من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

ترجمة الشيخ سيدي أحمد الصغير صادقي رَحمهُ الله




ولد الإمام الفاضل و العلامة الكامل الشيخ سيدي أحمد الصغير صادقي سنة : 1325هـ ــ (1907م ) ببلدية الزعفران ( ولاية الجلفة ) حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ سيدي عبد الرحمان خالدي –رحمه الله- في زاوية جدّه الشيخ سيدي أحمد الكبير ( بوادي القصب ) بالزعفران و تعلم مبادئ علوم الدين على يد جدّه شيخ الزاوية.

---------------------

التحق بزاوية الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم الهاملي و ذلك سنة: 1341هـ ــ ( 1922م) فتزود من ثمارها و كنوز أسرارها فأتقن علوم القرآن الكريم و نبغ في العلوم الدينية من فقه و تفسير و حديث، و تضلع في علوم اللغة العربية على يد شيخ الزاوية سيدي بلقاسم الهاملي و على الشيخين سيدي بن عزوز و سيدي المكي ـ رحمهم الله ـ و أخذ عن شيخه سيدي بلقاسم الهاملي الورد في الطريقة الرحمانية و أجازه في تلقينه لمستحقيه، و نال منه كمال الرتب و رتب الكمال و حصل بهمّته على المراد.

---------------------


و عاد إلى مسقط رأسه سنة : 1344 هـ ــ 1925 م و قصد زاوية جده بوادي القصب و شرع في تدريس الفقه الإسلامي ( بإذن من جده ) إلى حين اندلاع الثورة التحريرية و شارك فيها مشاركة فعالة ماديا و معنويا، و في سنة 1960 م تولى الإمامة بمسجد الزعفران و تصدر للتدريس فأقبل عليه طلاب العلم فأفاد و أجاد، و قد وفقه الله تعالى لحج بيته الحرام و زيارة قبر نبيه عليه الصلاة و السلام و ذلك سنة : 1373 هـ ــ 1953 م.

---------------------


و كانت له صلة صداقة و محبة قوية بالمربي الكبير و القطب الشهير شيخ زاوية القيشة سيدي بن امحمد بن عطية ـ رضي الله عنه ـ حيث كان لا يغفل عن زيارته كلما سنحت له الفرصة لذلك و يقول في شأنه " إنه شيخي في ذكر التحميد ( الحمد لله ) هذه الكلمة الطيبة التي لا يفتر لسانه عن ذكرها في السراء و الضراء طوال حياته ". و بدوره كان الشيخ سيدي بن امحمد بن عطية ـ رحمه الله ـ يزوره سنويا مرفوقا ببعض الإخوان و كان الإمام الجليل ـ رحمه الله ـ علامة عصره و إمام وقته له اليد الباسطة في المذهب المالكي و شهدوا له بذلك أقرانه من السادة مشايخ العلم بالمنطقة و من صفاته ـ رحمه الله ـ الزهد و الورع و الحياء و لم يلف نظيره في الجود و الكرم، و كان فوق هذا خفيف الظل لا يمل الناس حديثه مهما طال.

---------------------


و كان ـ رحمه الله ـ مواظبا على العبادات و خادما أمينا لعامة المخلوقات غنيهم و فقيرهم سيدهم و وضيعهم، إلى أن ناداه الله و فارق الحياة الدنيا و عرجت روحه الزكية إلى الرفيق الأعلى و استقرت مع الذين نزلت في حقهم الآية الكريمة : (( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا )) النساء / 69

---------------------


و شيع جنازته إلى جانب العلماء و الأئمة و الأعيان خلق لا يحصون ، و دفن بمقبرة وادي القصب بالزعفران و كانت وفاته ـ رحمه الله ـ يوم الأربعاء 19 رمضان المعظم 1419 هـ (06/01/1999 م).



صورة بعد صلاة الجنازة


---------------------


و قد رثاه تلميذه الشيخ مصطفى شحطة بمقطوعة رثاء كان لها وقع مثير في نفوس الحاضرين...


و هذه هي:


أيا أحمد أتاك اليــــــــقيـــــــــن *** فبشرت لحظة يوم السفـــــــــر

فناداك ربّك في العـــــــــالميــن *** نداء لعبد صبور شكــــــــــــور

فلبيت ذاك النــــــــــدا بيقيــــــن *** لتسكن جنته و نهـــــــــــــــــــر

و هذا المقام إلى المتقيـــــــــــن *** من استغفر الله عند السحــــــر

بشوقك لمن قد مضوا من سنين *** كحاشي و مسعود حبر أبــــــر

فنادوا عليك نداء الحنيـــــــــن *** فهيا لنا قد وفيت العمـــــــــــــر

فكنتم جمانة عقد ثميــــــــــــن *** و قمتم جميعا بسعي و بـــــــــر

و للشعب ستر بحق مبيــــــن *** مصابيح علم هداة البشـــــــــــر

و أنت لشعبك حصن حصيـن *** تقيهم وقاء جليد و حــــــــــــــر

و كيف تركت وراك البنيــــن *** و كيف الجماعة قل ما الخبـــر

و ما حال مسجدكم في التقلين *** فأنت له كصديق العمـــــــــــــر

و يا مسجد قد سمعنا الحنيـــن *** نحن كجذع أحن لخير البشــــر

أيا أحمد أتاك اليــــــــقيـــــــــن *** فبشرت لحظة يوم السفــــــر

فكنت تذود بعلم و ديـــــــــــــن *** بذا كنت فيهم كنور البصــــر

ببذل و جود سخاء قميــــــــــن *** بحلم و لين أديب جديـــــــــر

و قد ظهر النفع للظاهريـــــــن *** نتائج صدق كغيث المطــــــر

لشيخك و جدك كنت الأميـــــن *** بل للقاسمي كريح الزهـــــــر

و صادف موتك الفتح المبيــــن *** فوافق قبرك وتر العشــــــــر

رضاء عليكم من السابقيـــن *** سلام عليكم ممن قد حضـــــر

سلام عليكم من الوافديـــــن *** و طبتم مقاما و طاب الأثـــــر


---------------------


رحم الله شيخنا الإمام وأسكنه فسيح جنانه،وجعل من عقبه خير خلف.

عن كتاب "تنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد بمنطقة الجلفة و ضواحيها"

0 التعليقات :

إرسال تعليق

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |