من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل كتاب عمدة أهل التوفيق والتسديد شرح عقيدة أهل التوحيد الكبرى للسنوسي التلمساني



- كتاب: عمدة أهل التوفيق والتسديد شرح عقيدة أهل التوحيد الكبرى.
- تصنيف: العلامة أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني.
- مطبعة: جريدة الإسلام بمصر سنة 1316هجرية.
- طبع على نفقة: أحمد علي الشاذلي الأزهري - صاحب مطبعة جريدة الإسلام.
- المصدر: مكتبة الإسكندرية الرقمية.

رابط التحميل

هنـــــــــا

نبذه حول الكتاب:

كتاب يشرح العقيدة الكبرى لصاحبها العلامة سيدي أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني، وهي عقيدة أهل التوحيد التي دعا إليها جميع الأنبياء وهي الشهادة لله تعالى بالوحدانية وأنه لا إله إلا هو، وأن يعرف الخلق أنه هو الخالق لكل شيء ويعرفوا عظمته، ويفردوه بالعبادة، ويؤمنوا بصفاته... الخ.

ترجمة المصنف سيدي محمد بن يوسف السنوسي التلمساني


السنوسي (832 – 895 هـ)...(1428- 1490 م).


هو محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب أبو عبد الله السنوسي الحسني، ولد سنة 832هـ وتوفي سنة 895هـ بتلمسان. كان من كبار علماء تلمسان، تبحر في العلوم الدينية والعقلية، نشأ بتلمسان وتلقى العلم عن شيوخها فأخذ أولاً عن والده، ثم عن أبي نصر الزواوي، ومحمد بن تومرت الصنهاجي، والمغيلي المعروف بالجلاب، وأخذ القراءات السبع عن أبي الحجاج يوسف بن أبي العباس، والإسطرلاب عن أبي عبد الله الحباك، والأصول والمنطق والبيان والفقه عن الإمام محمد التالوتي، نسبة (لعين تالوت) قرب مدينة تلمسان، وعلوم كثيرة عن شيوخ أجلاء.

نقل ابن مريم أخباره في البستان فقال أنه كان جامعاً بين الشريعة والحقيقة، متضلعاً في العلوم الظاهرية والباطنية، مبرزاً في علم التوحيد والمعقول، وكان يعتبر التوحيد طريقاً إلى معرفة الله ومفتاح كل العلوم، كان الإمام السنوسي يكثر من الخلوة والتفكير لاكتشاف الحقائق، ومن طبائعه أنه حسن الخلق وكثير الحزن مستغرق التفكير، لا يجادل أحداً إلا أخرسه، جمع بين العلم والعمل والولاية، صبور على إذاية الناس ويشفق عليهم، كان السلطان يحترمه رغم أنه كان يرفض كل هداياه، ذكر المترجمون له من أمثال تلميذه الملالي في كتابه "المواهب القدسية في المناقب السنوسية" أن له ما لا يقل عن خمسين مؤلفاً وشرحاً اهتم فيها بالعقائد الكلامية والحديث والفقه والتفسير والمنطق والجبر والمقابلة ولإسطرلاب والطب والتصوف وغيرها.

ومن أهم آثاره العقيدة الكبرى المسماة عقيدة التوحيد والعقيدة الصغرى المعروفة بالسنوسية، وشرح صحيح البخاري لم يكمله، وشرح الأسماء الحسنى في كراسين، وشرح جمل الخونجي في المنطق، وشرح مقدمات الجبر والمقابلة لابن الياسمين، والعقد الفريد في حل مشكلات التوحيد، شرح للامية الجزائري، ومختصر في علم النطق، وشرح كلمتي الشهادة، ومكمل اكمال الاكمال، والمقدمات في التوحيد، وتفسير صورة (ص) وما بعدها من السور، ونصرة الفقير في الرد على أبي حسن الصغير، وشرح التسبيح وبر الصلوات، وشرح قصيدة الحباك في الإسطرلاب، ومختصر بغية السالك في اشرف المسالك، للساحلي، وشرح مشكلات البخاري في كراسين، ومختصر الزركشي على البخاري، ومختصر حاشية التفتازاني على الكشاف، ومختصر ابن عرفة، وشرح رجز ابن سينا في الطب لم يكمله، ومختصر في القراءات السبع، وشرح الشاطبية الكبرى لم يكمله، وشرح الوغليسية في الفقه لم يكمله، ومختصر الروض الآنف للسهلي لم يكمله، وشرح المرشدة والدر المنظوم في شرح الأجرومية، ونظم في الفرائض، واختصار الرعاية للحارث المحاسبي، وتفسير القرآن إلى قوله أولئك هم المفلحون، وتعليق على فرعي ابن الحاحب، وشرح ايساغوجي في المنطق، ومختصر الأبي على مسلم في سفرين، وشرح أبيات الإمام الأليري في التصوف، و المقرب المستوفي وهو شرح على الحوفية ألفه وهو ابن 19 سنة، وأم البراهين في العقائد، وحقائق في تعريفات مصطلحات علماء الكلام، والمنهج السديد في شرح كفاية المريد للجزائري.... وغيرها.

