من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

طريق الوصول إلى محبة سيدنا الرسول صلى الله عليه وآله سلم



طريق الوصول إلى محبة سيدنا الرسول صلى الله عليه وآله سلم

بقلم : محمود حسين الكتانى.

الحمد لله ولى من كان تقيا وأصلى وأسلم على من قربه ربه نجيا وكان به حفيا وعلى آله وصحبه الذين رضوا بالله ربا فكان ربهم عنهم راضيا مرضيا.

مما لاشك فيه أننا نحب النبي الأعظم الفاتح الخاتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكلنا يحاول أن يبرهن على تلك المحبة بشتى السبل ولكن يثور التساؤل هل محبته صلى الله عليه وآله وسلم كمحبة بعضنا البعض أم أن هناك معان أخرى يمكن أن تكون هي طريق الوصول إلى محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، والإجابة أن المعني الحقيقي الدال والموصل إلى إظهار محبته صلى الله عليه وسلم هي القيام بأداء حقوقه صلى الله عليه وآله وسلم..
فتعالوا بنا نتعرف على حقوقه صلى الله عليه وآله وسلم حتى نصل سويا إلى محبته الخالصة بغير عناء
فتعالوا بنا نتعرف على تلك الحقوق التي هي طريق الوصول إلى محبة الرسول صلى الله عليه وآله سلم وننظر هل أدينا تلك الحقوق...

الحقِّ الأول :

أن على الناس أن يؤمنوا به ويصدقوه فيما أخبَرَ عن ربِّه، وأن يطيعوه ولا يعصوا له أمراً، وأن يحتكموا إليه ، وأن لا يقدموا بين يديه بقولٍ أو فهم أو فعل ينمُّ عن الاعتراض أو المخالفة لحكمه وأمره وسنَّته (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهي كل ما صح عنه من قول، أو فعل، أو إقرار. وبالتالي فإن التعقيب على سنته (صلى الله عليه وآله وسلم) وردها يكون كمن يرد سنَّته ويُعقِّب عليه في حياته وحضرته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال رب العزة جل وعلا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ رُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } النساء:59 .
وقال عز من قائل : { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النور:63.
وقال جل وعلا : { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً }النساء:65.
فقد أقسم الله سبحانه بنفسه المقدسة قسماً مؤكِداً النفي قبله ، فقال : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) أي لا يؤمن الخلق حتى يحكموا رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كل ما شجر بينهم ، واشترط ألا يبقى في النفس من حكم الله أدنى حرج فقال : ( ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ) أي مما قضى به الله ، ثم أكد التأكيد على التسليم بالتسليم فقال : (وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً) فالتسليم والإيمان هما صفة أساسية من صفات المسلم الحق الذي ينقاد لله تعالى فيما دعاه إليه ، قال جل وعلا : { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }النور51
وقال تعالى أيضا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَـوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} الحجرات:1-2.
فإذا ثبت أن رفع الصوت فوق صوت النبي والجهر له بالقول يُخافُ منه أن تحبط أعمال صاحبه وهو لا يشعر ، فوجب الحذر من ذلك ، فمن المعلوم أن ذلك لِمَا ينبغي له (صلى الله عليه وآله وسلم) من التعزير والتوقير والتشريف والتعظيم والإكرام والإجلال والإيمان بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واجب وحق على كل من سمع به فقد روى مسلم ، عن أبي هريرة، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أنه قال: (( والذي نفسُ محمدٍ بيده لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ، ثم يموتُ ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار )).
فمجرد السماع بالنبى (صلى الله عليه وآله وسلم) تقوم به الحجة على السامع ويُدفع به الجهل عنه أى عن السامع ، ويحقق عنده العلم بحقيقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحقيقة دعوته .
خلاصة الأمر أن الإيمان بالنبي حق من حقوقه (صلى الله عليه وآله وسلم) روى الترمذي، وابن ماجه، في حديث صححه الحاكم : عن علي رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (( لا يؤمنُ عبدٌ حتى يؤمنَ بأربعٍ: يَشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسولُ الله بعثني بالحق، ويؤمن بالموتِ والبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدَرِ )) .

الحق الثانى :

مبايعته صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علمنا كيف نبايعه ، روى عن عبادة بن الصامت في حديث متفق عليه ، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وحوله عصابة من أصحابه: (( بايعوني على أن لا تُشركوا بالله شيئاً، ولا تَسرقوا، ولا تَزْنوا، ولا تقتلوا أولادَكــــــم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروفٍ ، فمن وفىَّ منكم فأجره على الله، ومن أصابَ من ذلك شيئاً فعُوقِب به في الدنيا، فهو كفَّارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله عليه في الدنيا ، فهو إلى الله إن شاءَ عفا عنه وإن شاء عاقبَهُ )) ، قال عبادة بن الصامت فبايعناه
على ذلك ، إذن فبيعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هي العمل بكل ما أمر به صلوات ربى وسلامه عليه بذلك الحديـث ،

الحق الثالث :

حق للنبي صلى الله عليه وسلم طاعته طاعة كاملة أخرج البخاري عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ((" كلُّ أمتي يَدخلون الجنة إلا من أبى " قيل: ومن يأبى يا رسولَ الله؟ قال:"من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى" )) ،
وأول من أطاع النبى صلى الله عليه وآله وسلم فيما قال ومافعل هم صحابته رضوان الله عليهم وكانوا يدافعون أشد الدفاع عن سنته ومن أمثلة ذلك
ماأورده ابن ماجة فى السنن عن أبي سلمة أن أبا هريرة رضي الله عنه نهر رجلا كان يترك الحديث ويضرب الأمثال ، قال أبو هريرة : يا ابن أخي ، إذا حدثتُكَ عن رسولِ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حديثاً فلا تضرب له الأمثال .
وما روى ابن ماجة أيضا فى سننه عن ابن عمر، أن رسولَ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (( لا تمنعوا إماءَ الله أن يصلين في المسجد )) . فقال ابنٌ له : إنا لنمنعهنَّ ، فغضب ابن عمر غضباً شديداً ، ونهر ابنه وقال : أحدث عن رسولِ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقول إنا لنمنعهنّ ؟‍! .
روى الدارمي ، مشكاة المصابيح: 194، صحيح الجامع الصغير: 5308 . عن جابر،أن عمر بن الخطاب ، أتى رسولَ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفى يده نسخةٍ من التوراة، فقال: يا رسولَ الله ! هذه نسخة من التوراة ، فسكت النبى، فجعل عمر يقرأ ووجه النبِّي (صلى الله عليه وآله وسلم) يتغير، فقال أبو بكر لعمر : ثكلتك الثواكل ! ما ترى ما بوجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟! فنظر عمر إلى وجهِ رسولِ الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: أعوذُ بالله من غضب اللهِ وغضب رسوله ، رضينا بالله رباً ، وبالإسلامِ ديناً ، وبمحمدٍ نبياً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((والذي نفسُ محمدٍ بيده، لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل ، ولو كان حيَّاً وأدركَ نبوتي لاتّبعني )) .
فإذا كان هذا ما قاله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيمن يتبع نبي الله موسى ويترك محمداً صلوات ربي وسلامه عليه ، فكيف بمن يترك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتعاليمه .. ويتبع من يحاولون فرض فكر بعينه على الناس متسترين تحت مسمى السلف وهم عن السلف ببعيــد ..
وانظروا أحبتي في الله إلى ذلك المشهد لصحابي جليل في طاعته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ففي صحيح سنن أبي داود 966عن جابر، قال : لما استوى رسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الجمعة ( أي على المنبر ) ، قال: ( اجلسوا ) ، فسمع ذلك ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ، وكان قادما ولم يكن دخل المسجد بعد ، فجلسَ على بابِ المسجد ، فرآه رسولُ الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فقال له : (( تعالَ يا عبدَ الله بنَ مسعود )) .
فانضروا الى ابن مسعود وشدة حرصه (رض)، على امتثال أمر النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) بأسرع ما يمكن ؛ حيث وافق أمر النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، لحظة دخوله باب المسجد فجلس فى مكانه ، وفي ذلك دلالة على مدى قدسية أمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في نفوس أصحابه ، وشدة انقيادهم له صلى الله عليه وآله وسلم .

الحق الرابع :

وهو حق يعد من لوازم الإيمان وشروطه حُبّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتوقيرُه. قال تعالى: { قُلْ إِنْ كَـانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْــرِهِ وَاللَّهُ
لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة:24.
وقال تعالى: { لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ } الفتح:9.

وروى عن أنس ، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (( لا يؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من والدهِ وولده، والناسِ أجمعين )) متفق عليه.
وفي رواية مسلم: (( لا يؤمنُ عبدٌ حتى أكونَ أحبَّ إليه من أهلِه ومالِه والناسِ أجمعين )) .
وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يحبونه صلى الله عليه وآله وسلم ويوقرونه ويعظمونه حتى أن عروة بن مسعود لقريش حين أرسلوه ليفـاوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلح الحديبية ، قال : (( دخلت على الملوك : كسرى وقيصر والنجاشي ، لم أرى أحدا يعظمه أصحابه مثلما يعظم أصحاب محمد محمدا ، كان إذا أمرهـــم ابتدروا أمره ( اى كلهم يتهافت على التنفيذ) وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما لـه ))
هكذا كانوا يحبونه يعظمونه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، مع ما جبله الله عليه من الأخلاق الكريمة ولين الجانب وسهوله النفس ، ولو كان فظا غليظ القلب لا نفضوا من حوله .

واليكم صُوَرٌ من احترامِ وتوقِير السَّلفِ الصالحِ للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما نقله القاضي عياض ، من كتب أصحاب مالك قال :

كان الإمام مالكُ رحمه الله إذا ذُكِرَ النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، يتغير لونُه وينحني حتى يَصعُبَ ذلك على جُلسائه ، فقيل له يوماً في ذلك ؟ فقال : لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم عليَّ ما ترون ؛ لقد كنتُ أرى محمد بن المنكدر وكان سيِّدَ القُرَّاء ، لا نكادُ نسألُه عن حديثٍ أبداً إلا يبكي حتى نرحمَهُ ، ولقد كنت أرى جعفر بن محمد ـ وكان كثيرَ الدُّعابة والتَّبسُّمِ ـ فإذا ذُكِرَ عنده النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) اصفر لونُه!
ولقد كان عبد الرحمن بن القاسم، يَذكرُ النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فيُنظَرُ إلى لونِه كأنَّه نزفَ منه الدم، وقد جفَّ لسانُه في فمِه هيبةً لرسولِ الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولقد رأيتُ الزُّهريَّ ـ وكان لمن أهنأ الناس ـ فإذا ذُكِر عنده النبيُّ، فكأنه ما عرفَك ولا عرفتَهُ.
ولقد كنتُ آتي عامر بن عبد الله بن الزبير، فإذا ذُكِر عنده النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بكى حتى لا يبقى في عينهِ دموعٌ .
ولقد كنت آتي صفوان بن سليم ـ وكان من المتعبدين المجتهدين ـ فإذا ذُكِر النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم، بكى فلا يزالُ يبكي حتى يقومَ الناسُ عنه ويتركوه .
هكذا كان احترام السلف وتوقيرهم لشخص النبى صلى الله عليه وسلم

الحق الخامس :

من حقُوقهِ صلى الله عليه وآله وسلم ألا يُغَالُى الناس في إطرائه ، فقد نهى النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك ، ففي الحديث الذي رواه البخاري عن عمر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ): (( لا تَطروني كما أطرت النصارى ابنَ مريم، فإنما أنا عبدُه؛ فقولوا عبد الله ورسوله )) ، أي لا تغالوا في مدحي ، كما غالت النصارى في عيسى ابن مريم ، وادعت له الألوهية ، أما مدحه صلى الله عليه وسلم بذكر محاسنه وصفاته وأخلاقه وما إلى ذلك فذلك كله ليس فيه شئ من المغالاة فقد مدحه ربه جل وعلا في عديد من آيات القرآن الكريم بذكر تلك الصفات .
فقد روى البخاري عن الرُّبَيِّع بنتِ مُعوِّذٍ رضي الله عنها ، قالت : دخل عليَّ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم غداة بُنِيَ عليَّ ، وجويرات يضربن بالدُّف ، يَندُبْنَ من قُتل من آبائي يومَ بدر ، حتى قالت جارية : وفينا نبيٌّ يعلمُ ما في غدِ ! فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تقولي هكذا ،ـ وقولي ما كنتِ تقولين ". فنهاها عن ذلك لأن علم ما في غدٍ من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ، كما قال تعالى: { وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ } الأعراف188
وروى رواه أحمد، والنسائي عن أنسٍ رضي الله عنه، أن ناساً قالوا: يا رسول الله يا خيرَنا وابنَ خيرنا، وسيدنا وابنَ سيدنا، فقال: (( يا أيها الناس قولوا بقولِكم ولا يستهوينَّكم الشيطانُ [ أي فتقولون ما لا ينبغي قوله ] ، أنا محمد عبد الله ورسولُه، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجـل ))

ذلك هو خلق النبي وتواضعه لله فقد روى أحمد، وابن ماجه، والبيهقي، والطبراني في الكبير ، عن ابن عباس، قال : جـاء رجـلٌ إلى النبي ( ص) ، فراجعه في بعض الكلام، فقال: ما شاءَ اللهُ وشِئتَ ! فقال رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) للرجل : (( أجعلتني مع الله ندَّاً ؛ لا بل ما شاء اللهُ وحده ))
و روى ابن ماجه والحاكم في المستدرك عن أبي مسعود البدري ، قال أتى النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم رجلٌ ، فكلمه فجعلَ ترتعدُ فرائِصُه، فقال له : (( هوِّن عليك؛ فإنِّي لستُ بملِكٍ، إنَّما أنا ابنُ امرأةٍ من قريش، كانت تأكلُ القديدَ )) . ،. والقديد : هو اللحم المملح المجفف في الشمس .

الحق السادس :

إذا كان النبى صلى الله عليه وآله وسلم قد حذر من إطرائه فإن سادس حق من حقوق النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) ألا ننتقص شيئا من قدره (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن انتقص شيئاً من قَدر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أو شتمَه، أو استهزأ به، أو قلَّل من شأنه أو قال كلاماً بحقه على وجه التهكم والسخرية .. فهو كافر مرتد ، يُقتل حداً وكفراً. شاتم النبي ( ص) يُقتل حداً وكفراً ، فإن تاب وصدق في توبته نفعته توبته ، وسقط عنه حكم الكفر، ويبقي الحد قصاصاً وحداً من حدود الله لا بد منه حصانة للنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ولحرماته ، وحقاً من حقوقه .. وهذا الحد حق لكل نبي من أنبياء الله تعالى؛ فمن تَعرَّض لنبي من أنبياء الله تعالى بالطعن والسب أو الاستهزاء فحكمه كحم من يتعرض لنبينا صلوات الله وسلامه عليه وآله بشيءٍ من ذلك ، ذلك لأن الله جل وعلا حذر من ذلك فقال : { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } التوبة:66.

وانظروا أحبتي في الله إلى ما فعله زوج مع زوجته دفاعا عن حق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) روى أبو داود، والنسائي، وفى صحيح سنن أبي داود: ، عن ابن عباس رضي الله عنه، أن أعمى كانت له أمُّ ولد ( زوجة حامل )، تشتمُ النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وتقعُ فيه ، فينهاها فلا تنتهي ، وِيِزْجُرُها فلا تنزجر. قال : فلما كانت ذات ليلة جَعَلَتْ تقع في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتشتمُه ، فأخذ المعْوَلَ فوضعه في بطنها ، واتكأ عليها فقتلها ، فوقع بين رجليها طفلٌ ( سقط حملها )، فلطَّخت ما هناكَ بالدم ، فلما أصبح ذُكِر ذلك لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فجمع النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الناسَ ودعا الرجل فقال : (( أُنشدُ اللهَ رجلاً فعلَ ما فعل ، لي عليه حقٌ إلا قام )) ، فقام لأعمى يتخطَّى الناسَ ، وهو يتزلزل حتى قعد بين يدَي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال : يا رسول الله ! أنا صاحبها ، كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي ، وأزجُرُهِا فلا تنزجر ، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين ، وكانت بي رفيقة ، فلما كانت البارحة جَعَلَتْ تشتِمُك وتقعُ فيك ، فأخذت المعْول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها ، فقـال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( ألا اشهدوا أن دمَها هَدْرٌ )) ـ أي لا قصاص ولا ديّة على قاتلها ـ وذلك لأنها كانت تسب وتشتم النبى صلى الله عليه وسلم فذاك حدها فوجب قتلها .
وفى صحيح سنن النسائي عن أبي برزة الأسلمي ، قال : أغلظ رجلٌ لأبي بكر الصديق ، فقلت : أقتلُه : فانتهرَني أبو بكر، وقال : ليس هذا الحد لأحد بعد الرسولِ (صلى الله عليه وآله وسلم). وقوله " بعد الرسولِ (صلى الله عليه وآله وسلم) " ؛ أي من غير الأنبياء فمن تَعـرَّض لنبي من أنبياء الله تعالى بالطعن والسب أو الاستهزاء فحكمه كحم من يتعرض لنبينا صلوات الله وسلامه عليه بشيءٍ من ذلك .

الحق السابع :

فمن حقه صلى الله عليه وآله وسلم ألا نتحدث عنه كذبا ففى صحيح البخاري عن أبي هريرة ، عن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( مَن كذبَ عليَّ متعمِّداً فليَتبوَّأ مقعدَهُ مِنَْ النَّار )) .
و أخرج الإمام أحمد عن أبي قتادة، قال سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( إياكم وكثرة الحديث عني ؛ من قال عليَّ فلا يقولنَّ إلا حقَّاً أو صدقاً، فمن قال عليَّ ما لم أقُل، فليتبوَّأ مِقْعَدَهُ مِنْ َالنَّار))..
فكل من يتقول على النبى صلى الله عليه وسلم بما لم يقل، أو يفتي في مسألة من المسائل وينسب فتواه من غير علم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وما أكثر من يفعل ذلك في زماننا فمن فعل ذلك فليتبوأ مقعده من النار !!

الحق الثامن :

أن يُصلَّى عليه صلى الله عليه وآله وسلم كُلَمَا ذُكِرَ .. فمن لم يفعل ذلك فهو بخيل، وقد ظلمَ نَفْسَه ، قال جل وعلا : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما } الأحزاب: 56. فصلاة الله على عبده ونبيه ثناء عليه ، ورفع لمقامه وذِكره ، في الأرض وفي السماء .. وصلاتنا والملائكة عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) ثناء عليه ، وإظهار لفضله وشرفه ، ولعظيم حقه علينا .. ودعاء منا بأن يثني الله عليه .. ويُعلي من ذكره ومقامه (صلى الله عليه وآله وسلم). وقد قال بهذا المعنى البخاري في صحيحه .. كما ثبت أن الدعاء إلى الله لا يصعد إلا بالصلاة عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) ففي صحيح الجامع الصغير عن علي رضي الله عنه، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (( كلُّ دعاءٍ محجوبٌ حتى يُصلَّى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) )) .

وروى الترمذي عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه موقوفاً، قال : (( إن الدعاءَ موقوفٌ بين السماء والأرض؛ لا يَصعدُ منه شيءٌ حتى تُصلِّي على نبيِّك
( صلى الله عليه وآله وسلم) )) .
فابتداء الدعاء بالصلاة عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم جعل حاجة الداعي ومسألته في الوسط بين أول دعائه وآخره وختمه بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر واجب لحديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ويجعل دعائه أحرى بالقبول ؛ فالله تعالى أكرم من أن يقبل أول الدعاء وآخره ، ثم يرد وسطه ، والله تعالى أعلم.
وروى النسائي وغيره عن أبي بُردة ، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (( مَن صلَّى عليَّ من أمتي صلاةً مخلصاً من قلبه؛ صلَّى الله عليه بها عَشر صلواتٍ، ورفعه بها عشْرَ درجاتٍ، وكتبَ له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشرَ سيئاتٍ )) .
وروى الطبراني، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (( أكثروا الصلاةَ عليَّ يومَ الجمعةَ؛ فإنه أتاني جبريلُ آنفاً عن ربِّه عز وجل فقال: ما على الأرضِ من مسلمٍ يُصلي عليكَ مرةً واحدة ؛ إلا صلَّيْتُ أنا وملائكتي عليه عشراً )) .

يا ألله.....انظروا أحبتي في الله فلا يعلم كم عدد الملائكة إلا الله ؛ وإذا كان كل ملكٍ يُصلي على من صلى على النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عشر مرات ، فهذا يعني أن من صلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرةً يُصلَّى عليه مئات الملايين من المرات من قِبَلِ ملائكة الله تعالى .. وعلى قدِّر عددهم .. هذا غير صلاة الرب عـز وجل على عبده .. وصلاته ( صلى الله عليه وآله وسلم) تكفي وزيادة .. فأين المغترفــــــــون ؟!! ألا ترون معي أن في ذلك رد على الجهلاء الذين ينكرون كثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم دون وعى ولا علم .

وروى الترمذي عن ابن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( أولى الناسِ بي يومَ القيامة أكثرُهم عليَّ صلاةً )) .

وأخرج أحمد ، والترمذي، والحاكم عن أُبي بن كعب ، قال : قلت يا رسول الله ! إنِّي أُكثِرُ الصلاةَ عليكَ، فكم أجعل لك من صلاتي ؟ قال: " ما شِئتَ "، قال: قلتُ الرُّبعَ ؟ قال: " ما شِئتَ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك "، قلت: النُّصفَ ؟ قال: " ما شِئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك "، قال: قلتُ ثُلُثَين ؟ قال: " ما شِئتَ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك "، قال: أجعَــل لك صلاتي كُلَّها؟ قال: " إذاً تُكفَى همُّكَ، ويُغفَر لك ذنبُكَ ".
و أخرج ابن ماجة عن أبي الدرداء قال : قال رسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : " أكثروا من الصلاةِ عليَّ يومَ الجمعة؛ فإنه مشهودٌ تشهدُه الملائكةُ، وإنَّ أحداً لن يُصلي عليَّ إلا عُرِضت عليَّ صلاتُه حتى يفرغَ منها " قال: قلت وبعد الموت ؟ قال: إنَّ الله حرَّم على الأرض أن تأكلَ أجساد الأنبياء" ، فنبيُّ الله حيٌّ يُرزَق.
وروى البزار ، عن عمار بن ياسر، قال: قال رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
(( إن الله وكَّلَ بقبري ملَكاً أعطاهُ الله أسماءَ الخلائقِ؛ فلا يُصلِّي عليَّ أحدٌ إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه: هذا فلانُ ابنُ فلانٍ قد صلَّى عليكَ )) .
وروى الطبراني، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) :
(( أتاني جبريل فقال: يا محمد ! من ذُكِرتَ عنده فلم يصلِّ عليكَ فماتَ فدخل النار فأبعدَهُ الله، قل: آمين، فقلت: آمين )) .
وعن جابر بن عبد الله أن النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: " لما رقيتُ الدرجةَ الأولى ـ أي من المنبر ـ جاءني جبريل فقال:" شَقِيَ عبدٌ ذُكِرْتَ عنده ولم يُصلِّ عليك، فقلت: آمين ". فصلوا عليه عباد الله وسلموا تسليما .

أما تاسع حقُوقِه (صلى الله عليه وسلم ) :

أن يُطلب له من الله الوسيلة روى أحمد والبخاري، وأصحاب السنن ، عن جابر، قال: قال رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم): (( من قال حينَ يسمعُ النداءَ: اللهمَّ رب هذه الدعوة التامَّةِ، والصلاةِ القائمةِ، آتِ محمداً الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة )).
" والوسيلة " ؛ هي منزلة في الجنة لا تُعطى إلا لعبد واحدٍ، كما ورد ذلك في الحديث الذي رواه مسلم عنه صلى الله عليه وسلم انه قال : (( سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله تعالى ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل الله لي الوسيلة حَلَّت له شفاعتي )) .

" أما المقام المحمود "؛ هو الشفاعة الأولى التي يُعطاها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ويعتذر منها الأنبياء، إلا نبينا صلوات الله وسلامه عليه، فيقول: " أنا لها، أنا لها " فيحمده الناس على ذلك ؛ أن أراحهم الله تعالى ـ بشفاعة نبيه ـ من شدة هول يوم الحشر والزحام ، وما هم فيه من موقف عصيب ..

وأخيرا وليس بآخر :

فإن من حقه صلى الله عليه وسلم أن نحيى سنته ونعمل بما أحل وننتهى عما حرم ففى صحيح سنن ابن ماجه : عن المقدام بن معد يكرب الكندي ، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " يُوشِكُ الرجلُ مُتكئاً على أريكَته يُحَدَّثُ بحديثٍ من حديثي، فيقول: بيننا وبينكم كتابُ الله عز وجل ، فما وجدنا فيه من حلالٍ استحلَلْناه، وما وجدنا فيه من حرامٍ حرَّمناه، ألا وإنَّ ما حرَّمَ رسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) مثل ما حرَّم الله ".

فالأحكام الشرعية ـ من تحليل وتحريم ، وبيان ما هو واجب وما هو مندوب كما تؤخذ من كتاب الله تعالى ، كذلك فهي تؤخذ من سنة النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فكما أن القرآن حجة، كذلك السنة فهي حجة، من ردها فقد رد حجة القرآن ولا بد من الطاعة ، كما قال جل وعلا : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } الحشر:7. وفي صحيح البخارى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال: " من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله " وفى ذلك رَدٌ على القرآنيين ؛ الذين ينكرون السنة ويبطلون العمل بها ، ويزعمون أنهم لا يؤمنون ولا يعملون إلا بالقرآن .. وهؤلاء كذابون ومتناقضون إذ أن الإيمان بالقرآن يؤدي بالضرورة إلى الإيمان بالسنة... ومن كان هذا قوله واعتقاده لا شك في كفره وزندقته وخروجه من الإسلام لقوله صلى الله عليه وآله وسلم (( أوتيت القرآن ومثله معه )).. لذلك فإن من حقوقه صلى الله عليه وسلم الدفاع عن شريعته وهديه فليس لأي مسلم حين يسمع من يهاجم شريعة النبي صلي الله عليه وسلم أو شخصه الكريم أن يسكت على ذلك مع قدرته على الدفاع { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ } التوبة40.

------------------

اللهم ارزقنا حب نبيك وطاعته وارزقنا في الآخرة شفاعته
اللهم اجعلنا ممن يردون حوضه
واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا
اللهم إنا نسألك محبته بقدر ما آمنا به ولم نره
ولا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله
آمين آمين آمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلِّ اللهمَّ على عبدكَ ونبيِّك محمد عدَدَ خلقِك ، ورِضا نفسِك ، وزِنَةَ عَرْشِك ومِدادَ كلماتكِ، السَّاعَةَ وكلَّ ساعةٍ، وإلى أن تقوم الساعة ، وسلِّم تسليماً كثيراً

0 التعليقات :

إرسال تعليق

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |