بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين .
نبدة تاريخية عن الشيخ سيدي الحاج محمد بن بحوص رضي الله عنه
مؤسسة " الزاوية الشيخية" بعين السخونة ولاية سعيدة الجزائر
--------------------------------------------
-هو الشيخ الولي الصالح سيدي زوي محمد من مواليد سنة 1894 بأربوات البيض ابن بحوص بن الحاج بن محمد بن الطيب بن يؤسف بن سليمان بن الحاج الشيح بـــــن سيدي عبد القادر بن محمد المعروف بسيدي الشيخ المنحدر من ذرية سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ولامه فاطنة بنت الشيخ بن محمد البودواوي من ذرية سيدي الشيخ.--------------------------------------------
-تربى وترعرع في أحضان والده بمسقط رأسه ورحل مع والده إلى منطقة الشط الشرقي ضواحي الرقاصة البيض " الجزائر " تعلم القرآن الكريم ومبادئ الفقه والسيرة النبوية عن عدة مشايخ منهم الشيخ الفاضل والعلامة الجليل سيدي الحاج محمد بن عبد القادر الشريف التاجرونى بمدينة البيض ولازمه حتى الوفاة أخذ عنه الطريقة القادرية والإذن في تلقينها، وجددها عن الشيخ مولاي عبد الله من أحفاد الولي الصالح سيدي الحاج بن عامر بمدينة البيض ، وأخذ الطريقة التيجانية والطريقة الطيبية عن الشيخ الولي الصالح مولاي التهامي بالمغرب، وهكذا أصبحت زاويته تسمى زاوية الطرق الصوفية .
-في الثلاثين من عمره انتقل إلى زاوية الشيخ بوعمامة بمنطقة برقم عين بني مطهر - جرادة وجدة - بالمغرب عند الشيخ القطب الشهير سيدي الحاج الطيب بن سيدي بوعمامة فتتلمذ له واخذ عنه الطريقة الشيخية الشاذلية، وهنالك حصل له الفتح الأكبر ،وأخذ الإذن في فتح زاويتين الأولى زاوية الموحدين لنشر الطريقة الشيخية ببلدية الرقاصة ولاية البيض هذا في سنة 1933 والثانية الزاوية بعين السخونة ولاية سعيدة في سنة 1946 كلاهما يتميزان عن باقي الزوايا بحفريات تتمثل بمسجد وقاعة لضيوف ومطبخ ودار للعبادة *الخلوة*وعدة بيوت لزوار ولازالت موجودة كمعالم تاريخية وسياحية وثقافية إلى الآن اتخذت قبلة لزائرين للتبرك .
-نظرا للسمعة الطيبة وتقواه وورعه والمعاملات الحسنة والكرامات العديدة التي شهد له بها العام والخاص نال حب واحترام الجميع مما ارتقى إلى مقام المشيخة للطريقة الشيخية ببلاد الجزائر، بتأييد من جميع شيوخ واعيان وجهاء أولاد سيدي الشيخ ومما ذكره الدكتور عبد القادر خليفي في كتابه الطريقة الشيخية في الصفحة28 متحدثا عن ما قاله الجنرال بيجي اوندري في كتابه coutrubition à l'ètude des confrèriès الجزائر 1956الصفحة 240 تحت عنوان شيوخ الطريقة بعد الشيخ بوعمامة ، الواقع انه بعد وفاة الشيخ بوعمامة سنة 1808 انتقلت المشيخة إلى ابنه الشيخ سيدي الحاج الطيب بالعيون سيدي ملوك بالمغرب .
-وفي سنة 1949 وبعد حدوث شقاق بين أولاد سيدي الشيخ، بين سيد العربي بن الدين بن حمزة المعين باشا آغا على أولاد سيدي الشيخ وبين حمزة بوبكر الذي سيصبح عميد مسجد باريس تدخل سيدي الشيخ عبد الحاكم بن سيدي الحاج الطيب بن الشيخ بوعمامة ممثل أولاد سيدي الشيخ الغرابة خليفة والده سيدي الطيب على الطريقة الشيخية للصالح منهما انعقد على اثر ذالك اجتماع ضم معظم أعيان أولاد سيدي الشيخ للبيض وعين بي مطهر في 05 أوت 1949بمدينة البيض بحضور لعرج سي عبد الرحمان من زاوية القنادسة الذي عرض وساطته بين الطرفين وقد قرر المجلس إبقاء السي العربي على رأس الزاوية ومع ذلك تمت تسمية سيد الحاج محمد بن بحوص مقدم زاوية عين السخونة المعروف بتقواه والذي يحضا بكل الاحترام كشيخ لطريقة الشيخية ومسئول على محافظة عقيدتها الروحية بالجزائر ،وسمي حمزة بوبكر أمينا عاما للجمعية وقد ساهمت هذه الإجراءات في توحيد الطريقة الشيخية وبعد سيدي الحاج محمد بن بحوص انتقلت مشيخة زاوية السخونة إلى ابنه سيدي الحاج المختار الذي قد وافته المنية في 18 مارس 2007 ومما جاء في الصفحة 66 من كتاب الطريقة الشيخية لمؤلفه الدكتور عبد القادر خليفي أورد الدكتور احمد بن نعوم في كتابه أولاد سيدي الشيخ الذي حصل على شهادة دكتورا دولة من بروفانس بفرنسا رواية مفادها أن السي الحاج محمد مول السخونة كان يحب عبد القادر الجيلاني وينضم فيه أشعار مديحية ويتأثر بذالك حتى يبكي وذات يوم قرر السفر إلى بغداد لزيارة ضريحه خرج كسائح ينتقل من زاوية إلى أخرى إلى أن وصل لبلدة متليلي ، وكان وهو في الطريق يرى في الحلم حيوانا متوحشا _ورن_ يهدده بقطعة حجر كانت بين يديه وهو يقول له عد وإلا قتلتك ولما وصل إلى متليلي رأى سيد الشيخ يقول له عد وستجد عندي ما ترغب فيه فعاد إلى الأبيض سيدي الشيخ حيث مدفنه ، أما للزاويتين دور هام في تعليم القرآن الكريم ونشر تعاليم الدين الإسلامي ونشر الطرق الصوفية وحل جل المشاكل الاجتماعية كالصلح بين الناس والتحريض إلى الجهاد النفسي والروحي والدفاع عن الوطن و إطعام الفقراء والمساكين وإيواء الأيتام والمحرومين ، ومن مواقفه الخاصة انه في سنة 1945م عام المجاعة قام الحاكم الفرنسي بجمع حوالي 375 معوز من مختلف الشرائح شيوخ وأطفال ويتامى ومعوزين مصابين بعدت أمراض وأوبئة مختلفة وسلمهم إلى سي الحاج محمد بزاوية الموحدين ابن حضي جميعهم بالرعاية التامة حيث شفيا بعضهم ومات الآخرون وطلب من الشيخ بان لا يتقرب منهم تفاديا للعدوى والأوساخ وغير ذلك فرد عليهم اللهم أحيني مسكينا وامتني مسكينا واحشرني في زمرة المسكين ـ لقد تخرج على يده الكثير من المشايخ والمريدين وأتباع الطرق الصوفية عدد لا يحصى ولا يعد ومنهم الولي الصالح والعارف بالله الشهير الشيخ سيدي الحاج أحمد بن بحوص بن حمزه من ذرية سيدي الحاج بن الدين، الذي فتح زاويته المشهورة بمدينة متلتلي الشعانبة ولاية غرداية لنشر الطريقة الشيخية بمنطقة الجنوب الشرقي كما عين ابنه الحاج الشيخ بزاوية الموحدي و ابنه الشيخ سيدي الحاج المختار على الطريقة الشيخية بزاوية عين السخونة .
ـ الشيخ سيدي محمد بن بحوص من كبار المجاهدين المناضلين، ضد المستعمر الفرنسي آخذا مشعل الجهاد عن والده سيدي بحوص بن الحاج احد قادت الشيخ بوعمامة وعن شيخه المجاهد الشيخ سيد الحاج الطيب بن بوعمامة مواصلا لمقاومات أولاد سيدي الشيخ .
-وفي يوم الاثنين 26 شوال الموافق ل 07/07/1954 توفي الشيخ رحمة الله عليه وتعمده الله برحمته الواسعة واسكنه فسيح جنانه بزاويته بعين السخونة ودفنا بداخل بيت كان مخصصا للعبادة وأصبحت في ما بعد ضريحا يتبرك به .
ـ لقد كتب عن مآثره مخطوطا تحت عنوان " بلغة المحتاج في مناقب سيدي محمد بن بحوص الحاج" من تأليف الدكتور طواهرية عبد الله " ولاية أدرار" هو الآن تحت الطبع ووفاه شعراء عصره تمدح فيه الأخلاق والكرم والزهد و الكرامات الكثيرة والخصال الحميدة .
نسأل الله عز وجل أن يتغمده برحمته تعالى وينفعنا ببركته ويلحقنا به مسلمين لا مبدلين ولا مغيرين {آمين والحمد لله رب العلمين}
--------------
المراجع:جمع وتحقيق خادم الطريقة الشيخية بفرنسا : مصطفى حاكمي .
عن حفيده سيدي زوي محي الدين " حمزة "
6 التعليقات :
بارك الله فيك على الموضوع ، لكن الصورة ليست لضريح سيدي الحاج محمد مول السخونة.
ليس صحيحا كما قال الأخ قادة،فالصورة التي وضعتموها غير ضريحه المعروف ببلدية السخونة بولاية سعيدة ،ويمكن الاستفادة في ترجمته مما كتبه الأستاذ طواهرية عبد الله التواتي الزاوي مما جمعه في كتابه: بلغة المحتاج في مناقب سيدي محمد بن الحاج ،الذي كسره على ستتة وعشرين فصلا ومقدمة وخاتمة،وقد أخذ مادته عن حفيده الحاج الطيب بن الحاج المختار بن الحاج محمد صاحب الترجمة،وقد كان من توفيق الله أن كتبت له كلمة عنه،عدها بكرمه "تقريظا" ،أثبتها في الصغة الثانة والسبعين/72/ساعة جمعه للمادة بزاوية لالة ربيعة بالأبيض سيد الشيخ بولاية البيض.
لهذا وجب التنبيه.
جعلها الله ذخرا لحسناتك أخي كلنا نتفق على أن الصورة ليست هي والصورة التي أضفتها هي لسيدي الحاج بحوص بالأبيض سيدي الشيخ وقد رفعت لك الصورة الحقيقية لزاوية سيدي الحاج محمد والضريح على اليمين
تقبل الله منا ومنكم سائر الإعمال.
أخوك زوي حمزة صاحب المنشورة التي نعلونا هذه المنشورة قدمتها تحت إذن أخونا سيدي الحاج طيب رابط الصورة في الأسفل
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما... أشكر جميع الإخوة الذين ساهموا في إثراء هذه المدونة عموما وفي هذه الترجمة خصوصا للولي الصالح سيدي الحاج محمد بن بحوص رضي الله عنه وأخص بالذكر الأخ زوي حمزة الذي قام بتزويدنا بالصورة الأصلية لزاوية الشيخ... بارك الله فيك أخي الكريم وتقبل الله صيامك وقيامك
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا عن هذا الجهد في ذكر مناقب الشيخ
أرجو ،شر جميع أسماء الزوايا الموجودة بولاية سعيدة
إرسال تعليق