أولا تعريف بالمنطقة:
- دار الشيوخ هي دائرة تابعة لولاية الجلفة بالجزائر، تبعد عن مقر الولاية بحوالي 40 كلم شرقا (حدود ولاية المسيلة) و320 كلم عن العاصمة الجزائر سميت بـ دار الشيوخ نسبة إلى شيوخها الصالحين الأربعة كما كانت تعرف قديما بـ «حوش النعاس» نسبة إلى شيخها ومؤسسها الشيخ عبد الرحمان النعاس.
ترجمة الشيخ:
هو الشيـخ العامل، الولي الكامل ، عبد الرحمن النعاس النائلي نسبا، المالكي مذهبا، الصوفي حقيقة، الرحماني طريقة ولد بزاغز «ولاية الجلفة» سنة 1242هـ / 1826 م، نشأ وترعرع في حجر أبويه على أرغـد عيش ، تلوح عليه مخايل السعادة منذ صباه، تعلـم ما تيسر من القرآن الكريم، وتفقه ما شاء اللـه في علوم الدين، وكان في شرخ الشباب مولعا بصيد الحبارى والغزال، ولما أدركته العناية الربانية جمع اللـه بينه وبين أستاذه وشيخه الشيخ المختار المتوفي سنة 1276هـ بزاويته المعمورة بأولاد جلال وأخذ عنه العهد و لازمـه مدة من الزمن متعبدا زاهدا، وتلميذا مخلصا حتى أصبح من أقرب المقربين منزلـة عند شيخه، كثير المجاهدة في ابتداء حاله عند أستاذه المذكـور حتى بلغ من الأسرار الإلهية، وأعطى ما أعطى من النفحات الربانية فكان من الرجال الواصلين، ومن الكاملين العارفيــن بعلوم الحقيقة والشريعة والدين وقد أجمع مشايخ وقته من الذين تخرجوا من زاوية أستـاذه على أن منـزلته ومكانته عند شيخه لم يبلغها أحد، كما شهدوا له أن أستاذه لقنه الأسماء السبعة، وشاهدوا منه أشياء وأسرار عجيبة من الكشف المشرق، والنظر الخارق والحكم التي أختص الله بها عباده الصالحين واعترفوا له بالفضل عليهم حسبما سمعوا من أستاذهم ويرجعون إليه كلهم في حل كثير من المشكلات من علم القوم، ومن كمال أوصافـه وآدابه أنه كان مدة إقامته عند أستاذه لم يرى موليا ظهره لشيخه أبدا وما مشى أمامه منتعلا، ولا نام ليلة عنده أبدا، ولذلك سماه أستاذه " النعاس" وهذا بسبب سهره بالليل.
و أعطى من العز والرفعة والمكانة عند أستاذه ما أعطي هذا البحر الذي سره لا يقاس سيدي عبد الرحمان النعاس، وكان كثير الحذر مداوما للسهر ، قليل التذلل ، كثير التحمل ، يتكلم على خواطر الناس، ويواجه جلساءه بالكشف الصادق شديد الذكاء، عجيب الفطنة مفرط الإدراك، غواصا في المعاني الدقيقة لا يمله كل من يجلس معه لطيب مجلسه، مهابا وقورا لا يقوى الإنسان أن يحدق في عينيه، أو يتمثل كثيرا من وجهه، أنوار السرائر متدفقة على مطلعه، لا يغفل عن مجاهدة النفس والهوى تاركا الدنيا وزخارفها، وما جالسه أحد إلا وألهاه وأنساه في ماله وولده وبيته وذلك بالمواعظ والإرشادات المتنوعة شهد له بذلك كل من رآه وجالسه من العامة والخاصة ، يطرب مجلسه السامعين ويستجلب القاصدين . كان جهوري الصوت ويعظ الناس على غير موعد، فتنهال عليه الجموع حتى تكتظ الزاوية عليه من السامعين، ولولا ما يعرض للناس من المآرب اللازمة وأوقات الصلاة ما قطع المذاكرة، وكان كثيرا ما يتمثل بكلام أستاذه وأحيانا بكلام الشيخ عطية بن اخليف - الفرجاوي - أحد مريدي أستاذه الذي هو من أكابرهم.
بعضا من مناقبه وحكمه رضي الله عنه:
- قال: « المريد الصادق إذا سمع كلام شيخه وعمل به على وجه الجزم واليقين ساوى شيخه في الرتبة وما بقي له زيادة إلا لكونه هو الفيض عليه»، ومن هنا يقول : «نهاية المريد بداية شيخه» ...وله أيضا: «العارف كلما علا به المكان صغر في أعين العوام»...وكان أكثر ما يتكلم في مجالس دواوين الأولياء ومقامات الصالحين والعارفين الموقنين، و أمداد الأذكار وعلوم الدين، وما سيخص الله به عباده المؤمنين من خيرات ورحمات يوم القيامة من فضله وجوده وحلمه على عباده وكان يكلم الناس حسبما في أوعيتهم حسنا كان أو قبيحا .وكان عارفا بعالم الظاهر وما تكلم في شيء من هذا الفن إلا ورجع إليه العلماء، حيث كان يوقرهم ويجلهم و يحترمهم ويرفع شأنهم ويقوم إجلالا لهم كما شوهد ذلك منه في كثيرمن العلماء، وكان في بعض الأحيان إذا أهدي له شيء قليل يتلقاه برضى وقبول، وأحيانا إذا أهدي له شئ كثير يقابله بعزة النفس وإظهار الغنى عنه، وكان من عادته إذا نزل بلدا في سفره وعلم أن أهلها يريدون الاجتماع به، وهو يعلم بحالهم ومقاصدهم ، فإنه يفر منهم ليلا قبل الفجر ويقول: «ما لأجل هذا خلقت»...وكان مدة حياته ميسور الحال لا تبد منه الحاجة، أظهر أخلاقه القناعة، لا يحب عيشة الرفاهية لنفسه ميالا الى اللباس الخشن، قال صاحب الإملاء : سمعته يقول في آخر عمره مرة عند اكل : يا نفسي كلي واشربي وقري عينا ، وكان يقول : «مهما سكت إلا ويخاطبني الوارد تكلم وإلا سلبناك ما وهبناك ». وكان يقول : «من أذن له في الكلام لا يمل كلامه ولو تكلم طول الدهر ولو مزاحا»، وكان يشير الى بعض تلاميذه بقوله : «المريد الصادق الذي يفتخر به شيخه لا الذي يفتخر بشيخه»، ويقول: «من كذب علي كذبة واحدة متى أنظر أراها في أثرة تتبعه كالكلب»، فكان أبغض الخصال إليه الكذب، ويقول : «حامل القرآن إذا اشتكى الفقر لا أغناه الله»، وكان يشجع الطلبة على المزيد من التفقه في الدين ويحث على تعليمه ونشره بين الناس، وكان يقول: «نحن في زمان المؤتمن فيه على اليتيم ينهب ثلثي ماله ويترك ثلثه»، ومن أخلاقه رحمه اللـه أنه يأتيه المطيع المحب فلا يعبأ به، ويأتيه العاصي فيرحب به ويكرمه لأنه ربما جاءه بالمذلة وخوفه من المعاصي فيجعله أهلا للإحسان أكثر، وكان رحمه الله يدير شؤون زاويته بنفسه بجد و اجتهاد ليل نهار على توفير شروط التعليـم والعبادة ونشر الأخلاق الفاضلة بين المسلمين والتكفل بالفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام فلم يدخر جهدا أبدا في نشر الفضيلة ونبذ الرذيلة، عملا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «خير الناس أنفعهم للناس»، فغدت زاويتـه منارة إشعاع علمي وثقافي وروحي، وكـان دورها عظيما في المحافظة على مقومات الأمة من ترسيخ العقيدة السليمة والقيم الروحية الفاضلة، فكانت تستقبل المريدين طلبة القرآن الكريم يحفظون كتاب اللـه فيها ومبادئ فنون علم الدين...
ومن كلامه رحمه الله قوله: «يوجـد في أولاد نائل سلطان، وولي، وعالم، أما السلطان فالشريف بن الأحرش، والولي فبلكحل وأما العالم فالمسعـود بن أمليك طالب الجلفة وأن سيدي بلكحل عمي وأنا وارثـه وأن الشريف بن الأحرش كان يقول في حق أستاذه الشيخ المختار أنت مني كمنزلـة أبي بكر الصديق من رسول اللـه صلى عليـه وسلـم».
تلاميذه:
تخرج على يديه الشريفتين العديد من طلبة العلم وحفظة القرآن الكريم، وعلوم أصول الدين، نذكر منهم:
أمهيّني بن الوناس، صالح بن أحمد، السعيد بن أحمد الكلبي، محمد الطيب، محمد ولده الأزهر الكلبي، الطاهر الكلبي، الحاج بالتقى، ابن الشيوخ بن مصطفى و سعد السعود بن عبد الله، وغيرهــم... وهؤلاء الذين ذكرناهم كلهم أتقياء فقهاء ولم يثبت عنهم أنهم ارتكبوا فاحشة من الفواحش أبدا بشهادة من عاصرهم، وكان الشيخ عبد الرحمان النعاس - رحمه الله - يعظم المشايخ والعلماء فكان إذا التقى مع العارف بالله وأخيه في العهد الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي - رحمه الله - يتلقاه ماشيا حافيا باسم الوجه، وعلى جانب عظيم من الأدب والاحترام، ولا يخاطبه إلا بلفظ «ياسيدي» وكذلك الشيخ محمـد بن أبي القاسم لا يخاطبه إلا بلفظ «يا سيدي الشيخ عبد الرحمان النعاس» ويثني عليه الثناء اللائق بمقامـه.
مؤلفاته وآثاره:
للشيخ رحمه الله رسائل وقصائد كثيرة في التوحيد، والتصوف، والحكـم النفسية، سنذكر واحـدة منها في حينها، فكانت حياته كلها عملا متواصلا في سبيل الله إلى أن التحقت روحه الزكية بالرفيق الأعلـى راضية مرضية وذلك في سنة 1325 هـ ، الموافق لسنة 1907 م، ودفن بجوار زاويته بدار الشيوخ«ولاية الجلفة» قدس الله روحه ونور ضريحه ، ونفعنا ببركاته آمين.
وخير ما نختم بـه هذه الصفحـة المشرقة عن حياة الشيخ عبد الرحمان النعاس رضي اللـه عنه وأرضاه، وكمـا أشرنـا إليه سالفـا، نتبرك بذكـر واحدة من قصائده الخالدة في خصائص كلمة التوحيد، «لا إله إلا اللـه» وهي هـذه:
وصلى اللـه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
مصدر الترجمة:
التصوف الإسلامي بيوت الله ومقامات الصالحين - « islamic-sufism.com»
- دار الشيوخ هي دائرة تابعة لولاية الجلفة بالجزائر، تبعد عن مقر الولاية بحوالي 40 كلم شرقا (حدود ولاية المسيلة) و320 كلم عن العاصمة الجزائر سميت بـ دار الشيوخ نسبة إلى شيوخها الصالحين الأربعة كما كانت تعرف قديما بـ «حوش النعاس» نسبة إلى شيخها ومؤسسها الشيخ عبد الرحمان النعاس.
~~~ . ~~~
ترجمة الشيخ:
هو الشيـخ العامل، الولي الكامل ، عبد الرحمن النعاس النائلي نسبا، المالكي مذهبا، الصوفي حقيقة، الرحماني طريقة ولد بزاغز «ولاية الجلفة» سنة 1242هـ / 1826 م، نشأ وترعرع في حجر أبويه على أرغـد عيش ، تلوح عليه مخايل السعادة منذ صباه، تعلـم ما تيسر من القرآن الكريم، وتفقه ما شاء اللـه في علوم الدين، وكان في شرخ الشباب مولعا بصيد الحبارى والغزال، ولما أدركته العناية الربانية جمع اللـه بينه وبين أستاذه وشيخه الشيخ المختار المتوفي سنة 1276هـ بزاويته المعمورة بأولاد جلال وأخذ عنه العهد و لازمـه مدة من الزمن متعبدا زاهدا، وتلميذا مخلصا حتى أصبح من أقرب المقربين منزلـة عند شيخه، كثير المجاهدة في ابتداء حاله عند أستاذه المذكـور حتى بلغ من الأسرار الإلهية، وأعطى ما أعطى من النفحات الربانية فكان من الرجال الواصلين، ومن الكاملين العارفيــن بعلوم الحقيقة والشريعة والدين وقد أجمع مشايخ وقته من الذين تخرجوا من زاوية أستـاذه على أن منـزلته ومكانته عند شيخه لم يبلغها أحد، كما شهدوا له أن أستاذه لقنه الأسماء السبعة، وشاهدوا منه أشياء وأسرار عجيبة من الكشف المشرق، والنظر الخارق والحكم التي أختص الله بها عباده الصالحين واعترفوا له بالفضل عليهم حسبما سمعوا من أستاذهم ويرجعون إليه كلهم في حل كثير من المشكلات من علم القوم، ومن كمال أوصافـه وآدابه أنه كان مدة إقامته عند أستاذه لم يرى موليا ظهره لشيخه أبدا وما مشى أمامه منتعلا، ولا نام ليلة عنده أبدا، ولذلك سماه أستاذه " النعاس" وهذا بسبب سهره بالليل.
وفي معناه يقول الشاعر :
إستتار الرجال في كل عصر *** تحت سواد الظنون قدر جليل
ما يضر الهلال في حندس الليل *** سواد السحاب وهو جميـل
ما يضر الهلال في حندس الليل *** سواد السحاب وهو جميـل
و أعطى من العز والرفعة والمكانة عند أستاذه ما أعطي هذا البحر الذي سره لا يقاس سيدي عبد الرحمان النعاس، وكان كثير الحذر مداوما للسهر ، قليل التذلل ، كثير التحمل ، يتكلم على خواطر الناس، ويواجه جلساءه بالكشف الصادق شديد الذكاء، عجيب الفطنة مفرط الإدراك، غواصا في المعاني الدقيقة لا يمله كل من يجلس معه لطيب مجلسه، مهابا وقورا لا يقوى الإنسان أن يحدق في عينيه، أو يتمثل كثيرا من وجهه، أنوار السرائر متدفقة على مطلعه، لا يغفل عن مجاهدة النفس والهوى تاركا الدنيا وزخارفها، وما جالسه أحد إلا وألهاه وأنساه في ماله وولده وبيته وذلك بالمواعظ والإرشادات المتنوعة شهد له بذلك كل من رآه وجالسه من العامة والخاصة ، يطرب مجلسه السامعين ويستجلب القاصدين . كان جهوري الصوت ويعظ الناس على غير موعد، فتنهال عليه الجموع حتى تكتظ الزاوية عليه من السامعين، ولولا ما يعرض للناس من المآرب اللازمة وأوقات الصلاة ما قطع المذاكرة، وكان كثيرا ما يتمثل بكلام أستاذه وأحيانا بكلام الشيخ عطية بن اخليف - الفرجاوي - أحد مريدي أستاذه الذي هو من أكابرهم.
بعضا من مناقبه وحكمه رضي الله عنه:
- قال: « المريد الصادق إذا سمع كلام شيخه وعمل به على وجه الجزم واليقين ساوى شيخه في الرتبة وما بقي له زيادة إلا لكونه هو الفيض عليه»، ومن هنا يقول : «نهاية المريد بداية شيخه» ...وله أيضا: «العارف كلما علا به المكان صغر في أعين العوام»...وكان أكثر ما يتكلم في مجالس دواوين الأولياء ومقامات الصالحين والعارفين الموقنين، و أمداد الأذكار وعلوم الدين، وما سيخص الله به عباده المؤمنين من خيرات ورحمات يوم القيامة من فضله وجوده وحلمه على عباده وكان يكلم الناس حسبما في أوعيتهم حسنا كان أو قبيحا .وكان عارفا بعالم الظاهر وما تكلم في شيء من هذا الفن إلا ورجع إليه العلماء، حيث كان يوقرهم ويجلهم و يحترمهم ويرفع شأنهم ويقوم إجلالا لهم كما شوهد ذلك منه في كثيرمن العلماء، وكان في بعض الأحيان إذا أهدي له شيء قليل يتلقاه برضى وقبول، وأحيانا إذا أهدي له شئ كثير يقابله بعزة النفس وإظهار الغنى عنه، وكان من عادته إذا نزل بلدا في سفره وعلم أن أهلها يريدون الاجتماع به، وهو يعلم بحالهم ومقاصدهم ، فإنه يفر منهم ليلا قبل الفجر ويقول: «ما لأجل هذا خلقت»...وكان مدة حياته ميسور الحال لا تبد منه الحاجة، أظهر أخلاقه القناعة، لا يحب عيشة الرفاهية لنفسه ميالا الى اللباس الخشن، قال صاحب الإملاء : سمعته يقول في آخر عمره مرة عند اكل : يا نفسي كلي واشربي وقري عينا ، وكان يقول : «مهما سكت إلا ويخاطبني الوارد تكلم وإلا سلبناك ما وهبناك ». وكان يقول : «من أذن له في الكلام لا يمل كلامه ولو تكلم طول الدهر ولو مزاحا»، وكان يشير الى بعض تلاميذه بقوله : «المريد الصادق الذي يفتخر به شيخه لا الذي يفتخر بشيخه»، ويقول: «من كذب علي كذبة واحدة متى أنظر أراها في أثرة تتبعه كالكلب»، فكان أبغض الخصال إليه الكذب، ويقول : «حامل القرآن إذا اشتكى الفقر لا أغناه الله»، وكان يشجع الطلبة على المزيد من التفقه في الدين ويحث على تعليمه ونشره بين الناس، وكان يقول: «نحن في زمان المؤتمن فيه على اليتيم ينهب ثلثي ماله ويترك ثلثه»، ومن أخلاقه رحمه اللـه أنه يأتيه المطيع المحب فلا يعبأ به، ويأتيه العاصي فيرحب به ويكرمه لأنه ربما جاءه بالمذلة وخوفه من المعاصي فيجعله أهلا للإحسان أكثر، وكان رحمه الله يدير شؤون زاويته بنفسه بجد و اجتهاد ليل نهار على توفير شروط التعليـم والعبادة ونشر الأخلاق الفاضلة بين المسلمين والتكفل بالفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام فلم يدخر جهدا أبدا في نشر الفضيلة ونبذ الرذيلة، عملا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «خير الناس أنفعهم للناس»، فغدت زاويتـه منارة إشعاع علمي وثقافي وروحي، وكـان دورها عظيما في المحافظة على مقومات الأمة من ترسيخ العقيدة السليمة والقيم الروحية الفاضلة، فكانت تستقبل المريدين طلبة القرآن الكريم يحفظون كتاب اللـه فيها ومبادئ فنون علم الدين...
~~~ . ~~~
ومن كلامه رحمه الله قوله: «يوجـد في أولاد نائل سلطان، وولي، وعالم، أما السلطان فالشريف بن الأحرش، والولي فبلكحل وأما العالم فالمسعـود بن أمليك طالب الجلفة وأن سيدي بلكحل عمي وأنا وارثـه وأن الشريف بن الأحرش كان يقول في حق أستاذه الشيخ المختار أنت مني كمنزلـة أبي بكر الصديق من رسول اللـه صلى عليـه وسلـم».
تلاميذه:
تخرج على يديه الشريفتين العديد من طلبة العلم وحفظة القرآن الكريم، وعلوم أصول الدين، نذكر منهم:
أمهيّني بن الوناس، صالح بن أحمد، السعيد بن أحمد الكلبي، محمد الطيب، محمد ولده الأزهر الكلبي، الطاهر الكلبي، الحاج بالتقى، ابن الشيوخ بن مصطفى و سعد السعود بن عبد الله، وغيرهــم... وهؤلاء الذين ذكرناهم كلهم أتقياء فقهاء ولم يثبت عنهم أنهم ارتكبوا فاحشة من الفواحش أبدا بشهادة من عاصرهم، وكان الشيخ عبد الرحمان النعاس - رحمه الله - يعظم المشايخ والعلماء فكان إذا التقى مع العارف بالله وأخيه في العهد الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي - رحمه الله - يتلقاه ماشيا حافيا باسم الوجه، وعلى جانب عظيم من الأدب والاحترام، ولا يخاطبه إلا بلفظ «ياسيدي» وكذلك الشيخ محمـد بن أبي القاسم لا يخاطبه إلا بلفظ «يا سيدي الشيخ عبد الرحمان النعاس» ويثني عليه الثناء اللائق بمقامـه.
مؤلفاته وآثاره:
للشيخ رحمه الله رسائل وقصائد كثيرة في التوحيد، والتصوف، والحكـم النفسية، سنذكر واحـدة منها في حينها، فكانت حياته كلها عملا متواصلا في سبيل الله إلى أن التحقت روحه الزكية بالرفيق الأعلـى راضية مرضية وذلك في سنة 1325 هـ ، الموافق لسنة 1907 م، ودفن بجوار زاويته بدار الشيوخ«ولاية الجلفة» قدس الله روحه ونور ضريحه ، ونفعنا ببركاته آمين.
~~~ . ~~~
وخير ما نختم بـه هذه الصفحـة المشرقة عن حياة الشيخ عبد الرحمان النعاس رضي اللـه عنه وأرضاه، وكمـا أشرنـا إليه سالفـا، نتبرك بذكـر واحدة من قصائده الخالدة في خصائص كلمة التوحيد، «لا إله إلا اللـه» وهي هـذه:
لا إله إلا الله أذكرها يا مريـدي هي تبري القلوب ومسك الجيوب
هي التبر المحبوب وجوهر نقيدي تراها يامبرور من حب السعيـد
هي شيخ الشيوخ تزوّل الفسادي يصفو قلب المريد من ران السوادي
هي بحر البحور أكسير الترياقي هي قمر التوحيد في السبع الطباق
هي شمس القلوب علوم كل تاقي بها كشف الحجوب في علم الأذواق
بها علم الغيوب لأهل الصـواب هي نور الصراط ورجح الميــزان
بها يزخرف الجنان رضوان المعاني بها تشيد القصور للحور العيانــي
هي قوت الأرواح جميع العشاق هي نور الفلاح وبرزخ تريــاقـي
هي علم العلوم رسول ونبــي بها نطق الكتاب ورد الجـوابــي
هي نور الأنوار والسبـع المثـاني بها عرج الأمين إلى قاب دانـــي
بها كشف الحجاب وفتح الأبوابي وحلـل من سندس في جنة المعـاني
يا الله يا رحمان يا عظيـم الشـاني رضي شيخنا المختار هو نور الجناني
هو قطب الأقطاب ومناع الجاني هو غوث الأنام مفتاح المعـــاني
مريدك الضعيف عبيـد الرحماني يبغي منك التحرير وحسن ألإحساني
أغفر له يا رحمان وجميع ألإخواني من الأنـس والجان إناث وذكـراني
جنبني من الهواء النفس والشيطان وجمع الـملاهي سواك يا رحماني
.هي التبر المحبوب وجوهر نقيدي تراها يامبرور من حب السعيـد
هي شيخ الشيوخ تزوّل الفسادي يصفو قلب المريد من ران السوادي
هي بحر البحور أكسير الترياقي هي قمر التوحيد في السبع الطباق
هي شمس القلوب علوم كل تاقي بها كشف الحجوب في علم الأذواق
بها علم الغيوب لأهل الصـواب هي نور الصراط ورجح الميــزان
بها يزخرف الجنان رضوان المعاني بها تشيد القصور للحور العيانــي
هي قوت الأرواح جميع العشاق هي نور الفلاح وبرزخ تريــاقـي
هي علم العلوم رسول ونبــي بها نطق الكتاب ورد الجـوابــي
هي نور الأنوار والسبـع المثـاني بها عرج الأمين إلى قاب دانـــي
بها كشف الحجاب وفتح الأبوابي وحلـل من سندس في جنة المعـاني
يا الله يا رحمان يا عظيـم الشـاني رضي شيخنا المختار هو نور الجناني
هو قطب الأقطاب ومناع الجاني هو غوث الأنام مفتاح المعـــاني
مريدك الضعيف عبيـد الرحماني يبغي منك التحرير وحسن ألإحساني
أغفر له يا رحمان وجميع ألإخواني من الأنـس والجان إناث وذكـراني
جنبني من الهواء النفس والشيطان وجمع الـملاهي سواك يا رحماني
وصلى اللـه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
مصدر الترجمة:
التصوف الإسلامي بيوت الله ومقامات الصالحين - « islamic-sufism.com»
2 التعليقات :
صورة الضريح خاطئة عندي صورة صحيحة للولي سيدي عبد الرحمن النعاس
هذه الصورة للولي الصالح سيدي عبدالرحمان النعاس بن ابراهيم بالجلفة ترجع تسميته لصاحب الترجمة الولي الصالح سيدي عبد الرحمان النعاس بن سليمان بدار الشيوخ (1826م-1907م)
اما سيدي عبد الرحمان النعاس بن ابراهيم (1905م-1993م)بالجلفة
إرسال تعليق