونه في البلد اهـ.

قال ابن صعد عن جده أبي الفضل أن الشيخ أبيض اللون طويل لا يلبس سوى الكساء الجيدة يعري رأسه أكثر الأوقات، وذكر جماعة من الفضلاء أنه في ملازمته للجبل إذا وجد نوار الربيع أمعن النظر في أنواعه وألوانه وصنعته، فيغلبه الحال ويتواجد ويتبختر ويقرأ حينئذ ((هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه)). سورة لقمان، الآية 11 وقال عن جده أنه توفي عام خمسة وثمانمائة، وحضر جنازته السلطان ماشياً على قدميه اهـ.



وذكر الونشريسي في وفياته أن وفاته سنة أربع وثمانمائة اهـ.

المصدر:

نيل الابتهاج بتطريز الديباج لأحمد بابا التنبكتي.
تكملة الموضوع

حمل كتاب ديوان سيدي الأمير عبد القادر الجزائري



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

- العنوان: ديوان الأمير عبد القادر الجزائري (1807م 1883م).
- جمع وتحقيق وتقديم: الدكتور العربي دحو.
- الطبعة: الثالثة.
- إنجاز وتصميم: منشورات ثالة (thala) - الأبيار- الجزائر.
- سنة النشر: أنجزت هذه الطبعة في إطار( الجزائر عاصمة الثقافة العربية، 2007).

تقديم الكتاب بقلم الأستاذ الشاعر عبد العزيز سعود البابطين:


الأمير عبد القادر صوت فذ من أصوات العروبة والجهاد في القرن الثالث عشر الهجري -التاسع عشر ميلادي- فقد كانت سيرة حياته بخطوطها القريبة والبعيدة ترجمة أمنية لتآلف الوجدان العربي، مشرقة ومغربة، وشوقه للخلاصة من سطو الجهل والخرافة وعبادة الذات القبلية.

والمتأمل في دفتر هذه الحياة يعجب، و يتساءل: كيف حفلت حياة واحدة بما يمكن أن تحفل به حياة عدة؟ وكيف اتسعت لكل تلك الحوادث المتباينة الشؤون والشجون؟ وكيف نظم في سلك واحد بين الإمرة والفقه والجهاد والشعر والسيف والصوفية؟

والفارس العاشق نفسه أمسك من تلك اللحظات المدهشة فقال:

ومن عجب تهاب الأسد بطشي *** ويمنعني غزال عن مرادي

ولا يعنينا هنا هذا البيت موصول بالبيت القديم:

نحب قوم تذيبنا الأعين النحل *** على أننا نذيب الحديدا

بقدر ما تعنينا دلالته على تلك الشخصية الثرية التي جمعت في إهابها ألوانا من المكرمات، ومنحت عصرها كثيرا من التجليات.

والصور التي يمكن للإنسان أن يقف أمامها في حياة الأمير عبد القادر المناضل أجل من أن تحصيها كلمات عجالة، لكن الوجه الشعري - و هو أصدق وجوهه - يظل في حاجة إلى التطلع إليه و قراءته و التعاطف معه، ويأتي هذا التحقيق الجديد لديوانه ملبيا لهذه الحاجة، كما يلي استلهامها لقيم البطولة والعروبة والتسامح، وتواصلا للوعي المعرفي بأدوات التحقيق العلمي.

ويضم هذا الديوان - لأول مرة- كل شعر الأمير، بما في ذلك أشعاره في " المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد والمذكرات رغم ما بدا فيها من ملامح الضعف الفني، فلم يسقط المحقق منها شيئا، التماسا للموضوعية، وتصديقا للهدف الأساسي من إعادة طبعه وهو "الجمع والتحقيق"، لذا نجد - بوضوح- في هذه الطبعة النص على مواضع الاختلاف في الطبعات السابقة، وشكل الأبيات والالتفات إلى المعاني المقتبسة من القران الكريم والأدبي القديم، مما أكسب الهوامش لونا من الجدية في التناول.

لا يتبقى لي - وأنا أقدم هذا الديوان حفيا به ومغتبطا له - إلا أن اذكر شاكرا جهود إخوة كرام
لأسهموا جميعا في إخراج هذا الديوان / الرمز، واخص بالذكر المحقق الدكتور العربي دحو، والمراجع الأستاذ الدكتور محمد رضوان الداية.

إنها التحية للأمير عبد القادر الجزائري، تجددها مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، إذ تصدر ديوانه في دورتها السابعة "أبو فراس الحمداني" تلك الدورة المميزة اسما ورمزا ومكانا.

وبالله التوفيق،

عبد العزيز سعود البابطين
أغسطس 2000
رابط التحميل

هنــا

مقتطفات:

للأمير عبد القادر الجزائري الحسني قدس الله سره في هذا الديوان رائية شهيرة حملت عنوان أستاذي الصوفي، مطلعها:

أمسعود! جاء السعد، والخير، واليسر ..*.. وولّت جيوش النحس، ليس لها ذكرُ
ليـالي صدودٍ، وانقطاع، وجفوةٍ ..*.. وهجران سـادات.. فلا ذُكِرَ الهجرُ
فأيـامها، أضحت قتاماً، ودجنةً ..*.. ليـالي، لا نجم، يضيء، ولا بـدرُ

يمدح فيها شيخه العارف بالله سيدي محمد الفاسي والذي كان قد لقيه بمكة، فتتلمذ عليه، وشرب عنه الطريقة الشاذلية، ولازم بعدها الرياضة والاجتهاد، وعكَفَ على ما في تلك الطريقة من الأذكار، والأوراد، إلى أن ارتقى في معارج الأسرار الإلهية، «وما تم له الارتقاء إلا في غار حراء، لأنه انقطع فيه أياماً عديدة، إلى أن جاءته البشرى ووقَعَ له الفتح النوراني، وانفتحَ له باب الواردات، واستظهر من القرآن العظيم آيات، ومن الحديث النبوي، أحاديث صحيحة».
وقد أشار الأمير إلى هذا الفتح الرباني في الموقف الأول من مواقفه حين قال: «إن الله تعالى قد عودني، أنه مهما أراد أن يأمرني أو ينهاني أو يبشرني أو يحذرني أو يعلمني علماً أو يفتيَني في أمر استفتيته فيه إلا ويأخذني مني مع بقاء الرسم، ثم يلقي إلي ما أراد بإشارة آية كريمة من القرآن، ثم يردني إلي، فأرجع بالآية قرير العين (...) وقد تلقيت والمنة لله تعالى، نحو النصف من القرآن بهذه الطريق».
وكتَبَ الأمير من خلوته هذه إلى أستاذه الشيخ يصف بداية الطريق ونهايته، ويثني على الله، بما أولاه على يده، بقصيدته الرائية كما سبق وذكرنا، والتي سنوردها كلها تبركا بها كما جاءت في ديوانه:

يقول سيدي الأمير:

أمسعود! جاء السعد، والخير، واليسر ..*.. وولّت جيوش النحس، ليس لها ذكرُ
ليـالي صدودٍ، وانقطاع، وجفوةٍ ..*.. وهجران سـادات.. فلا ذُكِرَ الهجرُ
فأيـامها، أضحت قتاماً، ودجنةً ..*.. ليـالي، لا نجم، يضيء، ولا بـدرُ
فراشي فيها، حشوه الهمُّ والضنى ..*.. فلا التذّ لي جنبٌ ولا التذّ لي ظهرُ
ليـالي، أنـادي، والفؤاد متيّمٌ ..*.. ونار الجوى، تشوى لما قد حوى الصدرُ
أمولاي! طال الهجر وانقطع الصبر ..*.. أمولاي! هذا الليل، هل بعده فجرُ
أغث، يا مغيث المسـتغيثين! والهاً ..*.. ألمَّ بـه، من بعد أحبـابه، الضرُّ
أسـائل كلَّ الخلق هل من مخبّر؟! ..*.. يحدثني عنكم، فينعشـني الخبر
إلى أن دعتني همَّة الشيخ من مدى ..*.. بعيدٍ. ألا! فادنُ. فعندي لك الذخرُ
فشمَّرت عن ذبلي الإطار وطار بي ..*.. جناح اشتياقٍ، ليس يخشى له كسرُ
ومـا بعدت، عن ذا المحب، تهامةٌ ..*.. ولم يثنِه سهل، هناك، ولا وعر
إلـى أن أنخنـا بالبطاح ركابنـا ..*.. وحطّت بها رحلي وتمّ لها البشرُ
بطاح بهـا البيت المعظَّم قبلـه ..*.. فلا فخرَ إلا فوقـه وذلك الفخر
بطاح، بهـا الصيد الحلال، محرّمٌ ..*.. ومن حلَّلها، حاشاه يبقّى له وِزر
أتـاني، مربِّي العـارفين بنفسـه ..*.. ولا عجبٌ فالشأن أضحى له أمرُ
وقـال: فـإني، منذ إعداد حجة ..*.. لمنتظر لقياك يـا أيها البدر!
فـأنت بنيّتي، مذ «ألست بربكم؟!» ..*.. وذا الوقت، حقاً، ضمَّه اللوح والسطرُ
وجدُّك، قد أعطاك من قِدم لنـا ..*.. ذخيرتكم فينا. ويـا حبذا الذخر!
فقبَّلت مـن أقدامه وبسـاطه ..*.. وقال: لك البشرى. بذا، قضي الأمرُ
وألقى على صفري، بإكسير سرّه ..*.. فقيل لـه: هذا هو الذهب التبر
وأعني به: شيخَ الأنام، وشيخ من ..*.. له عمَّة في عذبة، وله الصدر
عياذي، ملاذي، عمدتي، ثم عدتي ..*.. وكهفي، إذا أبدى نواجذه، الدهر
غيـاثي، من أيدي العتاة ومنقذي ..*.. منيري، مجيري، عندما غمّني الغمر
ومحيي رفاتي، بعد أن كنتُ رِمةً ..*.. وأكسبني عمراً، لعمري هو العمر
محمد الفاسـي، له من محمد ..*.. صفيِّ الإله، الحالُ، والشيمُ الغُرُّ
بفرضٍ، وتعصيبٍ، غدا أرثه له ..*.. هو البدر بين الأوليا، وهم الزهر
شـمائله، تغنيك، إن رمت شاهداً ..*.. هي الروض لكن شقّ أكمامه القطر
تضوّع طيباً، كل زهرٍ بنشـره ..*.. فما المسك؟!ما الكافور؟!ما الندُّ؟!ما العطر؟!
وما حاتم؟! قل لي. وما حلم أحنف؟ ..*.. وما زهد إبراهيم أدهم؟! ما الصبرُ؟!
صفوحٌ، يغض الطرف عن كل زلةٍ ..*.. لهيبته، ذلَّ الغضنفر، والنمر
هشوشٌ، بشوشٌ يلقى بالرحب قاصداً ..*.. وعن مثل حبِّ المزن تلقاه يفترُّ
فلا غضبٌ، حاشا، بأن يستفزه ..*.. ولا حدّة. كلا، ولا عنـده ضرُّ
لنا منه صدرٌ، ما تكدِّره الدلا ..*.. ووجه طليق، لا يزايله البشرُ
دليلٌ لأهل الفقر، لا عن مهانةٍ ..*.. عزيزٌ، ولا تيهٌ، لديه، ولا كبر
وما زهرة الدنيا، بشيء له يُرَى ..*.. وليس لها – يومـاً – بمجلسه نشرُ
حريصٌ على هدي الخلائق جـاهدٌ ..*.. رحيمٌ بهم، برٌّ، خبيرٌ، له القدرُ
كساه رسول الله، ثوب خلافةٍ ..*.. له الحكم، والتصريف، والنهيُ، والأمرُ
وقيل لـه: إن شئتَ قل: قدمي علا ..*.. على كل ذي فضل، أحاط به العصر
فذلك، فضل الله، يؤتيه مـن يشـا ..*.. وليس على ذي الفضل، حصرٌ، ولا حجر
وذا، وأبيك، الفخر، لا فخر، من غدا ..*..وقد ملك الدنيا، وسـاعده النصر!
وهذا كمالٌ. كلَّ عن وصفِ كنهه ..*.. ممن يدّعي هذا، فهذا هـو السـرُّ
أبو حسن، لـو قد رآه، أحبّه ..*.. وقال له: أنت الخليفة، يا بحر!
وما كلُّ شهم، يدعى السبق، صادق ..*.. إذا سيق للميدان، بان له الخسـر
وعند تجلي النقع، يظهر من علا ..*.. على ظهر جردبلٍ ومن تحته حمر
وما كلُّ، من يعلو الجواد، بفارس ..*.. إذا ثار نقع الحرب، والجوّ مغبرّ
فيحمي دماراً، بوم، لا ذو حفيظةٍ ..*.. وكل حماة الحي، من خوفهم، فرّوا
ونادى ضعيف الحي، ومن ذا يغيثني؟! ..*.. أما من غيور! خانني الصبر، والدهر
وما كل سيف، ذو الفقار، بحدّه ..*.. ولا كلّ كرارٍ، عليـاً، إذا كرّوا
وما كلُّ طيرٍ، طار في الجوّ فاتكاً ..*.. وما كل صيّاحٍ، إذا صرصر، الصقر
ومـا كل من يُسمى بشيخ، كمثله ..*.. وما كل من يدعى بعمرو، إذاً عمرو
وذا مَثَلٌ للمدّعين. ومن يكن ..*.. على قدمٍ صَدق طبيباً لـه خبر
فلا شيخ، إلاّ مـن يخلّص هالكاً ..*.. غريقاً، ينادي: قد أحاط بي المكر
ولا تسألن عن ذي المشائخ، غير من ..*.. لـه خبرةٌ، فاقت. وما هو مغترُّ
تصفّح أحوال الرجال، مجربـاً ..*.. وفي كل مصرٍ، بل وقطر، له أمر
فانعم بمصرٍ، ربّت الشيخ، يافعاً ..*.. وأكرم بقطرٍ، طار منه، له ذكرُ
فمكّة ذي، خير البلاد، فديتهـا ..*.. فما طاولتها الشمس– يوماً– ولا النسرُ
بها كعبتان: كعبة، طاف حولها ..*.. حجيج الملا. بل ذاك، عندهم الظفر
وكعبة حجّاج الجناب الذي سما ..*.. وجلَّ. فلا ركن، لديه، ولا حجرُ
وشتّان، ما بين الحجيجين، عندنا! ..*.. فهذا، له ملك. وهذا، لـه أجر!
عجبت لباغي السير للجانب الذي ..*.. تقدّس. مما لا يجدُّ لـه السـير
ويلقي إليه نفسـه، بفنـائه ..*.. بصدقٍ، تساوى عنده السرُّ والجهرُ
فيلقى مناخ الجود. والفضل، واسعاً ..*.. ويلقى فراتاً، طاب نهلاً، فما القطر؟!
ويلقى رياضاً، أزهرت بمعارفٍ ..*.. فيا حبذا المرأى! وياحبذا الزهر!
ويلقى حناناً، فوق فردوسها العلى ..*.. وما لجنان الخلد، إن عبّقت نشر
ويشرب كأساً صرفةً، من مدامةٍ ..*.. فيـا حبذا كأس! ويا حبذا خمر!
فلا غول فيها، لا، ولا عنها نزقةٌ ..*.. وليس لهـا بردٌ. وليس لها حرُّ
ولا هو، بعد المزج، أصفر فاقع ..*.. ولا هو، قبل المزج، قانٍ ومحمرُّ
معتَّقة من قبل كسرى مصونة ..*.. وما ضمّها دنُّ. ولا نالها عصر
ولا شانها زقٌّ. ولا سار سائرٌ ..*.. بأجمالهـا. كلاّ، ولا نالها تجر
فلو نظر الأملاك، ختم إنائها ..*.. تخلّوا عن الأملاك طوعاً ولا قهر
ولو شمّت الأعلام في الدرس ريحها ..*.. لما طاش عن صوب الصواب لها فكرُ
فيا بعدهم عنها! ويا بئس ما رضوا! ..*.. فقد صدَّهم قصدٌ. وسيّرهم وِزر
هي العلم، كلُّ العلم. والمركز الذي ..*.. به كلّ علمٍ، كلَّ حين، له دور
فلا عالمٌ، إلا خبيرٌ بشـربهـا ..*.. ولا جاهلٌ إلا جهولٌ به نمرُّ
ولا غبنَ في الدنيا، ولا من رزيئةٍ ..*.. سوى رجلٍ، عن نيلها، حطه نزر
ولا خسر في الدنيا. ولا هو خاسرٌ ..*.. سوى والهٍ والكفُّ من كأسها صفرُ
إذا زمزم الحادي، بذكر صفاتهـا ..*.. وصرح ما كنى ونادى نأى الصبرُ
وقال:اسقني خمراً. وقل لي: هي الخمر ..*..ولا تسقني سراً، إذا أمكن الجهر
وصرّح بمن تهوى.ودعني من الكنى ..*.. فلا خير في اللذات، من دونها ستر
ترى سائقيها، كيف هامت عقولهم ..*.. ونازلهم بسطٌ وخامرهم سـكرُ
وتاهوا فلم يدروا من التيه من هم ..*.. وشمس الضحى من تحت أقدامهم عفرُ
وقالوا: فمن يُرجى، من الكون، غيرنا؟! ..*.. فنحن ملوك الأرض.لا البيض والحمر
تميد بهم كأس، بها قد تولّهوا ..*.. فليس لهم عرفٌ. وليس لهم نكرُ
حيارى.. فلا يدرون أين توجهوا ..*.. فليس لهم ذكرٌ. ليـس لهم فكرُ
فيطربهم برقٌ، تـألق، بالحمى ..*.. ويرقصهم، رعد بسلع، له أزر
ويسكرهم طيب النسيم، إذا سرى ..*.. تظنّ بهم سحراً، وليس بهم سحر
وتبكيهم ورق الحمائم، في الدجى ..*.. إذا ما بكت من ليس يدرى لها وكر
بحزنٍ، وتلحين، تجاوبتا بمـا ..*.. تذوب له الأكباد والجلمد الصخر
وتسبيهم غزلان رامة، إن بدت ..*.. وأحداقها بيضٌ وقاماتها سمرُ
وفي شمها حقاً، بذلنـا نفوسـنا ..*.. فهان علينا كل شيء، له قدر
وملنا عن الأوطان، والأهل جملةً ..*.. فلا قاصرات الطرف، تثني ولا القصر
ولا عن أصيحاب الذوائب من غدت ..*.. ملاعبهم منىً: الترائب والنحرُ
هجرنا لها الأحباب، والصحب كلَّهم ..*.. فمـا عاقنا زيدٌ ولا راقنا بكر
ولا ردّنا عنها العوادي ولا العدا ..*.. ولا هالنا قفرٌ ولا راعنـا بحر
وفيها حلالي الذلُّ، من بعده عزةٍ ..*.. فيا حبذا هذا! ولو بدؤه مـرُّ
وذلك، من فضل الإله، ومنِّه ..*.. عليّ. فما للفضل عدٌّ، ولا حصر
وقد أنعم الوهابُ، فضلاً، بشربها ..*.. فلله حمدٌ دائم، وله الشـكر
فقل لملوك الأرض: أنتم وشأنكم ..*.. فقسمتكم ضئزى وقسمتنا كثر
خذ الدنيا والأخرى، أباغيهما!! معاً ..*.. وهات لنا كأساً فهذا لنا وفر!!
جزى الله عنا شيخنا،خير ما جزى ..*.. به هادياً فالأجرُ منه هو الأمر
أمولاي! إنـي عبد نعمائك، التي ..*.. بها صار لي كنز. وفارقني الفقر
وصرتُ مليكاً، بعدما كنت سوقةً ..*.. وساعدني سعدٌ فحصباؤنا، درُّ
أمولاي! إنـي عبد بابك، واقفٌ ..*.. لفيضك محتاج لجوداك مضطرُّ
فمرْ، أمرَ مولـى، للعبيد فإنني ..*.. أنا العبد ذاك العبد لا الخادم الحرُّ
هنيئاً لها، يا معشر الصحب! إننا ..*.. لنا حصنُ أمن، ليـس يطرقه ذُعرُ
فنحن بضوء الشمس، والغير في دجى ..*.. وأعينهم عميٌ وآذانهم وقرُ
ولا غروَ في هذا، وقد نال ربنـا ..*.. تراهم عيون ينظرون ولا بصر
وغيم السما مهما سما هان أمره ..*.. فليس يرى إلا لمن ساعد القدر
ألا فاعلموا شكراً لما جاد بالذي ..*.. هدانا ومن نعمائه عمّنا اليسرُ
وصلّوا على خير الورى خير مرسل ..*.. وروح هداة الخلق، حقاً، وهم ذَرُّ
عليه صلاة الله، ما قال قائل: ..*.. أمسعود! جاء السعد والخير واليسرُ
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |