من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

ترجمة الرحالة الجزائري الحسين الورتيلاني صاحب الرحلة الورتيلانية



- هو الإمام العالم العامل العلامة الكامل الأستاذ الهمام شيخ مشايخ الإسلام الورع الزاهد الصالح العابد المتبع لأثر الرسول الجامع بين المعقول والمنقول بحر الحقائق وكنز الدقائق مفيد الطالبين ومربي السالكين وقدوة العلماء العاملين وبقية السلف الصالحين محيي السنة والطاعن في نحور مخالفيها بالأسنة نادرة الزمان وبركة المسلمين في كل عصر وأوان الجامع بين العلمين والكامل في النسبتين حامل لواء الشريعة والحقيقة ومعدن السلوك والطريقة ذو التآليف المفيدة والتصانيف العديدة العالم الرباني والقطب الصمداني سيدي الحسين الورتيلاني، نسبة إلى بني ورتيلان قبيلة بالمغرب الأوسط قرب بجاية التابعة « للجزائر» كان رحمه الله مجاب الدعوة شديد السطوة لا تأخذه في الله لومة لائم ليله قائم ونهاره صائم

تراه يصلي ليله ونهاره *** يظل كثير الذكر لله سائحا

متعلقا برب الأرباب متوكلا على الكريم الوهاب قد استوى عنده الذهب والتراب فهو ممن ترك الجيفة للكلاب ورأى المصطفى صلى الله عليه وسلم في المنام فاحتضنه فأول ذلك بزهده في الدنيا والحطام ظهرت على يده الكرامات وخوارق العادات وشهد له أهل الصدق بالولاية الكبرى والمكاشفات ونصر به الدين وقطع به دابر الملحدين ولم يزل متضرعا لله في السر والنجوى يصدق بالحق ويقيم السنة صادق اللهجة واضح المحجة قصد بيت الله مرارا وحجه طاهر الجنان رطب اللسان ناشط الأعضاء في العبادة والأركان.



حلف الزمان لا يؤتين بمثله *** حنثت يمينك يا زمان فكفر

كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ومناما رآه أكثر من ثلاثمائة مرة وفي بعضها قال له عند تعلقه به:

تضلع من علم الشريعة بعدما *** تضلع من علم الحقيقة وتدرعا


~*~*~*~*~*~

أخذ العلم عن والده وأشياخ وطنه ثم رحل إلى المشرق فحج واجتمع بالخضر عليه السلام بمكة المشرفة واجتمع بالشيخ الهماق صاحب الطريقة المشهورة بالمدينة المنورة ودخل مصر القاهرة فوجدها طافحة بالعلم والعلماء نيرة زاهرة فركع واستفاد وأخذ العلوم العالية عن أولائك الأسود والأسياد فممن أخذ عنه الصعيدي والحفناوي والجوهري والنفراوي والعفيفي والسيّد البليدي والملوي والصباغ والمعمروسي وخليل الأزهري وعمر الطحلاوي والزياتي الأشبيلي وأبي القاسم والربيعي والهاشمي وابن شعيب والكردي وأجازه في العلمين ثم رجع من المشرق بعد ان أمتلأ وطابه فعلّم وأفاد و ألّف وأجاد ودعا إلى الله العباد وقهر الجهلة أهل التعصب والعناد فمن تآليفه «الرحلة» التي سارت بها الركبان وقد دعا لناسخها ومالكها وناظرها فهي حصن حصين ودرع متين ومنها «شرحه على المنظومة القدسية» للشيخ سيدي عبد الرحمن الأخضري في التصوف و«حاشية السكتاني» وكتاب «المرادين» و«قصيدة فيها خمسمائة بين في مدح النبي صلى الله عليه وسلم كالهمزية لكنها ميمية» و«شرح على خطبة الصغرى» و«رسالة جوابا على قول بعضهم خضت بحرا وقفت الأنبياء بساحله» و«رسالة في حل اللغز» الذي أرسله سيدي أحمد بن يوسف الملياني إلى علماء فاس فعجزوا عنه.

~*~*~*~*~*~

وأما وفاته رحمه الله فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه يعيش إلى السنة العاشرة من القرن الثالث عشر فتكون وفاته كما أخبره الصادق المصدوق لأنه لا ينطق على الهوى ورؤيا النبي صلى الله عليه وسلم حق ومن رآه فقد رأى الحق كما في صحيح البخاري...انتهى ما وُجد في آخر المطبوع الحجري من الرحلة الورتيلانية وقد ذكر فيها من العلماء والأولياء في الجهات الجزائرية التي ساح فيها خلقا كثيرا ذكرنا بعضهم في هذا الكتاب والبعض نذكره هنا مجملا لقصر ما ترجمهم به وذلك لقوله: إن صلحاء بلدنا لم يتعرض لهم أحد قبل لعدم الاعتناء وضيق المعيشة أردت التنبيه عليهم على سبيل الإيجاز والاختصار نعم أذكر ما دون وادي آقبو، أما جبل زواوة فهو منفرد وأولياءه شهرتهم تغني عن ذكرهم وتعظيمهم يقوم مقام بيانهم وتبيانهم وجميل مآثرهم ولم يبق إلا ذكر هؤلاء ليتم المقصود الروحاني والنور الرباني فأقول والله المعول:

* الولي الصالح سيدي أمحمد بن يحي نفعنا الله به وجعلنا من أهل وده ونسبه يتصل مع نسب أهل زواوة وهم مشهورون وكذا فرقة في جبل قرب بجاية وأنه من قبيلة مزاية وكان في آخر القرن التاسع وهو تلميذ ابن غازي هكذا تصفحت أخباره رضي الله عنه وكراماته كثيرة ينبغي للعاقل أن يزور من دفن معه فإن أكثرهم صلحاء .....

إلى أن يقول:

* سيدي ناصر الخلوفي كان فقيها مفتيا حافظا للأنقال وهو من قرننا هذا ومن الحادي عشر معاصر بجدي والد والدي وأولاده على الفضل والعلم والحلم والحمد لله نفعنا الله بهم آمين.

المرجع:

تعريف الخلف برجال السلف الجزء الثاني ص: 133 لسيدي أبي القاسم محمد الحفناوي.


هوامش:

الرحلة الورتيلانية الشهيرة والموسومة بـ : «نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار»
موسوعة ضخمة تقع في 816 صفحة، أنشاها عندما ذهب إلى الحج عام 1179، وهي وصف لرحلته إلى الديار المقدسة وما شاهده من الأمكنة والآثار ومن لقيهم من العلماء والأعيان وغيرهم،(1) وقد طبعت في مطبعة بيير فونتانة الشرقية في الجزائر عام 1908م.

يمكن تحميل بعض صفحات هذه الموسوعة على هذا الرابط


ومن هنـا رابط لتحميل مخطوط الرحلة كاملة


  (1) أنظر معجم أعلام الجزائر لعادل نويهض (الورثيلاني 1125هـ - 1193هـ) ص: 340

تكملة الموضوع

ترجمة العلامة أبوعبد الله المديوني صاحب البستان المشهور بـ ابن مريم



- هو العالم العلامة البحر الفهامة الفقيه النظار سيدي محمد بن محمد بن احمد الملقب بـ «ابن مريم» أبو عبد الله الشريف، المليتي نسبا، المديوني أصلا، مؤرخ بحاث مشارك في عدة علوم من فقهاء المالكية، ولد ونشأ بتلمسان من عائلة تنتسب إلى أشراف قبيلة مليتة، أخذ عن أبيه مبادئ اللغة والفقه وتلقى تعليمه الأولي بمدارس تلمسان، يعتبر من أبرز فقهاء تلمسان في عصره لمعارفه الفقهية واللغوية، امتهن التدريس خلفاً لوالده سنة 985هـ، فاهتم بتقييد الأخبار وقراءة الشروح اللغوية، اشتهر بزهده وتفوقه في المسائل الفقهية، تتلمذ عليه الكثير ممن أصبحوا علماء في عصره، من أمثال عيسى البطيوي الذي ترجم لشيخه في كتابه «مطلب الفوز والفلاح»، ومحمد بن سليمان الذي ذكر في «كعبة الطائفين» أن ابن مريم ظل مواظباً على التدريس مهتماً بالتأليف حتى وفاته عام 1020 هـ.

~*~*~*~*~*~



ذكر ابن مريم عن نفسه في آخر «البستان» أن له أحد عشر تأليفاً أغلبها شروح وتقاييد في أمور الفقه والعقائد والذكر والكرامات والزهد والتراجم، أشهرها كتابه في التراجم الذي وسمه بـ «البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان»، أو "البستان في ذكر مناقب أولياء تلمسان" الذي جمع فيه آثار أولياء تلمسان وفقهائها الأحياء منهم والأموات، وتضمن تراجم مفصلة لـ: 182 عالماً وولياً صالحاً معظمهم ولدوا أو عاشوا أو تعرفوا على تلمسان؛ فمنهم من غادرها إلى ديار أخرى ومنهم من قضى بها نحبه، إنتهى منه سنة 1014هـ ومن آثاره أيضا كتاب «غنية المريد لشرح مسائل أبي الوليد» وكتاب «الأبرار وشعار الأخيار في الوظائف والأذكار المستحبة في الليل والنهار» وكتاب «فتح الجليل في أدوية العليل» لعبد الرحمن السنوسي المعروف بالرقعي وكتاب «فتح العلاّم لشرح النصح التام للخاص والعام» لإبراهيم التازي وكتاب «كشف البس والتقييد في عقيدة أهل التوحيد» و كتاب «التعليقة السنية على الأرجوزة القرطبية» و«شرح على مختصر الصغرى» و«تعليق على رسالة خليل» في ضبطها وتفسير بعض ألفاظها و«شرح المرادية» للتازي و «تفسير لبعض الحكم» لم يكمله و«تفسير الحسام» في ترتيب وصيفة التازي وما يحصل من الأجر لقارئها و«كتاب» في الحديث النبوي وحكايات الصالحين..

~*~*~*~*~*~



و يعتبر كتاب «البستان» من أهم كتب التراجم التي عرفت بالأولياء والعلماء والمدرسين والأدباء، ومصدر أساسي للتعرف على الحياة الثقافية والعلمية والدينية بتلمسان وأحوازها خلال الفترة الممتدة من القرن السادس إلى الحادي عشر للهجرة.

مصادر الترجمة:

- البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، الطبعة الثانية، الجزائر: 1986م
- معجم أعلام الجزائر لعادل نويهض، الطبعة الثانية 1980م (ص: 292).
تكملة الموضوع

ترجمة العلامة أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الشهير بابن زاغو



- أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الشهير بابن زاغو المغراوي التلمساني الإمام العالم الفاضل الوالي الصالح الصوفي الزاهد العلامة المحقق المتفنن القدوة المنصف الناسك العابد.

~*~*~*~*~*~

أخذ عن إمام المغرب أبي عثمان سعيد العقباني و عن السيد العارف المفسر أبي يحي الشريف، وغيرهما، له تآليف منها "تفسير الفاتحة" في غاية الحسن كثير الفوائد، و "شرح التلمسانية" في الفرائض و له فتاوى عدة في أنواع العلوم أثبت منها في "المازونية" و "المعيار" جملة توفي سنة خمس واربعين وثمانمائة، و أخذ عنه جماعة كالشيخ العالم يحي بن يدير و العالم المنصف أبي زكرياء يحي المازوني، و الحافظ التنسي، و ابن زكري و الشيخ العالم أبي الحسن القلصادي و ذكره في "رحلته" فقال:

شيخنا و بركتنا الفقيه الإمام المصنف المدرس المؤلف، أعلم أن الناس في وقته بالتفسير، و أفصحهم فاق نظراءه و أقرانه في "دلائل السبل و المسالك" إلى سبق في الحديث و الأصول و المنطق وقدم راسخة في التصوف مع الذوق السليم و الفهم المستقيم يضرب به المثل في الزهد و العبادة و عند كلامه يقف الفتى في الأذكار و الإرادة مقبل على الآخرة معرض عن الدنيا عار عن زخرفها إلا ما يتخذه من ثوب حسن أو هيأة فيها الجمال أكرمه المولى بقراءة القرآن و شرفه بملازمة قراءة العلم و التصنيف و التدريس و التأليف له نسب أشهر من الشمس في السماء و حسب كاتساق عقد النجوم في نحر الظلماء و خلق أندى من الزهر و أسوغ من الماء و نزاهة الهمة العالية و المشاركة المباركة للخاصة و العامة، من هذه الأمة مع إيثار الخلوة و إجابة الدعوة و لما رأيت نجاح دعواته و صلاح الحالي بالتماس بركاته لازمته و ترددت إليه فكنت أجد في مجالسته فوائد تنسي الأوطان و أرد من بحر فيضه ما يحي الظمآن، و سرت إلى خدمته مسرعا فيصرني كبعض أولاده، , أنزلني منزلة أصدقائه فقرأت عليه "صحيح البخاري" كله، و من أول "صحيح مسلم" إلى أثناء الوصايا.



~*~*~*~*~*~

و من تآليفه: "مقدمة في التفسير" و "التفسير الفاتحة" و "التذليل عليه في ختم التفسير" و "منتهى التوضيح في عمل الفرائض من الواحد الصحيح" غير مرة و "شرح التلخيص" لوالده و "حكم ابن عطاء الله" و شرحها" لإبن عباد و "لطائف المنن" و تأليف أبي يحي "الشريف على المغفرة و الأحياء" و "مختصره" للبلالي و أقضية مختصر خليل" لآخره و "ابن الحاجب الفرعي" و "بعض الأصلي"، و لزمته مع الجماعة في المدرسة اليعقوبية للتفسير و الحديث و الفقه شتاء، و الأصول العربية و البيان و الحساب و الفرائض و الهندسة صيفا، و في الخميس و الجمعة التصوف، وتصحيح تأليفه و أوقاته معمورة و أفعاله مرضية و سجاياه محمودة لولا عجائب صنعه تعالى ما ثبتت تلك الفضائل في لحم ولا عصب، و لا أعلم منه أنه كان يأمر بفعل و يخالفه اقتداء بالسلف الصالح أنشدنا لبعضهم:

رأيت الانقباض أجل شيء *** و أدعى في الأمور إلى السلامة
فهذا الخلق سـالمهم ودعهم *** فخلطهم تقود إلى النـدامة
و لا تعنى بشيء غيـر شيء *** يقود إلى خلاصك في القيامة

و أنشد لبعضهم و كان يستحسنه:

أنست بوحدتي و لزمت بيتي *** فـدام الأنس لي و نمى السرور
و أدبني زماني فمـا أبالـي *** هجـرت فـلا أزار و لا أزور
و لست بسائل ما دمت حيا *** أسـار الجند أم ركب الأميـر

و أنشدني يوم جمعة:

تمتع من شميـم عرار نجـد *** فـما بعـد العشيـة من عرار

فلم يشهد بعدها جمعة أخرى و آخر ما قرأ عليه كتاب "لطائف المنن" و يشير إلينا بأحوال تدل على موته و كان يتأهب لذلك.



~*~*~*~*~*~

و توفي يوم الخميس وقت العصر رابع عشر ربيع الأول عام 845 في الوباء و صلي عليه بعد الجمعة و شهد جنازته العام و الخاص و أسف الناس على فقده و عمره نحو 63 سنة اهـ ملخصا و مولده على هذا في حدود سنة 782 و الله أعلم.

مصدرالترجمة:

- 106- نيل الإبتهاج لأحمد بابا التنبكتي أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الشهير بابن زاغو المغراوي التلمساني «ص: 118 – 119 – 120»

~*~*~*~*~*~

- أنظر أيضا إلى ترجمته بمعجم أعلام الجزائر لعادل نويهض

- زاغو ابن (782 هـ / 845 هـ) (1380 م / 1441 م )



أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الشهير بابن زاغو المغراوي التلمساني: مفسر محدث أصولي منطقي صوفي: من أهل تلمسان، أخذ عن أبي عثمان سعيد العقباني وأبي يحي الشريف وغيرهم. ذكر القلصادي في رحلته فقال:



شيخنا الفقيه الإمام المصنف المدرس أعلم الناس في وقته بالتفسير وأفصحهم فاق نظراءه وأقرانه في دلائل السبل والمسالك ذي سبق في الحديث والأصول والنطق وقدم راسخة في التصوف، مع الذوق السليم والفهم المستقيم، وبه يضرب المثل في الزهد والعبادة. درس في المدرسة اليعقوبية وتوفي رابع عشر ربيع الأول سنة 845 هـ في الوباء. له تفسير الفاتحة قال عنه التنبكتي أنه في غاية الحسن كثير الفوائد وشرح التلمسانية في الفرائض، ومقدمة في التفسير ومنتهى التوضيح في عمل الفرائض وفتاوى في أنواع من العلوم وأجوبة فقهية مخطوط.
تكملة الموضوع

حمل كتاب أبواب الجنان وفيض الرحمن لسيدي عمر أبو حفص الزموري



بسم الله الرحمن الرحيم.

- اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الذي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب، وتقضى به الحوائج، وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم، ويستسقى الغمام بوجهه الكريم وعلى آله وصحبه في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك.

كتاب: أبواب الجنان وفيض الرحمن في الصلاة والسلام على سيدنا محمد سيّد ولد عدنان
ويليه «فضل الدعاء ومطلوبيته».
المؤلف: العلامة الشيخ سيدي عمر أبو حفص الزموري الجزائري «1913- 1990»
إعداد: بلقاسم آيت حمو.
المطبعة: دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع عين مليلة.الجزائر.

~*~*~*~*~*~

أهم محطات الكتاب:

* التعريف بالشيخ العلامة سيدي عمر أبو حفص الزموري.
* فضل الصلاة والسلام على النبيّ سيدنا محمد صلى الله عيه وسلم.
* الصلوات المباركات أبواب الجنان وفيض الرحمن في الصلاة والسلام على محمد سيّد ولد عدنان.
* نونية الشيخ العصماء «نور القدس لحضرة الأنس».
* فضل الدعاء ومطلوبيته.



~*~*~*~*~*~

ترجمة مختصرة للمؤلف

و سأكتفي في هذه العُجالة بأخذ قبسات نورانية مستمدة من مجالسه التي وصفها الأستاذ الشيخ بلقاسم أبو محمد بـ «مجالس أسرار ومشارق أنوار». وإن شاء الله وكان في العمر بقية سنقوم بإعداد ترجمة خاصة وموسعة له رضي الله عنه...

فأقول وبالله التوفيق...

هو العارف بالله الغوث الرباني والقطب الصمداني نجم التسبيح، الشيخ العلامة المربي سيدي عمر أبو حفص الزموري، من ذرية الولي الصالح سيدي عمر العجيسي قدس الله سرهما، من سلسلة القمر المنير سيدنا الحسين بن علي كرم الله وجهه ورضي عنه، وياقوتة الأنام فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

~*~*~*~*~*~

ولد رضي الله تعالى عنه سنة 1913 وتوفي سنة 1990، نشأ يتيم الأب تقيا نقيا ورعا، إذ شرع في أداء فريضة الصلاة في السابعة من العمر، وأنعم الله عليه بحفظ كتابه العزيز، وهو ابن العاشرة و أكرمه الوهاب الفتاح بالجلوس بين يدي العلامة الكبير سيدي أحمد بن قدور الزموري رضي الله عنه، فيسر له سبل التحصيل في ظرف قياسي وأنعم الله عليه - فضلا عن تلك العلوم الكسبية - بعلوم وهبية لدنية يختص بها من يشاء من أحبابه وأوليائه.

مارس التدريس والإمامة بعدة زوايا ومساجد عبر التراب الوطني، منها زاويته العامرة بزمورة الغراء، مرورا بزاوية الجعافرة ببرج بوعريريج إلى مسجد تيوريرين ببني عيذل بالقرب من تامقرة ببجاية إلى زاوية الشيخ الحاج الطرابلسي بعنابة إلى زاوية شلاطة الشهيرة والعظيمة ثم زاوية سيدي موسى في تينبذار ببجاية إلى وادي زناتي بقالمة، ثم عين فكرون بأم البواقي ثم زاوية أجداده بزمورة ليتوقف أخيرا بمسجد سيدي رمضان بحي القصبة بمدينة الجزائر المحروسة من سنة 1965 إلى غاية وفاته في 10 ماي 1990.

~*~*~*~*~*~

لقد كانت حياته رضي الله تعالى عنه عامرة بالعلم والصلاح والفلاح، زاخرة بشتى المواقف التي ينبغي أن ترصع جبين الزمان بأحرف من ذهب.. فهو فقيه متضلع ولغوي بارع وخطيب مصقع وأديب مبدع ورباني، سما بالصوفية إلى قمة القمم... إنه من العباد الزهاد، والنور الذي نسير على هديه الذي هو هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى الله سبحانه وتعالى، والكنز الذي ننفق منه في دنيانا وآخرتنا سرا وجهرا وظاهرا وباطنا، ولا غرو، فهو الكنز الأكبر الذي ما بعده كنز، إلا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم والمولى سبحانه وتعالى حبيبه الأكبر الذي عاش به وله وفيه ...

من مؤلفاته المطبوعة:

(فتح اللطيف في التصريف على البسط والتعريف) وهو مرجع علمي لا نظير له، في فنه... طبع طبعتين من طرف ديوان المطبوعات الجامعية المجموعة الأولى و2 و3 . من رسائله أبواب الجنان صلوات على رسول الله، ما يفعل الحاج على المذهب الإمام مالك.

~*~*~*~*~*~

رابط التحميل

تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح الشيخ عبد الرحمن النعاس



أولا تعريف بالمنطقة:

- دار الشيوخ هي دائرة تابعة لولاية الجلفة بالجزائر، تبعد عن مقر الولاية بحوالي 40 كلم شرقا (حدود ولاية المسيلة) و320 كلم عن العاصمة الجزائر سميت بـ دار الشيوخ نسبة إلى شيوخها الصالحين الأربعة كما كانت تعرف قديما بـ «حوش النعاس» نسبة إلى شيخها ومؤسسها الشيخ عبد الرحمان النعاس.

~~~ . ~~~

ترجمة الشيخ:

هو الشيـخ العامل، الولي الكامل ، عبد الرحمن النعاس النائلي نسبا، المالكي مذهبا، الصوفي حقيقة، الرحماني طريقة ولد بزاغز «ولاية الجلفة» سنة 1242هـ / 1826 م، نشأ وترعرع في حجر أبويه على أرغـد عيش ، تلوح عليه مخايل السعادة منذ صباه، تعلـم ما تيسر من القرآن الكريم، وتفقه ما شاء اللـه في علوم الدين، وكان في شرخ الشباب مولعا بصيد الحبارى والغزال، ولما أدركته العناية الربانية جمع اللـه بينه وبين أستاذه وشيخه الشيخ المختار المتوفي سنة 1276هـ بزاويته المعمورة بأولاد جلال وأخذ عنه العهد و لازمـه مدة من الزمن متعبدا زاهدا، وتلميذا مخلصا حتى أصبح من أقرب المقربين منزلـة عند شيخه، كثير المجاهدة في ابتداء حاله عند أستاذه المذكـور حتى بلغ من الأسرار الإلهية، وأعطى ما أعطى من النفحات الربانية فكان من الرجال الواصلين، ومن الكاملين العارفيــن بعلوم الحقيقة والشريعة والدين وقد أجمع مشايخ وقته من الذين تخرجوا من زاوية أستـاذه على أن منـزلته ومكانته عند شيخه لم يبلغها أحد، كما شهدوا له أن أستاذه لقنه الأسماء السبعة، وشاهدوا منه أشياء وأسرار عجيبة من الكشف المشرق، والنظر الخارق والحكم التي أختص الله بها عباده الصالحين واعترفوا له بالفضل عليهم حسبما سمعوا من أستاذهم ويرجعون إليه كلهم في حل كثير من المشكلات من علم القوم، ومن كمال أوصافـه وآدابه أنه كان مدة إقامته عند أستاذه لم يرى موليا ظهره لشيخه أبدا وما مشى أمامه منتعلا، ولا نام ليلة عنده أبدا، ولذلك سماه أستاذه " النعاس" وهذا بسبب سهره بالليل.

وفي معناه يقول الشاعر :

إستتار الرجال في كل عصر *** تحت سواد الظنون قدر جليل
ما يضر الهلال في حندس الليل *** سواد السحاب وهو جميـل

و أعطى من العز والرفعة والمكانة عند أستاذه ما أعطي هذا البحر الذي سره لا يقاس سيدي عبد الرحمان النعاس، وكان كثير الحذر مداوما للسهر ، قليل التذلل ، كثير التحمل ، يتكلم على خواطر الناس، ويواجه جلساءه بالكشف الصادق شديد الذكاء، عجيب الفطنة مفرط الإدراك، غواصا في المعاني الدقيقة لا يمله كل من يجلس معه لطيب مجلسه، مهابا وقورا لا يقوى الإنسان أن يحدق في عينيه، أو يتمثل كثيرا من وجهه، أنوار السرائر متدفقة على مطلعه، لا يغفل عن مجاهدة النفس والهوى تاركا الدنيا وزخارفها، وما جالسه أحد إلا وألهاه وأنساه في ماله وولده وبيته وذلك بالمواعظ والإرشادات المتنوعة شهد له بذلك كل من رآه وجالسه من العامة والخاصة ، يطرب مجلسه السامعين ويستجلب القاصدين . كان جهوري الصوت ويعظ الناس على غير موعد، فتنهال عليه الجموع حتى تكتظ الزاوية عليه من السامعين، ولولا ما يعرض للناس من المآرب اللازمة وأوقات الصلاة ما قطع المذاكرة، وكان كثيرا ما يتمثل بكلام أستاذه وأحيانا بكلام الشيخ عطية بن اخليف - الفرجاوي - أحد مريدي أستاذه الذي هو من أكابرهم.

بعضا من مناقبه وحكمه رضي الله عنه:

- قال: « المريد الصادق إذا سمع كلام شيخه وعمل به على وجه الجزم واليقين ساوى شيخه في الرتبة وما بقي له زيادة إلا لكونه هو الفيض عليه»، ومن هنا يقول : «نهاية المريد بداية شيخه» ...وله أيضا: «العارف كلما علا به المكان صغر في أعين العوام»...وكان أكثر ما يتكلم في مجالس دواوين الأولياء ومقامات الصالحين والعارفين الموقنين، و أمداد الأذكار وعلوم الدين، وما سيخص الله به عباده المؤمنين من خيرات ورحمات يوم القيامة من فضله وجوده وحلمه على عباده وكان يكلم الناس حسبما في أوعيتهم حسنا كان أو قبيحا .وكان عارفا بعالم الظاهر وما تكلم في شيء من هذا الفن إلا ورجع إليه العلماء، حيث كان يوقرهم ويجلهم و يحترمهم ويرفع شأنهم ويقوم إجلالا لهم كما شوهد ذلك منه في كثيرمن العلماء، وكان في بعض الأحيان إذا أهدي له شيء قليل يتلقاه برضى وقبول، وأحيانا إذا أهدي له شئ كثير يقابله بعزة النفس وإظهار الغنى عنه، وكان من عادته إذا نزل بلدا في سفره وعلم أن أهلها يريدون الاجتماع به، وهو يعلم بحالهم ومقاصدهم ، فإنه يفر منهم ليلا قبل الفجر ويقول: «ما لأجل هذا خلقت»...وكان مدة حياته ميسور الحال لا تبد منه الحاجة، أظهر أخلاقه القناعة، لا يحب عيشة الرفاهية لنفسه ميالا الى اللباس الخشن، قال صاحب الإملاء : سمعته يقول في آخر عمره مرة عند اكل : يا نفسي كلي واشربي وقري عينا ، وكان يقول : «مهما سكت إلا ويخاطبني الوارد تكلم وإلا سلبناك ما وهبناك ». وكان يقول : «من أذن له في الكلام لا يمل كلامه ولو تكلم طول الدهر ولو مزاحا»، وكان يشير الى بعض تلاميذه بقوله : «المريد الصادق الذي يفتخر به شيخه لا الذي يفتخر بشيخه»، ويقول: «من كذب علي كذبة واحدة متى أنظر أراها في أثرة تتبعه كالكلب»، فكان أبغض الخصال إليه الكذب، ويقول : «حامل القرآن إذا اشتكى الفقر لا أغناه الله»، وكان يشجع الطلبة على المزيد من التفقه في الدين ويحث على تعليمه ونشره بين الناس، وكان يقول: «نحن في زمان المؤتمن فيه على اليتيم ينهب ثلثي ماله ويترك ثلثه»، ومن أخلاقه رحمه اللـه أنه يأتيه المطيع المحب فلا يعبأ به، ويأتيه العاصي فيرحب به ويكرمه لأنه ربما جاءه بالمذلة وخوفه من المعاصي فيجعله أهلا للإحسان أكثر، وكان رحمه الله يدير شؤون زاويته بنفسه بجد و اجتهاد ليل نهار على توفير شروط التعليـم والعبادة ونشر الأخلاق الفاضلة بين المسلمين والتكفل بالفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام فلم يدخر جهدا أبدا في نشر الفضيلة ونبذ الرذيلة، عملا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «خير الناس أنفعهم للناس»، فغدت زاويتـه منارة إشعاع علمي وثقافي وروحي، وكـان دورها عظيما في المحافظة على مقومات الأمة من ترسيخ العقيدة السليمة والقيم الروحية الفاضلة، فكانت تستقبل المريدين طلبة القرآن الكريم يحفظون كتاب اللـه فيها ومبادئ فنون علم الدين...

~~~ . ~~~

ومن كلامه رحمه الله قوله: «يوجـد في أولاد نائل سلطان، وولي، وعالم، أما السلطان فالشريف بن الأحرش، والولي فبلكحل وأما العالم فالمسعـود بن أمليك طالب الجلفة وأن سيدي بلكحل عمي وأنا وارثـه وأن الشريف بن الأحرش كان يقول في حق أستاذه الشيخ المختار أنت مني كمنزلـة أبي بكر الصديق من رسول اللـه صلى عليـه وسلـم».

تلاميذه:

تخرج على يديه الشريفتين العديد من طلبة العلم وحفظة القرآن الكريم، وعلوم أصول الدين، نذكر منهم:
أمهيّني بن الوناس، صالح بن أحمد، السعيد بن أحمد الكلبي، محمد الطيب، محمد ولده الأزهر الكلبي، الطاهر الكلبي، الحاج بالتقى، ابن الشيوخ بن مصطفى و سعد السعود بن عبد الله، وغيرهــم... وهؤلاء الذين ذكرناهم كلهم أتقياء فقهاء ولم يثبت عنهم أنهم ارتكبوا فاحشة من الفواحش أبدا بشهادة من عاصرهم، وكان الشيخ عبد الرحمان النعاس - رحمه الله - يعظم المشايخ والعلماء فكان إذا التقى مع العارف بالله وأخيه في العهد الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي - رحمه الله - يتلقاه ماشيا حافيا باسم الوجه، وعلى جانب عظيم من الأدب والاحترام، ولا يخاطبه إلا بلفظ «ياسيدي» وكذلك الشيخ محمـد بن أبي القاسم لا يخاطبه إلا بلفظ «يا سيدي الشيخ عبد الرحمان النعاس» ويثني عليه الثناء اللائق بمقامـه.

مؤلفاته وآثاره:

للشيخ رحمه الله رسائل وقصائد كثيرة في التوحيد، والتصوف، والحكـم النفسية، سنذكر واحـدة منها في حينها، فكانت حياته كلها عملا متواصلا في سبيل الله إلى أن التحقت روحه الزكية بالرفيق الأعلـى راضية مرضية وذلك في سنة 1325 هـ ، الموافق لسنة 1907 م، ودفن بجوار زاويته بدار الشيوخ«ولاية الجلفة» قدس الله روحه ونور ضريحه ، ونفعنا ببركاته آمين.

~~~ . ~~~

وخير ما نختم بـه هذه الصفحـة المشرقة عن حياة الشيخ عبد الرحمان النعاس رضي اللـه عنه وأرضاه، وكمـا أشرنـا إليه سالفـا، نتبرك بذكـر واحدة من قصائده الخالدة في خصائص كلمة التوحيد، «لا إله إلا اللـه» وهي هـذه:

لا إله إلا الله أذكرها يا مريـدي هي تبري القلوب ومسك الجيوب
هي التبر المحبوب وجوهر نقيدي تراها يامبرور من حب السعيـد
هي شيخ الشيوخ تزوّل الفسادي يصفو قلب المريد من ران السوادي
هي بحر البحور أكسير الترياقي هي قمر التوحيد في السبع الطباق
هي شمس القلوب علوم كل تاقي بها كشف الحجوب في علم الأذواق
بها علم الغيوب لأهل الصـواب هي نور الصراط ورجح الميــزان
بها يزخرف الجنان رضوان المعاني بها تشيد القصور للحور العيانــي
هي قوت الأرواح جميع العشاق هي نور الفلاح وبرزخ تريــاقـي
هي علم العلوم رسول ونبــي بها نطق الكتاب ورد الجـوابــي
هي نور الأنوار والسبـع المثـاني بها عرج الأمين إلى قاب دانـــي
بها كشف الحجاب وفتح الأبوابي وحلـل من سندس في جنة المعـاني
يا الله يا رحمان يا عظيـم الشـاني رضي شيخنا المختار هو نور الجناني
هو قطب الأقطاب ومناع الجاني هو غوث الأنام مفتاح المعـــاني
مريدك الضعيف عبيـد الرحماني يبغي منك التحرير وحسن ألإحساني
أغفر له يا رحمان وجميع ألإخواني من الأنـس والجان إناث وذكـراني
جنبني من الهواء النفس والشيطان وجمع الـملاهي سواك يا رحماني
.

وصلى اللـه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.


مصدر الترجمة:
التصوف الإسلامي بيوت الله ومقامات الصالحين - « islamic-sufism.com»
تكملة الموضوع

حمل مخطوط ديوان الأستاذ الأكبر المشهور بتلقين الاسم الأعظم



بسم الله الرحمن الرحيم.

- اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد، جنة قلوب العارفين، وعين العناية لأهل السموات والأرضين، من جعله الله رؤوفاً رحيماً بالمؤمنين، اللهم آمين يا رب العالمين.

« مخطوط ديوان الأستاذ الأكبر المشهور بتلقين الاسم الأعظم»

اسم الكتاب: ديوان الأستاذ الأكبر المشهور بـ «تلقين الاسم الأعظم»
المؤلف: مولانا الشيخ سيدي محمد البوزيدي المستغانمي الجزائري قدس الله سره
الطبعة الرابعة

صفحة التحميل

تكملة الموضوع

حمل كتاب مسك الختام للشيخ أبي عاصم بن أبي بكر النايلي الجزائري



كتاب مسك الختام في وجوب كتابة عبارة عليه الصلاة و السلام.

- تصنيف: الشيخ أبي عاصم بشير ضيف بن أبي بكر النايلي الجزائري
- مطبعة: دار الهدى عين مليلة الجزائر
- الحجم: 11,7 ميجا

* يقول المصنف في مقدمته:
- الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله الذي أنزل في قرآنه « إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما»
الحمد لله الذي جعل الصلاة على النبي المصطفى عبادة، يؤجر عليها فاعلها.

أما بعد/
فهذه رسالة وجيزة تبحث في فضل وجوب كتابة الألفاظ الواردة في لفظها « صلى الله عليه وسلم»، وقد أمر البارئ سبحانه بذلك حيث قال « يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما». ثم إن الصلاة عليه باللّسان والكتابة هي من أعظم الدرجات عند الله سبحانه وتعالى، جاء في الحديث «من ذكرني، فليصلّ عليَّ» ثم إن الأمر الذي دفعني إلى كتابة هذه الرسالة، هي أن بعض الأدباء والكُتاب عند ذكر سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يجعل لفظة «ص» أو «صلعم» بل قد رأيت داخل بعض المساجد في مجلاتهم الحائطية يفعلون ذلك، فأردت أن أنبههم، حتى يحصل لي ولهم الأجر في الدنيا والآخرة.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

*.*.*

كتبه أبو عاصم بشير ضيف بن أبي بكر النايلي
حاسي بحبح/ الجلفة
الجزائر المحروسة.

صفحة التحميل



رابط إضافي آخر على موقع مركز الخليج gulfup.com



تكملة الموضوع

ترجمة العلامة أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي التلمساني



مولده ونشاته:

- هو العالم العلامة، المصنِّف الأبرع، الفقيه الأكمل الأرفع، البحر الزاخر، والكوكب الباهر، حامل لواء المذهب المالكي في عصره، حجة المغاربة على الأقاليم أبو العباس أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن علي الونشريسي، التلمساني المنشأ والأصل، الفاسي المنزل والمدفن، ولد حوالي سنة 834 هـ / 914 هـ/ 1430 م 1509 م بمنطقة الحجالوة موطنه الأصلي الكائنة بجبال الونشريس (بلدية الأزهرية حاليا ولاية تيسمسيلت) الجزائر.




شيوخه:

أخذ عن خيرة علماء بلده تلمسان، منهم الإمام أبو الفضل قاسم بن سعيد العُقباني (ت854هـ)، وولده القاضي أبو سالم إبراهيم بن قاسم (ت880هـ)، وحفيده الإمام الرحالة محمد بن أحمد بن قاسم (ت871هـ)، والإمام شيخ المفسرين والنحاة أبو عبد الله محمد بن العباس الشهير بابن العباس(ت871هـ)، والحافظ المحصِّل أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عيسى بن الجلاب(ت875هـ)، والعالم المشارك، المؤلف النّظّام أبو العباس أحمد بن زكري (ت899هـ)، والعالم الخطيب الصالح أبو عبد الله محمد بن محمد ابن مرزوق الكفيف (ت910هـ)؛ أخذ عنه مرويات سلفه الإمام الجد والوالد والحفيد، وغيرهم.

*.*.*

وعلى إثر المحنة التي تعرض لها ببلده تلمسان بانتهاب داره من جهة السلطان، فَرَّ أبو العباس هاربا إلى فاس، وكان ذلك في أول المحرم من سنة (874هـ)- وكان حينها ناهز الأربعين من عمره- فاستوطنها، وعلى جلالة قدره كان يحضر مجالس قاضي الجماعة بها أبي عبد الله محمد بن عبد الله اليفرني المكناسي (ت917هـ).

مكانته بين علماء عصره:

استطاع أبو العباس الونشريسي أن يجد لنفسه بمنزله فاس مكانا ضمن كبار العلماء الذين ذاع صيتهم، وكان زمام العلم بأيديهم، كالشيخ أبي عبد الله القوري (ت872هـ)، والشيخ أبي العباس أحمد بن محمد البرنسي الشهير بزروق (ت899هـ)، والشيخ أبي عبد الله محمد بن غازي المكناسي (ت919هـ)، وغيرهم كثير، فكان له مجلس يعكف فيه على تدريس المدونة، ومختصر ابن الحاجب الفرعي، وغير ذلك من العلوم التي كان متمكنا من ناصيتها، فتخرَّج عليه خَلْقٌ من العلماء ممن كانت إليهم أمور التدريس والقضاء والفتيا من بعده، منهم الفقيه النوازلي أبو عياد بن فليح اللمطي(ت936هـ)، تفقه عليه، ولازمه في مختصر ابن الحاجب ، والفقيه الصالح، شيخ الفقهاء بسوس أبو محمد الحسن بن عثمان الجزولي (ت932هـ)، لازمه إلى سنة (908هـ) وقت رحيله، والفقيه أبو محمد عبد السميع المصمودي، لازمه أيضا في مختصر ابن الحاجب، والقاضي أبو عبدالله محمد بن القاضي الناظر أبي عبد الله محمد الغَرْدِيسي التَغْلِبي (ت897هـ)، وبخزانته انتفع في تصنيف كتاب المعيار، فهي معتمده في فتاوى فاس والأندلس، ومنهم عالم فاس وفقيهها وحامل لواء المذهب بها أبو الحسن علي بن هارون المظغري (ت951هـ)، ومحمد بن عبد الجبار الوَرْتَدْغِيري، وولده قاضي قضاة فاس عبد الواحد بن أحمد بن يحيى الونشريسي (ت955هـ)، وغير هؤلاء.

*.*.*

ومما يدل على مكانة الونشريسي بين علماء عصره، شهادة كبار العلماء له بالفضل، والعلم، والريادة، فهذا معاصره ابن غازي يقول وقد مرَّ به المترجم يوما بجامع القرويين: «لو أن رجلا حلف بالطلاق أن أبا العباس الونشريسي أحاط بمذهب مالك: أصوله، وفروعه، لكان بارّاً في يمينه، ولا تطلق عليه زوجته؛ لتبحره، وكثرة اطلاعه، وحفظه، وإتقانه، وكل من يطالع تواليفه يقضي بذلك».

*.*.*

كما نوّه به في رسالة أجابه فيها عن مسائل علمية، والتي جعل عنونها: الإشارات الحسان إلى حَبر فاس وتلمسان وحلّاه ابن عسكر في دوحته بقوله: الشيخ الإمام، العالم العلامة، المصنف الأبرع، الفقيه الأكمل الأرفع، البحر الزاخر، والكوكب الباهر، حجة المغاربة على أهل الأقاليم، وفخرهم الذي لا يجحده جاهل ولا عالم... كان - رحمه الله - من كبار العلماء الراسخين، والأئمة المحققين، وقال أحمد المنجور في فهرسته: وكان مشاركا في فنون العلم إلا أنه لما لازم تدريس الفقه يقول من لا يعرفه: إنه لا يعرف غيره، وكان فصيح اللسان والقلم حتى كان بعض من يحضره يقول: لو حضر سيبويه لأخذ النحو من فِيهِ، إلى غير هذا من عبارات الثناء والإطراء التي قالها العلماء في حقه.

مؤلفاته وآثاره:




أثرى المترجم الساحة العلمية المالكية بتآليف رفيعة بديعة، وتصانيف جامعة نافعة، منها: كتابه المعيار الـمُعْرب عن فتاوى أهل أفريقية والأندلس والـمغرب، وهو من أعظم الكتب التي كادت تحيط بمذهب الإمام مالك، والكتاب مطبوع متداول، وقد طبع بفاس في 12 مجلدا ، جمع فيه فتاوى ونوازل ونصوصا ذات أهمية بالغة في معرفة الحياة الاجتماعية والسياسية والعلمية والاقتصادية في المغرب والأندلس في عصور مختلفة، قال صاحب نيل الابتهاج (جمع فأوعى وحصل فوعى) ومنها كتاب إضاءة الحلل في الرد على من أفتى بتضمين الراعي المشترك ومنها: كتاب المنهج الفائق والمنهل الرائق بأدب الموثق وأحكام الوثائق، وكتاب غنية المعاصر والتالي في شرح فقه وثائق أبي عبد الله الفشتالي، وعدة البروق في تلخيص ما في المذهب من الجموع والفروق، وكلها مطبوعة على الحجر بفاس، ومنها: مختصر أحكام البرزلي، وكتاب إيضاح السالك إلى قواعد الإمام مالك، وكتاب وفياته الذي وضعه ذيلاً على كتاب شرف الطالب في أسنى المطالب لابن قنفد القسنطيني، وتعليق على مختصر ابن الحاجب الفرعي، في ثلاثة أسفار، له نسخة بالخزانة الملكية بالرباط، وكتاب في ترجمة المقرّي الكبير جد صاحب (نفح الطيب) وغيرها من المؤلفات الغزيرة، سواء تلك التي ضمنها كتابه المعيار، أو التي أفردها بالتأليف، وله فهرسة ضمنها أسماء شيوخه ومروياته، رُويت عنه.

وفاته:

وبعد هذه الحياة المليئة بالعلم أخذا وعطاءً، وتدريسا وتأليفا، لبى أبو العباس الونشريسي نداء ربه عز وجل، فوافاه الأجل يوم الثلاثاء عشرين من صفر سنة (914هـ)، وقد رثاه الفقيه سيدي أبو عبد الله محمد ابن الحداد الوادي آشي بقطع من الشعر.

منها قوله:

لقد أظلمت فاس بل الغرب كله *** بموت الفقيه الونشريسي أحـمد
رئيس ذوي الفتوى بغير منازع *** و عارف أحكام النوازل الأوحد
له دُربة فيها و رأي مسدد *** بإرشاده الأعلام في ذاك تهتد
و تالله ما في غربنا اليوم مثله *** و لا مـن يدانيه بطول تــردد
عليه من الرحمن أفضل رحمة *** تـروح على مثـواه وتغتـد


مصادر ترجمته:

دوحة الناشر لابن عسكر (48)، وجذوة الاقتباس لابن قاضي المكناسي(156-157)، ودرة الحجال له (1/91-92) )، ونيل الابتهاج لأحمد بابا التنبكتي (135-136)، ونفح الطيب للمقري (5/204)، وطبقات الحضيكي (1/23-24)، سلوة الأنفاس (2/171-173)، وكتاب معجم أعلام الجزائر لعادل نويهض(ص:343) والأعلام للزركلي (1/269-270)، وشجرة النور الزكية لمخلوف (274-275)، فهرس الفهارس والأثبات لعبد الحي الكتاني (2/1122-1123)

هوامش/

الحجالوة:

هي منطقة تبعد بحوالي 20 كلم جنوب مدينة الشلف، لا يزال بعضا من أحفاده يقطنون بها ويحتفظون بالعديد من المخطوطات و الآثار التي ألفها رحمه الله، إضافة إلى دار لا تزال قائمة إلى يومنا هذا تحمل نفس اسم كتابه المشهور- المعيار- وتعرف بدار "المعيار"، وهي للأسف المعلومة التي غفل عنها الكثيرون ممن ترجموا له، أن نشأته وتحصيله للعلم كان في مدينة تلمسان ومن ثَم المغرب... نعم لا شك في ذلك ولكن يجب الإشارة أيضا أن العديد من مؤلفاته ألفها قبل خروجه وهجرته من منطقة العطاف هذه الأخيرة التي زاول دراسته فيها وهي الموطن الأصلي للحجالوة.

الونشريس:




(العربية : El'Ouanchariss الونشريس ،الأمازيغية : Warsnis) تعني "أعلى" بالأمازيغية، سلسلة جبال في شمال غرب الجزائر. تبلغ ذروتها بسيدي عمار (1985 م) بالقرب من برج بو نعامة 67 كيلومترا إلى الشمال من ولاية تيسمسيلت. وتمتد بين شرق وادي الشلف وشمال وادي منى إلى الغرب والجنوب هضبة سرسو، تمتد إلى ولاية المدية، عين الدفلى، تيسمسيلت، الشلف، غليزان، تيارت.

أترككم الآن مع بعض الصور الساحرة لجبال الونشريس







تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي محمد بن عبد الرحمن الإمام الجزائري



بسم الله الرحمن الرحيم.
- اللهم صلي على سيدنا محمد صلاة أهل السموات والأراضين عليه أجري يا رب لطفك الخفي في أموري والمسلمين. وبعد/
- ترجمة الولي الصالح سيدي محمد بن عبد الرحمن الإمام الجزائري، من كتاب تعريف الخلف برجال السلف للعلامة سيدي أبي القاسم محمد الحفناوي بن الشيخ بن أبي القاسم الديسي ابن سيدي إبراهيم الغول عامله الله بلطفه آمين.

العالم التقي السني العابد الزاهد الورع محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الأمين، كان رضي الله عنه و نفعنا ببركته إماما في الجامع الكبير بالجزائر، و انتقل من الإمامة إلى ضريح القطب سيدي عبد الرحمن الثعالبي، قدس الله سره و نور ضريحه، و بقي فيه قيّما صالحا إلى أن توفي و عمره 73 سنة عام وفاة العلامة المفتي ابن الحفاف، وهو عام 1307، و كانت وفاة أبيه سيدي عبد الرحمن الإمام عام 1293 بعد وفاة العلامة المفتي حميدة العمالي بثلاث سنوات إمام الجامع الكبير في الوقت الحاضر هو الشيخ قدور، ولد صاحب الترجمة، خلفا لشيخنا البركة سيدي محمد القزداري رحمه الله، و كان الشيخ القزداري ممن يضرب به المثل في الجزائر بالرزانة و العقل و إتباع السلف الصالح و لما توفي أسف عليه الغريب و القريب لمكارم أخلاقه و لا سيما تلامذته في المدرسة الثعالبية قبل تسميتها بهذا الاسم و تجديدها و من تلامذته فيها العبد الفقير، قرأت عليه فيها فقها نقيا مأخوذا عن أطواده في مدينة الجزائر.



كما سمعت فيها من المرحوم سيدي علي العمالي نصيبا من نحو الأجرومية و أوائل الألفية، لأن مُدتي فيها لم تزد على شهرين أو ثلاثة و كان يؤنسني في ما يحكيه لي عن المتقدمين و المتأخرين من علماء الجزائر ومن جملة ما حكاه لي أن والده كان إمام بجامع ركروك الذي كان في البازار الموجود الآن، عند اتصال زقاق شارتر باخير نهج باب عزون، و لما ختم فيه السنوسية دراية، كان ممن حضرختمته شيخاه بالكبابطي و محمد ابن الشاهد الصغير، و بعد الفراغ من الختم قال له بالكباطي إني لفي سرور اليوم بأكلي ثمرة غرسي ودعا له بخيرا اهـ.

و حكى لي أن والده اجتمع في المدينة بالشيخ محمد وبن عبد القادر المدني، و سمعه يقول: مدحت شريف مكة سيدي محمد بن عون بقولي:

طب ابن عون فلا تبرح معينا لمن *** يرجو الندى منك يا ذا الجود و الكرم
محمد خاتم للرسل قاطبة *** و أنت جئت لختم الجـود و الكرم

هكذا يرويه سيدي علي العمالي و لا يبالي بما فيه، و يقول قال المادح، و لما سمعها مني الشيخ العطار المصري قال: الله أكبر إن الشعر أعذبه أكذبه، و أنشد الراوي للشيخ العطار:

ولما رشفت الريق منها تمنعت *** و قالت أما تخشى و أنت إمام
أتزعم أن الريـق من محلل *** وريقي مدام و المدام حرام

و حكى لي سيدي العمالي أن والده كان في الجامع الكبير يدرس مختصر السعد و لما كان في باب الفصل و الوصل حضر الدرس أجنبي وراء القائمة المقابلة للشيخ، و جعل يتقدم شيئا إلى أن قرب منه منصتا عليه بإصغاء تام، و بعد الدرس دخل مقصورة الشيخ إذ ذاك و سأله أن يذكر له المحل الذي أخذ منه الجمع بين عبد الحكيم و غيره في مسألة من مسائل الباب، فقال له الشيخ العمالي: هو مذكور قبل المسألة بثلاث أو أربع ورقات و لما طالع الرجل بين يده و جد الجمع سهلا، و كان من أصعب ما يكون عليه فقال له: كنت مع شيخي بسمرقند تحاول هذا الجمع و لم نجد له مسلكا، و إني أكاتبه اليوم لأخبره بأني وجدته في الجزائر و هذا الرجل هو العلامة سيدي عبد الرحمن النابلسي اهـ.

وحكى لي أن والده قرأ القرآن على سيدي عمر تلميذ سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري، و بوصية منه دفنه في عتبة الضريح قائلا له: لكون كذلك بين يدي شيخي بن عبد الرحمن موتي.
و من تلامذة العمالي العظام سيدي محمد بن عيسى مؤلف رسالة "الألماس" و غيرها، و أحد كتاب الوزارة التونسية في حياته و ذكر الثقات أن سيدي محمد بن عيسى هذا كان ملازما لثلاثة كتب: المصحف، و الإبريز في مناقب سيدي عبد العزيز، الدباغ و "دلائل الخيرات" و الحق أن رسائله تدل على أنه في طبقة عليا من الفهم و العلم.

و من تلامذة العمالي سيدي علي عبد الرحمن مفتي وهران المتوفي سنة 1925 الماضية و هو أصحاب "الفتوحات المكية" و جواهر المعاني، حضرنا مجلسه مرارا فسمعنا منه ما رق وراق، مما دخلت منه الأوراق و وتشتاقه الأذواق، و الفضل في ذلك كله للمحب المحبوب سيدي علي بن الحدا، متعه الله بطيب الحياة و طولها و قر عينه بولده العزيز، و من تلامذة العمالي سيدي علي بن الفخار مفتي المدية و سيدي محمد القزادري و سيدي حسن بريهمات و سيدي محمد بن العطار إمام سيدي رمضان في حياته، و سيدي محمد بن عبد المؤمن و سيدي محمد بن زاكور،
قال: و للشيخ العمالي فتاوي مجموعة و محاورات فقيهة تزيد مسائلها على الثلاث مئة، وقعت بينه و بين سيدي محمد بن سيدي علي مبارك الولي المشهور، دفين القليعة، و له رسالة في ترتيب محاكم القضاء و أخرى في أحكام مياه البادية، و كان يجري على لسانه قبل وفاته بأيام قول القائل:

سيفقدني قومي إذا جن ليلهم *** و في الليلة الظلماء يفتقد البدر



كان الشيخ العمالي خلوتي الطريقة رحمانيها، أخذها عن أبيه عن سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري و دفن قرب الخروبة التي كان تحتها مجلس سيدي عبد الرحمن الثعالبي، و التقى عندها بصاحب الصغرى سيدي محمد بن يوسف السنوسي، و أخيه سيدي علي التالوتي، رضي الله عنهم وجمعنا بهم في الدار السلام، بفضل الله الملك العلام أمين.

ولد الشيخ العمالي سنة 1227، و تولى الفتوى سنة 1273و توفي سنة 1290، و لما كانت الترجمة للشيخ محمد بن عبد الرحمن المشهور بالإمام فالأنسب أن نختمها بأبيات له، نقلتها من خطه مادحا بها محكمة القضاء الملكي الملاصقة للجامع الكبير في الجزائر، لما تم بناؤها في ربيع الثاني عام 1266، و تولى قضاءها الشيخ العمالي، وهي قوله:

أحسن بمحكمة قد راق منظرها *** أبدت محاسنها شكرا لباريها
يحـــق حســن الثنا للآمرين بها *** مع الذين سعوا كذلك بانيا
للحكم قد نصبت أركــانها رفعت *** لشرعة المصطفى الله يبقيها
لا تعجبن أما يكيفيك نسبتها *** لمالك شيدت له نواحيها
وحالها نطقت في الحين مفصحة *** بالبشر ضاحكة تزهو لراءيـها
يا قاصـدا ربعها لا تخش مضيعة *** الله للحق يهدي كل من فيها



المصدر :
كتاب تعريف الخلف برجال السلف الجزء الأول من الصفحة: 526 إلى 529
المؤلف: الشيخ سيدي أبي القاسم محمد الحفناوي
مطبعة بيير فونتانة الشرقية في الجزائر. سنة الطبع: 1324 هـ - 1906 م
تكملة الموضوع

ترجمة العلامة سي عامر محفوظي رحمه الله



بسم الله الرحمن الرحيم .

- اللهم صل وسلم وبارك على سيّنا محمد وعلى اله وصحبه صلاةً أنظم بها فى سلك المحبين وأرقى بها مراقي العارفين يا الله يا نور يا مبين.

- مولده ونشاته:

هو العالم العلامة الحبر البحر الفهامة الولي الصالح الفاضل الشريف المحقق الكامل سيدي عامر محفوظي بن المبروك بن مزوز المحفوظ بن احمد ولد خلال 1930 بمدينة مسعد في جنوب ولاية الجلفة ، حفظ القرءان الكريم في صغره عن والده ، ومنذ العام 1941 يبدأ يؤم المصلين في المساجد الحرة والرسمية وصلاة التراويح.

*.*.*

وفي سنة 1946 أرسله والده إلى زاوية الهامل للتعلم وفي نفس السنة توفي أباه، تعرف بالإمام الشيخ سيدي مسعودي عطية عام 1947 في الجلفة وطلب منه إقراء أولاده على أن يعلمه فقرأ عنه متونا جمة في الفقه والنحو والفرائض وغيرها من العلوم الشرعية، أذن له في تدريس الطلبة العام 1952، وعمل مع بداية الاستقلال بوزارة التربية الوطنية، عين الشيخ سي عامر رحمه الله إماما مساعدا للشيخ سي عطية في المسجد الكبير بالجلفة (جامع الجمعة ) سنة 1967 وفي نفس السنة منح الشيخ نعيم النعيمي شهادة علمية .

*.*.*

- كان متفوقا في اجتياز امتحان لائمة التيطري سنة 1972 وعين سنة 1974 مرشدا ومدرسا في بعثة الحج، تقلد سنة 1975 مهام المسجد كإمام ممتاز وقائم بدرس الجمعة والخطبة والتراويح والفتوى الشفاهية والكتابية، انتخب العام 1991 كرئيس للمجلس العلمي لولاية الجلفة، ودعي عام 1993 عضوا في لجنة الفتوى ومقرر لها وفي نفس السنة كلف ناظرا للشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجلفة، عين سنة 1995 كرئيس للجنة الفتوى في الحج، خرج للتقاعد عام الـ1996 ليتفرغ للعمل الدعوي والفتوى والإصلاح بين الناس، وكان منصتا لمحدثيه وافر العلم غزير المعارف، مثل الولاية في العديد من الملتقيات الدولية والوطنية في مجال الفكر الإسلامي ، وتتلمذ على يديه العديد من المشايخ.

*.*.*



بعض ما قيل فيه:

لقد مدحه شيخه الإمام سي عطية فى الأربعينيات من القرن الماضي بهذه الأبيات يقول فيها الإمام سي عطية مادحا و محبا لتلميذه الشيخ عامر محفوظي :

أبا عمر بوئت فى الخلد مقعدا *** و بارك فى محياك ربي و أسعدا

أعنت و لم تبخل و جدت تكرما *** فصيرت نظمي في كتاب مقيدا

جزاك إلهي ما جزا به محسنا *** وأعطاك فى الدارين ما يُكبِتُ العدا

و أعلاك بدرا فى سما العلم مشرقا *** و أبقاك نورا للبرية مرشدا

و أحيا بك الذكر الحكيم و حزبه *** لتهدي من ضل السبيل أو اعتدى

فدم ناصرا للدين فى الخير ساعيا *** مسدد سير فى خطاك مؤيدا

عليك سلامي ما حييت و إن *** مت تزورك روحي بالسلام مجددا

*.*.*

مؤلفاته وآثاره:

له مؤلفات ومخطوطات عديدة منها كتابه المشهور: "تحفة السائل بباقة من تاريخ سيدي نايل"



يقول في مقدمته:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وجميع الصحابة الأكرمين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد: فيقول عبد ربه عامر محفوظي لطف الله به هذه باقة بستان بحلول سيدي نائل في هذه الأوطان، وذكر نسبه وشرفه وعصره وبعض أبنائه البارزين بين الأقران والعلماء الأعيان، الذين عرفتهم وحصلت لي معلومات بآثارهم مشيرا لبعضها وهم من الأقل الكثير من الولاية تاركا من غادروها وما أكثرهم داخل الوطن وخارجه وليسمح الذين لم نعلن بأسماء أسلافهم نظرا لكثرتهم وأعدادهم وذكر طبقات المشهورين على اختلاف أصنافهم من علماء الدين، وحملة الكتاب المبين، وشيوخ مربين ومرشدين، وأساتذة وفقهاء مدرسين وشجعان وشهداء ومجاهدين، وجنود معارك وأبطال ميادين، ورؤساء وكرماء محسنين وشعراء وزعماء مصلحين، لتعذر حصرهم، وعدم الإحاطة بذكرهم. ولكوني قصير الباع، قليل الإطلاع، جمعت هذه الباقة من مصادر موثوق بصحتها بعضها مسموع وجلها منقول وأكثرها من عجالة: " تحفة الأفاضل بترجمة سيدي نائل" المنسوبة للشيخ محمد القاسمي، وكتاب "الأنوار في نسب بني نائل الأبرار" للشيخ السعيد ابن عبد السلام الذي تعرض لذكر بعض البطون والأفخاذ من فروع أولاد نائل وهو بذلك بصير، ولأنبئك مثل خبير وعليه اعتمدت فيما كتبت مع رسالة للشيخ عبد الرحمن طاهري.
ولا يظنّن ظان أن ما ذكر من بعض فروع أولاد نائل وعلمائهم هو جملة ذريته بل ما ذكر لم يبلغ عشر العشر مما ترك، والمشاهدة شاهدة وليس بعد العيان بيان. والله أسأل أن يوفقنا لصالح الأعمال، ويختم لنا بالحسنى في المآل... وتشتمل هذه الباقة على الأبواب التالية:



1- المقدمة
2- سبب إهمال الناس للتاريخ
3- التعريف بسيدي نائل
4- ثبوت شرفه
5- الكلام عن الغفارة
6- عصره ووجوده
7- مقره وسكناه
8- أولاده وكم عددهم
9- مواقفهم في الجهاد ضد المستعمر
10- ذكر بعض مشايخ الزوايا والأساتذة
11- ترجمة الشيخ عطية مسعودي وبعض مآثره
12- ترجمة الشيخ عبد القادر مسعدي وبعض ما كتب وقيل فيه
13- ترجمة الشيخ الشريف بن الأحرش وأخيه الشيخ أبي القاسم وحفيده الشيخ المختار بن أحمد بن الشريف
14- ذكر بعض ما ورد في مدح بني نائل
15- الخاتمة
16- نبذة عن حياه المؤلف. أهـ

* و له أيضا كتاب وسمه بـ "الطرفة المنيرة في نظم السيرة" في سبعمائة بيت من الشعر، وهو نظم لكتاب:"نور اليقين في سيرة سيد المرسلين" للشيخ محمد بك، تطرق فيه إلى سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولادته إلى وفاته، اعتمد فيه العلامة طريقة المتون، وهي موجهة أساسا إلى طلبة الزوايا من أجل تيسير حفظ سيرة سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد طبع على نفقة الأستاذ محمد محمودي بمطبعة (دار الخلدونية) بالجزائر العاصمة.


وفاته:

رحل رضي الله عنه الى جوار ربه عصر الأربعاء 20 ماي 2009 الموافق لـ 24 جمادي الأولى 1430،بعد مرض عضال لازمه عدة أيام أقعدته عن حركته الدءوبة المباركة في ميادين العلم والخطابة والمحاضرة والإفتاء...لقد عاش الرجل كل حياته كالشمعة التي تحترق لتضيء للناس ظلمتهم...وأخيرا ترجل الفارس الذي عهدناه خطيبا في"جامع الجمعة" ومفتيا وواعظا وكاتبا أريبا وناظما مفيدا.


*.*.*

رحمه الله برحمته الواسعة ونور ضريحه وجعله مهبط الأسرار والأنوار والرحمات والبركات وجعل الجنة متقلبه ومثواه بجاه سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما آمين.
تكملة الموضوع

حمل كتاب المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن



- المؤلف: الشيخ الإمام العلامة محمد ابن مرزوق التلمساني المالكي المعروف بالحفيد.
- دراسة وتحقيق: ماريا خيسوس بيغيرا الأستاذة بكلية الآداب بجامعة سرقطا
- تقديم: محمود بوعياد مدير المكتبة الوطنية الجزائرية.
- الحجم: 8,21 ميجا
طبع في مكتبة الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر 1401 هـ / 1981 م.

صفحة التحميل


* ترجمة مختصرة للمؤلف:

هو الإمام المشهور العلامة الحجة الحافظ المحقق الكبير الثقة الثبت المطلع النظار المصنف التقي الصالح الزاهد الورع البركة الخاشي لله الخاشع الأواب القدوة النبيه الفقيه المجتهد الأبرع الأصولي المفسر المحدث الحافظ المسند الرواية الأستاذ المقرئ المجود النحوي المقري البياني العروضي الصوفي المسلك المتخلق الولي الصالح العارف بالله العالم الرباني القدوة الحجة محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق الحفيد العجيسي التلمساني، من أبرز الشخصيات الجزائرية التي عرفها العالم في القرن الثامن الهجري على الإطلاق، وكان موطن أسرته بعجيسة نسبة إلى القبيلة الجزائرية العظيمة "عجيسة" المقيمة بجبال مدينة المسيلة، أي في نفس المكان الذي أنشئت فيه القلعة الحمادية ثم انتقلت أسرته إلى مدينة تلمسان في آخر القرن السادس الهجري، ولد رضي الله عنه بتلمسان سنة 710 هـ و بها نشأ وتربى وأخذ العلم عن مشايخها، وحج وجاور واجتمع هناك بالمشيخة، فأخذ عن كثير من أهل الحجاز وغيرهم ثم رحل فدخل بلاد الشام ومصر فسمع وروى عن عدد كبير من علماء المشرق، كما أخذ عن علماء بجاية وفاس وتونس، فكان عدد شيوخه يفوق الألفين، وقد أودعهم كلهم فهرسته المسماة "عجالة المستوفز المستجاز في ذكر من سمع من المشايخ دون من أجاز من أئمة المغرب والشام والحجاز".

تابع الترجمة الكاملة للمؤلف حيث أنه سبق وأن أفردنا له ترجمة خاصة موسعة على هذا الرابط

تكملة الموضوع

حمل مخطوط بلوغ الأماني في مناقب الشيخ سيدي أحمد التجاني



بسم الله الرحمن الرحيم.
- اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.

اسم المخطوط: رسالة بلوغ الأماني في مناقب الشيخ سيدي أحمد التجاني
المؤلف: العلامة سيدي أحمد بن عبد الله أديب المكي الشافعي
نوع الخط: مغربي
المصدر: مكتبة جامعة هارفارد الرقمية قسم المخطوطات


رابط التحميل

تكملة الموضوع

ترجمة العلامة محمد بن أحمد بن أبي بكر بن مرزوق المعروف بالحفيد

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

- اليوم نقدم ترجمة لأحد أبرز الشخصيات الجزائرية التي عرفها العالم في القرن الثامن الهجري على الإطلاق إنه العالم العلامة البحر الفهامة برزخ الشريعة والحقيقة الصالح المصلح الناصح المرشد محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق المعروف بـ: الحفيد "العجيسي" التلمساني، والعجيسي نسبة إلى القبيلة الجزائرية العظيمة (عجيسة) المقيمة بجبال مدينة المسيلة، أي في نفس المكان الذي أنشئت فيه القلعة الحمادية.

ترجمة الإمام كما أوردها سيدي عبد الرحمن الثعالبي في كتابه المشهور بالجواهر الحسان في تفسير القرآن.

- الإمام المشهور، العلامة، الحجة، الحافظ، المحقق الكبير، الثقة الثبت، المطلع النظار، المصنف، التقي، الصالح، الزاهد، الورع، البركة، الخاشي لله، الخاشع الأواب، القدوة النبيه، الفقيه المجتهد، الأبرع، الأصولي المفسر المحدث، الحافظ المسند الرواية، الأستاذ المقرئ المجود، النحوي اللغوي البياني العروضي، الصوفي المسلك المتخلق، الولي الصالح العارف بالله، الآخذ من كل فن بأوفر نصيب.

- أخذ العلم عن جماعة، كالسيد الشريف العلامة أبي محمد عبد الله بن الإمام العلم الشريف التلمساني، والإمام عالم المغرب سعيد العقباني، والولي الصالح أبي إسحاق المصمودي، أفرد ترجمته بتأليف، والعلامة أبي الحسن الأشهب العماري، وعن أبيه وعمه ابني الخطيب ابن مرزوق، وبتونيس عن الإمام ابن عرفة، وأبي العباس القصار، وبفاس عن الأستاذ النحوي ابن حياتي الامام، والشيخ الصالح أبي زيد المكودي، والحافظ محمد بن مسعود الصنهاجي الفيلالي في جماعة، وبمصر عن الائمة السراج البلقيني، والحافظ أبي الفضل العراقي، والسراج ابن الملقن، والشمس الغماري، والمجد الفيروز آبادي صاحب " القاموس "، والإمام محب الدين بن هشام ولد صاحب " المغني "، والنور النويري، والولي ابن خلدون، والقاضي العلامة ناصر الدين التنسي، وغيرهم.

- وأجازه من " الأندلس " الأئمة كابن الخشاب، وأبي عبد الله القيجاطي، والمحدث الحفار، والحافظ ابن علاق، وأبي محمد ابن جزي، وغيرهم، وأخذ عنه جماعة من السادات كالشيخ الثعالبي، وقاضي الجماعة عمر القلشاني، والامام محمد بن العباس، والعلامة نصر الزواوي، وولي الله الحسن أبركان، وأبي البركات الغماري، والعلامة أبي الفضل المشذالي، والسيد الشريف قاضي الجماعة بغرناطة أبي العباس بن أبي يحيى الشريف، وأخيه أبي الفرج، وإبراهيم بن فائد الزواري، وأبي العباس أحمد بن عبد الرحمن الندرومي، والعلامة علي بن ثابت، والشهاب ابن كحيل التجاني، وولد العالم محمد بن محمد بن مرزوق الكفيف، والعلامة أحمد بن يونس القسنطيني، والعالم يحيى بن بدير، وأبي الحسن القلصادي، والشيخ عيسى بن سلامة البكري، والعلامة يحيى المازوني، والحافظ التنسي، والامام ابن زكري. "في خلق كثيرين من الأجلاء".

- وقال الحافظ السخاوي: هو أبو عبد الله حفيد ابن مرزوق، ويقال له أيضا " ابن مرزوق "، تلا بنافع على عثمان الزروالي، وانتفع في الفقه بابن عرفة، وأجازه ابن الخشاب والحفار والقيجاطي. وحج قديما سنة تسعين وسبعمائة رفيقا لابن عرفة، وسمع من البهاء الدماميني، والنور العقيلي بمكة، وقرأ بها البخاري على ابن صديق، ولازم المحب ابن هشام في العربية، ثم حج سنة تسعة عشر وثمانمائة، ولقيه رضوان الزيني بمكة، وكذا لقيه ابن حجر - اه‍.

- مؤلفاته:



وأما تآليفه، فكثيرة منها: شروحه الثلاثة على " البردة ": الأكبر المسمى " إظهار صدق المودة في شرح البردة " استوفي فيه غاية الاستيفاء، ضمنه سبعة فنون في كل بيت، و " الأوسط " و " الأصغر " المسمى " بالاستيعاب لما فيها من البيان والإعراب " و " المفاتيح القرطاسية في شرح الشقراطيسية "، و " المفاتيح المرزوقية في استخراج رموز الخزرجية "، ورجزان في علوم الحديث، الكبير سماه " الروضة " جمع فيه بين ألفيتي ابن ليون والعراقي، و " مختصر الحديقة " اختصر فيه ألفية العراقي، وأرجوزة في الميقات سماه " المقنع الشافي " في ألف وسبعمائة بيت، وأرجوزة ألفية في محاذاة " الشاطبية "، وأرجوزة نظم " تلخيص المفتاح "، وأرجوزة نظم " تلخيص ابن البنا " وأرجوزة نظم " الجمل " الخونجي، وأرجوزة في اختصار " ألفية ابن مالك "، و " نهاية الامل " في شرح جمل الخونجي، و " اغتنام الفرصة في " محادثة عالم قفصة "، وهو أجوبة على مسائل في الفقه والتفسير وغيرهما، وردت عليه من عالم قفصة أبي يحيى بن عقيبة فأجابه عنها، و" المعراج إلى استمطار فوائد الاستاذ ابن سراج " أجاب فيه العالم قاضي الجماعة بغرناطة ابن سراج عن مسائل نحوية ومنطقية، و " نور اليقين في شرح أولياء الله المتقين " تأليف ألفه في شأن البدلاء تكلم فيه على حديث في أول " الحلية " و " الدليل المومي في ترجيع طهارة الكاغد الرومي "، و " النصح الخالص في الرد على مدعي رتبة الكامل للناقص " في سبعة كراريس، ألفه في الرد على عصريه ويلديه الامام قاسم العقباني في فتواه في مسألة الفقراء الصوفية في أشياء صوب العقباني صنيعهم فيها، فخالفه ابن مرزوق، و " مختصر الحاوي في الفتاوي " لابن عبد النور التونسي، و " الروض البهيج في مسألة الخليج " في أوراق نصف كراس، و " أنوار الدراري في مكررات البخاري " وتأليف في مناقب شيخه الزاهد الولي إبراهيم المصمودي في مقدار كراس، و " تفسير سورة الإخلاص على طريقة الحكماء "، وهذه كلها تامة.

- وأما ما لم يكمل من تأليفه، " فالمتجر الربيح والسعي الرحب الفسيح في شرح الجامع الصحيح " صحيح البخاري، و " روضة الأديب في شرح التهذيب "، و " المنزع النبيل في شرح مختصر خليل " شرح منه الطهارة في مجلدين، ومن الأقضية لآخره في سفرين في غاية الإتقان، و " التحرير والاستيفاء والتنزيل لالفاظ الكتاب والنقول " لا نظير له أصلا، لخصه العلامة الراعي، و " إيضاح المسالك في ألفية ابن مالك " انتهى إلى اسم الإشارة والموصول، مجلد في غاية الإتقان، ومجلد في شرح شواهد شراحها إلى باب كان وأخواتها، وله خطب عجيبة، وأما أجوبته وفتاويه على المسائل المنوعة، فقد سارت بها الركبان شرقا وغربا، بدوا وحضرا، ذكر المازوني والونشريسي منها جملة وافرة في كتابيهما، وله أيضا عقيدته المسماة " عقيدة أهل التوحيد المخرجة من ظلمة التقليد "، وعلى منحاه بنى السنوسي عقيدته الصغرى، و " الآيات الواضحات في وجه دلالة المعجزات "، و " الدليل الواضح المعلوم في طهارة كاغد الروم " و " إسماع الضم في إثبات الشرف من قبل الأم ".

- وذكر السخاوي أن من تأليفه شرح فرعي ابن الحاجب، وشرح التسهيل، والله أعلم.

مولده:

ومولده، كما ذكره هو في شرحه على البردة، ليلة الاثنتين رابع عشر ربيع الأول عام ستة وستين وسبعمائة.

- وقال تلميذة الإمام الثعالبي:

وقدم علينا بتونس شيخنا أبو عبد الله بن مرزوق، فأقام بها وأخذت عنه كثيرا، وسمعت عليه جميع " الموطأ " بقراءة صاحبنا أبي حفص عمر ابن شيخنا محمد القلشاني، وختمت عليه " أربعينيات النووي " قراءة عليه في منزلة قراءة تفهم، فكان كلما قرأت عليه حديثا يعلوه خشوع وخضوع، ثم أخذ في البكاء، فلم أزل أقرأ وهو يبكي حتى ختمت الكتاب، وهو من أولياء الله تعالى الذين إذا رأوا ذكر الله.
وأجمع الناس على فضله من " المغرب " إلى الديار المصرية، واشتهر فضله في البلاد، فكان بذكره تطرز المجالس، جعل الله حبه في قلوب العامة والخاصة، فلا يذكر في مجلس إلا والنفوس متشوقة لما يحكي عنه، وكان في التواضع والإنصاف والاعتراف بالحق في الغاية وفوق النهاية، لا أعلم له نظيرا في ذلك في وقته فيما علمته.

- وقال أيضا في موضع آخر: هو سيدي الشيخ الإمام، الحبر الهمام، حجة أهل الفضل في وقتنا وخاتمتهم، ورحلة النقاد وخلاصيتهم، ورئيس المحققين.

وفاته:

توفي يوم الخميس عصر رابع عشر شعبان عام اثنتين وأربعين وثمانمائة، وصلى عليه بالجامع الأعظم بعد صلاة الجمعة، حضر جنازته السلطان فمن دون، لم أر مثله قبله، وأسف الناس لفقده، وآخر بيت سمع منه عند موته: (البسيط)

إن كان سفك دمي أقصى مرادكم *** فما غلت نظرة منكم بسفك دمي

وقد سمع الثعالبي منه بعد عودته من رحلته إلى تونس.

المرجع:

تفسير الثعالبي المُسمى بالجواهر الحسان في تفسير القرآن للإمام القدوة العلامة سيدي عبد الرحمن الثعالبي رضي الله عنه. الجزء الأول من الصفحة 14 إلى 17.

تنويه:

لقد قمت بإعداد سيرة ذاتية للإمام العلامة ابن مرزوق الحفيد رضي الله عنه استنادا إلى ما وقع بين يدي من تراجم متفرقة في كتب عديدة معتمدة، في كتاب إلكتروني يمكن تحميله على هذا الرابط

تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |