أحمد بن محمد العمالي، الملقب بـ "أحميدة"، من كبار علماء الجزائر في القرن التاسع عشر، ومن أشهر رجال الطريقة الخلوتية الرحمانية بالجزائر. ولد بالجزائر سنة 1227هـ= 1812م, أخـذ العلم عن: شيخ الجماعة ومفتي الجزائر محمد بن إبراهيم بن موسى، والعلاَّمة محمد بن الشاهدوالفقيه المحدث إمام الجامع الأعظم سيدي العربي، ومحمد بن الكاهية، ومصطفى بن الكبابطي.
أخذ الطريقة الرحمانية عن أبيه عن الشيخ الأزهري. ولـه إجازة من العلاَّمة السيد"مصطفى بن الحاج أحمد الحرَّار" وفي دوائر من سند المصافحة، وأخرى من العلاَّمة محمد صالح بن خير الله الرضوي البخاري في الحديث.
له تلامذة شتى منهم: المدرس محمد القزادري، وأحمد حفيد السعيد قدورة، الحسن ابريهمات شيخ المدرسة النظامية، محمد بن العلاَّمة حمدان بن العطار...
ولي الإفتاء بالجزائر سنة 1273هـ= 1856م. له ((رسالة في أحكام المياه))، ((رسالة في ترتيب القضاء))، وفتاوى عديدة.
توفي سنة 1290هـ= 1873م بالجزائر، ودفن بروضة الثعالبي بجنب ضريحه.
المصدر : مركز القاسمي للدراسات والأبحاث الصوفية
-------------
ترجمة سيدي أحمد بن محمد العمالي رضي الله عنه:
نسبه و مولده:
هو الولي الصالح العلامة صاحب الكرامات سيدي حميدة بن محمد العمالي قدس الله سره ، ولد رضي الله عنه بالجزائر العاصمة سنة 1227 هـ / 1812 م و سمي بالعمالي نسبة إلى جبل عمال الواقع في مرتفعات الأطلس التلي القريب من العاصمة موقع أسرته الأصلي.
وكان أبوه من رجال العلم و الثقافة يتبع الطريقة الرحمانية ، تلقى العلم و الطريقة على يد الشيخ القطب سيدي محمد بن عبد الرحمان الأزهري رضي الله عنه ، وكان مقدما له.
دراسته و شيوخه:
حفظ حميدة العمالي القرآن الكريم على المؤدب الشيخ سيدي عمرو، وقد نوه به العمالي في كناشه حين وفاته سنة 1275هـ . تتلمذ لشيوخ عصره و اخذ عنهم العلم منهم مصطفى الكبابطي الذي أجازه في الحديث الشريف ، ومفتي الجزائر و شيخ الجماعة بها محمد بن الشاهد ، ومحمد واعزيز ، و اخذ عن الفقيه محمد العربي إمام الجامع الكبير في وقته . وقد أجازه الإمام المحدث المسند أبو عبد الله محمد صالح الرضوي البخاري أثناء زيارته للجزائر ، و الحاج حمودة بن محمد المقايسي ، كما أجازه في القراءات العالم احمد بن الكاهية ، و غيرهم من علماء الجزائر و مشايخها.
رغم فترة الجدب العلمي التي عرفتها الجزائر في ظل السيطرة الاستعمارية ،ومعظم هذه الإجازات في الحديث الشريف وخاصة الصحاح الستة و الموطأ ، ويذكر أصحاب التراجم أيضا أن حميدة العمالي قد حج ولقي عبد القادر بن يوسف القادري المعروف بحجة الإسلام أحد العلماء المشهورين بالحجاز في وقته و أخذ عنه.
الوظائف و المناصب التي تولاها:
تولى العمالي مناصب شرعية سامية ، ووظائف دينية عالية منها القضاء من سنة 1849 م الى سنة 1856 م، وكان هذا الوظيف من أكثر الوظائف خطورة في ذلك الوقت ، لأنه عملي ومتصل بمصالح الناس ومصالح الفرنسيين التي كثيرا ما تتعارض مما أدى به في الكثير من المرات إلى الاصطدام بهم و الثورة عليهم.تولى الفتوى سنة 1856 ، وهي السنة التي شغر فيها المنصب بوفاة الشيخ مصطفى القديري . وقد ظل في الفتوى الى وفاته سنة 1290هـ رحمه الله .
كما تولى الامامة في جامع الركروك ، ثم الامامة و الخطابة بالجامع الكبير الى جانب التدريس به ، وكان متمكنا من عدة علوم ، كالحديث والفقه والتوحيد ، وقد برز بصفة خاصة في الشرح و التعليق على صحيح البخاري و استخراجه للنكت و الفوائد الفقهية منه، كما كانت له مهارة في الأدب والبلاغة أيضا، وكان يدرس أحيانا ذلك على مختصر السعد.
تلاميذه :
تخرج على يديه الكثير من الطلبة ودرس و اخذ عنه شيوخ و علماء منهم:
- فهرست المنطوق و المفهوم كما كان يلقب ، القاضي المفتي حسن بريهمات (1821 م – 1884م )
- إمام المالكية محمد بن مصطفى بن زاكور.
- إمام الجامع الأعظم ،المسند محمد القزادري.
- الإمام و المدرس بجامع سيدي رمضان بالجزائر العاصمة، الشيخ محمد بن العطار.
- إمام المسجد الجامع بمدينة المدية ومفتيها الشيخ علي الفخار.
- مفتي مدينة وهران الشيخ علي بن عبد الرحمن.
- الكاتب البليغ ، العارف باللغة والتفسير محمد بن عيسى الجزائري ثم التونسي (1243 هـ - 1310هـ) الذي تولى رئاسة الكتابة العامة بالوزارة الكبرى ثم خطة الإنشاء بتونس.
و يذكر الذين ترجموا له أنه:" ... ورد عليه في درسه بالجزائر أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد النابلسي ، فحضر مجلسه ثم سأله عن إحدى المسائل النادرة ".
و غيرهم كثير ، و لذلك كان يعرف بشيخ الجماعة ، و التي لم يلقب بها من أقرانه إلا الشيخ عبد القادر المجاوي .
آثاره و مؤلفاته :
عرف عنه شغفه بجمع الكتب و اقتناء نفائسها و كذلك شراء و البحث عن نوادر المخطوطات، فكان مضرب المثل بين علماء المغرب يبذل في سبيلها المال و الجهد، و لم يقتصر على الجمع و القراءة فقط بل شارك في حركة التأليف فترك مجموعة من المؤلفات هي:
- فتاوي و محاورات فقهية بلغت أكثر من ثلاثمائة مسالة ، معظمها بينه و بين الشيخ علي مبارك احد علماء و أعيان مدينة القليعة.
- رسالة في أحكام مياه البادية
- تأليف في القضاء قال عنه الحفناوي : " اتصلت بتأليف من تاليفه في القضاء و تتبع فصوله و أنواعه ، و حلية القاضي و شروط القضاء " نسيج وحده .
اشتراكه في ترجمة قانون القضاء [ في سنة 1860 م عهد اليه مع مجموعة من زملائه منهم القاضي حسن بريهمات ، و الصحفي السياسي أحمد البدوي و محمد بن مصطفى بترجمة القانون الخاص بالمحاكم الاسلامية في الجزائر و هو القانون الذي اصدره نابليون الثالث في سنة 1859 م ].
- كراريس فيها فوائد و اخبار عن عصره و عائلته.
- فهرسة لمروياته و شيوخه و حياته العلمية.
وفاته :
توفي الشيخ العمالي رحمه الله سنة 1290 هـ / 1873 م ، و دفن بتربة الشيخ عبد الرحمن الثعالبي بالعاصمة ، و لم يخلف حسب من ترجموا له إلا ابنا اسمه بن حميدة علي كان من المدرسين ثم أصبح إماما بالجامع الكبير.
المصادر و المراجع:
- الحفناوي تعريف الخلف برجال السلف
- عبد الرحمن الجيلالي (تاريخ الجزائر العام) ، ج 4
- ابو القاسم سعد الله تاريخ الجزائر الثقافي ج 3 .
- موسوعة أعلام الجزائر من منشورات وزارة المجاهدين 2007م .
أخذ الطريقة الرحمانية عن أبيه عن الشيخ الأزهري. ولـه إجازة من العلاَّمة السيد"مصطفى بن الحاج أحمد الحرَّار" وفي دوائر من سند المصافحة، وأخرى من العلاَّمة محمد صالح بن خير الله الرضوي البخاري في الحديث.
له تلامذة شتى منهم: المدرس محمد القزادري، وأحمد حفيد السعيد قدورة، الحسن ابريهمات شيخ المدرسة النظامية، محمد بن العلاَّمة حمدان بن العطار...
ولي الإفتاء بالجزائر سنة 1273هـ= 1856م. له ((رسالة في أحكام المياه))، ((رسالة في ترتيب القضاء))، وفتاوى عديدة.
توفي سنة 1290هـ= 1873م بالجزائر، ودفن بروضة الثعالبي بجنب ضريحه.
صورة قديمة ونادرة لضريحي سيدي عبد الرحمن الثعالبي وأحمد بن محمد العمالي قدس الله سرهما
المصدر : مركز القاسمي للدراسات والأبحاث الصوفية
-------------
صور قديمة لمسجد سيدي عبد الرحمن الثعالبي
ترجمة سيدي أحمد بن محمد العمالي رضي الله عنه:
نسبه و مولده:
هو الولي الصالح العلامة صاحب الكرامات سيدي حميدة بن محمد العمالي قدس الله سره ، ولد رضي الله عنه بالجزائر العاصمة سنة 1227 هـ / 1812 م و سمي بالعمالي نسبة إلى جبل عمال الواقع في مرتفعات الأطلس التلي القريب من العاصمة موقع أسرته الأصلي.
وكان أبوه من رجال العلم و الثقافة يتبع الطريقة الرحمانية ، تلقى العلم و الطريقة على يد الشيخ القطب سيدي محمد بن عبد الرحمان الأزهري رضي الله عنه ، وكان مقدما له.
دراسته و شيوخه:
حفظ حميدة العمالي القرآن الكريم على المؤدب الشيخ سيدي عمرو، وقد نوه به العمالي في كناشه حين وفاته سنة 1275هـ . تتلمذ لشيوخ عصره و اخذ عنهم العلم منهم مصطفى الكبابطي الذي أجازه في الحديث الشريف ، ومفتي الجزائر و شيخ الجماعة بها محمد بن الشاهد ، ومحمد واعزيز ، و اخذ عن الفقيه محمد العربي إمام الجامع الكبير في وقته . وقد أجازه الإمام المحدث المسند أبو عبد الله محمد صالح الرضوي البخاري أثناء زيارته للجزائر ، و الحاج حمودة بن محمد المقايسي ، كما أجازه في القراءات العالم احمد بن الكاهية ، و غيرهم من علماء الجزائر و مشايخها.
رغم فترة الجدب العلمي التي عرفتها الجزائر في ظل السيطرة الاستعمارية ،ومعظم هذه الإجازات في الحديث الشريف وخاصة الصحاح الستة و الموطأ ، ويذكر أصحاب التراجم أيضا أن حميدة العمالي قد حج ولقي عبد القادر بن يوسف القادري المعروف بحجة الإسلام أحد العلماء المشهورين بالحجاز في وقته و أخذ عنه.
الوظائف و المناصب التي تولاها:
تولى العمالي مناصب شرعية سامية ، ووظائف دينية عالية منها القضاء من سنة 1849 م الى سنة 1856 م، وكان هذا الوظيف من أكثر الوظائف خطورة في ذلك الوقت ، لأنه عملي ومتصل بمصالح الناس ومصالح الفرنسيين التي كثيرا ما تتعارض مما أدى به في الكثير من المرات إلى الاصطدام بهم و الثورة عليهم.تولى الفتوى سنة 1856 ، وهي السنة التي شغر فيها المنصب بوفاة الشيخ مصطفى القديري . وقد ظل في الفتوى الى وفاته سنة 1290هـ رحمه الله .
كما تولى الامامة في جامع الركروك ، ثم الامامة و الخطابة بالجامع الكبير الى جانب التدريس به ، وكان متمكنا من عدة علوم ، كالحديث والفقه والتوحيد ، وقد برز بصفة خاصة في الشرح و التعليق على صحيح البخاري و استخراجه للنكت و الفوائد الفقهية منه، كما كانت له مهارة في الأدب والبلاغة أيضا، وكان يدرس أحيانا ذلك على مختصر السعد.
تلاميذه :
تخرج على يديه الكثير من الطلبة ودرس و اخذ عنه شيوخ و علماء منهم:
- فهرست المنطوق و المفهوم كما كان يلقب ، القاضي المفتي حسن بريهمات (1821 م – 1884م )
- إمام المالكية محمد بن مصطفى بن زاكور.
- إمام الجامع الأعظم ،المسند محمد القزادري.
- الإمام و المدرس بجامع سيدي رمضان بالجزائر العاصمة، الشيخ محمد بن العطار.
- إمام المسجد الجامع بمدينة المدية ومفتيها الشيخ علي الفخار.
- مفتي مدينة وهران الشيخ علي بن عبد الرحمن.
- الكاتب البليغ ، العارف باللغة والتفسير محمد بن عيسى الجزائري ثم التونسي (1243 هـ - 1310هـ) الذي تولى رئاسة الكتابة العامة بالوزارة الكبرى ثم خطة الإنشاء بتونس.
و يذكر الذين ترجموا له أنه:" ... ورد عليه في درسه بالجزائر أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد النابلسي ، فحضر مجلسه ثم سأله عن إحدى المسائل النادرة ".
و غيرهم كثير ، و لذلك كان يعرف بشيخ الجماعة ، و التي لم يلقب بها من أقرانه إلا الشيخ عبد القادر المجاوي .
آثاره و مؤلفاته :
عرف عنه شغفه بجمع الكتب و اقتناء نفائسها و كذلك شراء و البحث عن نوادر المخطوطات، فكان مضرب المثل بين علماء المغرب يبذل في سبيلها المال و الجهد، و لم يقتصر على الجمع و القراءة فقط بل شارك في حركة التأليف فترك مجموعة من المؤلفات هي:
- فتاوي و محاورات فقهية بلغت أكثر من ثلاثمائة مسالة ، معظمها بينه و بين الشيخ علي مبارك احد علماء و أعيان مدينة القليعة.
- رسالة في أحكام مياه البادية
- تأليف في القضاء قال عنه الحفناوي : " اتصلت بتأليف من تاليفه في القضاء و تتبع فصوله و أنواعه ، و حلية القاضي و شروط القضاء " نسيج وحده .
اشتراكه في ترجمة قانون القضاء [ في سنة 1860 م عهد اليه مع مجموعة من زملائه منهم القاضي حسن بريهمات ، و الصحفي السياسي أحمد البدوي و محمد بن مصطفى بترجمة القانون الخاص بالمحاكم الاسلامية في الجزائر و هو القانون الذي اصدره نابليون الثالث في سنة 1859 م ].
- كراريس فيها فوائد و اخبار عن عصره و عائلته.
- فهرسة لمروياته و شيوخه و حياته العلمية.
وفاته :
توفي الشيخ العمالي رحمه الله سنة 1290 هـ / 1873 م ، و دفن بتربة الشيخ عبد الرحمن الثعالبي بالعاصمة ، و لم يخلف حسب من ترجموا له إلا ابنا اسمه بن حميدة علي كان من المدرسين ثم أصبح إماما بالجامع الكبير.
المصادر و المراجع:
- الحفناوي تعريف الخلف برجال السلف
- عبد الرحمن الجيلالي (تاريخ الجزائر العام) ، ج 4
- ابو القاسم سعد الله تاريخ الجزائر الثقافي ج 3 .
- موسوعة أعلام الجزائر من منشورات وزارة المجاهدين 2007م .
0 التعليقات :
إرسال تعليق