من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل كتاب الوهراني ورقعته عن مساجد دمشق

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 
 
- كتاب: الوهراني ورقعته عن مساجد دمشق.
- تأليف: محمد بن محرز بن محمد الوهراني.
- تحقيق: الدكتور صلاح الدين المنجد رحمه الله.
- الناشر: مجمع اللغة العربية - دمشق – 1965.
- عدد الصفحات: 30.
- حالة نسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل

هنــا

ترجمة المصنف:

الوَهْرَاني ( ... - 575هـ / ... - 1179م)

هو أبو عبد الله  ركن الدين محمد بن محمد بن محرز الوَهْرَانيّ - بفتح الواو وسكون الهاء وفتح الرّاء نسبة لمدينة وهران، "تقع بالغرب الجزائري"، أديب صناعته الإنشاء، كان بارعا في ‏الهزل والسخرية، ولد ونشأ بوهران ورحل إلى المشرق فمر بصقلية، دخل دمشق في ‏عهد نور الدين محمود بن زنكي، ثم زار بغداد وعاد إلى دمشق فولي خطابة جامع داريا من قراها،زار ‏القاهرة في أيام السلطان صلاح الدين الأيوبي فلقي القاضي الفاضل وعماد الدين الأصبهاني وغيرهما، ‏وعاد إلى داريا وتوفي فيها، وصفه الذهبي بأنه (( صاحب دعابة ومزاح)) وقال الصفدي (( ما سلم من ‏شر لسانه أحد ممن عاصره)) له ((جليس كل ظريف)) توجد مخطوطة منه تحمل رقم 665 بجامعة ‏برنستون بالولايات المتحدة الأمريكية، جمع فيه الكثير من رسائله وفصوله الهزلية، و((المنامات)) وقد ‏شهر منها منامه الكبير، قال ابن خلكان، (( لو لم يكن فيها إلا المنام الكبير لكفاه)) أما الصفدي فقال إنه ‏‏(( سلك فيه مسلك أبي العلاء في رسائل الغفران، ولكنه ألطف مقصدا وأعذب عبارة)).‏

مصادر الترجمة:‏

العبر للذهبي 4: 225 و الوافي 4: 386 ووفيات الأعيان 4: 385 وشذرات الذهب 4: 252 ومنامات ‏الوهراني، مقدمة الناشر ومجلة المجمع العلمي العربي 40: 234 والأعلام 7: 241 وهدية العافين 7: ‏‏98 والكنز المدفون للسيوطي 143 ومعجم المؤلفين 11: 174 ومجلة المقتبس 1: 40 ثم 8: 25 ‏وبروكلمان 1: 489.‏

المرجع:

معجم أعلام الجزائر - عادل نويهض ص: 350. ط2 - 1980، بيروت، لبنان.

هوامش:

الوهراني نسبة لمدينة وهران والتي تنطق باللهجة المحلية الجزائرية: (وهرن - Oran) ، الملقبة بـ "الباهية" هي ‏ثاني أكبر مدن الجزائر بعد العاصمة وأحد أهم مدن المغرب العربي، تقع في شمال غرب الجزائر على ‏بعد 432 كيلومترا عن الجزائر العاصمة، مطلة على خليج وهران في غرب البحر الأبيض المتوسط، ‏ظلت المدينة منذ عقود عديدة ولا تزال مركزا اقتصاديا وميناءً بحريًا هامًا، وصفها محمد الزياني بقوله: «...هي مدينة من مدن المغرب الأوسط بساحل البحر الرومي عظيمة ذات مساحة وفخامة جسيمة وبساتين وأشجار ومياه عذبة وأطيار وحبوب عديدة...».
تكملة الموضوع

حمل كتاب من رسائل العلامة الشيخ عمر أبي حفص الزموري - المجموعة ²

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 

- كتاب: من رسائل العلامة الشيخ عمر أبي حفص الزموري.

~ المجموعة الثانية ~

 والتي تضم:

1) إشارات سانحة إلى بعض أسرار الفاتحة.
2) مقالات منشورة عنه.
3) تعاليق صحفية على كتابي: (فتح اللطيف).
4) في رحاب ليلة القدر.

- تصنيف: الغوث الرباني الشيخ العلامة سيدي عمر أبو حفص الزموري الجزائري.
- دار النشر: منشورات حواركم - الجزائر.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل

هنـــا

- ترجمة المصنف:

الغوث الرباني نجم  التسبيح  سيدي الشيخ عمر أبو حفص الزموري الجزائري قدس الله سره (1913م / 1990م).
 

هو الشيخ  العالم العلامة البحر الفهامة، العارف باللّه الحائز على المعقول والمنقول، المتبحّر في مختلف العلوم اللغوية والدينية إلى أبعد الحدود، أفاض اللّه عليه من كرمه وجوده ما يرضيه وفوق الرضى، نجم التسبيح، من ذرية الولي الصالح سيدي عمر العجيسي قدس الله سرهما، من سلسلة القمر المنير سيدنا الحسين بن علي كرم الله وجهه ورضي عنه، وياقوتة الأنام مولاتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم سيدي عمر أبي الحفص الزموري الجزائري قدس الله.

ولد رضي اللّه تعالى عنه سنة 1913م على الأرجح، وتوفي سنة 1990م، نشأ يتيم الأب، تقيا، نقيا، ورعا، إذ شرع في أداء فريضة الصلاة في السابعة من عمره، وأنعم اللّه عليه بحفظ كتابه العزيز وهو اثنتي عشر سنة، أكرمه الوهّاب الفتّاح بالجلوس بين يدي العلاّمة العالم الكبير سيدي أحمد بن قدور الزموري ــ رضي اللّه تعالى عنه ــ فيسّر له سبل التحصيل في ظرف زمني قياسي، وأنعم عليه ــ فضلا عن تلك العلوم الكسبية ــ بعلوم وهبية لدنية يختص بها من يشاء من أحبابه وأوليائه، مارس التدريس في عدة مدارس ومساجد وزوايا منها: زاوية الجعافرة (برج بوعريريج)، مسجد توررين ببني عيذل (سطيف)، زاوية الحاج أحسن الطرابلسي (عنابة)، زاوية شلاطة وزاوية سيدي موسى نتنبدار (بجاية)، وادي زناتي (قالمة) وبعين فكرون (أم البواقي)، وزاويته الميمونة بقرية أجداده زمورة المحروسة، ثم بمسجد سيدي رمضان بحي القصبة بالعاصمة.

~*~*~

لقد كانت حياته ــ رضي اللّه عنه ــ عامرة بالعلم والصلاح والفلاح، زاخرة بشتى المواقف التي ينبغي أن ترصع جبين الزمان بأحرف من نور فهو فقيه متضلع، ولغوي بارع، وخطيب مصقع، وأديب وشاعر مبدع، ورباني سما بالصوفية إلى قمة القمم، إنه من العبّاد الزّهاد، إنه النور الذي نسير على هديه الذي هو هدي المصطفى، صلى اللّه عليه وسلم، إلى اللّه سبحانه وتعالى، والكنز الذي ننفق منه في دنيانا وآخرتنا سرا وجهرا، وظاهرا وباطنا، ولا غرو، فهو الكنز الأكبر الذي ما بعده كنز إلا الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم، والمولى سبحانه وتعالى حبيبه الأكبر الذي عاش به وله وفيه مثلما قيل فيه وفي بعض أحباب اللّه من أمثاله، جسمه بين الخلق يسعى وقلبه في الملكوت يرعى.

لم تله الشيخ ــ رضي اللّه عنه ــ مشاغل الدنيا وزخرفها عن التأليف في علوم العربية التي أحبها وسعى إلى إحيائها في القلوب قبل الألسنة، باعتبارها المفتاح الذي لا غنى عنه لفهم القرآن وإدراك ما يزخر به من إعجاز وأسرار، فالقرآن هو الكتاب الإلهي الوحيد الذي حافظ على نصه الموحد منذ تنزيله مصداقا لقوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم (إنّا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون).

- ومن مؤلفاته المطبوعة:

1 ــ فتح اللطيف في التصريف على البسط والتعريف.
2 ــ المجموعة الأولى من رسائله.
3 ــ المجموعة الثانية من رسائله.
4 ــ المجموعة الثالثة من رسائله المخصصة لفضل الدعاء ومطلوبيته.
5 ــ أبواب الجنان وفيض الرحمن في الصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد ولد عدنان ــ صلى اللّه عليه وآله وسلم ــ
6 ــ ما يفعل الحاج على مذهب الإمام مالك.

- كما منّ اللّه علينا بتأليف مصنفين عنه، هما:

1 ــ العلاّمة الشيخ عمر أبي حفص الزموري.
2 ــ من ثمرات المجالس النورانية مع العلاّمة الشيخ عمر أبي حفص الزموري.

وكلاهما من طبع دار هومة، وخصّ المجلس الأعلى للغة العربية سنة 2008م بإصدار عنوانه: من مآثر العلامة عمر أبي حفص الزموري في خدمة لغة القرآن.

~*~*~

ولقد كان للعلامة إسهام مشهود به في ثورة نوفمبر الخالدة، إذ كان مكلفا من طرف المجاهدين باصدار فتاوى وإصلاح ذات البين، ولطالما تغيّب عن أهله في مثل هذه المهام النبيلة لمدة تتجاوز أربعة أيام، كما كان له الفضل في الاسهام في تكوين رجلات الثورة أمثال العقيد صالح بوبندير المعروف بصوت العرب، قائد الولاية الثانية التاريخية، الأستاد عبد الحميد مهري والشهيد حسن شطايبي وآخرين من الذين كوّنهم في مدرسة التهذيب بوادي الزناتي بولاية قالمة، كما واصل الشيخ جهاده الأكبر في التكوين وتربية المريدين بعد استعادة السيادة الوطنية، حيث تخرّج على يديه العديد من إطارات الدولة إلى غاية انتقاله إلى جوار ربه جل في علاه.

~*~*~

وقد كانت مجالسه النورانية سوانح مشرقة نيرة، بما يفيض فيها على المتحلقين حوله والراغبين في الاغتراف من مناهل علومه الظاهرة والباطنة بفضل ما جاد به المولى عز وجل عليه من معارف وفيوضات وإمدادات، يضيق عنها الحديث ولا تتسع لها الصفحات إذ كان ــ قدس اللّه سره ــ يصول ويجول في شتى العلوم اللغوية والدينية، إضافة إلى المعاني الروحية السامية التي يرصع بها تفاسيره للقرآن العظيم وشروحاته للأحاديث النبوية الشريفة وتدقيقاته في تأويل المعاني الواردة في قصائده الروحية وفي صدارتها نونيته العصماء الموسومة بنور القدس لحضرة الأنس.

ومنذ انتقاله إلى جوار مولاه سبحانه وتعالى والتظاهرات الدينية الثقافية تقام بمناسبة ذكريات وفاته أفاض اللّه عليه من كرمه وجوده ما يرضيه وفوق الرضى، تتولى تغطيتها التلفزة الوطنية وقنوات الإذاعة إلى جانب الصحف المكتوبة.

وهكذا طبّقت شهرته الآفاق ووصلت مؤلفاته إلى مختلف أصقاع المعمورة عبر القارات الخمس فالحمد للّه والشكر للّه.

أعمال أخرى للمؤلف:

* أبواب الجنان وفيض الرحمن في الصلاة والسلام على سيدنا محمد سيّد ولد عدنان.

تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي الحاج بن شرقي

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 


الولي الصالح سيدي الحاج بن شرقي (1831- 1922م):


- اسمه، وأصله و نسبه الشريف:

هو محمد و لقبه بن شرقي بن سيدي قدور بن سيدي قويدر بن الحاج لحسن يرتبط نسبه بسيدي أحمد بن عبد الله الذي يقـع ضريحه شرقـي مدينـة الشلف وينتهي نسبه إلى الحسن بن علي بن فاطمـة الزهراء بنـت سيّدنا رسول صلى الله عليه وآله وصحبه و سلم.

- تاريخ ميلاده:

ولد رضي الله عنه بتاريخ تقديري 1239 هجرية الموافق لـ:1831 ميلادية ببلدية واد الروينة - زدين - ماتت أمه وهو صغير فتولى أبوه تربيته فحفظ القرآن الكريم على والده برواية ورش ثم حج أبـوه الحجة الثانية ومات بالبقاع المقدسة وعمره أنذاك 17 سنة .

- تعليمه:

لما أتم حفظ القرآن الكريم جاء به أبوه من قرية زدين ووضعه في أحضان المربي الصالح العارف بالله الفقيه الشيخ سيدي محمد الفقيه بلعربي وهذا بعد وفاة أمه وعزم أبيه على السفر لأداء فريضة الحج فلم يجد في القوم رجلا أمينا على ابنه مثل الشيخ الأكبر الفقيه بلعربي فنهل منه العرفان والعلوم وقرأ عليه القرآن بالروايات 21 سلكة، وتاقت نفسه بعد ذلك إلى العلم والمعرفة فتتلمذ على يد الشيخ سيدي الحاج جيلالي بن المكي من أبناء عمومته فحفظ متن الشيخ خليل في الفقه والسنوسية في العقائد ثم ساح من مسقط رأسه غربا فساقه القدر إلى حيث ضريحه الآن على ضفاف نهر الشلف ببطحاء العطاف، فحل بالمكان الذي كان به الشيخ الذي يتصل نسبه هو الآخر بسيدي أحمد بن عبد الله المذكور سابقا، فانضم إلى طلبته حيث كان الشيخ يحفظ القرآن على الروايات السبع فختم عليه عشريـن ختمة رغم أنه جاء حافظا من قبل.

~~~

كان خلالها يخدم شيخه ويقوم بحاجته داخل المنزل وخارجه، ولصفاء سيرته وحسن سلوكه زوجه إحدى بناته وهي السيدة عودة التي ولدت له علماء أولهم سيدي الحاج محمد الشارف والسيد الحاج بلعربي، ولمّا دنا أجل الشيخ الفقيه بلعربي أوصى تلميذه الشيخ بن شرقي على عائلته وأولاده القصَـر آنذاك فكان نعم الوصي والحافظ للوصاية والرعاية إلى أن بلغوا الرشد وسعـى إلى تعليمهـم وتفقيههم ثم زوجهم وأفردهم بسكن وحدهم، وبوصية من شيخه أصبح يُشرف على طلبة القرآن الكريم منذ حياة شيخه الذي قدمه على سائر طلبته فكانت وصايته وتقديمه انفتاحا على أفق آخر، أفق الأسرار والأنوار الربانية فذاع صيته في ربوع الأقطار لمّا كان يتحلى به من الورع والتقى والعفة والزهد.

~~~

فعظمة الشيخ بن شرقي في الزهد والبذل للفقراء والمساكين كانت تملأ الزمان والمكان، بما لا نظير له في زمنه فما يزيد طعامه وإطعام أهله إلا على ما وجد ما يسد الرمق، والملبوس الخشن رغم ما كانت الهدايا تفد عليه من كل ناحية بأنواع الملبوسات الحريرية والأطعمة الشهية فيحرم نفسه وأهلـه ويقدمها للأرامل واليتامى وذوي العاهات خصوصا في سنين المسغبة.

~~~

لقد كان يصوم النهار ويقوم الليل ويفطر على خبز الشعير ويختم القرآن الكريم كله في نفله ليلا كل ليلة، فلا مكان في حياة الترف عنده ولا مباهجها ولا مكان للقاعات المفروشة ولا للزرابي المبثوثة ولا للنمارق المصفوفة ولا للأكواب الموضوعة، فكان عبدا ربانيا يقف عند الأثر: أزهد ما في أيدي الناس يحبك الناس، فلم يثبت مطلقا أنه كان يزور تلاميذه وأتباعه رغم محاولتهم ذلك.

~~~

كان شاذلي الطريقة، أخذها عن أشياخه الذين عاصروه، أمثال الشيخ سيدي عدة غلام الله، والشيخ الميسوم والشيخ محمد بن أحمد وكفى بهم من رجال علم الظاهر والباطن.

- مواقفه:

لما جاءت حملة الراهب لفيجري عام 1872 لتمسيح الأهالي وتنصيرهم وشرع في بناء قرية: سان سيبريان - يخصها للأيتام المتنصرين وأسكنها عائلات منهم ومنحهم أراض فلاحية، شعر الشيخ بالخطر الذي يحدق بالإسلام والمسلمين ففتح الزاوية لاستقبال الفقراء والمساكين والمهاجرين بحثا عما يسد به جوعهم، فعلم الجاهل وأدخله الجامع مع طلبته لحفظ القرآن الكريم، وكان إذا جمع الطالب وألمَ بشيء من الفقه قال له: "أسـرع إلى أهلك وافتح محلا اجمع فيه أبناء قريتكم قبل أن يلحقهم التنصير".

والفضل ما شهدت به الأعداء، رسالة كتبها راهب هذه القرية إلى رئيسه - لويس 14- يشكوه الشيخ ليقول له: "إني بليت بشخص اسمه بن شرقي كل ما أبنيه بالنهار يهدمه بالليل" والرسالة هذه وقف عليها المحافظ الوطني لجبهة التحرير بعين الدفلى (السيد قاسة عيسى) لما مر على قرية الشيخ بن يحي (سانت مونيك) سابقا قال: "كان من المفروض أن تسمى قرية الشيخ بن شرقي لأنه هو الذي حارب حملة التنصير".
 
 صورة نادرة لأقدم مسجد بالعطاف بناه سيدي بن شرقي سنة 1900م
 
وللشيـخ بن شرقي مواقف جليلة في نشر تعاليم الإسلام فما بناء مسجد العتيق بالعطاف إلا بأمر لما كان يتسوق سوقه يوم الأربعاء وتجمع حوله الجموع الغفيرة فيذاكرهم ويرشدهم فجمع له مرة مقدارا من المال فامتنع من قبوله وأعطاه لأحد الحاضرين وقال له: "اشتروا به أمتارا من الأرض في هذا المكان وابنوا فيه بيتا يصلون فيه المتسوقين ويبيتوا فيه أفضل من العراء" ذلك لأن الاستعمار كان يقصد الأسواق ويغري المنكوبين والفقراء ويجرهم إلى النصرانية، وهكذا طلـب من أتباعه ومحبيه أن يسعوا إلى فتح بيت للصلاة وقراءة القرآن في كل من وادي الفضة والعبادية وواد روينة، وجاء زائر له من تيسمسيلت آنذاك و قدم مقـدرا من الذهب ليستعين به فسأله الشيخ ما كان معه و قال له: "ابن بهذا مسجدا ورتب فيـه طلبة لتعليم القرآن والدين"، فكان عند حسن الظن فباع جزءا من أملاكه العقارية  ورتب فيه طلبة وشيخا لتعليم القرآن والعلم وأسماه "جامع سيدي بن شرقي" وهو معروف إلى الآن بهذا الاسم.

- كراماته:

أما كرامات الشيخ فهي كثيرة ومتواترة لا نريد التعرض لها لأن الشيخ رحمه الله كان يمنع التحدث بها وكلنا يعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:"إن لله رجالا لو أقسموا على الله لأبرهم".

لقد حاولت فرنسا أن تدفع الشيخ للوقوف إلى صفها بإغرائه ببناء صور يقي الزاوية من فيضانات نهر الشلف في فصل الشتاء وربط الزاوية بالتيار الكهربائي الذي كان يمر بها فلم يقبل بذلك وجاءه قسيس "سان سيبريان " يقول له: "إن فرنسا تطلب منك الأمر أن تساعدك فيما تحتاج إليه" فقال الشيخ: "أريد المساعدة في قول:لا إله إلا الله محمد رسول الله "، إشارة إلى وقوفه ضد ما يريدونه من طمس الوطن ومسح الإسلام منه وأنه واقف لهم بالمرصاد.

ومما جاء على لسان أحد مريديه مشيدا بنفحات الشيخ بن شرقي رضي الله عنه قائلا:

      "شيخنا هذا طبيب *** يبري من كان فيه العيب
      يسقي للمحب حليب *** نظرته ترياق
      يا من ترد القـرب *** زور الشيخ المربي
      صاحب العلم الوهب *** وأستاذي بن شرقي"

وكـان للشيخ رحمه الله و رضي عنه وأرضاه مريدوه من كل الجهات منهم علماء بارزون وفقهاء مشهورون أمثال الشيـخ سيد الحاج أحمـد الفقيه وأخيه السيد الحاج علـي وكذا الشيـخ البوعبيدي والشيخ الحيـاوي والشيـخ سي الحاج الجيلالي عتبة والشيخ سي بلحاج ببلدية عريب والشيخ سي بن أحمد ببلدية بوراشد والشيخ البوعبدلي من بطيوة بالغرب، والشيخ النداتي من بلدية عين الدفلى، هذا في المحيط القريب وكان له مريدون في أرجـاء واسعة من الوطـن في معسكر وشرشال و العاصمة..

- آثاره:

أمـا بالنسبـة لآثـاره فقد رفـض رضي الله عنه أن يقال عنه أو يكتـب عنه شيء أيام حياته، وكثيرا ما كان يقول: "والله لا أملك شيئا و ما أنا إلا واحد من عامة الناس"، شأنـه في ذلك قول الصالحيـن القائلين: "وأمرت أن أكون من المسلمين و أن أتلو القرآن"، وهذا هو دأبه رحمه الله ورضي عنه.

- وفاته:

تــوفي رحمه الله ورضي عنه في أواخر شهر ديسمبر 1922 ميلادية عن عمر ناهز التسعين أفناه في خدمة الله والوطن وعامة الناس خاصة ضعفاؤهم فخلف جيلا من الأتباع المريدين والمحبين وأبناء علماء مكنوا لهذا الدين في هذا البلد الأمين على مر السنين.

فرحمه الله و أسكــنه فسيح جناته آمين.

~~~

للترجمة مصادرها ومراجعها
تكملة الموضوع

حمل كتاب جان بول سارتر والثورة الجزائرية

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 

- كتاب: جان بول سارتر والثورة الجزائرية.
- تصنيف: الدكتور عبد المجيد عمراني - الأستاذ المحاضر بجامعة باتنة - الجزائر.
- الناشر: مكتبة مدبولي.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.


رابط التحميل

هنـــا

هذا الكتاب:

يتناول هذا الكتاب مبدأ وموقف الفيلسوف الفرنسي المشهور جان بول سارتر (1905- 1980) من الثورة الجزائرية (1954  - 1962) تحليل أفكاره الفلسفية والأدبية والتاريخية وتطور كتاباته السياسية تجاه الشعب الجزائري...

وعلى هذا الأساس فإن هذا الكتاب يوضح للقارئ العربي خاصة ما إذا كان موقف سارتر تجاه  الثورة الجزائرية نابعا من مبادئه وأفكاره الفلسفية أم موقف المسؤولية الاجتماعية التاريخية للشعب الجزائري.
 

ويتحدث أيضا هذا الكتاب عن موقف النخبة الفرنسية المثقفة تجاه "القضية الجزائرية" وخاصة ألبير كامو (Albert camus) وفرانسيس جونسون (Francis Jeanson) وفرانس فانون (Franz Fanon) وسيمون دي بوفوار (Simone de Beauvoir) إلخ...

حقيقة هذا الكتاب يكمل ويدعم ثقافة المثقف العربي لأنها دراسة جديدة وهي الأولى من نوعها إذ تهتم بمبادئ ومواقف الفيلسوف تجاه القضايا الإنسانية... وجان بول سارتر هو المفكر الأوروبي الأول الذي ندّد بأساليب التعذيب والأعمال الإجرامية المرتكبة في حق شعب غير شعبه منذ الاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1830م.

المؤلف
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |