من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

ترجمة الولي الصالح سيدي الحاج محمد بن بحوص رضي الله عنه



بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين .

نبدة تاريخية عن الشيخ سيدي الحاج محمد بن بحوص رضي الله عنه

مؤسسة " الزاوية الشيخية" بعين السخونة ولاية سعيدة الجزائر
--------------------------------------------
-هو الشيخ الولي الصالح سيدي زوي محمد من مواليد سنة 1894 بأربوات البيض ابن بحوص بن الحاج بن محمد بن الطيب بن يؤسف بن سليمان بن الحاج الشيح بـــــن سيدي عبد القادر بن محمد المعروف بسيدي الشيخ المنحدر من ذرية سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ولامه فاطنة بنت الشيخ بن محمد البودواوي من ذرية سيدي الشيخ.

-تربى وترعرع في أحضان والده بمسقط رأسه ورحل مع والده إلى منطقة الشط الشرقي ضواحي الرقاصة البيض " الجزائر " تعلم القرآن الكريم ومبادئ الفقه والسيرة النبوية عن عدة مشايخ منهم الشيخ الفاضل والعلامة الجليل سيدي الحاج محمد بن عبد القادر الشريف التاجرونى بمدينة البيض ولازمه حتى الوفاة أخذ عنه الطريقة القادرية والإذن في تلقينها، وجددها عن الشيخ مولاي عبد الله من أحفاد الولي الصالح سيدي الحاج بن عامر بمدينة البيض ، وأخذ الطريقة التيجانية والطريقة الطيبية عن الشيخ الولي الصالح مولاي التهامي بالمغرب، وهكذا أصبحت زاويته تسمى زاوية الطرق الصوفية .

-في الثلاثين من عمره انتقل إلى زاوية الشيخ بوعمامة بمنطقة برقم عين بني مطهر - جرادة وجدة - بالمغرب عند الشيخ القطب الشهير سيدي الحاج الطيب بن سيدي بوعمامة فتتلمذ له واخذ عنه الطريقة الشيخية الشاذلية، وهنالك حصل له الفتح الأكبر ،وأخذ الإذن في فتح زاويتين الأولى زاوية الموحدين لنشر الطريقة الشيخية ببلدية الرقاصة ولاية البيض هذا في سنة 1933 والثانية الزاوية بعين السخونة ولاية سعيدة في سنة 1946 كلاهما يتميزان عن باقي الزوايا بحفريات تتمثل بمسجد وقاعة لضيوف ومطبخ ودار للعبادة *الخلوة*وعدة بيوت لزوار ولازالت موجودة كمعالم تاريخية وسياحية وثقافية إلى الآن اتخذت قبلة لزائرين للتبرك .

-نظرا للسمعة الطيبة وتقواه وورعه والمعاملات الحسنة والكرامات العديدة التي شهد له بها العام والخاص نال حب واحترام الجميع مما ارتقى إلى مقام المشيخة للطريقة الشيخية ببلاد الجزائر، بتأييد من جميع شيوخ واعيان وجهاء أولاد سيدي الشيخ ومما ذكره الدكتور عبد القادر خليفي في كتابه الطريقة الشيخية في الصفحة28 متحدثا عن ما قاله الجنرال بيجي اوندري في كتابه coutrubition à l'ètude des confrèriès الجزائر 1956الصفحة 240 تحت عنوان شيوخ الطريقة بعد الشيخ بوعمامة ، الواقع انه بعد وفاة الشيخ بوعمامة سنة 1808 انتقلت المشيخة إلى ابنه الشيخ سيدي الحاج الطيب بالعيون سيدي ملوك بالمغرب .

-وفي سنة 1949 وبعد حدوث شقاق بين أولاد سيدي الشيخ، بين سيد العربي بن الدين بن حمزة المعين باشا آغا على أولاد سيدي الشيخ وبين حمزة بوبكر الذي سيصبح عميد مسجد باريس تدخل سيدي الشيخ عبد الحاكم بن سيدي الحاج الطيب بن الشيخ بوعمامة ممثل أولاد سيدي الشيخ الغرابة خليفة والده سيدي الطيب على الطريقة الشيخية للصالح منهما انعقد على اثر ذالك اجتماع ضم معظم أعيان أولاد سيدي الشيخ للبيض وعين بي مطهر في 05 أوت 1949بمدينة البيض بحضور لعرج سي عبد الرحمان من زاوية القنادسة الذي عرض وساطته بين الطرفين وقد قرر المجلس إبقاء السي العربي على رأس الزاوية ومع ذلك تمت تسمية سيد الحاج محمد بن بحوص مقدم زاوية عين السخونة المعروف بتقواه والذي يحضا بكل الاحترام كشيخ لطريقة الشيخية ومسئول على محافظة عقيدتها الروحية بالجزائر ،وسمي حمزة بوبكر أمينا عاما للجمعية وقد ساهمت هذه الإجراءات في توحيد الطريقة الشيخية وبعد سيدي الحاج محمد بن بحوص انتقلت مشيخة زاوية السخونة إلى ابنه سيدي الحاج المختار الذي قد وافته المنية في 18 مارس 2007 ومما جاء في الصفحة 66 من كتاب الطريقة الشيخية لمؤلفه الدكتور عبد القادر خليفي أورد الدكتور احمد بن نعوم في كتابه أولاد سيدي الشيخ الذي حصل على شهادة دكتورا دولة من بروفانس بفرنسا رواية مفادها أن السي الحاج محمد مول السخونة كان يحب عبد القادر الجيلاني وينضم فيه أشعار مديحية ويتأثر بذالك حتى يبكي وذات يوم قرر السفر إلى بغداد لزيارة ضريحه خرج كسائح ينتقل من زاوية إلى أخرى إلى أن وصل لبلدة متليلي ، وكان وهو في الطريق يرى في الحلم حيوانا متوحشا _ورن_ يهدده بقطعة حجر كانت بين يديه وهو يقول له عد وإلا قتلتك ولما وصل إلى متليلي رأى سيد الشيخ يقول له عد وستجد عندي ما ترغب فيه فعاد إلى الأبيض سيدي الشيخ حيث مدفنه ، أما للزاويتين دور هام في تعليم القرآن الكريم ونشر تعاليم الدين الإسلامي ونشر الطرق الصوفية وحل جل المشاكل الاجتماعية كالصلح بين الناس والتحريض إلى الجهاد النفسي والروحي والدفاع عن الوطن و إطعام الفقراء والمساكين وإيواء الأيتام والمحرومين ، ومن مواقفه الخاصة انه في سنة 1945م عام المجاعة قام الحاكم الفرنسي بجمع حوالي 375 معوز من مختلف الشرائح شيوخ وأطفال ويتامى ومعوزين مصابين بعدت أمراض وأوبئة مختلفة وسلمهم إلى سي الحاج محمد بزاوية الموحدين ابن حضي جميعهم بالرعاية التامة حيث شفيا بعضهم ومات الآخرون وطلب من الشيخ بان لا يتقرب منهم تفاديا للعدوى والأوساخ وغير ذلك فرد عليهم اللهم أحيني مسكينا وامتني مسكينا واحشرني في زمرة المسكين ـ لقد تخرج على يده الكثير من المشايخ والمريدين وأتباع الطرق الصوفية عدد لا يحصى ولا يعد ومنهم الولي الصالح والعارف بالله الشهير الشيخ سيدي الحاج أحمد بن بحوص بن حمزه من ذرية سيدي الحاج بن الدين، الذي فتح زاويته المشهورة بمدينة متلتلي الشعانبة ولاية غرداية لنشر الطريقة الشيخية بمنطقة الجنوب الشرقي كما عين ابنه الحاج الشيخ بزاوية الموحدي و ابنه الشيخ سيدي الحاج المختار على الطريقة الشيخية بزاوية عين السخونة .

ـ الشيخ سيدي محمد بن بحوص من كبار المجاهدين المناضلين، ضد المستعمر الفرنسي آخذا مشعل الجهاد عن والده سيدي بحوص بن الحاج احد قادت الشيخ بوعمامة وعن شيخه المجاهد الشيخ سيد الحاج الطيب بن بوعمامة مواصلا لمقاومات أولاد سيدي الشيخ .



-وفي يوم الاثنين 26 شوال الموافق ل 07/07/1954 توفي الشيخ رحمة الله عليه وتعمده الله برحمته الواسعة واسكنه فسيح جنانه بزاويته بعين السخونة ودفنا بداخل بيت كان مخصصا للعبادة وأصبحت في ما بعد ضريحا يتبرك به .

ـ لقد كتب عن مآثره مخطوطا تحت عنوان " بلغة المحتاج في مناقب سيدي محمد بن بحوص الحاج" من تأليف الدكتور طواهرية عبد الله " ولاية أدرار" هو الآن تحت الطبع ووفاه شعراء عصره تمدح فيه الأخلاق والكرم والزهد و الكرامات الكثيرة والخصال الحميدة .

نسأل الله عز وجل أن يتغمده برحمته تعالى وينفعنا ببركته ويلحقنا به مسلمين لا مبدلين ولا مغيرين {آمين والحمد لله رب العلمين}

--------------
المراجع:

جمع وتحقيق خادم الطريقة الشيخية بفرنسا : مصطفى حاكمي .
عن حفيده سيدي زوي محي الدين " حمزة "
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي محمد بن علي المعروف بـ:سيدي هجرس


ضريح سيدي هجرس رضي الله عنه

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، سيدنا محمد وآله وصحبه ومن ولاه.

01) أولا ذكر شجرة نسب سيدي هجرس رضي الله عنه الصحيحة التي لا خلاف فيها.

هو الولي الصالح سيدي محمد المُكنى بــ: "سيدي هجرس" بن على بن سيدي بوزيد بن علي بن موسى بن علي بن المهدي بن صفوان بن يسار بن موسى بن عيسى بن سيدنا إدريس الأصغر بن سيدنا إدريس الأكبر بن سيدنا عبد الله الكامل بن سيدنا الحسن المثنى بن سيدنا الحسن السبط بن سيدنا علي كرم الله وجهه وإبن سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام ابنة سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد عليه أفضل الصّلاة وأزكى التّسليم .

02) ترجمة الولي الصالح سيدي هجرس رضي الله عنه

1- مولده ونسبه الشريف:

هو الولي الصالح الزاهد صاحب الكرامات سيدي محمد بن علي المكنى بــ: "سيدي هجرس" المنحدر من سلالة الأدارسة، بن علي بن بوزيد بن علي بن موسى ، وقع ازدياده رضي الله عنه بقرية تُسمى "أسلا" بالمغرب الأقصى غرب مدينة فاس سنة 500 هجرية ولما بلغ من العمر 20 عشرين سنة انتقل من أسلا المغربية واتجه إلى قلعة الحمادية حيث مكث بها عدة سنوات حتى سنة 540 هجرية ثم خرج منها وسار وله أتباع ومريدين كُثر لعظم بركاته وسلطانه حتى بلغ برج الطابية الذي الآن معالمه موجودة إلى يومنا هذا الذي بناه مولاي عثمان الإدريسي وخلاه منه بسره الإلهي وسلم له جميع الأراضي وله أخبار شتى تدل على سلطانه وفي آخر حياته ترك كل ما كان عليه من أملاك وتفرغ للخلوة واجتهد في العبادة حتى أتاه اليقين، وكانت وفاته حوالي سنة 598 هجرية.

2- أولاده:

بعد وفاة الولي الصالح سيدي هجرس ترك ثلاثة أولاد:

- سيدي قديم المكنى بــ: "سيدي يحيا الحر" الذي بجبل أفول ببلدية تطري المغربية.
- سيدي عبد الرحمان المكنى بـ: "سيدي زرزور" الذي كساه الزرزور بواد بسكرة وقبره يزار هناك يتوسط هذا الوادي فكني به أي سيدي زرزور بالجزائر.



ضريح سيدي زرزور رضي الله عنه بـ:ولاية بسكرة "الجزائر"

- سيدي عامر الذي بقي في المنطقة وقد خلف سيدي عيسى والتي تعرف المنطقة باسمه وهم فرقة أولاد عيسى حاليا أيضا بالجزائر.

3- ومن ذريتهم:

سيدي أسعيد والذي تعرف الفرقة باسمه أي "أولاد سعيد".
وسيدي عبد الله الذي تعرف الفرقة حاليا "بأولاد عمرة".
وسيدي التواتي وتعرف الفرقة باسمه أي "أولاد التواتي" حاليا الواقعة قرب بن يلمان .
وسيدي أعمر والذي تعرف الفرقة باسمه "أولاد عيشة".

هذا ما استطعت جمعه من معلومات حول حياة هذا الولي الصالح المشهور بسيدي هجرس ، صاحب الكرامات العديدة التي لا يزال أهالي تلك المنطقة يذكرونها في ما بينهم إلى يومنا هذا مما يدل على علو شأنه ومقامه عند الله ،فرضي الله عنه ونور ضريحه واسكنه أعلى الجنات مع المقربين آمين ... هذا والله أعلم فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وصلي اللهم وبارك على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تكملة الموضوع

ترجمة العلامة سيدي عبد الوهاب الشعراني التلمساني دفين مصر


مسجد سيدي عبد الوهاب الشعراني

المبحث الأول في شجرة نسب سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه

1 ترجمة حرفية من كتاب الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية



أسرة الشعراني:

إلى الدوحة الهاشمية العلوية يرتفع نسب الشعراني فجده الأعلى هو محمد ابن الحنفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

وقد هاجر أجداده إلى المغرب الأقصى في الموجات المهاجرة من البيت العلوي التي اختارت الأطراف النائية من الإمبراطورية الإسلامية وفرارا من الملاحم المتتابعة بينهم وبين البيت الأموي تارة والبيت العباسي تارة أخرى .

وكان الملك في مدينة - تلمسان - وما جاورها لقبيلة بني زغلة، وإلى تلك القبيلة ينتسب:عبد الوهاب الشعراني.

ولقد أرخ الشعراني لنفسه في كتابه لطائف المنن فلنستمع إليه وهو يحدثنا عم نفسه بأسلوبه الخاص به :
... أحمد الله تعالى حيث جعلني من أبناء الملوك فإني بحمد الله تعالى عبد الوهاب بن أحمد بن علي بن احمد بن محمد بن زوفا بن الشيخ موسى المكنى في بلاد البهنسا بابي العمران جدي السادس السلطان احمد بن السلطان سعيد بن السلطان فاشين بن السلطان يحيا بن السلطان زوفا بن السلطان ريان بن السلطان محمد بن موسى بن السعيد بن محمد بن الحنفية بن الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه.



وكان جدي السابع وهو السلطان احمد سلطانا في مدينة تلمسان في عصر الشيخ أبي مدين المغربي ولما اجتمع به جدي موسى قال له الشيخ أبو مدين : لمن تنتسب ؟ قال والدي السلطان أحمد فقال له : إنما عينت نسبك من جهة الشرف فقال أنتسب إلى السيد محمد بن الحنفية فقال له ملك، وشرف ، وفقر ، أي التصوف لا يجتمعن ، فقال يا سيدي قد خلعت ما عدا الفقر، فرباه فلما كمل في الطريق أمر بالسفر إلى صعيد مصر وقال أسكن بناحية (هو) فإن بها قبرك فكان الأمر كما قال.

ولم يحدد لنا التاريخ السنة التي هاجر فيها موسى إلى مصر ولكن كتب التاريخ حددت لنا تاريخ وفاته فقد توفي ببلدة (هو) عام 707 هـ بعد أن نجحت دعوته واهتدى يهديه الصوفي جمهور في الصعيد الأعلى.

واستمرت أسرة الشعراني في الصعيد حتى مطلع القرن التاسع هجري فهاجر عميدها احمد إلى ساقية أبي شعرة بالمنوفية وأسس بها زاوية للعلم والعبادة وأتنقل إلى جوار ربه عام 828 هـ .

المراجع:

كتاب الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية



المبحث الثاني ترجمة الشيخ من كتاب " شذرات الذهب"

الشيخ عبد الوهاب بن أحمد الشعراني الشافعي



قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في طبقاته :

هو شيخنا الإمام العامل العابد الزاهد الفقيه المحدث الأصولي الصوفي المربي المسلك من ذرية محمد بن الحنفية ، ولد ببلده ونشأ بها ومات أبوه وهو طفل ،ومع ذلك ظهرت فيه علامة النجابة ومخايل الرياسة والولاية، فحفظ القرآن وأبا شجاع والأجرومية وهو ابن نحو سبع أو ثمان ثم انتقل إلى مصر سنة إحدى عشرة وتسعمائة وهو مراهق فقطن بجامع الغمري وجد واجتهد فحفظ عدة متون منها المنهاج والألفية والتوضيح والتلخيص والشاطبية وقواعد ابن هشام ، بل حفظ الروض إلى القضاء وذلك من كراماته ،وعرض ما حفظ على علماء عصره ثم شرع في القراءة فأخذ عن الشيخ أمين الدين إمام جامع الغمري قرأ عليه ما لا يحصى كثرة منها الكتب الستة ،وقرأ على الشمس الدوخلي والنور المحلي والنور الجارحي ومنلا على العجمي وعلى القسطلاني والاشموني والقاضي زكريا والشهاب الرملي ما لا يحصى أيضا.

ثم قال :

{ هو فقيه النظر صوفي الخبر له دراية بأقوال السلف ومذاهب الخلف }

إلى أن قال :

{ أقبل على الاشتغال بالطريق فجاهد نفسه مدة وقطع العلائق الدنيوية ومكث سنين لا يضطجع على الأرض ليلا ولا نهارا}

ثم قال:

{ أخذ عن مشايخ الطريق فصحب الخواص والمرصفي والشناوي فتسلـّك بهم ثم تصدى للتصنيف فألف كتبا...}

منها:
الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية
مختصر الفتوحات وسنن البيهقي الكبرى
ومختصر تذكرة القرطبي والميزان
والبحر المورود في المواثيق والعهود
وكشف الغمة عن جميع الأمة
والمنهج المبين في أدلة المجتهدين
والبدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير
ومشارق الأنوار القدسية في العهود المحمدية
ولواقح الأنوار
واليواقيت والجواهر في عقائد الأكابر
والجوهر المصون في علوم الكتاب المكنون
وطبقات ثلاثة
ومفحم الأكباد في مواد الاجتهاد
ولوائح الخذلان على من لم يعمل بالقرآن
وحد الحسام على من أوجب العمل بالإلهام
والبراق الخاطف لبصر من عمل بالهواتف
ورسالة الأنوار في آداب العبودية
وكشف الران عن أسئلة الجان
وفرائد القلائد في علم العقائد
والجواهر والدرر
والكبريب الأحمر في علوم الكشف الأكبر
والاقتباس في القياس
وفتاوي الخواص
والعهود ثلاثة
وغير ذلك مما لا يعد ولا يحصى ...

وحسده طوائف فدسوا عليه كلمات يخالف ظاهرها الشرع وعقائد زائغة ومسائل تخالف الإجماع وأقاموا عليه القيامة وشنعوا وسبوا ورموه بكل عظيمة فخذلهم الله واظهره عليهم وكان مواظباً على السنة مبالغا في الورع مؤثرا لذوي الفاقة على نفسه حتى بملبوسه متحمل للأذى موزع أوقاته على العبادة ما بين تصنيف وتسليك وإفادة، واجتمع بزاويته من العميان وغيرهم نحوه مائة فكان يقوم بهم نفقة وكسوة، وكان عظيم الهيبة وافر الجاه والحرمة تأتي إلى بابه الأمراء ، وكان يسمع لزاويته كدوي النحل ليلا ونهارا ، وكان يحي ليلة الجمعة بالصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم ،ولم يزل مقيماً على ذلك مُعظـَماً في صدور الصدور إلى أن نقله الله تعالى إلى دار كرامته .

انتهى من كتاب " شذرات الذهب " .

من أقواله رضي الله عنه :

1. إن الطاعة إذا لم تكن خالصة فأنها تورث صاحبها الجفاء وقساوة القلب .
2. لا يتجسس على العورات إلا فاسق ، فان القلب المطهر من السوء لا يظن في الناس إلاّ خيراً.
3. دوروا مع الشرع كيف كان .
4. إياك يا أخي إذا عرفت العلم أن تتخذه سلاحا تقاتل به كل من له عليك حق ، فان ذلك حق أُريد به باطل.
5. اعلم يا أخي إن كل ما حصل لك بواسطة مجالسته إثم فهو جليس سوء .
6. اعلم يا أخي انه كلما كثر علم العبد كثر حسابه، وكذلك القول في المال والعمر ، فيسأل العالم عن كل مسألة تعلمها هل عمل بها أم لا، وعن كل درهم اكتسبه هل فتش عليه من حيث الحل أم لا وهكذا .


ضريح سيدي عبد الوهاب الشعراني قدس الله سره.
رضي الله عنه وأرضاه ونور ضريحه وأمدنا بأسراره وأنواره آمين آمين آمين والحمد لله رب العالمين.

هوامش/
تلمسان: مدينة تقع غرب الجزائر وبها ضريح سيدي أبي مدين الغوث قدس الله سره

تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي سليمان بن أبي سماحة.


ضريح سيدي سليمان بن ابي سماحة بني ونيف ولاية بشار الجزائر

مولده ونسبه الشريف:

هو الفقيه الأديب المحدث العلامة الإمام القطب المربي الصوفي الشهير، العارف بالله تعالى والدال عليه : سيدي الشيخ أبو داود سليمان بن أبي سماحة البكراوي نسبه إلى جده سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه إزداد حوالي سنة 865 ه 1461م يقال عن مكان ولادته، قرب أربا، أو أكثر غربا ، نحو الشلالة الظهرانية ( الجزائر ) تعلم في طفولته في المركز الذي أسسه والده سيدي أبو سماحة رئيس البوبكرية، وفجيج التي أشرف عليها المعلمون الأدارسة، في هذين الموضعين اللذين يؤويان أشهر مؤسسات الناحية تعلم أصول الدين الشرعية ( القرآن الكريم، العقيدة الأشعرية، النحو، الحديث، التفسير، الفقه المالكي ).

اسفاره ورحلاته:

غادر سيدي سليمان ناحية مسقط رأسه للدراسة في المغرب، وإسبانيا المسلمة، إثنى عشرة سنة دراسة ومن عدة جهات من شمال إفريقيا ثم الأندلس ليتابع في غرناطة دروس مشائخ أجلاء كالشيخ سيدي خليل، وإبن أردون والعلامة السبكي وغيرهم، وأنه لجأ إلى فاس حيث كلف بالتدريس في جامع القرويين الشهير، مهمة أداها مدة سبع سنوات أجاد وأفاد.

زواجه:

تزوج سيدي سليمان من السيدة عائشة الشريفة بنت سيدي عبد الجبار الفجيجي، وهي من عائلة علماء أدارسة معروفة جدا في فجيج، ومن هذا الزواج ولد سيدي أحمد المجدوب جد المجادبة حسب الرواية كان سيدي سليمان في هذه الحقبة قد تزوج من إمرأة إدريسية أخرى تسمى السيدة المالحة سليلة سيدي عبد الرحمان الودغيري شرفاء بني ونيف أم سيدي محمد، وحسب بعض الروايات فقد تزوج من إمرأة أخرى من أحلاف تيوت قد تكون أم للا صفية جدة أولاد أنهار وهناك روايات عديدة تضيف سيدي التومي، المدفون قرب المكان الذي دفن فيه سيدي إبراهيم في الأبيض سيدي الشيخ، وعبد الله المتوفي في سن مبكر والمدفون قرب أبيه في بني ونيف ( الجزائر ).

إتصاله بعلماء وأولياء عصره:

جذبته الحركة الصوفية فزار الزوايا النشيطة للجنوب المغربي حتى إلتقى بالشيخ القطب سيدي أحمد بن يوسف الملياني شيخ الطريقة الشاذلية في عصره ونال مراده في فترة وجيزة " إثر قصة المذابيح " حيث إستقر غير بعيد من قصر بني ونيف، المكان المسمى الصالحين، أسس هناك زاوية علم فيها طريقة سيدنا أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه داعيا للإسلام يثقف الأهالي، كما أسلم على يديه عدد كبير من المسيحيين الإسبان، قابله جل المواطنين بالحفاوة والترحاب واستحق لقب " مذبوح سيدي أحمد بن يوسف " ونال مقدم في طريقته وجلب إليها " البوبكرية والقبائل الحليفة لهم، الرزاينة، أولاد زايد، العكرمة و حميان".

بعض ألقاب سيدي سليمان بن أبي سماحة :

سماحي، حمياني، بوداود، بودواية، أحمر اللحية، أحمر الشيب .
نعرف بأنه إشتغل كثيرا إماما وخطيبا صوفيا في فجيج، تعرض إلى مضايقات عديدة في القرية الصعبة المعاشرة أين يحتكر الأدارسة العلم منذ ما يقارب ستة قرون وأين كانت المجموعات الأثنية المتناثرة في صراع دائم، إلا أن أحسن مثال نجده لإعطاء فكرة عن الشهرة التي حظي بها، هو نقل الرأي النهائي لأهل فجيج في رواية سجلها " الهاشمي بن محمد " أنه " توفي سيدي سليمان في فجيج أين كان موقرا، قبل وفاته كانت قصور فجيج تتصارع على شرف إمتلاك جثته ... ".

أما " أ- مزيان " فإنه لا يتردد في الكتابة بكل بساطة في دراسته الشهيرة عن فجيج بأن " سيدي سليمان كان كبير الأولياء " . في الناحية .

وفاته :

توفي سيدي سليمان رحمه الله حوالي 945 هـ 1539 م عن عمر يناهز 80 سنة تحكي الروايات : أن سيدي سليمان أمر أن يوضع جسده بعد وفاته على بغلة يخلى سبيلها وفي المكان الذي تتوقف فيه يدفن، هكذا كان فدفن الولي الصالح في قرية بني ونيف ( الجزائر ) أعاد الله علينا من بركاته أمين.
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |