من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل كتاب شيخ الشيوخ أبو مدين الغوث (نسخة مفهرسة)


بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


كتاب: شيخ الشيوخ أبو مدين الغوث - حياته ومعراجه إلى الله.
تصنيف: الإمام العلامة سيدي عبد الحليم محمود.
الناشر: دار المعارف - القاهرة - ج.مصر العربية.
سنة الطبع: 1985م.



ترجمة المصنف:


هو شيخ الإسلام والمسلمين، وإمام أئمة أهل السُنة والجماعة في عصره، فريد دهره ووحيد عصره مولانا عبد الحليم محمود الأشعري المالكي الشاذلي قدّس الله روحه، ونوّر ضريحه، عالمٌ ربانيٌ أزهريٌ جليل، وعلامةٌ محققٌ كبير، فقيهٌ، أصوليٌ، مُحدِّثٌ، مسندٌ، لغويٌ، متكلمٌ، صوفيٌ، فيلسوفٌ نظار، مفكرٌ، جامعٌ بين علوم الشريعة وأسرار الحقيقة، المجمعُ على جلالة قدره وولايته وإمامته في الدّين في سائر أنحاء العالم العربي والإسلامي، وزير الأوقاف المصري، وشيخ الجامع الأزهر الشريف في الفترة بين عامي (1393 - 1398هــــ / 1973 – 1978م).

- الميلاد:

وُلد رضي الله عنه في قرية أبو أحمد من ضواحي مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية في 2 من جمادى الأولى سنة 1328هـ الموافق 12 من مايو 1910م، والقرية منسوبة إلى جده (أبو أحمد) الذي أنشأ القرية وأصلحها، وتُسمَّى الآن باسم (السلام).

- نشأته ومراحل تعليمه:

نشأ الشيخ الإمام عبد الحليم محمود في أسرة كريمة مشهورة بالصلاح والتقوى، فحفظ القرآن الكريم في سِنٍّ مبكرة مِمَّا أثار إعجاب قريته ومحفظه، وكان والده -رحمه الله- صاحب دين وخلق وعلم، ذا همة عالية وثقافة، وكان ممن شغفوا بالثقافة الدينية وحلقات الأزهر العلمية، مما كان له الأثر في توجيه ابنه للدراسة بالأزهر، فدخل الشيخ عبد الحليم الأزهر سنة 1923م، وظل به عامين ينتقل بين حلقاته، حتى تم افتتاح معهد الزقازيق سنة 1925م، فألحقه والده به لقربه من قريته، ثم التحق بعدها بمعهد المعلمين المسائي، فجمع بين الدراستين، ونجح في المعهدين، ثم عُيِّن مُدَرِّسًا، ولكن والده آثر أن يكمل الشيخ عبد الحليم دراسته، فتقدم الشيخ لامتحان إتمام الشهادة الثانوية الأزهرية فنالها سنة 1928م، ثم استكمل الشيخ الإمام دراسته العليا، فنال العَالِمية سنة 1932م، ولم يكتف والده بأن يعمل ابنه الشيخ عبد الحليم مُدَرِّسًا بل تطلع لأكبر من ذلك، واختار لدراسة ابنه جامعة السوربون في باريس على نفقته الخاصة، وآثر الشيخ عبد الحليم أن يدرس تاريخ الأديان والفلسفة وعلم الاجتماع، وحصل في كل منهما على شهادة عليا، وفي نهاية سنة 1937م التحق بالبعثة الأزهرية التي كانت تدرس هناك، وفاز بالنجاح فيما اختاره من علوم لعمل دراسة الدكتوراه في التصوف الإسلامي، وكان موضوعها: أستاذ السائرين الحارث بن أسد المحاسبي، وفي أثناء إعداد الرسالة قامت الحرب العالمية الثانية في سبتمبر سنة 1939م، وآثر كثير من زملائه العودة، ولكنه بالإيمان القوي والعزيمة الصلبة أصر على تكملة الرسالة وبلغ هدفه وتحدد لمناقشتها يوم 8 من يونيه سنة 1940م، ونال الدكتوراه بدرجة امتياز بمرتبة الشرف الأولى، وقررت الجامعة طبعها بالفرنسية.

بدأ الشيخ الإمام حياته العملية مُدَرِّسًا لعلم النفس بكلية اللغة العربية، ثم نقل أستاذًا للفلسفة بكلية أصول الدين سنة 1951م، ثم عميدًا للكلية 1964م، وعين عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية، ثم أمينًا عامًّا له، وبدأ عمله بدراسة أهداف المجمع، وكوَّن الجهاز الفني والإداري من خيار موظفي الأزهر ونظمه خير تنظيم، وأنشأ المكتبة به على أعلى مستوى من الجودة، وبعدها أقنع المسؤولين في الدولة بتخصيص قطعة أرض بمدينة نصر لتخصيصها للمجمع لتضم جميع أجهزته العلمية والإدارية إلى جانب قاعات فسيحة للاجتماعات، فكان أول من وضع لبنات مجمع البحوث الإسلامية واهتم بتنظيمه، وواصل الشيخ عبد الحليم محمود اهتمامه بالمجمع بعد تعيينه وكيلا للأزهر ثم وزيرًا للأوقاف وشؤون الأزهر، ثم شيخًا للأزهر.

في سنة 1970م صدر قرار جمهوري بتعيينه وكيلا للأزهر، فازدادت أعباؤه، واتسعت مجالات جهوده، فراعى النهضة المباركة في مجمع البحوث، وبدأ يلقي محاضراته في كلية أصول الدين، ومعهد الدراسات العربية والإسلامية، ومعهد تدريب الأئمة، إلى جانب محاضراته العامة في الجمعيات والأندية الكبرى بالقاهرة وغيرها من الأقاليم، وكان مع هذا كله يوالي كتابة الدراسات والمقالات في المجلات الإسلامية الكبرى، ويواصل الدراسات ويصنف المؤلفات القيمة ويشرف على رسائل الدكتوراه، ويشارك في المؤتمرات والندوات العلمية، وامتد نشاطه إلى العالم الإسلامي كله بنفس الهمة والنشاط.

- مؤلفاته:

اتسم الإمام الأكبر بغزارة إنتاجه الفكري الذي يربو على مائة كتاب تأليفًا وتحقيقًا وترجمة، وكان أول ما نشر له قصة ترجمها عن الفرنسية من تأليف أندريه موروا عام 1365هـ=1946م، ثم تتابعت مؤلفاته الغزيرة في كثير من المجالات خاصة في مجال التصوف الذي يُعَدُّ من أسبق رواده في العصر الحديث، فقد تبدى مثالا للصوفية المقيدة بكتاب الله البعيدة عن الإفراط والتفريط حتى لُقِّبَ بغزالي مصر وأبي المتصوفين فكانت كتاباته الصوفية لها الحظ الأوفر من مؤلفاته، فكتب (قضية التصوف: المنقذ من الضلال) والذي عرض فيه لنشأة التصوف وعلاقته بالمعرفة وبالشريعة وتعرض بالشرح والتحليل لمنهج الإمام
الغزالي في التصوف، كما ترجم لعشرات الأعلام الصوفيين مثل سفيان الثوري وأبي الحسن الشاذلي وأبي مدين الغوث وغيرهم الكثير.

كما كتب في الفلسفة الإسلامية، ويعد كتابه (التفكير الفلسفي في الإسلام) من أهم المراجع التي تتناول علم الفلسفة بمنظور إسلامي حيث يؤرخ فيه للفكر الفلسفي في الإسلام ويستعرض التيارات المذهبية المتعددة فيه ليبين أصالة الفلسفة الإسلامية، وسبقها الفلسفة الغربية في كثير من طرق التفكير، كما تعرض للغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام في عدة كتب مثل (الغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام) و (فتاوى عن الشيوعية).

كما ظهر اهتمامه بالسنة النبوية فكتب العديد من الكتب عن الرسول وسنته، ويعد كتابه (السنة في مكانتها وتاريخها) من أهم كتبه في هذا المجال، كما كتب عن (دلائل النبوة ومعجزات الرسول).

واستعرض الإمام سيرته الذاتية في كتابه (الحمد لله هذه حياتي) والذي جاء خلاصة لأفكاره ومنهجه في الإصلاح أكثر منه استعراضًا لمسيرة حياته، وعَبَّر عن منهجه التفصيلي في الإصلاح في كتابه القيم (منهج الإصلاح الإسلامي في المجتمع).

كما قام بتحقيق الكثير من أمهات الكتب مثل: (لطائف المنن) لابن عطاء الله السكندري، و(اللمع) لأبي نصر السراج الطوسي، و(المنقذ من الضلال) لحجة الإسلام الغزالي وغيرها.

وترجم العديد من الكتب في الفلسفة اليونانية والأخلاق مثل (الفلسفة اليونانية أصولها وتطورها) لألبير ريفو، و(الأخلاق في الفلسفة الحديثة) لأندريه كريسون.

- ولايته للمشيخة:

صدر قرار تعيين الشيخ الإمام عبد الحليم محمود شَيْخًا للأزهر في 27 من مارس سنة 1973م، وقد باشر فيه السعي لتحقيق أهدافه العلمية السامية التي بذلها وهو أستاذ بكلية أصول الدين، ثم وهو أمين عام لمجمع البحوث الإسلامية، ثم وهو وكيل للأزهر، ثم وهو وزير للأوقاف وشؤون الأزهر.

وقد صدر قرار جمهوري استصدره وزير شؤون الأزهر كاد يسلب به من الشيخ كل سلطة ويجرده من البقية الباقية من نفوذه، فغضب الشيخ الإمام عبد الحليم محمود لا لنفسه، وإنما غضب للأزهر، ولمكانة شيخه التي اهتزت واهتز باهتزازها مقام الأزهر في مصر وفي العالم العربي، بل في العالم الإسلامي كله، فلم يجد الإمام بدًّا من تقديم استقالته في 16 من يوليو سنة 1974م، ثم شفعها بخطاب آخر قدمه إلى السيد رئيس الجمهورية شَارِحًا فيه موقفه وأن الأمر
لا يتعلق بشخصه، وإنما يتعلق بالأزهر وقيادته الروحية للعالم الإسلامي كله، مبينًا أن القرار الجمهوري السابق يغض من هذه القيادة ويعوقها عن أداء رسالتها الروحية في مصر وسائر الأقطار العربية والإسلامية، وقبل هذا أخطَرَ وكيل الأزهر بموقفه ليتحمل مسؤوليته حتى يتم تعيين شيخ آخر، وروجع الإمام في أمر استقالته، وتوسط لديه الوسطاء فأصرَّ عليها كل الإصرار؛ لأن الموقف ليس موقف انتقاص من حقوقه الشخصية، وإنما هو انتقاص لحقوق الأزهر وهضم لمكانة شيخه.

ولو كان الأمر يتعلق بحقوق الإمام عبد الحليم محمود لتساهل فيها؛ لأنه صديق قديم لوزير شؤون الأزهر؛ ولأنه بفطرته زاهد في المناصب، عازف عن المظاهر، منصرف عن متاع الحياة الزائل وزخرفها الباطل، مؤمن كل الإيمان بأن الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملا، فأَصَرَّ على تقديم استقالته وامتنع عن الذهاب إلى مكتبه، ورفض تناول مرتبه، وطلب تسوية معاشه، ووجه إلى وكيل الأزهر -وقتها- الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار خطابًا يطلب منه فيه أن يُصرِّف أمور مشيخة الأزهر حتى يتمَّ تعيين شيخ جديد.

وأحدثت الاستقالة آثارها العميقة في مصر وفي سائر الأقطار الإسلامية، وتقدم كثيرون من ذوي المكانة في الداخل والخارج يُلحِّون على الإمام راجين منه البقاء في منصبه، لكنه أبى.

- وفاته:

بعد عودة الشيخ الإمام عبد الحليم محمود من رحلة الحج في 16 من ذي القعدة 1398هـ، الموافق 17 من أكتوبر 1978م قام بإجراء عملية جراحية بالقاهرة فتوفي على إثرها وتلقت الأمة الإسلامية نبأ وفاته بالأسى، وصلى عليه ألوف المسلمين الذين احتشدوا بالجامع الأزهر ليشيعوه إلى مثواه الأخير تاركًا تُرَاثًا فِكْرِيًّا ذَاخِرًا ما زال يعاد نشره وطباعته.

- مصادر ترجمته:

- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف: علي عبد العظيم.

---*---
منقول بتصرف عن موقع دار الإفتاء المصرية.

تكملة الموضوع

حمل كتاب المفاخر في معارف الأمير الجزائري عبد القادر


بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



- كتاب: المفاخر في معارف الأمير الجزائري عبد القادر والسادة الأولياء الأكابر
- تصنيف: الدكتور أحمد كمال الجزار.
- مراجعة وتقديم: محمد زكي إبراهيم (رائد العشيرة المحمدية).
- الطبعة: الأولى 1417هـ/ 1997م.
- دار النشر والتوزيع: مطبعة العمرانية للأوفيست - الجيزة - ج.مصر العربية.

رابط التحميل




يخجل التاريخ أحيانا عندما يفتح صفحاته عن شخصيات تضيق صفحات التاريخ ذاته في تتبع خطاها ومسالكها وآثارها وإنجازاتها لأممها وللإنسانية جمعاء.. ومن بين هذه الشخصيات سيدي "الأمير عبد القادر الجزائري الحسني قدس سره" الذي استحقّ أن يكون "إنسانا عالميا" عرفت قدره مشارق الأرض ومغاربها في زمن لم يكن الاتصال والتواصل ميسّرا مثلما هو حاله اليوم.

ما السرّ الذي جعل الأعداء يحترمون الأمير ويقدّرونه ويعلون مكانته ومقامه؟ وما السرّ الذي جعله ّمركز جاذبية" العلماء والأدباء والمفكرين العرب من مختلف المشارب والأديان في زمنه؟
لعل بعض السرّ في شخصية الأمير.. ولعل بعض السرّ في معارف الأمير ومداركه وتبحّره الأدبي والعلميّ و.. ولكن كل السرّ، في مستوى النقاء والسموّ الطّهر الذي بلغه الأمير، وهذا السر مرتبط بمسالك التصوّف التي سلكها الأمير وبلغ منها مبلغا عظيما، وترك في ذلك آثارا هادية وفاتحة ولمّا تزل تحتاج إلى الكثير لاستكشافها والإبحار فيها...

مع الأمير عبد القادر الجزائري هذا المفتاح لعوالم متصوّفة عظام من أمثال ابن عربي.. نترككم تغرقون وتستغرقون في ضياء هذا المحيط الزاخر كنوزا وكنوزا..

تكملة الموضوع

حمل كتاب في صحبة الأميرين أبي فراس الحمداني وعبد القادر الجزائري


بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما




- كتاب: في صحبة الأميرين أبي فراس الحمداني وعبد القادر الجزائري.
- تصنيف: الدكتور أحمد درويش.
- سنة الإصدار: 2000.
- عدد الصفحات: 208.
- حجم الكتاب: 23,4 Mo.
- الناشر: مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري.


~~~ . ~~~

نبذة عن الكتاب:

هذه مقارنة أوحت بها مناسبة وليس كل ما توحي به المناسبات يذهب بذهابها فروميات أبي فراس جاءت من وحي مناسبة أسرة وقصائد المتنبي وراءاها مواقف مناسبات من الرضا والغضب وروائع ابن الرومي تثيرها أسباب منن التوجس والتخوف والتشاؤم وبما لا تصلح في نظر غيره من الناس لأية مشاعر.

تاريخ الأدب والفنون يعرف الكثير من الأعمال الخالدة التي أوحت بها مناسبات عابرة وفكرة التقاء الأمير أبي فراس الحمداني والأمير عبد القادر الجزائري في كاتب واحد أوحت بها فكرة تنظيم دورة للشعر ونقده في الجزائر تحمل أسم ( أبي فراس الحمداني ) في إطار ما تقوم به مؤسسة البابطين من نشاط في هذا المجال وبرزت فكرة الجمع بين الأميرين انطلاقاً من كونهما مرا بتجارب متشابهة على اختلاف المكان والزمان فهما أميران وفارسان وأسيران في بلاد الفرنجة وشاعران على تقارب في نصيب كل منهما في بعض هذه الصفات وهما في نهاية المطاف يستظلان بثقافة واحدة وقيم تجلت أصالتها وجمالياتها في حياة كل منهما.

ولقد قام الكتاب بمدخل تمهيدي ينافس منهج رسم الشخصية ومواطن الائتلاف والاختلاف في الشخصيتين اللتين تدور الدراسة حولهما وما يميله ذلك من طبيعة النظرة التي ترصد من خلالها ما ينبغي تلاقيه في أطار رسم الصورة المتوخاة وقد أعقب ذلك المدخل بابان تم في أولهما الوقوف في رحاب أبي فراس انطلاقا من النص الشعري الذي يمثل موهبته الأولى التي أحلته مكانا مميزاً في الصدارة العربية أوج تألقها واستعانة بجوانب الضوء من السيرة الفردية والجماعية واعتمادا على المنهج الجمالي في قراءة النصوص.

وفي الباب الثاني تم الوقوف في رحاب الأمير عبد القادر انطلاقا من السيرة التي شكلت مسيرته كمجاهد وقائد وصاحب هدف دقيق في بناء الدولة الحديثة واستنهاض مشاعر الأمة التي أهلته لأن يكون في طليعة رجال نهضة الأمة العربية والإسلامية واستعانة ببقية مواهبه التي ساعدته على أداء هدفه ومن بينها الشعر والعلم .

ولعل في لقاء هذين العلمين طيات كتاب واحد ما يساعد على انعكاس مزاياهما الصافية فيتولد عن التقاء النور إشعاعات ينعكس ضوءها على الحضارة والفن العربيين مما قد يغري بالتأمل في مزيد من صفحاتهما الناصعة وتمثلها تأهبا لغد أفضل.

~~~ . ~~~

أشرف على طباعة هذا الكتاب و راجعه الباحث في الأمانة العامة للمؤسسة ماجد الحكواتي - تصميم الغلاف و الإخراج الداخلي: محمد العلي. - الطباعة والتنفيذ: أحمد متولي - أحمد جاسم. - حقوق الطبع محفوظة: مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري.
تكملة الموضوع

حمل مخطوط جواهر الإكليل لسيدي خليفة بن حسن الأقماري




بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على سيّدنا محمد صلاة أهل السموات والأرضين عليه أجري يا رب لطفك الخفي في أموري والمسلمين آمين.

- مخطوط: جواهر الإكليل في نظم مختصر الشيخ خليل.
- تصنيف: العلامة سيدي خليفة بن حسن الأقماري السوفي
- مادية المخطوط: نسخة جيّدة مبتورة الآخر، تنقصها بعض الأوراق.
- مصدر المخطوط: خزانة الشيخ الموهوب أولحبيب للمخطوطات بجاية - الجزائر.

رابط التحميل

هنـــــا

~*~*~*~

ترجمة المصنف سيرة ومسيرة في سطور:

السوفي ( ..- حيا 1318هـ / ..- 1901م):

هو العالم العلامة المصنف البارع الإمام المجتهد الفقيه المحدث سيدي خليفة بن حسن بن مبارك بن محمد بن أبي عافية الأقماري منشأ ودارا من أهل «قمار» بوادي سوف و القماري: نسبة لمدينة «قمار» واحدة من أهم الحواضر العلمية في الجزائر تقع بمدينة الألف قبة «وادي سوف»، وصفها المؤرخون والرحالة العرب قديما بمنارة العلم، أنجبت عبر تاريخها الطويل الحافل بالأمجاد العديد من العلماء بقيت أسماءهم خالدة في سجل تاريخ الجزائر الديني والعلمي والثقافي ومن بين أبرز ما أنجبته هذه الأرض الطاهرة خلال القرن الثاني عشر الهجري هو صاحب مؤلفنا اليوم الشيخ العلامة المصنف سيدي خليفة بن حسن القماري السوفي رحمه الله.



من آثاره «جواهر الإكليل في نظم مختصر الشيخ خليل» في فقه المالكية طبع سنة 1318هـ قال صاحب كتاب تعريف الخلف نظمه نظما عجيبا. أهـ «منقول بتصرف عن كتاب "معجم أعلام الجزائر" لعادل نويهض. ».

~*~*~*~

وتعميما للفائدة واستفاضة في سيرة الشيخ نقلنا ما ورد في كتاب تاريخ الجزائر الثقافي لشيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله حفظه الله ما نصه:

".. ومن أشهر من نظم خليل بالفقه المالكي عناية خاصة خليفة بن حسن القماري، وقد ولد هذا الشيخ بقمار إحدى بلديات وادي سوف، وعاش حياته العلمية متنقلا بين مسقط رأسه وبين بسكرة وسيدي عقبة وخنقة سيدي ناجي، ولا ندري إن كان قد رحل إلى تونس وغيرها لطلب العلم وأيضا الحج. ورغم عزلته فقد ظلّ ينهل من مصادر تونس وقسنطينة، وهناك مصادر أخرى لغذائه الروحي وهو ركب الحج المغربي الذي كان يسلك طريق الصحراء في ذهابه وعودته، ودليلنا على ذلك تلك المراسلات التي دارت بين خليفة بن حسن وبين علماء بسكرة من جهة، وملاقاته لبعض علماء المغرب أثناء مرورهم بالزيبان وإجازتهم له.

ومن هؤلاء "عبد القادر بن أحمد بن شقرون الفاسي" الذي لقي خليفة بن حسن في بسكرة أثناء توجه الفاسي على الحج فقد سماه « الفقيه الفاضل، الجامع لأشتات الفضائل، المشارك المتقن، والبارع المتفنن، ذا الحسن الخلق، سيدي خليفة بن حسن». وقال الفاسي عن نظم الشيخ خليفة العبارات الآتية التي كتبها على نسخة المؤلف، وهي « وقد أطلعني على نظمه الجليل، لمختصر أبي الدنيا خليل، المكتوب هذا على أول ورقة منه، فطالعت منه البدء والختام، ومواضيع منه أنبأتني على أنه مقدام، من فرسان البراعة وأئمة اليراعة إذ هو نظم عذب الموارد مهذب المقاصد سلس العبارة رائق الإشارة .. وقد طلب مني أن أوقع عليه ما تيسر، فأسعدته إسعاد محب صادق، فرمقت له هذه الحريفات.. ».

وكان ذلك سنة 1193 بمدينة بسكرة، ويدلنا هذا النص على شيئين الأول قيمة هذا النظم في نظر أحد فقهاء المغرب المعروفين، والثاني الصلة العلمية التي كانت تربط علماء المغرب والجزائر.

وقد كان من عادة علماء القرى والمناطق النائية الخروج لركب الحاج المغربي وملاقات العلماء الذين يرافقونه والأخذ عنهم وربط الصِّلات العلمية معهم. وقد ذكر العياشي أنه تراسل مع بعض علماء الجزائر أثناء مروره بهذه النواحي أيضا. ويبدو أن سمعة خليفة بن حسن كانت ذائعة في عصره. فهذا الناصري الدرعي صاحب الرحلة الكبرى قد سجل انطباعه أيضا من ملاقاته بالشيخ خليفة، وقال إنه كان قد سمع به ولم يلقه أثناء ذهاب الركب على الحج لأن خليفة بن حسن عندئذ كان في بلاده.

أما عند عودة الركب فقد خرج الشيخ خليفة إلى سيدي عقبة للقاء علماء المغرب. وقد حكم الدرعي على منظومة خليفة بن حسن حكما لا يختلف قليلا عن حكم الفاسي، وهذا نص ما كتبه الدرعي عن هذا اللقاء في رحلته (( وكان ممن اجتمعنا به في هذه البلدة المباركة «سيدي عقبة» العالم العلامة المسن البركة، سيدي خليفة بن الحسن السوفي، نسبة إلى سوف، قرى صحراوية على خمس مراحل من بسكرة، وكنا سمعنا به ولم نلقه لمغيبة بلده (أثناء الذهاب على الحج)، وجاء بقصد ملاقات (كذا) الركاب النبوية على عادتهم، وأوقفني على نظمه لأبي المودة الخليل، وزاد عليه قيود وتنبيهات. وهو نظم سلس لا بأس به، غير أن صاحبه غير متمكن في الصناعة العروضية، وإنما للنظم عنده سجية، وهو زهاء ثمانية آلاف بيت)).

سمي خليفة بن حسن نظمه المذكور ( جواهر الإكليل في نظم مختصر الشيخ خليل).
وكان قد فرغ من نظمه سنه 1192، عندما أصبح طاعنا في السن ولم يكن له سوى هذا النظم، الذي امتاز بسلاسته ودقته، بل ألف غير ذلك في الفقه أيضا، فله كتاب يعرف بـ (الكنش) أو الكناش، جمع فيه مسائل فقهية هامة على شاكلة النوازل والفتاوي، وقدره من رآه بثلاثمائة صفحة من الحجم الكبير.

كما ألف شرحا على السنوسية ونظم الأجرومية، وله قصيدة في معرفة الأثر، وفتاوي وآراء اجتماعية سنعرض لبعضها بعد حين، وما تزال آثار خليفة بن حسن القماري لم تجمع ولم تطبع باستثناء نظمه المذكور، فهو مطبوع" اهـ.

~*~*~*~

وتجدر الإشارة أنه قد صدر عن المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر كتيّب بعنوان ''إتحاف القارئ بحياة الشيخ خليفة بن حسن الأقماري 1207هـ/ 1792م'' للشيخ "محمد الطاهر التليلي في طبعته الثـانية، ذات الحجم المتوسط في 100 صفحة، وقام بتحقيقه والتعليق على محتواه الدكتور أبو القاسم سعد الله.




جاء الكتيّب على شكل رسالة خالية من الأبواب والفصول، ويقوم فقط على نظام الفقرات ذات العناوين المتميّزة، حيث أعاد الدكتور أبو القاسم سعد الله تصفيفه وتبويبه على شكل مقدمة وفصول، تارِكًا الفقرات كما جاءت، كما احتفظ ببعض العناوين الفرعية أو الفقرات الأصلية، وأضاف للبعض منها، مع وضع تعاليق توضيحية لأسماء ومصطلحات وتواريخ، تارِكًا ملحقات واستطرادات المؤلف في مكانها.
وجمع الشيخ التليلي في ''إتحاف القارئ'' أشتاتًا من الوثـائق المكتوبة والشّهادات المعاصرة، وكتبها مرّتين، مرّة سنة 1944إبان الحرب العالمية الثـانية، والمرّة الثـانية حين اكتشف الشيخ معلومات أخرى تتعلّق برسالته، فأضافها وحفظها بغية كتابتها من جديد.
وتتضمّن الرسالة في فصلها الأوّل: السيرة الذاتية للشيخ خليفة بن حسن الأقماري، ابتداءً بنسبه المتصل بأبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، وولادته والبيئة الّتي ترعرع فيها وشيوخه وتلامذته ووفاته، بينما تطرّقت في الفصل الثـاني إلى تراثـه العلمي في الفقه المالكي والأدب العربي والعقيدة في بلاده، خاصة في الجزائر وتونس عامة. فيما جاء الفصل الثـالث في ما قيل فيه وإجازاته وبعض أخباره، وأخيرًا ملحقين وعدّة فهارس للأعلام والأماكن والدول والقبائل والعشائر والمؤسسات والمخطوطات والكتب والمجلات.
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |