من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

ترجمة الشيخ العارف بالله العلامة مبروك خلفي البرجي

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


الشيخ العارف بالله العلامة مبروك خلفي (1921م - 1989م)

[واحد من أعلام بلدة برج بن عزوز]

بـقَـلم الأستاذ الشاعر: أحمَد جَـلال البـرجي

عفواً أيُّـها الشَّيخُ الوقُور، ثُـم عفوا سيّدي أيُّـها العبْدُ الشَّـكُور، لستُ من صنفِ الجَحُود لستُ كالعبد الكفُور، غَـيرَ أنّـي لا أَفِـرُّ من ذُنــوبي لفـتُـوري...

وأقِـرُّ أنّني كنتُ سهوت،  وبنفسي قد لهوت،  عن كرامِ الأهلِ مَن غابوا بموت...

قـيّدَ النّـسيانُ فكرًا والبصيرة، حَـدّدَ الشُّـغلُ مَـسَـارًا والوتيرَة، وعزائِي أنَّـني أقفُوا المسيرَة، ظلّ قلبي مع نفسي في اجترار اللّومِ من ثِقلِ الجَـريرَة...

*.*.*

مولده ونشأته:

* كانتْ بلدتُـهُ (بـرج بن عزوز) مسقطَ رأسهِ مِن الأبويْن محمد بن المولود والخالديّة خلفي من نـفسِ الأسرة التي تعُودُ إلى عائِلة "غربالْ" من غـمْرة من أولاد عبد المومن والتي يـرجع أصلها  إلى الأدارسة.

ولِـدَ الطّفلُ بصيرًا، ولسوءِ حظِّـه، ما اكتَـحَـلتْ عَـيْـنَـاهُ إلاّ بنُـورِ بَلدته وأسرته حيثُ أُصيبتَـا بمرضٍ أفقدهُـمَـا نعمَـةَ البصر في الشهر السادس من عمره، كما أنّه فقد والده في حداثة سنّـه، بيْد أنّ رعاية الأمِّ وحنوَّهَـا الغامر، عوّضه الشّيء الكَـثِير هوَ وإخوتِه وأخواته، وكانت امرأة صالحة، فطنةً، متديّنَة محبّةً للعلـمِ والقرآن الكريم فَـتقدّمتْ بولديْـها المبروك والصالح إلى الكتّـاب ليتعلّما مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، كدأب أبناء وبنات بلدته.

شيوخه:

* كان الشّيخ الطالب لخضر بن عبد الرحـمن الذي وفد إلى البلدة من أولاد بـراهم بولاية برج بوعريريج حالياً (منطقة سطيف سابقا ) كان أوّل مَن تولّـى تحفيظَـهُ القرآن الكريم، وفتح الله عليه، وحـفظهُ في سنِّ السّادسة، وأعـاده في العاشــرة، ثم أخذ الفقه وعلم الفرائِض وشرح الرّحبيّة (منظومة في علم الفرائض) على يد الشيخ محمد بـن الحاج بجاوي البرجي، كما قد ساهم في تعليمِه كلٌّ من الشّيوخ: السعدي يخلف سيدي العياشي مزوز، والأخضر القاسمي بـن الرّبيع.

يومياته:

* كان شيخنا مبروك خلفي مولعاً بمجالسِ العلم والعلماء، فكان يُجالسُ الشّيخ الطّاهر شريــف، المــعروف بِـ سي الطّاهـر بن شريف الذي كان رحـمه اللهُ لغــويـّا، ضليعًــا في علوم القرآن وتحفيظه، متميّزا في الإفتاء، جادّ امتروّيا مـتـثـبّـتاً صارماً، كما كان يجلس إلى جانب الشّيخ عبد الحفيظ جلاّب، والمولود بن حميدة حضري، يتناولون أطراف الحديث في أمور الدّين والدّنيا، وقد أنعم اللّه عليه بحدّة البصيرة وقوّة الذّاكرة، فيستـمع بكلّ اهتمام، فيلتقط المعلومةَ ويُقوّم خطأها، ويقدّم الصّواب بأُسلوب شيّق واضح مفهوم.

كانت الإذاعـةُ المسموعـةُ أهمّ الوسائط المتاحة لهُ في عـصره وبيئتـه، فكان يُـتابـعُ من خلالها برنامج الشّيخ عبد الرّحمن الجيلالي (رأي الدّين) الذي كان يُبثُّ من خلال الإذاعة الوطنـيّة المسموعـة، وكان يُـتابـع نشرات الأخبار الوطنيـّة والعربيـّة والدّولـيّة مِن مختلف الإذاعات، خاصّةً الإذاعـة البريطانيّة (هنا لندن).


عُرف الشّيخ مبروك بتواضعه الكبير، يُجالس كلّ فئات المـجتـمع، يُـفـتي وينصح يُـنبّه السّاهي، يُذكّرُ النّاسي، يعظُ  العاصي، ويُرشد الضّال، - كان وحيدَ بـلـدته المقصودَ في عقد القران، والإفتاء وتـقسيم التّركات، حتّى قال عنه أحد العارفين مخاطباً أهل البلدة قائلاً: " لو يغيب عنكم سي المبروك يُصيـبُكم العمى". 

* لقد ربّـى الشّيخُ أجيالاً وعلّـمَ، وحفَّظَ بدءًا بأخيه الصالح الذي أصبَحَ مساعدهُ  الأوّل فـي الزاوية  (الكتّاب)  المعروفة بزاوية بن الوافي المفتوحة لكل أبناء وبنات البلدة كما كانت تساعده مجموعة من معلّمي القران منهم: الشّيخ عبد الله رحمه، والشّيخ علي حرابي والشّيخ الأخذاري قويدر، وبعض من كبار الطّلبة الحافظين من كتاب الله، وكان الشّيخُ بينهم كالبدر، وهم النّجوم، يستـمدّون منه الضّياء داخل قلعتهم وخارِجها يستشيرونه في مسائل الكتاب والسنّة والفقه والميراث، ولـمّا تقادم مبنى الزاوية زاوية بن الوافي أو "بن اللافي" وهو الاسم المشهور بين أهالي البلدة، وتهاوت بعض أركانه، انتقل هو وطقمه إلى الزاوية المجاورة التي بنـاها أحد المحسنين المسمّـى عبد القادر دودان، وذلك لتحفيظ القرآن الكريم، وظَـلَّ هذا الخـيِّــرُ بتكفَّلُ بدفع رواتب معلميها مدة طويلة حتى زمنٍ قريب.


طريقته ومنهجه التعليمي:

* ظَـلّت الزاوية غاصّة بالبنين والبنات كبارًا وصغَـارً، غير أنّ لكل فئة جانبها الخاص يتنافسون في الحفظ مثْـنى وثُلاث ورباعَ، وكان للدورة التّحفيظيّة مراحلها فترة للحفظ، وثانية للاستظهار، وثالثة للمحو، ورابعة للكتابة، وخامسة للتّكرار، كلُّ ذلك في نظام وانسجام، وإذا أخـلَّ أحد بنظام هذا المجال الحيويّ الروحانيّ، يعرّض نفسهُ للّوم ويقع تحت طائلة التّأديب،  وكان لشيخنا طريقته في التّأديب، فلا تصاحبه عصا طويلة، ولا يرفـع قدمي أحد لتطبيق أسلوب "الفَلاقَة"، فطريقته العمليّة العلميّة تـربويّة نظيفة، حيثُ كان يُمسك بـرأْس الطّفل المراد تأديبه، بيديه الاثنتين ويسحبه إلى صدره برفق ذلك ليحفظ الرأس وما يوعى، والوجه وما حوى، ثُم يَـمُدُّ كفّيْه إلى ظهر الطفل بضربٍ خفيف وكأنه المسح مصحوبًا بعبارات اللّوم والتّـأنيب دون تعنيف ولا تجريح، وبهذه الطريقة وهذا الأسلوب، كان الإقبال عليه وعلى زاويته كبيرًا برغبة ومحبّة وبهذه الثقة الخالصة التي غاصت جذورها في ثرى المحبّة والأمل، امتدت بـراعم عطائها وأثمرتْ.

تلاميذه:

من الأسماء التي بقيت عالقة بذاكرتنا من تلاميذ الشيخ، الذين مروا من تلك الزاويـة في تلك الحقبة، والذين لاشكّ لهم ذكـرياتـهم بها: أ.د/ محمد قـويــدري ابن الطاهر، والدكتور كمال عجالي، والدكتور محمد نجيب جلاب وكلّما نبشت ذاكرتي واستثـرتها وجدت جُلّ مَن كان يـرتادها استقر في وظيفة مرموقة ومنصب محترم، والكثير منهم أساتذة ومعلمون، لذلك كلما تذكّرنا مَن عاش أجواء هذه الزاوية ومثيلاتها ونهل من معينها إلاّ وجدناه قائدًا لا مقوّدًا، معلما، أستاذا، إمامًا، قاضيا، مجاهدا،  فلّاحا صالحا، عاملا مُتقناً، صانـعــاً مخلصا ، عدا مَن لمْ يخلص لمخلصيها...

هكذا كانت الزاويةُ والكـتّابُ والمدرسةُ، وكان المعهدُ والجامعة، جاهــدةً موفّـقـةً في صنـعِ الفردِ الصّالح، وهكذا كان رجالها مخلصين موفّقين في بناء المجتمع الصّالح.

وفاته:

ويرحل الشّيخ حين تخطَّفَه الموت، وتغربُ به سنة 1989 فجأةً، وقد أدّى واجباً وزيادة، ولم يأْخذ بعض ما يستحقّ، ويغيب تاركاً فراغاً كبيراً كان يملـؤُه.

ما قيل فيه:

- قال عنه علي حرابي وهو أحد شيوخ البلدة ومجالسيه: "لقد انطفأ مصباح بـرج بـن عزوز"
- وقال عنه الشّيخ خالد رحمه، رحمه الله تعالى، وكان أحدَ جُلسائه والعارفين به:  "لم تعد للحياة قيمةٌ بعد وفاة الطّالب سي المبروك ".

- وقال عنه الشّيخ  العلاّمة عبد المجيد حبّه رحمه اللّه: " إنّ الشّيخ مبروك خلفي عالمٌ بحق ولكنّه مغبون"، وقال أيضاً: "لا يمكن أن أفتي لأهل الزّاب وفيهم الشّيخ الجليل مبروك خلفي".

*.*.*

رحمه الله تعالى شيخنا مبروك خلفي، وغفر له، وتقبّل منه صالح أعمـال، وأسكنه فسيحَ جنّاته.
تكملة الموضوع

حمل محاضرة حول حياة الشيخ محمد بن عزوز ألبرجي ومدرسته الصوفية

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



- عنوان المحاضرة: الشيخ محمد بن عزوز ألبرجي نور الصحراء  ومدرسته الصوفية ودورها العلمي والجهادي.

***

- إعداد: أ.د/ قويدري محمد بن الطاهر- مفتش بوزارة العدل و باحث في التاريخ.

ألقيت هذه المحاضرة في الملتقى العاشر للجمعية الخلدونية 
[بسكرة عبر التاريخ]
(الزوايا الصوفية ودورها في المحافظة على الشخصية الوطنية)
أيام من 20 إلى 22/12/2011م

مقدمة:

 تعريف التصوف ونشأته وتطوره وتعريف الزوايا:

لقد اختلف المتصوفة وغيرهم في القديم والحديث في تعريف التصوف والطرائق الصوفية، وذلك لاختلافه باختلاف العصور التاريخية التي مر بها واختلاف أفكار وأقوال وأفعال المتصوفة والأشخاص المنتسبين إليه أو لغير ذلك من الاعتبارات وذهب البعض من العلماء والفقهاء والمتصوفة بأن للتصوف أكثر من ألف تعريف ونقتصر على ذكر المشهور منها:

أولا: تعريف التصوف لابن خلدون في تاريخه ج 1 .ص .من 683 إلى ص 1961:

 (...هذا العلم من العلوم الشرعية الحادثة في الملة، وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبار الصحابة والتابعين، ومن بعدهم طريقة الحق والهداية وأصلها العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى، والإعراض عن الدنيا وزينتها، والزهد في ما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه، والانفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة )، وهذا ما كان عليه السلف الصالح ولما أقبل الناس على الدنيا وترفها، اختص الذين تمسكوا بالعبادة باسم الصوفية، فالتصوف عنده هو عبادة ومجاهدة للنفس ومحاولة لإدراك الحقيقة، وقال: (ولا يزال المريد يترقى من مقام إلى مقام إلى أن ينتهي إلى التوحيد والمعرفة التي هي النهاية المطلوبة للسعادة)، وقال (بأن أصل التصوف ويسميه الطريقة وطريقة القوم هو محاسبة النفس على الأفعال والتروك)، كما جاء في كتابه "المقدمة" في تعريفه لعلم التصوف (الفصل الحادي عشر) بأن هذا العلم من العلوم الشرعية في الملة وانتقد فيما يدعونه من الكشف وحمل ساخطا على من يقول بوحدة الوجود والحلول، ولابن خلدون رسالة خاصة كتبها عن التصوف سماها "شفاء السائل لتهذيب المسائل" جوابا عن سؤال طرح عليه لمعرفة معتقدات وأعمال أهل التصوف وكشف الغطاء في طريق الصوفية وأجاب بن خلدون عن ذالك ولخص العبادة في مجهودات ثلاث:

الأولى: مجاهدة التقوى، وهي فرض عين تحصل بالورع، والثانية: مجاهدة الاستقامة وهي التخلق بخلق القرآن والأنبياء وهي فرض عين في الأنبياء ومشروعة في حق طالب الدرجات العلى والكلام عنها من الأمور الكسبية ويصح الوصول إليهما بالكتب وبلا شيخ، والثالثة: مجاهدة الكشف والإطلاع، وهي رفع الحجاب بسلوك خاص على هيئة خاصة لإخماد القوى البشرية وخلع الصفات البدنية بمنزلة ما يقع للبدن بالموت وهذا لا يكون إلا بشيخ سالك قد خبر المجاهدات وقطع بها الله وارتفع الحجاب وتجلت الأنوار... 

نكتفي بهذا القدر ويمكن تحميل المحاضرة كاملة

تكملة الموضوع

حمل كتاب الأنس في شرح عيوب النفس

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: الأُنس في شرح عُيوب النفس.
- تصنيف: العارف بالله سيدي أبو عبد الله محمد بن علي الخروبي.
- تحقيق: أ. محمد طيب إدريس.
- الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، لبنان
- رقم الطبعة:ّ الأولى – 2011م.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل


حول الكتاب:

كتاب في التصوف شرح فيه محمد الخروبي الرجز المسمى "عيوب النفس" للشيخ سيدي أحمد زروق الفاسي في فصول السلمي  والذي مطلعه:

الحمد لله الذي قد عرفــــــا *** معايب النفس لأرباب الصفـــــا...

ويعد هذا الكتاب من أهم كتب الشيخ الخروبي لذلك اعتنى بتحقيقه الأستاذ محمد إدريس، حفيد الشيخ أحمد زروق، وقد شرحه شرحا وافياً شاملاً مما يسهل قراءته وفهمه معتمداً على مخطوط المكتبة الوطنية بالرباط.

ترجمة المصنف:

محمد بن علي الخروبي الطرابلسي  القسنطيني الجزائري  ( .. – 963هـ / .. – 1556م)

الفقيه الصالح أبو عبد الله محمد بن علي الخروبي الطرابلسي نزيل الجزائر ودفنيها تعين للوفادة على مراكش سنة 961، و في المرآة  أن أبا عبد الله الخروبي قدم المغرب الأوسط والمغرب الأقصى مرتين في سبيل السفارة بين ملوك المغرب الأقصى، وأخذ هو عن الشيخ زروق رحمه الله، وفي قدمة الخروبي هذه إلى مراكش أنكر على الشيخ أبي عمرو القسطلي دفين رياض العروس من مراكش حلق شعر التائب الذي يريد الدخول في طريق القوم  وقال إنه بدعة فقالوا له إن الشيخ الجزولي كان يفعله، فقال لهم لعله بإذن، والإذن له لا يعمكم ن فإن الإذن للنبي يعم اتباعه، والإذن للولي لا يعم أتباعه، وأنكر عليه مسائل كثيرة، وبعث إليه رسالة أقذع له فيها، وقد وقفت عليها رحم الله الجميع بمنه، و توفي الخروبي هذا سنة 963، و دفن خارج الجزائر والله أعلم.



وفي الجذوة أنه من أهل الحديث والفقيه والتصوف واقف على أغراضهم جمع في فن التصوف و الأذكار والأوراد كتبا منها "شرح الحكم" لابن عطاء الله، ورسالة رد فيها على أبي عمر القسطلي المراكشي، و حدثني بعض الجزائريين أنه رأى تفسيرا له على القرآن العظيم بجزائر مزغنة وغير ذلك، و كان جماعا للكتب، وكان خطيبا بالجزائر، وكان له وجاهة عند أمراء بني عثمان، استعملوه في السفارة بينهم وبين أبي عبد الله المهدي الشريف الحسني، فورد المغرب ودخل مدينة فاس، عاينت إجازته لشيخنا أبي عبد الله الحضري الوزروالي لما دخلها مؤرخا لها سنة تسع وخمسين وتسع مئة (959) وذهب مراكش وخلف خزانة من كتب العلم.

ومن الآثار العلمية الهامة التي تركها الخروبي مايلي:

كفاية المريد وحلية العبيد في التصوف وهو محل إعجاب وتقدير كل من شاهده واطلع عليه وقد شبهه الكثير بتأليف حجة الإسلام الإمام الغزالي وذكر العلامة حسن العجيمي في معرض حديثه عن التصوف أنه من أنفع الكتب حيث قال ((ومن المعلوم أن تفصيل السنن يطول ومن أنفع الكتب لمن أراد الجرس على هذه المحجة الشريفة: كتاب الكفاية المريد للشيخ الخروبي)).
وله شرح على رسالة أستاذه احمد زروق المسماة (أصول الحقيقة والطريقة).
كذالك له شرح آخر على رسالة أستاذه زروق المسماة (الأنس في التنبيه على عيوب النفس)، وهو كتابنا اليوم.
وله أيضا مزيل اللبس عن آداب وأسرار القواعد الخمس.
كذلك له كتاب الحكم الكبرى وشرحها على غرار الحكم لابن عطاء السكندري.
وله تفسير للقران الكريم كله واسمه ( رياض الأزهار وكنز الأسرار) يقع في ثماني مجلدات.
شرح صلوات ابن مشيش.
رسالة ذوى الإفلاس إلى خواص أهل مدينة فاس.


أخذ عن أبي الله محمد بن عبد الله الزيتوني، وعن أبي العباس أحمد بن أحمد زروق وعن أبي حفص عمر العطاوي الراشدي عن عبد الحليل بن محمد الراشدي، وأبي عبد الله بن مرزوق وابن زكرياء المغراوي، وأبي زيد عبد الرحمن الثعالبي رضي الله عنهم.

 وأخذ أيضا الخروبي عن عمر بن زيان المديوني عن أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي، عن أبي إسحاق إبراهيم التازي صاحب وهران، عن محمد بن واضح الشبي أجاز لي عنه شيخنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الترغي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الحضري، وعاينت إجازته الشيخين معا.

توفي بالجزائر بالوباء الذين كان بعد الستين والتسعمائة لأن الوباء كان في مدينة فاس عام خمس وستين، وأنظر هل سبق من الجزائر أو من مدينة فاس.

مراجع الترجمة:

تعريف الخلف للحفناوي ومعجم أعلام الجزائر ومجلة كلية اللغة العربية والدراسات الإسلامية، العدد الأول/ السنة الأولى 1393هـ / 1973م.
تكملة الموضوع

حمل كتاب الجزائريون في تطوان خلال القرن 13هـ19م

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



- كتاب: الجزائريون في تطوان خلال القرن 13هـ/19م.
- تصنيف: إدريس بوهليلة.
- طباعة ونشر: مطبعة الهداية – تطوان – المغرب.
- رقم الطبعة: الأولى 1434هـ/2012م.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة

رابط التحميل



هذا الكتاب:

كتاب "الجزائريون في القرن 13ه/19م مساهمة في التاريخ الاجتماعي المغربي" لمؤلفه إدريس بوهليلة، وهو أستاذ لمادة التاريخ الوسيط والحديث، بجامعة عبد المالك السعدي، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- تطوان.

والمعروف عن الباحث الأستاذ "إدريس بوهليلة" أنه شقّ طريقه في ميدان البحث التاريخي بصبر وأناة منذ التحاقه بكلية الآداب ، وبرز من خلال مداخلاته القيمة والمفيدة في مختلف اللقاءات العلمية، كما أنجز أبحاثا ودراسات قيّمة حول التاريخ الاجتماعي لمدينة تطوان، مهّد لها بتحقيق ودراسة كتاب «الحلل البهية في ملوك الدولة العلوية وعد بعض مفاخرها غير المتناهية»، لمحمد المشرفي المعسكري الغريسي الجزائري.

وفي معرض ذلك يقول الدكتور "محمد الشريف" في هذا الكتاب وفي صاحبه : "…لقد استند المؤلف في بناء فصول هذا الكتاب على مختلف أصناف المصادر، وعلى رأسها الرسائل المخزنية الأصلية، والحوالات الحبسية، اقتناعا منه بضرورة الاعتماد على الوثيقة الوطنية المحلية لتجاوز التخريجات المغرضة للدارسين الذين اعتمدوا على الوثائق الأجنبية، ولقد اعتمد الأستاذ "إدريس بوهليلة" منهجية تحليلية تقوم على قراءة الوثائق وتفكيك مركباتها، ودراستها، وتقدها، وتقويمها، مبرزا عن قدرة وكفاءة هائلة على الاستقراء والاستنباط…

فهذا الكتاب مساهمة جادة وغير مسبوقة لإماطة اللثام عن جانب مغيب عن تاريخ الجزائريين ودورهم الثقافي والاجتماعي والحضاري في مدينة تطوان خلال القرن 13هـ/19م…".
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |