بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
- اليوم نقدم ترجمة لأحد أبرز الشخصيات الجزائرية التي عرفها العالم في القرن الثامن الهجري على الإطلاق إنه العالم العلامة البحر الفهامة برزخ الشريعة والحقيقة الصالح المصلح الناصح المرشد محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق المعروف بـ: الحفيد "العجيسي" التلمساني، والعجيسي نسبة إلى القبيلة الجزائرية العظيمة (عجيسة) المقيمة بجبال مدينة المسيلة، أي في نفس المكان الذي أنشئت فيه القلعة الحمادية.
ترجمة الإمام كما أوردها سيدي عبد الرحمن الثعالبي في كتابه المشهور بالجواهر الحسان في تفسير القرآن.
- الإمام المشهور، العلامة، الحجة، الحافظ، المحقق الكبير، الثقة الثبت، المطلع النظار، المصنف، التقي، الصالح، الزاهد، الورع، البركة، الخاشي لله، الخاشع الأواب، القدوة النبيه، الفقيه المجتهد، الأبرع، الأصولي المفسر المحدث، الحافظ المسند الرواية، الأستاذ المقرئ المجود، النحوي اللغوي البياني العروضي، الصوفي المسلك المتخلق، الولي الصالح العارف بالله، الآخذ من كل فن بأوفر نصيب.
- أخذ العلم عن جماعة، كالسيد الشريف العلامة أبي محمد عبد الله بن الإمام العلم الشريف التلمساني، والإمام عالم المغرب سعيد العقباني، والولي الصالح أبي إسحاق المصمودي، أفرد ترجمته بتأليف، والعلامة أبي الحسن الأشهب العماري، وعن أبيه وعمه ابني الخطيب ابن مرزوق، وبتونيس عن الإمام ابن عرفة، وأبي العباس القصار، وبفاس عن الأستاذ النحوي ابن حياتي الامام، والشيخ الصالح أبي زيد المكودي، والحافظ محمد بن مسعود الصنهاجي الفيلالي في جماعة، وبمصر عن الائمة السراج البلقيني، والحافظ أبي الفضل العراقي، والسراج ابن الملقن، والشمس الغماري، والمجد الفيروز آبادي صاحب " القاموس "، والإمام محب الدين بن هشام ولد صاحب " المغني "، والنور النويري، والولي ابن خلدون، والقاضي العلامة ناصر الدين التنسي، وغيرهم.
- وأجازه من " الأندلس " الأئمة كابن الخشاب، وأبي عبد الله القيجاطي، والمحدث الحفار، والحافظ ابن علاق، وأبي محمد ابن جزي، وغيرهم، وأخذ عنه جماعة من السادات كالشيخ الثعالبي، وقاضي الجماعة عمر القلشاني، والامام محمد بن العباس، والعلامة نصر الزواوي، وولي الله الحسن أبركان، وأبي البركات الغماري، والعلامة أبي الفضل المشذالي، والسيد الشريف قاضي الجماعة بغرناطة أبي العباس بن أبي يحيى الشريف، وأخيه أبي الفرج، وإبراهيم بن فائد الزواري، وأبي العباس أحمد بن عبد الرحمن الندرومي، والعلامة علي بن ثابت، والشهاب ابن كحيل التجاني، وولد العالم محمد بن محمد بن مرزوق الكفيف، والعلامة أحمد بن يونس القسنطيني، والعالم يحيى بن بدير، وأبي الحسن القلصادي، والشيخ عيسى بن سلامة البكري، والعلامة يحيى المازوني، والحافظ التنسي، والامام ابن زكري. "في خلق كثيرين من الأجلاء".
- وقال الحافظ السخاوي: هو أبو عبد الله حفيد ابن مرزوق، ويقال له أيضا " ابن مرزوق "، تلا بنافع على عثمان الزروالي، وانتفع في الفقه بابن عرفة، وأجازه ابن الخشاب والحفار والقيجاطي. وحج قديما سنة تسعين وسبعمائة رفيقا لابن عرفة، وسمع من البهاء الدماميني، والنور العقيلي بمكة، وقرأ بها البخاري على ابن صديق، ولازم المحب ابن هشام في العربية، ثم حج سنة تسعة عشر وثمانمائة، ولقيه رضوان الزيني بمكة، وكذا لقيه ابن حجر - اه.
- مؤلفاته:
وأما تآليفه، فكثيرة منها: شروحه الثلاثة على " البردة ": الأكبر المسمى " إظهار صدق المودة في شرح البردة " استوفي فيه غاية الاستيفاء، ضمنه سبعة فنون في كل بيت، و " الأوسط " و " الأصغر " المسمى " بالاستيعاب لما فيها من البيان والإعراب " و " المفاتيح القرطاسية في شرح الشقراطيسية "، و " المفاتيح المرزوقية في استخراج رموز الخزرجية "، ورجزان في علوم الحديث، الكبير سماه " الروضة " جمع فيه بين ألفيتي ابن ليون والعراقي، و " مختصر الحديقة " اختصر فيه ألفية العراقي، وأرجوزة في الميقات سماه " المقنع الشافي " في ألف وسبعمائة بيت، وأرجوزة ألفية في محاذاة " الشاطبية "، وأرجوزة نظم " تلخيص المفتاح "، وأرجوزة نظم " تلخيص ابن البنا " وأرجوزة نظم " الجمل " الخونجي، وأرجوزة في اختصار " ألفية ابن مالك "، و " نهاية الامل " في شرح جمل الخونجي، و " اغتنام الفرصة في " محادثة عالم قفصة "، وهو أجوبة على مسائل في الفقه والتفسير وغيرهما، وردت عليه من عالم قفصة أبي يحيى بن عقيبة فأجابه عنها، و" المعراج إلى استمطار فوائد الاستاذ ابن سراج " أجاب فيه العالم قاضي الجماعة بغرناطة ابن سراج عن مسائل نحوية ومنطقية، و " نور اليقين في شرح أولياء الله المتقين " تأليف ألفه في شأن البدلاء تكلم فيه على حديث في أول " الحلية " و " الدليل المومي في ترجيع طهارة الكاغد الرومي "، و " النصح الخالص في الرد على مدعي رتبة الكامل للناقص " في سبعة كراريس، ألفه في الرد على عصريه ويلديه الامام قاسم العقباني في فتواه في مسألة الفقراء الصوفية في أشياء صوب العقباني صنيعهم فيها، فخالفه ابن مرزوق، و " مختصر الحاوي في الفتاوي " لابن عبد النور التونسي، و " الروض البهيج في مسألة الخليج " في أوراق نصف كراس، و " أنوار الدراري في مكررات البخاري " وتأليف في مناقب شيخه الزاهد الولي إبراهيم المصمودي في مقدار كراس، و " تفسير سورة الإخلاص على طريقة الحكماء "، وهذه كلها تامة.
- وأما ما لم يكمل من تأليفه، " فالمتجر الربيح والسعي الرحب الفسيح في شرح الجامع الصحيح " صحيح البخاري، و " روضة الأديب في شرح التهذيب "، و " المنزع النبيل في شرح مختصر خليل " شرح منه الطهارة في مجلدين، ومن الأقضية لآخره في سفرين في غاية الإتقان، و " التحرير والاستيفاء والتنزيل لالفاظ الكتاب والنقول " لا نظير له أصلا، لخصه العلامة الراعي، و " إيضاح المسالك في ألفية ابن مالك " انتهى إلى اسم الإشارة والموصول، مجلد في غاية الإتقان، ومجلد في شرح شواهد شراحها إلى باب كان وأخواتها، وله خطب عجيبة، وأما أجوبته وفتاويه على المسائل المنوعة، فقد سارت بها الركبان شرقا وغربا، بدوا وحضرا، ذكر المازوني والونشريسي منها جملة وافرة في كتابيهما، وله أيضا عقيدته المسماة " عقيدة أهل التوحيد المخرجة من ظلمة التقليد "، وعلى منحاه بنى السنوسي عقيدته الصغرى، و " الآيات الواضحات في وجه دلالة المعجزات "، و " الدليل الواضح المعلوم في طهارة كاغد الروم " و " إسماع الضم في إثبات الشرف من قبل الأم ".
- وذكر السخاوي أن من تأليفه شرح فرعي ابن الحاجب، وشرح التسهيل، والله أعلم.
مولده:
ومولده، كما ذكره هو في شرحه على البردة، ليلة الاثنتين رابع عشر ربيع الأول عام ستة وستين وسبعمائة.
- وقال تلميذة الإمام الثعالبي:
وقدم علينا بتونس شيخنا أبو عبد الله بن مرزوق، فأقام بها وأخذت عنه كثيرا، وسمعت عليه جميع " الموطأ " بقراءة صاحبنا أبي حفص عمر ابن شيخنا محمد القلشاني، وختمت عليه " أربعينيات النووي " قراءة عليه في منزلة قراءة تفهم، فكان كلما قرأت عليه حديثا يعلوه خشوع وخضوع، ثم أخذ في البكاء، فلم أزل أقرأ وهو يبكي حتى ختمت الكتاب، وهو من أولياء الله تعالى الذين إذا رأوا ذكر الله.
وأجمع الناس على فضله من " المغرب " إلى الديار المصرية، واشتهر فضله في البلاد، فكان بذكره تطرز المجالس، جعل الله حبه في قلوب العامة والخاصة، فلا يذكر في مجلس إلا والنفوس متشوقة لما يحكي عنه، وكان في التواضع والإنصاف والاعتراف بالحق في الغاية وفوق النهاية، لا أعلم له نظيرا في ذلك في وقته فيما علمته.
- وقال أيضا في موضع آخر: هو سيدي الشيخ الإمام، الحبر الهمام، حجة أهل الفضل في وقتنا وخاتمتهم، ورحلة النقاد وخلاصيتهم، ورئيس المحققين.
وفاته:
توفي يوم الخميس عصر رابع عشر شعبان عام اثنتين وأربعين وثمانمائة، وصلى عليه بالجامع الأعظم بعد صلاة الجمعة، حضر جنازته السلطان فمن دون، لم أر مثله قبله، وأسف الناس لفقده، وآخر بيت سمع منه عند موته: (البسيط)
وقد سمع الثعالبي منه بعد عودته من رحلته إلى تونس.
المرجع:
تفسير الثعالبي المُسمى بالجواهر الحسان في تفسير القرآن للإمام القدوة العلامة سيدي عبد الرحمن الثعالبي رضي الله عنه. الجزء الأول من الصفحة 14 إلى 17.
تنويه:
لقد قمت بإعداد سيرة ذاتية للإمام العلامة ابن مرزوق الحفيد رضي الله عنه استنادا إلى ما وقع بين يدي من تراجم متفرقة في كتب عديدة معتمدة، في كتاب إلكتروني يمكن تحميله على هذا الرابط
- وأما ما لم يكمل من تأليفه، " فالمتجر الربيح والسعي الرحب الفسيح في شرح الجامع الصحيح " صحيح البخاري، و " روضة الأديب في شرح التهذيب "، و " المنزع النبيل في شرح مختصر خليل " شرح منه الطهارة في مجلدين، ومن الأقضية لآخره في سفرين في غاية الإتقان، و " التحرير والاستيفاء والتنزيل لالفاظ الكتاب والنقول " لا نظير له أصلا، لخصه العلامة الراعي، و " إيضاح المسالك في ألفية ابن مالك " انتهى إلى اسم الإشارة والموصول، مجلد في غاية الإتقان، ومجلد في شرح شواهد شراحها إلى باب كان وأخواتها، وله خطب عجيبة، وأما أجوبته وفتاويه على المسائل المنوعة، فقد سارت بها الركبان شرقا وغربا، بدوا وحضرا، ذكر المازوني والونشريسي منها جملة وافرة في كتابيهما، وله أيضا عقيدته المسماة " عقيدة أهل التوحيد المخرجة من ظلمة التقليد "، وعلى منحاه بنى السنوسي عقيدته الصغرى، و " الآيات الواضحات في وجه دلالة المعجزات "، و " الدليل الواضح المعلوم في طهارة كاغد الروم " و " إسماع الضم في إثبات الشرف من قبل الأم ".
- وذكر السخاوي أن من تأليفه شرح فرعي ابن الحاجب، وشرح التسهيل، والله أعلم.
مولده:
ومولده، كما ذكره هو في شرحه على البردة، ليلة الاثنتين رابع عشر ربيع الأول عام ستة وستين وسبعمائة.
- وقال تلميذة الإمام الثعالبي:
وقدم علينا بتونس شيخنا أبو عبد الله بن مرزوق، فأقام بها وأخذت عنه كثيرا، وسمعت عليه جميع " الموطأ " بقراءة صاحبنا أبي حفص عمر ابن شيخنا محمد القلشاني، وختمت عليه " أربعينيات النووي " قراءة عليه في منزلة قراءة تفهم، فكان كلما قرأت عليه حديثا يعلوه خشوع وخضوع، ثم أخذ في البكاء، فلم أزل أقرأ وهو يبكي حتى ختمت الكتاب، وهو من أولياء الله تعالى الذين إذا رأوا ذكر الله.
وأجمع الناس على فضله من " المغرب " إلى الديار المصرية، واشتهر فضله في البلاد، فكان بذكره تطرز المجالس، جعل الله حبه في قلوب العامة والخاصة، فلا يذكر في مجلس إلا والنفوس متشوقة لما يحكي عنه، وكان في التواضع والإنصاف والاعتراف بالحق في الغاية وفوق النهاية، لا أعلم له نظيرا في ذلك في وقته فيما علمته.
- وقال أيضا في موضع آخر: هو سيدي الشيخ الإمام، الحبر الهمام، حجة أهل الفضل في وقتنا وخاتمتهم، ورحلة النقاد وخلاصيتهم، ورئيس المحققين.
وفاته:
توفي يوم الخميس عصر رابع عشر شعبان عام اثنتين وأربعين وثمانمائة، وصلى عليه بالجامع الأعظم بعد صلاة الجمعة، حضر جنازته السلطان فمن دون، لم أر مثله قبله، وأسف الناس لفقده، وآخر بيت سمع منه عند موته: (البسيط)
إن كان سفك دمي أقصى مرادكم *** فما غلت نظرة منكم بسفك دمي
وقد سمع الثعالبي منه بعد عودته من رحلته إلى تونس.
المرجع:
تفسير الثعالبي المُسمى بالجواهر الحسان في تفسير القرآن للإمام القدوة العلامة سيدي عبد الرحمن الثعالبي رضي الله عنه. الجزء الأول من الصفحة 14 إلى 17.
تنويه:
لقد قمت بإعداد سيرة ذاتية للإمام العلامة ابن مرزوق الحفيد رضي الله عنه استنادا إلى ما وقع بين يدي من تراجم متفرقة في كتب عديدة معتمدة، في كتاب إلكتروني يمكن تحميله على هذا الرابط
2 التعليقات :
اللهم ارحمه وارض عنه وعن عبادك الصلحين واهدنا من بعدهم صراطك المستقيم ويا من نورتنا بترجمة هد الامام العلم نورك الله بنورالامان
ما هي الكتب المطبوعة له
إرسال تعليق