تتلمذ على يديه العديد من المشاهير مثل ابن صعد التلمساني صاحب النجم الثاقب و روضة النسرين، وأبو القاسم الزواوي، وابن الحاج العبدري التلمساني صاحب المدخل، وابن العباس الصغير وغيرهم، طبعت عقائده بالقاهرة وفاس في عدة طبعات، واهتم بها المستشرقون فترجمها لوسوياني (Lucciani) إلى الفرنسية عام 1896.

مراجع الترجمة:

ابن مريم، البستان، تحقيق محمد ابن أبي شنب، الجزائر: المطبعة الثعالبية، 1908. عادل نويهض، معجم أعلام الجزائر، ط 3، بيروت: 1983.

هوامش/

أبي عبد الله الحباك الملقب بشيخ الحسابيين والفلكيين:

هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي يحيى المعروف بالحباك، ولد وعاش بتلمسان في القرن التاسع الهجري، تاريخ ولادته مجهول، فلكي له اهتمام بالإسطرلاب والحساب والهندسة، فقيه مالكي اشتغل بالفرائض، قال عنه ابن مريم بأنه "الشيخ الفقيه العالم العلامة الأجل الصالح العادل الفرضي العددي"، وذكر أنه كان أحد شيوخ الإمام محمد بن يوسف السنوسي، ووضح السنوسي أن الحباك لم يكن أول من ألف في الإسطرلاب ولكن كان كتابه أفضل رسالة قرأها في الموضوع، وهي بعنوان "بغية الطلاب في علم الإسطرلاب"، كما ألف الحباك شرحاً لتلخيص ابن البناء، وكتب في الأشكال الهندسية مؤلفاً عنونه "نيل المطلوب في العمل بربع المجيب" تناول فيه معرفة الجيب وجيب التمام، والسهم، والقوس، والوتر، واستخراج أحدهما من الآخر، والقطر وغيرها من المسائل التي لها علاقة بالارتفاع، والدوائر، والأوقات، وحركة الأفلاك،، قال الونشريسي أن الحباك توفي عام 867هـ، وأنه كان شيخ الحسابيين الفرضيين والفلكيين لمدة طويلة في بلاد المغرب الإسلامي.

المرجع/

ابن مريم، البستان، تحقيق محمد بن أبي شنب، الجزائر: المطبعة الثعالبية 1908. أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، ط2، ج1، الجزائر: م.و.ك، 1985.

فائدة/

ذكر قصة وفاته رضي الله عنه:

قال الملالي: "كان ـ رضي الله عنه ـ أواخر عمره كثير الانقباض عن الخلق، لا يكاد ينبسط مع أحد كما كانت عادته قبل ذلك، وشقّ عليه الخروج إلى المسجد والصلاة، ولا يخرج إليه في بعض الأيام إلا حياء من الناس الذين ينتظرونه في المسجد للصلاة، ولمّا أحسّ ـ رضي الله تعالى عنه ـ بألم مرضه الذي توفي منه انقطع عن المسجد، فسمع الناس بمرضه فصاروا يأتون إلى المسجد فلا يجدونه فتتغير قلوبهم من فقدان الشيخ وعدم رؤيته لهم، فأخبر الشيخ بذلك فصار يتكلّف الخروج إلى المسجد للصلاة لأجل الناس، فإذا رأوه فرحوا وسُرّوا بخروجه ورؤيته، فخرج يوما وأتى لباب المسجد وأراد الصعود إليه فلم يقدر فقال: كيف أطلع إلى المسجد يا ربّ؟ أو كما قال، فهمّ بالرجوع إلى داره، فبدا له خوفا من أن يدخل على الناس حزنا برجوعه فتكلّف الصعود إلى المسجد وصلى بالناس صلاة العصر يوم الجمعة ولم يكمل الصلاة إلا بشق النفس، وهذه آخر صلاة صلاها، فرجع إلى داره فبقي إلى صبيحة يوم السبت من الغد فقرّبت إليه زوجته طعاما فقال لها: لا أقدر على شيء، فقالت له: وأيّ شيء بك؟ فقال لها: أنا تخلّفت! ثم غاب عن حسه فبقي على تلك الحالة النهار كله، ثم كلّمته زوجته وقالت له: ما الذي غيّبك عن حسك؟ ـ أو قريب من هذا، فقال لها: إن الملائكة قد صعدت بي إلى السماء الدنيا فسمعت قائلا يقول لي: اترك ما أنت عليه، فقد قرب أجلك، ثم قال: لا أستطيع أن أفسِّر لكِ بقية ما رأيت، أو كما قال، فقالت له زوجته: وما الذي أمرت بتركه؟ قال لها: قد تركت حبس ذلك المسجد لا آخذ منه شيئا أبدا. ثم إنه لازم الفراش من حينئذ إلى أن توفي.



ومدّة مرضه عشرة أيام، وفي كل ساعة يتقوى مرضه ويتضاعف ألمُه وتضعف قوّته وحركته ويقل لسانه، وهو مع ذلك ثابت العقل، يتأوّه ولا أنَّ بالكلية، ثم تجده مع ذلك يكلّم من كلّمه ويسلّم على من سلّم عليه أو يشير له، فلمّا قرب أجله بثلاثة أيام دخلته سكرات الموت، فرجع يتأوّه بالقهر ويميل يمينا وشمالا، فنظرت إليه وقد احمرّت وجنتاه واشتدَّ نَفَسُه وتقوّى صعوده وهبوطه، فلم أملك صبرا على البكاء مما عاينت من شدة مقاساته وعظيم صبره على ذلك، ففارقته وظننت أنه لا يبقى تلك الليلة وكانت ليلة السبت، فبقي في النزع تلك الليلة والأحد إلى بعد العصر، فكان ابن أخيه يلقنه الشهادة مرة بعد مرة، فالتفت الشيخ له وقال بكلام ضعيف جدا: وهل ثمّ غيرها؟! يعني أنه ـ رضي الله تعالى عنه ـ ليس بغافل بقلبه في هذا الوقت وإن كنت لم أنطق بها اللسان، فحينئذ استبشروا بذلك وعرف الحاضرون انه ثابت العقل ليس بغافل عن الله سبحانه، وكانت بنته ـ رضي الله عنها ـ تقول له حينئذ: تمشي وتتركني؟ فقال لها: الجنة تجمعنا عن قريب إن شاء الله تعالى. وكانت في يده ـ رضي الله تعالى عنه ـ سبحة فلمّا اشتد مرضه سقطت السبحة من يده، فبقي كذلك، ثم التفت إلى السبحة فلم يجدها في يده، فقال: مشت العبادة يا محمد! يعني نفسه.

وكان ـ رضي الله عنه ـ يقول: عند موته: نسأله سبحانه أن يجعلنا وأحبتنا عند الموت ناطقين بكلمتي الشهادة عالمين بها.



وتوفي ـ رحمه الله ورضي عنه ـ يوم الأحد بعد العصر، الثامن عشر من جمادى الآخرة من عام خمسة وتسعين بعد ثمان مائة (895هـ) ، وأخبرتني والدتي ـ رحمها الله تعالى ـ عن بنت الشيخ ـ رضي الله عنها ـ أنها شمّت رائحة المسك في البيت بنفس موت أبيها، وشمّته أيضا في جسده ، والله تعالى أعلم.

نسأله سبحانه أن يقدّس روحه وأن يسكنه في أعالي الفردوس فسيحه، وأن يجعله ممن يتنعّم في كل لحظة برؤية ذاته العلية العديمة النظير والمثال، وأن ينفعنا به في الدنيا والآخرة، وأن يجمعنا معه بفضله وكرمه في أعلى المنازل الفاخرة بجاه سيدنا ونبينا ومولانا محمد ـ صلى الله عليه وسلم وعلى آله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته" ـ. اهـ

المصدر/

الفصل الرابع عشر من كتاب "شرح المقدمات" للإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني - تحقيق نزار حمادي - تقديم الأستاذ سعيد عبد اللطيف فودة - مؤسسة المعارف بيروت لبنان.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |