مسجد سيدي عبد الوهاب الشعراني
المبحث الأول في شجرة نسب سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه
1 ترجمة حرفية من كتاب الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية
أسرة الشعراني:
إلى الدوحة الهاشمية العلوية يرتفع نسب الشعراني فجده الأعلى هو محمد ابن الحنفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
وقد هاجر أجداده إلى المغرب الأقصى في الموجات المهاجرة من البيت العلوي التي اختارت الأطراف النائية من الإمبراطورية الإسلامية وفرارا من الملاحم المتتابعة بينهم وبين البيت الأموي تارة والبيت العباسي تارة أخرى .
وكان الملك في مدينة - تلمسان - وما جاورها لقبيلة بني زغلة، وإلى تلك القبيلة ينتسب:عبد الوهاب الشعراني.
ولقد أرخ الشعراني لنفسه في كتابه لطائف المنن فلنستمع إليه وهو يحدثنا عم نفسه بأسلوبه الخاص به :
... أحمد الله تعالى حيث جعلني من أبناء الملوك فإني بحمد الله تعالى عبد الوهاب بن أحمد بن علي بن احمد بن محمد بن زوفا بن الشيخ موسى المكنى في بلاد البهنسا بابي العمران جدي السادس السلطان احمد بن السلطان سعيد بن السلطان فاشين بن السلطان يحيا بن السلطان زوفا بن السلطان ريان بن السلطان محمد بن موسى بن السعيد بن محمد بن الحنفية بن الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه.
وكان جدي السابع وهو السلطان احمد سلطانا في مدينة تلمسان في عصر الشيخ أبي مدين المغربي ولما اجتمع به جدي موسى قال له الشيخ أبو مدين : لمن تنتسب ؟ قال والدي السلطان أحمد فقال له : إنما عينت نسبك من جهة الشرف فقال أنتسب إلى السيد محمد بن الحنفية فقال له ملك، وشرف ، وفقر ، أي التصوف لا يجتمعن ، فقال يا سيدي قد خلعت ما عدا الفقر، فرباه فلما كمل في الطريق أمر بالسفر إلى صعيد مصر وقال أسكن بناحية (هو) فإن بها قبرك فكان الأمر كما قال.
ولم يحدد لنا التاريخ السنة التي هاجر فيها موسى إلى مصر ولكن كتب التاريخ حددت لنا تاريخ وفاته فقد توفي ببلدة (هو) عام 707 هـ بعد أن نجحت دعوته واهتدى يهديه الصوفي جمهور في الصعيد الأعلى.
واستمرت أسرة الشعراني في الصعيد حتى مطلع القرن التاسع هجري فهاجر عميدها احمد إلى ساقية أبي شعرة بالمنوفية وأسس بها زاوية للعلم والعبادة وأتنقل إلى جوار ربه عام 828 هـ .
المراجع:
كتاب الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية
المبحث الثاني ترجمة الشيخ من كتاب " شذرات الذهب"
الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني الشافعي
قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في طبقاته :
هو شيخنا الإمام العامل العابد الزاهد الفقيه المحدث الأصولي الصوفي المربي المسلك من ذرية محمد بن الحنفية ، ولد ببلده ونشأ بها ومات أبوه وهو طفل ،ومع ذلك ظهرت فيه علامة النجابة ومخايل الرياسة والولاية، فحفظ القرآن وأبا شجاع والأجرومية وهو ابن نحو سبع أو ثمان ثم انتقل إلى مصر سنة إحدى عشرة وتسعمائة وهو مراهق فقطن بجامع الغمري وجد واجتهد فحفظ عدة متون منها المنهاج والألفية والتوضيح والتلخيص والشاطبية وقواعد ابن هشام ، بل حفظ الروض إلى القضاء وذلك من كراماته ،وعرض ما حفظ على علماء عصره ثم شرع في القراءة فأخذ عن الشيخ أمين الدين إمام جامع الغمري قرأ عليه ما لا يحصى كثرة منها الكتب الستة ،وقرأ على الشمس الدوخلي والنور المحلي والنور الجارحي ومنلا على العجمي وعلى القسطلاني والاشموني والقاضي زكريا والشهاب الرملي ما لا يحصى أيضا.
ثم قال :
{ هو فقيه النظر صوفي الخبر له دراية بأقوال السلف ومذاهب الخلف }
إلى أن قال :
{ أقبل على الاشتغال بالطريق فجاهد نفسه مدة وقطع العلائق الدنيوية ومكث سنين لا يضطجع على الأرض ليلا ولا نهارا}
ثم قال:
{ أخذ عن مشايخ الطريق فصحب الخواص والمرصفي والشناوي فتسلـّك بهم ثم تصدى للتصنيف فألف كتبا...}
منها:
الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية
مختصر الفتوحات وسنن البيهقي الكبرى
ومختصر تذكرة القرطبي والميزان
والبحر المورود في المواثيق والعهود
وكشف الغمة عن جميع الأمة
والمنهج المبين في أدلة المجتهدين
والبدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير
ومشارق الأنوار القدسية في العهود المحمدية
ولواقح الأنوار
واليواقيت والجواهر في عقائد الأكابر
والجوهر المصون في علوم الكتاب المكنون
وطبقات ثلاثة
ومفحم الأكباد في مواد الاجتهاد
ولوائح الخذلان على من لم يعمل بالقرآن
وحد الحسام على من أوجب العمل بالإلهام
والبراق الخاطف لبصر من عمل بالهواتف
ورسالة الأنوار في آداب العبودية
وكشف الران عن أسئلة الجان
وفرائد القلائد في علم العقائد
والجواهر والدرر
والكبريب الأحمر في علوم الكشف الأكبر
والاقتباس في القياس
وفتاوي الخواص
والعهود ثلاثة
وغير ذلك مما لا يعد ولا يحصى ...
وحسده طوائف فدسوا عليه كلمات يخالف ظاهرها الشرع وعقائد زائغة ومسائل تخالف الإجماع وأقاموا عليه القيامة وشنعوا وسبوا ورموه بكل عظيمة فخذلهم الله واظهره عليهم وكان مواظباً على السنة مبالغا في الورع مؤثرا لذوي الفاقة على نفسه حتى بملبوسه متحمل للأذى موزع أوقاته على العبادة ما بين تصنيف وتسليك وإفادة، واجتمع بزاويته من العميان وغيرهم نحوه مائة فكان يقوم بهم نفقة وكسوة، وكان عظيم الهيبة وافر الجاه والحرمة تأتي إلى بابه الأمراء ، وكان يسمع لزاويته كدوي النحل ليلا ونهارا ، وكان يحي ليلة الجمعة بالصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم ،ولم يزل مقيماً على ذلك مُعظـَماً في صدور الصدور إلى أن نقله الله تعالى إلى دار كرامته .
انتهى من كتاب " شذرات الذهب " .
من أقواله رضي الله عنه :
1. إن الطاعة إذا لم تكن خالصة فأنها تورث صاحبها الجفاء وقساوة القلب .
2. لا يتجسس على العورات إلا فاسق ، فان القلب المطهر من السوء لا يظن في الناس إلاّ خيراً.
3. دوروا مع الشرع كيف كان .
4. إياك يا أخي إذا عرفت العلم أن تتخذه سلاحا تقاتل به كل من له عليك حق ، فان ذلك حق أُريد به باطل.
5. اعلم يا أخي إن كل ما حصل لك بواسطة مجالسته إثم فهو جليس سوء .
6. اعلم يا أخي انه كلما كثر علم العبد كثر حسابه، وكذلك القول في المال والعمر ، فيسأل العالم عن كل مسألة تعلمها هل عمل بها أم لا، وعن كل درهم اكتسبه هل فتش عليه من حيث الحل أم لا وهكذا .
ضريح سيدي عبد الوهاب الشعراني قدس الله سره.
رضي الله عنه وأرضاه ونور ضريحه وأمدنا بأسراره وأنواره آمين آمين آمين والحمد لله رب العالمين.هوامش/
تلمسان: مدينة تقع غرب الجزائر وبها ضريح سيدي أبي مدين الغوث قدس الله سره
2 التعليقات :
أريد استفسار كتابه المسمى الكبريت الأحمر في علوم الكشف الاكبر
أم. في علوم الشيخ الاكبر
رضي الله عنك يا جدي سيدي عبد الوهاب الشعراني
إرسال تعليق