بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
سعيد بن أحمد المقري: (928هـ / 1522م).
هو أبو الحسن سعيد بن أحمد المقري التلمساني منشأ ودارا عم الشيخ أبي العباس أحمد المقري المشهور ولد عام 928هـ (1522م) تولى خطة الإفتاء بتلمسان مدة ستين سنة كما تولى الخطابة بالجامع الأعظم مدة خمس وأربعين سنة ولا نعرف تاريخ وفاته وإنما كان على قيد الحياة عام 1001هـ (1593م).
إن الشيخ سعيد المقري كان علاوة على العلوم الشرعية التي كان له الباع الطويل فيها فإنه كان حافظا للعربية والشعر والأمثال كما كان عذب الكلام فصيح القلم ممتع المحضر.
وإليك نموذجا من نثره وهو خطبة جمعة تتضمن أسماء سور القرآن: (( الحمد لله الذي افتتح فاتحة الكتاب بسورة البقرة ليصطفى من آل عمران رجالا ونساء وفضلهم تفضيلا، ومد مائدة أنعامه ورزقه ليعرف أنفال كرمه وحقه على أهل التوبة وجعل ليونس في بطن الحوت سبيلا – ونجى هودا من كربه وحزنه كما خلص يوسف من جبه وسجنه وسبح الرعد بحمده ويمنه، واتخذ الله إبراهيم خليلا، الذي جعل في حجر الحجر من النحل شرابا نوّع اختلاف ألوانه وأوحى إليه بخفي لطفه سبحانه واتخذ منه كهفا قد شيد بنيانه أرسل روحه إلى مريم فتمثل لها تمثيلا، وفضل طه على جميع الأنبياء فأتى بالحج والكتاب المكنون حيث دعا إلى الإسلام: قد أفلح المؤمنون إذ جعل نور الفرقان دليلا، وصدق محمد صلى الله عليه وسلم الذي عجزت الشعراء في صدق نعمته وشهد النمل بصدق بعثه وبين قصص الأنبياء في مدة مكثه ونسج العنكبوت عليه في الغار سترا مسدولا.
وملئت قلوب الروم رعبا من هيبته وتعلم لقمان الحكمة من حكمته وهدى أهل السجدة للإيمان بدعوته وهزم الأحزاب وسباهم وأخذهم أخذا وبيلا، فلقيهم فاطر السموات والأرض بياسين كما نفد حكمه في الصافات وبين صاد صدقه بإظهار المعجزات وفرق زمر المشركين وصبر على أقوالهم وهجرهم هجرا جميلا، فغفر له غافر الذنب ما تقدم من ذنبه وما تأخر وفصلت رقاب المشركين إذ لم يكن أمرهم شورى بينهم وزخرف منار الإسلام وخفي دخان الشرك وخرت المشركون جاثية كما أنذر أهل الأحقاف فلا يهتدون سبيلا، وأذاق الذين كفروا شدة القتال وجاء الفتح للمؤمنين والنصر العزيز وحجر الحجرات العزيز وبقاف القدرة قتلا الخراصون تقتيلا..
كلم الله موسى على جبل الطور فارتقى نجم محمد صلى الله عليه وسلم فاقتربت بطاعته مبادئ السرور واقع الرحمن واقعة الصبح على بساط النور فتعجب الحديد من قدرته وكثرت المجادلة في أمته إلى أن أعيد في الحشر بأحسن مقيلا، امتحنه في صف الأنبياء وصلى بهم إماما في تلك الجمعة ملئت قلوب النافقين من التغابن خسرا وإرغاما فطلق وحرم تبارك الذي أعطاه الملك وعلم بالقلم ورتل القرآن ترتيلا وعن علم الحاقة كم سال فسال الإيمان ودعا به نوح فنجاه الله تعالى من الطوفان وأتت إليه طائفة الجن يستمعون القرآن فأنزل عليه يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا فكم من مدثر يوم القيامة شفقة على الإنسان إذ أرسل مرسلات الدمع فعم يتساءلون أهل الكتاب وما تقبل من نازعات المشركين إذ عبس عليهم مالك وتولاهم بالعذاب وكورت الشمس وانفطرت السماء وكانت الجبال كثيبا مهيلا، فويل للمطففين إذا انشقت السماء بالغمام وطوت ذات البروج وطرق طارق الصور للقيام وعز اسم ربك الأعلى الغاشية الفجر فيومئذ لا بلد ولا شمس ولا ليل طويل، فطوبى للمصلين الضحى عند انشراح صدورهم إذ عاينوا التين والزيتون وأشجار الجنة فسجدوا باقرأ باسم ربك الذي خلق هذا النعيم الأكبر لأهل هذه الدار ما أحيوا ليلة القدر وتبتلوا تبتيلا، ولم يكن للذين كفروا من أهل الكتاب من أهل الزلزلة من صديق ولا حميم وتسوقهم كالعاديات على سواء الجحيم وزلزلت بهم قارعة العقاب وقيل لهم ألهاكم التكاثر هذا عصر العقاب الأليم وحشر الهمزة وأصحاب الفيل إلى النار فلا يظلمون فتيلا.
وقالت قريش ما أنتم من هول الحشر أرأيت الذي يكذب بالدين كيف طرد عن الكوثر وسيق الكافرون إلى النار وجاء نصر الله والفتح وتبت يدا أبي لهب إذ لا يجد إلى سورة الإخلاص سبيلا، فتعوذ برب الفلق من شر ما خلق وتعوذ برب الناس ملك الناس من شر الوسواس الخناس الذي فسق، ونتوب إليه ونتوكل عليه وكفى بالله وكيلا.
مصدر الترجمة:
كتاب باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة دولة بني زيان- لـ الحاج محمد بن رمضان شاوش- .ج2 ص154- ديوان المطبوعات الجامعية 2011.
هو أبو الحسن سعيد بن أحمد المقري التلمساني منشأ ودارا عم الشيخ أبي العباس أحمد المقري المشهور ولد عام 928هـ (1522م) تولى خطة الإفتاء بتلمسان مدة ستين سنة كما تولى الخطابة بالجامع الأعظم مدة خمس وأربعين سنة ولا نعرف تاريخ وفاته وإنما كان على قيد الحياة عام 1001هـ (1593م).
إن الشيخ سعيد المقري كان علاوة على العلوم الشرعية التي كان له الباع الطويل فيها فإنه كان حافظا للعربية والشعر والأمثال كما كان عذب الكلام فصيح القلم ممتع المحضر.
وإليك نموذجا من نثره وهو خطبة جمعة تتضمن أسماء سور القرآن: (( الحمد لله الذي افتتح فاتحة الكتاب بسورة البقرة ليصطفى من آل عمران رجالا ونساء وفضلهم تفضيلا، ومد مائدة أنعامه ورزقه ليعرف أنفال كرمه وحقه على أهل التوبة وجعل ليونس في بطن الحوت سبيلا – ونجى هودا من كربه وحزنه كما خلص يوسف من جبه وسجنه وسبح الرعد بحمده ويمنه، واتخذ الله إبراهيم خليلا، الذي جعل في حجر الحجر من النحل شرابا نوّع اختلاف ألوانه وأوحى إليه بخفي لطفه سبحانه واتخذ منه كهفا قد شيد بنيانه أرسل روحه إلى مريم فتمثل لها تمثيلا، وفضل طه على جميع الأنبياء فأتى بالحج والكتاب المكنون حيث دعا إلى الإسلام: قد أفلح المؤمنون إذ جعل نور الفرقان دليلا، وصدق محمد صلى الله عليه وسلم الذي عجزت الشعراء في صدق نعمته وشهد النمل بصدق بعثه وبين قصص الأنبياء في مدة مكثه ونسج العنكبوت عليه في الغار سترا مسدولا.
وملئت قلوب الروم رعبا من هيبته وتعلم لقمان الحكمة من حكمته وهدى أهل السجدة للإيمان بدعوته وهزم الأحزاب وسباهم وأخذهم أخذا وبيلا، فلقيهم فاطر السموات والأرض بياسين كما نفد حكمه في الصافات وبين صاد صدقه بإظهار المعجزات وفرق زمر المشركين وصبر على أقوالهم وهجرهم هجرا جميلا، فغفر له غافر الذنب ما تقدم من ذنبه وما تأخر وفصلت رقاب المشركين إذ لم يكن أمرهم شورى بينهم وزخرف منار الإسلام وخفي دخان الشرك وخرت المشركون جاثية كما أنذر أهل الأحقاف فلا يهتدون سبيلا، وأذاق الذين كفروا شدة القتال وجاء الفتح للمؤمنين والنصر العزيز وحجر الحجرات العزيز وبقاف القدرة قتلا الخراصون تقتيلا..
كلم الله موسى على جبل الطور فارتقى نجم محمد صلى الله عليه وسلم فاقتربت بطاعته مبادئ السرور واقع الرحمن واقعة الصبح على بساط النور فتعجب الحديد من قدرته وكثرت المجادلة في أمته إلى أن أعيد في الحشر بأحسن مقيلا، امتحنه في صف الأنبياء وصلى بهم إماما في تلك الجمعة ملئت قلوب النافقين من التغابن خسرا وإرغاما فطلق وحرم تبارك الذي أعطاه الملك وعلم بالقلم ورتل القرآن ترتيلا وعن علم الحاقة كم سال فسال الإيمان ودعا به نوح فنجاه الله تعالى من الطوفان وأتت إليه طائفة الجن يستمعون القرآن فأنزل عليه يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا فكم من مدثر يوم القيامة شفقة على الإنسان إذ أرسل مرسلات الدمع فعم يتساءلون أهل الكتاب وما تقبل من نازعات المشركين إذ عبس عليهم مالك وتولاهم بالعذاب وكورت الشمس وانفطرت السماء وكانت الجبال كثيبا مهيلا، فويل للمطففين إذا انشقت السماء بالغمام وطوت ذات البروج وطرق طارق الصور للقيام وعز اسم ربك الأعلى الغاشية الفجر فيومئذ لا بلد ولا شمس ولا ليل طويل، فطوبى للمصلين الضحى عند انشراح صدورهم إذ عاينوا التين والزيتون وأشجار الجنة فسجدوا باقرأ باسم ربك الذي خلق هذا النعيم الأكبر لأهل هذه الدار ما أحيوا ليلة القدر وتبتلوا تبتيلا، ولم يكن للذين كفروا من أهل الكتاب من أهل الزلزلة من صديق ولا حميم وتسوقهم كالعاديات على سواء الجحيم وزلزلت بهم قارعة العقاب وقيل لهم ألهاكم التكاثر هذا عصر العقاب الأليم وحشر الهمزة وأصحاب الفيل إلى النار فلا يظلمون فتيلا.
وقالت قريش ما أنتم من هول الحشر أرأيت الذي يكذب بالدين كيف طرد عن الكوثر وسيق الكافرون إلى النار وجاء نصر الله والفتح وتبت يدا أبي لهب إذ لا يجد إلى سورة الإخلاص سبيلا، فتعوذ برب الفلق من شر ما خلق وتعوذ برب الناس ملك الناس من شر الوسواس الخناس الذي فسق، ونتوب إليه ونتوكل عليه وكفى بالله وكيلا.
مصدر الترجمة:
كتاب باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة دولة بني زيان- لـ الحاج محمد بن رمضان شاوش- .ج2 ص154- ديوان المطبوعات الجامعية 2011.
0 التعليقات :
إرسال تعليق