بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عبد الله بن المبروك عثماني الطولقي : ( 1312 - 1385هـ) = ( 1894 - 1965م)
هو العالم الأديب الشاعر عبد الله بن المبروك بن الحفناوي بن سيدي علي بن عمر، ولد في بلدة طولقة التابعة لولاية بسكرة (الجزائر)، وتوفي بالمدينة المنورة، وثوى جسده بالبقيع، عاش في الجزائر - تونس - مصر - والحجاز، حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ العربية وعلوم الشريعة في زاوية سيدي علي بن عمر رضي الله عنه بمسقط رأسه، ثم شد رحاله إلى تونس طلبًا للعلم في جامع الزيتونة، ومنها إلى مصر، فجاور في الأزهر حتى حصل على شهادة العالمية، عاد إلى طولقة وعمل معلمًا في الزاوية العثمانية، وبقي فيها حتى (1953)، ثم ضاق بالاستعمار الفرنسي وبطشه، فهاجر إلى المدينة المنورة، وظل بها بقية حياته.
الإنتاج الشعري:
له قصائد نشرتها صحف ومجلات عصره، وبخاصة جريدة النجاح التي كانت تصدر بقسنطينة، ومنها: «مدح النبي صلى الله عليه وسلم» - 1926/9/14، و«تقلدت شيخ العرب عقدًا مرصعًا» - 1929/4/5، و«في رثاء شيخنا النحرير سيدي المداني» - 1930/9/23.
بعض من قصائده وأشعاره:
عناوين القصائد:
- في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ألا يارعاك الله.
- في رثاء قريب.
- أحمد الله.
1) في مدح النبي صلى الله عليه وسلم
أنت الذي سبَّحَ الحصباءُ في يده *** وشُقَّ بدرٌ له في سابقِ القِدمِ
أنت الذي أيـن سارَ ظلَّلتْه غما *** مَةٌ، تَقيهِ وطيسًا للهجيرِ حَم
أنت المرجَّى وأنت المُسْتغاثُ به *** وأنت نعـمَ المنى لكلِّ مُحترَم
أنت الملاذُ وأنت السيّد السَّندُ *** وخُلْقُه ظاهرٌ في نونِ والقلم
أنت الذي أيـن سارَ ظلَّلتْه غما *** مَةٌ، تَقيهِ وطيسًا للهجيرِ حَم
أنت المرجَّى وأنت المُسْتغاثُ به *** وأنت نعـمَ المنى لكلِّ مُحترَم
أنت الملاذُ وأنت السيّد السَّندُ *** وخُلْقُه ظاهرٌ في نونِ والقلم
2) ألا يا رعاك الله
ألا يا رعاك الله ألا يا رعاكَ اللهُ يـا طلعةَ البدرِ *** ويا كوكبَ الإسعاد يا بهجةَ العصر
إليكمْ شدَدْتُ للرحيل مطـيَّتي *** فضجَّتْ لما تلقـاه من شدة السَّيْر
فلما وصلتُ للقِبابِ أنخْتها *** فألقتْ عُرا الإرجال عـن كاهل الظهر
إليكمْ شدَدْتُ للرحيل مطـيَّتي *** فضجَّتْ لما تلقـاه من شدة السَّيْر
فلما وصلتُ للقِبابِ أنخْتها *** فألقتْ عُرا الإرجال عـن كاهل الظهر
3) في رثاء قريبٍ
إنما الدنيا كفُلْكٍ سائرٍ *** فـوق ماء البحرِ ذي الماء الكثيرْ
جمعتْ بـيـن ذلـيلٍ وعزيزٍ *** وحـوَتْ كلَّ غنـيٍّ وفقير
ومواني البحر في سـاحلِه *** فإلى وجهتِهـا الناسُ تسير
منهمُ مَنْ جاوزَ الـبحرَ سُرًى *** منهمُ فـيـه غريقٌ وحسير
هكذا الدنيا فناءٌ وردًى *** هكذا الدنيا إلى الـموت تصـير
جمعتْ بـيـن ذلـيلٍ وعزيزٍ *** وحـوَتْ كلَّ غنـيٍّ وفقير
ومواني البحر في سـاحلِه *** فإلى وجهتِهـا الناسُ تسير
منهمُ مَنْ جاوزَ الـبحرَ سُرًى *** منهمُ فـيـه غريقٌ وحسير
هكذا الدنيا فناءٌ وردًى *** هكذا الدنيا إلى الـموت تصـير
4) أحمد الله
أحمدُ اللهَ أولاً في ابتداءِ *** وله الشكر سـيّدي وثنـائي
وصلاة الرحمن تتـرى على مَنْ *** أفضلُ الخلق أفصحُ الفصحاء
سيّدُ الرسْلِ والخلائق *** وجمـيع الأملاكِ والأنبـياء
أحمدُ الـمصطفى ويس طه *** صاحب الحوض أسعـدُ السعداء
وصلاة الرحمن تتـرى على مَنْ *** أفضلُ الخلق أفصحُ الفصحاء
سيّدُ الرسْلِ والخلائق *** وجمـيع الأملاكِ والأنبـياء
أحمدُ الـمصطفى ويس طه *** صاحب الحوض أسعـدُ السعداء
الأعمال الأخرى:
- نشر له مقال بعنوان «بحث أخلاقي: حياة الإنسان بالتربية الحسنة» - جريدة النجاح - قسنطينة - 1926/9/14 ، وكلمة بعنوان «ونحن معكم أيضًا يا رجال النجاح في جريدة النجاح» - جريدة النجاح - قسنطينة - 1928/8/19.
- شعره يتنوع بين الغزل والمديح والوصف والرثاء، وانتقاد الأوضاع الاجتماعية المتردية في عصره، تغلب عليه الروح العلمية الفقهية.
- حصل على الجائزة الأولى في مسابقة تشطير أبيات لمحمد النجار بن عمارة الحركاتي من بين 120 شاعرًا شاركوا في المسابقة.
مراجع الدراسة:
1 – أبو القاسم سعد الله: تاريخ الجزائر الثقافي - دار الغرب الإسلامي - بيروت 1998.
2 - سليمان الصيد: تاريخ الشيخ علي بن عمر شيخ زاوية طولقة الرحمانية - دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع - الجزائر - (د.ت).
3 - عبد الرحمن بن الحاج: الدر المكنوز في حياة سيدي علي بن عمر وسيدي بنعزوز - مطبعة النجاح – 191.
4 - عبدالله ركيبي: الشعر الديني الجزائري الحديث - المؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع - الجزائر 1981.
5 - الدوريات: سليمان الصيد: عبدالله بن المبروك عثماني الطولقي - الحلقة الأولى - جريدة النصر - الجزائر - 7 من يونيو 1987.
6 - عبد الله بن مبروك عثماني الطولقي - الحلقة الثانية - جريدة النصر - الجزائر - 8 من يونيو 1987.
مصدر:
معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين.
0 التعليقات :
إرسال تعليق