من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل كتاب عصر الأمير عبد القادر الجزائري

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


- كتاب: عصر الأمير عبد القادر الجزائري.
- تصدير: عبد العزيز سعود البابطين.
- تقديم: أ.د  ناصر الدين سعيدوني.
- الطباعة و التنفيذ: أحمد متولي - أحمد جاسم.
- سنة الإصدار: 2000م
- حقوق الطبع والنشر: مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري.
- حالة النسخة: مفهرسة.

رابط التحميل

هنـا

تصدير:

لعل أبرز شخصية تتبادر إلى الذهن عندما تذكر الجزائر المعاصرة هي شخصية الأمير عبد القادر الجزائري فهو رديف لاسم الجزائر، ولعل النسبة التي عرف بها تبرز هذا الترابط الوثيق فهو يعرف بالجزائر، والجزائر المعاصرة تبدأ به، وتستمر من خلاله.

وعندما وقع اختيار مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري على الجزائر لتكون مقراً لدورة «أبو فراس الحمداني» فإن أول ما تبادر إلى ذهننا أن نحتفل ببطل الجزائر من خلال تخصيص يوم من أيام الندوة المصاحبة للدورة لهذه الشخصية الاستثنائية، وأن يعاد طبع ديوانه مع دراسات تتناول شخصيته ونتاجه الأدبي والفكري.

وعندما كلفت المؤسسة أحد مؤرخي الجزائر كتابة سيرة الأمير من خلال عصره، فلأننا كنا ندرك أن هذه السيرة هي الجانب الأكثر إثارة وإيحاء في شخصية الأمير، فإذا كان نتاج الأمير الأدبي يمثل مرحلة من مراحل الأدب الجزائري، فإن حياته بما تمثله من قيم هي تاريخ الجزائر المعاصرة، فبالأمير يبدأ العصر الحديث في الجزائر، وبه يتصاعد التاريخ تصاعد الساق والأغصان والأوراق من الجذر، فهو ما يزال حاضراً في كل لحظة راهنة من خلال الاقتداء به في لحظات الصعود، أو الأسف له في لحظات السقوط، إنه رمز ومعيار وحكم لجميع الفرقاء الذين يشكلون بنية الجزائر المعاصرة.

لم يسع عبد القادر إلى الإمارة بل هي التي سعت إليه وفرضت نفسها عليه، عندما بحثت الجزائر عن شخص يقودها وهي تواجه خطر محو شخصيتها وكيانها، في هذه اللحظات الحاسمة يفتش الوطن عن الشخص/ الأمة، الشخص الذي يستطيع أن يستوعب الأمة في كيانه ويجسدها بأفعاله وأقواله، وكان الاختيار موفقاً، وحتى يعطي الأمير الشرعية لاختيار وجهاء الوطن فقد أصر على البيعة (الشرعية التقليدية) فكانت البيعة الخاصة ثم العامة وهذا أول درس يعطيه الأمير لكل المتطلعين إلى السلطة في وطننا العربي، فالسلطة هي اختيار شعبي بإرادة حرة وبإجماع وطني وليست كنزاً يستأثر به أصحاب الشوكة.

وعندما أصبح طالب العلم - المثقف - أميراً لم يتغير نمط حياته، فالسلطة بكل ما تتضمنه من جاه وثروة وقوة لم تغيّر من طبيعته ولم تفصله عن الإنسان العادي، إن عبد القادر والذي يتمتع بطاقات غير عادية ظل إنساناً عادياً في أسلوب معيشته، وظل بين شعبه لا يفصله عنه أيّ فاصل أي أنه تجاوز كل قرون الظلام وعاد إلى شفافية السلطة في زمن الخلفاء الراشدين حين لم يكن بإمكان أحد أن يميز الخليفة عن باقي أفراد الشعب.

وخلال خمسة عشر عاماً تولى فيها الأمير السلطة لم يكن ينفرد بالقرارات المصيرية بل كان يستشير العلماء ورؤساء القبائل ويأخذ فتاوى رجال الدين في مواقفه ليؤكد لنا أن الحاكم ليس صاحب القرار الوحيد وإنما القرار هو مسؤولية الشعب من خلال ممثليه المعترف بهم.

وحين وجد الأمير أن أبواب المقاومة قد أغلقت أمامه، ولم يعد قادراً على الوفاء بأمانة السلطة وهي حمل راية الجهاد لإنقاذ الوطن، فضل - بعد الاستشارة - أن يتخلى عن السلطة ويستسلم للعدو مرفوع الرأس، ولم يرض - كما رضي غيره - أن يحتفظ بمظاهر السلطة تحت حراب الأجنبي، فالسلطة في نظره أمانة ورسالة، وعندما يعجز عن تحملها فإن التمسك بها يصبح خيانة وتحويلاً لها من التكليف إلى التشريف، وكانت هزيمة عبد القادر في المعركة أخيراً انتصاراً حقيقياً لشخصه، وتحويل اسمه إلى رمز خالد للمقاومة الوطنية.

وهكذا تصبح سيرة الأمير عبد القادر كرجل سلطة، وصاحب أول مشروع لإقامة دولة وطنية في الجزائر منجماً غنياً بالدروس والإيحاءات، وما يزال هذا المشروع بالرغم من مرور قرن ونصف على انتهائه حياً في المخيلة الوطنية والقومية، كمبادرة تستفز الواقع الذي نعيش فيه وتتحداه كأفق أعلى ما نزال نحنّ إليه ونسعى إلى استعادته في واقعنا المضطرب والملتبس.

وإذ أقدم هذا الكتاب احتفاءً بالأمير عبد القادر الجزائري الذي نعتز جميعاً بتكريم اسمه في دورة أَبي فراس الحمداني، أتوجه بالشكر الجزيل للدكتور ناصر الدين سعيدوني على جهوده الطيبة وتعاونه البناء.

والله ولي التوفيق.

عبد العزيز سعود البابطين
أغسطس 2000 .

2 التعليقات :

غير معرف يقول...

من فضلكم اريد نبدة حول مقاومة الامير عبد القادر

غير معرف يقول...

من فضلكم اريد تحميل الكتاب على الهاتف

إرسال تعليق

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |